اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > علوم القرآن الكريم (مكتوب و مسموع و مرئي)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-10-2013, 02:10 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

إذن حينما سمعوا القرآن ازدادوا، ولم يكتفوا بالسماع فحسب، بل ضموا إلى ذلك أن بَلَّغوا قومهم، ﴿وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ(40)، فرجعوا إلى قومهم وبلغوهم ما سمعوه، وهذه هداية، وهي أن الله -تعالى- يوفق العبد ويهديه إلى أن يبلغ ما تحمله من علم وأمانة، ولا يكتفي به لنفسه، وهذا من حب الخير وفعله بإخوانك المسلمين.
البشارة الثانية: وتكون في الآخرة، وتقدمت البشارة الأولى وهي في الدنيا، ولها وجوه متعددة ذكرتُ بعضها، وفي الآخرة أيضًا لها وجوه متعددة منها: أن صاحب القرآن الذي قرأ القرآن واستمع إليه، يخاطب يوم القيامة، ويقال له: اقرأ وارقِ ورَتِّل كما كنت ترتل في الدني(41)، وأنه يوم القيامة في ذلك اليوم العظيم، تأتيه سورة البقرة وسورة آل عمران -وهما الزهراوان- كما أخبر بذلك النبي -عليه الصلاة والسلام- تأتيان في ذلك اليوم العظيم كالغمامتين أو كالغيايتين تُحَاجَّان عن صاحبهم(42)، وقد جاء في بعض الأحاديث أن القرآن يأتي يوم القيامة بلسان وعينين يحاجُّ عن صاحبه، وهذا من البشارة له في الآخرة.
ومن البشارة أيضًا: أنه -أي القرآن- يكون شفيعًا له يوم القيامة، كما جاء في الحديث: «الْقُرْآنُ وَالصِّيَامُ يَشْفَعَانِ لِصَاحِبِهِمَا، فَالْقُرْآنُ يَقُولُ: حَرَمْتُهُ النَّوْمَ فِي اللَّيْلِ. وَالصِّيَامُ يَقُولُ: أَظْمَأْتُهُ فِي النَّهَارِ وَجَوَّعْتُهُ فِيهِ، فَيَشْفَعَانِ لِصَاحِبِهِمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»(43). وهذه من البشارة العظيمة لأهل القرآن: التالين له، والمستمعين.
ثم تأتي المسألة الأخرى، وهي: التمثيل الذي ذكره المؤلف، وقد اكتفى بتمثيل سورة واحدة من سور القرآن الكريم، وهي سورة ق؛ وبَيَّن المؤلف بعضًا من مقاصدها وموضوعاتها التي جاءت فيها، والوجوه -والله أعلم- أن هذه السورة سورة عظيمة، كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يحافظ عليها ويقرأها، فقد قرأها في صلاة الجمعة، وقرأها في العيدين، وقرأها في صلاة الفجر؛ لما فيها من المواعظ والعبر والقصص، وفيها: إشادة بالقرآن الكريم وبيان فضله، وفيها: ذكر البعث والنشور، وإقامة الحجة على المشركين الذين أنكروه، وفيها: ذكر لبعض الأمم وقصصهم، وفيها: مِنَن من الله -تعالى- على عباده، مثل: هذه الأرض وهذه السماء، فالسماء تمطر، والأرض تنبت، وفيها: تذكير بالخلق الأول، ونهاية الناس في هذه الحياة الدنيا وهو الموت، وذكر الله -تعالى- فيها المحاضرة بين القرينين، وذكر الله -تعالى- فيها أيضًا: الجنة والنار، وما أعده الله -تعالى- لأهل الجنة، وما أعده الله لأهل النار، وخلق السماوات والأرض، ثم ختمها بما بدأها أيضًا، قال: ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ(44). وقال في آخرها: ﴿فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ(45).
فبدأها بالقرآن، وختمها بالقرآن الكريم، فتأمل في مثل هذه السورة، وما فيها من المواعظ، وما فيها من العبر، وما فيها من المناسبات والدلالات العظيمة، فعلى الإنسان أن يقرأها، ويقرأ ما جاء فيها من التفسير؛ حتى يقف على المعاني، ويتدبر ذلك.
من المسائل أيضًا: الحث على تدبر هذا القرآن العظيم الذي أنزله الله، وبَيَّن فضله وشرفه، وبَيَّن مكانته وقدره، وأمرنا بأن نتدبره، والتدبر هو التفكر والتأمل والتذكر لما في هذا القرآن من العبر والمواعظ والأوامر والنواهي والقصص، وما جرى للأقوام السابقة، وما أعده الله لأهل الإيمان، وما توعد به أهل الكفر.
فالذي يقرأ القرآن عليه أن يقرن ذلك بالتدبر كما قال الله -تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ(46)، وقال -تعالى- منكرًا على أولئك القوم على المنافقين الذين أعرضوا عن القرآن: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ(47)، وكذلك أنكر عليهم استفهام إنكار فقال في سورة محمد: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا(48)، وهاتان الآيتان جاءتا في سياق ذكر أحوال المنافقين الذين يستمعون ولا ينتفعون، فكانوا يجلسون مجلس النبي -عليه الصلاة والسلام- ويستمعون القرآن والمواعظ، لكنهم معرضون بقلوبهم، فإذا خرجوا كما أخبر الله: ﴿حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا(49)، ماذا قال حين في كلامه؟! ألم تعلموا ما تكلم به وهو كلام عربي تعرفونه فكيف لا تفهمونه؟! إذن هم أعرضوا عن القرآن وأعرضوا عن أمر الله -تعالى-؛ ولهذا فإن التدبر الوارد في قوله -تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ(50)، يحتمل أمرين:
الأمر الأول: أن القارئ عليه أن يتدبر المعاني والدلالات والمقاصد التي أرشد الله -تعالى- عباده إليها، وهي كثيرة، فكل هذا الدين قائم عليها؛ كالصلاة والزكاة والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة التوحيد ونبذ الشرك ونبذ الفسق والنفاق، هذه أوامر فلا يليق بقارئ القرآن أن يخالفها، فهو يقرأ قوله -تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ(51)، ثم هو يكذب في حديثه، فهذا لم يتدبر القرآن، فمهما كانت الأحوال فإنه لا يكذب في الحديث بل عليه أن يصدق؛ لأن الصدق صفة أهل الإيمان؛ ولهذا ذكر الله -تعالى- في هذه الآية الإيمان وصفة أهل التقوى، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾.
فالصادق في قوله اتصف بصفة التقوى والإيمان، والأمثلة على هذا كثيرة في القرآن الكريم، لكن هذا نوع من أنواع تدبر المعاني والدلالات والمقاصد لكل ما يقرأه الإنسان، لا أن يقرأ حروفًا وكلمات فحسب، وإنما يقرأ كلام الرب -جل وعلا- ﴿لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ ولاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ(52).
