|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#31
|
|||
|
|||
![]()
القوة الحيوية معناها القوة غير الطبيعية الناتجة من البشر
زي الاعمال الخارقة و السحر
__________________
|
#32
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
شكرا على الاجابة ![]() بس والله فعلا موضوعك من اروع الموضوعات اللى قراتها هنا خسارة انه خلص بس اشكرك على مجهودك
__________________
Man is the artificer of his own happiness
Helen Keller تقريبا كده نهاية الخط |
#33
|
|||
|
|||
![]()
شكرا ع المتابعة
__________________
|
#34
|
|||
|
|||
![]()
شكرا ع الرد السريع و ان شاء الله هاعمل مواضيع هتعجبكم
و هيكون الدور ع الحضارة الاشورية
__________________
|
#35
|
|||
|
|||
![]()
الدولة الاشورية الجزء الاول : مقدمة تاريخية
هناك آراء مختلفة عن أصل كلمة العراق حيث يرجح بعض المستشرقين أن مصدرها هي مدينة أورك السومرية القديمة والتي تسمى الآن بالوركاء وقد ذكرت مدينة أورك في ملحمة گلگامش حيث قام گلگامش ببناء سور حول المدينة ومعبد للآلهة عشتار، ويرى البعض الأخر أن عراق مصدرها العروق نسبة إلى النهرين دجلة والفرات اللذين ولأهميتهما شبهتا بالعرق أو الوريد ويرى البعض الآخر أنها سميت بالعراق نسبة إلى عروق أشجار النخيل التي تتواجد بكثرة في جنوب ووسط العراق بينما يرى الآخرون أن أصل التسمية هي عراقة المنطقة الموغلة بالقدم. و يميل البعض إلى كثرة العروق (الأنهار)فيه, وربما ان العرق في اللغة العربية مشتق من تسمية هذا البلد كون ان مدينة أوروك أقدم. و منها كان المصدر العرق و العراقة . بغض النظر عن أصل كلمة العراق فإن معظم المنطقة التي تسمى بالعراق حاليا كانت تسمى ببلاد ما بين النهرين ( بيت نهرين Beth-Nahrain بالآرامية و ميزوبوتاميا Mesopotamia أو Μεσοποταμία باليونانية) التي كانت تشمل الأرض الواقعة بين نهري دجلة والفرات بما في ضمنها أراضي تقع الآن في سوريا وتركيا ويعتبر العراق من قبل البعض "مهد الحضارات" علما أن هذه التسمية يطلقها البعض على منشأ حضارات أخرى على ضفاف أنهار النيل والسند وهوانغ هي. للعراق أكثر من ميناء بحري على الخليج العربي أهمها ميناء أم قصر. لذلك يعتبر العراق أحياناً أحد دول الخليج العربي لكنه ليس عضواً في مجلس التعاون الخليجي حيث يبلغ طول الساحل البحري للعراق أكثر من 20 كيلومتر. يمر نهرا دجلة والفرات في البلاد من شماله إلى جنوبه، واللذان كانا أساس نشأة حضارات مابين النهرين التي قامت في العراق على مر التاريخ حيث نشأت على أرض العراق وعلى امتداد 7000 سنة مجموعة من الحضارات على يد السومريين والأكاديين والبابليين والأشوريين والعباسيين وانبعثت من هذه الحضارات بدايات الكتابة وعلوم الرياضيات والشرائع في تاريخ الإنسان. تسمية تسمية : من المرجح أن لفظ العراق يرجع في أصله إلى تراث لغوي عراقي من العصور القديمة مشتق من كلمة تعني المستوطن ولفظها أوروك (Uruk) أو أونوك (Unuk)، وفي العربية فإن مادة "أُرُكْ" تدل على الإقامة بالمكان و منها الأريكة بمعنى السرير و"أُرُكْ" تعني مكان أيضا، أي بمعنى مكان للإقامة والاستقرار والاستيطان، ومن المعروف أن العراق يعدّ من أقدم مراكز الاستقرار و الاستيطان في الشرق الأدنى القديم ،خاصة مع وجود نهري" دجلة " و" الفرات " ،ومن الجدير بالذكر أن كلمة أوروك (Uruk) قد تكون مشتقة من الجذر الذي اشتق منه اسم المدينة السومرية " الوركاء "، و تدخل الكلمة نفسها في تركيب جملة مدن قديمة شهيرة مثل مدينة " أور" (Ur) في جنوب العراق وهناك الرأي القائل بالأصل العربي للاسم "عراق" والتي تعني" شاطئ البحر" أو مطلق الشاطئ، وأنه إنما سمي "عراقا" لدنوه من البحر (أي الخليج)، ولأنه كذلك على شاطئ دجلة والفرات كما أن أهل الحجاز يسمون البلاد القريبة من البحر عراقا.وموجز القول أن معنى اسم عراق هو الساحل أو الجرف، ومن هذا الرأي ان معنى عراق، جرف الجبل أو سفوح الجبال التي هي أول ما يقابل المسافر من السهل الرسوبي في جنوب العراق باتجاه الجبال الشرقية و الشمالية. اما ما قيل عن كون العراق معرب لفظ ايراك الإيراني و معناه البلاد السفلي أو الجنوب فهوة قول ضعيف حسب رأي اغلب المتخصصين بتاريخ العراق القديم. ![]() خارطة تاريخية مع صور تفصيلية التاريخ القديم لبلاد الرافدين : كانت الحاجة للدفاع والري من الدوافع التي ساعدت على تشكيل الحضارة الأولى في بلاد الرافدين على يد سكان مابين النهرين القدماء فقاموا بتسوير مدنهم ومد القنوات. بعد سنة 6000 ق.م. ظهرت المستوطنات التي أصبحت مدناً في الألفية الرابعة ق.م . وأقدم هذه المستوطنات البشرية هناك إيريدو وأوروك (وركاء) في الجنوب حيث أقيم بها معابد من الطوب الطيني وكانت مزينة بمشغولات معدنية وأحجار وأخترعت بها الكتابة المسمارية. وكان السومريون مسؤولون عن الثقافة الأولى هناك من ثم إنتشرت شمالاً لأعالي الفرات وأهم المدن السومرية التي نشأت وقتها إيزين وكيش ولارسا وأور وأداب. وفي سنة 2350 ق.م. أستولى الأكاديون، وهم من أقدم الاقوام السامية الآرامية التي استقرت في الرافدين حوالي 3500 ق.م ، وفدوا على شكل قبائل رحل بدو من الجزيرة العربية إلى العراق. عاش الأكاديون منذ القدم في الجزيرة العربية ثم هاجروا شمالا إلى العراق وعاشوا مع السومريين. وآلت اليــهم السلطــة في نحو (2350 ق.م) بقيادة زعيمهم سرجون العظيم واستطاع سرجون العظيم احتلال بلاد سومر وفرض سيادته على جميع مدن العراق وجعل مدينة أكد عاصمته. ثم بسط نفوذه على بلاد بابل وشمال بلاد مابين النهرين وعيلام وسوريا وفلسطين وأجزاء من الأناضول وامتد إلى الخليج العربي، حتى دانت له كل المنطقة. وبذلك أسس أول امبراطورية معروفة في التاريخ بعد الطوفان. وشهد عصرهم في العراق انتعاشاً اقتصادياً كبيراً بسبب توسع العلاقات التجاريـة خاصة مع منطقة الخليج العربي. كما انتظمت طرق القوافل وكان أهمها طريق مدينة أكاد العاصمة بوسط العراق الذي يصلها بمناجم النحاس في بلاد الأناضول، وكان النحاس له أهميته في صناعة الأدوات والمعدات الحربية، وحلت اللغة الأكادية محل السومرية. وظل حكم الأكاديين حتى أسقطه الجوتيون عام 2218 ق.م. وهم قبائل من التلال الشرقية. وبعد فترة ظهر العهد الثالث لمدينة أور وحكم معظم بلاد مابين النهرين.ثم جاء العيلاميون ودمروا أور سنة 2000 ق.م. وسيطروا على معظم المدن القديمة ولم يطوروا شيئاً حتى جاء حمورابي من بابل ووحد الدولة لعدة سنوات قليلة في أواخر حكمه. لكن أسرة عمورية تولت السلطة في آشور بالشمال. وتمكن الحثيون القادمون من تركيا من إسقاط دولة البابليين ليعقبهم فورا الكوشيون لمدة أربعة قرون. وبعدها إستولى عليها الميتانيون ( شعب لاسامي يطلق عليهم غالبا اسم حوريون أو الحوريانيون ) القادمون من القوقاز وظلوا ببلاد مابين النهرين لعدة قرون. لكنهم بعد سنة 1700 ق.م. أنتشروا بأعداد كبيرة عبر الشمال في كل الأناضول. وظهرت دولة آشور في شمال بلاد مابين النهرين وهزم الآشوريون الميتانيين واستولوا علي مدينة بابل عام 1225 ق.م. ووصلوا البحر الأبيض عام 1100 ق.م. تكلم سكان ما بين النهرين لغات عديدة لكنهم عموما تكلموا ثلاث لغات رئيسية تطور احدها من الاخرى. بعد السومرية والتي كانت لفترة وجيزة كانت اللغة الاكدية والتي كانت لغةالاكديين, البابليين, الآشوريين و استمرت حتى حوالي سنة 500 ق.م.لتحل محلها اللغة الآرامية ( بلهجتها الشرقية= السريانية). استمرت اللغة الآرامية حتى 500 ب.م لتحل محلها العربية.و ما تزال الآرامية مستعملة اليوم لدى بعض الطوائف العراقية غير المسلمة كالكلدانيون, النسطوريون,الصابئة و الايزيديون. اما العرب فيرجع وجودهم في العراق إلى ميلاد إبراهيم في مدينة اور 2000-1500 قبل الميلاد, حيث من نسله كان العرب . ويؤمن المسلمون ان النبي محمد هو من نسل الأبن البكر لإبراهيم الذي هو إسماعيل . وتشير بعض الاثار إلى وجود القبائل العربية في فترة حكم الملك البابلي نبوخذ نصر في القرن السادس قبل الميلاد, وقد تكون ميسان و مملكة الحضر في الحضر (نينوى) التي تأسست في القرن الثاني قبل الميلاد, من اوائل العلامات الحضارية العربية في العراق, والتي تلتها مملكة المناذرة وعاصمتها الحيرة 266 م - 633 م وحتى دخول الاسلام . يتبع
__________________
|
#36
|
|||
|
|||
![]()
لقد قام السومريون في اوروك ولربما في مدن اخرى بذات الحجم بالعيش حياة المدن والتي يمكن تخيلها كالاتي: معابد ومناطق سكنية؛ زراعة مكثفة، تربية المواشي، وصيد الاسماك، وزراعة اشجار النخيل مشكلين بذلك اعمدة الاقتصاد الاربعة الرئيسة؛ وصناعات عالية التخصص تمثلت بالنحت ونقش الاختام والتعدين والنجارة وبناء السفن وصناعة الفخار وعمال القصب والاقمشة. كان البعض من الشعب يمون بالارزاق من قبل نقطة مركزية للتوزيع، والتي اغاثت الناس المحتاجين بتامين احتياجاتهم من المواد الغذائية الرئيسة مقابل عملهم يوميا لمعضم ايام السنة. وقد ادامت المدينة ارتباط تجاري فعال مع الاراضي الاجنبية.
