|
محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() تتبين بعض ملامح اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم لقراره من خلال نصوص القرآن والحديث وبعض مواقف السيرة النبوية ومثال ذلك : 1- حرصه صلى الله عليه وسلم على الشورى والاستفادة بمشورة الناس وإشعارهم أن القرار قرارهم , قوله سبحانه "وشاورهم في الأمر فإذا عزمت .. " الآيات . 2- إتاحة الفرص لإبداء الرأي من كل من عنده رأي أو خبرة أو إفادة حتى بعد المشورة ويتبين ذلك في موقف الصحابي الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم "أمنزل أنزلكه الله أم هي الحرب والرأي والمكيدة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل هي الحرب والرأي والمكيدة فأشار عليه الصحابي بموقف آخر ليكون مقراً للجيش فاستمع النبي صلى الله عليه وسلم لكلامه ونزل عند رأيه . 3- محاولة تجديد القرار بالاستفادة بالعلوم الجديدة والأفكار الطريفة ومثاله ما أقره رسول الله صلى عليه وسلم لسلمان الفارس رضي الله عنه في حفر الخندق حول المدينة في غزوة الأحزاب وكان أمراً لا تفعله العرب في حروبها ولكنه كانت تفعله الروم وفارس .. 4- الثبات على القرار وتحمل عواقبه وعدم التردد بعد اتخاذ القرار .. ويظهر ذلك في غزوة أحد بعد ما استشار النبي صلى الله عليه وسلم الناس فأشار عليه بعضهم بالخروج وبعضهم بالبقاء في المدينة .. فاختار النبي صلى الله عليه وسلم الخروج فلما لبس النبي صلى الله عليه وسلم ملابس الحرب قال الشباب : كأننا أكرهنا رسول الله على الخروج فقال صلى الله عليه وسلم :" ما كان لنبي إذا لبس لأمة الحرب أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين قومه" .وهو ظاهر في قوله سبحانه: "فإذا عزمت فتوكل على الله ..." . 5- دراسة الظروف البيئية والاجتماعية المتعلقة بالقرار ويظهر ذلك بوضوح في قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها فيما رواه البخاري "لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية لهدمت الكعبة وجلعت لها بابين" . فما منعه صلى الله عليه وسلم من اتخاذ ذلك القرار إلا أن الناس حديثو عهد بجاهلية وأن الإيمان لم يتمكن من قلوبهم جميعاً فلذلك لم يتخذ قراره بناءً على الحالة الاجتماعية والظروف المحيطة . 6- مراعاة الحالة النفسية للناس والنتائج السلبية للقرار ومثال ذلك قراره صلى الله عليه وسلم بعدم *** المنافقين فلما سئل في ذلك قال صلى الله عليه وسلم : "لا يتحدث الناس ان محمداً ي*** أصحابه " |
#2
|
||||
|
||||
![]() ![]() مهارات وأساليب التدريس من السيرة النبوية 2-1 أولاً : مهارات وأساليب العرض : أ. أسلوب التهيئة بطلب الانصات والسماع : " يستخدم غالباً قبل البدء في إلقاء الموضوع " عن جرير بن عبد الله أن النبي في حجة الوداع : استنصت الناس ، فقــال : ( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض) البخاري ـ مسلم ـ أحمد ـ النسائي ـ ابن ماجة ـ الدارمي يقول الحافظ بن حجر : " وذلك أن الخطبة كانت في حجة الوداع ، والجمع كثير ، وكان اجتماعهم لرمي الجمار وغير ذلك من أمور الحج ، فلما خطبهم ليعلمهم ناسب أن يأمرهم بالإنصات " ب. التدرج في التعليم : وذلك فيما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهماأن النبي بعث معاذاً رضي الله عنه فقال : " إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب ، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، فإن هم أطاعوك لذلك ، فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات .. الحديث " . " والتدرج كما هو في الحديث يعني عدم الانتقال من جزء إلى آخر إلا بعد تحقق هدف الجزء الأول وهكذا إلى حين اكتمال جميع أجزاء المنهاج " ، وكذلك تجد نصوص كثيرة أخرى تدل على أسلوب التدرج كما حدث في تحريم الخمر وغيرها . ثانياً : التشويق وتنويع المثيرات والاستجابات : وذلك بأساليب عديدة كما يلي : أ/ السكوت أثناء الإلقاء لجذب الانتباه : روى البخاري ومسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أي شهر هذا ؟ قلنا الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ؟ … الحديث " ب/ التغيير والتنويع في نبرات الصوت : روى مسلم وأحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : " كان النبي إذا خطب وذكر الساعة اشتد غضبه وعلا صوته ج/ استخدام تعابير الوجه : روى البخاري ومسلم ، عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وفي البيت قرام فيه صور، فتلون وجهه ثم تناول الستر فهتكه، وقالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور." د/ تغيير وضع الجلوس : كما في الحديث الذي رواه الشيخان : " وكان متكئاً فجلس فقال : " ألا وقول الزور ، ألا وشهادة الزور " . هـ/ تكرار الكلام إذا اقتضى المقام ، وتجنبه بلا داع : روى البخاري وأحمد بن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي : أنه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه … " يقول المباركفوري : والمراد أنه كان يكرر الكلام ثلاثاً إذا اقتضى المقام وذلك لصعوبة المعنى أو غرابته أو كثرة السامعين لا دائماً فإن تكرير الكلام من غير حاجة لتكريره ليس من البلاغة كذا في شرح الشمائل للبيجوري " . و/ عدم التشدق والتقعر في الكلام : روى الترمذي عن جابر رضي الله عنه قال : إن رسول قال : " إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة ، أحاسنكم أخلاقاً الله ، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة " الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون " قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون ؟ قال " المتكبرون " قال النووي حديث حسن هذا فيمن يتقعر في العربية ليظهر نفسه فكيف بمن يتقعر بالإنجليزية في تدريسه العربية . ز/ مطالبة المتعلمين بالاقتراب والدنو : روى البخاري وأحمد عن ابن عباس رضي الله عنه قال :صعد النبي المنبر وكان آخر مجلس جلسه متعطفاً ملفحة على منكبيه قد عصب رأسه قال : صعد النبي بعصابة دسمة ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إليَّ ، فثابوا إليه .. " آخر تعديل بواسطة عزة عثمان ، 12-05-2016 الساعة 07:51 PM |
#3
|
||||
|
||||
![]() ![]() إن الحديث عن صبره عليه الصلاة والسلام ، هو في حقيقة الأمر حديث عن حياته كلها ، وعن سيرته بجميع تفاصيلها وأحداثها ، فحياته صلى الله عليه وسلم كلها صبر ومصابرة ، وجهاد ومجاهدة ، ولم يزل عليه الصلاة والسلام في جهد دؤوب ، وعمل متواصل ، وصبرٍ لا ينقطع ، منذ أن نزلت عليه أول آية ، وحتى آخر لحظة في حياته . لقد عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم طبيعة ما سيلقاه في هذا الطريق ، منذ اللحظة الأولى لبعثته ، وبعد أول لقاء بالملك ، حين ذهبت به خديجة رضي الله عنها إلى ورقة بن نوفل ، فقال له ورقة : يا ليتني كنت حياً إذ يخرجك قومك ، فقال له عليه الصلاة والسلام : ( أو مخرجي هم ؟ ) ، قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي . فوطن نفسه منذ البداية على تحمل الصد والإيذاء والكيد والعداوة . ومن المواقف التي يتجلّى فيها صبره عليه الصلاة والسلام ، ما تعرض له من أذى جسدي من قومه وأهله وعشيرته وهو بمكة يبلغ رسالة ربه ، ومن ذلك ما جاء عند البخاري أن عروة بن الزبير سأل عبد الله بن عمرو بن العاص عن أشد شيء صنعه المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجر الكعبة ، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط ، فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا ، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ، ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : أت***ون رجلا أن يقول ربي الله ؟ . وفي يوم من الأيام كان عليه الصلاة والسلام يصلي عند البيت ، وأبو جهل وأصحابٌ له جلوس ، فقال بعضهم لبعض: أيكم يجيء بسلى جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد ، فانبعث أشقى القوم فجاء به ، فانتظر حتى سجد النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه على ظهره بين كتفيه ، فجعلوا يضحكون ويميل بعضهم على بعض ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد لا يرفع رأسه ، حتى جاءته فاطمة فطرحت عن ظهره الأذى . ومن المواطن التي صبر فيها النبي صلى الله عليه وسلم ، أيّام موت أولاده وبناته ، حيث كان له من الذرية سبعةٌ ، توالى موتهم واحداً تلو الآخر حتى لم يبق منهم إلا فاطمة رضي الله عنها ، فما وهن ولا لان ، ولكن صبر صبراً جميلاً ، حتى أُثر عنه يوم موت ولده إبراهيم قوله: ( إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) . ولم يكن صبر النبي صلى الله عليه وسلم مقتصراً على الأذى والابتلاء ، بل شمل صبره على طاعة الله سبحانه وتعالى حيث أمره ربّه بذلك في قوله : { فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل } ( الأحقاف : 35 ) ، وقوله : { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } ( طه : 132 ) ، فكان يجتهد في العبادة والطاعة حتى تتفطّر قدماه من طول القيام ، ويكثر من الصيام والذكر وغيرها من العبادات ، وإذا وكان شعاره في ذلك : أفلا أكون عبدا شكورا ؟ لقد كانت وقائع سيرته صلى الله عليه وسلم مدرسة للصابرين ، يستلهمون منها حلاوة الصبر ، وبرد اليقين ، ولذة الابتلاء في سبيل الله تعالى . موقع إسلام ويب ![]() آخر تعديل بواسطة عزة عثمان ، 12-05-2016 الساعة 07:49 PM |
#4
|
||||
|
||||
![]() ![]() فوائد من الحديث المشهور عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وقال : " يا محمد أخبرني عن الإسلام " ، فقال له : ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ) ، قال : " صدقت " ، فعجبنا له يسأله ويصدقه ، قال : " أخبرني عن الإيمان " قال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) ، قال : " صدقت " ، قال : " فأخبرني عن الإحسان " ، قال : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ، قال : " فأخبرني عن الساعة " ، قال : ( ما المسؤول بأعلم من السائل ) ، قال : " فأخبرني عن أماراتها " ، قال : ( أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان ) ثم انطلق فلبث مليا ، ثم قال : ( يا عمر ، أتدري من السائل ؟ ) ، قلت : "الله ورسوله أعلم " ، قال : ( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) رواه مسلم . الفائدة الأولى: تؤكد الدراسات الحديثة على ضرورة حضور الطلبة قبل المعلم بوقت يسير، والمعلم يدخل عليهم لاحقاً، فهذا هو المنهج الأسلم الذي يحترم المقام العلمي، وهو ما حصل في هذه الجلسة العلمية،حيث كان الصحابة الكرام مع النبي جالسين، منتظرين درساً جديداً، وفي هذا يقول راوي الحديث وهو عمر الفاروق رضي الله عنه ( بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل…). الفائدة الثانية: من الأمور الجميلة التي تؤكد عليها التربية الحديثة، هندام المعلم، فالمعلم يجب أن يكون ذا هندام أنيق، وذا هيئة جميلة ترتاح له عيون الطلبة، فالمعلم قدوة يقدم دروساً غير مباشرة لطلابه، فهو قدوة بلسان حاله، كما هو قدوة بلسان مقاله، لهذا يجب عليه أن يكون منظره أنموذجاً يقتدي به تلامذته، وهذا ما حصل في هذه الجلسة العلمية حيث طلع جبريل عليه السلام على الصحابة بمنظر جميل لفت انتباههم، وأسر أفئدتهم، يقول عمر رضي الله عنه واصفاً هيئة جبريل عليه السلام حال طلوعه