الأمر الثاني: وهو أن يتأمل القارئ دلالة بلاغة القرآن الكريم في اللفظ، وأنه من عند الله، وأن الذي جاء به صادق فيما قال، إذن نتأمل بلاغة هذا القرآن الكريم، وأنه جاء على أفصح اللغات، فلا يدانيه كلام ولا تدانيه بلاغة ولا فصاحة ولا بيان؛ ولهذا فالله -جل وعلا- تحدى العرب وهم اللد البلغاء والألسن الفصحاء أن يأتوا بمثل هذا القرآن، فقال -تعالى: ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا(53)، أي: معينًا في البيان والبلاغة وتنميق العبارات، وهم لا يستطيعون أن يأتوا بمثله.
ولهذا إذا وقفت على آيات جامعة مانعة لها دلالة عظيمة كقوله -تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاة﴾(54)، إذا وقفت على هذه الآية تجدها قد جمعت معاني عظيمة ودلالات كبيرة، والعرب كانوا يقولون: ال*** أنفى لل***، والآية جاءت بشيء أوسع وأعم وأشمل من هذا، حياة للناس جميعًا، حياة لهم في أنفسهم وفي دينهم وفي أموالهم وفي اجتماعهم وفي سياستهم وفي أمنهم وفي أوطانهم، في كل شأن من شؤون الحياة؛ ولهذا فالله -سبحانه وتعالى- ذكر الحياة فقال: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾، وأيضًا الحياة نكرة وليست معرفة، لو كانت معرفة لكانت محصورة على جزء من الحياة، لكن اللفظ جاء نكرة فتذهب فيه النفس كل مذهب من أنواع الحياة التي تخطر ببال الإنسان، فألفاظه قليلة وعباراته معانيها عظيمة.
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-10-2013, 02:12 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

هذا نوع من التدبر؛ ولهذا هنا فائدة في التدبر: أن التدبر للقرآن الكريم يورث العلم، كيف يكون ذلك؟ لا يحصل لك علم بالقرآن الكريم وما فيه من الهداية والدلالات إلا بالتدبر والتأمل والتفكر، فإذا تدبرت هذه الآيات ازددت علمًا، ومعنى التدبر أنك إذا قرأت الآية فاذهب واقرأ تفسيرها في كتب التفسير، وراجع ما قاله أهل العلم من الصحابة والتابعين أولاً من تفسير القرآن، فكل آية لها تفسير تأخذه من القرآن أو من السنة أو من أقوال الصحابة أو من أقوال التابعين أو من الاستنباطات التي يستنبطها أهل العلم في كتبهم ومؤلفاتهم في التفسير، فيزول عنك الإشكال وتزداد بذلك العلم؛ ولهذا قالوا: التدبر يورث العلم، ذكر هذا ابن القيم(55)-رحمه الله تعالى.
كما أن اتباع القرآن يورث العمل، فنحن بين تدبر وبين اتباع، قال الله -تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ(56)، وقال -تعالى- في آية أخرى عن الاتباع: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم(57)، وقال: ﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾(58)، فرتب على الاتباع حصول التقوى فقال: ﴿فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾.
فاتباع القرآن الكريم يدفعك إلى العمل به، هذا هو الاتباع الحقيقي، فالاتباع ليس أقوالاً جوفاء فحسب، وإنما هو أعمال، فإذا حرم الله -تعالى- عليك الربا، فاتبع هذا الأمر، ولا تحدثك نفسك أو تميل بك شهوتك في الدنيا وحب المال إلى أن تقترف هذا المحرم.
فالربا حرمه الله -تعالى- بكل صوره فقال: ﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا(59)، فمن كانت تنازعه نفسه بين ربا أو غيره فإذا جاءه أمر القرآن ترك الربا، ولا يتردد في ذلك، واتبع أمر الله -تعالى- وسلك المسلك الصحيح، وهذا الأمر وقع فيه في هذا الزمن كثير من الناس؛ ولهذا بيَّن الله -جل وعلا- في آيات الربا دلالات عظيمة لمن تأملها لأن ذلك:
أولاً: مرتبط بالإيمان بالله، فمن ارتكب شيئًا من المعاملات الربوية فقد خالف مقتضى الإيمان، ورد هذا في آيتين من القرآن الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا(60)، فصدرها بالإيمان، وقال -تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا(61)

ثانيًا: أنه -تعالى- ذكرنا باليوم الآخر في آخر السياق فقال: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ(62)، وأنه سيكون هناك حساب وعقاب ومسائلة على هذا العمل وعلى هذا الفعل، فالإنسان يتبع القرآن، فالاتباع يورث العمل، والتدبر يورث العلم، فإذا أردت أن تعلم ما في هذا القرآن من الدلالات والمعاني والدقائق ولطائف التفسير عليك بالتدبر وقراءة التفسير حول هذه الآيات التي تقرأها.
لذا؛ يقول المؤلف: (منْ تَدبرَ كلامَه -أي كلام ربه- عَرفَ ربَّه -عزّ وجلّ)، أي: حق المعرفة، فعظم الله في نفسه؛ لأنه يقرأ كلام ربه الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، وعظَّم كلامه -جل وعلا- وعظَّم أمره ونهيه، لأنه إذا تدبر القرآن واتبعه وعمل بما فيه أعزه الله ولو كان ذليلاً، وأغناه ولو كان فقيرًا، ورفعه ولو كان حقيرًا، هكذا يكون أهل القرآن دائمًا، فهم مرفوعون عند الله في الدنيا وفي الآخرة، قال الله -تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ(63).
قال أهل العلم: إن المراد بهم أهل القرآن، كما ذكر ذلك أهل التفسير، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال في صحيح مسلم في قصة عمر بن الخطاب: « إِنَّ اللَّهَ لَيَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ»(64)، إذا كان ثمة تدبر واتباع للقرآن الكريم فثم السعادة حينئذ والحياة الطيبة.
(1) فاطر: 29- 30.
(2) الإسراء: 9- 10.
(3) الإسراء: 82.
(4) يونس: 57.
(5) النساء: 174- 175.
(6) آل عمران: 103.
(7) الزمر: 23.
(8) ص: 29.
(9) طه: 113.
(10) الزمر: 17- 18.
(11) الزمر: 54- 55.
(12) الأعراف: 204.
(13) ق: 45.
(14) الجن: 1 - 2.
(15) الأحقاف: 29 - 31.
(16) ق: 1.
(17) ق: 35.
(18) ق: 37.
(19) محمد: 24.
(20) النساء: 82.
(21) فاطر: 29 - 30.
(22) الأنعام: 115.
(23) صحيح: أخرجه الترمذي: كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من القرآن ما له من الأجر (2910). قال الترمذي: حسن صحيح غريب. قال الألباني في صحيح الترمذي: صحيح.
(24) المائدة: 16.
(25) الفاتحة: 6.
(26) الإسراء: 82.
(27) النساء: 175.
(28) آل عمران: 103.
(29) الزمر: 23.
(30) الأعراف: 204.
(31) الأعراف: 156.
