#1
|
|||
|
|||
![]() الفــاعل تعريفه : اسم مرفوع يأتي بعد فعل مبني للمعلوم ، ويدل على من فعل الفعل . نحو : سافر الحجاج ، ونحو : حضر القاضي . ومنه قوله تعالى : { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح }. حكمه : يكون الفاعل مرفوعا دائما ، غير أنه قد يسبق بحر جر زائد فيجر لفظا ، ويرفع محلا . نحو قوله تعالى : { وكفى بالله شهيدا }. ـ وقوله تعالى : { كفى بالله نصيرا }. أنواعه : ينقسم الفاعل إلى ثلاثة أنواع : ـ 1 ـ اسم ظاهر . نحو : غزا العالم الفضاء في القرن العشرين . العالم : فاعل . نوعه : اسم ظاهر . 2 ـ ضمير بأنواعه : متصل . نحو : عاقبت المسيء . مستتر . نحو : محمد سافر . التقدير : سافر هو . " التاء " في عاقبت ضمير متصل في محل رفع فاعل . و " هو " في سافر ضمير مستتر في الأصل في محل رفع فاعل . 3 ـ أ ـ أن يكون مؤولا من حرف مصدري والفعل . ـ نحو قوله تعالى : { ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله }1 . وتقدير الفاعل المصر المؤول بالصريح " خشوع " . ب ـ أن يكون مؤولا من أن ومعموليها . نحو : أعجبني أنَّ النظام مستتب . والتقدير : استتباب النظام . العامل في الفاعل : ينقسم العامل في الفاعل إلى قسمين : ـ 1 ـ عامل صريح وهو : الفعل ، كما في جميع الأمثلة السابقة . 2 ـ عامل مؤول وهو على خمسة أنواع : ـ أ ـ اسم الفعل . نحو : هيهات التقهقر بعد اليوم . هيهات : اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى " بَعُدَ " . التقهقر : فاعل مرفوع بالضمة . ب ـ المصدر . نحو : عجبت من إهمالك درسك . من إهمالك : جار ومجرور ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . درسك : مفعول به منصوب ، ودرس مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت . أي : من أنك أهملت درسك . ج ـ اسم الفاعل . نحو : أعارف الدليل دروب الصحراء . ومنه قوله تعالى { يخرج به زرعا مختلفا ألوانه }1 . د ـ اسم التفضيل . نحو : لم أر تلميذا أجدر به الثناء من المجتهد . فالثناء فاعل لاسم التفضيل " أجدر " . هـ ـ الصفة المشبهة . نحو : محمد حسن وجهه ، والعنب حلو مذاقه . فوجهه فاعل للصفة المشبهة " حسن " . أحكام الفاعل : للفاعل ثلاثة أحكام هي : 1 ـ لا يتقدم الفاعل على فعله ، فلا يجوز أن نقول في " قام أخوك " أخوك قام ، ولكن نقول أخوك قام هو ، على اعتبار أن " هو " ضمير مستتر في محل رفع فاعل لقام ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ " أخوك " . 2 ـ لا يثنى الفعل مع الفاعل المثنى ، ولا يجمع مع الفاعل الجمع . فلا يصح أن نقول مثلا : جاءا الطالبان ، ونقول : جاء الطالبان . لأنه لا يصح أن يأخذ الفعل فاعلين الأول : ألف الاثنين ، والثاني : الطالبان . وكذلك لا يصح أن نقول : صافحوا المدرسون مدير المدرسة . ونقول : صافح المدرسون مدير المدرسة . وما ينطبق على التثنية ينطبق على الجمع . 3 ـ إذا كان الفعل مؤنثا لحق عامله علامة التأنيث الساكنة إن كان العامل فعلا ماضيا . نحو : قامت هند ، وحضرت فاطمة . أو المتحركة إذا كان عامله وصفا مشتقا . نحو : محمد قائمة أمّه . وجوب تأنيث الفعل مع الفاعل : يجب تأنيث الفعل مع الفاعل في موضعين : ـ 1 ـ إذا كان الفاعل مؤنثا حقيقي التأنيث ظاهرا متصلا بفعله المتصرف ، وسواء أكان مفردا ، أم مثنى ، أم جمع مؤنث سالما . نحو : ذهبت آمنة إلى السوق . ـ ومنه قوله تعالى : { إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني }1 وقوله تعالى : { قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم }2 . ومنه قول كعب بن زهير : بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول 2 ـ أن يكون الفاعل ضميرا عائدا على مؤنث حقيقي التأنيث ، أو مجازي التأنيث . نحو : مريم قامت ، والتقدير : قامت هي . ونحو : الشمس أشرقت ، والتقدير : أشرقت هي . ومنه قوله تعالى : { قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا }1 . وقوله تعالى : { إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت }2 . جواز تأنيث الفعل مع الفاعل : يجوز تأنيث الفعل مع الفاعل في أربعة مواضع : ـ 1 ـ إذا كان الفاعل المؤنث اسما ظاهرا مجازي التأنيث . نحو : طلعت الشمس ، وطلع الشمس . 