اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > المواضيع و المعلومات العامة

المواضيع و المعلومات العامة قسم يختص بعرض المقالات والمعلومات المتنوعة في شتّى المجالات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-07-2015, 07:57 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي







مبارك عليك الشهر (10)

أ. محمود توفيق حسين


















عندما تكون معتكفاً في الجامع القريب من بيتك وتجارتِك الكبيرة


ويدخل عليك عاملٌ من عمالك، ويقول:


إن الجارة الأرملة الفقيرة تستند على باب المتجر باكيةً


تفرك أصابعها وتعضُّ على طرحتها من الغم، فهي عرضةٌ للسجن


بسبب ورقة دَينٍ كتبتها لا يرغب من أقرضها في إمهالها


لا توبخه وتقل له:


إنك في عبادةٍ جليلة، وإنك ستُنهي اعتكافك غداً وتنظرُ في أمرها


لا تفكِّر بأنك فرَّغت قلبك للهِ وذكره، متجنباً صخبَ الناس وأحوالهم


بل فكِّر في أن من فرَّغت قلبك لذكره..


ينفِّس عنك كربةً من كُرب يوم القيامة إن نفست عن تلك التي جفَّ حلقها من الخوف هذه الكربة من كُرَب الدنيا


ويسترك في الدنيا والآخرة إن سترتها


فكِّر في أن من تتَّكل عليه ولا تستغني عن فضله


هو في عونُك ما كنت في عَونها


فكر بأن خروجك مسرعاً إليها..


وأنت تبشِّرها من بعيدٍ قائلاً (لن تُراعي).. هو عبادة جليلة.








مبارك عليك الشهر


وقد خرجت منه محسناً







رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-06-2015, 12:47 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي





مبارك عليك الشهر (5)



أ. محمود توفيق حسين



عندما تضع زوجتك لكم طعام الإفطارِ بالأطايب المختلفة
وقد بدا عليها الإنهاك بعد أن غابت لساعتين في المطبخ
وتسألها عن نوع الحلوى المفضل لديك؛
الذي دخلتَ إليها المطبخ وطلبته منها
وتُحرج منك، وتعتذر إليك لأنها نسيت
فلا تصرخ في وجهها معترضاً على التجاهل
لا تفكِّر بأنها فعلت ما أرادت فعله ولم تهتمَّ بما يشغلك
بل فكِّر في ألاَّ تنشغل في رمضان بغذاء بطنك.. بل بغذاءِ روحك
لا تفكِّر بأن هذه الحلوى ترتبطُ برمضان
بل فكِّر في أن رمضان لا يرتبط تذوقاً إلاَّ بحلاوة الإيمان.
مبارك عليك الشهر
وقد خرجت منه ولم تعُد همَّتك بطنك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21-06-2015, 02:28 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي




أنت بطل التغيير



د. خالد بن سعود الحليبي


أخي الصائم:



أعجبتني كلمةُ أحدهم : "الإنسان هو بطل التغيير الاجتماعي في الإسلام"، ومصدر إعجابي بهذه المقولة هو إسباغ صفة البطولة على الإنسان القادر على التغيير، فما أكثر ما نفكر في التغيير الإيجابي ونتمناه، ولكنَّنا نجبن حتى عن تغيير ما نكرهه في ذواتنا، فضلاً عن محاولة تغيير ما حولنا مما نعتقد خطأه مهما كان ذلك في إمكاننا.

منذ أن يهل رمضان ومنادي الله ينادي: يا باغي الخير أقبلْ! ويا باغي الشر أقصرْ! إنه نداء خاص بشهر رمضان، يخاطب كل مَن شهده خطابًا منفردًا وكأنه موجه له، وهو خطاب مزدوج الطلب، ينادي في المرء جانبَ الخير: أنْ أقبلْ؛ فهذا موسمك الذهبي، كل بذرة تضعها اليوم ستحصدها سبعين ضعفًا ويزيد، وينادي جانبَ الشر فيه: أنْ أقصرْ؛ فكل أعوانك قد صُفِّدوا، ولن يَخلُصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه مِن قبلُ.


إنَّ هذا التَّغيير مطلوب في كل الشهور، ولكنَّه ميزة هذا الشهر، الذي يمثل لمن يدخل جامعته المبجلة دورةً تدريبية متخصصة في قضية من أهمّ قضاياه، وهي التعامل مع حياته بشجاعة تؤهله أن يُحدِث فيها التغييرَ المناسب؛ لتطويرها في الوقت المناسب، فالنمطية والرتابة تجمد الشخصية، وتَفتِك بخلايا المخ وتُعيقُه عن التفكير التطويري.


كلّ ابْنِ آدم خطَّاء، وليس مِن الشَّجاعة بمكانٍ الثباتُ على الخطأ والإصرار على التشبث به؛ فإنَّ ذلك ليس علامة رجولة، ولا ذكاء، ولا أريحيَّة؛ بل هو عكس ذلك كله تمامًا، إنه زيادة طغيان، واسترسال في الطريق المهلك.