(32) الأعراف: 56.
(33) العلق: 19.
(34) الزمر: 18.
(35) يوسف: 3.
(36) محمد: 17.
(37) مريم: 76.
(38) هود: 114.
(39) الرعد: 28.
(40) التوبة: 122
(41) صحيح: أخرجه أحمد في المسند (6799)، أبو داود: كتاب الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة (1464)، الترمذي: كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من كتاب الله ما له من الأجر (2914)، قال الترمذي: حسن صحيح، من حديث عبد الله بن عمرو، وقال الألباني في صحيح أبي داود: حسن صحيح.
(42) أخرجه مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة (804) من حديث أبي أمامة الباهلي.
(43) حسن صحيح: أخرجه أحمد في المسند (6626)، الحاكم في المستدرك (1/740) من حديث عبد الله بن عمرو، قال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن صحيح.
(44) ق: 1.
(45) ق: 45.
(46) ص: 29.
(47) النساء: 82.
(48) محمد: 24.
(49) محمد: 16.
(50) ص: 29.
(51) التوبة: 119.
(52) فصلت: 42.
(53) الإسراء: 88.
(54) البقرة: 179.
(55) محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز، شمس الدين أبو عبد الله، الزرعي، ثم الدمشقي. الفقيه الأصولي، المفسر النحوي، العارف.ابن قيم الجوزية. تفقه في المذهب الحنبلي، وبرع وأفتى، ولازم شيخ الإسلام ابن تيميَّة. وكان ذا عبادة وتهجد، وطول صلاة، ولهج بالذكر. له تواليف حسان؛ منها: "زاد المعاد"، و"بدائع الفوائد". ولد سنة إحدى وتسعين وست مئة، وتوفي سنة إحدة وخمسين وسبع مئة. انظر: البداية والنهاية (18/ 523)، والذيل على طبقات الحنابلة (5/ 170 ترجمة 600).
(56) ص: 29.

(57) الأعراف: 3.
(58) الأنعام: 155.
(59) البقرة: 275.
(60) آل عمران: 130.
(61) البقرة: 278.
(62) البقرة: 281.
(63) المجادلة: 11.
(64) أخرجه مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل من يؤم بالقرآن ويعلمه وفضل من تعلم حكمه، (817) من حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه.
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-10-2013, 02:16 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الآثار المروية في أخلاق حملة القرآن
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - وهذا الأثر أصله في صحيح البخاري ومسلم بألفاظ مختلفة، أما هذا الأثر فقد أخرجه أبو داود وأحمد، وذكر عبد الله بن مسعود هنا طريقة من طرق قراءة القرآن الكريم، لكنه حذر منها ونهى عنها؛ وهي طريقة الهذ أو الهذرمة في القرآن الكريم، والهذ هو قراءة القرآن الكريم على وجه السرعة بلا تأمل ولا تدبر، وقد يكون في هذه القراءة إخلال بالآيات أو إسقاط لبعض الحروف بسبب العجلة في القراءة؛ ولهذا نهى عبد الله بن مسعود أن يهذ كهذ الشعر؛ لأن الشعر يلقى بعجلة وسرعة بلا تأمل ولا تدبر، وإنما هم الشاعر أن يلقي هذه الكلمات المنمقة بصوته ليظهر الفصاحة والبيان والمعاني فيما يقوله دون أن يتأمل أو يتدبر، قال: (لاَ تنثرُوهُ نثرَ الدقلِ)، أي: لا تنثروا القرآن، والضمير عائد إلى قراءة القرآن الكريم، والدقل هو رديء التمر أو هو اليابس منه؛ لأن التمر اليابس إذا نثر خرجت له أصوات وتتابع بعضه مع بعض بسرعة كما يكون في الشعر، فنهى القارئ أن يهذه هذ الشعر أو ينثره نثر الدقل، بل أمر -رضي الله عنه- القارئ أن يقف عند هذه الكلمات القرآنية ويتأملها ويعلم ما فيها من العجائب والدلالات والمعاني والهدايات، وأن يتحرك قلبه كما يتحرك لسانه بهذه التلاوة، فإذا قرأ القرآن الكريم فعليه أن يستشعر هذا القرآن فيتأثر به قلبه وبدنه، قال -تعالى: ﴿ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾(2).
ولا يحرص الإنسان على أن ينهي السورة أو الجزء أو الحزب في وقت سريع دون تأمل ولا تدبر، فهذا ورد النهي عنه؛ لأن الله -تعالى- قال: ﴿ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ(3)، أي: يعملون به حق العمل،

(2) الزمر: 23.
(3) البقرة: 121.
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-10-2013, 07:46 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

مراتب تلاوة القرآن
ومن خلال هذا الأثر عن ابن مسعود -رضي الله عنه- يجرنا إلى ذكر مراتب التلاوة، فإذا كان عبد الله بن مسعود نهى عن هذه الطريقة في التلاوة؛ وهي الهذ أو الهذرمة أو النثر، إذن فما الطريقة الصحيحة في تلاوة القرآن الكريم؟
ومن خلال هذا الأثر عن ابن مسعود -رضي الله عنه- يجرنا إلى ذكر مراتب التلاوة، فإذا كانعبد الله بن مسعود نهى عن هذه الطريقة في التلاوة؛ وهي الهذ أو الهذرمة أو النثر، إذن فما الطريقة الصحيحة في تلاوة القرآن الكريم؟
ذكر العلماء أربع مراتب لتلاوة القرآن، هي: الترتيل، ثم التحقيق، ثم الحدر، ثم التدوير.
المرتبة الأولى: الترتيل، هي المرتبة التي جاء بها القرآن الكريم، والترتيل يعني الترسل في التلاوة والتأني والتمهل، والتبيين بألفاظ القرآن الكريم كما قال الله -تعالى: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً(2)، أي: بينه تبيينًا، وقال -سبحانه: ﴿وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً﴾(3)، وقال -جل ذكره: ﴿ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ﴾، أي: على تمهل، ﴿ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً(4)؛ ولهذا لما نزل القرآن الكريم على النبي -عليه الصلاة والسلام- بادر بالعجلة في التلقي محبة في هذا القرآن وخوفًا ألا يضيع منه شيء، قال الله -تعالى: ﴿ لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾(5).
فالله يأمر نبيه أن يقرأ كما يقرأ جبريل -عليه السلام، فجبريل يقرأ ثم هو يتلقى، كما قال الله -تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ﴾(6)، فالترتيل هو التأني والتمهل والترسل في التلاوة، وقال -تعالى: ﴿وَلاَ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ(7)، أي: لا تعجل في قراءته، ولا تعجل في تلقيه، فأمره ربه -جل وعلا- أن يطمئن في الأخذ وفي التلاوة؛ لأن ترتيل القرآن الكريم بهذه الصورة التي فيها التأني والتمهل والترسل ثمرتها أن يتدبر القارئ ما يقرأ، وأن يفهم ويتأمل ثم بعد ذلك يعمل بما قرأ، فترتيل القرآن الكريم هو الذي جاء في القرآن، وهو الذي فعله النبي -عليه الصلاة والسلام- وحث أصحابه عليه لما فيه من الحكم والفوائد.
