اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا

محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #46  
قديم 23-05-2016, 01:29 PM
Mr. Hatem Ahmed
ضيف
 
المشاركات: n/a
افتراضي


30
/ قِصَّةُ النَّبِيِّ إِبْرَاهِيْمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ والثَلَاثِ كَذَبَاتٍ

-- عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيْمُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَطُّ إلاَّ ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ، ثِنْتَيْنِ في ذَاتِ اللَّهِ. قَوْلُهُ: {إنِّي سَقِيْمٌوقَوْلُهُ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيْرُهُمْ هَذَاوَوَاحِدَةً في شَأنِ سَارَّةَ».

«فَإِنَّهُ قَدِمَ أرْضَ جَبَّارٍ وَمَعَهُ سَارَّةُ وَكَانَتْ أحْسَنَ النَّاسِ».

«فَقَال لَهَا: إِنَّ هَذَا الجَبَّارَ إِنْ يَعْلَمْ أنَّكِ امْرأتِي، يَغْلِبْنِي عَلَيْكِ، فَإِنْ سَألَكِ فَأخْبِرِيهِ أنَّكِ أخْتِي، فَإِنَّكِ أخْتِي في الِإسْلَامِ، فَإِنِّي لَا أعْلَمُ في الأرْضِ مُسْلِمَاً غَيْرِى وَغَيْرُكِ».

«فَلَمَّا دَخَلَ أرْضَهُ، رَآهَا بَعْضُ أهْلِ الجَبَّارِ، أتَاهُ فَقَال لَهُ: لَقَدْ قَدِمَ أرْضَكَ امْرأةٌ لَا يَنْبَغِي لَهَا أنْ تَكُوْنَ إلاَّ لَكَ»،

«فأرْسَلَ إلَيْهَا، فَأُتِي بَهَا، فَقَاْمَ إبْرَاهِيْمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الصَّلَاةِ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ، لَمْ يَتَمَالَكْ أنْ بَسَطَ يَدَهُ إليْهَا، فَقُبِضَتْ يَدُهُ قَبْضَةً شَدِيْدَةً».

«فَقَالَ: ادْعِي اللَّهَ أنْ يُطْلِقُ يَدِي، وَلَا أضُرُّكِ».

«فَفَعَلَتْ، فَعَادَ».

«فَقُبضَتْ أشَدَّ مِنَ القَبْضَةَ الأوْلَى»،

«فَقالَ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ».

«فَفَعَلَتْ، فَعَادَ».

«فَقُبِضَتْ أشَدَّ مِنَ القَبْضَتَيْنِ الأولَيَنِ»،

«فَقَالَ: ادْعِي اللَّهَ أنْ يُطْلِقَ يَدِي، فَلَكِ اللَّهَ أنْ لَا أضُرُّكِ»،

«فَفَعَلَتْ وَأُطْلِقَتْ يَدُهُ، وَدَعَا الَّذِي جَاْءَ بِهَا»،

«فَقَال لَهُ: إِنَّكَ إِنَّمَا أُتَيْتَنِي بِشَيْطَانٍ وَلَمْ تَأتِنِي بِإِنْسَانٍ! فَأخْرِجْهَا مِنْ أرْضِي وَأعْطِهَا هَاجَرَ».

«قَالَ: فَأَقْبَلَتْ تَمْشِي، فَلَمَّا رَآهَا إِبْرَاهِيْمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ انْصَرَفَ»،

«فَقَالَ: مَهْيَمْ؟!»

«قَالَتْ: خَيْرَاً، كَفَّ اللَّهُ يَدَ الفَاجِرِ، وَأخْدَمَ خَادِمَاً».

«قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَتِلْكَ أُمُّكُمْ يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ».


رَوَاهُ البُخَارِيُّ (4/ 3358ومُسْلِمٌ (4/ 2371) واللَّفْظُ لَهُ.


- (كَذَبَاتٍ): أَيْ فِيمَا يَظْهَرُ لِلنَّاسِ وبِالنِّسْبَةِ لِفَهْمِ السَّامِعِينَ، وهِيَ لَيْسَت كَذِبًا فِي حَقِيقَةِ الأَمْرِ لِأَنَّهَا
مِنَ المَعَارِيضِ.

