|
إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ... |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#31
|
|||
|
|||
![]() دفء لذيذ
أتوقف أمام إعلان عن ساندوتش لذيذ في مطعم للوجبات السريعة ، يغريني الجوع بالشراء، تحول مصفاة عقلي بيني و بين التنفيذ . يعظني تدريبي منذ امتلكت مالا وقت المراهقة فاعتدت أن لا أشتري الطعام جاهزا مهما اشتد الجوع . الجوع أهون شراً من جراثيم يعج بها الطعام و مكونات تفسد التوازن إذ تحل في ضيافة جهازي الهضمي. اليوم تأخذ الشهية الزمام تقودني تجاه الساندوتش الجاهز . الجو البارد و الحركة الدؤوبة جعلاني أشتهي . يعدل عقلي مسار قدماي عدة أمتار إلى محل الجزار فيستقبلني بالترحاب . يعرض مقاطع اللحم البلدي الشهية فأختار نصف كيلو من الكبد الضاني الطازج . على الرصيف توقفني رائحة الخبز الطازج بين ذرات الهواء الذي يملأني حياة ، لا يسعني العبور دون شراء أرغفة الخبز البلدي من الدقيق الأسمر الطيب.ثم شيئ من الخضرة ثم يقودني طريقي إلى البيت . في المطبخ ، يصدح الشيخ الجليل بقرآن رب العالمين و ينضج الكبد على نار متوسطة تقوم بعملها بدقة و احتراف يمزج عصير الليمون البقدونس و الجزر المبشور ، تختلط الجزئيات بزيت الزيتون و تستقبلني رائحة فواحة نضرة تزيد الشهية. أملأ الأرغفة بالكبد المطهو و السلطة الشهية في عدة ساندوتشات لأهل البيت . يجلسون أمام التلفاز ، يأكلون ، يحسّن الطعام الطيب المزاج فنغلق التلفاز و نتحدث .. - سلمت يداك هو من فضل الله . دفء يضعني على حافة الرضا . ملاحظة لنفسي كلما اعتراها الجوع: الوجبة التي جهزتها أقل ثمنًا من وجبة سريعة لا تشبع النفس أو تصلح المزاج. ***** |
#32
|
|||
|
|||
![]() حي على الصلاة ، حي على الفلاح
يؤذن الظهر و أنا أمام شباك تجديد ترخيص السيارة في إدارة مرور القاهرة ، و قد قاربت مقدمة الصف ، أمامي رجل واحد بعد أن طال انتظاري زمناً و أنا أملأ استمارات متنوعة ، في مكان يعج بالزحام . ينادي الآذان البشر أن اقطعوا من أمر دنياكم النزر اليسير كيما يبارك لكم فيها. لا يجيبه كثير ، يتشبث البشر بمواضعهم أمام الشباك. فالخروج من الصف لا يضمن الرجوع إليه و الداخلون أضعاف الخارجين من وحدة المرور و الموظفون شارفوا على الاِنصراف من أشغالهم . يسبقني في الصف رجل واحد و قد شارف على الانتهاء. يشغل بالي أمر الصلاة فأنا لا أعرف المنطقة و لم ألمح فيها مسجد ، لكنني عاينت مصلى صغير في وحدة المرور يسع عدة رجال . لحظات ، يتناول الموظف الملف ثم أنزل بحثاً عن مكان للصلاة . تتباطىء الحياة ، تنسحب من الأحياء ، لا يصيب التوفيق أيديهم أو ما بها! يستغرق الرجل دهراً و هو يطالع الملف الذي يسبقني ، يقلب عدة أوراق عدة مرات ثم يقلبها ثانية ، يسقط منه القلم ، يبحث عن غيره، يغزوه العطش فيذهب بحثاً عن ماء ، يعتمل الألم في ظهره فلا يناوله حركة أو سكينة. لا يوافقنا الزمن على تأجيل الصلاة فيؤجل أشغالنا . أنادي مالك الملك : ربي اجعلني مقيم الصلاة و من ذريتي ، ربنا و تقبل دعاء. يرفع الرجل رأسه من بين الأوراق و يشير إلي: أنتِ تعالي . ينزاح البشر الذين يتزاحمون حوله ، يستلم أوراقي و يفحصها ، - التفتي جيداً لما أقول و اذهبي أكمليه. أشكر له فضله و ألتفت للساعة فإذا هي قد تجاوزت الواحدة و الربع ظهراً، سأحضر الأوراق المطلوبة بعد أن أصلي الظهر . في المصلى الفارغ ، أصلي ، تستأنف الحياة حركتها ، بسرعة فائقة استكمل أوراقي و قد انزاح الزحام إلا قليلا ، الملف المكتمل أمام الموظف . يتناوله مني .. تمضي دقائق معدودة ثم يناولني رخصتي. **************** |
![]() |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|