المرتبة الثانية: التحقيق، والتحقيق مرتبة قريبة من الترتيل، لكن التحقيق يستعمل في رياضة اللسان، وفي مقام التعليم وفي بيان مخارج الحروف وصفاتها، وفي زيادة ضبط وتعليم، فهو يقوم في مقام التعليم، فيعلم القارئ من يقرأ عليه كيف ينطق الحرف، ويعلمه كيف يخرج هذا الحرف، ومن أي مخرج هو؟ مثل أن يقول: إذا أردت أن تعرف مخرج الحرف فسكِّنه، وأدخل عليه همزة القطع، فستعرف مخرج هذا الحرف، مثلاً: القاف، أدخل عليها همزة قطع وسكنها فتقول: (أَقْ)، فهي من أقصى الحلق، وفي الباء: (أَبْ)، فهي من طرف اللسان، حينئذ يبدأ في القراءة، فإذا قرأ مثلاً: بسم الله الرحمن الرحيم، فهو يقول لهم: بِسم الله، (يوضح الكسرة)، ولا يقول، بَسم الله (الكسرة غير واضحة)، فهو يبين كسرة الحرف وفتحته وضمته، وكان المتقدمون في السابق يكتبون قواعد تسمى بالقاعدة البغدادية ويكتبون كل حرف ثلاثة مرات:
الكتابة الأولى فتحة، والثانية ضمة، والثالثة كسرة؛ وبذلك أتقنوا الحروف وأتقنوا ضبطها ومخارجها ومعرفة مخرج كل حرف، فهذا يدخل في التحقيق، والعلماء قد تكلموا عن مخارج الحروف وصفاتها، وبينوا عدد مخارج الحروف، وبينوا عدد صفاتها، فهذا من الأهمية بمكان لقارئ القرآن أن يعرف هذه المخارج في مقام الإقراء وفي مرتبة التحقيق، فضبط القراءة وإتقانها وتجويدها لا يكون إلا في مرتبة التحقيق؛ ولهذا فالتحقيق داخل في الترتيل، فالذي ضبط التحقيق يستطيع أن يقرأ قراءة مرتلة ولا يخل بشيء من الأحرف ولا الكلمات.
ومن مقامات التحقيق أنه يتعرض للوقف والابتداء، فيعرف متى يقف، ومتى يبتدئ، ومتى يصل... إلى غير ذلك من الأمور متعلقة بالتحقيق، وبعض أهل العلم لم يفرق بين الترتيل والتحقيق، وجعلهما مرتبة واحدة، وسأذكر كلام أهل العلم وأيهما أفضل، بعد سياق هذا العرض.
المرتبة الثالثة: الحدر، وهو السرعة في القراءة مع المحافظة على أحكام التلاوة، وفيه تكثير للحسنات؛ لأن الإنسان يقرأ كثيرًا إذا حدر، فإذا قرأ كثيرًا أخذ أجرًا كثيرًا، كما تقدم في الحديث أن قارئ القرآن يؤجر على كل حرف من أحرف القرآن الكريم.
والمرتبة الرابعة: التدوير، وهو حالة متوسطة بين مرتبة الترتيل ومرتبة الحدر، ويكون مع المحافظة على أحكام الحروف والوقف والابتداء والمخارج والصفات، وأكثر أهل الأداء أخذوا بهذا النوع من أنواع مراتب القراءة وهو التدوير، ونقل ذلك ابن القيم -رحمه الله تعالى- في كتاب زاد المعاد، وبنى على ذلك مسائل.
إذن علمنا أن مراتب القراءة هي: الترتيل والتحقيق والحدر والتدوير، فالترتيل فيه تأنٍ في التلاوة، والحدر: فيه سرعة مع ضبط، والسؤال الآن: أيهما أفضل؛ الترتيل أم الحدر؟
ذكرنا في أول الكلام أن الترتيل يصحبه التدبر والتأمل والتفكر، وهذا هو المقصود من التلاوة، أما الحدر فإن فيه كثرة ثواب لكثرة القراءة، إذن يوجد مذهبان لأهل العلم في هذه المسألة: ما الأفضل الترتيل أم الحدر؟ ذهب عبد الله بن مسعود -كما سبق في الأثر- وابن عباس -رضي الله عنهما- وغيرهما من الصحابة والتابعين إلى أن الترتيل مع قلة القراءة أفضل من الحدر الذي فيه سرعة للقراءة، واحتجوا بحجج منها: أن المقصود من القراءة هو: الفهم والتدبر والفقه والعمل بما يقرأ، وليس الكثرة، وتلاوته بتأنٍ وتدبر وسيلة إلى فهم معانيه، وهذا يكون في التأني، والقرآن الكريم كما هو معلوم نزل ليعمل به لا أن يكون يقرأ فقط.
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-10-2013, 07:47 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

وقال بعض السلف: نزل ليعمل به، فاتخذوا تلاوته عملاً، فأهل القرآن المتدبرون لآياته ومعانيه هم العالمون بآياته العاملون بما فيه وإن لم يحفظوه كله عن ظهر قلب، وهذا كان حال الصحابة، فالصحابة لم يحفظوا القرآن كلهم، وإنما حفظه بعضهم، لكن الذي يحفظ القرآن ويكثر من تلاوته وهو لا يفهمه ولا يعمل به فليس من أهل القرآن الذين ورد فيهم الفضل، وترتب على قراءتهم الأجر؛ ولهذا تعلمون أن فرقة الخوارج كانوا أهل قرآن، وكانوا يقرؤون القرآن ويكثرون من تلاوته، ولكنه لا يجاوز حناجرهم ولا تراقيهم، ولكنهم يكثرون من التلاوة ولا يعلمون بما فيه؛ ولهذا وقعوا فيما وقعوا فيه من المخالفات؛ لأنهم لم يعملوا به، فهذا وجه من وجوه الترجيح أو في بيان فضل الترتيل على الحدر.
وقالوا أيضًا: إن القرآن جاء بهذا قال -تعالى: ﴿وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً﴾(8) وقال: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً(9)، فهنا جاء بالفعل ثم أكده بعد ذلك بالمصدر، فقال -تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً﴾ وهذا التأكيد للثبات على هذا النوع من أنواع القراءة، وأن يداوم الإنسان عليه؛ لأنه وسيلة إلى التدبر والفهم، وقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يقرأ كذلك، كما نقل عنه -عليه الصلاة والسلام- في أحاديث كثيرة تقول حفصة -رضي الله عنها- كما في صحيح مسلم: "كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها"(10)، ولما سئل أنس(11) -رضي الله عنه- عن قراءة النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "كانت قراءته مدا"(12)، فيمد الرحيم، وهذا مد عارض للسكون، وفيه ثلاثة أوجه: القصر والتوسط والمد، ونقل كثير من الصحابة -رضوان الله عليهم- صفة قراءة النبي -عليه الصلاة والسلام- كما نقلت ذلك أيضًا أم سلمة(13).