ان اسلوب حياة المدينة المنظم تمت معرفته من خلال الرقم المكتوبة. ان اقدم الرقم تحوي على شخوص باعداد وقياسات حسب المواضيع اضافة الى اسماء الاشخاص واحيانا ولربما المهن. ان هذا يظهر الاصول العملية البحتة للكتابة في بلاد مابين النهرين: لم تبدأ كوسيلة للسحر او وسيلة للحاكم لتسجيل مفاخره ومنجزاته، مثلا، ولكن كوسيلة مساعدة للذاكرة لادارة كانت دائمة التوسع في نطاق عملياتها. انه من الصعب الولوج في اقدم الامثلة على الكتابة بسبب صيغها المقتضبةالتي تقتضي معرفة بالمضمون وعدم المعرفة الكاملة بلفظ الكلمات لحد الان. اضافة الى ان العديد من العلامات القديمة كانت قد انمحت بعد فترة قصيرة من الاستعمال ولا يمكن متابعتها ضمن لغات فترات لاحقة لذا فلا يمكن التعرف عليها. احد اهم الاسئلة التي ينبغي معرفة الاجابة عنها عند بحث "التنظيم" و " حياة المدينة" هو " البناء الاجتماعي" وشكل الحكومة؛ وعلى كل فيمكن الاجابة عليه بصعوبة وان استخدام الدلائل من مراحل لاحقة يحمل معه خطورة المفارقة التاريخية. ان الكلمة السومرية للحاكم، والجودة هي "لوكال" والتي تعني حسب جذر الكلمات " الشخص الكبير". ان اول ظهور لهذه الكلمة هو من زمن "كيش" حوالي 2700 ق م ، مادام ان الظهور الاقدم منذ "اوروك" غير اكيد حيث يجوز ان القصد منها هو اسم شخص:" المسيو ليغراند". كان اللقب الخاص للحاكم في اوروك هو " إن" . وعرفت هذه الكلمة في حقب لاحقة، ووجدت ضمن اسماء مقدسة مثل "إنليل" و " إنكي" والتي غلب عليها المفهوم الديني والتي تترجم الى السعي الى مركز افضل، مثل كاهن او كاهنة. ان لفظة " إن" كلقب للحاكم، قد جاء ذكرها في الملاحم القليدية للسومريين (كلكامش هو إن الكولاب" منطقة في اوروك) وخاصة في اسماء الاشخاص. غالبا ما يسأل ان كان حاكم اوروك يمثل بالاعمال الفنية. رجل يطعم خروفا باغصان مزهرة، او شخصية بارزة في نقوش الاختام، قد تمثل الحاكم او الكاهن حسب منزلته كاداري او حامي الجماهير. ونفس السؤال قد يطرح عن رجل منقوشة صورته على عمود رخام يصوب سهمه على اسد. ان هذه الاسئلة مجرد تخمينات، وعلى اية حال، وحتى ان كان " حامي الجماهير" هو نفسه "إن" فلا يوجد اساس لرؤية شخص ذي طابع ديني في الحاكم الادب والمصادر التاريخية الأخرى :ان الصورة التي يعكسها الموروث الادبي لبلاد مابين النهرين واضحة جدا ولكن ليست بالضرورة تعبر عن الارتباط التاريخي. كانت قائمة ملوك السومريين على مر الزمان مركزا للاهتمام. ان هذا هو انشاء ادبي، يعود الى ايام بابل الاولى والذي يصف الملوكية ( نام لوكال بالسومرية) في بلاد مابين النهرين من العصور البدائية الى نهاية سلالة إيسن الاولى. وحسب النظرية – او الفكرة – لهذا العمل، كان هناك رسميا ملوكية واحدة في بلاد مابين النهرين، والتي كانت منوطة بمدينة معينة واحدة في زمن معين؛ وعليه فان تغير السلالات قد جلب معه تغيرا في كرسي الملكية: كيش –اوروك – اور – اوان – كيش – همازي – اوروك – اور – اداب – ماري – كيش – اكشاك – كيش – اوروك- اكد – اوروك – غوتيانس – اوروك – اور – إيسن. ان قائمة الملوك تعطينا حسب تسلسلها عدة سلالات والتي تعرف اليوم بانها حكمت في وقت واحد. انها وسيلة مفيدة للتواتر الزمني والتاريخ، ولكن اما بالنسبة لسنوات حكم ملك معين، فانها تفقد قيمتها بالنسبة للزمن الذي يسبق سلاللة اكد، حيث ان هنا تكون المدة التي حكم بها كل ملك او حاكم اكثر من 100 سنة واحيانا عدة مئات من السنين. اعتمدت مجموعة واحدة من قوائم الملوك قصة الطوفان التقليدية السومرية، والتي استنادا لها فان كيش كان المقعد الملكي الاول بعد الطوفان، في حين ان خمس سلالات للملوك البدائيين حكموا قبل الطوفان في اريدو، باد-تبيرا، لاراك، سيبار ، و شروباك. يدعى ان كل هؤلاء الملوك قد حكموا فترات من مضاعفات ال 3600 سنة ( اعظمها 64800 او نسبة الى احدى المصادر 72000 سنة). ان اثار قائمة ملوك السومريين لا زال لها صدى في بيروسوس. من المفيد ايضا ملاحظة ما لا تذكره قائمة الملوك السومريين. ان القائمة تفتقر الى الاشارة الى اي سلالة مهمة كسلالة لكش الاولى ( من الملك اور نانشي الى اوروك أكينا) ويبدو انها لا تذكر شئ عن ازدهار اوروك القديمة في بداية الالف الثالث ق م. اضافة الى المواصلة السلمية التي يعكسها الفن والكتابة، فالفن يعطي ايضا معلومات اولية عن تماس العنف: الاختام الاسطوانية من مستوى اوروك الرابع يصور رجال مقيدون مستلقين او جالسين القرفصاء على الارض، يجلدون بالعصي او تساء معاملتهم من قبل اشخاص واقفين. قد تمثل اعدام اسرى حرب. لا يعرف من اين جاء هؤلاء الاسرى او من اية حرب اسروا او منذ متى تم خوض الحروب المنظمة. على اية حال فان هذا يعطينا اول دليل عن الحروب ، على الرغم من كونه غير مباشر، التي كانت من السمات المميزة لتاريخ بلاد مابين النهرين. كما يحكم انسان انسانا اخر، او تحكم قوى عليا الانسان فنجد من الصعب الحكم عن اول صيغة معروفة للاديان او العبادات واسمائها دون المغامرة في الوقوع بمفارقة تاريخية. باستثناء رموز ماقبل التاريخ والتي لا تعطي دليلا يمكن من خلاله القرار ان كانت الالهه يمثلها بشر او مجسمات الهية بصور بشرية، ان اول اقرار برموز معينة والتي اصبحت بعدئذ الرمز المسماري لاسماء الالهه : عمود البوابة بمباخر تمثل انانا الهة الحب والحرب والعمود بحلقة لاله القمر نانا. هناك مشهد على ختم اسطواني – ( ضريح برمز انانا و رجل في زورق) – قد يكون توضيحا مختصرا لموكب الالهة او سفرة عبادة بسفينة. ان الصلة الثابتة ل" عمود الباب بالمباخر" مع الخروف والعمود ذو الحلقة بالبقر قد يعكس منطقة المسؤولية لكل عبادة. ان العالم بالاثار السومرية " ثوركيلد جاكوبسن" يرى في الهيكل المقدس انعكاس لاقتصاديات مختلفة و اساليب حياة في بلاد مابين النهرين القديمة: ان صيادي الاسماك وساكني الاهوار، وفلاحي بساتين النخيل، وقطعان الابقار والرعاة والمزارعين كل له مجموعاته الخاصة من الالهه يمكن معرفة كلا من اللغات السومرية وغير السومرية من خلال الاسماء المقدسة واسماء الاماكن. مادام لفظ الاسم صار معروفا منذ عام 2000 ق م او ما بعد ذلك فقط، فان الاستنتاجات حول الصلة اللغوية لتلك الاسماء ليس بالامر السهل. فالعديد من الاسماء، مثلا، اعيدت ترجمتها الى السومرية من قبل دارسين معروفين لاصل الكلمات. انه من المهم فصل التراكيب السوبرية ( ذات العلاقة بحران)، والتي قد تكون اهميتها اعظم مما يفترض. في مدينة "حاع" في جنوب بلاد مابين النهرين ( الترجمة التي لا لبس بها للعلامات) هناك شرح لفظ "شوباري" و تعويذة لا سومرية معروفة في لغة "حاع" والتي وجد انها سوبرية الاصل. كان في بلاد مابين النهرين وباستمرار ناطقون باللغات