مرآتي يا مرآتي ... من أجمل الجميلاتِ ... !!

[أم عمار قائد الأحرار]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



~ مدخل ~

وقفت كعادتها كل صباح أمام مرآة غرفتها ، تفحصت خلالها ملامح وجهها ، ثم حملت أدوات

الزينة الخاصة بها و بدأت ترسم لوحة فنية مختلفة الألوان، و بين سائل و جامد ... !

و أتبعتها برشة عطر خفيفة...

و في أثناء خروجها ألقت نظرة أخيرة على نفسها في مرآة الممر لتتأكد من اكتمال أناقتها ...

في الحافلة أخرجت من حقيبة يدها مرآة صغيرة تتفقد فيها نفسها و الضرر الذي قد يحدثه الهواء

بتحفتها ... و كأنها تريد انتزاع اعتراف من جميع المرايا أنها جميلة ، و جمالها في وجهها

و أناقتها ، و حتى في عطرها ... !!


* * * * * *


تخيلي أختي أنكِ تعيشين في عالم بلا مرايا ، لن يكون بإمكانكِ رؤية نفسكِ و ستبحثين عن أي

شيء تنعكس فيه صورتكِ ... و أول ما يخطر ببالك هي عيون المحيطين بكِ ، فتبدأ أسئلتكِ

تتوالى : كيف أبدو اليوم ؟؟ هل يلائمني هذا الثوب أم يناسب أختي أكثر ؟؟ كأن عيوني منتفخة

اليوم قليلا ... ؟؟ ..... إلخ.

و بما أن لكل شخص ذوقه و رأيه ... و حتى صدقه تجاه أسئلتكِ ، لذا لن تجدي جوابًا يقنعكِ...

و ستزداد حيرتك أكثر ...


إذن :

لماذا لا تكونين مرآة نفسكِ و تثقين بقراراتك ما دامت في حدود الآداب و الأخلاق ؟؟

اخضعي نفسكِ لاختبار بسيط ... و اهتمي بالجوهر بقدر اهتمامكِ بالمظهر ...

قفي للحظة ، أغمضي عينيكِ و انظري لنفسكِ من الداخل ...

لماذا لا أحس بالراحة تجاه نظرات الناس من حولي رغم أني جميلة و في أبهى حلة؟؟

هل أنا صادقة ، ملتزمة ... ؟؟

هل تصرفاتي واعية و متزنة ... ؟

هل أحترم نفسي في تعاملي مع الغير... و هل حديثي منضبط معهم ... ؟؟



هي أسئلة و غيرها الكثير ، ستجعلكِ تدركين أن الجمال الداخلي أهم و أغلى من

الجمال الظاهري ... فتزداد ثقتكِ بنفسكِ ...

حينها فقط ... بإمكاني أن أعيد لكِ كل المرايا، و ثقتي كبيرة أن هوسكِ بها قد زال ،

و لن تستعمليها إلا للضرورة ...

اسألكم الدعاء بالهدايه والثبات وحسن الخاتمه