والقول الثاني: ذهب إليه بعض أهل الأداء وبعض أصحاب الشافعي ورجحوا أن الحدر أفضل، قالوا: لأن فيه كثرة للقراءة وكثرة القراءة أفضل حينئذ، واحتجوا على ذلك بما ورد في الترمذي من حديث عبد الله بن مسعود وصححه الترمذي أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: « مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ: آلم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ»(14)، وقالوا: لأن بعض السلف كان يكثر من القرآن، بل بلغ الأمر ببعضهم إلى أن يختم في الليلة، بل زاد على ذلك أن يختم في ركعة، كما ورد ذلك عن عثمان -رضي الله عنه- فقد ورد أنه أحيا القرآن كله في ركعة(15)، وورد عن تميم الداري(16) أنه قرأ القرآن في ليلة(17)، وورد عن سعيد بن جبير(18) أنه أيضًا قرأ القرآن في ركعة(19)، وورد أيضًا عن علقمة بن قيس(20) من أكابر تلامذة عبد الله بن مسعود أنه ختم القرآن في ليلة(21)، قالوا: لأن هذا كان من عادة السلف أنهم يقرؤون القرآن كثيرًا، وهذه الروايات عن هؤلاء الصحابة والتابعين أخرجها أبو عبيد في فضائل القرآن، وأخرجها أيضًا البيهقي، وأخرجها ابن ماجه، وقد صحح أسانيدها ابن كثير في فضائل القرآن في مقدمة التفسير، وقال الذهبي معلقًا على ذلك: هذا خلاف السنة.
إذن هؤلاء الصحابة أو التابعون اجتهدوا في طلب الخير، وفي التزود من قراءة القرآن الكريم، لكن السنة جاءت بخلاف ذلك، وهذا يظهر لك جليًّا وواضحًا في وصية النبي -عليه الصلاة والسلام- لعبد الله بن عمرو بن العاص حينما جاءه قال له -عليه الصلاة والسلام: « كَمْ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟». قال: أقرأه في ليلة، قال: « اقْرَأْهُ فِي شَهْرٍ». قال: إني أطيق أكثر من ذلك، حتى أوصله -عليه الصلاة والسلام- إلى سبع ليال(22).
قال العلماء: هذه مدة كافية لمن أراد أن يختم القرآن الكريم وهو يتأمل ويتدبر ما فيه من المعاني، فالأخذ بوصية النبي -عليه الصلاة والسلام- أولى حينئذ، وإن كان بعض الصحابة والتابعين اجتهدوا وقرؤوا القرآن في ليلة كاملة، ولكن فعل النبي -عليه الصلاة والسلام- وتوجيهه لعبد الله بن عمرو بن العاص هو الأولى في الأخذ، وورد في بعض الروايات أنه يختمه في ثلاث ليال كما سيأتي.
إذن القول المختار والصواب أن ثواب قراءة الترتيل والتدبر الترتيل المقرونة بالتدبر والتفهم والفقه أعلى وأجل أرفع قدرًا من القراءة بالحدر، ولكن في كلٍّ خير، قالوا: إن قراءة الحدر أكثر عددًا وقراءة الترتيل أكثر ثوابًا، ومثلوا لذلك بمثال وهو: أن يكون لدى الإنسان جوهرة فيبيعها بألف، هذا هو الترتيل، وإنسان عنده أربع جواهر وباعها بألف أيضًا، لكن هذه عددها خمس وهذه واحدة، أو كأن يكون إنسان عنده عبد نفيس يبيعه بألف وآخر عنده خمسة من العبيد فيبعهم بألف أيضًا؛ لأن ذاك أنفس منهم وأعلى عنده.
فلا يقال إن الحدر مردود ولا يقرأ به إنسان،بل أخذ به أكثر أهل الأدب، فقد أخذ به ابن كثير(23) والكسائي(24) وأبو عمرو البصري(25) في بعض الروايات عنه، فلهذا فضله ولهذا فضله، لكن أيهما أولى؟ الأولى الترتيل؛ لأن الترتيل هو فعل النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو الذي نزل به القرآن الكريم، وفي الترتيل معرفة المواقف على الآيات، والنبي -عليه الصلاة والسلام- كان يقف على رؤوس الآيات حتى ولو اختلف المعنى، ولكن كيف يختلف المعنى؟
تأتي آية مرتبطة في المعنى بالتي بعدها في مثل قوله -تعالى: ﴿ فَوَيلٌ لِّلْمُصَلِّينَ(26)، فهذا وعيد للمصلين، لكن هل هو لكل المصلين؟ هذا لبعض المصلين المخالفين وهم الساهون في صلاتهم؛ ولهذا قال -تعالى: ﴿ فَوَيلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ(27).
وحينئذ على القارئ أن يقرآ: ﴿فَوَيلٌ لِّلْمُصَلِّينَ﴾، ويقف، ثم يقول: ﴿فَوَيلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ﴾ فيجمع بين الأمرين؛ بين السنية في الوقف على رؤوس الآيات، وبين ارتباط معنى الآية، ومثل قوله -تعالى: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ(28)، إذا قال ذلك وسكت لم يتم المعنى، وهو قد وقف على رأس الآية، ولا يتم المعنى إلا بقوله -تعالى: ﴿وَيبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ(29)، فيقول القارئ: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ﴾، ويقف، ثم يرجع ويقول: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ﴾، فجمع بين الأمرين، بين الوقف على رؤوس الآيات وبين اتصال المعنى.
__________________
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-10-2013, 07:50 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ولهذا أكثر السلف من الصحابة التابعين رأوا قراءة الترتيل، وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه جاءه أبو جمرة واسمه نصر بن عمران البصري(30) وقال: إني رجل سريع القراءة وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين، فقال ابن عباس: "لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلي -وفي رواية أحب إلي- من أن أفعل ذلك الذي تفعله، فإن كنت فاعلاً ولا بد فاقرأ قراءة تسمع أذنيك ويعيها قلبيك(31)". وهذا عندابن أبي شيبة.
وقال إبراهيم(32): قرأ علقمة على ابن مسعود -وكان حسن الصوت- فقال: "رتل فداك أبي وأمي فإنه زَيْنُ القرآن"(33)، واستدلوا أيضًا بحديث عبد الله بن مسعود بقوله هذا المتقدم، وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى(34): دَخَلَتْ عليَّ امرأة وأنا أقرأ سورة هود، فقالت: يا أبا عبد الرحمن هكذا تقرأ سورة هود! والله إني فيها منذ ستة أشهر وما فرغت من قراءته(35)!فهذه الآثار تدلك على أن قراءة الترتيل هي الأولى حينئذ، وأن ما ذهب إليه ابن مسعود وعبد الله بن عباس وآخرون من السلف في الأخذ بالترتيل هو الأولى؛ لأنه يكون مصحوبًا بالتدبر والفهم والفقه ومعرفة المعنى لهذه الآيات، هذا ما يتعلق بمراتب التلاوة فالنبي -عليه الصلاة والسلام- قد أوصى عبد الله بن عمرو بن العاص بأن يختم القرآن في سبع ليال، والصحابة كانوا يهتمون بالعمل، فكانوا يتعلمون الخمس آيات والعشر الآيات في مجلس واحد فلا يتجاوزون هذه الآيات إلا وقد حفظوها وفهموا معناها وما فيها من الأحكام.
