|
||||||
| قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
بأقلام صانعيها ومفكرين معاصرين.. الوجه الآخر لثورة يوليو
السادات: نشبت صراعات على السطة بين أفراد مجلس قيادة الثورة صورة أرشيفية كانت الخطة التي وضعها الضباط الأحرار محكمة للسيطرة على مقاليد الحكم، في اليوم الذي حمل اسم ثورة قضت على النظام الملكي في مصر في 23 يوليو عام 1952، تسارعت الأحداث بعد هذا التاريخ، من إنجازات حسبها البعض للثورة، وإخفاقات أو سلبيات طعنت في أهداف الثورة، لكن تبقى سطور في مذكرات بعض الضباط الذين شاركوا في الثورة، والمؤرخين الذين عاصروها، لتكشف وجهًا آخر غير تلك الإنجازات التي امتلأت بها كتب التاريخ المصري. "بعد أقل من أسبوع على رحيل الملك كنا نسير في طريق تكييف القوانين الذي انتهى بنا إلى هاوية اللاقانون بعد ذلك.. وأنا الآن أعتبر هذا الخطأ الصغير بداية مشوار طويل من الأخطاء التي لم نكن مسؤولين عنها.. وإنما كان مسئولًا عنها الخوف من الضباط".. تلك كانت الجملة التي جاءت في نهاية الصفحة رقم 152 في مذكرات اللواء الراحل محمد نجيب "كنت رئيسًا لمصر"، ليصف فيها كيف حادت الثورة عن طريقها. يتحدث اللواء محمد نجيب عن سيطرة ضباط الجيش على مقاليد السلطة وأغلب المناصب المدنية في ذلك الوقت، فيقول في مذكراته: "كان تعيين رشاد مهنا في منصب كبير خارج الجيش فاتحة لتعيين 18 من اللواءات وكبار الضباط في وظائف مدنية ودبلوماسية.. حاولت قدر استطاعتي إغلاق هذا الباب وإبعاد الجيش عن الحياة المدنية، وعودته إلى الثكنات، لكن كان الوقت على ما أعتقد قد فات.. فقد اخترق العسكريون كل المجالات وصبغوا كل المصالح المدنية باللون الكاكي". "لكوني ديكتاتورا عادلا تعرضت للنقد الشديد من أولئك الذين يريدون ديكتاتورًا حقيقيًا، كان زملائي الضباط في مجلس قيادة الثورة شبابًا كانت خبرتهم في الحياة بسيطة، وكانت خبرتهم في الحكم بسيطة، أحسوا أنهم يحكمون، فاندفعوا يتعاملون ب*** وبغطرسة مع الآخرين، حتى زملائهم في التنظيم والحركة".. كلمات أخرى جاءت على لسان اللواء محمد نجيب في مذكراته، يصف فيها كيف كان يتعامل الضباط الأحرار مع الآخرين. نجيب: كان زملائي في مجلس قيادة الثورة شبابًا خبرتهم بسيطة فصبغوا كل المصالح المدنية باللون الكاكي الدكتور عبدالعظيم رمضان المؤرخ المصري، وأحد المعاصرين لثورة 23 يوليو، يتحدث عن أخطاء الثورة، وبعض هذه الأخطاء دستوري وبعضها إنسانية وبعضها عسكري وبعضها سياسي، فمن الأخطاء الدستورية التي وقعت فيها الثورة هو التحايل على مجلس الدولة بواسطة الدكتور عبدالرازق السنهوري والمستشار سليمان حافظ، حتى أصدرا قرارًا بعدم دستورية عودة البرلمان الوفدي إلى الانعقاد، وقررت الثورة الاستمرار في السلطة، وفرضت نفسها وصية على الشعب وأخذت تحكمه بدون خبرة وبدون برنامج ثوري، بحسب مقال للدكتور عبدالعظيم رمضان في صحيفة الشرق الأوسط. خطأ آخر وقعت فيه الثورة من وجهة نظر المؤرخ المصري، وهو خطأ إنساني يتمثل في انتهاك حقوق الإنسان وفتح المعتقلات لخصومها السياسيين دون استثناء، إضافة إلى ال*****، أما الخطأ الثالث، فيتمثل في الهزائم العسكرية التي منيت بها ثورة يوليو، والتي