|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() لعل البعض تعجب من هذا العنوان وقال نطير! كيف نطير؟! ولكن حقاً سنطير~ سننطلق بعيداً عن هذه الدنيا فلقد تعبنا كثيراا وتعبت قلوبنا من سماع الأخبار والتكلم فى السياسة ليلاً مع نهار هيا بنا نطير ونحلق بقلوبنا الى الله نعم الى الله هيا لنرتحل بقلوبنا الى هذه الجنة ليست جنة الآخرة هذه فهذه سنجدها فى آخر الطريق ◕‿◕غمضى عينيكى♡ احلمـــ ★ـــى.. كل حاجة هنا ☜ •.★*... ممكنة...*★.• •*.: لا سآخذك هذه المرة لنطير بقلوبنا الى جنة الدنيا التى اذا ما دخلتيها لن تدخلى جنة الآخرة قال شيخ الاسلام ابن تيمية : (( إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخـــرة )) . تلك الجنـــــة هي محبــة الله عز وجل ومعرفته ودوام ذكره على كل حال وإفراده ليس بالعبادة فحسب بل بالحـــب والخــوف والتوكـــل والرجـــاء ومتى ماأصبح العبد كذلك فقد حظي بجنــة الدنيا والنعيـــم الذي لا يشبهه نعيــــم أبدا . وذلك في لذة قيام الليل ولقائه عز وجل لعباده فيـه , فما بالك حبيبتى فيمن داوم على ذكر الله وعظُمت محبته في قلبه وعرفه تمام المعرفة .. ![]() (( مساكيـــن أهل الدنيا خرجوا منها وماذاقوا أطيب مافيـــها قيل : وماأطيب مافيها ؟ قال : محبة الله عز وجل ومعرفته وذكـــره )) ![]() تجسدت لنـا جلية حين سجن ابن تيمية شيــخ الإســلام فقال مره : (( مايصنع أعدائـي بي ؟ إن جنتي وبستاني في صدري , أينما رحت فهي معي لا تفارقني , إن حبسي خلوة , و***ي شهادة , وإخراجي من بلدي سياحـــة )) . ![]() ما رأيكن حبيباتى ان نطير الى الله وهناك جناحين لا بد منهما فى هذه الرحلة انهما جناحى الخوف والرجـــاء فما هى معالم هذه الرحلة وما هى الطرق التى سنسلك فيها هكذا ستكون حلقاتنا فتابعــونى ولا تضيعوا هذه الرحلة لنصل سوياً الى الجنة معاً مستعــــدة نطير بعيداً عن هذا العالم , نطير عالياً هيا بناالى السماء * في الاعلى هناك ؛ عالم جميلٌ يجب علينا رؤيته * لكن فقط لنبتعد عن هذا العالم أغلقى عيّناك وشُد على يدي و هيا نطيرُ عاليا رحلة ماتعة ولكن بها صعوبات ولكن سنتخطاها بأمر الله ما دمنا سوياً فهـــرس رحلتنا..الى الله ![]() ![]() ![]() ƸӜƷانتظـــرونى لنواصل الطيران ƸӜƷ من كتاب أصول الوصول الى الله بتصرف ~ |
#2
|
||||
|
||||
![]()
:ƸӜƷ رحـــلة جــــديــــدة .. هــيـــا بنــا نـــطـــيـر
[FLASH]https://ia601205.us.archive.org/9/items/nohagana/nona38.swf[/FLASH] ![]() |
#3
|
||||
|
||||
![]() وقبل أن نطير الى الله أقول لكِ فى بداية رحلتنا ![]() كيف يسافر المسافر وهو بلا مقصد ؟ فبالنية يتحدد السفر الرحلة طالت أم قصرت , وعلى صدقها يحمل الزاد .. وهكذا سفر المؤمن لابد له من النية الصادقة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله , ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه ". " متفق عليه : البخارى : ( 1 ) , ومسلم ( 1907 ) " ![]() ولا بد طبعاً من زاد أيعقل أن نسافر فى هذه الرحلة بدون زاد ![]() فحلاوة الايمان اعظم زاد فى هذه الرحلة ولا يتذوق حلاوة السير ولذة هذا العيش الا من كان له نصيب بمعرفة الله وتوحيده وعاش حقيقة الايمان وجرب هذه اللذه.. ولا تنسى حبيبتى , أن تأخذى معكِ التقوى ![]() قال تعالى " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ "( البقرة : 197 ) .فعليكِ بتقوى الله فى السر والعلانية اما الاخلاص فنبأه عجيب وخطره عظيم .. وهو زادك الذى لا يصلح هذا الطريق الا به وهو اساس التزود ومنتهاه .. وحصر الوصول فى المخلصين , قال الله تعالى :" قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ "( ص : 82 - 83 ). ومن الزاد خبيئة .. خبيئة من عمل صالح لم يطلع عليها بشر يصلح للتوسل به فى محطات الطريق ومطباته كما توسل الذين أووا الى الغار – فانطبقت عليهم الصخرة – بخبايا اعمالهم الخالصة . واخر الزاد الصبر .. الصبر فى الطريق .