وقد روي عن عبد الله بن عمر أنه مكث في سورة البقرة ست أو سبع أو ثمان سنين يتعلم هذه السورة(36)، لم يعجزه حفظها وإنما كان يتعلمها ويتعلم ما فيها من المعاني والدلالات والأحكام؛ لأن هذه السورة مليئة بالأحكام الفقهية والقصص والعبر والمواعظ والناسخ والمنسوخ، فكانت همهم الصحابة -رضوان الله عليهم- العمل والحرص على تطبيق هذا القرآن، ونحن الآن في هذا الزمن لا نشكو من قلة الحفظة، فالحفاظ كثيرون ويحفظون القرآن، لكن أين العمل؟
ولهذا كانت الوصية التي أوصى بها عبد الله بن مسعود أن تتحرك به القلوب، وأن تقف عند عجائبه(37)، ولا يكون هم الواحد هو نهاية هذه السورة فيحرص الإنسان في تلاوته على التدبر والعمل؛ لأن هذا أمر الله، وقراءة القرآن عبادة، والعبادة لا بد أن تكون بفهم وعلم، وإلا كيف يؤديها الإنسان لا يسوغ لإنسان أن يصلي وهو لا يعلم أحكام الصلاة، ولا يعرف ماذا يقول في ركوعه وسجوده وقيامه وقعوده!
فلا بد أن يتعلم هذه الأحكام، فكذلك يتعلم الإنسان هذه المعاني ويقف عندها ويأتمر بأوامرها وينتهي عند نواهيها، ويقف عند حدود الله، ولو أن أهل القرآن قاموا بهذه الصفة كما كان عليها الصحابة -رضوان الله عليهم- لتحقق لهم الخير في حياتهم، ولحفظهم الله -تعالى- من هذه الفتن والمصائب، والصحابة -رضوان الله عليهم- كانوا يتسابقون إلى حفظ القرآن، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يحث أصحابه ويرغبهم في حفظ القرآن وقراءته والعمل به.
وكان -عليه الصلاة والسلام- يشجعهم ويحفزهم ويذكر محاسنهم في التلاوة؛ كما حصل ذلك مع أبي موسى الأشعري عبد الله بن قيس، إذ كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يمر في بعض طرق المدينة فسمع قراءة أبي موسى الأشعري، فوقف واستمع إليها وأعجبته هذه التلاوة فأخبره من الغد قال: « إِنِّي الْبَارِحَةَ اسْتَمَعْتُ إِلَى تَلاَوَتِكَ»، ففرح عبد الله بن قيس بهذا الخبر فهو شهادة عظيمة من النبي -عليه الصلاة والسلام- وقال: «لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاودَ»(38)، فقال عبد الله: لو أني علمت بذلك لحبرتها لك تحبيرً(39)، أي: أضفت عليها أشياء كثيرة من التحسين الصوت وتزيينه، فكان -عليه الصلاة والسلام- يشجعهم.
ويستفيد من هذا أيضًا أن قارئ القرآن إذا كان تاليًا محسنًا للتلاوة حسن الصوت لا يمنع الإنسان أن يذكر له هذا الشيء ويقول: جزاك الله خيرًا على هذا الصوت الجميل الحسن المتقن الجيد، وليس هذا من الإطراء، وإنما هو من التشجيع كما كان يفعل -عليه الصلاة والسلام، وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام- أيضًا لأبيٍّ(40): «أَقْرَأُكُمْ أُبَيٌّ(41)»، وقال: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَأْخُذَ القُرْآنَ غَضًّا طَرِيًّا فَلْيَأْخُذْهُ عَنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ»(42)، وهو عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- لذلك كان للصحابة نشاط دائم وكانوا إذا جلسوا في بيوتهم أو في المسجد كأنما تسمع دويًّا كدوي النحل، كما وصفه بعض أهل العلم منهم عبد الرحمن بن أبي ليلى في صفة الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم- في الإقبال على القرآن الكريم، ولم يحرصوا على أن يستكملوا، وإنما على أن يعوه وأن يفهموه، وأن يتقنوا هذا القرآن العظيم.
إذن هناك زيادة على القدر المحدد؛ كأن يختم الإنسان في أقل من ثلاث ليال أو سبع، كما حصل لعثمان وغيره، والتلاوة في أقل من سبعة أو ثلاث ليال ليست محرمة، وإنما يقال: هذا خلاف الأولى، فهذا يختلف باختلاف أحوال الناس، كما ذكر ذلك النووي -رحمه الله تعالى- ونقله عنه ابن حجر(43) قال النووي(44): "والاختيار في ذلك -يعني في قراءة القرآن- أن ذلك يختلف بالأشخاص؛ فمن كان من أهل الفهم وتدقيق الفكر استحب له أن يقتصر على القدر الذي لا يختل به المقصود من التدبر واستخراج المعاني، وكذلك مَن كان له شغل بالعلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة يستحب له أن يقتصر منه على القدر الذي لا يخل بما هو فيه، ومن لم يكن كذلك فالأولى له الاستكثار ما أمكنه من غير خروج إلى الملل ولا يقرأه هذرمة؛ فالحكم حينئذ يدور مع النفع".
__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-10-2013, 07:55 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

فربما تجد إنسانًا لا يختم في شهر أو شهرين؛ لأنه مرتبط بمصالح متعدية النفع للمسلمين، فالناس ليسوا على درجة سواء، فمن كان مرتبطًا بأعمال متعدية النفع لإخوانه المسلمين فهذا يقرأ على قدر استطاعته، ولا يكلف نفسه أكثر من ذلك؛ لأنه لو جلس يقرأ هذه المدة لتعطلت تلك المنافع؛ كالعطف على الفقراء والمساكين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمرابطة والحراسة، فليس هذا حكمًا عامًّا على كل الناس، فهذا الحكم يدور مع النفع المتعدي، فمن كان نفعه متعديًا إلى الآخرين أكثر من نفع القراءة فيبقى على ذلك النفع ولا يترك القراءة، وإذا كان نفعه في القراءة أكثر فيبقى على القراءة حينئذ؛ كأن يكون هذا الإنسان متبحر في القراءة، ويعرف الصفات والمخارج، فإذا قرأ وسجلت هذه القراءة واستمع إليها أناس آخرون استفادوا منها، فهذا يبقى على حاله ويفرغ وقته لهذا الشيء حتى ينفع الله -تعالى- بهذه القراءة التي يتلوها، وكذلك مَن كان في المسجد أيضًا يدرس في الحلقات هذا في حقه أنه يبقى ليفيد الآخرين، فهو متوقف على النفع.
