|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() الحلقه السابعة عشر :
![]() سمع إسلام طرقات علي باب شقته ففتح بسرعه فإذا به يري فاروق واقفا والإبتسامه تطل من وجهه فتعجب قائلا : - فاروق ؟ والساعه 11 بليل ؟ غريبه نظر له فاروق بسعاده بالغه وحماس كبير وقال : - انا لسه جاي من عندها دلوقتي يا إسلام رفع إسلام حاجبه قائلا : - لسه جاي من عند مين ؟ كاد أن يقفز من مكانه وهو يقول : - انا اتقدمتلها أخيــــرا يا إسلام ، ولسه جاي من عندها دلوقتي ، انا حاسس اني طــــاير ، ومش عارف أصلا إيه اللي جابني هنا دلوقتي بس فجأة كده لقيتني عند باب بيتك تذكر إسلام حواره السابق مع فاروق وتذكر أيضا الفتاة التي قال انه يرغب في الزواج منها فقال بحماس : - أيــوه بقي ياعم ، طيب تعالي ندخل واحكيلي حصل إيه تبسم فاروق قائلا : - لأ مش هينفع علشان عندك بنات في البيت ، تعالي ننزل تحت وانا هحكيلك كـــل حاجه ________________ إستعدت سلمي لإستقبال العريس كمان أمرها والدها ، إرتدت فستان رقيق ووضعت فوقه خمارها ورفضت ان تضع نقطه واحده من مساحيق التجميل رغم الضغوطات الكثيره التي حصلت عليها فقد كانت تريد ان يراها هذا الشاب علي طبيعتها بدون ان تخدعه وهذا بالطبع بعدما قامت بعمل العديد من ماسكات تجميل البشره وغيرها من الأشياء الطبيعيه . جلست في توتر بالغ تحضر وتحفظ جيدا في الأسئله التي ستلقيها عليه ، كانت حالتها مابين الإختناق والتفاؤل فهي لاتريد الزواج الآن ولكن كانت علي أمل ان يكون شابا ملتزما يأخذ بيديها للجنه ويعينها علي الإلتزام بأمور دينها أكثر وأكثر . جلست تردد الأذكار لكي تهدأ قليلا ، ظلت هكذا لدقائق قليله حتي سمعت صور الباب ، نعم فقط جاء العريس مع والدته ، حاولت مشاهدة أي شئ من وراء الستار ولكنه كان بعيدا فلم تري شيئا ، جلس والدها يتحدث معه لوقت قصير ثم دخل ليحضرها قائلا : - يلا يا سلمي نظرت إليه بضعف وقالت بتوتر : - مش عارفه اتحرك من مكاني يا بابا مكسوفه جــــدا جذبها من يدها بسرعه وقال : - يا بنتي يلا الناس برا افلتت يدها ورجعت للخلف وقالت : - طيب يا بابا هو شكله عامل إزاي ولا قاعد فين ؟ جذبها مره آخري بعصبيه وقال : - يلـا بقي وإبقي شوفي اللي يعجبك لما تطلعي خرجت أخيرا وصافحت والدة العريس وأثناء إنتقالها للمكان الذي ستجلس فيه رأته بطرف عينها ، شعرت بالسعاده تغمر قلبها ، فقد كان يرتدي ملابس أنيقه للغايه ويضع عطرا مميزا وأيضا كان ذو وجه حسن أعجبها ، جلست بخجل وهي تقول لنفسها : - بدايــه موفقه ، هييح يــارب خيـــر جلس يتحدث مع والدها قليلا عن عمله وإمكانياته وعائلته وأشياء من هذا القبيل ، ساد الصمت لبعض الوقت حتي شعر بالضيق فطلب من والد سلمي ان يجلسا معا ليتعرف كلا منها علي الآخر ، رحب الوالد بالفكره وطلب من سلمي ان تأخده ليجلسا في الغرفه المفتوحه علي الصاله حتي يستطيعا التحدث بعيدا عن الكلام العائلي . نظرت سلمي لوالدها بتردد ومن ثم وافقت علي الأمر ولكن بطريقتها ، إستأذنت العريس ليتفضل بالجلوس فدخل بالفعل وإختيار مكانا بعيدا عن الأنظار ولكن سلمي جلست علي أقرب كرسي من الباب حتي يراها والدها بوضوح ويسمع بعض الكلمات ان اراد . تبسم لها قائلا : - إزيك يا أنسه سلمي ؟ نظرت للأرض بخجل وقالت : - الحمد لله ساد الصمت للحظات حتي قطعه مره آخري وهو يشير علي أقرب كرسي له قائلا : - طيب بعد إذنك ممكن تيجي علي الكرسي ده علشان مش عارف أسمع صوتك ؟ شعرت بالتوتر وقالت في نفسها : - مش عاوزه أجي في حته أنا ، أقوله ايه ده بس يــاربي إبتلعت ريقها وقالت بإبتسامه محرجه : - حضرتك ممكن تيجي علي الكنبه اللي قدام الباب دي علشان الجماعه يكونوا شايفيننا يعني تنهد بغضب ولكنه لم يظهره وقال لنفسه : - إيــه البت دي !! يلا ما علينا إنتقل من مكانه إلي الأريكه المقابله للصالة مباشره فكان كل من يجلس بالصاله يري كلا منهما حاول إستعادة إبتسامته وبدأ في الحديث عن نفسه ، أحست من كلامه انه شاب عادي كمعظم شباب هذه الأيام يعمل وينام ويخرج مع أصدقائه وينام مره آخري وهكذا ، لا يوجد في يومه شئ آخر ، فإنتظرت حتي ينتهي من كلامه وأحبت ان تسألة عما يجول بخاطرها ولكن بذكاء فقالت بإبتسامه