ترتب عليها احتلال سيناء مرتين، المرة الأولى في حرب 1956 التي عرفت باسم العدوان الثلاثي، والمرة الثانية في يونيو 1967. الرئيس الراحل أنور السادات ذكر في مذكراته أن صراعات على السلطة نشبت بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وعدد من الضباط الأحرار، وقال في مذكراته: "أما زملائي من أعضاء مجلس قيادة الثورة فهم مجموعة من الضباط الشباب كانوا منذ ثلاثة أيام فقط يجلسون على مكاتبهم في القاهرة كما يجلس الكثيرون غيرهم من أفراد القوات المسلحة، لم يعرفوا الجوع أو التشرد أو الاعتقال، ثم بعد ثلاثة أيام من إعلان الثورة وجدوا أنفسهم فجأة وحدهم يحكمون مصر بلا منازع ولا منافس، ومن ثم كان الصراع على السلطة.. ولو لم أر هذا بنفسي لما صدقته". في مقال بعنوان "الجمعية السرية التي تحكم مصر"، انتقد إحسان عبدالقدوس في عدد روزاليوسف الصادر في 19 أبريل عام 1954، مجلس قيادة الثورة، ودعا إلى إنشاء حزب سياسي مدني، ومن أراد من القادة أو الضباط الانضمام إليه فيجب أن يستقيل من الجيش أولًا، وجاء في نص المقال: "يجب أن تنتهي الثورة، وأن يعمل القادة كهيئة حاكمة لا كجمعية سرية"، وهو ما أثار حفيظة جمال عبدالناصر ومجلس قيادة الثورة، واعتقل بسببه إحسان عبدالقدوس. |
|
#2
|
||||
|
||||
|
"الضباط الأحرار".. اتحدوا في المولد واختلفت بهم النهايات
صورة أرشيفية "اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين"، كانت هذه الكلمات هي أول ما ألقي على مسامع المصريين علنا من تنظيم الضباط الأحرار، الذي اعتاد في السنوات السابقة على الثورة أن يبدي رأيه في منشورات توزع داخل الجيش، وتلك كانت البداية الحقيقية للتنظيم، لكن رحيل كل عضو من أعضاء مجلس قيادة الثورة اختلف عن الآخر. رحل محمد نجيب في 28 أغسطس 1984 بعد دخوله في غيبوبة في مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة، وكان لا يعاني من أمراض خطيرة، لكنها كانت أمراض الشيخوخة، بعد أن كتب مذكراته شملها كتابه كنت رئيسا لمصر، وعلى الرغم من رغبة محمد نجيب في وصيته أن يدفن في السودان بجانب أبيه، إلا أنه دفن في مصر بمقابر شهداء القوات المسلحة في جنازة عسكرية مهيبة، من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، وحمل جثمانه على عربة مدفع، وتقدم الجنازة الرئيس الأسبق حسني مبارك وأعضاء مجلس قيادة الثورة الباقون على قيد الحياة حينها. بعد انتهاء القمة العربية في الثامن والعشرين من سبتمبر 1970، عانى الزعيم الراحل جمال عبد ناصر من نوبة قلبية، ونقل على الفور إلى منزله، حيث فحصه الأطباء، توفي بعدها بعدة ساعات، وكان السبب المرجح لوفاة عبد الناصر هو تصلب الشرايين، والدوالي، والمضاعفات من مرض السكر منذ فترة طويلة، وتعتبر جنازته هي الأكثر حشدا على مر التاريخ. وتعتبر وفاة المشير عبد الحكيم عامر هي الأكثر جدلا حتى الآن، حيث قيل إنه أقدم على الانتحار في 14 سبتمبر 1967ـ كما أعلن عن ذلك في حينه بسبب تأثره بهزيمة حرب 1967، لكن بعض الجهات تقول إنه مات مسموما. يعد صلاح سالم أول من توفي من أعضاء مجلس قيادة الثورة، حيث توفي في سن صغيرة عن عمر ناهز 41 عاما، وتحديدا في 18 فبراير 1962 