120 ـ ومنه قوله تعالى : { قد جاءتكم موعظة }3 . والوجه الأول أحسن لغلبة معنى التأنيث على الفاعل " شمس " . 2 ـ أن يكون الفاعل اسما ظاهرا حقيقي التأنيث ، منفصلا عن فعله بغير " إلا " . نحو : حضرت إلى القاضي امرأة ، ويجوز : حضر إلى القاضي امرأة . أما إذا فصل بين الفاعل المؤنث الحقيقي التأنيث وفعله بـ " إلا " فلا تدخل على فعله التاء . نحو : ما نجح إلا فاطمة . 3 ـ يجوز التأنيث مع الفاعل المؤنث إذا كان فعله جامدا . نحو : نعمت المرأة عائشة ، ونعم المرأة عائشة . والوجه الثاني أحسن ، وهو عدم إلحاق التاء بالفعل الجامد ، لأن الألف واللام في الفاعل للجنس ، والجنس ليس له تأنيث حقيقي ، وإثبات التاء أفصح . 4 ـ يجوز التأنيث إذا كان الفاعل جمع تكسير لمؤنث ، أو مذكر ، أو كان الفاعل ضميرا يعود على جمع تكسير . مثال جمع التكسير لمذكر ، أو مؤنث : قالت الرواة ، وقال الرواة . وجاءت النساء ، وجاء النساء . والأحسن التأنيث مع المؤنث ، والتذكير مع المذكر . ونحو : الرواة قالت . والرواة قالوا . والرجال جاءت ، والرجال جاءوا . 5 ـ أو اسم جنس جمعي ، أو اسم جمع . ومثال اسم الجنس الجمعي : أورقت الشجر ، وأورق الشجر . ومثال اسم الجمع : جاء القوم ، أو جاءت القوم . 6 ـ أو كان الفاعل ملحقا بجمع المذكر ، أو المؤنث السالمين . ومثال الملحق بجمع المذكر السالم : جاءت البنون ، وجاء البنون . ومثال الملحق بجمع المؤنث السالم : وضعت أولات الحمل ، ووضع أولات الحمل . أما جمع المذكر السالم فلا يجوز معه اقتران الفعل بالتاء . إذ لا يصح أن نقول : قامت المعلمون . ويجوز اقتران الفعل بالتاء ، أو عدم اقترانه إذا كان الفاعل جمع مذكر سالما . نحو : وصلت الطالبات إلى المدرسة مبكرات . ووصل الطالبات إلى المدرسة مبكرات . فالتأنيث يكون على إرادة الجماعة ، والتذكير على إرادة الجمع {1} . ومنه قوله تعالى : { إذا جاءك المؤمنات }2 . 7 ـ إذا كان الفاعل مذكرا مجموعا بالألف والتاء . نحو : طلحة ـ طلحات ، ومعاوية ـ معاويات . نقول : فازت الطلحات ، وفاز الطلحات . والتذكير أفصح . 8 ـ إذا كان الفاعل ضميرا منفصلا لمؤنث . نحو : إنما ذهب هي ، وإنما ذهبت هي . والأحسن ترك التأنيث . تنبيه : يجوز الفصل بين الفاعل وعامله بفاصل ، أو أكثر . نحو قوله تعالى : { وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون }3 . ـ وقوله تعالى : { ولقد جاء آل فرعون النذر }4 . تقديم الفاعل وتأخيره على المفعول به : أولا : يجب تقديم الفاعل على المفعول به في أربعة حالات : ـ 1 ـ إذا التبس إعراب الفاعل ، والمفعول به لانتفاء الدلالة على فاعله الأول ، ومفعوله الثاني . نحو : ضرب عيسى موسى ، وأكرم أبي صديقي . 2 ـ إذا كان الفاعل ضميرا متصلا ، والمفعول به اسما ظاهرا . نحو : أكلنا الطعام ، وشربنا الماء . 3 ـ إذا كان المفعول به محصورا بإلا ، أو بإنما . نحو : ما كافأ المعلم إلا المجتهد . ونحو : إنما أكرم عليٌّ محمداً . 4 ـ إذا كان الفاعل ، والمفعول به ضميرين متصلين . نحو : عاقبته ، كافأته ، أحببته . ثانيا : يجب تقديم المفعول به على الفاعل في ثلاث حالات : 1 ـ إذا كان المفعول به ضميرا متصلا ، والفاعل اسما ظاهرا . نحو : شكره المعلم ، ساعده القويّ . ومنه قوله تعالى : { أخذتهم الصيحة }1 . 