بريئه : - وحضرتك بقي بتقعد في شغلك لحد الساعه كام أجابها علي الفور : - يعني لحد 5 او 6 كده فنظرت له بخبث وقالت : - اااه ربنا يعينك ، وطبعا حضرتك بتضطر تصلي الظهر والعصر لما ترجع البيت بقي علشان مش بيكون عندك وقت فاضي - اه للأسف بقي هعمل إيه نظرت له وكأنها متأثره بما يقول وأكملت : - فعلا شغلانه حضرتك صعبه ربنا معاكم ، كمان أكيد في أيام بترجع تعبان من الشغل وتنام ولما بتصحي بقي بتصلي كل اللي فاتك ، أكيد مش بتسيبهم يروحوا منك يعني - لالالا أسيبهم إيه ، بصليهم كلهم بليل طبعا نظرت للأرض وهي تقول لنفسها : - وأدي أول إختبار سقطت فيه ، للأسف شكلك الحلو كنت فرحانه بيه بس برضو دينك وأخلاقك أهم إنتبهت له وهو ينادي عليها وعندما نظرت له وقالت ببلاهه : - هاه - إيــه روحتي فين - لالا مفيش حاجه ، موجوده أهو - طيب يلا عاوزه تسألي في إيه تاني ؟ - حضرتك إيه المواصفات اللي عاوزها تكون موجوده في زوجتك المستقبليه - امممم يعني طبعا تكون حلوه وتعامل أهلي كويس وتهتم بيا وبأولادها ومتبقاش نكديه زي معظم الستات كده - طيب وحضرتك بتعرف تربي أولاد ؟ نظر لها بتعجب ممزوج بالدهشه وقال : - ولما انا اربيهم هي هتعمل فين ؟ تنحنحت بإحراج قائله : - لأ قصدي يعني حضرتك تساعدها في تربيتهم - لأ طبعا مش هينفع خــالص ، انا عليا الشغل والمصاريف وهي عليها الباقي - طيب يعني مثلا مين هياخدهم معاه المسجد علشان يتعودوا علي الصلاة وكده شعر بالملل ولكنه حاول الإبتسام فقال : - اه طبعا هبقي أخدهم إن شاء الله - أخر حاجه بقي ، حضرتك بتحلم بإيه او إيه أهدافك في الحياه ؟ - بحلم أعيش حياة مستقره وهاديه ومن غير مشاكل ، وأفضل اترقي في شغلي لحد ما أوصل للإدارة - بس ؟ - اه وهو الإنسان هيحتاج إيه تاني غير كده صمتت قليلا وأخذت تفرك يدها بالآخري وهي تقول لنفسها : - أنا إتشليت ، وحاسه انك كرهتني أصلا يــارب بابا ينادي عليا بقي ، يـــارب مكونش بظلمه بس هتشل مش قادره أقعد . عادت من شرودها فوجدته ينظر لها بوجه خالي من أي تعبير فقالت بإبتسامه : - طيب وحضرتك مش عايز تسألني أي حاجه ؟ - اه قوليلي صحيح إنتي إيه مواصفات فارس أحلامك ؟ أحست سلمي بطاقه كبيره جـــدا بداخلها والآن حان الوقت لإخراجها فقالت بسـرعه رهيبه : - نفسي يكون حافظ القرآن ويحفظني ويكون مواظب ع الصلوات كلها في الجامع وعارف عن دينه حاجات كتير جداااا وعن معامله الزوجه وتربيه الاولاد ، كمان عاوزاه يكون حد عايش لخدمه دينه وهدفه كله رضا ربنا وبس ، حد يكون من عمـار الأرض كده ومعروف بين الناس بأخلاقه ، يكون بيغض بصره طبعـــا ودايما محافظ علي نفسه وقلبه مش فيه غير حب ربنا وبـس ، حد بيتخذ النبي علية الصلاة والسلام قدوه ويساعدني في شغل البيت ويعاملني أحسن معامله ويحسن إلي أهلي زي ما انا هعمل مع أهله ، دايما ينبهني لو عملت حاجه حرام ويعرفني الصح بهدوء كده ويساعدني وياخد بإيدي للجنه . يعني هي حـاجات كتيــر بس انا لخصتها يعني شعر بالإحراج ولكنه نظر إليها بإبتسامه وقال : - ربنا يرزقك بيه ، أستاذن انا بقي نهضت من مكانها وتوجهت إلي الصالة وهو معها ، غادر المنزل أخيــرا بعد كمية لابأس بها من نظرات الإحتقان والإحراج ، وعندما سألته والدته عن رأيه رد قائلا بسخريه : - دي عايزة تتجوز سوبر مان تعجبت الأم وقالت : - يعني إيه ؟ تنهد تنهيده قويه أخرجت كل ما بداخله وقال : - عادي مفيش ، عموما أدينا لسه معانا إسبوع نفكر فيه ، رغم اني حاسس اننا مش طايقين بعض أصلا ___________________ دخلت سلمي غرفتها وأغلقت الباب خلفها وإنفجرت منها الضحكات ، نظرت للسماء عبر النافذة المفتوحه وقالت : - يـــارب سامحني لو كنت أحرجته او حاجه ، انا والله مش قصدي أضايقه بس حسيت اني اتشليت وكان لازم أعرف بيفكر إزاي .. انا عارفه ان معظم الشباب دلوقتي بيفكروا بنفس الطريقه ، بس انا أخدت قراري اني مش هعيش حياة عادية زي كل الناس وبإذنك يـــارب مش هتخلي عن مبادئي دي حتي لو هعنس .. سمعت سلمي طرقات الباب فذهبت وقامت بفتحه وجلست علي الفراش تستريح ، قالت ولاء بحماس : - هــــاه إيه رأيك ؟ - هصلي إستخاره وهشوف ، بس في الغالب هرفضه نظرت لها ولاء بذهول وقالت : - يا بنتي هو في حد يرفض واحد زي ده ؟!! انتي مجنونــــــــــه ؟!! نظرت لها سلمي بتعجب وقالت : - إيه ماله مش فاهمه ؟ وبعدين هو إنتي شوفتيه أصلا - أيــــوه شوفته وهو داخل ، يابنتي ده كل البنات تتمني واحد زي ده ، شوفتي شكله ولا لبسه عاملين إزاي ؟ يا بنتي ده أحلي من الناس اللي بيطلعوا في التلفزيون أصلا ، كمان شغال في شركة محترمه وكبيره جــــدا وهيعيشك ملكه - بس مش عنده دين يا ولاء ، ودينه أهم عندي من كل ده - مش عنده دين إزاي يعني ؟!! ماهو مسلم أهو !! - يا بنتي مش قصدي ، بس مش ده الإنسان اللي هيكون كل هدفه ياخدني للجنه ، انا منكرش ان شكله عجبني بس برضو مش هينفع ، وعموما هو أصلا هيرفضني برضو - يا سلمي فكري تاني حرام عليكي تضيعيه من إيدك والله ، وبعدين ياستي إبقي غيريه براحتك بعدين - أيــــوه بقي قولي كده ، هنبدأ في موضوع بكره يتغير وبعد الجواز ممكن يتعدل ومعرفش إيه !! يا ولاء إفهمي كويس .. ما تخليش المظاهر تخدعك ، انا هتجوز وهعيش سنين طويله جـدا مع واحد غريب معرفش عنه حاجه ، فلو كان الحد ده مش ذو خلق ودين يبقي كده أنا هضيع ، فهمتي ؟ - إنتي حره - هههههههههه كل نقاش بيني وبينك ينتهي بكلمة " انتي حره " ، عموما يا ستي زي ما قولتلك هصلي إستخاره وهشوف ، كمان مش عاوزه أتكلم عليه بقي لحسن أخد ذنوب ، ربنا يرزقه بالزوجه الصالحه ويرزقني انا كمان باللي بتمنــــاه _________________________ - وأدينا نزلنــا أهو يا سيدي ، قولي بقي عملت إيه ؟ قالها إسلام عندما هبط من منزله بصحبه فاروق الذي كاد ان يطير من مكانه ، نظر له فاروق بعينين لامعتين وقال : - بص هو انا مهما وصفتلك إحساسي عــمري ما هعرف أعبر برضو ، عارف لما تبقي بتحلم بحد بقـالك كتيـــر اوووي وبتتمناها من ربنــا وسعات تبقي نفسك تشوفها حتي او تكلمها كده بس ترفض علشان خوفك من ربنا بيكون أقوي ، وفجأة كده تلاقيك قاعد قدامها وبتتكلموا كمــــان وكل واحد منكم بيقول اللي جـواه للتــاني ، أحساس الهييييح لوحده مش كفايه أخذ إسلام ينظر لفاروق وتعبيرات وجهه وحركات يده في سعاده بالغه ، وقال بحماس : - يعني قولتلها بقي إنك نفسك تتجوزها من زمان وكده ؟ ضربه علي كتفه بشده وقال : - أقولها مين يابني إنت ذكي ؟!! لأ طبعـــا مستحيل أقول حاجه زي كده غير بعد كتب الكتــاب ، انا قصدي يعني كنت بقولها مواصفات زوجتي المستقبليه واني عاوزه تكون إزاي وكده ، وانا أصلا من جوايا عمال أقولها ده انا مخبيلك مصـايب بس لما توافقي بقي ونكتب الكتاب أحس إسلام بالسعاده وهو يستمع لكلام فاروق ، فكلامه كله براءة وحيـــاء وله مذاق آخر غير كل ماهو حرام ، لم يستطع الإنتظار أكثر من ذلك ليعرف من تكون تلك الفتاة فقال متلهفا : - مش هتقولي بقي ياعم مين البنت دي ؟ أخذ يحك ذقنه بغرور وهو يقول : - سيبني أفكر شويه قطب حاجبيه وقال بضيق مصطنع : - هتــقول ولا أروح أفضحك عندها ؟ أطلق ضحكات عاليه متواصله وقال : - وهتقولها إزاي بقي يا ذكي وإنت متعرفهاش أصلا ؟ كـــاد أن يسقط علي الأرض من الضحك والإحراج معا وقال : - إخلــص يا فـــاروق وقـــول نظر له بتعالي وقال : - ماشي هقولك علشان صعبت عليا ، البنت دي تبقي نهي اخت محمد الله يرحمه إقشعر بدنه عندما سمع إسم محمد وقال : - الله يرحمه ثم نظر لفاروق وقال محذرا : - خد بالك منها اووووي يا فاروق دي أخت الغـالي ، لو زعلتها انا اللي هاجي أقفلك مكان محمد فاهم إبتسم فاروق وربت علي كتفه بخفه وقال : - ما تقلقش يا إسلام دي في عينيا والله ، بس يـــارب هي توافق تنهد إسلام بحماس وقال : - طيب كمل بقي عملتوا إيه تاني ؟ أخذ يتذكر فاروق ماحدث واخذت إبتسامته تتسع أكثر وأكثر وهو يقول : - مفيش يا سيدي دخلت وكــانت هتــموت من الكسوف وحاولت معاها تتكلم كتير بس مفيـــش ، وفي الآخر يعني أخدت منها كلمتين بالعافيه والحمد لله علي كده ، شكلي كده هطمع وأطلب رؤية شرعيه تاني بس أصلا حتي لو مشوفتهاش انا موافق عليها .. ربت إسلام علي كتفه بحب وقال : - بإذن الله هتوافق يــافاروق ، إنت أصلا تستاهل كل خير وهي طالما اخت محمد تبقي اكيد بنت كويسه رفع فاروق حاجبه وأشار بإصبعه لإسلام محذرا : - يا أستاذ بطل تتكلم عن مراتي المستقبليه لو سمحت ، او مسمحتش عادي برضو ضحك إسلام بمرح وقال : - والله انا فرحانلك يــافاروق ، يـــاريت كل الشباب يفكروا زيك كده تبسم فاروق وقال لإسلام كلماته الأخيره قبل الرحيل : - عقبــالك يا إسلام ، يلا بقي همشي علشان الوقت متأخر ، معلش لو قلقتك بس انا لقيتني جيت هنا لوحدي كده مش عارف ليه ؟!! - ولا يهمك يا باشا ، يلا تصبح علي خيـــر - وإنت من أهله ، في أمان الله ______________________ مر الإسبوع المتفق عليه من قبل والد سلمي والعريس وجــاء والدها ليسألها عن رأيها فقالت بإحراج : - بابا انا صليت إستخاره ومش موافقه ضحك والد سلمي بشده وهو يقول : - يا سبحان الله !! تعجبت سلمي من رد فعله ، فهي كانت تتوقع ان يصرخ بها كالعاده او يوبخها ، فلم تستطع السيطره علي فضولها وقالت : - في حاجه يا بابا ؟ حضرتك بتضحك ليه ؟!! ضحك مره آخري وهو يقول : - أصل العريس لسه مكلمني دلوقتي نظرت له بلهفه وقالت : - طيب وقال إيـــه ؟ نظر لها للحظات ثم قال : - قاللي كل شئ نصيب إرتمت علي الفــراش براحه تامه وهي تقول بفرحه : - سبحــــان الله القلوب عند بعضيها _____________________ ظل فاروق يدور حول الهاتف بخوف ، فهو يريد الإتصال ليعرف رأيها ولكنه أيضا خائف من عدم موافقتها ، قرر أخيــرا إستجماع شجاعته وإتصل بوالدها وكان الحوار كالآتي : - السلام عليكم - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، إزيك يا فاروق يابني - الحمد لله يا عمي بخير طول ما حضرتك بخير - ربنا يبارك فيك يابني - كنت عاوز أعرف من حضرتك رأي الأنسه نهي في الموضوع غمز لها والدها بإبتسامه طيبه وقال : - واللــــه يــــابني ... وصمت قليلا ، أخذت ضربات قلب فاروق ترتفع أكثر وأكثر وهو يرجو الله ألا تكون رفضته ، أخذ يفرك أصابعه ببعضها البعض بخوف وقلق حتي سمع منه كلمه : - وافقت يابني ، الف مبروووووك إتسعت عيناه ونظر لإمه غير مصدق ما يسمع وسأل بلهفه : - بجد يا عمي أبعد الأب سماعه الهاتف عنه ونظر لها قائلا : - ده بيقولي بجد يا عمي ؟!! الواد شكله هيموت كتمت ضحكاتها بصعوبه وأشارت إليه ان يكمل حديثه : - أيوه بجد طبعا هو انا ههزر معاك يا فاروق ؟!! - أسف يا عمي مش قصدي والله ، جزاك الله خيــرا وربنا يخليك لينــا - وإياكم يابني ، يلا سلام عليكم - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته _____________________ أغلق الهـاتف وأخذ يهرول إلي امه ويمسك يدها ويقول ببهجه : - وافقت يا مـــــامــــا وافقــــــت ، انا مش مصدق نفسي والله ، ربنا بيكرمني اووووي وانا مستاهلش أي حاجه من ده كله أصلــــا ثم نظر للسماء ورفع يده قائلا : - يــــارب إجلها زوجه صالحه ليــا وارزقني منها بالذرية الصالحه وقويني علشان أربيهم أحسن تربيه ، تربيه ترضيك يـــارب يوم ما اقابلك ، تربيه أفخر بيها يوم القيامه ،اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك . ربتت الأم علي كتفه بحنان وهي تقول : - والله يا فاروق يابني انت تستاهل كل خيــر ، وكفايه اني راضيه عليك ليــوم الدين أمسك كفها وقبله بسعاده وهو يقول : - ربنا يخليكي ليـــا يا أمي ويقدرني علي برك ---------------------------------------------------------------------------------------- قوليلي هل إنتوا شايفين سلمي إتصرفت صح ؟ ولا هي مكبره الموضوع ؟ طيب هي كده ظلمت العريس ولا عندها حق ؟ طيب إحساسكم إيه وإنتوا بتقرأوا موقف فاروق ؟ حسيتوا بجد بالفرق بين إحساس الحلال وإحساس الحرام ؟ حسيتوا بالفرق بين شـــاب عفيف وبيخاف ربنا وشاب تاني نسي دينه وإتصرف من دماغه وفي الآخر ندم ؟ حقيقي انا فخوره بكل شاب زي فاروق ربنا يكثر من أمثالكم