بمرض السرطان. وشيع جثمانه في جنازة مهيبة تقدمها جمال عبد الناصر وجميع زملائه والوزراء، حيث بدأت الجنازة من جامع شركس بجوار وزارة الأوقاف إلى ميدان إبراهيم باشا. يعتبر رحيل الرئيس محمد أنور السادات الأكثر بشاعة، حيث اغتيل في السادس من أكتوبر عام 1981، خلال عرض عسكري كان يقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر، ونفذ عملية الاغتيال خالد الإسلامبولي وحسين عباس وعطا طايل وعبد الحميد عبد السلام التابعين لتنظيم الجهاد الإسلامي، التي كانت تعارض بشدة اتفاقية السلام مع إسرائيل، حيث قاموا بإطلاق الرصاص على السادات ما أدى إلى إصابته برصاصة في رقبته ورصاصة في صدره ورصاصة في قلبه، أسفرت عن وفاته. ورحل حسين الشافعي بهدوء، في الثامن عشر من نوفمبر 2005، عن عمر ناهز 87 سنه |
|
#3
|
||||
|
||||
|
ساندت الجزائر وليبيا واليمن.. 23 يوليو "أم الثورات العربية"
جمال عبدالناصر تحركت الدبابات وحاصرت مؤسسات الدولة، وانتصرت الثورة التي قام بها الضباط الأحرار في ليلة 23 يوليو 1952 دون خسائر بشرية، ليساندها الشعب المصري، وتكون شرارة تلهم باقي الشعوب العربية، وتحثهم على التحرك ورفض الظلم والاستبداد والثورة على الاستعمار، فنار الثورة التي اندلعت في مصر طالت عددا من الدول العربية كالجزائر واليمن وليبيا. في 1 نوفمبر عام 1954 كانت شرارة الثورة المصرية التي قام بها الضباط الأحرار قد وصلت إلى الجزائر بعد عامين من اندلاعها، لتستمر ثورة المليون شهيد لمدة 7 سنوات ضد المستعمر الفرنسي، بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية، حتى سقط الاستعمار في 5 يوليو 1962. كان دعم مصر للثورة الجزائرة منذ الخمسينات والستينات واضحًا للجميع، ما دفع كريستيان بينو وزير خارجية فرنسا وقتئذ إلى التأكيد أن التمرد في الجزائر لا تحركه سوى المساعدات المصرية، فإذا توقفت هذه المساعدات فإن الأمور كلها سوف تهدأ، لوجود مليون مستوطن فرنسي في الجزائر، ولأن فرنسا اعتبرت الجزائر جزءًا لا يتجزأ منها، بحسب ما جاء في كتاب "حرب الثلاثين عاما" للكاتب محمد حسنين هيكل، وهو ما ترتب عليه اشتراك فرنسا في العدوان الثلاثي على مصر. دعم مصر لثورة الجزائر دفع بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل إلى قول: "على أصدقائنا المخلصين في باريس أن يقدّروا أن عبد الناصر الذي يهددنا في النقب، وفي عمق إسرائيل، هو نفسه العدو الذي يواجههم في الجزائر"، وبحسب هيكل فإن الثورة الجزائرية تلقت أكبر شحنة من السلاح المصري أثناء القتال على الجبهة المصرية وقت العدوان الثلاثي الذي تعرضت له مصر. اليمن هي الأخرى استلهمت ثورتها التي قام بها ضباط الجيش مما حدث في 23 يوليو في مصر، ففي 26 سبتمبر عام 1962، كانت الخطة التي وضعها المشير عبدالله السلال مع عدد من ضباط الجيش اليمني جاهزة للتنفيذ، للانقلاب على الإمام محمد البدر حميد الدين، وإعلان قيام الجمهورية اليمنية، لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة، حيث كانت هذه الحركة التي عرفت بحرب اليمن أو ثورة 16 سبتمبر سببًا في دخول اليمن في صراع استمر حتى ثماني سنوات بين دعم السعودية للإمام، ودعم مصر بقيادة