|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#6
|
||||
|
||||
![]() أيهـا الولــد: كم من ليال أحييتها بتكرار العلم ومطالعة الكتب ، وحرّمت على نفسك النوم؛ لا أعلم ما كان الباعث فيه؟ إن كانت نيتك عرض الدنيا ، وجذب حطامها وتحصيل مناصبها ، والمباهاة على الأقران والأمثال ، فويل لك ثم ويل لك. وإن كان قصدك فيه إحياء شريعة النبي صلى الله عليه وسلم وتهذيب أخلاقك ، وكسر النفس الأمّارة بالسوء ، فطوبى لك ثم طوبى لك ، ولقد صدق من قال شعرا: سهر العيون لغير وجهك ضائع .... وبكاؤهن لغير فقدك باطل أيهـا الولــد: عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به. عن سهل بن محمد رضي الله عنهما قال: جاء جبريل إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال: (يا محمد: عش ما شئت فإنك ميت ، واعمل ماشئت ، فإنك مجزي به ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل ، وعزه استغناؤه عن الناس)[1][10]. أيهـا الولــد: أي شيء حاصل لك من تحصيل علم الكلام والخلاف والطب والدواوين والأشعار والنجوم والعروض والنحو والتصريف: غير تضييع العمر بخلاف ذي الجلال. إني رأيت في الإنجيل أن عيسى عليه السلام قال: (من ساعة ما يوضع الميت على الجنازة إلى أن يوضع على شفير القبر يسأل الله بعظمته منه أربعين سؤالا ، أوّله يقول:" عبدي.. طهّرت منظر الخلق سنين وما طهّرت منظري ساعة" ، وكل يوم ينظر في قلبك يقول الله تعالى:" ما تصنع لغيري وأنت محفوف بخيري"!!! أما أنت أصمّ لا تسمع؟!!) أيهـا الولــد: العلم بلا عمل جنون ، والعمل بغير علم لا يكون. واعلم أن علما لا يبعدك اليوم عن المعاصي ، ولا يحملك على الطاعة لن يبعدك غدا عن نار جهنم ، وإذا لم تعمل اليوم ، ولم تدارك الأيام الماضية تقول غدا يوم القيامة: {فارجعنا نعمل صالحا} ، فيقال: يا أحمق أنت من هناك تجيء. قال تعالى:{ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا سمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون}. أيهـا الولــد: اجعل الهمة في الروح ، والهزيمة في النفس ، والموت في البدن ، لأن منزلك القبر ، وأهل المقابر ينتظرونك في كل لحظة متى تصل إليهم ، إياك إياك أن تصل إليهم بلا زاد. وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: (هذه الأجساد قفص الطيور ، وإصطبل الدواب) .. فتفكّر في نفسك من أيهما أنت؟ إن كنت من الطيور العلوية ، فحين تسمع طنين طبل {إرجعي إلى ربك} تطير صاعدا إلى أن تقعد في أعالي بروح الجنان ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ)[2][11]. والعياذ بالله إن كنت من الدواب كما قال تعالى {أولئك كالأنعام بل هم أضل} فلا تأمن انتقالك من زاوية الدار إلى هاوية النار. وروي أن الحسن البصري رحمه الله تعالى أعطي شربة ماء بارد ، فلما اخذ القدح غشي عليه وسقط من يده ، فلما أفاق قيل له: مالك يا أبا سعيد؟ قال: ذكرت أمنية أهل النار حين يقولون لأهل الجنة:{أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله}.
__________________
اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا اللهم من أردا بنا كيداً فأردد كيدة إلى نحرة
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|