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. " السفر قطعة من العذاب " متفق عليه :( البخارى : 1804 , ومسلم : 1927 ) .. فاذا كان سفر الدنيا يسبب المشقه والتعب فكيف بسفر الاخرة ! ! قال الله تعالى " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ "( البلد :4 ) . ها ونحن قد تزودنا ولو بالقليل فالله كريم يجعل القليل كثيراا بفضله و قبل أن ننطلق حبيباتى انتبهن فالطريق الى الله كالطريق الحسية تماما .. ![]() تجدى فيها انفاقا مظلمة ومنحنيات خطيرة ومطبات مرهقة وكبارى علوية .. كما تجدى احيانا على جنبتى الطريق حدائق فاتنة وسبلا متفرعة و لاتخافى حبيبتى ..قلة السالكين معكِ فى هذه الرحلة قال الله تعالى : " إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ "( ص: 24 ) . وقال سبحانه وتعالى : " وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ "( سبا : 13 ) . . فاذا تبين لك ذلك فاياكِ ان تستوحشى من قلة السائرين معك على الطريق واحذركِ حبيبتى فى طريقنا الى الله من .. فضول الكلام والخلطة اكثر من الحاجة وقد قيل : اذا رايت نفسك تأنس بالخلق وتستوحش من الخلوة , فاعلم انك لا تصلح لله .. وان من علامات الافلاس الاستئناس بالناس . وهناك جسر انتبهى ![]() لابد من تجاوزه وعبوره اذ إن هذا شأن السالكين الى الله – تعالى – فى كل زمان ومكان بل وانه من شأن الانبياء والمرسلين , ذالكم الجسر هو الابتلاء والمحن التى تصيب السائر . فلابد فى هذا الطريق أن يصقله الابتلاء وأن تظهر معدنه المحنة , قال لله – تعالى – " أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ " ( العنكبوت : 2- 3 ) ها نحن قد تزودنا وعرفنا معالم طريقنا فهيا لننطلــــــق....انتظرونــى |
#4
|
||||
|
||||
![]() ![]() وها نحن نكمل السير ونطير بقلوبنا الى الله وقد علمنا معالم الطريق وما هو الزاد المطلوب فى الرحلة اليوم سوف ننطلق واعلمى حبيبتى ان الطريق الى الله تعالى تقطع بالقلوب لا بالاقدام ![]() ما عليكِ سوى أن تطيرى الله بقلبك وتبدأى الخطوة الأولـى قال الله - تعالى – فى الحديث القدسى " يا ابن اّدم قم الىّ أمش اليك , وامش الىّ أهرول اليك "[صححه الألبانى] اذاً...........هيا لنبدأ .. ابدأى فبداية الطريق خطوة , ابدأى خطوة الى الله والله يبارك ويتم , فهو - سبحانه – كريم .. ان كثيرا منا يشكو الفتور وينام .. اذا أُصبتى بالفتور فعليك بالتفكير فورا فى عمل تقومين به .. اعملى والله يرفع عنكِ البلاء .. ابدأى والله يأخذ بيدك .. اعملى .. تحركى. ان كثبرا منا ينتظر نصر الله بمعجزة , ينتظر اصلاح فساد قلبه بمعجزة فى لحظة دون أن يصنع شيئا .. وهذا لا يكون . ![]() أختى الحبيبة.. ان القضية تحتاج الى عمل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بل اعملوا فكل ميسر لما خلق له "[متفق عليه] .. اعملوا .. لابد من عمل . ان بعض الناس يعيش هذه الدنيا على أنها " ضربة حظ " يعيش الحياة على انها " ظروف " فيعيش كيفما اتفق وتأملى معى قصة عكاشة بن محصن فى حديث السبعين ألفا , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عرضت علىّ الامم , فرأيت النبى ومعه الرهط , والنبى ومعه الرجل والرجلان , والنبى وليس معه أحد , اذ رفع لى سواد عظيم فظننت أنهم أمتى , فقيل لى : هذا موسى وقومه , فنظرت فاذا سواد عظيم , فقيل لى : هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب " ثم نهض فدخل منزله , فخاض الناس فى اولئك فقال بعضهم : فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم : فلعلهم الذين ولدوا فى الاسلام فلم يشركوا بالله شيئا وذكروا أشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه , فقال : هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون " .. فقام عكاشة فقال : يا رسول الله , ادع الله أن يجعلنى منهم قال : " أنت منهم " قال : ثم قام رجل اّخر فقال : ادع الله أن يجعلنى منهم , فقال : " سبقك بها عكاشة " . [متفق عليه] قد يبدو لكِ حبيبتى ![]() أن عكاشة خطف" الجنة " بغير حساب أو أدركها بكلمة بضربة حظ , ولكنك ِلم ترين ما وراء ذلك , انكِ تنظرين الى اللقطة الاخيرة ولم تشاهدى أصل الموضوع وتقدير الارزاق . ان عكاشة سار الى الله طويلا وعمل كثيرا حتى بلغ هذه المنزلة فلما بلغها أوحى الله الى رسوله صلى الله عليه وسلم بقبول عكاشة فى ركب السبعين المفردين , وأجرى على لسانه صلى الله عليه وسلم الذى لا ينطق عن الهوى هذا الكلام ![]() هذه حقيقة الامر .. فليس عكاشة قد خطفها فى لحظة .. لا .. الله علم حكيم .. عليم يعلم ان عكاشة تعب فى السير اليه , فكان الأولى بها أحق بها وأهلها , ولما فتح الباب وقلده اّخرون منعوا , ولا يظلم ربك أحدا {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }يونس44 أخواتى الغاليات ان هذه القضية تحتاج الى وقفة كبيرة , فالايمان لا ياتى فجأةوانما له مقدمات وتمهيدات تحتاج منك الخطوة الأولى فعلى قدر عطائك تعطى , وعلى قدر سعيك تمنح . ![]() كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس فى حلقة من أصحابه فدخل ثلاثة , فأما الاول : فوجد فرجة فجلس فيها , وأما الثانى : فاستحيى فجلس خلف الحلقة , وأعرض الثالث فمشى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أو أخبركم بخبر الثلاثة نفر , أما الأول : فأوى الى الله فاّواه الله وأما الثانى : فاستحيى فاستحيى الله منه , وأما الثالث فأعرض فأعرض الله عنه " . [متفق عليه] فان أويتى الى الله اّواكِ , وان أعرضت عنه أعرض عنكِ وطردك وألقاك . ائوى الى الله وابدأى .. ابدأى خطوة .. اعملى .. اتعبى .. تحركى .. اسعى وسوف يتم عليك بخير . ![]() ودائما معلوم أن نقطة البداية هى الاشق , وانطلاقة البداية هى الأصعب , وهذا هو عين الابتلاء من الله – سبحانه وتعالى أختى الحبيبة ,أنتى فى ابتلاء بأن تبدأى وممتحنة بأن تصدقى فإذا بدأتى كما يحب أتم لك كما تحبين وكثير منا يتعجب انا كنت وكنت على ايمان وطاعة وألبس النقاب وكذا ماذا حدث لى والكثير منا ينتكس والعياذ بالله لماذا انها ضعف البداية .. والانقطاع سببه البداية الضعيفة . فهيا حبيبتى لنبدأ الطريق بقوة وصدق هيا بنا نطير~ هيا اختارى طريقك وابدأى من الناس طريقه الذى يعد سلوكه الى الله طريق العلم والتعليم قد وفر عليه زمانه مبتغيا به وجه الله فلا يزال كذلك عاكفا على طريق العلم والتعليم حتى يصل من تلك الطريق الى الله ويفتح له فيها الفتح الخاص أو يموت فى طريق طلبه فيرجى له الوصول الى مطلبه بعد مماته قال الله تعالى: " وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ "( النساء : 100 ) . ![]() ومن الناس من يكون سيد عمله الذكر ، قد جعله زاده لمعاده ورأس ماله لماّله ، فمتى فتر عنه أو قصر رأى أنه قد غبن وخسر. ![]() ومن الناس من يكون سيد عمله وطريقه الصلاة ، فمتى قصر فى ورده منها أو مضى عليه وقت وهو غير مشغول بها أو مستعد لها أظلم عليه وقته وضاق صدره . ![]() ومن الناس من يكون طريقه الاحسان والنفع المتعدى ، كقضاء الحاجات وتفريج الكربات واغاثة اللهفات وأنواع الصدقات قد فتح له فى هذا وسلك منه طريقا الى ربه . ![]() ومن الناس من يكون طريقه الصوم ، فمتى أفطر تغير عليه قلبه وساءت حاله . ومنهم من يكون طريقه الامر بالمعروف والنهى عن المنكر، قد فتح الله له فيه ونفذ منه الى ربه. ![]() ومنهم من يكون طريقه الذى نفذ فيه الحج والاعتمار . ![]() ومنهم من يكون طريقه دوام مراقبة الله وحفظ الاوقات أن تذهب ضائعة . ![]() ومنهم السالك الى الله فى كل واد الواصل اليه من كل طريق قد ضرب من كل فريق بسهم ان كان علم وجدته مع أهله أو جهاد وجدته فى صف المجاهدين ، أو صلاة وجدته فى القانتين أو ذكر وجدته فى الذاكرين ، أو احسان ونفع وجدته فى زمرة المحسنين أو مراقبة ومحبة وانابة الى الله وجدته فى زمرة المحبين المنيبين ![]() يقول شيخنا ابن القيم رحمه الله فاذا سلك العبد على هذا الطريق عطف عليه ربه فقربه واصطفاه , واخذ بقلبه اليه وتولاه فى جميع أموره فى معاشه ودينه وتولى تربيته أحسن وأبلغ مما يربى الوالد الشفيق ولده فانه – سبحانه- القيوم المقيم لكل شىء من المخلوقات طائعها وعاصيها فكيف تكون قيوميته بمن أحبه وتولاه واّثره على ما سواه ورضى به من الناس حبيبا وربا ووكيلا وناصرا ومعينا وهاديا !! ![]() هياحبيبتى.. فاختارى لكِ طريقاً او كونــى ممن يضرب فى كل طاعة بسهم انتظرونى لنواصل السير الى الله ونواصل الطيران ![]() |