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() الحلقه الثامنة عشر : ![]() ظهرت نتيجة التنسيق وبالفعل تم قبول ولاء في كلية الهندسه كمان كانت تحلم ، شعر كل من في المنزل بالسعاده ولكن سعادة سلمي كانت ظاهرية فقط ، فقد كانت تعاني في تلك الفترة بـ فتور في قلبها ، ككل إنسان يأتي عليه وقت ويشعر ان إيمانه قل وأنه لن يستطيع مواصله مسيرته وخصوصا لو كان وحده ، حاولت إخفاء هذه الحالة عن الجميع وكــانت تنام طوال اليوم وتستيقظ فقط لأداء الصلاة وتنام مره آخري . ومن سوء حظها أن هذه الحالة أتت إليها في نفس توقيت تنسيق الاء ، في البداية لم يلحظ أحد الأمر ولكن مع مرور الوقت أخذت اختها تلاحظ هذا التغيير وتخبر به والديها . مر حوالي إسبوع ونصف علي هذه الحالة حتي جاءت إليها اختها ذات يوم لتخبرها ان والدها يستدعيها للحضور ، نهضت ووقفت أمام باب غرفته وطرقت الباب للحظات وسرعان ما سمعت صوته من وراء الباب يأذن لها بالدخول . نظرت له بإبتسامتها المعتاده وقالت : - حضرتك كنت عاوزني في حاجه يا بابا ؟ أجلسها بجوارة وقال بإبتسامه : - مالك اليومين دول يا سلمي ؟ إبتسمت له بحنان وقالت : - مفيش يا بابا انا كويسه الحمد لله إختفت الإبتسامه من علي وجهه وقال بجديه : - بس من ساعة ما ظهرت نتيجة التنسيق بتاع اختك وانتي مش مبسوطه ؟ خير في حاجه ولا إيه ؟!! نظرت له بتعجب وقالت : - طيب وإيه دخل ولاء في الموضوع يا بابا ؟ ثم انتبهت فجأة وقالت بصوت مختنق : - بابا هو معقول حضرتك تكون لسه متخيل اني بغير منها !!! عقد ذراعيه أمام صدره وقال بضيق : - يمكن ! إنتفضت من مكانها بذهول وقالت : - إزاااي حضرتك تظن فيا كده !! طيب ما أنا كنت متأكده أصلا إنها هتقبل في هندسه لان مجموعها الحمد لله كويس ، وبعدين انا ايه اللي هيخليني أغير منها مش فاهمه !! انا مقتنعه بكليتي جــدا والحمد لله جددت نيتي وبقيت بحبها وحبيت اني أبقي مدرسة ،، هغير منها ليه بقي ؟!! نظر لها بوجه خالي من أي تعبير وقال : - طيب وإيه تفسيرك انك من ساعة ما نتيجة اختك بانت وانتي نايمه في السرير ومش طايقه تعملي أي حاجه ؟ حاولت كتم غضبها بداخلها لانها تحدث والدها وقالت : - يعني حضرتك عاوز تعرف انا متضايقه ليه ؟ أومأ برأسه إيجابــا ، فقالت بطريقه جنونيه : - علشان حاسه ان قلبي مات يا بابا ، لا بقيت عارفه أقرأ قران ولا أصلي زي زمان ، مبقيتش عارفه أضحك وحاسه اني مخنوقه علطول ، مبقيتش حاسه اني سعيده في حياتي زي الاول ، مبقيتش قادره استحمل كمية التريقه اللي باخدها دي ومحدش حاسس بيــا ، بقيت حاسه ان الدنيا سوده قدامي وان ربنا مش متقبل مني العباده ، من الآخر مبقيتش حاسه بروحي !! لكن مع ذلك انا مطلبتش من حد يساعدني ، وعمري ما عاملت حد وحش زي ما بتعاملوني ، حرام يعني اني اكتئب شويه وأخليني في حالي وأبطل ضحك ؟!! حتي دي كمان هتظلمني فيها يا بـــــابـــــا !! انا قلت لحضرتك قبل كده اني عمــري ما هغير منها ومقتنعه بنفسي جــدا الحمد لله وعمري ما حقدت علي حد أو بصيت لحاجه في إيدين حد ، وحضرتك مربيني من زمان وعارف كده ، لكن لو حضرتك مصٌر اني وحشه يبقي خلاص مش مشكله ، كفايه ان ربنا عالم بنيتي لاني أصلا مليش غيره يحس بيـــا ممكن أمشي يا بابا ولا حضرتك عاوز تقولي حاجه تاني ؟ جذبها من يدها وأجلسها بجواره مره آخري وظل ممسكا بيدها وهو يقول بحنان : - إيـــه يا بنتي اللي انتي شايلاه جواكي ده كله ؟ تنهدت بمرارة وقالت : - حضرتك عارف من زمان اني كتومه ومش بطلع اللي جوايا بسهوله ، علشان كده ارجــوكم خدوا بالكم من كلامكم لأنكم مهما عملتوا برضو مش هعرف ارد عليكم وهشيل جوايا وبس ، ممكن حضرتك بس تدعيلي وانا هبقي كويسه ؟ تنهد بحزن وقال : - حــاضر ، روحي علي اوضتك لو حابه غادرت سلمي الغرفه وهي لا تدري شيئا كالعاده ، هل والدها قاسي ام حنون ؟ لماذا دائما يغضبها ويوبخها ويظلمها وأيضا تشعر أحيانا انه يحبها ويخاف عليها ؟ سألت نفسها هذا السؤال مئات بل الاف المرات ولكنها لم تجد إجابة كالعاده ، فمن الممكن ان يكون رد فعله هذا نتيجة لانه يحبها ولكن بطريقته ؟!! لا تعلم شيئا فقررت عدم التفكير في هذا الأمر الآن ، فيكفيها الم قلبها الذي تحمله . ذهبت إلي حاسبها وقامت بفتح حسابها علي موقع الفيس بوك وأرسلت رسالة لحفصه الغائبه وكتبت فيهــا : - حفصه أنا محتاجالك اووووي اليومين دول ، انا حاسه اني كارهه نفسي ومبقاش ليا نفس أعمل أي حاجه زي زمان ، واقفه مكاني ومش عارفه اتقدم خــالص ، مفيش أي حد كان بيساعدني غيرك ودلوقتي مبقاش ليا حد اصلا . يلا ما علينا ، ربنا يسعدك أخذت تعيد قراءة المحادثات التي حدثت بينها وبين حفصه وتوقفت عند هذه الرسالة الموجوده في آخر محادثه بينهما : " لما تحسي انك تعبتي ومش قادره تكملي طريقك إستخدمي سلاحك .. معاكي الدعاء والقرآن " " إفتحي المصحف وانتي بتقولي لـ ربنا يـــارب إبعتلي رسالة ، إبدأي دوري كل يوم علي رسالة من ربنا ليكي لحد ما توصليلها ، إدعي كتير اوووي ربنا يقويكي ويثبتك ، اوعي يا سلمي تستسلمي للشيطان اووعي حد يضايقك بكلمتين ويخليكي ترجعي عن هدفك " " معاكي قرآنك ودعاءك يا سلمي فاهماني ؟ معاكي سلاحك يا سلمي اوعي تتخلي عنه " أخذت سلمي تقرأ الكلمات مرة تلو الآخري وتنهدت بأريحيه وهي تقول : - زي ما تكوني حاسه بيـــا يا حفصه ، يـــارب أقدر أكلمك تاني في يوم من الايام ثم أخذت تردد : - يــــارب إبعتلي رسالة ، يــــارب إبعتلي رسالة ، يــــارب إبعتلي رسالة تركت الرسائل وهي مازالت تردد جملة " يــــارب إبعتلي رسالة " وذهبت لصفحتها الرئيسية لمتابعه آخر الأخبار ، نظرت أمامها فإذا بها تري منشور مكتوب فيه : زهرة اللوتس تستمع الآن إلي " إشتقت إليك " شعرت بالحزن بداخلها وأخذت تردد : - الحمد لله الذي عافاني ، ربنا يهديكي يا زهرة ، ربنا يبعدك عن الاغاني ويعلق قلبك بالقرآن وقبل ان تهبط لتري منشور آخر لمحت إسم صاحب الأغنيه " أحمد سعيد " أخذت تحدث نفسها قائله : - أنا شوفت الإسم ده قبل كده ، فين يــــاربي فيــــن ثم تذكرت فجأة وقالت : - أيـــوه صح ده واحد من المنشدين الجداد اللي حفصه قالتلي عليهم أخذت تحك ذقنها ببطء وتفكر قليلا ثم إبتسمت قائله : - مش يمكن دي تكون رسالة من ربنا ليــا ، أحملها وأشوف قامت بتحميلها وبدأت تستمع إلي كلماتها : ضاقت بيا الدنيا .. لقيتنى انسان غريب وبقيت انا حاجة تانية .. بجد انسان عجيب لقيتنى بعدت فى ثانية .. بعد أما كنت قريب لقيت قلبى بقى آسى .. عينيا مافيهاش دموع لقيتنى بجد ناسى .. أى معنى للخشوع خلاص قلبى احساسى .. بيتمنوا الرجوع وخلاص يارب انا راجع ليك .. ندمان بشدة انا بين ايديك على كل لحظة ماكنتش ليك .. وكنت فيها عاصيك وناسيك يارب راجع ادق الباب .. باب الرحيم باب التواب دا لما بعدت شوفت العذاب .. خلاص يارب اشتقت اليك انا قولت هاعيش حياتى .. بس انا عايشها حرام علشان ارضى شهواتى .. وابقى مبسوط وتمام اترينى هازيد آهاتى .. وكل دا اوهام وخلاص عرفت حقيقى .. بجد احلى حياة لما ينور طريقى .. برضا وحب الله يبقى القران صديقى .. ورسولى امشى فى خطاه وخلاص يارب انا راجع ليك .. ندمان بشدة انا بين ايديك على كل لحظة ماكنتش ليك .. وكنت فيها عاصيك وناسيك يارب راجع ادق الباب .. باب الرحيم باب التواب دا لما بعدت شوفت العذاب .. خلاص يارب اشتقت اليك أخذت تسمع كلماتها بذهول !! فكأنها توصف حالتها تمـاما ، سمعتها مره تلو الآخري حتي كادت ان تحفظها كإسمها وأخذت تردد : وخلاص يارب انا راجع ليك .. ندمان بشدة انا بين ايديك على كل لحظة ماكنتش ليك .. وكنت فيها عاصيك وناسيك يارب راجع ادق الباب .. باب الرحيم باب التواب دا لما بعدت شوفت العذاب .. خلاص يارب اشتقت اليك تنهدت بأريحيه وهي تقول مؤكده : - راجعالك يــــارب ومش هيهمني حــد ، مش هستني مساعده من حد لإنك معايا دايما ، حفصه كانت دايما تقولي اللي معاه ربنا مش هيحتاج مساعده من حد ، وانا معايا ربنا ومش عايزه أي حاجه من حد ، هفوق لنفسي كده وأرجع أحسن من الأول مليـــون مره وأبدأ أخد خطوه جديده في حياتي بإذن الله ، يـــــارب قدرني وقويني . أغلقت حاسبها وذهبت لمصحفها ولكن بقلب آخر ، فهي قد سمعت إنشوده واحده فقط ولكن غيرت فيها الكثير ، أمسحت مصحفها بإشتياق ونظرت إليه فوقعت عينها علي هذه الآيه التي أراحت قلبها اكثر وأكثر : " وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ " أخذت تنظر للأية بسعاده وهي تقول : - فهمت الرسالة يــــارب وهنفذها بإذن الله _________________________ كان إسلام يتحدث مع اخته هند عندما سمع رنين هاتفه المحمول ، تركها ودخل غرفته فوجد فاروق المتصل فأجاب مسرعا : - الـــو - يابني انا مش قلتلك إسمها السلام عليكم - أيوه أيوه صح ، إستني لما أقفل واتصل تاني بقي - يـــابـــاي عليك مش هتبطل رخامه بقي ، السلام عليكم أولا بس - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، هاه متصل ليـه ؟ - إقفل ياض ، إنت أصلا متستحقش الأخبار الحلوه اللي انا جايبهالك دي - أخبار حلوه ، يـــاريت ياخويا حد لاقي - بص عندي خبرين حلوين وواحد وحش ، تحب نبدأ بإيه ؟ - قول أي حـــاجه ، المهم تتكلم بس تنهد فاروق بسعاده وقال : - أولــا كده يا سيدي نهي وافقت عليـــا الحمد لله - هييييح وإيه كمــان - يـــاواد بطل بقي ، ثانيا يا سيدي لقيتلك شغل إنتفض إسلام من مكانه واتسعت عيناه وقال : - لقيتلي أنــا ؟!! قول وربنا - وربنا لقيت ، بص هي شركة خاصه مفتوحه من كام سنه كده يعني ، كانوا طالبين مهندسين ومدير شركتنا قالنا لو تعرفوا حد محتاج وظيفه وكده وانا رشحتك ليهم ، إبقي تعالي بقي بكره وهات معاك اوراقك وربنا يقدم اللي فيه الخير إن شاء الله - بجد يا فـاروق انا مش عارف أقولك إيـــه ، ربنا يبارك فيك - يابني عيب ماتقولش كده ده انت أخـــويا - طيب وإيه الخبر الوحش بقي ؟ - بص هو مدير الشركة دي صعب حبتين واللي اعرفه ان محدش بيحبه ، بص انا مش عايز أظلمه بس ده اللي انا سمعته عنه ، عموما روح وشوف بنفسك - يا عمي وانا مالي ومال المدير ، هو حد لاقي شغل دلوقتي ، هحضر اوراقي وأجيلك بكره بإذن الله - تعالي ع الساعه 9 الصبح كده مــاشي ؟ - اوكــــشن بإذن الله - يلا إقفل بقي تنهد إسلام بدلع مستفز وقال : - لا إقفل انت الأول ، هخاف أقفل علي ودنك وتوجعك وانت عارف انا حونين إزااي - مـاشي يا ظريف ، مستنيك بكره بإذن الله ، يلا سلام عليكم - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته _____________________ - أمــــامـــــا أمـــــامــــــا قالها إسلام وهو يهرول كالأطفال نحو غرفة والدته ، نظرت له بسعاده وقالت : - مالك يا واد في إيه ؟ أخذ يقفز كالأطفال وهو يقول : - لقيت شغل يـــاماما لقيت شغـــل ضمته والدته بقوه وهي تقول : - يا مانت كريم يــــارب ، الحمد لله يابني الف مبرووووك ثم نظرت له بتساؤل وقالت : - بس لقيته إمتي ده ؟ ما انت كنت لسه قاعد من شويه ومقولتش حاجه - لأ ماهو فاروق كلمني دلوقتي وجابلي شغل - والله يابني فاروق صاحبك ده فيه الخيــر ومن ساعة ما عرفته وانت حالك اتصلح أجابها مؤكدا : - والله فعلا يا ماما ، طلع جدع وراجل بجد ، وانا اللي كنت دايما بظلمه ، يلا الحمد لله - طيب يابني هتروح إمتي تقدم ؟ - بكره إن شاء الله - بإذن الله هتقبل ، هما هيلاقوا زيك فين يعني ؟ - قولي يـــــارب ______________________ تقدم إسلام للوظيفه وبالفعل تم قبولة بفضل الله ، لقد كان المرتب صغير بعض الشئ ولكنه رضي به وأخذ يدعو الله ان يرزقه من حيث لا يحتسب ، وبعد هذه المناسبه السعيده قرر أيضا أن يفاتح فاروق في الموضوع الذي يفكر فيه من عدة أيام ، فقال له مبتسما : - فاروق انا عايز أحفظ قرآن نظر له فاروق بدهشه ممزوجه بالسعاده وقال : - بجد والله ! إتسعت إبتسامة إسلام وهو يومأ برأسه إيجابا ويقول : - بجد والله نفسي أحفظ ، بس مش مجرد حفظ لأ انا عايز أحفظ بالتفسير ، والتفسير عندي كمان أهم من الحفظ علشان أكون فاهم كل كلمة بقولها وأحس بيها ، ينفع تحفظني ؟ إحتضنه فاروق بسعاده وهو يقول : - ينفع طبعــا ، بس الافضل انك تروح لشيخ يحفظك ، هيكون أحسن مني يعني ، عموما انا هظبطلك ميعاد مع الشيخ اللي كنت بحفظ عنده وأقولك ، تمــام - تمــام جــــدا ، بس ما يكونش بيزعق ولا بيضرب هاه - هههههه لأ متقلقش ده كويس اوووي والله ________________ بدأت سلمي تعود لطبيعتها مرة آخري ، طبيعتها القويه العنيده المُصره علي التغيير ، طبيعتها التي رفضت أن تعيش بلا هدف كباقي البشر ، طبيعتها التي جعلتها علي إستعداد لفعل أي شئ حتي تتقرب من الله عزوجل . ____________ وبعد مرور شهر كان إسلام واقفا في الشرفه ينظر إلي الشارع عندما رأي سلمي وولدتها تعبران من أمام منزلة ، وجد نفسه بكل براءة يشير إليها ويقول : - إيه ده سلمي صاحبة هند أهي ولكنه سرعان ما أشاح بوجهه جانبا وقال بصرامه : - إيــه ياعم ما تغض بصرك ، وبعدين إيه حركات الأطفال دي !! خطرت في باله فكره فهبط من منزلة وذهب لأقرب مكان يباع فيه ورد وإشتري 5 وردات صغيرات باللون الاحمر والوردي وعاد بهما إلي المنزل ، طرق باب غرفة هند ودخل والإبتسامة تعلو وجهه وقال : - هند جبتلك ورته قفزت من مكانها