- (ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ): أَيْ لِأَجْلِهِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى.

- (سَقِيمٌ): مَرِيضٌ؛ وإِنَّمَا قَاَل ذَلِكَ لِقَوْمِهِ حَتَّى لاَ يَخرُجُ مَعَهُم ويَبْقَى لِيُكَسِّرَ الأَصْنَامَ.


- (مَهْيَمْ): كَلَمِةٌ يُسْتَفْهَمُ بِهَا، مَعنَاهَا: مَا حَالُكِ ومَا شَأْنُكِ؟!

- (فَتِلْكَ): أَيْ هَاجَر عَلَيْهَا السَّلاَمُ.

- (بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ): أَرَادَ بِهِم العَرَب لِأَنَّهُم يَعِيشُونَ بِالمَطَرِ ويَتَّبِعُونَ مَوَاقِعَ القَطْرِ فِي البَوَادِي لِأَجْلِ المَوَاشِي.

رد مع اقتباس
  #47  
قديم 23-05-2016, 09:50 PM
prinofdar
ضيف
 
المشاركات: n/a
افتراضي

دائما مميز أستاذنا الفاضل

متابع مع حضرتك

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #48  
قديم 24-05-2016, 02:30 PM
Mr. Hatem Ahmed
ضيف
 
المشاركات: n/a
Icon114

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aymaan noor مشاهدة المشاركة
دائما مميز أستاذنا الفاضل

متابع مع حضرتك

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك

دائمًا يشرّفني ويسعدني مرور حضرتك الجميل أستاذنا العزيز

جزاك الله خيرًا

رد مع اقتباس
  #49  
قديم 24-05-2016, 02:51 PM
Mr. Hatem Ahmed
ضيف
 
المشاركات: n/a
افتراضي


31/ قِصَّةُ النَّبِيِّ مُوسَى والخَضِرِعَلَيْهِمَا السَّلَامُ

-- عَنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَال رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ: «قَامَ مُوسَى النَّبِيُّ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَسُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟!»

«فَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُ».

«فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ، إِذْ لَمْ يَرُدَّ العِلْمَ إِلَيْهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي بِمَجمَعِ البَحرَيْنِ، هُوَ أَعلَمُ مِنْكَ».

«قَالَ: يَا رَبِّ، وَكَيْفَ بِهِ؟!»

«فَقِيلَ لَهُ: احْمِلْ حُوتًا فِي مِكْتَلٍ، فَإِذَا فَقَدْتَهُ فَهُوَ ثَمَّ».

«فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقَ بِفَتَاهُ يُوشَعَ بْنِ نُونٍ، وَحَمَلاَ حُوتًا فِي مِكْتَلٍ، حَتَّى كَانَا عِنْدَ الصَّخْرَةِ وَضَعَا رُءُوسَهُمَا وَنَامَا».

«فَانْسَلَّ الحُوتُ مِنَ المِكْتَلِ فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي البَحْرِ سَرَبًا».

«وَكَانَ لِمُوسَى وَفَتَاهُ عَجَبًا».

«فَانْطَلَقَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِمَا وَيَوْمَهُمَا».

«فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ: آتِنَا غَدَاءَنَا، لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا».

«وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى مَسًّا مِنَ النَّصَبِ حَتَّى جَاوَزَ المَكَانَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ».

«فَقَالَ لَهُ فَتَاهُ: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ}.

«قَالَ مُوسَى: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا}.

«فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ، إِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى بِثَوْبٍ، فَسَلَّمَ مُوسَى».

«فَقَالَ الخَضِرُ: وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلاَمُ؟!»

«فَقَالَ: أَنَا مُوسَى».

«فَقَالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟!»

«قَالَ: نَعَمْ»، «قَالَ: هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رَشَدًا؟!»

«قَالَ: {إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًايَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لاَ تَعْلَمُهُ أَنْتَ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَكَهُ لاَ أَعْلَمُهُ».

