هل امتحان الكادر كافياً لإختيار المعلم المثالى

[trrto]

خذ هذا المثال من جريدة المساء امس بقلم الاستاذ محمد فودة
محمـد فوده

كان بودي أن أسمع الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم يتحدث مرة باللغة العربية في حفل عام. وكنت ساعتها سوف أحصي عليه أخطاءه اللغوية. وأنا متأكد أنها ستكون أكثر مما يتوقعه أي متفائل.
وليس الدكتور يسري الجمل وحده هو الذي ينطبق عليه هذا الحال.. وإنما كل من فكر وخطط ونفذ لفكرة امتحان المدرسين ونجاحهم كشرط للحصول علي الجزء الثاني من الكادر الخاص الذي قررته الدولة لهم.. وكنا ساعتها سنسمع ونري فضائح هؤلاء الجهابذة!!
تأهيل المدرس وقياس مدي قدرته علي القيام بمهمته التعليمية لا يأتي بعد عشر سنوات أوعشرين أو أكثر أو أقل من ممارسته المهنة.. وإنما يكون منذ بداية التعيين.. فالمفروض أن يعقد مثل هذا الامتحان لمن يتقدم لوظيفة معلم.. وبعد اجتيازه يتم عمل دورات تدريبية له قبل أن يبدأ التدريس ثم تتوالي هذه الدورات أثناء حياته الوظيفية.. ويمكن بعد كل دورة عقد امتحان لهؤلاء المتدربين لقياس مدي استيعابهم.
الغريب أن البعض منا يقيس اختبار المعلمين بالأبحاث التي يتقدم بها أعضاء هيئة التدريس بالجامعات للحصول علي ترقية للدرجة الأعلي.. والبعض يشطط ويقارننا بما يحدث في أمريكا. وهذا قياس مع الفارق.. فلسنا أمريكا ولا نظامها ولا امكاناتها ولا يصح أن نقارن بها بأي حال.. وإلا فلنقارن أنفسنا بها في قوة الاقتصاد والسياسة والعلم الذي وصلوا به إلي المريخ وانتاج الأسلحة التي يمكن أن تدمر العالم كله في ساعات وغير ذلك من أنواع التقدم.
لماذا بالذات التركيز علي امتحان المعلم؟! ضعوا نظاما منذ البداية مثل النظام الأمريكي ثم طالبونا بتطبيقه.. ساعتها لن نعترض ولن ننطق ببنت شفة.
هذه "الهوجة" التي أطلقها وزير التربية والتعليم سواء من تلقاء نفسه أو بتعليمات حكومية ليس لها من هدف إلا حرمان عدد كبير من المعلمين من تطبيق الكادر عليهم. وشغل الرأي العام بموضوعات جانبية عن المشاكل الحياتية التي يعانيها المواطنون.
أما الادعاء بغير ذلك.. فهو ضحك علي الذقون.. وسذاجة في غير موضعها!!
اعقدوا امتحانات لجميع الفئات العاملة في مصر كل في تخصصه.. وعندها ستفاجأون بأننا سقطنا جميعا!!
ملحوظة:
كم ستكلف هذه الامتحانات ميزانية الدولة؟ ومن الذي سيستفيد من هذه السبوبة؟ نريد كشفا بالمكافآت التي ستصرف لهؤلاء المستفيدين.. كشفاً واضحاً شفافاً.. لكن الذي سيحدث ان هذا الكشف لن يخرج أبدا إلي النور!

الصفحة السابقة
الصفحة الرئيسية