#5
|
||||
|
||||
![]() حبيباتى الغاليات هيا بنا نطير هيا بنا نواصل الرحلة فى السير الى الله وحتى تواصلى ولا تنقطعى فى هذه الرحلة لابد أن تكونــى 1×1~1 لا تتعجـــبى وتقولى كيف ذلك؟! اليكِ التفسيـــر ...كــونى واحد ما معناها الكثير منا الآن ليس واحداً الا من رحم ربى يعيش بـ اثنين وتلاته واربعة وجوه فأين المخلص الذى لا يعرف له الا وجه واحد ؟! , اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين . نعم من أنتى حبيبتى ؟! أى الوجه وجهك الحقيقى ؟! الى متى ستظلى تخلعى وجها وتلبسى اّخر ؟! ألا تعلمى أن الله يرى كل هذه الوجوه ؟! .. يراك هنا ويراك هناك .. يراك الاّن ويراك غدا . ترى ذا الوجوه اذا مرض بوجه , واذا صح بوجه , واذا افتقر بوجه , واذا اغتنى وامتلك فبوجه اّخر ![]() مــن أنــــت حبيبتى ؟ أجيبى عن هذا السؤال .. من أنتِ وأى الوجوه وجهك وأى الاشخاص شخصك وأى الطرق طريقتك ؟ حبيبتى اننى أريد لى ولكِ أن نكون ذات الوجه الذى يركع ويسجد ويتلو القراّن ويبتهل هو هو فى البيت مع الزوجة والاولاد , فى الشارع مع الناس كونى أمة لله فى كل أحوالك .. . عيشى على مراد الله منك لتكونـى واحدا ![]() لـواحـد : أى لله وحده , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تعس عبد الدرهم , تعس عبد الدينار , تعس عبد القطيفة والخميصة , تعس عبد المرأة , تعس وانتكس , واذا شيك فلا انتقش " . [هذا الحديث أصله فى البخارى] أسألكِ بالله , واصدقـى أنت أمة لمن ؟ لله وحده أم للظروف أيضا ؟ أم للبيئة والمجتمع ؟! للعادات والتقاليد أم لزوجك وأولادك واحتياجاتهم ومطالبهم ؟! كثير من الناس عبيد لاشياء كثيرة فمنهم من عبد بطنه , ومنهم من عبد شهوته وفرجه , ومنهم من عبد بيته وفراشه , ومنهم من عبد رصيده وماله , ومنهم .. ومنهم .. فكونى أنتى أمة لله . أيتها الحبيبة – اذا كنتى تريدين أن تطيرى الى ربك فالزمى التوحيد , قال - سبحانه وتعالى - "{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } ( الانعام : 162 – 163 ) . ومن خطورة أمر التوحيد أن الشرك فى هذه الامة أخفى من دبيب النمل , لذا علمك النبى صلى الله عليه وسلم أن تقول كل يوم مــــرارا " اللهم انى أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه " .[صحيح الأدب المفرد] ![]() قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – فى " الفوائد " : " التوحيد ألطف شىء وأنزهه وأنظفه وأصفاه , فأدنى شىء يخدشه ويدنسه ويؤثر فيه , فهو كأبيض ثوب يكون , يؤثر فيه أدنى أثر , وكالمراّة الصافية جدا , أدنى شىء يؤثر فيها . ولهذا تشوّشه اللحظة واللفظة والشهوة الخفية , فان بادر صاحبه وقلع ذلك الأثر بضده , والا استحكم وصار طبعا يتعسر عليه قلعه . ![]() فانظرى - رحمك الله - الى توحيدك : هل ما زال على صفائه وطهارته ونقائه أم أنه تلوث من مخالطة البشر ومعاملاتهم , وغياب العلم عن القلب , ونسيان الذكر وكثرة الكلام والجدال وحب العلو والغلبة , وتعلق القلب بمدح الناس ودفع ذمهم هذه كلها – والله – ان وقعت فى القلب سقطت سماء توحيدك على أرضه , فلا تقوم لقلبك قائمة فيا أختى الحبيبة , كـونــى لواحد تسترحى. قال الله - تعالى –: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }( الزمر : 29 ) . " يضرب الله المثل للعبد الموحد والعبد المشرك بعبد يملكه شركاء يخاصم بعضهم بعضا فيه " وهو بينهم موزع , ولكل منهم فيه توجيه , ولكل منهم عليه تكليف , وهو بينهم حائر لا يستقر على نهج ولا يستقيم على طريق , ولا يملك أن يرضى أهوائهم المتنازعة المتشاكسة المتعارضة التى تمزق اتجاهاته وقواه ! وعبد يملكه سيد واحد , وهو يعلم ما يطلبه منه , ويكلفه به , فهو مستريح مستقر على منهج واحد صريح .. " هل يستويان مثلا " .. انهما لا يستويان . فهل انتى لواحد ؟ أم انكِ لشركاء متشاكسين ؟! . ![]() نـعـم : ان اكثر الناس اليوم يعيشون فى شتات , فتجد قلوبهم معلقة بالمال والزوجة والولد والبشر فيعيشون مهمومين محزونين مشتتين مضيعين .. ولا يمكن أن يتعلق القلب بالله وحده الا بأن يكون فى قلبك هم واحد : هو طلب رضا الله والاستعانة به , فهمّكِ وهمتك وتفكيرك دائر فى تحصيل رضا الله , ساعتها تكونى أمــة لله وحده .. تكونى واحدا لواحد بحق , ومنها تنطلقى على طريق الوصول الى الله – تعالى على طريق واحد ![]() اذا كنتى واحدا لواحد فلكى تصل لابد من أن يكون لك طريق واحد هو طريق واحد لا يتعدد ولا يتغير , كما قال ربنا – جل وعلا - : "{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ( الانعام : 153 ) فكونــى على طريق واحد تصلى وهو الطريق الى الله – سبحانه وتعالى – وأصله : الكتاب والسنة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انه من يعش بعدى فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين عضوا عليها بالنواجذ , واياكم ومحدثات الامور , فان كل محدثة بدعة وكل ضلالة فى النار " [صححه الألبانى] وقال صلى الله عليه وسلم : " تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى " [أحمد والترمذى وقال حسن غريب] فاسلكى الطريق الواحد واذا سلكتيه فلا تغيرى ولا تبدلى لئلا تطردى .. لا تتلونى ولا تتبعــــــــــــى الهوى فيضلك عن سبيل الله.. ![]() اخـوتـاه : الطريق الى الله واحدة لا تتغير ابدا فلسنا نجدد فى منهجنا او نغيره او نبدله او نعدله هو منهج واضح , والثبات عليه هو سر الوصول الى الله , فان غيرتى او بدلتى او جددتى او التفتى ضعتى . فسيرى –حبيبتى – ولا تلتفتى .. انطلقى على طريق واحد ..هيا بنا نطــيرツ انطلقى وكونــى واحدا لواحد..هيا بنا نطــيرツ. على طريق واحد تصلى باذن الله ولنواصــل الطيرانƸӜƷ انتظــــرونــى ![]() |
#6
|
||||
|
||||
![]() ![]() هيا بنا نكمل رحلتنا هيا بنا نواصل الطيرانツ فى طريقنا الى الله لابد أن تعلمى.أن الله سبحانه وتعالى خلقنا ضعفاء فقراء اليه قال الله :يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ ۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِىُّ ٱلْحَمِيدُ ( فاطر : 15 ) , وقال - تعالى - :وَخُلِقَ ٱلْإِنسَـٰنُ ضَعِيفًۭا ( النساء : 28 ) فأنتى بأصل خلقتك ضعيــــفة , انظرى قول الله عزوجل وقال - تعالى - : وَلَوْلَا فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُۥ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًۭا وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّى مَن يَشَآءُ ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌۭ ( النور : 21 ) . ![]() وقال – سبحانه –{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًاكُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} [الإسراء : 20] " كلا نمد " .. من الممــــد ؟ الله , ومن المستعـــــان ؟ الله .. الله هو الممد المعطى المستعان .. الله هو الموفـــق المسدد .. الله هو الذى يصطفى ويختار .. فالسير فى الطريق الى الله مبنى على الاصطفاء والاختيار ![]() لا قوة لك ولا قدرة لك ولا حول لك الا ان تكونى بالله , فما لا يكون بالله لن يكون والذى أنطق فأسمع .. الله هو الذى اجتباك وجعلك من الملتزمين . حبيبتى فى الله على طريق الحق للوصول الى الله تبرأى من حولك وقوتك والجأ ى الى حوله وقوته واستعنى به يكن لك .. كما قال العلماء : كن لله كما يريد , يكن لك فوق ما تريد . ![]() " احفظ الله يحفظك " والاعجب منها : " احفظ الله تجده تجاهك " احفظ الله تجده معك , فى اتجاهك فى الاتجاه الذى تريده تجده ان كثيرا منا حين يسير فى الطريق الى الله فيصيبه الفتور أو يفتن فيتراجع , يظل طيلة الوقت يسأل عن السبيل الى الرجوع ويعلّم أسباب الرجوع ويأخذ بالأسباب وينسى الله , فلا تؤتى الاسباب ثمرتها تقول له : افعل كذا , يقول : فعلت ولم أجد فائدة افعل كذا .. فعلت ولا فائدة .. افعل , فعلت وفعلت .. وفعلت .. نعم : فعل ولم يستعن بالله فلم توجد ثمرة , ولا يوجد ولن توجد الا بالله . ![]() يقول الله – تعالى – فى الحديث القدسى : " يا عبادى كلكم ضال الا من هديته فاستهدونى أهدكم يا عبادى كلكم جائع الا من أطعمته , فاستطعمونى أطعمكم , يا عبادى كلكم عار الا من كسوته , فاستكسونى أكسكم , يا عبادى انكم تخطئون بالليل والنهار , وانا اغفر الذنوب جميعا , فاسغفرونى أغفر لكم .." . [مسلم] ![]() فكونى لله يكن لكِ . والا فالضياع والتيه ثم الهلكة عياذا بالله – تعالى – .. " وَمَن يَعْتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدْ هُدِىَ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ ( اّل عمران : 101 ) . وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم : اخواتى فى الله ما كان لغير الله اضمحل .. يضمحل .. يتلاشى كالرسوم على رمال الشاطىء تمحوها أمواج البحر .. نعم : ما كان لله دام واتصل , وما كان لغير الله انقطع وانفصل . ![]() فهؤلاء الذين يدخلون الطريق الى الله لشهوة أو لهوى أو لحظ نفس لا ينفعون ولا ينتفعون , ولا يستطيع أحدهم أن يتم عملا ولو كان بسيطا , وحين يبدأ فى مشروع خير كطلب علم أو عبادة أو دعوة الى الله تجده ينقطع ولا يداوم عليه , ونسأل : ما السر ؟!! . ان السر الدفين – اخوتاه – لعدم القبول هو وجود حظ للنفس فى– والذى يقوم الليل أو يصوم النهار , يحفظ القراّن أو يتعلم العلم , أو يؤم الناس أو يخطب الجمعة , أو يعطى درسا , أو .. أو .. وفى العمل شائبة من حظ النفس , فعمله باطل باطل .. أحبطه حين عمله لحظ نفسه " . ![]() نــعــم : سلى نفسك : عملك لمن ؟ واصدقى ولا تتهربى فالامر جد خطير .. فالاخلاص الاخلاص – اخوتاه – الاخلاص والا الضياع .. الاخلاص والا الشرود عن طريق الله الاخلاص حتى لا تضلوا السبيل .. الاخلاص نور الطريق . قال أبو عثمان المغربى : الاخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر الى الخالق . يا اخوتاه , الاخلاص مسك القلب , وماء حياته ومدار فلاحه كله عليه , نعم : بضاعة الاخرة لا يرتفع فيها الا مخلص صادق . وانطلاقا من هذا الكلام الطيب ,تعالى بنا نتعرف على حياة المخلصين وأقوالهم ![]() قال أبو تميم بن مالك : كان منصور بن المعتمر اذا صلى الغداة , أظهر النشاط لاصحابه , فيحدثهم ويكثر اليهم , ولعله انما بات قائما على أطرافه كل ذلك يخفى عليهم العمل . قال أبو اسحاق كعب الاحبار صاحب الكتب والاسفار : من تعبد لله ليلة حيث لا يراه أحد يعرفه خرج من ذنوبه كما يخرج من ليلته . ![]() وهذا زين العابدين على بن الحسين : يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به ويقول : ان صدقة السر تطفىء غضب الرب عز وجل . ولما مات وجدوه يقوت مئة أهل بيت بالمدينة , ولما جاءوا يغسلونه وجدوا بظهره أثار سواد فقالوا : ما هذا ؟ فقيل : كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة . ![]() وإذا ذكر الصوم وإخفاؤه فاذكر داود بن أبى هند .. صام أربعين سنة لا يعلم به أهله ولا أحد وكان خزازا يحمل معه غذاءه من عندهم فيتصدق به فى الطريق ويرجع عشيا فيفطر معهم فيظن أهل السوق أنه قد أكل فى البيت ويظن أهله أنه قد أكل فى السوق . قال إبراهيم بن أدهم : لا تسأل أخاك عن صيامه فإن كان قال : أنا صائم فرحت نفسه وإن قال : أنا غير صائم حزنت نفسه وكلاهما من علامات الرياء , وفى ذلك فضيحة للمسئول واطلاع على عوراته من السائل . ![]() قال ابن الجوزى : كان ابراهيم النخعى اذا قرأ فى المصحف فدخل داخل غطاه . وكان الامام أحمد يقول : أشتهى مالا يكون .. أشتهى مكانا لا يكون فيه أحد من الناس . ![]() ![]() ![]() قال الثورى : البكاء عشرة أجزاء تسعة لغير الله وواحد لله فاذا جاء الذى لله فى السنه مرة فهو كثير . قال ابن الجوزى: كان ابن سيرين يتحدث بالنهار ويضحك فاذا جاء الليل فكأنه *** أهل القرية . قال محمد بن واسع : إن كان الرجل ليبكى عشرين سنه وامرأته معه فى لحافة لا تعلم به . حبيباتى أطلنا الكلام مع المخلصين لاهميته فبدون الاخلاص لا يكون للاعمال أى قيمة ولن تصلــى إلى الله على الاطلاق ما دمت مرائيا .. فأبدأى من الآن وكن بكلك لله ما لا يكون بالله لا يكون , وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم .. فاستعينوا بالله وأخلصوا لله تصلوا الى الله – تعالى – بأمان واطمئنان . تابعو معـــى لنواصل الطيران ![]() ![]() |
#7
|
||||
|
||||
![]() ![]() لحظة من فضلك..لنسترح هنا قليلا نتأمل جمال الكون !! لنجلس سويا على هذا البساط الأخضر الفسيح.. في هدوء وسكون، بعيدا عن الناس والضجيج والدنيا.. لنتمتع بجمال البحر، ونقاء الهواء، وصفاء الجو. انظرى معي ! لجمال الكون وروعته، والضياء وبهجته، والإبداع ودقته. زرع أخضر ممتد، وسماء صافية، وبحر واسع، وموج رائع، وجبال شاهقة تتدلى بثمار يانعة، متنوعة المذاق واللون والرائحة! ونسيم لطيف يداعب الورود والأزهار الملونة بألوان منسقة، وبأشكال جميلة. وأريج الأزهار يعطر الفضاء، وترانيم الطيور وألحانها.. جمال يسحر العقل والفؤاد!! ![]() جمال.. سنا الفجر، ونور الضحى والصبح، وضياء الشمس، والتماع القمر، وظل الشجر ولقطة الشروق والغروب وقد سارا على مهلا ليختفيا أو يظهرا في تدرج بديع عجيب، ليضيفا ويعكسا أشعتهما الفضية على شاطئ البحر!! جمال الليل، وروعة إقبال الظلام رويدا رويدا... واحتباك الغيوم، ولألأت النجوم، وضوء القمر. جمـال الهدوء.. في مدلهم الدجى، وخلوات الليالي، وجلسات السمر، وامتداد السهر. جمال..سكون الليل، الكل راح وارتحل لينام في سبات عميق، وسكن الكون، وخيم الظلام. جمال النهار، مع إشراقه يوم جديد، ترسل الشمس مداد أشعتها، لتضيء في الأرجاء، ويزداد رونقها ونقائها، مع أول نسمات الصباح، معلنة عن بدء نهار جديد حافل بالأمل والعمل،والسعادة والنشاط والانطلاق. ![]() جمال السمـــاء..وعظمها وكـبرها واتساعـــــها، ورونق ضيائها، وروعة ألوانها وتناثر النجوم، وتشكل السحاب، وقرص الشمس، ودوران الكواكب، ولمـــعة القمر كل ذلك في عرس بهيج أعلى السماء. جمال الأرض ...وانبساطها وسعتها وتنوع خيراتها، واختلاف وتلون الجمال عليها. جمال النبات.أشجار وثمار، وزرع وأزهار، وقطوف دانية، تسقى بماء واحد.. فتخرج مختلفة المذاق واللون والرائحة ونسمات صافية، وهواء عليل ، يراقص النخيل، بلطف وارتخاء. زرع أخضر، وسماء زرقاء، وماء صافي رقراق، وطيور وأزهار وفراش وأسماك. .تلامع في الشمــس مثل الدرر، متداخلة مع بعضها بألـــوان زاهية بعضها من بعض. .فنظرة واحدة لزهرة متفتحة، زكية الرائحة. تكفي لمعرفة سر هذا الكون! ![]() جمال المطــر، وقد تجمعت السحب العظيمة، بأشكالها اللطيفة، فأرخت ستارها على شعاع الشمس، صوت الرعد، و التماع البرق، وتدفق المطر، تغريد البلبل بصوته الرقيق،ودار النحل ليحسوا الرحيق، وانتشر الناس في كل طريق..