|
||||||
| محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#18
|
||||
|
||||
|
سابعًا: دروس في الصبر تقدمها الصحابيات للأمة: أ- صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها: لما استُشهد أخوها حمزة بن عبد المطلب t في أحد وجاءت لتنظر إليه وقد مثل به المشركون؛ فجدعوا أنفه وبقروا بطنه، وقطعوا أذنيه ومذاكيره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنها الزبير بن العوام: «القها فأرجعها، لا ترى ما بأخيها» فقال لها: يا أمه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي، قالت: ولم؟ وقد بلغني أنه قد مُثل بأخي، وذلك في الله، فما أرضانا بما كان من ذلك، لأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله. فلما جاء الزبير بن العوام t إلى رسول الله فأخبره بذلك، قال: «خلِّ سبيلها» فأتته فنظرت إليه، فصلت عليه واسترجعت([60]), واستغفرت له([61]). ب- حمنة بنت جحش رضي الله عنها: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من دفن أصحابه -رضي الله عنهم- ركب فرسه وخرج المسلمون حوله راجعين إلى المدينة، فلقيته حمنة بنت جحش، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا حمنة: «احتسبي» قالت: من يا رسول الله؟ قال: «أخوك عبد الله بن جحش» قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون, غفر الله له, هنيئًا له الشهادة, ثم قال لها: «احتسبي» قالت: من يا رسول الله؟ قال: «خالك حمزة بن عبد المطلب» قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، غفر الله له، هنيئا له الشهادة، ثم قال لها: «احتسبي» قالت: من يا رسول الله؟ قال: «زوجك مصعب بن عمير»، قالت: واحزناه، وصاحت وولولت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن زوج المرأة منها لبمكان» لما رأى من تثبتها على أخيها وخالها، وصياحها على زوجها ثم قال لها: «ولم قلت هذا؟» قالت: يا رسول الله ذكرت يتم بنيه فراعني, فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولولدها أن يحسن الله تعالى عليهم من الخلف([62]). فتزوجت طلحة بن عبيد الله فولدت منه محمدًا وعمران([63]) وكان محمد بن طلحة أوصل الناس لولدها([64]). ج- المرأة الدينارية رضي الله عنها: قال سعد بن أبي وقاص t: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار، وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد, فلما نعوا لها قالت: فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: خيرًا يا أم فلان، هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه حتى أنظر إليه، فأشير لها إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل([65])، تريد صغيرة، وهكذا يفعل الإيمان في نفوس المسلمين. د- أم سعد بن معاذ وهي كبشة بنت عبيد الخزرجية رضي الله عنها: خرجت أم سعد بن معاذ تعدو نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف على فرسه، وسعد بن معاذ آخذ بعنان فرسه، فقال سعد: يا رسول الله، أمي, فقال رسول الله: «مرحبًا بها» فدنت حتى تأملت رسول الله فقالت: أما إذا رأيتك سالمًا، فقد أشوت([66]) المصيبة، فعزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمرو بن معاذ ابنها، ثم قال: «يا أم سعد، أبشري وبشري أهليهم أن ***اهم قد ترافقوا في الجنة جميعًا، وهم اثنا عشر رجلاً، وقد شفعوا في أهليهم» قالت: رضينا يا رسول الله، ومن يبكي عليهم بعد هذا؟ ثم قالت: ادع يا رسول الله لمن خُلفوا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم أذهب حزن قلوبهم، واجبر مصيبتهم, وأحسن الخلف على من خُلفوا»([67]). * * * ([1]) اعل هبل: ظهر دينك. ([2]) البخاري، المغازي، رقم 4043، السيرة النبوية الصحيحة (2/392). ([3]، 4) انظر: السيرة النبوية الصحيحة (2/392). ([5]) انظر: زاد المعاد (3/202، 203). (2) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/109). ([7]) البخاري، كتاب المغازي، رقم 4079. ([8]) سنن النسائي السيوطي وحاشية السندي، كتاب الجنائز، باب أين يدفن الشهيد (4/79) رقم 2006. ([9]) النشغ: الشهيق حتى يكاد يبلغ به الغشي. ([10]) انظر: مختصر سيرة الرسول، لمحمد عبد الوهاب، ص331. ([11]) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/106). ([12]) انظر: غزوة أحد لأبي فارس، ص104. ([13]) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/107). ([14]) انظر: السيرة النبوية لأبي شهبة (2/210). ([15]) انظر: مجمع الزوائد (6/121، 122) وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. ([16]) انظر: السيرة النبوية الصحيحة (2/394). ([17]) انظر: صور وعبر من الجهاد النبوي في المدينة، د. محمد فيض الله، ص132، 133. ([18]) انظر: البداية والنهاية (4/41). ([19]) انظر: غزوة أحد لأبي فارس، ص95، 96. ([20]) الروحاء: تبعد عن المدينة 73 كيلومترًا في طريق مكة. ([21]) انظر: مجمع الزوائد للهيثمي (6/121) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الجواز. ([22]،4 ) انظر: البداية والنهاية (4/50). ([24]) انظر: غزوة أحد لأبي فارس، ص144 نقلا عن الطبقات الكبرى لابن سعد (2/43). ([25]) انظر: زاد المعاد (3/245). ([26]) الجرد: جمع أجرد وهو الضرسي قصير الشعر، والأبابيل: الفرق الكثيرة. ([27]) تردى: تسرع. (4) تنابلة: جمع تنبال وهو القصير. ([29]) الميل: جمع أميل وهو الجبان. (6) معازيل: جمع معزال وهو من لا رمح له. ([31]) تغطمطت: اضطربت وثارت. (8) وخش: ردئ. (9) انظر: البداية والنهاية (4/51)(10) تاريخ الإسلام للذهبي، المغازي، ص226. ([35]) انظر: صور وعبر من الجهاد النبوي في المدينة، ص142. ([36]) عارضيك: هما جانبا الوجه، لسان العرب (2/742). ([37]) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/116). ([38]) البخاري، كتاب الأدب، باب لا يلدغ المرء (7/134) رقم 6133. ([39]) انظر: البداية والنهاية (4/53) ([40]) المحرر الوجيز لابن عطية (3/411). ([41]) مرويات غزوة أحد للباكري، ص367، 369. ([42]) انظر: في ظلال القرآن (1/519). ([43]) انظر: غزوة أحد لأبي فارس، ص51. (3) انظر: الطبقات لابن سعد (2/49) ([45]) مسلم، كتاب الجهاد، باب غزو النساء، رقم 1779.
([46]) تزفر: تحمل القرب مملوءة بالماء. ([47]) البخاري، كتاب المغازي رقم 4071. ([48]) تنقزان: أي تحملان وتقفزان بها وثبا. ([49]) البخاري، كتاب الجهاد واليسر، باب غزو النساء رقم 2880. ([50]) انظر: المغازي للواقدي (1/249). ([51]) مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب غزو النساء، رقم 1810. ([52]) البخاري فتح الباري لابن حجر (6/92) عند حديث رقم 2880. ([53]) البخاري، كتاب الجهاد والسير رقم 2882، 2883. ([54]) البخاري، كتاب المغازي، رقم 4075. ([55]) أخو أم عمارة: انظر الذهبي سير أعلام النبلاء (2/278). ([56]) المغازي للواقدي (1/269، 270). ([57]) انظر: مرويات غزوة أحد، ص254. ([58]) انظر: السيرة النبوية الصحيحة (2/391). ([59]) انظر: غزوة أحد، محمد باشميل، ص171: 173. ([60]) استرجعت، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون. ([61]) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/108). ([62]) انظر: البداية والنهاية (4/47), غزوة أحد دراسة دعوية، ص236. ([63]) انظر: الإصابة (8/88) رقم 11060. ([64]) انظر: غزوة أحد لأبي فارس، ص109. ([65]) انظر: البداية والنهاية (4/48). ([66]) أشوت: صارت صغيرة خفيفة. ([67]) انظر: مغازي الواقدي (1/315، 316). |
| العلامات المرجعية |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|