اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #5  
قديم 12-06-2014, 08:27 PM
الشيخ وجيه الشيخ وجيه غير متواجد حالياً
عضو مبتدئ
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 79
معدل تقييم المستوى: 15
الشيخ وجيه is on a distinguished road
افتراضي

ونستطيع أن نجمل اعتراض المخالفين ، ونرد عليهم فيما يلي :
1) أنكروا فضل ليلة النصف من شعبان ، وقالوا : لم يصح في فضلها حديث ، وليس لهم حجة في ذلك ولا مستند إلا قولة القاضي أبي بكر محمد بن عبد الله ابن العربي المالكي رحمه الله : ( ليس في ليلة النصف من شعبان حديث يساوي سماعه ) . قال الشيخ عبدالله ابن الصِّديق الغماري : ( في هذا غلو وإفراط ) .
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي (367/3) بعد أن ساق أحاديث ليلة النصف من شعبان : ( فهذه الأحاديث بمجموعها حجَّة على من زعم أنَّه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء ) .
وأورد الألوسي في تفسيره روح المعاني (111/5) كلام القاضي أبي بكر ابن العربي ثم قال : ( ولا يخلو من مجازفة ) .
قلتُ : قد ورد في فضل ليلة النصف من شعبان وفي إحيائها بالعبادة أحاديث صحاح وحسان وضعاف يشدُّ بعضها بعضاً ، وتدفع قول كل جاحد ومعاند ( كما سترى في هذه الرسالة ) .
بل قال الشيخ ابن تيمية رحمه الله في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم (ص 302) : (وليلة النصف من شعبان قد روي في فضلها من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنّها مفضلة، وإن من السلف من كان يخصها بالصلاة فيها ، وصوم شهر شعبان قد جاءت فيه أحاديث صحيحة ) .
ثُمَّ قال بعد كلام : ( لكن الذي عليه كثير من أهل العلم أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها ، وعليه يدل نص أحمد ، لتعدد الأحاديث الواردة فيها ، وما يصدق ذلك من آثار السلف ، وقد روي بعض فضائلها في المسانيد والسنن ، وإن كان قد وُضِعَ فيها أشياء أخر ) .
وقال الشيخ ابن تيمية أيضاً في مجموع الفتاوى (131/23) : ( إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده أو في جماعة خاصّة كما كان يفعل طوائف من السلف فهو حسن ) .
وقال فيه (132/23) : ( وأمَّا ليلة النصف فقد روي في فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنّهم كانوا يصلون فيها ، فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجّة ، فلا ينكر مثل هذا ) .
فهذه أقوال ابن تيمية رحمه الله ، ولكن كما قيل عن إخواننا - غفر الله لنا ولهم - فهم تيميون فيما لم يتبع فيه ابن تيمية الإمـام أحمد ، ووهـابيون فيـما لم يتبـع فيه ابن عبد الوهاب ابن تيمية .. وألبانيون ، وبازيون ... وهكذا .
وأزيدك - أيها القارىء الكريم - أنَّ الشيخ الألباني رحمه الله قد صحح حديث فضل ليلة النصف بمجموع طرقه في صحيحته (1144) ، وفي صحيح ابن ماجه (233/1) ، وفي تعليقه على كتاب ( السُّنَّة ) لابن أبي عاصم (509 ، 510 ، 511 ، 512) .
وفي كتاب ( السُّنَّة ) المنسوب لعبد الله بن الإمام أحمد (273/1) - بإسناد صحيح - عن عبَّاد بن العوام قال : ( قدم علينا شريك فسألناه عن الحديث : إنَّ الله ينزل ليلة النصف من شعبان ، قلنا : إنَّ قوماً ينكرون هذه الأحاديث ، قال : فما يقولون ؟ قلنا : يطعنون فيها ، قال : إنَّ الذين جاءوا بهذه الأحاديث هم الذين جاءوا بالقرآن ، وبأنَّ الصلوات خمس، وبحج البيت ، وبصوم رمضان ، فما نعرف الله إلا بهذه الأحاديث ) .