«قَالَ: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا، وَلاَ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا}.

«فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ البَحْرِ، لَيْسَ لَهُمَا سَفِينَةٌ، فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ، فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمَا، فَعُرِفَ الخَضِرُ فَحَمَلُوهُمَا بِغَيْرِ نَوْلٍ».

«فَجَاءَ عُصْفُورٌ، فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ، فَنَقَرَ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ فِي البَحْرِ، فَقَالَ الخَضِرُ: يَا مُوسَى مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا كَنَقْرَةِ هَذَا العُصْفُورِ فِي البَحْرِ».

«فَعَمَدَ الخَضِرُ إِلَى لَوْحٍ مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ، فَنَزَعَهُ».

«فَقَالَ مُوسَى: قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا؟!»

«قَالَ: {أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}.

«قَالَ: {لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا}.

«فَكَانَتِ الأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا».

«فَانْطَلَقَا، فَإِذَا غُلاَمٌ يَلْعَبُ مَعَ الغِلْمَانِ، فَأَخَذَ الخَضِرُ بِرَأْسِهِ مِنْ أَعْلاَهُ فَاقْتَلَعَ رَأْسَهُ بِيَدِهِ».

«فَقَالَ مُوسَى: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ}.

«قَالَ: {أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}.

«فَانْطَلَقَا، حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ: {اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا، فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا، فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُقَالَ الخَضِرُ بِيَدِهِفَأَقَامَهُ».

«فَقَالَ لَهُ مُوسَى: {لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا}.

«قَالَ: {هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ}.

«قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى، لَوَدِدْنَا لَوْ صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا».


رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 122ومُسْلِمٌ (4/ 2380).


- (بِمَجمَعِ البَحرَيْنِ): مُلْتَقَى البَحرَيْنِ.

- (مِكْتَلٍ): وِعَاء يَسَعُ خَمْسَة عَشَر صَاعاً. (يُعَادِل: أربعين كيلو جراماً ونِصفاً).

- (فَانْسَلَّ): خَرَجَ بِرِفْقٍ وخِفَّةٍ.

- (سَرَبًا): مَسْلَكاً يَسْلَكُ فِيهِ.

- (نَصَباً): تَعَباً.

- (مَسًّا): أَثَراً. وفي رواية (شَيْئاً).

- (مُسَجًّى): مُغَطًّى.

- (وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلاَمُ): كَيْفَ تُسَلِّم وأَنْتَ فِي أَرضٍ لاَ يُعرَفُ فِيهَا السَّلاَم...؟!

- (نَوْلٍ): أَجرٍ.

- (فَعَمَدَ): قَصَدَ.

- (زَكِيَّةً): طَاهِرَة ًلَم تُذْنِب.

- (اسْتَطْعَمَا): طَلَبَا طَعَاماً.

- (يَنْقَضَّ): يَكَاد يَسْقُط.

- (قَالَ الخَضِرُ بِيَدِهِ): أَشَارَ بِهَا.

- (مِنْ أَمْرِهِمَا): مِن الأَعَاجِيبِ والغَرَائِبِ.

رد مع اقتباس
  #50  
قديم 30-05-2016, 04:58 AM
Mr. Hatem Ahmed
ضيف
 
المشاركات: n/a
افتراضي


32/ قِصَّةُ المُخْتَالِ المُعْجَبِ بِنَفْسِهِ

-- عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَال رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي قَدْ أَعْجَبَتْهُ جُمَّتُهُ وَبُرْدَاهُ، إِذْ خُسِفَ بِهِ الْأَرْضُ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الْأَرْضِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ».


رَوَاهُ البُخَارِيُّ (4/ 3485ومُسْلِمٌ (3/ 2088) ولَهُ اللَّفْظُ.


- (يَتَجَلْجَلُ): يَغُوصُ فِي الأَرْضِ حِيْنَ يُخْسَفُ بِهِ.


آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 30-05-2016 الساعة 01:41 PM
رد مع اقتباس
  #51  
قديم 04-06-2016, 06:36 PM
Mr. Hatem Ahmed
ضيف
 
المشاركات: n/a
افتراضي


33/ قِصَّةُ المُتَمَسِّكِيْنَ بِدِيْنِهِم مِمَنْ سَبَقُونَا مِنَ الأُمَمِ

-- عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأرَتِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ: «شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟!»

«قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ».

«وَاللَّهِ، لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ».


رَوَاهُ البُخَارِيُّ (4/ 3612) واللَّفْظُ لَهُ، وأَبُو دَاوُدَ (3/ 2649).


- (مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً): جَعَلَهَا وِسَادَةً لَهُ.

- (تَسْتَنْصِرُ): تَطْلُبُ النُّصْرَةَ مِنَ اللهِ تَعَالَى.

- (لَيُتِمَّنَّ): مِنَ الإِتْمَامِ والكَمَالِ.

- (هَذَا الأَمْرَ): وهُوَ الإِسْلاَم.

- (تَسْتَعْجِلُونَ): النَّتَائِج والثَّمَرَات.

رد مع اقتباس
  #52  
قديم 05-06-2016, 03:03 AM
Mr. Hatem Ahmed
ضيف
 
المشاركات: n/a
افتراضي


34/ قِصَّةُ آخِرِ أَهْلِ الجَنَّةِ دُخُولاً

-- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ، فَهْوَ يَمْشِي مَرَّةً، وَيَكْبُو مَرَّةً، وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً».

«فَإِذَا مَا جَاوَزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ، لَقَدْ أَعْطَانِي اللهُ شَيْئًا مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ».

«فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا».

«فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ، لَعَلِّي إِنَّ أَعْطَيْتُكَهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا».

«فَيَقُولُ: لَا، يَا رَبِّ».

«وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَى».

«فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ لِأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، وَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا».

«فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟! لَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا».

«فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَيَيْنِ».

«فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ لِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا».

«فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟!»

«قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، هَذِهِ، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا».

«وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهَا، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَإِذَا أَدْنَاهُ مِنْهَا فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ».

«فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْخِلْنِيهَا».

«فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ مَا يَصْرِينِي مِنْكَ؟! أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا؟!»

«قَالَ: يَا رَبِّ، أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟!»

«فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّ أَضْحَكُ؟!»

«فَقَالُوا: مِمَّ تَضْحَكُ؟!»

«قَالَ: هَكَذَا ضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».

«فَقَالُوا: مِمَّ تَضْحَكُ يَا رَسُولَ اللهِ».

«قَالَ: مِنْ ضَحِكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حِينَ قَالَ: أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟!»

«فَيَقُولُ: إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ مِنْكَ، وَلَكِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِرٌ».


رَوَاهُ مُسْلِمٌ (1/ 187وأَحْمَدُ (6/ 3714).


- (يَكْبُو): يَسْقُطُ عَلَى وَجْهِهِ.

- (تَسْفَعُهُ النَّارُ): تَضْرِبُ وَجْهَهُ وتُسَوِّدُهُ وتُؤَثِّرُ فِيْهِ أَثَرًا.

- (مَا يَصْرِينِي مِنْكَ): أَيُّ شَيْءٍ يُرضِيْكَ ويَقْطَعُ السُّؤَالَ بَيْنِي وبَيْنَكَ.

رد مع اقتباس
  #53  
قديم 07-06-2016, 11:43 PM
Mr. Hatem Ahmed
ضيف
 
المشاركات: n/a
افتراضي


35/ قِصَّةُ أَدْنَى أَهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً

-- عَنْ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:«سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ: مَا أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً؟!»

«قَالَ: هُوَ رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَ مَا أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، فَيُقَالُ لَهُ: اُدْخُلْ الْجَنَّةَ».

«فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، كَيْفَ وَقَدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ، وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ؟!»

«فَيُقَالُ لَهُ: أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَك مِثْلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا؟!»

«فَيَقُولُ: رَضِيتُ، رَبِّ!»

«فَيَقُولُ: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ، وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ».