وأمسكت بالوردات بسعاده كالأطفال وأخذت تشتم رائحتهن بكل شوق ومن ثم إنتبهت له وهو واقف ينظر لها فقالت متعجبه : - ربنا يخليك يا إسلام ، بس إشمعني يعني ؟!! تنهد بخبث وقال : - إيـــه يعني حرام أدلع اختي الصغنونه شويه ، قلت أجيبلك ورد ونقعد نتعرف علي بعض بقي وكده رفعت حاجبها قائله : - هنستعبط يا إسلام ؟!! نتعرف إزاي يعني مانت عارف عني كل حاجه جلس علي الفراش ووضع رجل فوق الآخري وقال بثقه : - لأ طبعا أكيد مش عارف عنك كل حاجه ، إحكيلي عن نفسك لاني حاسس اني بقالي كتير متكلمتش معاكي جلست بجوارة وقد فرحت بهذا الإهتمام وإخذت تحدثه عن نفسها لفترة طويله حتي إنتهت فقال : - طيب وعندك إصحاب بقي ؟ - أكيد عندي نظر لما بمكر وقال : - طيب إحكيلي عنهم نظرت له نظرة غاضبه وقالت : - إحكيلك عنهم ليه ؟ وإنت مالك بيهم أصلا !! ضحك ببراءة وقال : - يا بنتي مش لازم إتطمن علي اختي مصاحبه مين وبتتكلم مع مين وكده ؟ أومأت براسها موافقه وأخذت تحدثه عن سلمي أولا ، حدثته عن أخلاقها وتفكيرها ، عن التغيير المفاجئ الذي حدث بشخصيتها وإقترابها من الله عزوجل وتغيير خطة مستقبلها بالكامل ، عن حبها لهما وحنانها عليهما ، عن إصرارها وعدم يأسها ، عن كل شئ جميل تشعر به تجاه سلمي أخذ إسلام يستمع إلي الكلمات وهو في غاية السعاده ، لا يعرف لماذا شعر بالسعاده وقتها وهو يسمع عنها ولا يعلم أيضا لماذا الآن فقط فكر في السؤال عنها ، كل ما كان يدور بداخله وقتها انه يريد معرفة كــل شئ عنها وفقــط . إنتهت هند من كلامها عن سلمي وبدأت في التحدث عن فاطمه ، لم يرد سماع شئ آخر بعد ما سمعه عن سلمي ، حاول الخروج من الموقف بطريقه مرحه فقال : - إيــــه يا ست إنتي رغايه كده ليه ؟ نظرت له بتعجب وقالت : - يابني مش إنت اللي قلت عاوز تعرف عني أكتر ؟!! إبتسم ببراءة وقال : - مــاشي منا عرفت عنك خلاص ، بس مليش دعوه بصحباتك أنا وافقته الرأي وقالت : - صح عندك حق نهض من مكانه متجها لغرفته وهو يقول بمرح : - إبقي إدفعي تمن الورد ده بقي هـــاه أطلقت ضحكة عاليه وتبعتها بنظره ساخره وقالت : - خد الباب في إيدك يا إسلام ، ربنا يهديك يابني __________________ وقف امام شرفة غرفته وأخد ينظر إلي السماء ويقول : - يــاربي هو في بنات كده ؟!! طيب وهو انا معقوله أستاهل واحده زي دي بعد كل المصايب اللي عملتها في حياتي دي ؟ نظر للجانب الآخر وقال هامسا : - بس انا توبت والله ، وبإذن الله يــاربي تكون سامحتني وغفرتلي ذنوبي ، هو معقوله لو انا اتقدمتلها ممكن توافق ؟ عـاد بنظره إلي الشرفه وقال : - طيب هو انا ليه أصلا دلوقتي بالذات بفكر فيها ؟ ماهي جارتي من زمان ومكنش بيهمني أعرف عنها حاجه قبل كده ، معقوله يكون كلام فاروق عن الحلال والقرب من ربنا أثر فيا وخلاني انا كمان أفكر زيه ؟ معقوله تكون دي البنت اللي ربنا كاتبهالي علشان يعوضني عن كل مره حزنت وتعبت فيها ؟ معقوله يـــارب تكوني بتحبني وسامحتني ؟ - طيب وليه لأ ؟ مش دايما محمد الله يرحمه كان بيقولي ان ربنا أحن علينا من أي حد ؟ ودايما كان بيقولي محدش هيحس بيك غير ربنا ، يا حبيبي يا محمد كان نفسي اوووي تكون موجود جنبي دلوقتي وتشوفني وانا كده . يــــارب لو هي من نصيبي قربني ليها وسهلي الامور في الحلال ، ولو مش ليا نصيب فيها ارزقها بالزوج الصالح اللي يسعدها ويحقق لها ما تتمني . بس انا برضو مش هسكت ، هحــاول .. هنخسر إيه يعني ؟!! عاد إلي غرفة اخته وطرقها ودخل مسرعا وقال بسرعه البرق : - هنــد انا عايز أتجوز سلمي --------------------------------------------------------------------------------------------- يـــاتري هند هتقـتـل إسلام ولا هتعمل فيه إيه بعد اللي قاله ده ؟ طيب هل سلمي هتوافق ؟ هل هو يستاهلها فعلا ؟ طيب ممكن صعوبات تواجههم ولا الموضوع هيعدي علي خير ؟ كمان إيه رأيكم في إصرار سلمي ؟ ليه إحنا منبقاش زيها ؟!! شايفين القصه الفترة الجاية هتمشي إزاي ؟ ويــــاتري نهاية الرواية قربت ولا لسه في حاجات مستنيانا ؟
__________________
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أحمد, الحلال, سلمى, إسلام, هند |
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|