ولهذا رأى الإمام أحمد -رضي الله عنه- أنه لا يزيد على ثلاثة أيام إن كان جادًّا مجتهدًا، فلا يختم في ليلة ولا في ليلتين، بل يختم في ثلاث ليال، وقال بعض الظاهرية: يحرم أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاثة؛ ووقفوا على ظاهر النص، لكن اختيار الإمام أحمد ومَن معه من أهل العلم أنه يقرأ ليالي الصيف أقصر من ليالي الشتاء، وساعاتها طويلة، ويستطيع أن يختم ويقرأ، ولكن أقل الأحوال أن يحرص الإنسان على أن يختم في شهر رمضان، فشهر رمضان هو شهر القرآن، فيحرص على ذلك غاية الحرص؛ لأن السلف -رضوان الله عليهم- كانوا يتركون الدروس والعلوم الأخرى، وينصرفون إلى القرآن الكريم، هذا ما يتعلق بهذا الأثر عن ابن مسعود، وهو مخرج في الصحيحين(45)، وقد رواه أبو داود وأحمد(46).


(1) ـ أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8733).
(2) المزمل: 4.
(3) الفرقان: 32.
(4) الإسراء: 106.
(5) القيامة: 16-18.
(6) النمل: 6.
(7) طه: 114.
(8) الفرقان: 32.
(9) المزمل: 4.
(10) أخرجه مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جواز النافلة قائما وقاعدا وفعل بعض الركعة قائما (733).
(11) أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. الإمام، المفتي، المقرئ، المحدث، راوية الإسلام،أبو حمزة الانصاري الخزرجي النجاري المدني، خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وقرابته من النساء، وتلميذه، وتبعه، وآخر أصحابه موتا، وروى عنه علما جما، وغزا معه غير مرة، وبايع تحت الشجرة. دعا له النبي بالبركة، فرأى من ولَده وولَدِ ولَدِه نحوا من مئة نفْس. مات سنة إحدى وتسعين. انظر: الاستيعاب (ص: 53 ترجمة 43)، والإصابة (1/ 126 ترجمة 277).
(12) أخرجه البخاري: كتاب فضائل القرآن، باب مد القراءة (5045، 5046).
(13) صحيح: أخرجه أحمد في المسند (26583)، وأبو داود، كتاب الحروف والقراءات باب استحباب الترتيل في القراءة (1466)، والترمذي: كتاب القراءات عن رسول الله، باب في فاتحة الكتاب (2927)، قال الترمذي: حسن صحيح، والنسائي كتاب الافتتاح، باب تزيين القرآن بالصوت (1022، 1629)، قال الألباني في صحيح الترمذي: صحيح.
(14) صحيح: أخرجه الترمذي كتاب فضائل القرآن عن رسول الله، باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من القرآن ما له من الأجر (2910) وقال الترمذي: حسن صحيح غريب، وقال الألباني في صحيح أبو داوود: صحيح.
(15) أخرجه القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" (236)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3710، 3720، 8680).
(16) تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن جذيمة، أبو رقية الداري، اللخمي، الفلسطيني. صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم. والدار بطن من لخم، ولخم: فخذ من يعرب بن قحطان. كان نصرانيا، ووفدتميم الداري سنة تسع، فأسلم، فحدث عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- على المنبر بقصة الجساسة في أمر الدجال. كان عابدا تلاَّءً لكتاب الله. يقال: وُجد على بلاطة قبر تميم الداري: مات سنة أربعين. انظر: الاستيعاب (ص: 97 ترجمة 238)، وأسد الغابة (1/ 428 ترجمة 515).

(17) أخرجه القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" (238)، ابن أبي شيبة في المصنف (3711).
(18) سعيد بن جبير بن هشام، الإمام الحافظ المقرئ المفسر الشهيد، أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله الأسدي الوالبي، مولاهم الكوفي، أحد الأعلام. روى عن ابن عباس فأكثر وجود. وكان من كبار العلماء. قرأ القرآن علىابن عباس. قرأ عليه أبو عمرو بن العلاء وطائفة. قالابن حجر في التقريب: ثقة ثبت فقيه. مات سنة خمس وتسعين. انظر: تهذيب الكمال (10/ 358 ترجمة 2245)، وسير أعلام النبلاء (4/ 321 ترجمة 116).
(19) أخرجه القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" (239)، ابن أبي شيبة في المصنف (8679).
(20) علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان، أبو شبل النخعي الكوفي. فقيه الكوفة وعالمها ومقرئها، لازم ابن مسعود حتى ترأس في العلم والعمل. مات بعد سنة ستين. قال ابن حجر في التقريب: ثقة ثبت فقيه عابد. انظر: تهذيب الكمال (20/300 ترجمة 4017)، والسير (4/53 ترجمة 14).

(21) أخرجه القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" (240)، ابن أبي شيبة في المصنف (8681، 8682).
(22) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب فضائل القرآن، باب في كم يقرأ القرآن باب في كم يقرأ القرآن وقول الله -تعالى: ﴿ فاقرءوا ما تيسر منه﴾(5052، 5054). مسلم: كتاب الصيام، باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به (1159).
(23) الإمام العلم مقرئ مكة، وأحد القراء السبعة. عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان بن فيروزان بن هرمز، أبو معبد الكناني، وقيل: أبو عباد، وقيل: أبو بكر الداري المكي الفارسي الأصل. قال ابن حجر في التقريب: صدوق. مات سنة عشرين ومئة، انظر: تهذيب الكمال (15/468 ترجمة 3499)، وسير أعلام النبلاء (5 / 318 ترجمة 155).

(24) الإمام، شيخ القراءة والعربية،أبو الحسن علي بن حمزة، بن عبد الله، بن بهمن، بن فيروز الأسدي، مولاهم الكوفي، الملقب بالكسائي لكساء أحرم فيه. واختار قراءة اشتهرت، وصارت إحدى السبع وجالس في النحو الخليل، وسافر في بادية الحجاز مدة للعربية. قال الشافعي: من أراد أن يتبحر في النحو، فهو عيال على الكسائي. قالابن الانباري: اجتمع فيه أنه كان أعلم الناس بالنحو، وواحدهم في الغريب، وأوحد في علم القرآن. كان ذا منزلة رفيعة عند الرشيد، وأدب ولده الأمين. مات بالري بقرية أرنبوية سنة تسع وثمانين ومئة عن سبعين سنة. انظر: سير أعلام النبلاء (9/ 131 ترجمة 44)، ومعرفة القراء الكبار (1/ 120 ترجمة 45).