«فَقَالَ فِي الْخَامِسَةِ: رَضِيتُ، رَبِّ!»

«فَيَقُولُ: هَذَا لَك وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ، وَلَكَ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذَّتْ عَيْنُك».

«فَيَقُولُ: رَضِيت، رَبِّ!»

«قَالَ: رَبِّ! فَأَعْلَاهُمْ مَنْزِلَةً؟!»

«قَالَ: أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَدْتُ، غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدَيَّ، وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا، فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ».


رَوَاهُ مُسْلِمٌ (1/ 189والتِّرْمِذِيُّ (5/ 3198).

رد مع اقتباس
  #54  
قديم 09-06-2016, 03:21 PM
alijandro alijandro غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 163
معدل تقييم المستوى: 0
alijandro is on a distinguished road
افتراضي

رائع رائع رائع
رد مع اقتباس
  #55  
قديم 09-06-2016, 05:15 PM
Mr. Hatem Ahmed
ضيف
 
المشاركات: n/a
Icon114

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alijandro مشاهدة المشاركة
رائع رائع رائع

جزاك الله خيرًا وبارك فيك
رد مع اقتباس
  #56  
قديم 24-06-2016, 08:50 AM
Mr. Hatem Ahmed
ضيف
 
المشاركات: n/a
افتراضي



36/ قِصَّةُ اِبْتِلاَءِ أَيَّوبَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ

-- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إنَّ نَبِيَّ اللَّهِ أَيُّوبَ كَانَ فِي بَلَائِهِ ثَمَانِي عَشَرَةَ سَنَةً، فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ، إلاَّ رَجُلَيْنِ مِنْ إخْوَانِهِ، كَانَا مِنْ أَخَصِّ إِخْوَانِهِ، كَانَا يَغْدُوَانِ إِلَيْهِ وَيَرُوحَانِ إِلَيْهِ».

«فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أتَعْلَمُ -وَاللَّهِ- لَقَدْ أَذْنَبَ أَيُّوبَ ذَنْبًا مَا أَذْنَبَهُ أَحَدٌ».

«قَالَ صَاحِبُهُ: وَمَا ذَاكَ؟!»

«قَالَ: مُنْذُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً لَمْ يَرْحَمْهُ اللَّهُ فَيَكْشِفُ عَنْهُ؟!»

«فَلَمَّا رَاحَا إِلَيْهِ لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حَتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ».

«فَقَالَ أَيُّوبُ: لاَ أَدْرِي مَا يَقُولُ غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَمُرُّ عَلَى الرَّجُلَيْنِ يَتَنَازَعَانِ فَيَذْكُرَانِ اللَّهَ، فَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي فَأُكَفِّرُ عَنْهُمَا كَرَاهَةَ أن يَذْكُرَا اللَّهَ إلاَّ فِي حَقٍّ!»

«قَالَ: وَكان يَخْرُجُ إِلَى حَاجَتِهِ، فَإِذَا قَضَى حَاجَتِهِ أَمْسَكَتِ امْرَأَتُهُ بِيَدِهِ حَتَّى يَبْلُغَ».

«فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَبْطَأَ عَلَيْهَا».

«وَأُوحِيَ إِلَى أَيُّوبَ فِي مَكَانِهِ أَنْ: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ}.»

«فَاسْتَبْطَأَتْهُ، فَلَقَيْتهُ يَنْظُرُ، وَأَقْبَلَ عَلَيْهَا قَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ مَا بِهِ مِنَ الْبَلاءِ، وهُو عَلَى أَحْسَنُ مَا كَانَ».

«فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: أَيْ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، هَلْ رَأَيْتَ نَبِيَّ اللَّهِ هَذَا الْمُبْتَلَى، وَوَاللَّهِ عَلَى ذَلِكَ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ بِهِ مِنْكَ إِذَا كَانَ صَحِيحًا!»

«قَالَ: فَإِنِّي أَنَا هُوَ!»