عليهم، ( إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر…) مما يستفاد أيضا من هذا الحديث أن المعلم لا ينبغي له أن يدخل على طلابه وهو أشعث أغبر، عليه أن تكون ثيابه نظيفة، وأن يكون شعره مدهوناً، كما يستفاد أن لا يدخل المعلم على طلابه وهو مرهق من السفر أو من غيره، فإذا كان المعلم مرهقاً فلا يمكن أن يفيد الطلاب أو بتعبير أصح لا تكتمل الاستفادة منه بشكل تام. الفائدة الثالثة: في التحضير، فتحضير الدروس من أهم الجوانب في نجاح و إعداد الحصة التعليمية وتقديمها، وقد أكدت عليه التربية الحديثة تأكيداً شديداً صار جزءً من المعايير التي تقيم بها أداء المعلم ونجاحه، فينبغي للمعلم أن يحضر درسه تحضيراً مقبولاً، وهو ما حصل ونلاحظه في هذه الجلسة النبوية، فإن جبريل عليه السلام كان قد حضَّر درسه تحضيراً جيداً، مبتدئاً من الهندام والهيئة الحسنة التي أقبل بها على طلابه – الصحابة – ومروراً بالأسئلة المرتبة ترتيباً جميلاً والتي بدأ بها درسه. الفائدة الرابعة: التعزيز: يعد التعزيز أهم العوامل المعينة على شحذ الهمم و تشجيع الطلاب ورفع معنوياتهم، ويقسم التعزيز إلى قسمين: تعزيز حسي، ويتمثل في تقديم الجوائز العينية والمكافآت المادية للطلاب المتميزين، والمجتهدين، وتعزيز معنوي: وهو التشجيع اللفظي للطلاب، فإذا أجاب الطالب على سؤال معين بإجابة صحيحة، فعلى المعلم أن يكافئه بالتعزيز المعنوي، كقوله أحسنت، ممتاز، كثَّر الله من أمثالك، فهذا التعزيز المعنوي سيسهم بدون شك في رفع معنويات الطالب، وشحذ عزيمته نحو الاجتهاد والتميز. والتعزيز المعنوي هو ما نجده في هذه الجلسة النبوية، حيث يعزز جبريل عليه السلام بعد كل إجابة يسمعها من النبي صلى الله عليه وسلم، بقوله صدقت، وكان عليه السلام يكرر هذه العبارة بعد كل إجابة، حتى عجب الصحابة من ذلك، قال عمر رضي الله عنه : ( فعجبنا له يسأله ويصدِّقه ). الفائدة الخامسة:اختيار طريقة تدريس معينة في التدريس أمر تؤكد عليه المدارس التربوية الحديثة، فاختيار المعلم طريقة تدريس مناسبة يساعد في سهولة إيصال المعلومة إلى الطلاب، ويسهم في تقديم الدرس بشكل لائق، وفي هذه الجلسة نجد أن الأسلوب المستخدم هو أسلوب المناقشة والحوار، حيث ناقش جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم وسأله أسئلة محورية وأساسية في أمور الدين. ويستفاد من ذلك، أنه بإمكان المعلم أن يناقش طلابه موضوع الدرس،وأن يستخرج المعلومة من أذهانهم، ليؤكد عليها، أو ليصحح لهم ما علق بأجوبتهم من أخطاء، ليكمل ما حصل من نقص معرفي في إجاباتهم، وإذا كانت الأجوبة صحيحة يؤكد عليها تأكيداً علمياً قائماً بالأدلة والبراهين. وبالمناقشة المفيدة والتقويم المستمر يستطيع المعلم الذكي ترسيخ المعلومات التي تضمنها درسه في أذهان الطلبة. الفائدة السادسة: تتجلى هذه الفائدة في أجوبة النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يمثل النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الجلسة البديعة محاضراً ومشاركاً أساسياً، حيث لم يكن كأحد الطلاب، ولهذا نجد أن أجوبته كانت صحيحة تتسم بالدقة والجزالة، وعليه فإن المعلم ينبغي له أن يكون ملماً بمادته إلماماً يمكنه من تقديم مادته بأسلوب شيق ومهذب. كذلك من المستحسن أن تكون لغة المعلم واضحة وسلسة حيث تنتظم أفكاره بطريقة انسيابية تساعد في الفهم والاستيعاب بحيث ترتاح أذن السامع والمتلقي لاستماعها. الفائدة السابعة: التدرج في تقديم موضوعات الدرس حسب الأهمية والدرجة، ففي هذا الدرس النبوي نلاحظ أن جبريل عليه السلام تدرَّج في تقديم الموضوعات حسب منزلة الفقرة ومكانتها، فبدأ بالسؤال عن الإسلام فالإيمان، فالإحسان الذي هو أعلى منزلة التعبد والإيمان. الفائدة الثامنة: عدم الاستحياء والتكبر في طلب العلم، ويستوي في ذلك المعلم