السامية. من السهل اكتشاف هذه الظاهرة في بلاد مابين النهرين القديمة، اما اذا كان الناس قد يدأوا بالمساهمة في حضارة المدينة في الالف الرابع ق م او فقط في الالف الثالث كما هو معروف. منذ 4000 سنة مضت كان بعض الساميين ( الاموريين، والكنعانيين، والآراميين والعرب) بدوا رحلا يجوبون حافات البلاد العربية او الهلال الخصيب، والبعض استقر واستوطن؛ ويمكن ملاحظةالانتقال الى حياة الاستقرار من خلال ايقاع ثابت لكنه غير متساو. وعليه فهناك ارضية جيدة لافتراض ان الاكديين (واقوام اخرى سامية سبقت الاكديين غير معروفين بالاسم) كانوا يعيشون ايضا حياة البداوة بدرجة اكبر او اقل. على كل فقد يكونون رعاة دجنوا الغنم والماعز، والتي تتطلب تغيير المرعى حسب الوقت من السنة ولا يمكنهم المكوث اكثر من مسيرة يوم واحد بعيدا عن مصادر المياه. ان حياة البدو التقليدية ظهرت بتدجين الجمال في فترة الانتقال من الالف الثاني الى الالف الاول ق م. ان السؤال الذي يبرز هو كم كانت سرعة انتشار الكتابة ومن هم الاقوام الذين استخدموها في حوالي 3000 ق م او بعد ذلك بقليل. في كيش، شمال بابل، حوالي 120 ميلا شمال غرب اوروك، عثر على رقم صخري بنفس مجموعة العلامات القديمة التي عثر عليها في اوروك ذاتها. ان هذه الحقيقة توضح انه كان هناك تماس ثقافي بين شمال وجنوب دولة بابل. ان انتشار الكتابة بشكل غير محور يفترض وجود مدارس في العديد من المدن والتي عملت على نفس المبادئ والتصقت ببعضها بنفس الذخيرة من العلامات المعترف بها. ان من الخطأ الافتراض بان اللغة السومرية كانت تنطق في كل المنطقة التي تبنت الكتابة. اضافة الى ان الخط المسماري للغات غير سومرية كان موجودا منذ القرن السابع والعشرين ق م. ![]() اول الشخصيات التاريخية : لا يمكن تثبيت الاحداث السياسية في بلاد مابين النهرين بعد ازدهار الحضارة القديمة لاوروك بدقة. لم تظهر اول شخصية تاريخية قبل 2700 ق م – تاريخيا لان اسمه، إنميبارغيسي ( ميباراغيسي) كان قد حفظ في التراث التالي. يفترض ، على الرغم من عدم وجود القدرة على تمثيل الظروف نصا، وجود نهاية مبتورة للثقافة العالية لمستوى اوروك الرابع. وسبب هذا الافتراض هو وجود توقف ملحوظ في كل من التراث الفني والمعماري: طابع مختلف وجديد تماما من الاختام الاسطوانية، والمعابد الكبيرة ( ان كانت بالاساس تعتبرمعابد) قد اخليت، التقليل من الاهتمام لمستمر في المواقع الدينية، و بني في المواقع الجديدة اضرحة على ممرات والتي كانت تمثل الطابق الاسفل لزقورة انانا التي تلتها. عندما تطورت الكتابة عضويا وكانت تتحسن باستمرار باختراعات ووسائل تطوير فان الافتراض بان تغيرا ثوريا قد طرأ على السكان يكون افتراضا متعجلا.اصبح جنوب بلاد مابين النهرين خلال ربع او ثلث الفية بين اوروك المستوى الرابع و انمبراغيسي، مرصعا باشكال معقدة من المدن، اصبح الكثير منها مركزا لدول مستقلة صغيرة، من خلال الحكم على الموقف من حوالي منصف الالفية. كان مركز هذه المدن هو المعبد، واحيانا كان يحاط بجدار على هيئة حدود بيضوية ( ومنه جاء مصطلح المعبد البيضوي)؛ ويمكن للبنايات غير الدينية الاخرى، مثل القصور التي كانت سكنا للحكام ان تكون مركزا للمدينة. يعتبر ملك كيش "انميبراغيسي" اقدم حاكم في بلاد مابين النهرين، وتتوفر عنه كتابات موثقة. هي شضايا مزهرية، عثر على احداها في المعبد البيضوي لخفاجه ( الخفاجي). لقد درج اسم "انميبراغيسي" ماقبل الاخير في قائمة الملوك لسلالة كيش الاولى؛ القصيدة السومرية "كلكامش و اغا كيش" يصف حصار اوروك من قبل اغا، ابن انميبراغيسي. كان لاكتشاف الكتابات الاصلية على المزهرية دلالات مهمة لانها مكنت الدارسين بقدر اكبر من التبرير من السؤال فيما اذا كان كلكامش البطل الرمز لبلاد مابين النهرين والذي دخل الادب العالمي ان كان حقا شخصية تاريخية. ان التوافق الزمني غير المباشر ، وعلى الرغم من احتمالية انه حتى في العصور القديمة البعيدة عرفوا " نينوس" و "سميراميس" رموزا دارت حولها وتلاشت بسرعة ذاكرة التاريخ عن كل الاعمال والمغامرات. ولذا فان الاعتقاد التاريخي في بداية الالف الثاني بان كلكامش هو باني جدار المدينة القديمة اوروك، قد لا يكون حقيقة. ان ارشيف قصر "شوروباك" ( تل فرح الحديثة ، 125 ميلا الى الجنوب الشرقي من بغداد) والتي يرجع تاريخها على الاغلب الى بعيد 2600 تحوي على قائمة طويلة من الالهة، بضمنهم كلكامش وابوه لوكال باندا. من ناحية اخرى فان التاريخ الاكثر حداثة يرى كلكامش قاضي العالم السفلي. على اية حال فقد يكون هناك نزاع مسلح بين مدينتين من بلاد مابين النهرين مثل كيش واوروك ولم يكن هذا بالامر الغريب في بلد تستهلك طاقاته من خلال التدخل من 2500 الى 1500 ق م ، بصدامات بين العديد من القوى الانفصالية. على كل فان الإمبراطوريات العظمى كانت شذوذا عن القاعدة. انبثاق دول المدن : لابد وان كيش قد لعبت دورا رئيسا منذ البداية. فحكام جنوبي بلاد بابل بعد 2500 مثل ميسانيبادا حاكم اور و ايناتوم حاكم لكش، غالبا ماكانوا يلقبون انفسهم بملك كيش عند ادعاء الاستقلال عن بلاد بابل الشمالية. ان هذا الراي لا يتفق مع التواريخ الحديثة التي تظهر كيش امبراطورية قديمة. الاكثر احتمالا ان ممثلي الشمال كانوا يدعون نفس المنطقة والمتضمنة جغرافيا ايضا الارض التي سميت فيما بعد بارض اكد. بالرغم من ان الادلة المادية للكتابات المنقوشة اصبحت اغنى واكثر من خلال التوزيع الجغرافي والتسلسل الزمني في القرن 27 وازداد في القرن 26 ق م ، لازال من المستحيل ايجاد مفتاح لحساب تاريخي معقول، وان التاريخ لا يمكن كتابته منفردا على اساس الاكتشافات الاثرية القديمة. مالم يجري توضيحها بوثائق مكتوبة فان مثل هذه الاكتشافات تحوي على العديد من الالغاز بدلا من ان تعطينا الحلول. ان هذا ينطبق حتى على اكتشاف مذهل مثل القبور الملكية لاور مع قرابينهم ( مئات من القرابين) من الموالين الذين يتبعون ملوكهم وملكاتهم الى القبور، ناهيك عن المواعيد المحكمة للدفن مع موجودات الاضرحة. انه يمكن كتابة التاريخ باطار معين فقط منذ حوالي 2520 ولغاية بداية سلالة اكد، بمساعدة تقارير دولة المدينة للكش وعاصمتها جيرسو وعلاقاتها بجارتها ومنافستها، "امة". ان المصادر لهذه، هي من ناحية، الادلة المادية للكتابات المنقوشة والتي تعود الى الحكام التسعة، تخبرنا عن البنايات التي انشاؤوها، وعن قوانينهم وحروبهم، وفي حالة "اوروك اكينا"، عن الاجراءات الاجتماعية. ومن ناحية اخرى، هناك ارشيف من 1200 لاقم – ( التي نشرت لحد الان) – من معبد بابا، فان اهة المدينة جيرسو منذ عهد لاكولانادا و اوروك اكينا ( النصف الاول من القرن 24ق م). لاجيال عديدة، كانت لكش و امة تناقشان امتلاك