«وَكان لَهُ أَنْدَرَانِ: أَنْدَرٌ لِلْقَمْحِ، وَأَنْدَرٌ لِلشَّعِيرِ، فَبَعَثَ اللَّهُ سَحَابَتَيْنِ، فَلَمَّا كَانَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى أَنْدَرِ الْقَمْحِ أَفْرَغَتْ فِيهِ الذَّهَبَ حَتَّى فَاضَ، وَأَفْرَغَتِ الأُخْرَى عَلَى أَنْدَرِ الشَّعِيرِ الْوَرِقَ حَتَّى فَاضَ».


رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الصَّحِيْح" (7/ 2898وأَبُو يَعْلَى فِي "المُسْنَد" (6/ 3617والبَزَّارُ فِي "المُسْنَد" (13/ 6333والحَاكِمُ فِي "المُسْتَدرَك عَلَى الصَّحِيْحَيْن" (2/ 4115وصَحَّحَهُ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ.


- (أَنْدَر): البَيْدَرُ، وهُوَ: المَوْضِعُ الَّذِي يُدَاسُ فِيهِ الطَّعام، بِلُغَةِ الشَّامِ.


آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 22-07-2016 الساعة 10:07 AM
رد مع اقتباس
  #57  
قديم 22-07-2016, 10:02 AM
Mr. Hatem Ahmed
ضيف
 
المشاركات: n/a
افتراضي


37/ قِصَّةُ رُؤْيَةِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ

-- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «أَنَّ نَاسًا قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ القِيَامَةِ؟!».

«قَالَ: هَلْ تُمَارُونَ فِي القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ؟!»

«قَالُوا: لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ».

«قَالَ: فَهَلْ تُمَارُونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟!»

«قَالُوا: لاَ».

«قَالَ: فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ».

«يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَقُولُ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْ».

«فَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ الشَّمْسَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ القَمَرَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ الطَّوَاغِيتَ، وَتَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا، فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ».

«فَيَقُولُونَ: هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا، فَإِذَا جَاءَ رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ».

«فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ».

«فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا».

«فَيَدْعُوهُمْ، فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنَ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ، وَلاَ يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا الرُّسُلُ، وَكَلاَمُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، وَفِي جَهَنَّمَ كَلاَلِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ؟!»

«قَالُوا: نَعَمْ».

«قَالَ: فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُوبَقُ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو، حَتَّى إِذَا أَرَادَ اللَّهُ رَحْمَةَ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَمَرَ اللَّهُ المَلاَئِكَةَ: أَنْ يُخْرِجُوا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ، فَيُخْرِجُونَهُمْ وَيَعْرِفُونَهُمْ بِآثَارِ السُّجُودِ، وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ، فَكُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُهُ النَّارُ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ، قَدْ امْتَحَشُوا فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، ثُمَّ يَفْرُغُ اللَّهُ مِنَ القَضَاءِ بَيْنَ العِبَادِ وَيَبْقَى رَجُلٌ بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ وَهُوَ آخِرُ أَهْلِ النَّارِ دُخُولًا الجَنَّةَ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ قِبَلَ النَّارِ».

«فَيَقُولُ: يَا رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ، قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا».

«فَيَقُولُ: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فُعِلَ ذَلِكَ بِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَ ذَلِكَ؟!»

«فَيَقُولُ: لاَ وَعِزَّتِكَ».

«فَيُعْطِي اللَّهَ مَا يَشَاءُ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ».

«فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ، فَإِذَا أَقْبَلَ بِهِ عَلَى الجَنَّةِ، رَأَى بَهْجَتَهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ».

«ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ قَدِّمْنِي عِنْدَ بَابِ الجَنَّةِ».

«فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ العُهُودَ وَالمِيثَاقَ، أَنْ لاَ تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنْتَ سَأَلْتَ؟!»

«فَيَقُولُ: يَا رَبِّ لاَ أَكُونُ أَشْقَى خَلْقِكَ».

«فَيَقُولُ: فَمَا عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ أَنْ لاَ تَسْأَلَ غَيْرَهُ؟!»

«فَيَقُولُ: لاَ وَعِزَّتِكَ، لاَ أَسْأَلُ غَيْرَ ذَلِكَ».

