اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > الأدب العربي

الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #3  
قديم 01-01-2014, 02:20 PM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,986
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي

- إبوور -

يؤلم هذا الكافر القديم أنه لا يستطيع أن يقدم القرابين لله ؛ لأنه لا يعرف أين يمكن أن يجد الله ، كما يرثى لموجات جرائم البالغين و انحراف الأحداث ، تلك الموجات التى عمت البلاد ، و لما كان يبشر بآرء شوبنهاور و تولستوى ، فإنه حبذ وضع حد للشقاء الانسانى عن طريق انتحار ال*** البشرى : (( من الأفضل أن تنتهى حياة البشر ، فلا حمل و لا ولادة . و إذا قدر للأرض أن تتوقف عن جلبتها ، و للصراع أن ينعدم ، أفلا تكون هذه نهاية جميلة للجميع ؟ ))

ثم لا يلبث أن يمدد أوجه الفساد الذى اساشرى فى عصره فى كلمات لها فى كل عصر صدى حتى فى عصرنا الحاضر :

إلى من أتحدث اليوم ؟ الإخوة الأشرار ، يخدع بعضهم بعضا ، الى من أتحدث اليوم ؟ قلوب شعة ، و كل امرئ يغتال متاع جاره ، الى من أتحدث اليوم ؟ لقد اختفى الرجل الشريف من الوجود ، بينما يعيش الباغى المتعجرف فائزا مظفرا ، الى من أتحدث اليوم ؟ ففى الوقت الذى يجب فيه أن يثير سلوك المرء سخطا نراه يبعث السرور أيضا ، و فى الوقت الذى يستحق فيه السارق الجلد بالسوط ، نراه يكافأ بالثرة و الشهرة .

و بعد هذه الصيحة ضد شرور عصره ، ينظم إبوور قصديدة يمتدح فيها الموت – ذلك الإبراء الرقيق م المرض الذى نسميه الحياة .

(( الموت أمامى اليوم ، و لقاؤه كلقاء رل مري قد استرد صحته ، و كخروجه الى الحديقة بعد إلاله م المرض ، الموت أمامى اليوم مثل رائحة أزهار اللوتس الزكية ، و كأنى جالس تحت الشراع فى يوم بليل النسيم . الموت أمامى اليوم كمجرى جدول ينحدر على سفح الجبل ، كعودة رجل من سفينة حربية الى داره . الموت أمامى اليوم كلهفة الرجل الى رؤية بيته بعد قضاء سنوات طويلات فى الأسر و العناء )) .
و على نقيض المزولة فقد سجل هذا الفيلسوف ساعات الحية المظلمة ، لا ساعاتها المنيرة الشرقة . و بالرغم من ذلك كان دائم البحث عن الله الذى أنكر وجوده . و كان هذا الفيلسوف القديم الذى يمكن أن نطلق عليه " شيلى عصره " يحمل حملة شعواء الظلم ، إذ كان يؤمن فى صدق و حرارة بانتصار العدل فى النهاية . و لم تكن الكراهية و الحب عنده الا جانبين فى حقيقته . و كان فى قرارة نفسه مشتغلا بمثل حماسة المسيح المنتظر ، و تنبأ بزعيم روحى يصح هو الملك الفيلسوف الذى أراده أفلاطون ، أو هو " الفادى " اذى تحدث عنه الأنبياء العبرانيون ، أو هو " المخلص " الذى ذكره الانجيل . و كتب إبوور يقول : [ ينزل هذا الرائد بردا على لهيب الظلم ، فهو راعى البرية جميعها ، و إذا ما افترق أفراد القيع فى مرعاه ، و تاهوا و امتلأت قلوبهم بالخوف فإنه يقضى الساعات تلو الساعات يجمع شملهم و يلم شتاتهم ، و يضرب الأشرار منهم بالآفات ثم يخلص الأخيار – أين هو اليوم ؟ هل صادفه سبات ؟ لا ، اطمئنوا ، فعند ما يحين الوقت فمن المؤكد أنه يستيقظ ] .

و كان إبوور أول فيلسوف اجتماعى فى تاريخ العالم .
و لم يقم إبوور و بتاح حتب الا بتمهيد الطريق لفيلسوف أعظم منهما ، قدر له أن يظهر بعدهما .
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:50 PM.