|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]()
أعظم أعماله هى رثاء الأندلس بعد ما ضاعت على أيدى ملوك الطوائف وهذه هى
رثاء الأندلس لأبي البقاء الرندي لكل شيء إذا ما تــم نقصــان***فلا يُغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول***من سره زمن ساءته أزمان وهذه الدار لا تبقي على أحد***ولا يدوم على حال لها شان أين الملوك ذو التيجان من يمن***وأين منهم أكاليل وتيجان وأين ما شاده شداد في إرم***وأين ما ساسه في الفرس ساسان أتى على الكل أمر لا مرد له***حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا وصار ما كان من ملك ومن ملك***كما حكى عن خيال الطيف وسنان كأنما الصعب لم يسهل له***سبب يوماً ولا ملك الدنيا سليمان فجائع الدنيا أنواع منوعة***و للزمان مسرات وأحزان وللحوادث سلوان يسهلها***وما لم حل بالإسلام سلوان دهى الجزيرة أمر لا عزاء له***هوى له أحد وانهد ثهلان أصابها العين في الإسلام فارتزأت***حتى خلت منه أقطار و بلدان فاسأل بلنسية ما شأن مرسية***وأين شاطبة أم أين جيان وأين قرطبة دار العلوم فكم***من عالم قد سما فيها له شان وأين حمص وما تحويه من نزه***ونهرها العذب فياض وملآن قواعد كن أركان البلاد فما***عسى البقاء إذ لم تبق أركان تبكي الحنيفية البيضاء من أسف***كما بكى لفراق الإلف هيمان على ديار من الإسلام خالية***قد أقفرت ولها بالكفر عمران حيث المساجد قد صارت كنائس***ما فيها إلا نواقيس وصلبان حتى المحاريب تبكي وهي جامدة***حتى المنابر تبكي وهي عيدان يا غافلاً وله في الدهر موعظة***إن كنت في سنة فالدهر يقظان وماشياً مرحاً يلهيه موطنه***أبعد حمص تغر المرء أوطان تلك المصيبة أنست ما تقدمها***وما لها من طول الدهر نسيان يا راكبين عتاق الخيل ضامرة***كأنها في مجال السبق عقبان وحاملين سيوف الهند مرهفة***كأنها في ظلام النقع نيران وراتعين وراء البحر في دعة***لهم بأوطانهم عز وسلطان أعند كم نبأ من أهل أندلس***فقد سرى بحديث القوم ركبان كم يستغيث بنا المستضعفون وهم***قتلى وأسرى فما يهتز إنسان لماذا التقاطع في الإسلام بينكم***وأنتم يا عباد الله أخوان يا من لذلة قوم بعد عزتهم***أحال حالهم جور وطغيان بالأمس كانوا ملوكا في منازلهم***واليوم هم في بلاد الكفر عبدان فلو تراهم حيارى لا دليل لهم***عليهم في ثياب الذل ألوان يا رب أم وطفل حيل بينهما***كما تفرق أرواح وأبدان وطفلة مثل حسن الشمس إذ طلعت***كأنما هي ياقوت و مرجان يقودها العلج للمكروه مكرهة***والعين باكية والقلب حيران لمثل هذا يبكي القلب من كمد***إن كان في القلب إسلام وإيمان |
![]() |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|