«فَيُعْطِي رَبَّهُ مَا شَاءَ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ».

«فَيُقَدِّمُهُ إِلَى بَابِ الجَنَّةِ، فَإِذَا بَلَغَ بَابَهَا، فَرَأَى زَهْرَتَهَا، وَمَا فِيهَا مِنَ النَّضْرَةِ وَالسُّرُورِ، فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ».

«فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الجَنَّةَ».

«فَيَقُولُ اللَّهُ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، مَا أَغْدَرَكَ! أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ العُهُودَ وَالمِيثَاقَ، أَنْ لاَ تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِي أُعْطِيتَ؟!»

«فَيَقُولُ: يَا رَبِّ لاَ تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ».

«فَيَضْحَكُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ، ثُمَّ يَأْذَنُ لَهُ فِي دُخُولِ الجَنَّةِ».

«فَيَقُولُ: تَمَنَّ».

«فَيَتَمَنَّى، حَتَّى إِذَا انْقَطَعَ أُمْنِيَّتُهُ».

«قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مِنْ كَذَا وَكَذَا».

«أَقْبَلَ يُذَكِّرُهُ رَبُّهُ، حَتَّى إِذَا انْتَهَتْ بِهِ الأَمَانِيُّ».

«قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ».


رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 806ومُسْلِمٌ (1/ 182).


- (تُمَارُون): تَشِكُّون.

- (سَحَاب): غَيْم.

- (يُحْشَرُ): يُجْمَعُ بَعْدَ البَعْثِ.

- (الطَّوَاغِيت): جَمْعُ طَاغُوتٍ؛ وهُوَ: كُلُّ رَأْسٍ فِي الضَّلاَلِ، وكُلُّ مَنْ صَدَّ عَنْ طَرِيقِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ
وعِبَادَتِهِ.

- (شَوْك السَّعْدَان): نَبَات لَهُ شَوْك.

- (بِأَعْمَالِهِم): بِسَبَبِ أَعْمَالِهِم السَّيئَةِ وبِقَدْرِهَا وعَلَى حَسَبِهَا.

- (يُوبَق): يَهْلَك.

- (يُخَرْدَل): تقطعه كلاليب جهنم قطعا صغيرة كالخردل.

- (تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ): تَحْرِق مَوْضِعَ أَثَرِهِ.

- (امْتَحَشُوا): اِحْتَرَقُوا واسْوَدُّوا.

- (مَاءُ الحَيَاةِ): هُوَ مَاءٌ مْنْ شَرِب مِنْهُ أَوْ صُبَّ عَلَيْهِ لَا يَمُوتُ أَبَدًا.

- (حَمِيلِ السَّيْلِ): مَا يَحْمِلُهُ السَّيْلُ مِنْ طِيْنٍ ونَحْوِهِ، شَبَّهَ نَبَاتَهُم بِذَلِكَ لِأَنَّهُ أَسْرَعُ فِي الإِنْبَاتِ.

- (قَشَبَنِي): أَهْلَكَنِي.

- (ذَكَاؤُهَا): لَهِيبُهَا وشِدَّةُ اِشْتِعَالِهَا ووَهْجِهَا.

- (بَهْجَتَهَا): حُسْنَهَا ونَضَارَتِهَا.

- (وَيْحَكَ): كَلِمَةُ رَحْمَةٍ.

- (مَا أَغْدَرَكَ): مَا أَكَثْرَ تَرْكِكَ لِلْوَفَاءِ بِالعَهْدِ والمِيثَاقِ.

- (فَيَضْحَكُ اللَّهُ): ضَحِكٌ يَلِيْقُ بِهِ سُبحانه وتعالى، بِلاَ تَشْبِيْهٍ ولاَ تَأْوِيْلٍ ولاَ تَعْطِيْلٍ.

- (تَمَنَّ): اُطْلُبْ مَا تُحِبّ وتَرْغَب.


- (انْقَطَعَ): اِنْتَهَت.

- (أُمْنِيَّتُهُ): طَلَبَاتُهُ ورَغَبَاتُهُ.

