اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-04-2015, 08:08 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي

أنواع المسؤولية في الإسلام



سجاد أحمد بن محمد أفضل



ثانيا: الإيمان بالملائكة:
وأما الإيمان بالملائكة فيتضمن الإيمان بهم إجمالاً وتفصيلاً، فيؤمن المسلم بأن لله ملائكة خلقهم لطاعته، ووصفهم بأنهم: ﴿ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [29]، وهم أصناف كثيرة منهم الموكلون بحمل العرش، ومنهم خزنة الجنة والنار، ومنهم الموكلون بحفظ أعمال العباد، ونؤمن على سبيل التفصيل بمن سمى الله ورسوله منهم، كجبريل وميكائيل ومالك (خازن النار) وإسرافيل الموكل بالنفخ في الصور، وقد جاء ذكرهم في أحاديث صحيحة، وقد ثبت في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم»[30].

ثالثاً: الإيمان بالكتب:
يجب الإيمان إجمالاً بأن الله سبحانه أنزل كتباً على أنبيائه ورسله، لبيان حقه والدعوة إليه، كما قال تعالى: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ [31]، وقال تعالى: ﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ[32].

ونؤمن على سبيل التفصيل بما سمى الله منها كالتوراة والإنجيل والزبور (وأنها تمت تحريفها ثم نسخت بمجيء القرآن الكريم) والقرآن، والقرآن هو أفضلها وخاتمها، وهو المهيمن والمصدق لها، وهو الذي يجب على جميع الأمة اتباعه، وتحكيمه مع ما صحت به السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله سبحانه بعث رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً إلى جميع الثقلين، وأنزل عليه هذا القرآن ليحكم به بينهم، وجعله شفاءً لما في الصدور، وتبياناً لكل شيء وهدى ورحمةً للمؤمنين، كما قال تعالى: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [33]، وقال سبحانه: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [34] وقال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [35]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.

رابعاً: الإيمان بالرسل:
وهكذا الرسل يجب الإيمان بهم إجمالاً وتفصيلاً فنؤمن أن الله سبحانه أرسل إلى عباده رسلاً منهم مبشرين ومنذرين ودعاة إلى الحق، فمن أجابهم فاز بالسعادة، ومن خالفهم باء بالخيبة والندامة، وخاتمهم وأفضلهم نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، كما قال سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ[36]، وقال تعالى: ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ[37]، وقال تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ[38]. ومن سمى الله منهم أو ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسميته آمنا به على سبيل التفصيل والتعيين، كنوح وهود وصالح وإبراهيم وغيرهم صلى الله وسلم عليهم وعلى آلهم وأتباعهم.

خامساً: الإيمان باليوم الآخر:
وأما الإيمان باليوم الآخر فيدخل فيه الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت كفتنة القبر وعذابه ونعيمه، وما يكون يوم القيامة من الأهوال، والشدائد، والصراط، والميزان، والحساب، والجزاء، ونشر الصحف بين الناس، فآخذ كتابه بيمينه، وآخذ كتابه بشماله، أو من وراء ظهره، ويدخل في ذلك أيضا الإيمان بالحوض المورود لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والإيمان بالجنة والنار، ورؤية المؤمنين لربهم سبحانه وتكليمه إياهم، وغيرهم ذلك مما جاء في القرآن الكريم والسنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيجب الإيمان بذلك كله وتصديقه على الوجه الذي بينه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

سادساً: الإيمان بالقدر:
وأما الإيمان بالقدر فيتضمن الإيمان بأمور أربعة:
أولها: أن الله سبحانه قد علم ما كان وما يكون، وعلم أحوال عباده، وعلم أرزاقهم وآجالهم وأعمالهم وغير ذلك من شؤونهم، لا يخفى عليه من ذلك شيء سبحانه وتعالى، كما قال سبحانه: ﴿ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [39] وقال عز وجل: ﴿ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا [40].

ثانيها: الإيمان بكل ما قدره وقضاه كما قال سبحانه: ﴿ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ [41].
وقال تعالى: ﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ [42] وقال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [43].

ثالثها: الإيمان بمشيئته النافذة فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، كما قال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ [44] وقال عز وجل: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [45] وقال سبحانه: ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [46].