عبدالناصر للثورة من جهة أخرى. كان الضباط في اليمن يسعون إلى تكرار تجربة ثورة 23 يوليو في مصر، ضد حكم الإمام محمد البدر الذي يحكم البلاد بقبضة من حديد واستشرى الفساد في نظام حكمه، حيث رفع الضباط اليمنيون نفس الشعارات التي رفعها الجيش المصري أثناء ثورة 23 يوليو، منها ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﻣﺨﻠﻔﺎﺗﻬﺎ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺣﻜﻢ ﺟﻤﻬﻮﺭﻱ ﻋﺎﺩﻝ ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﻭﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ، وﺑﻨﺎﺀ ﺟﻴﺶ ﻭﻃﻨﻲ ﻗﻮﻱ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺣﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻣﻜﺎﺳﺒﻬﺎ، وﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ . "ثورة الفاتح" في ليبيا هي الأخرى استمدت روحها من ثورة 23 يوليو، ففي 1 سبتمبر عام 1969، تحرك الملازم معمر القذافي ومعه ما عرفوا بالضباط الوحدويين الأحرار في الجيش الليبي، تجاه مدينة بنغازي لتحرير مبنى الإذاعة و محاصرة القصر الملكي، ومن ثم سارع ولي العهد وممثل الملك بالتنازل عن الحكم، حيث كان الملك محمد إدريس السنوسي خارج البلاد في رحلة لتلقي العلاج في تركيا. كان جمال عبدالناصر ورجاله يراقبون الوضع وتطوارته في ليبيا باهتمام، وكانوا على اتصال مع قيادة الثورة الليبية ومعمر القذافي، الذي قبل اقتراح جمال عبد الناصر، بخصوص إقامة الملك السابق إدريس السنوسي في القاهرة، حتى لا يصبح عرضة للتأثير الأمريكي في أثينا، وركَّز مجلس قيادة الثورة كلَّ السلطات بيده، ووزَّعت داخله الاختصاصات بمساعدة مصرية. |
|
#4
|
||||
|
||||
|
في ذكراها الـ 63.. ماذا تبقى من ثورة 23 يوليو؟
صورة أرشيفية "تآمر الخونة على الجيش وتولى أمره إما جاهل أو خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها، وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا، وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم". بهذه الكلمات قرأ البكباشي محمد أنور السادات صاحب الصوت القوي والمُجِيد لفن الإلقاء – حسب رؤية جمال عبد الناصر- بيان ثورة 23 يوليو 1952 في السابعة والنصف صباحًا، لتشرق شمس ذلك اليوم على تغييرات بدأت باستقالة رئيس الوزراء ومحاصرة قصر رأس التين وطرد الملك فاروق، ثم تشكيل وزارة الثورة. وقبل هذا البيان ظلت مصر لأكثر من 2000 عام لم يحكمها مصري واحد على الإطلاق، وأشيع المجون في البلاد بسبب حكم الملك الفاسد، حتى أن العاملون والفلاحون طالهم الظلم وأُعيِدت السُخرَة لأعمالهم، ثم جاءت هذه الثورة وغيرت كل المقاييس، وحققت نجاحات لم تكن في الحُسبان، حتى إن بعض قيادات الثورة أثناء نقاشهم الأخير لخطتها، توقعوا نجاحها بنسبة 10% فقط، وأعطيت الخطة اسمًا سريًّا "نصر"، ثم نسف هذا الاسم توقعات أصحابه. وتوقع كاتبو خطاب الثورة أنه سيكون مجرد كلمات مسترسلة للحشد الشعبي، لكنه ما إن نُطِقَ بتلك اللهجة الصعيدية الحازمة، شرع في قلب موازين البلاد بأكملها، فلم يكن بدوره معلنًا بقيام ثورة انتظرها المصريون لتغرب شمس الظلم والفساد فحسب، بل اكتملت صيغته الثورية