2 ـ إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به . 9 ـ نحو قوله تعالى : { وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُهُ }2 . فلو قدمنا الفاعل " ربه " لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة ، وهذا غير جائز ، إذ لا يصح أن نقول : أصلح الساعة صاحبها . 3 ـ إذا كان الفاعل محصورا بـ " إلا " ، أو بـ " إنما " . نحو : ما قطف الثمر إلا الحارس . ونحو : إنما ضرب محمدا عمرو . تنبيه وفوائد : حول تقديم الفاعل ، أو المفعول به المحصور بـ " إلا " ، أو بـ " إنما " أجمع النحاة على أنه لا خلاف حول عدم جواز تقديم المحصور بإلا ، أو بإنما فاعلا كان ، أو مفعولا كما بينا في الأمثلة السابقة . أما المحصور بإلا ففيه خلاف ، وقد حصره النحويون في ثلاثة مذاهب : ـ 1 ـ مذهب أكثر البصريين ، والفراء ، وابن الأنباري ، فقالوا : إذا كان المحصور بإلا فاعلا امتنع تقديمه ، فلا يجوز أن نقول : ماضرب إلا محمدٌ عليا . وما ذكر من شواهد في كتب النحو على جواز تقديمه فهو مؤول {1} . وإن كان المحصور مفعولا به جاز تقديمه . نحو : ما ضرب إلا عمرا زيدٌ . 2 ـ مذهب الكسائي ، وقد جوز فيه تقديم المحصور بإلا فاعلا كان ، أو مفعولا . 3 ـ مذهب بعض البصريين ، واختاره بعض النحاة كالجزولي ، والشلوبين ، ــــــــــــــــــــــ 1 ـ من الشواهد على جواز تقديم الفاعل المحصور بإلا قول الشاعر : فلم يدر إلا الله ما هيجت لنا عشيَّة آناءُِ الديار وشامها والتأويل حاصل باعتبار أن جملة " هيجت " مفعول به لفعل محذوف والتقدير : درى ما هيجت لنا وخلاصة القول : إنه لا يجوز تقديم المحصور بإلا فاعلا كان ، أو مفعولا . وهذا الوجه هو الذي عليه القاعدة أعلاه في تقديم الفاعل ، أو المفعول به المحصور بإلا ، أو بإنما . وجوب تقديم المفعول به على الفعل والفاعل : ـ يجب تقديم المفعول به على الفعل ، والفاعل معا في ثلاث حالات : 1 ـ إذا كان المفعول به له صدر الكلام ، كأسماء الشرط والاستفهام . ـ نحو قوله تعالى : { أيّا ما تدعو فله الأسماء الحسنى }1 . ـ وقوله تعالى : { ومن يضلل الله فما له من هاد }2 . ومثال الاستفهام : من اصطحبت في رحلتك ؟ أو كان مضافا إلى ما له الصدارة في الكلام . نحو : ورقة من صححت . أو كان المفعول به " كم " ، و " كأين " الخبريتين . نحو : كم صدقةٍ أنفقت . ـ وكأين من حسنةٍ فعلت . 2 ـ إذا كان المفعول به ضميرا منفصلا . نحو قوله تعالى : { إياك نعبد }1 . إياك : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم . نعبد : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن . 3 ـ إذا كان الفعل العامل في المفعول به واقعا بعد الفاء الرابطة في جواب " أمّا " ، وليس للفعل مفعول به آخر . 127 ـ نحو قوله تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر }1 حذف الفعل : ـ يحذف الفعل في موضعين : الأول : واجب الحذف ، وذلك إذا كان مفسرا بما بعد الفاعل من فعل ، ويكون ذلك بعد : إذا ، وإن ، ولو . ـ نحو قوله تعالى : { إذا السماء انشقت }2 . ونحو : لو الحارس تيقظ ما تمكن اللصوص من السرقة . ـ ونحو قوله تعالى : { إن أحد من المشركين استجارك }3 . الثاني : جائز . نحو قولك : خالدٌ ، جوابا لم سأل : من قرأ الدرس ؟ وهذا الوجه فيه آراء كثيرة ، والصحيح الحذف طالما هناك دليل دل على الفعل المحذوف ، ـ ومنه قوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلقكم ليقولن الله }1 . ـ وقوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله }2 . |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|