وزراعة وحق الانتفاع بالمنطقة الخصبة ل " جويدينا". وبدءا فانه من جيلين قبل اورنانشي، ميسيلم ( وهو ملك آخر لكيش) قد تدخل كحكم ومن المحتمل كحاكم عام في فرض على الدولتين خط الحدود المار بينهما، ولكن هذا لم يدم طويلا. بعد صراع طويل، اينانوتم اجبر حاكم امة على اداء قسم ملزم امام الاله الستة بالامتناع عن عبور الحدود القديمة، السدة. ان النص الذي يخص هذه الحادثة، مع الكثير من الادبيات الموسعة، منقوش على عمود النسور. ان هذه المعارك، والتي كانت تميل الى جانب معين، ثم الى الجانب الاخر، استمرت تحت حكم من اعقبوا اينانوتم، وخاصة انتيمينا ولغاية حكم اوروك اكينا حيث تم تدمير ارض لكش واماكنها المقدسة. اما العدو لوكال زاكيزي فقد قهر هو الاخر من قبل سرجون الاكدي. يجب ان لا يوخذ العداء بين لكش و امة في معزل عن بقية المدن، والتي ايضا، كانت تعتبر عدوة في بعض الاوقات، والموقف العام يشكل تغيرا في التحالفات واحلاف قصيرة المدى بين المدن في الازمنة الاكثر حداثة. لقد تم ادراج كيش وامة وقبلها ماري على الفرات الاوسط معا في مناسبة معينة في زمن اينانوتم. لقد تم خوض تلك المعارك من قبل المشاة، بالرغم من التنويه عن العرباة الحربية التي كانت تجرها الحمر الوحشية. ان حكام لكش لم يغفلوا ان يسموا انفسهم بال "أنسي" والتي تعني كترجمة تقريبية "حاكم المدينة" او "الامير". نادرا ماكانوا يطلقون على انفسهم لقب "لوكال" او "ملك"، اللقب الذي منح الى حكام "امة" حسب كتاباتهم. ومن المحتمل فان هذه كانت القاب محلية والتي حورت فيما بعد، لربما منذ عهد ملوك اكد، لتكون وراثية والتي اصبح فيها ال "لوكال" حاكما على "انسي". دول المقاطعات : من الصعب وصف العلاقات الخارجية لدولة مثل لكش، والاصعب منه القاء الضوء غلى تركيبتها الداخلية. فلاول مرة، تشكلت دولة تحوي اكثر من مدينة مع المقاطعات المحيطة، لان حكاما اصحاب شخصيات عدائية استطاعوا ان يوسعوا تلك المقاطعة الى ان اصبحت لا تشمل جيرسو فحسب، العاصمة، والمدن مثل لكش و نينا (زورغول) ولكن العديد من المحلات الصغيرة وحتى ميناء بحري "جوابا". بالرغم من كل ذلك فانه ليس واضحا الى اي حد تكاملت المقاطعات المحتلة اداريا. في مناسبة واحدة استخدم اوروك اكينا معادلة " من حدود نينجيرسو ( وهو اله مدينة جيرسو) الى البحر،" واضعا في باله مسافة 125 ميلا. ليس من الحكمة الظن بان الدولة المنظمة في ذلك الوقت كانت تفوق هذا الحجم.كانت نظرة الدارسين ولعدة سنوات مرتبطة بمفهوم السومريين لدولة المعبد، والتي كانت تستخدم لايصال فكرة نظام ان الحاكم، كممثل لالهه، يملك نظريا كل الاراضي، اما الاراضي المملوكة لافراد فكانت حالات نادرة وشاذة. ان مفهوم مدينة المعبد قد اشتق جزئيا من التفسير المفرط لمقطع من النص الاصلاحي لأوروك اكينا، بان الدول " في حقل انسي ( او زوجته والامير ولي العهد)، ان اله المدينة نينجيرسو ( او الهة المدينة بابا وابنهما المقدس)" قد اعتبروا مالكين، ومن ناحية اخرى، فان التصريحات في ارشيف معبد بابا في جيرسو والذي يعود تاريخه الى لوكالاندا و اوروك اكينا اعتبرت ممثلة بكاملها. هنا يوجد نظام ادارة، يديره زوج انسي او من قبل سانجو ( رئيس خدم المعبد) حيث ان اي عملية اقتصادية بضمنها التجارية تكون ذات علاقة مباشرة بالمعبد: الزراعة، البستنة، زراعة الاشجار تربية المواشي وتصنيع المنتجات الحيوانية، وصيد الاسماك، والدفع للبضائع من قبل العمال والمستخدمين. ان الاستنتاج من هذا التوافق يؤكد خطورته حيث ان اراشيف معبد بابا يوفر معلومات فقط عن جزء من ادارة المعبد الكلية، اضافة الى محدودية المدة لذلك الجزء . من المفهوم ان القطاع الخاص والذي لم يكن بالطبع يخضع لسيطرة المعبد، نادرا ما ورد ذكره بهذه الاراشيف. ان وجود قطاع كهذا قد وثق بقوائم مبيعات وشراء الاراضي في الفترة التي سبقت سرجون الاكدي ومن مناطق متعددة. لقد ثبت في الكتابات السومرية والاكدية وجود الملكية الخاصة للاراضي او حسب راي بعض الدارسين الاراضي التي كانت تعود لعوائل ولم يجر تقسيمها. بالرغم من ان عدد كبير من السكان كانوا يجبرون على العمل للمعابد وياخذون معاشاتهم منها الا انه لا يعرف لحد الان ان كانت هذه الاعمال على مدار السنة. من المحتمل سوف لن تتوفر ، ولسوء الحظ، صورة دقيقة واضحة وبالارقام عن البناء الديموغرافي للمدن السومرية. يفترض ان الحكومة كانت في المدن القديمة تستدعي اقسام من الشعب للقيام باعمال الخدمات العامة. ان انشاء البنايات البارزة او حفر قنوات عميقة وطويلة لا يمكن ان تتم الا من خلال مثل هذه التجنيد. ان تشغيل اعداد كبيرة من الاشخاص المهنيين والعبيد ليس له علاقة بهذا البحث. ان الدلائل على استخدام العبيد من الرجال نادر جدا في المرحلة التي سبقت سلالة اور الثالثة وحتى خلال سلالة اور الثالثة وفي حكم بلاد بابل القديمة، ان الرق لم يكن عاملا اقتصاديا. وحسب احدى الوثائق، ان معبد بابا استخدم 188 امراة ومعبد الالهة نانشه استخدم 180 وخاصة في طحن الحبوب وفي صناعة النسيج واستمرت هذه الحالة في الاوقات التالية. ولاجل الدقة ينبغي الاضافة بان مصطلح العبد والعبدة يستخدم هنا حسب المفهوم الذي ظهر بعد 2000 سنه والذي يصف الاشخاص الذين يباعون ويشترون والذين لم يكن بمقدورهم امتلاك ممتلكات شخصية من خلال عملهم. وهناك فرق بين العبيد اللاسرى ( اسرى الحروب والمخطوفين) والاخرين الذين يباعون. في احدى المخطوطات، يتفاخرانتيمينا حاكم لكش بانه سمح لابناء اوروك لارسا، و بادتبيرا من العودة الى امهما وانه جعلهما بين ايادي اله او الهة المدينة. نقرا في ضوء تصريحات مشابهة لكنها اكثر تفصيلا وفي تواريخ لاحقة، هذه المعادلة المقتضبة التي تمثل اقدم دليل عن حقيقة ان الحاكم يتحمل احيانا لتعويض الظلم الاجتماعي بطريقة اصدار مراسيم. قد تشير تلك المراسيم الى تاجيل او الغاء ديون او الاعفاء من الخدمات العامة. وهناك جملة من المخطوطات لآخرحاكم من سلالة لكش الاولى، اوروك اكينا، كانت تعتبر لفترة طويلة مستند اساسي للاصلاح الاجتماعي في الالفية الثالثة، ان دلالة نص الاصلاح يمكن تبريرها جزئيا. عند القراءة بين السطور، من المحتمل ادراك وجود حالة من التوتر قد برزت بين القصر ( مقر اقامة الحاكم مع ملحقاته، الموظفون الاداريون، والممتلكات العقارية) ورجال الدين ( وهم خدم وكهنة المعابد) . فيما يبدو تحد لرغباته الشخصية، اوروك اكينا والذي يختلف عمليا عن كل من سبقه فان اسمه لا يدرج ضمن نسب السلالة وعليه فهناك شك في كونه مغتصبا للعرش، يدافع عن رجال الدين والذي يعتبر موثقهم مثيرا للدموع اذا ما توخينا الدقة في ترجمة المقطع الذي يخص حماية حقول انسي الى القدسية فانها ستفيد ان الموقف في المعبد كان