2) أنكروا إحياء هذه الليلة بالعبادة والاجتماع لها ، والدليل العام وحده ينقض ما ذهبوا إليه ويهدمه ، فإحياء الليل عموماً ( أيَّ ليلة من السَّنة ) سُنَّة نبوية ثابتة ، قال تعالى : ( يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا) ، فهي في حقِّه صلى الله عليه وآله وسلم فرض ، وفي حق أمته سُنَّة ، كما ذكر العلماء ، والأحاديث في ذلك كثيرة ثابتة .
أمَّا أنواع العبادات من استغفار ودعاء وقراءة قرآن والصلوات النوافل ... إلخ ، فأدلتها أشهر من أن أسردها في هذه التقدمة ، وكل ذلك مطلق ( غير مقيد بوقت ) فمن أتى به في أي وقت فقد أتى بالسُّنَّة ، في ليلة النصف وغيرها .
3) وأنكروا صيام نهار نصف شعبان ، مع أنّ صيامه سُنَّة بالدليل العام ، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صيام شعبان كله ، وصيام أكثر شعبان ، ولا شك أنَّ يوم النصف داخل في هذا ، كما ثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم ، من حديث أبي ذر رضي الله عنه وغيره ، أمره بصيام الثلاثة أيام البيض من كل شهر ، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ، ونصف شعبان داخل فيها أيضاً .
فإنْ قال المعترض : فما الحاجة إلى تخصيص ليلة النصف إذا كانت تدخل فيما سبق؟!.
قلتُ : بل لليلة النصف من شعبان مزيد فضل واهتمام واختصاص ، وهذه الأدلة التفصيلية توضحه وتبينه وتؤكده ، وذكرنا للدليل العام إنما هو حجةٌ وإلزام للمخالف .
وانظر إلى فقـه الأئـمة فيما أورده النجم الغيطي في ( فضل ليلة النصف ) (ص 105 ، 106) مما يرويه أبو حاتم الرازي بسنده عن عبد العزيز بن أبي داود (1) قال : نظر عطاء إلى جماعة في المسجد الحرام ليلة النصف من شعبان ، فقال : ما هذه الجماعة ؟ ، قالوا : هذا النميري يزعم أنّ الله - عزَّ وجل - ينزل هذه الليلة إلى سماء الدنيا ، فيقول : هل من داع فأستجيب له ؟ هل من سائل فأعطيه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ .
فقال عطاء : زيادة على النّاس : هذا في كل ليلة في السنة كلها .
قال الحافظ أبو موسى المديني : وقول عطاء هذا صحيح ، غير أن تخصيص ذكر النزول في هذه الليلة يقتضي تأكيداً ، إمَّا في تكثير الرحمة كما تقدَّم ، أو زيادة زمانه ، يعني كما في الحديث المتقدم ( إنَّ الله ينزل فيها لغروب الشمس ) بخلاف بقية الليالي ، فحين يبقى ثلث الليل الآخر . اهـ
وفي ( فيض القدير شرح الجامع الصغير ) للمناوي (317/2) : ( قال الزين العراقي : مزية ليلة نصف شـعبان مـع أنَّ الله تعالى ينزل كل ليلة أنَّـه ذكر مـع النـزول وصفاً آخر لم يذكر في نزول كل ليلة وهو قوله : ( فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب ) ، وليس ذا في نزول كل ليلة ، ولأنَّ النزول في كل ليلة مؤقت بشرط الليل أو ثلثه وفيها من الغروب ، وخصَّ شعر غنم كلب لأنَّه لم يكن في العرب أكثر غنماً منهم ) .
وقد قيل : إنَّ آية الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم نزلت في شهر شعبان ، نقله العلامة الشهاب القسطلاني في كتابه ( مسالك الحنفا إلى مشارع الصلاة على النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ) (2).
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:26 PM.