في إعطاء كل ذي حق حقه، فاسترد الفلاحون أراضيهم، وأُقِرَت مجانية التعليم، وأممت قناة السويس، وبدأ تنفيذ أهم مبدأ وهو بناء جيش وطني قوي، وغير ذلك مما نعايشه من نعيم في عصرنا الحالي. وتحل الذكرى الـ 63 لهذه الثورة المجيدة وسط تساؤلات عن ما تبقى منها. بدوره، علق الكاتب الصحفي صلاح عيسى على ما تبقى من ثورة 23 يوليو قائلًا "إن وجود التيارات الدينية الوسطية التي خاضت حركة التحرر الوطني مسبقًا في كل المراحل التي أعقبتها بجانب التيار القومي العروبي بجانب التيار الاشتراكي الداعي إلى العدل الاجتماعي، جنبًا إلى جنب التيار الليبرالي خير دليل على بقاء أثر هذه الثورة حتى ما نحن عليه اليوم". وقال عيسى لـ"الوطن" إن "الثورات لا تحسب بأبنيتها ولا قوانينها، فهذا يتقادم بالزمن، ولكنها تحاكم بمقياس القيم التي أرستها في المجتمع"، مشيرًا إلى أن "الثورة أرست عدة قيم أساسية مازالت قائمة حتى الآن، وأولها قيمة "الاستقلال الوطني"، وفتح الهرم الاجتماعي المغلق بحيث أصبح أي مواطن مصري من أسفل السلم الاجتماعي يستطيع أن يصعد بمجهوده، كما أن القيمة الثالثة هي إقرارها لضرورة التزام الدولة بحد أدنى لضمان مستوى معيشة للطبقات الفقيرة من سياسات دعم وغيرها". وأردف صلاح عيسى أن الاختلاف بين ثورات الربيع العربي وثورة يوليو يصعب تحديد إلا بعد مرور 50 سنة على هذه الثورات، على الرغم من تشابهها، مشيرًا إلى أن المشكلة التي أنتجتها ثورة يوليو على الرغم من نجاحها هي وجود قائد لها، كما يجب حذر ثوار يناير من أن تاريخ مصر بدأ عندها، ليتكرر نفس خطأ ثورة يوليو. من جانبه، رأى الكاتب الصحفي سليمان الحكيم، أن أبرز ما تبقى من ثورة 23 يوليو هو شعبها الذي أيدها في حينها ويرفع الآن صور قائدها في كل مناسبة متعطشًا لنفس الزعامة والسمو الذي تملك ذلك القائد، مشيرًا إلى أن هذا الشعب هو ذاته الذي يتطلع إلى نفس الإصلاح والتغيير الذي نادى به منذ 63 عاما. وتابع الحكيم لـ"الوطن" أن الثورة أنتجت آلاف العلماء والخبراء الذين وُلِدوا من رحمها، لافتًا إلى أن ثورات الربيع العربي المستجدة لم تبتعد في أهدافها عن ما هدفت إليه 23 يوليو قائلا: "كلما خبا نور ثورة ناصر، كلما تعود لتشتعل من جديد". وأسهب الكاتب في أن الفكرة الأخرى التي رسخت فكرتها ثورة يوليو هي أن الشعب المصري جزء من الأمة العربية ولذلك هي التي أشاعت المشاعر العروبية لدى الشعب وأن مصر لا تستطيع أن تعيش إلا بمحيطها العربي. وأشار سليمان الحكيم إلى أن حلم القومية العربية لم يكن ناصريًا، ولكن عبد الناصر نفسه يعد نتاجا لهذا الحلم، فالقومية هي التي صنعة أيديولوجيته، مضيفا: "مات جمال عبد الناصر ومازال الحلم قائمًا، فناصر هو المثال الحي والتجسيد الحقيقي للقومية ولم تكن القومية تجسيدًا له". وأضاف الكاتب الناصري أن ما أعطى ثورة يوليو طابعًا خاصًا يجعلها تختلف نسبيًا عن ثورات العهد الحديث، هو أنها انطلقت من قاعدة أن مصر لا تنقاد ولا تُرأس، هي فقط تقود وتترأس، موضحًا أن سبب من ضمن عدة أسباب تفتقدها هذه الثورات هو الزعامة والتوحد حول قائد. |
![]() |
| العلامات المرجعية |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|