تحسن وان اراضي القصر كانت قد خصصت للكهنة. مع هذه الاجراءات والتي تشكل سياسة القادم الجديد الذي اجبر على الاتكال على جهة معينة، يوجد آخرون من يستحقون المناصب بجدارة ل " اجراءات المتخذة للتخفيف عن الظلم الاجتماعي" – فعلى سبيل المثال السماح بالتاخر عن دفع الديون او الغائها واجراءات لمنع سيطرة المتنفذ اجتماعيا واقتصاديا من اجبار الادنى على بيع بيته، وحماره وما شابه. اضافة الى ذلك فلقد كان هناك تعليمات التعرفة، مثل نفقات الزواج والدفن اضافة الى تعاليم دقيقة عن التموين الغذائي لعمال البساتين. ان هذه الظروف، والموصوفة على اسس مصادر المواد من جيرسو، قد تكون هناك مثيلتها في مكان آخر، ومن المحتمل ايضا ان الاراشيف الاخرى، قد يعثر عليها في مدن اخرى سبقت سرجون الاكدي في جنوب بلاد مابين النهرين، قد تزودنا بمفاهيم تاريخية جديدة تماما. وعلى كل، فمن الحكمة التقدم بحذر مع التحليل والتقييم للمواد الموجودة بدلا من التعميم. ان هذا هو افق بلاد مابين النهرين بمدة قصيرة قبل بروز الامبراطورية الاكدية. في ماري، كانت الكتابة قد ظهرت حوالي منتصف القرن 26 ق م،ومنذ ذلك الوقت فهذه المدينة الواقعة في الفرات الاوسط، تشكل مركزا مهما للحضارة المسمارية، وخاصة فيما يخص محتواها السامي. البا ( وربما مواقع اخرى في سوريا القديمة) قد استفادت من تاثير خطوط مدارس ماري. وامتدادا الى منطقة ديالى على الخليج الفارسي، فقد امتد نفوذ بلاد مابين النهرين الى ايران، حيث ورد ذكر سوسهمع الما ومدن اخرى، لايعرف مواقعها لحد الان. الى الغرب عرفت جبال امانوس وتحت حكم لوكال زاكيزي قد ورد ذكر البحر العالي (وبعبارة اخرى البحر المتوسط) لاول مرة. الى الشرق كتابات اورنانشه حاكم لكش الذي سمى جزيرة ديلمون ( حاليا البحرين)، والتي قد تكون حينئذ نقطة وسطية للتجارة مع ساحل عمان ومنطقة الاندس، ونصوص احدث عن ميكان وميلوها. لم تكن التجارة مع بلاد الاناضول وافغانستان جديدة في الالف الثالث، حتى وان لم تكن هذه المناطق مدرجة باسمائها. لقد كان واجب السلالة الاكدية لان توحد ضمن هذه الحدود مقاطعة لكش TO BE CONTINUED
__________________
|
#37
|
||||
|
||||
![]()
فعلا من المرات القليله التى اقرأ فيها موضوع استفاد منه كليا
شكرا على الموضوع و دائمافى مزيد |
#38
|
|||
|
|||
![]()
شكرا ع المشاركة يا مستر و نورت الموضوع
__________________
|
#39
|
|||
|
|||
![]()
الجزء الثالث : امبراطورية بابل
علي بركة الله الوضع السياسي:- من المحتمل ان الانسلاخ النهائي عن اور الثالثة (امبراطورية بعد السومرية ) جاء نتيجة تغيير مكونات السكان ، من " السومريين والاكديين" الى " الاكدين والعموريين" من خرافات الكبد البابلية القديمة تقول " سيدخل سكان السهل ويطاردون من كانوا في المدينة" ان هذه في الحقيقة هي معادلة مختصرة لحادث وقع اكثر من مرة: ****** تاج الملك في المدينة من قبل " شيخ" احد قبائل العموريين. ان تلك ال******ات كانت تحدث باستمرار كجزء من عملية استقرار العشائر، وفي هذه المرحلة – نهاية القرن العشرين ق م – ان لم يكن قبل ذلك، سلمت اور نفسها الى التوحيد الوقتي لبلاد مابين النهرين تحت حكم حمورابي، فان الصورة السياسية كانت تقررها تفتت توازن القوى، من خلال التردد المتواصل للحلفاء من قبل اللافتراض المسبق للحكام المختلفين، من الخوف من انتهاك الحرمات من قبل القبائل البدوية العمورية ومن خلال تزايد تردي الظروف الاجتماعية. ان الارشيف المكثف للمرسلات من القصر الملكي لدولة ماري ( 1810 – 1750 ق م ) هو افضل مصدر للمعلومات عن اللعبة السياسية والاقتصادية وحكامها، سواء كانوا اعزاء ام اذلاء، وتغطي المعاهدات، ارسال واستقبال السفراء، الاتفاقيات حول تكامل جيوش الحلفاء، التجسس وكتابة تقارير عن المواقف من المحاكم الاجنبية. ان خلو هذه الرسائل من المبالغة او التنميق ولانها تتناول كل الاحداث فهي افضل من كل الكتابات الملكية على البنايات حتى وان جاء فيها تلميحات تاريخية. الأرباح السياسية:- حمورابي ( 1792 – 1750 ق م ) هو حقا اكثر شخصية مثيرة للاهتمام وافضل شخصية عرفت لحد الان من تاريخ الشرق الاوسط القديم من النصف الاول من الالفية الثانية ق م. انه يدين بصيته الذي شاع بعد موته الى المسلة العظيمة التي نقشت عليها شريعة حمورابي وبصورة غير مباشرة الى حقيقة ان سلالته قد جعلت من اسم بابل مشهورا على مدى الايام. وبنفس الاسلوب الذي كانت عليه كيش قبل سرجون حين ضربت مثلا لكل الاراضي غير السومرية الواقعة شمال سومر واكد ومنحتها اسمها ولغتها، اصبحت بابل الرمز للبلد بكامله والتي سماها الاغريق ببلاد بابل (بابلونيا). ان هذا المصطلح يستخدمه علماء الاثار بطريقة مفارقة كمفهوم جغرافي للاشارة الى الفترة التي سبقت حمورابي. كان اسم المدينة الاصلي ربما " بابلا"، والذي اعيدت ترجمته حسب التعليل اللغوي الى " باب – إلي" اي باب الاله. ارتقت سلالة بابل الاولى من بدايات تافهة. يمكن تتبع تاريخ المقاطعة السابقة لاور من 1894 فما فوق عندما جاء العموريون الى السلطة هناك. مايعرف عن تلك الاحداث ينطبق تماما على النسب الخاصة بالفترة عندما كانت بلاد مابين النهرين عبارة عن فسيفساء من دول صغيرة. عزف حمورابي بمهارة على نغمة التحالف واصبح اكثر قوة من سابقيه. وعلى اية حال فانه في السنة الثلاثين من حكمه فقط وبعد احتلاله لارسا، حينها اعطى تعبيرا قويا عن فكرة حكم كل جنوب بلاد مابين النهرين من خلال تقوية اساسات سومر واكد، في كلمات تعود الى تلك السنة. في المقدمة لشريعة حمورابي قائمة الملوك ادرجت المدن التالية على انها تابعة لحكمه: اريدو، اور، لكش وجرسو، وزابالام ولارسا واوروك واداب و إسن ونيبور وكيشي و ديلبات وبورسيبا وبابل نفسها، وكيش وماري وتوتول في اسفل بالخ ( رافد من الفرات) واخيرا آشور ونينوى. كان هذا في السجل الحافل لاكد واور الثالثة. على اية حال لم تكن آشور ونينوى قد شكلت جزءا من هذه الامبراطورية لمدة طويلة حيث انه في نهاية حكم حمورابي ذكر عن حروب ضد سوبارتو في دولة آشور. تحت حكم ابن حمورابي سامسويلونا ( 1749 – 1712 ق م ) تقلصت الامبراطورية البابلية بشكل كبير. وتبع ذلك ما صبح تقليدا وهو قيام الثورة في الجنوب. استعادت لارسا استقلالها لفترة معينة، وسويت جدران اور واوروك ولارسا. اما اشنونة واتي ثبت انسحابها قد انهزمت في حوالي 1730 .