والطالب، فالمعلم القوي الناجح هو المعلم الذي لا يجد أية غضاضة في قوله لا أدري في الأمور التي لا يدريها، بل يقول لا أدري ويؤكد في نفس الوقت أنه سيبحث عنها ليفيد طلابه لاحقاً. وفي هذه الجلسة يجيب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ) مؤكداً أن علم الساعة من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى. فالاستحياء والتكبر معوقان كبيران في عملية التعلم والتعليم، ويقال : اثنان لا يتعلمان: المستحيي والمتكبر. الفائدة التاسعة: على المعلم أن يحسن صورته أمام الطلبة، وأن يحرص دائماً على كسب ثقتهم به، ومن الأمور التي تسيء انطباع الطلبة عن معلمهم، تعامله معهم داخل الصف، فإذا كان المعلم يرتكب أخطاء سلوكية داخل الصف الدراسي، فإن الطلاب سيأخذون انطباعاً سيئاً نحوه، مما قد يورث الطلاب معاملات مخلة بالأدب مع معلميهم كقلة احترامهم، والاستهزاء بهم. ومن السلوكيات المذمومة التي يجب أن يحذر منها المعلم الجلوس الجامد وإساءة هيئة الجلسة أمام الطلاب بحيث يجلس على الكرسي ماداً رجليه على المكتب الذي أمامه أو على كرسي آخر،حيث يلقي درسه وهو متكأٌ، مما يبعث على الطلاب بواعث النوم والنعاس. وفي هذا السياق نستفيد من هذا الحديث، حسن الجِلسة، فقد جلس جبريل عليه السلام أمام النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، مما يدل دلالة واضحة على احترامه الشديد للمقام العلمي. ![]() آخر تعديل بواسطة عزة عثمان ، 12-05-2016 الساعة 07:47 PM |
#5
|
||||
|
||||
![]() ![]() إن المتأمل في أساليب التعليم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام المربين ومعلم المعلمين ليد أنه عليه الصلاة والسلام قد استخدم أساليب متنوعه لإيصال المعلومة إلى المتعلم ومن هذه الأساليب : 1- أسلوب التطبيق العملي : ففي صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) . 2- ضرب الأمثلة : فقد روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري– رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً ، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا ، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ، فذلك مثل من فقه في دين الله ، ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلّم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ( . 3- إالأالغاز أوالعصف الذهني : استخدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسلوب التعلم الإبداعي والعصف الذهني في تعليم المسلمين ، حيث قال لأصحابه كما قال عبد الله بن عمر بن الخطاب : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( مثل المؤمن كشجرة لا يتحات ( أي لا يسقط ) ورقها . قال ابن عمر : فوقع في نفسي أنها النخلة ، وعنده رجال من العرب ، فذكروا الشجرة فما أصابوا حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم frown رمز تعبيري هي النخلة ) ، فقلت لأبي : لقد وقع في نفسي أنها النخلة ، فقال : يا بني : ما منعك أن تتكلم بها ؟ فقلت : الحياء ، وكنت من أصغر القوم سناً ، فقال : لأن تكون حيياً أحب إليّ من كذا وكذا ، أخرجه الشيخان مع اختلاف يسير . 4- أسلوب الإثارة والتشويق : إما بسؤال مثير مثل ( أتدرون من المفلس ) ؟ أو بعبارة مثيرة أو بتكرار اللفظ ثلاثا كقوله صلى الله عليه وسلم ( والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن ) . 5- استخدام القصة لتحقيق الهدف : فقد روى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قصص عدة قصد بها تعليم أصحابه رضي الله عنهم و منها ما روي أن خباب بن الأرت رضي الله عنه بلغ به الأذى والشدة كل مبلغ فيأتي للنبي صلى الله عليه وسلم شاكياً له ما أصابه فيقول رضي الله عنه :أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة - وقد لقينا من المشركين شدة - فقلت :ألا تدعو الله ؟ فقعد وهو محمر وجهه فقال: « لقد كان كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد مادون عظامه من لحم أوعصب، مايصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله » [رواه البخاري] وحفظت لنا السنة النبوية العديد من المواقف التي يحكي فيها النبي صلى الله عليه وسلم قصة من القصص، فمن ذلك: قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار، وقصة الذي *** مائة نفس، وقصة الأعمى والأبرص والأقرع، وقصة أصحاب الأخدود ، وقصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام ، وغيرها من القصص النبوي الشريف ، ... وغيرها كثير. 6- أسلوب الحوار والمناقشة : وخير مثال على ذلك موقفه صلى الله عليه وسلم مع الأنصار في غزوة حنين بعد قسمته للغنائم، فقد أعطى صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم وترك الأنصار، فبلغه أنهم وجدوا في أنفسهم، فدعاهم صلى الله عليه وسلم ، وكان بينهم وبينه هذا الحوار الذي يرويه عبدالله بن زيد -رضي الله عنه- فيقول: لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم فقال: »يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي؟« كلما قال شيئاً قالوا: الله ورسوله أمن، قال: »ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟« قال كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمن قال:» لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا، أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم؟ لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار والناس دثار، إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض« [رواه البخاري (4330) ومسلم (1061) ] ففي هذا الموقف استخدم النبي صلى الله عليه وسلم الحوار معهم، فوجه لهم سؤالاً وانتظر منهم الإجابة، بل حين لم يجيبوا لقنهم الإجابة قائلاً : (ولو شئتم لقلتم ولصدقتم وصُدقتم …). 7- استخدام الإشارة : وقد وردت عدة أحاديث ( وأشار إلى صدره ) ( وشبك بين أصابعه ) ( وحلق بين أصبعيه السبابة والإبهام ) ( وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى ) وغيرها من الأحاديث . 8- استخدام الرسومات التوضيحية : اللوحات المتضمنة رسومات توضيحية ترسم المعلومة في عقول التلاميذ والمتلقين ناهيك عن استخدام جهاز عرض فوق الرأس والكمبيوتر في العملية التعليمية هذا ولقد استخدم الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- أمثال تلك الوسائل وكان له السبق في استخدامها لما لها من الإثارة والمتعة والتشويق والإدراك التام للفكرة وحفظها وترسيخها في العقول فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (خط النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- خطا مربعا.. وخط خطا في الوسط خارجا منه ـ وقد أحاط به ـ وهذا الذي هو خارج أمله... وهذه الخطوط الصغار الأعراض.. فإن أخطأه هذا نهشه هذا وإن أخطأه هذا نهشه هذا) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق. ![]() آخر تعديل بواسطة عزة عثمان ، 12-05-2016 الساعة 07:46 PM |
#6
|
||||
|
||||
![]() ![]() 🍃اللهُمـً صَــــــلٌ علَےَ سيدنا 🍂🍁مُحمَّــــــــدْ🍁 و علَےَ آل🌴🍂🍃 سيدنا🔱⬅ مُحمَّــــــــدْ🔱كما🍁 🍃صَــــــلٌيت علَےَ سيدنا🍂🍃إِبْرَاهِيم🍂 🌷وعلَےَآل🌴سيدنا إِبْرَاهِيمَ 🌱وبارك علَےَ سيدنا🍃 ⬅مُحمَّــــــــد🍂🍃ْ وعلَےَ آل سيدنا🍁⬅مُحمَّــــــــد🌹ْ كما باركت💐علَے🌷َ 🌷سيدنا🍁إِبْرَاهِيم🌾َ وعلَے🌱َ آل سيدنا🌸إِبْرَاهِيمَ 🌸 فى الْعَالَمِينَ🍁إِنَّك 🍂🍃حَمِيد المجيد ![]() __________________ ![]() ![]() آخر تعديل بواسطة عزة عثمان ، 12-05-2016 الساعة 07:54 PM |
#7
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|