- (مِنْ كَذَا وَكَذَا): اُذْكُر هَذَهِ الأَمَانِي الَّتِي كَانَتْ فِي نَفْسِكَ قَبْلَ أَنْ أُذَكِّرَكَ بِهَا.

- (يُذَكِّرُهُ رَبُّهُ): بِالأَمَانِي الَّتِي غَابَتْ عَنْهُ.


آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 22-07-2016 الساعة 10:08 AM
رد مع اقتباس
  #58  
قديم 24-07-2016, 04:44 AM
Mr. Hatem Ahmed
ضيف
 
المشاركات: n/a
افتراضي


38/ قِصَّةُ شَفَاعَةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم

-- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِلَحْمٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَشَ مِنْهَا نَهْشَةً، ثُمَّ قَالَ: أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَهَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ذَلِكَ؟!»

«يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمُ البَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ، فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الغَمِّ وَالكَرْبِ مَا لاَ يُطِيقُونَ وَلاَ يَحْتَمِلُونَ».

«فَيَقُولُ النَّاسُ: أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ، أَلاَ تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ؟!»

«فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: عَلَيْكُمْ بِآدَمَ».

«فَيَأْتُونَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ؛ فَيَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ أَبُو البَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ المَلاَئِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ،اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟!»

«فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ».

«فَيَأْتُونَ نُوحًا؛ فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، إِنَّكَ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ، وَقَدْ سَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟!»

«فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُهَا عَلَى قَوْمِي، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ».

«فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ؛ فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟!»

«فَيَقُولُ لَهُمْ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَدْ كُنْتُ كَذَبْتُ ثَلاَثَ كَذِبَاتٍ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى».

«فَيَأْتُونَ مُوسَى؛ فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلاَمِهِ عَلَى النَّاسِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟!»

«فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَدْ قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ».

«فَيَأْتُونَ عِيسَى؛ فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي المَهْدِ صَبِيًّا، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟!»

«فَيَقُولُ عِيسَى: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ قَطُّ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَنْبًا، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ».

«فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا؛ فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتِمُ الأَنْبِيَاءِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟!»

«فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ العَرْشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا، لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي».

«ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ».

«فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ».

«فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنَ البَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ».

«ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ مَا بَيْنَ المِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الجَنَّةِ، كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَحِمْيَرَ».


رَوَاهُ البُخَارِيُّ (6/ 4712ومُسْلِمٌ (1/ 194).


- (دَعْوَةٌ): وَاحِدَةٌ مَحَقَّقَةٌ الإِجَابَةِ، وقَد اسْتَوْفَيْتُهَا عِنْدَمَا دَعَوْتُ عَلَى قَوْمِي بِالهَلاَكِ فَأَغْرَقَهُم اللهُ تَعَالَى.

- (قَتَلْـتُ نَفْسًا): وهُوَ القِبْطِيُّ الَّذِي قَتَلَـهُ خَطَأ.

- (المَهْدِ): مَا يُمْهَدُ للَّصَبِيِّ مِنْ مَضْجَعٍ وهُوَ حَدِيْثُ الوِلاَدَةِ.

- (يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ): يُلْهِمُنِي.

- (مَحَامِدِهِ): كَلِمَاتٌ فِيْهَا مَا يَلِيقُ بِهِ مِنَ الحَمْدِ.

- (المِصْرَاعَيْنِ): جَانِبَي البَابِ.

- (حِمْيَرَ): أَيْ بَلَدُ حِمْيَرَ، وهِيَ مَدِيْنَةُ صَنْعَاءِ، عَاصِمَة اليَمَن.


رد مع اقتباس
  #59  
قديم 24-07-2016, 03:56 PM
sami sami.. sami sami.. غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2016
العمر: 37
المشاركات: 67
معدل تقييم المستوى: 0
sami sami.. is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #60  
قديم 24-07-2016, 10:10 PM
Mr. Hatem Ahmed
ضيف
 
المشاركات: n/a
Icon114

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sami sami.. مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك

جزاك الله خيرًا

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:48 PM.