وبعد ذلك فان الاحداث تذكر وجود دولة ارض البحر من سلالتها الذاتية ( من كلمة ارض البحر يفهم اراضي الاهوار لجنوب بابل). المعلومات عن هذه السلالة الجديدة مع الاسف غامضة جدا، واحد من ملوكها فقط قد ادرج في السجلات. وفي حوالي 1741 يذكر سامسويلونا الكشيين للمرة الاولى: ففي حوالي 1726 بنى قلعة قوية " قلعة سامسويلونا" كحصن لحمايتهم منهم في ديالى قرب اتصالها بدجلة. ومثل الكوتيين من قبلهم فلقد منع الكشيين فب البداية من دخول بابل ودفعوا الى منطقة الفرات الاوسط؛ هناك في مملكة خانا ( وتمركزوا في ماري وترقا اسفل التقاطع مع نهر الخابور)، يظهر ملك باسم كاشتيلياشو وهو من الاسماء الكشية، والذي حكم الى نهاية السلالة البابلية. من خانا تحرك الكيشيين الى الجنوب بمجموعات صغيرة لربما عمال الحصاد. وبعد غزو الحثيين بقيادة موسيليس الاول، والذي يقال انه اسقط اخر ملوك بابل سامسوديتانا عن عرشه في 1595 ، وتولى الكيشيون السلطة في بابل. الى هذا الحد لا تذكر المصادر المعاصرة هذا العهد، ويبقى السؤال دون حل هو كيف سمى الحكام الكيشيون في قائمة الملوك ضمن نهاية الالفية الثانية ق م . الادب البابلي:- يستحق الادب واللغة الادبية لبابل خلال القرون الثلاثة التي تلت سلالة اور الثالثة الكثير من الاهتمام. عند التعليق على الادب والنصوص التاريخية مثل مخطوطات ملوك اكد، اشير الى انها ليست اصلية بل نسخ من صنائع العهد البابلي القديم. لغاية الان، تعتبر مثل هذه النسخ هي المصدر الرئيس للادب السومري. في الوقت الذي شهدت الفترة البابلية القديمة خلق الكثير من الاعمال الادبية ( التراتيل الملكية لملوك ايسن ولارسا وبابل و الملااثي الشعرية)، كانت فوق كل شئ فترة الحصاد المكثف للادب التقليدي. ان اشعار سومر العظيمة، والتي يرجع اصلها ،او اول نسخ مكتوبة منها الى 2600 ق م فانها استنسخت مرات ومرات. وبعد عام 2000 ق م عندما تقلصت اللغة السومرية بسرعة كلغة محادثة الى مناطق معزولة وبالتالي اختفت تماما، فانه بدأ بترجمة النصوص، سطرا اثر سطر الى اللغة الاكدية الى ان اصبح هناك نسخ بلغتين. والمهم في هذا وخاصة البرامج التوجيهية في المدارس، كانت ما يسمى " بالنصوص المعجمية". ان قائمة الكلمات السومرية قديمة قدم الخط المسماري ذاته؛ لقد وفرتا المادة الملائمة لمن يريد تعلم الكتابة. في العهد البابلي القديم، كانت المفردات اللغوية تترجم وغالبا ما كانت تحشى بالعلامات الصوتية. لقد قاد هذا الى اختراع "القواميس" التي لا يمكن التقليل من قيمتها الى يومنا هذا. ولما لزم تعلم السومرية اكثر من السابق فانه ظهر الى الوجود البحوث النحوية: والى البعد الممكن، وبالنظر للاختلاف في بناء اللغتين، فان الضمائر في اللغة السومرية، واشكال الافعال وغيرها كانت تترجم الى الاكدية، وبضمنها تصريف الافعال. في الادب المحض، كانت اللغة السومرية هي المهيمنة، بالرغم من ان اللغة الاكدية لا تفتقر الى القطع الرائعة، بضمنها النص الاكدي القديم لملحمة كلكامش. ينبغي ان لا نقلل من شان الاصالة العالية التي تتمتع بها اللغة السومرية، ولازالت خطوطها تستخدم على البنايات وتوثيق تواريخ الاحداث. اضافة الى كونها لغة الشؤون العملية ( مثل: الادب والعقود)، فان هناك الكثير من التاثير العالي للغة الاكدية فى التنبؤات والكهانة والادب الالهي. وللتاكد فان اللغة السومرية مورست للتنبؤ بالمستقبل و فحص مسرى الحيوانات، ولكن المعروف انهم لم يدونوا النتائج. اما في اللغة الاكدية فهناك خلاصات مرتبة ترتيبا علميا ومكثفا للبشائر والتمائم استنادا الى الكبد ( اضافة الى تمائم اخرى)، مايعكس اهمية تلك الكهانة على المستقبل في الديانة والسياسة وكل مناحي الحياة اليومية. بالحكم من خلال الافكار التشريعية المتطورة وقابليته في كتابة سياقات ادارية معقدة ومعرفته المتقدمة في الرياضيات وبدء دراسة علم الفلك والتنجيم، فانه يظهر ان العهد البابلي القديم كان يحمل فعاليات ثقافية زائدة بالرغم من ان لم نقل بسبب قلة الاضطرابات السياسية . القانون البابلي :- ان شريعة حمورابي هي اكثر الوثائق المسمارية مراجعة في الادب الخاص. اول نشر دراسي لها كان في عام 1902 قاد الى تطوير الفرع الخاص للتشريع المقارن، دراسة القانون المسماري. بعد التقسيم الذي اجراه الكاتب الاول، جون فنسنت شيل، شريعة حمورابي تحوي 280 حكما او مقطعا في القانون المدني والجنائي، يعالج عموما القضايا المتعلقة بالحياة اليومية بشكل يبدو انه من الواضح ان المشرع ليس لديه النية في تغطية جميع الحالات. وبشكل عام فان الفكر التي عالجتها شريعة حمورابي هي المسؤولية؛ الادارة الفاسدة للعدل؛ السرقة، استلام مواد مسروقة، السرقة، النهب، و السلب، والقتل، والذبح، والجرح الجسماني، الخطف، والنظام الضريبي على الايجارات، والمسؤولية على عدم الاكتراث الذي يتسبب عنه تلف الحقول او المحاصيل من قبل الحيوانات السائبة، الازالة غير القانونية لاشجار النخيل ، المشاكل القانونية للمؤسسات التجارية، وبالذات العلاقة بين التاجر وعماله الذين يسافرون على الطرقات، واختلاس السلع؛ الودائع المالية؛ نسبة الفوائد على القروض المالية؛ الوضع القانوني للمرأة العامة؛ الرق والفدية، العبودية مقابل الدين، العبيد الفارين، بيع واعتاق العبيد، والخصام في وضعية العبيد؛ تأجير الاشخاص، الحيوانات، والزوارق والتعريفة الخاصة بكل منها. الاعمال العدوانية التي يرتكبها العمال المأجورون ، والثور الهائج، القانون العائلي: ثمن العروس، المهر، ممتلكات المرأة المتزوجة،الخ...... يتبع
__________________
|
#40
|
|||
|
|||
![]()
نشوء الدولة الاشورية
يمكن ان يقال القليل عن شمالي دولة آشور خلال الالفية الثانية ق م. ولكن المعلومات عن العاصمة القديمة، آشور، الواقعة في جنوب القطر، اكثر. قائمة الملوك القديمة تشير الى ان نفس السلالة حكمت آشور باستمرار من حوالي 1600. جميع اسماء الملوك موجودة ولكن القليل غير ذلك معروف عن آشور قبل 1420 . تقريبا جميع الامراء يحملون اسماء اكدية، ويمكن الافتراض ان نطاق نفوذهم كان صغيرا ومحدودا. وبالرغم من ان آشور كانت تتبع مملكة ميتاني لمدة طويلة، فيبدو ان آشور استعادت استقلالا معينا. ولوقوعها بالقرب من الحدود مع بابل فلقد لعبت دورا ضد امبراطورية ميتاني كلما امكنها ذلك. وابرم بوزور-آشور الثالث معاهدة حدودية مع بابل في حدود 1480 كما فعل آشور- بيل – نيشيشو في حوالي 1405 . واستطاع آشور – نادن – آهي (1392 – 1383 ) الحصول حتى على دعم من مصر، التي ارسلت له شحنة من الذهب. كان آشوراوباليت (1354 – 1318 ) اول تابع الى الملك توشراتا ملك ميتاني بعد 1340 ، وعلى اية حال فقد هاجم توشراتا، من المحتمل سوية مع ملك الحثيين. وبعد ان انتزع من مملكة ميتاني اجزاءا من شمال شرقي بلاد مابين النهرين، وسمى آشور اوباليت نفسه بعد ذلك " الملك العظيم" ووضع نفسه اجتماعيا مع ملك مصر على قدم المساواة، مستثيرا نقمة وسخط ملك بابل. كان آشور اوباليت اول من اطلق اسم " ارض آشور" على دولته، لان الاسم القديم "سوبارتو" كان غالبا ما