وانتعشت الحياة. جمال البحرنقاء واتساع ، وروعة وإبداع. جمال: الإنسان، تناسق وتألق، وتوازن مطلق. ثغر بسام، وشعر يتمايل مع الأنسام، وصفاء ونعومة في الأجسام. وإبداع في العيون، ونور يتلألأ كالنجوم. وقامة مستقيمة، وبنية محكمة، وملامح ثابتة لا يد أطول من يد، ولا رجل أدق من رجل وتنوع في الأذواق، والأشكال والهوايات، والأصوات، بل والجمال.. ![]() ليل ونهارلا يختلفان، شمس وقمرلا يتسابقان، زرع وثمر مستمران. أرض وسماء ثابتان لا يهتزان، بحر وأنهاريجريان ولا يتوقفان. الكل يسير بأدق نظام وأعظم استمرار. جمال وعظمة وجلال! قال تعالى: [هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11)] لقمان. أليس كل ذلك الجمال والتناسق .. دليلا واضحا على وجود الله تعالى الواحد القادر الحكيم الجميل.. خالق الكون ومدبره. قال تعالى:[ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .. (10)] إبراهيم. والــــــآن.. ما أجمل وأروع تلك الاستراحة السعيدة، الجميع يحب الطبيعة والجمال، ويتمنى أن يخلد في ذلك المكان، ولكي تدوم تلك الاستراحة الممتعة، والجمال الباهر.. جمال الحكمة الكبرى ..... بما رب الورى أجرى نعيش حياتنا دهرا ........... ونمضي مثلما جئنا فالعاقل السعيد من يحجز له مكان هناك.. في الجمال الدائم، والنعيم المقيم. إذا انتهت الحياة هنا ....... ورب الكون أكرمنا وفي الجنات أنزلنا ........... فقد فزنا وما متنا ![]() قال تعالى: [وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ..(53)] النحل. لقد خلقنا الله تعالى، وربانا بنعمته وفضله ورحمته. كم من نعمه نحن منغمسون فيها ولا نشعر، كم من نعمه أنعم الله عز وجل بها علينا قد لا يمكننا العيش بدونها؟!!! نعم محاطة بنا من كل جانب.. وباستمرار دون انقطاع! هواء وماء وغذاء.. وصحة ومال وأمان.. كم من فقير مسكين..ينتظر لقمة العيش والدواء واللباس.. كم من خائف يرجو الأمان.. وفقيد ينتظر الحنان.. ومهموم ينتظر الفرج.. ومسجون يتمنى الانطلاق.. ومظلوم يترقب النصر والتأييد.. أين أنتِ من كل هؤلاء..؟؟!!! لديك جميع النعم.. وبكثرة وفيضان. أعطاك ربك من جميع الأصناف والألوان. من الذي يعطيك ويحميك ويحفظك ويرزقك ويسترك ويرحمك ويدبر جميع أمورك! يعطيكِ قبل أن تطلبى، وبدون انتظار مقابل! قال تعالى: [وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ..(34)]إبراهيم. هل يوجد أحدا من البشر أعطاك مثل ما أعطاك الله ! من يستحق الشكر أكثر منه تعالى!! من غيره يستحق الحب والتذلل والاعتراف بالنعم؟! كل ذلك ،، وأنت لا زلتى تجحدى وتنسى حق المنعم العظيم، وتستغلى نعمه في معصيته ! ولكن،، من أنا. كي ينعم الله عليا بجميع هذه النعم.. ماذا قدمت، ماذا فعلت؟! من أنا.. حين اطمأننت أن جميع النعم ثابتة لا زوال لها !! من أنا. حين افتخرت وتكبرت بنعم الله تعالى، أليس كلها منه تعالى ويمكن سلبها مني في طرفه عين! من أنا. حين عصيت الله تعالى وتعديت حدوده، وجاهرته بالمعاصي!؟ ماذا أملك من قوة حينما تجرأت على عصيان العظيم المقتدر!؟ اعــرفى حجمـــك قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7)] الانفطار. ألا يستحق هذا المنعم الكريم الشكر والثناء.. والإنفراد بالعبادة؟! كم نحن ضعفاء..أمام قدره الله تعالى وأمره وترتفع أصوات الرياح الشديدة المحملة بالأتربة التي تحرك بقوتها كل شيء.. عندما تتلاطم أمواج البحر بشدة، ويفيض الماء، وتشتد أعاصير الرياح، وأنت في تلك السفينة الصغيرة في سكون ودجى الليل يتلاعب بك الموج، يمنه ويسره وقد أيقنتى الغرق.. ![]() عندما يشتد الكرب، ويغشاك الهم والغم، ويفيض الألم، ويستحكم الحزن ويضيق بك حالك، وتغلق جميع الأبواب في وجهك.. ![]() عندما يقيدكِ عدوك، أو يهجم عليك حيوان قوي مفترس، أو تقعى في قبضة السجن.. ![]() ويقبل ويرحم المخلوق الضعيف مهما كان وأينما كان، وهو القادر على كل شيء، وبيده ملكوت كل شيء، ولا يعجزه أي شيء، إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون. قال تعالى [أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62)] سورة النمل. هذاهو الله تعالى القوي القادر، العزيز الحكيم، الرحيم الكريم.. له جميع الأسماء الحسنى، والصفات العلا، المستحق للعبادة، المنفرد بالعبودية. ولكن،، إن لم تكــونى مع الله تعالى فمن يكون معكِ؟!!! وبعد هذه الاستراحــة لابد..لابد .. أن نكمل الطيـــران الى الحبيب الواحد الملك الرحيم الغفور... انتظـــــــــ ![]() ![]() |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|