اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > إبداعات ونقاشات هادفة

إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 25-03-2015, 10:58 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

دفء لذيذ
أتوقف أمام إعلان عن ساندوتش لذيذ في مطعم للوجبات السريعة ، يغريني الجوع بالشراء، تحول مصفاة عقلي بيني و بين التنفيذ . يعظني تدريبي منذ امتلكت مالا وقت المراهقة فاعتدت أن لا أشتري الطعام جاهزا مهما اشتد الجوع . الجوع أهون شراً من جراثيم يعج بها الطعام و مكونات تفسد التوازن إذ تحل في ضيافة جهازي الهضمي.
اليوم تأخذ الشهية الزمام تقودني تجاه الساندوتش الجاهز . الجو البارد و الحركة الدؤوبة جعلاني أشتهي .
يعدل عقلي مسار قدماي عدة أمتار إلى محل الجزار فيستقبلني بالترحاب . يعرض مقاطع اللحم البلدي الشهية فأختار نصف كيلو من الكبد الضاني الطازج .
على الرصيف توقفني رائحة الخبز الطازج بين ذرات الهواء الذي يملأني حياة ، لا يسعني العبور دون شراء أرغفة الخبز البلدي من الدقيق الأسمر الطيب.ثم شيئ من الخضرة ثم يقودني طريقي إلى البيت .
في المطبخ ، يصدح الشيخ الجليل بقرآن رب العالمين و ينضج الكبد على نار متوسطة تقوم بعملها بدقة و احتراف
يمزج عصير الليمون البقدونس و الجزر المبشور ، تختلط الجزئيات بزيت الزيتون و تستقبلني رائحة فواحة نضرة تزيد الشهية.
أملأ الأرغفة بالكبد المطهو و السلطة الشهية في عدة ساندوتشات لأهل البيت .
يجلسون أمام التلفاز ، يأكلون ، يحسّن الطعام الطيب المزاج فنغلق التلفاز و نتحدث ..
- سلمت يداك
هو من فضل الله . دفء يضعني على حافة الرضا .
ملاحظة لنفسي كلما اعتراها الجوع: الوجبة التي جهزتها أقل ثمنًا من وجبة سريعة لا تشبع النفس أو تصلح المزاج.
*****
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 04-04-2015, 11:40 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

حي على الصلاة ، حي على الفلاح
يؤذن الظهر و أنا أمام شباك تجديد ترخيص السيارة في إدارة مرور القاهرة ، و قد قاربت مقدمة الصف ، أمامي رجل واحد بعد أن طال انتظاري زمناً و أنا أملأ استمارات متنوعة ، في مكان يعج بالزحام . ينادي الآذان البشر أن اقطعوا من أمر دنياكم النزر اليسير كيما يبارك لكم فيها. لا يجيبه كثير ، يتشبث البشر بمواضعهم أمام الشباك. فالخروج من الصف لا يضمن الرجوع إليه و الداخلون أضعاف الخارجين من وحدة المرور و الموظفون شارفوا على الاِنصراف من أشغالهم .
يسبقني في الصف رجل واحد و قد شارف على الانتهاء.
يشغل بالي أمر الصلاة فأنا لا أعرف المنطقة و لم ألمح فيها مسجد ، لكنني عاينت مصلى صغير في وحدة المرور يسع عدة رجال . لحظات ، يتناول الموظف الملف ثم أنزل بحثاً عن مكان للصلاة .
تتباطىء الحياة ، تنسحب من الأحياء ، لا يصيب التوفيق أيديهم أو ما بها! يستغرق الرجل دهراً و هو يطالع الملف الذي يسبقني ، يقلب عدة أوراق عدة مرات ثم يقلبها ثانية ، يسقط منه القلم ، يبحث عن غيره، يغزوه العطش فيذهب بحثاً عن ماء ، يعتمل الألم في ظهره فلا يناوله حركة أو سكينة. لا يوافقنا الزمن على تأجيل الصلاة فيؤجل أشغالنا . أنادي مالك الملك : ربي اجعلني مقيم الصلاة و من ذريتي ، ربنا و تقبل دعاء.
يرفع الرجل رأسه من بين الأوراق و يشير إلي: أنتِ تعالي .
ينزاح البشر الذين يتزاحمون حوله ، يستلم أوراقي و يفحصها ،
- التفتي جيداً لما أقول و اذهبي أكمليه.
أشكر له فضله و ألتفت للساعة فإذا هي قد تجاوزت الواحدة و الربع ظهراً، سأحضر الأوراق المطلوبة بعد أن أصلي الظهر .
في المصلى الفارغ ، أصلي ، تستأنف الحياة حركتها ، بسرعة فائقة استكمل أوراقي و قد انزاح الزحام إلا قليلا ، الملف المكتمل أمام الموظف . يتناوله مني .. تمضي دقائق معدودة ثم يناولني رخصتي.
****************
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:41 AM.