يستخدم بازدراء في بابل. ولقد امر ان تكتب مخطوطاته القصيرة جزئيا باللهجة البابلية بدلا عن الاشورية، على اعتبار ان هذا الاسلوب كان يعتبر راقيا. ولقد زوج ابنته من بابلي، وتدخل هناك بصورة فعالة حين اغتال احد نبلاء الكيشيين حفيده. واعتبرته الاجيال اللاحقة حقا المؤسس الحقيقي للامبراطورية الاشورية. ولقد قاتل ابنه انليل نيراري ( 1326 – 1318 ) ضد البابلين ايضا. واستدار آريك دين ايلي ( 1308 – 1297 ) غربا، حيث اصطدم بالقبائل السامية والذين يدعون بمجموعة أخلامو. وتحققت نجاحات اكبر من قبل أداد نيراري الاول ( 1295 – 1264 ). الذي هزم ملك الكيشين نازيماروتاش، واجبره على التراجع. وهزم بعد ذلك ملوك ميتني، اولا شاتورا الاول، ثم واساشاتا. هذا ما مكنه لبعض الوقت من ضم كل بلاد مابين النهرين كمقاطعة في امبراطوريته، وبالرغم من صراعات لاحقة خسر اجزاء كبيرة الى الحثيين. وفي الشرق كان راضيا عن اسلوب الدفاع عن اراضيه تجاه القبائل الجبلية. كانت مخطوطات أداد نيراري اوسع من مخطوطات الملوك الذين اعقبوه وكانت مكتوبة باللهجة البابلية. كتب فيها انه يشعر بانه دعي الى تلك الحروب من قبل الالهة، وقد ردد هذه العبارة ملوك آخرين من بعده. وبعد كنية الملك العظيم القديمة اطلق على نفسه "ملك الجميع". ووسع المعبد والقصر في آشور وطور التحصينات هناك، وخاصة على ضفاف دجلة. وعمل في مشاريع بناء واسعة في المقاطعات. هاجم ابنه شالمنصر الاول ( شالمانو-آشاريدو؛ 1263 – 1234 ) اورواترو ( وسميت فيما بعد اورارتو) جنوب ارمينيا، والتي ادعت الانفصال. وعلى اية حال فقد وضعه شاتورا الثاني ملك هانيغالبات في موقف صعب حين قطع الماء عن جيشه. وبشجاعة ولدتها حالة الياس استطاع الاشوريون ان يحرروا انفسهم من ذلك الموقف بالقتال. وبعد ذلك قلصوا ماتبقى من مملكة ميتاني وضموه كمقاطعة الى الدولة الآشورية. ادعى الملك انه قلع احدى عيني 14.400 من الاعداء ( كحرب نفسية استخدمت باستمرار مع مرور الزمن). وحاول الحثيون استرداد هانيغالبات ولكن دون نتيجة. وحاربوا متحدين مع البابلين حربا اقتصادية ضد الاشوريين لعدة سنوات. وكان شالمنصر كابيه عظيما في مجال البناء. فقد اسس في موقع استراتيجي عند ملتقى دجلة بنهر الزاب الكبير عاصمة ثانية "كلخ" كان ابنه توكولتي نينورتا ( 1233 – 1197 ) والمعروف "نينوس" بالاساطير الاغريقية. كان ملهما لكنه متهورا، استطاع ان يجعل من دولته قوة عظمى. ولقد ازاح الاف الحثيين بالقوة من شرق الاناضول. وقاتل بقسوة خاصة ضد البابلين، ولقد نفى كاشتيليش الرابع الى الدولة الاشورية. ان العلاقة بين الملك وعاصمته بدات بالتردي بصورة سريعة. ولهذا السبب بدأ الملك بناء مدينة جديدة، كار – توكولتي – نينوترا، على الجانب الاخر من نهر دجلة. واخيرا حتى ابناءه ثاروا ضده وفرضوا عليه حصارا في مدينته، وقد اغتيل في النهاية. ان انتصاراته على البابليين قد ارخت بملحمة شعرية ولكن امبراطوريته تفككت بسرعة بعيد وفاته. وتدهورت قوة الدولة الاشورية في حين ارتفعت قوة الدولة البابلية. لقد عانت الدولة الاشورية من ظلم الحثيين ومماكة ميتاني. ان صراعها وكفاحها من اجل التحرر والحروب المريرة التي تلت كانت سببا في تطورها الى قوة عسكرية. كان الملك في عاصمته آشور، يعتمد على طبقة المواطنين والكهنة، اضافة الى النبلاء الاقطاعيين الذين كانوا يمدوه بقطعات خيالة عربات القتال. اظهرت الوثائق والرسائل اهمية الدور الذي لعبته الزراعة في تقدم الدولة. كانت الدولة الاشورية على عكس الدولة البابلية، اقل اعتمادا على وسائل الري الصناعي. وكانت تجري عمليات تكاثر وتربية الخيول بكثافة وكانت باقي التوجيهات المفصلة حول تدريبها موجودة. وكانت التجارة من الامور الواضحة الاهمية، كانت المعادن تستورد من الاناضول وارمينيا، والقصدير من شمال غرب ايران والالواح الخشبية من الغرب. ان فتح منافذ وطرق تجارية جديدة كانت غالبا سببا ودافعا لاندلاع حرب. ان الفن المعماري الاشوري المستمد من مزيج من التاثير البابلي والميتاني، قد نتج عنه اسلوبا متفردا. كانت جدران القصور غالبا مزينة بنقوش ملونة. استمر فن قطع الاختام المأخوذ غالبا عن الميتانيين وبابداع ذاتي. اما المدارس التي كان يتدرب فيها كل الموظفين فقد كانت تدرس باللهجتين البابلية والاشورية للغة الاكدية. كانت الاعمال الادبية البابلية قد جرى استيعابها في اللغة الاشورية وغالبا اعيدت بشكل آخر. اما التقاليد الحرانية فقد بقيت قوية في المجالين العسكري والسياسي في الوقت الذي اثرت فيه حتى على مفردات اللغة. الدولة الاشورية بين الاعوام 1200 و 1000 ق م بعد فترة من الانحدار اعقبت توكولتي نينورتا الاول، عادت الدولة الاشورية الى الاستقرار والقوة تحت حكم آشور دان الاول ( 1179 – 1134 ) و آشور رش إشي، ( 1133 – 1116 ). اجبرت عدة مرات على القتال ضد الدولة البابلية، والتي استطاعت ان تدافع عن نفسها حتى امام هجوم نبوخذنصر الاول . وحسب المخطوطات فان معظم جهود البناء كانت في نينوى بدلا من العاصمة القديمة آشور. استطاع ابنه تيغلاث بلصر ( توكولتي ابل اشارا 1115 – 1077 ) من الارتقاء بقدرات الدولة الاشورية الى ارتفاعات جديدة. استدار اولا ضد جيش موشكي الكبير الذي دخل الى جنوب ارمينيا من الاناضول ودحره منتصرا عليه نصرا مبينا. وبعد ذلك اجبر دويلات الحرانيين الصغيرة في جنوب ارمينيا على دفع الجزية. وبعد ان تدربوا على الحروب الجبلية وبمساعدة الرواد استطاع الاشوريون من التقدم بعيدا والتوغل في المناطق الجبلية. وكان العدو الرئيس هم الآراميون وهم قبائل رحل من الساميين والذين كانت العديد من دويلاتهم الصغيرة تجتمع ضد الاشوريين. وذهب تيغلاث بلصر الاول الى سوريا وحتى وصل الى البحر المتوسط، حيث ذهب برحلة بحرية. ادت هذه الحملات بعد 1100 الى صراع مع الدولة البابلية. واحتل تيغلاث بلصر شمال الدولة البابلية وتوغل في بابل، دون حسم منتصرا على مردوخ نادين آهي. واهتم الملك داخل بلده بالزراعة وزراعة اشجار الفاكهة وتطور النظام الاداري وطور اساليب جديدة لتدريب الموظفين. حكم ثلاثة من ابنائه بعد تيغلاث بلصر، بضمنهم آشور بيل كالا (1074 – 1057 ). وكما عمل ابوه فقد حارب في جنوب ارمينيا وضد الآراميين متخذا البابليين كحلفاء له. وعلى اية حال فانه لم يكن من المستطاع تاخير تفكك الامبراطورية. اما آشورناصربال الاول( 1050 – 1032)، حفيد تيغلاث بلصر، كان مريضا وغير قادر من الدفاع بطريقة صحيحة ضد اعداء الدولة الآشورية. هناك ثلاث شضايا محفوظة من صلواته للالهه عشتار؛ بضمنها صلاة توبة والتي يتساءل فيها عن سبب الضراء والحظ العاثر. مشيرا الى العديد من افعاله الجيدة ومعترفا بذات الوقت بذنبه، طلب منها العفو والصحة. حسب