(25) أبو عمرو ابن العلاء بن عمار، بن العريان التميمي، ثم المازني البصري شيخ القراء، والعربية. وأمه من بني حنيفة. اختلف في اسمه على أقوال؛ أشهرها: زبان، وقيل: العريان. مولده في نحو سنة سبعين. قرأ القرآن علىسعيد بن جبير. ومجاهد، ويحيى بن يعمر، وعكرمة، وابن كثير، وطائفة. واشتهر بالفصاحة والصدق وسعة العلم. وكان أعلم الناس بالقراءات والعربية، والشعر، وأيام العرب. قال ابن حجر في التقريب: ثقة من علماء العربية. توفي سنة أربع وخمسين ومئة. انظر: تهذيب الكمال (34/ 120 ترجمة 7533)، وسير أعلام النبلاء (6/ 407 ترجمة 167).
(26) الماعون: 4.
(27) الماعون: 4-5.
(28) الرحمن: 26.
(29) الرحمن: 27.
(30) أبو جمرة نصر بن عمران الضبعي البصري، أحد الأئمة الثقات. حدث عن: ابن عباس،وابن عمر، وزهدم الجرمي، وعائذ بن عمرو المزني، وطائفة. حدث عنه أيوب السختياني، ومعمر، وشعبة، والحمادان، وإبراهيم بن طهمان، وعباد بن عباد المهلبي، وآخرون. استصحبه معه الأمير يزيد بن المهلب إلى خراسان، فأقام بها مدة، ثم رجع إلى البصرة. مات سنة ثمان وعشرين ومئة. قال ابن حجر في التقريب: ثقة ثبت. انظر: تهذيب الكمال (29/ 362 ترجمة 6408)، وسير أعلام النبلاء (5/243 ترجمة 105).
(31) لم أقف عليه عند ابن أبي شيبة، والأثر أخرجه القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" (180).
(32)إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن ذهل بن سعد بن مالك بن النخع، أبو عمران النخعي. الإمام، الحافظ، فقيه العراق. وهو ابن مليكة أختالأسود بن يزيد. وقد دخل على أم المؤمنين عائشة وهو صبي. قال ابن حجر في التقريب: ثقة إلا أنه يرسل كثيرا. مات سنة ست وتسعين ومئة، وله سبع وخمسون سنة. انظر: تهذيب الكمال (2/ 233 ترجمة 265)، وسير أعلام النبلاء (4/ 520 ترجمة 213).
(33) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8816، 30778)، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (259).
(34) عبد الرحمن بن أبي ليلى، أبو عيسى الأنصاري، الكوفي، الإمام، العلامة، الفقيه. ويقال: أبو محمد، من أبناء الأنصار. ولد في: خلافة الصديق، أو قبل ذلك. وقيل: بل ولد في وسط خلافة عمر، ورآه يتوضأ، ويمسح على الخفين. وقيل: إنه قرأ القرآن على علي. قال ابن حجر في التقريب: ثقة، اختلف في سماعه من عمر. قُتل بوقعة الجماجم سنة اثنتين وثمانين. انظر: تهذيب الكمال (17/ 372 ترجمة 3943)، وسير أعلام النبلاء (4/ 262 ترجمة 96).
(35) أخرجه البيهقي في "الشعب" (1887).
(36) أخرجه مالك في "الموطأ" (479).
(37) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8825)، والبيهقي في الشعب (1883).
(38) متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب في فضائل القرآن، باب حسن الصوت بالقراءة بالقرآن (5048). مسلم في كتاب صلاة المسافربن وقصرها، باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن (793) واللفظ له.
(39) صحيح: أخرجه ابن حبان في صحيحه (7197)، الحاكم في المستدرك (3/529)، من حديثأبي موسى، انظر السلسلة الصحيحة (3532).
(40) أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار. سيد القراء، أبو منذر الأنصاري النجاري المدني المقرئ البدري، ويكنى أيضا أبا الطفيل. شهد العقبة، وبدرا، وجمع القرآن في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعرض على النبي -عليه السلام-، وحفظ عنه علما مباركا، وكان رأسا في العلم والعمل -رضي الله عنه. قال له النبي -صلى الله عليه وسلم: « ليهنك العلم أبا المنذر». مات سنة اثنتين وثلاثين. انظر: الاستيعاب (ص: 42 ترجمة 2)، وأسد الغابة (1/ 168 ترجمة 34).
(41) الحديث أخرجه البخاري كتاب فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب النبي (5005) بمعناه عنعمر بن الخطاب.
(42) صحيح: أخرجه أحمد في المسند (35، 4255، 4340)، ابن ماجه الكتاب المقدمة، باب فضل عبد الله بن مسعود (138)، قال الألباني في صحيح ابن ماجه: صحيح، من حديث ابن مسعود، وفي الباب عنعمر بن الخطاب، عمرو بن الحارث وغيرهما.
(43) أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر، شهاب الدين أبو الفضل الكناني العسقلاني الشافعي. قاضي القضاة، حافظ زمانه. نشأ يتيما، وأكمل حفظ القرآن في التاسعة من عمر، وصلى التراويح بالناس في الحرم المكي وله اثنا عشر عاما. رحل حبا في العلم وتطلبا للشيوخ. من أبرز شيوخه: ابن الملقن، والسراج البلقيني، وأبو الحسن الهيثمي. من أبرز تلاميذه: السخاوي، ابن قاضي شهبة، ابن تغري بردي. له مؤلفات حسان؛ أهمها: "فتح الباري"، و"لسان الميزان"، و"الدرر الكامنة". ولد سنة ثلاث وسبعين وسبع مئة، وتوفي سنة ثنتين وخمسين وثمان مئة. انظر: الضوء اللامع (2/ 36 ترجمة 104)، وحسن المحاضرة (1/ 363 ترجمة 102)، وله ترجمة موعبة في الجواهر والدرر لتلميذه السخاوي.
(44) يحيى بن شرف بن مُرِّي بن حسن ين حسين، أبو زكريا الحزامي النووي الشافعي الدمشقي، الحافظ الزاهد، أحد أعلام الشافعية. ولد في المحرم سنة إحدى وثلاثين وست مئة. صرف أوقاته في العلم والعمل به، وتبحر في الحديث والفقه واللغة. كان في لحيته شعرات بيض، وكان عليه سكينة ووقار في البحث مع الفقهاء. له مؤلفات جياد أثنى عليها الموافق والمخالف؛ منها: "المجموع"، و"روضة الطالبين". توفي ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من رجب سنة ست وسبعين وست مئة. انظر: "تحفة الطالبين في ترجمة الإمام محيي الدين" لابن العطار.
(45) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب فضائل القرآن، باب تأليف القرآن (4996، 5043)، مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب ترتيل القراءة واجتناب الهذ وهو الإفراط في السرعة وإباحة ... (822).
(46) صحيح: أخرجه أحمد في المسند (3958، 3968، 4062)، أبو داود: كتاب الصلاة، تحزيب القرآن (1396)، قال الألباني في صحيح أبي داود: صحيح دون سرد السور.
__________________

آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 07-10-2013 الساعة 08:01 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:01 PM.