رابعها: الإيمان بخلقه سبحانه حيث لا خالق غيره ولا رب سواه، كما قال سبحانه: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [47] وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ[48]. فالإيمان بالقدر يشمل الإيمان بهذه الأمور الأربعة عند أهل السنة والجماعة.

2. جانب السلوك:
إن من أهم آثار الإيمان القلبي، والتصديق اليقيني بوحدانية الله تعالى ووجوده، أن ينعكس ذلك على سلوك الفرد ونتاج عمله.


كما أن الإنسان إذا أعتقد شيئا يجد في نفسه التوقان إلى تطبيق ذلك في حياته العملية، وبهذا التطبيق الذي هو أثر من آثار الاعتقاد القلبي يرسخ هذا الاعتقاد حتى يغلب على مشاعر الإنسان.

فشرع الله تعالى على الناس عبادات سلوكية عملية فيها صلاح لنفوسهم، واستقامة قلوبهم، مما يؤدي إلى سلوك الطريق الصحيح لشكر ربهم والقيام بما يبلغهم رضا ربهم ويكسبهم سعادة الآخرة. وفيها أيضا صلاح لأمرهم في اجتماعهم في هذه الحياة الدنيا مما يعينهم على إقامة دينهم ونشره بين الناس، ومما يكفل لهم العيش الحسن والسعادة الاجتماعية في هذه الدنيا.

فشرع الله تعالى الصلاة سلوكا عمليا معبرا عن صدق الاعتقاد، والزكاة سلوكا عمليا لإصلاح الوضع الاجتماعي والاقتصادي والصوم لتربية النفس البشرية، والحج مؤتمرا جعلها لصلاح حال المسلمين. وجعلها الله تعالى فروضا وواجبات من أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد ضل واتبع الهوى. وفيما يلي سأضرب بعض الأمثلة لهذه العبادات السلوكية بنوع من التفصيل.

أولاً: الصلاة:
الصلاة هي الركن الثاني بعد الشهادتين اللتين هما عنوان الإيمان القلبي، والإقرار به من أركان الإسلام معبرا عن صدق الاعتقاد، وسلوكا عمليا لمحبة الله تعالى، يتجه الإنسان إلى خالقه يناجيه في خضوع وخشوع ومحبة وخوف ورجاء، يلقي عن كاهله أدران الدنيا وحطامها ويسمو بروحه إلى عالم لخلود، فتصفو روحه وتسمو عن أزمات هذه الدنيا فينتهي من الصلاة وكأنما اغتسل من جميع أدرانه النفسية والروحية، فيقبل على الحياة العملية بقلب مطمئن، ونفس منشرحة متصل بالله تعالى في كل أموره، فتنعكس آثارها على سلوكه في الحياة اليومية فيبتعد عن فواحش الأمور، وتستقيم سريرته وعلانيته. وصدق الله تعالى حيث قال: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [49]. وبتلك السعادة الروحية التي يجنيها الإنسان من صلاته، من استغفاره وطلبه ودعائه ومناجاته يبدأ عمله في جماعته فيكون عضوا صالحا في مجتمعه ولبنة من لبنات تقدمه وحضارته المستقيمة.

فالصلاة الحقيقية في الإسلام تمد المؤمن بقوة روحية نفسية تعينه على متاعب الحياة ومصائب الدنيا، قال تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ [50].

ثانيا: الزكاة:
والزكاة هي العبادة المالية الاجتماعية معروفة إجماليا لكافة المسلمين، فهي تؤخذ من أغنيائهم لترد على فقرائهم، فلا تجب إلا على من يملك النصاب بشروطه، وهي طهرة للنفس والمال. يزكى بها الإنسان ماله وروحه، ويشكر بها نعمة ربه عليه، وفي هذا يقول القرآن ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [51]. ولهذا سميت "زكاة" لما توحي به هذه الكلمة من معاني الطهارة والنماء والبركة. ولهذا يطلب من المسلم أن يؤديها طيبة بها نفسه، داعيا ربه أن يتقبلها منه قائلا: «اللهم اجعلها مغنما، ولا تجعلها مغرما».
يتبع
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:11 PM.