ادعاء الملك فان بعضا من ذنوبه هو اغاله تعليم مواطنيه الخوف من الاله. ولا يعرف بعده بمائة عام الا القليل. لم تكن الدولة والمجتمع في عهد تيغلاث بلصر تختلف كثيرا عنها في القرن الثالث عشر. فمجموعات القوانين، والمسودات ومراسيم المحكمة يرجع تاريخها الى القرن الرابع عشر ق م. من المرجح معظمها بقيت سارية المفعول. احدى الرقم التي تعرف قوانين الزواج تظهر ان الوضع الاجتماعي للمرأة في الدولة الآشورية كانت اوطأ منها في الدولة البابلية او عند الحثيين. كان يحق للرجل ان يطلق زوجته برغبته متى ما شاء سواء اعطاها مؤخر صداقها او لم يعط. وكان يحق له في حالة الزنى قتلها او ايذاءها. وكان يفرض على المرأة الكثير من القيود خارج بيتها، مثل لبس الخمار. هناك عقدي زواج قديمين نوعا ما يمنحان الزوجين حقوقا متساوية للزوجين حتى الطلاق. كانت نساء الملك من الحريم عرضة لعقوبات قاسية، بضمنها الضرب والآذى والقتل بضمنهم من يتولون حمايتهن ورعايتهن. ان قوانين العقوبات كانت في ذلك الوقت اقسى في الدولة الآشورية عنها في الدول الاخرى في الشرق. كانت عقوبة الاعدام من الامور المعروفة. وفي الحالات الاقل كانت العقوبة هي الاشغال الشاقة بعد الجلد. وفي بعض الحلات الخاصة كانت هناك محاكمات بالتعذيب. احد الرقم الذي عالج موضوع حقوق الملكية. التجاوزات على حدود الاراضي المثبته كانت مدعاة لعقوبات قاسية. كان من حق الدائن ان يجبر مدينه للعمل لديه سخرة، ولكن دون ان يكون له الحق ببيعه. ان اكبر قسم من الادب الاشوري إما اخذ عن البابليين او كتب من قبل الاشوريين بلهجة بابلية، الذين صاغوا اعمالهم حسب نماذج بابلية اصلية. كانت تستخدم اللهجة الآشورية في الوثائق الرسمية، والمحاكم وطقوس المعابد، ومجموعات الوصفات – على سبيل المثال، طرق صناعة العطور. شكل جديد من اشكال الفن مع حكاية مصورة : مسلسلة من الصور محفورة على رخامة مربعة. الصور تظهر مشهدا حربيا او مشهد صيد تبدأ من قمة قطعة الرخام وتستمر حولها الى الاسفل مع كتابات اسفل الصور للتوضيح. هذه والأختام المصقولة القطع تظهر ان الفنون الجميلة في الدولة الآشورية كانت بداية لنقل ما اقتبس عن البابليين. فن العمارة وغيره من الفنون الحرفية تطورت ايضا مثل المعبد المزدوج ذو البرجين ( الزقورة). وقد استخدمت البلاطات الملونة لتزيين الواجهات. الدولة الآشورية والدولة البابلية من 1000 لغاية 750 ق م الدولة الآشورية والدولة البابلية لغاية آشورناصربال الثاني ان اكثر العوامل اهمية في تاريخ بلاد مابين النهرين في القرن العاشر هو التهديد المستمر من قبال الآراميين شبه البدوية. كان ملوك كل من دولة آشور وبابل مضطرين مرة تلو الاخرى من مواجهة وصد غزواتهم. بالرغم من ان الآراميين لم يتمكنوا من الحصول على موطئ قدم في المدن الرئيسة، الا ان هناك مايشير الى وجودهم في المناطق الريفية. نجح آشور دان الثاني (934 – 912 ) من قمع الآراميين وشعب الجبال، وبهذه الطريقة تمكن من جعل حدود الدولة الآشورية مستقرة. ولقد اعاد استخدام اللهجة الآشورية في سجلاته المكتوبة. ولقد ترك أداد نيراري الثاني ( 911 – 891 ) تفاصيل عن حروبه وجهوده لتحسين الزراعة. قاد ست حملات ضد البابلين واجبر شاماش مودامق (930 – 904) على التنازل عن اراضي كبيرة. ثم اغتيل شاماش مودامق ووقعت معاهدة سلام مع خليفته نبو شوم اوكين (904 – 888) مما أحل حالة السلام لسنوات عديدة. فضل الملك توكولتي نينورتا الثاني (890-884) ابن أداد نيراري الثاني نينوى على آشور. وخاض معارك في جنوب ارمينيا. ولقد تم تخليده بحفر صورته تحت شمس مجنحة على رخام باللونين الازرق والاصفر وفق اسلوب الحثيين الأخير. استمر ابنه آشورناصربال الثاني (883-859) بسياسة الاحتلال والتوسع. وقد ترك سجلا حافلا بحملاته ومعاركه التي كان يشهد لقسوتها. كان يطوق العدو المندحر ويسلخ جلودهم او يقطع رؤوسهم وباعداد كبيرة. كانت اعداد كبيرة من المرحلين وجدت ان العمل لصالح الامبراطورية النامية افضل من اعمال العنف. ومن خلال التغيير النمطي للسكان المواطنين للمناطق المحتلة فقد اصبحت تلك المناطق عديمة الهوية. كانت النتيجة خليط من سكان خانعين اصبح فيه عنصر الآراميين هو الغالب. ان هذا الاجراء وفر القوة العاملة لمختلف الاعمال العامة في مراكز المدن للامبراطورية الآشورية. أعاد آشورناصربال مدينة كلخ التي اسسها شليمنصر الاول، وجعل منها عاصمة له. وبقيت مدينة آشور مركزا لعبادة الاله آشور – والذي باسمه تم خوض كل الحروب. العاصمة الثالثة كانت نينوى. كان آشورناصربال هو اول من استخدم وحدات الخيالة على نطاق واسع اضافة الى المشاة وقطعات العربات الحربية. وكان اول من استخدم الاذرع الثقيلة المتحركة لدك جدران القلاع عند محاصرتها. بعد ان تحتل القطعات اراض جديدة كان الموظفون من كل فروع الخدمة المدنية يدخلون لان الملك كان لايريد ان يضيع اي وقت في سبيل الحاق الاراضي الجديدة بامبراطوريته. ان سيادة الدولة الآشورية على الدول المجاورة كان مرده الى براعة وحذق الخدمات الحكومية تحت قيادة الوزير كابيلاني إريش. ان حملات آشورناصربال الثاني قادته عموما الى جنوب ارمينيا وبلاد مابين النهرين. بعد سلسلة من الحروب الدامية تمكن من ضم بلاد مابين النهرين الى حدود الفرات. اما حملته ضد سوريا فقد واجهت مقاومة قليلة. ولم تكن هناك حرب واسعة ضد دولة بابل، التي كان لها نفس آلهة دولة آشور تقريبا. استفادت الامبراطورتان من التبادل التجاري والثقافي. هاجم البابليون تحت حكم الملك الفعال نبو ابلا إدينا (887-855) الآراميين في جنوب بلاد مابين النهرين واحتلوا وادي نهر الفرات لحد مصب نهر الخابور. اضافة الى كونه قاس في الحروب، فقد استطاع آشورناصربال من الهام المعماريين والمهندسين الانشائيين والفنانين والنحاتين الى ارتفاعات لم يتم الوصول اليها من قبل. لقد بنى العديد من ووسع المعابد والقصور في عدة مدن. اكثر الآثار مدعاة للدهشة هو قصره في كلخ، الذي يغطي مساحة 269.000 قدم مربع (25.000 متر مربع). المئات من قطع بلاطات الحجر الكلسي كانت قد استخدمت في جداريات قاعات الدولة وجناح المعيشة. معظم المناظر كانت على شكل نحت محفور مجسم، كما عثر على جداريات مرسومة بالالوان. معضمها كانت تصور اساطير وحكايات وطقوس الاخصاب، وتصوير الملك مساهمافيها. وصور حرب دموية هدفها اهباط معنويات العدو. كان الآله نينورتا رئيس آلهة كلخ هو اله الحرب والصيد. وقد كان البرج المخصص للاله نينورتا يستخدم ايضا كمرصد فلكي. واصبحت كلخ بعد ذلك المركز الثقافي الرئيس للامبراطورية. ويدعي آشورناصربال انه دعى الى حفل افتتاح قصره 69.574 ضيفا.
__________________
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|