لقد هبَّت نفحاتُ رمضان على قلوبنا كالنسائم الطريَّة فأنعشتها، وأحدثت فيها تغييرًا سريعًا، لم نستطع أن نتعرَّف سِرَّه، ولكنَّنا نعيش نعيمه، أحسَسْنَا بقُربنا من الله أكثر من ذي قبل بِمجرَّد أن هلَّ الهلال، وشعرنا بالنّداء الحبيب يُحَرِّك قلوبنَا الساكنة، يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.


وتَلفَّتنا مِن حوْلِنا فوجدنا مُجتمعَ الخير يستقبل ضيفَه بكلّ حفاوة وإكرام في كل المظاهر العبادية والاجتماعية والدراسية والوظيفيَّة، كلّ شيء تغيَّر من أجل رمضان، ولكن السؤال يصارحنا: هل هذا التغيير يمثل استجابةَ الحياءِ المؤقتة؛ للظرف الطارئِ الماضي عن قريب؟ أم استجابة المُخبِت الذي دخل الشهرُ أجواءَ روحه، فاكتسح ما في داخلها من لغط الأيام، وسفه الشباب، وعناد الشيوخ، وبدلها كما تبدل الثياب للصلاة؟!


إنَّ التغيير قضية هائلة، بعيدة الغور، واسعة الأفق، ولكنها تبدأ من الإنسان ذاته، يقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]؛ ففي رمضان فرصة لإخضاع سلطة العادة لسلطة الإرادة، فالتغيير فيه شامل لكل المظاهر الحياتية، ويشترك فيه كل المجتمع، وسريع يقع بين عشية وضحاها، وواقعيٌّ يكشف للنفس التي كانت تتمسك بِمحبوباتها السيئة، متعلِّلةً بأنها لا تستطيع الاستغناء عنها - أنها أقوى من ذلك، وأنها قادرة حقًّا على هجرها مدة من الزمن ليست يسيرة، فإذا كانت جادة في التغيير الإيجابي نجحتْ في الاستمرار على هذا الهجر الجميل.


أخي الصائم:

هل عرضتَ عددًا من عاداتك التي كنتَ تتمنى التخلص منها على آلة التغيير العجيبة في شهر رمضان؟!

جرِّب فقد تكون نهايتها التي تترقبها منذ أمد طويل، ولكن وصيتي لك أن تكون قويًّا في وجه العادة، هادئًا في التعامل مع عنادها؛ لتضمن - بإذن الله - دوام الإقلاع عنها، لا أريد أن أحدد لك عادة معينة؛ بل يكفيني أن تمتلك الشجاعة الكافية على امتلاك آلية التغيير التي يمنحها لك رمضان، يا صائم رمضان.


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21-06-2015, 03:04 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي




فَاطِرٌ، ومُفْطِرٌ









د. أحمد عيد عبدالفتاح حسن





كلا اللفظينِ اسمُ فاعلٍ، لكنَّ الأولَ منهما مأخوذٌ من الفعل الثلاثيِّ المجرد، وهو (فَطَرَ)، والثاني مأخوذٌ من الفعل الثلاثيِّ المزيد فيه حرفٌ واحدٌ، وهو (أَفْطَرَ). وبين مَعْنَيِ اللفظينِ فرقٌ كبيرٌ.


ذلك أنَّ كلمةَ (فَطَرَ) تُؤدي معانيَ غير التي تُؤديها كلمة (أَفْطَرَ)، ألا ترى أنَّك تقول:
فَطَرَ اللهُ الخلقَ فَطْرًا من باب (قَتَلَ يَقْتُلُ)، أعني: مفتوح العين في الماضي مضمومها في المضارع، والمعنى الذي تُريده: خَلَقَهُمْ.


والله تعالى فاطر السماوات والأرض، والمعنى: مبتدعهما ومبتدئهما على غير مثال سَبَقَ.


وقد خَفِيَ معنى كلمة (فاطر) على حبر الأمة وترجمان القرآن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما -، وفي ذلك قال: " ما كنتُ أدري ما فاطر السماوات والأرض حتى اختصم إليَّ أعرابيانِ في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتُها، أي: ابتدأتها " [1].


وقيل: فاطر السماوات والأرض، والمعنى: خالق السماوات والأرض.


ويقال: فَطَرَ نابُ البعيرِ فَطْرًا من باب (قَتَلَ يَقْتُلُ) - أيضًا- فهو فاطرٌ، والمعنى: شَقَّ اللحمَ وطَلَعَ، وفَطَرَ النَّبَاتُ، والمعنى: شَقَّ الأرضَ ونَبَتَ منها، وفَطَرَ الرجلُ الشيءَ، والمعنى: شَقَّهُ.


وفَطَرَ العالمُ الأمرَ، والمعنى: اخترعه وابتدأه.


أما كلمة (أَفْطَرَ) فلها معانٍ متعددة، والسياقُ يُحَدِّدُ المراد منها، تقول:
أَفْطَرَ عليٌّ في نهار رمضان، والمعنى: قَطَعَ صيامَهُ وأفسده بسبب تناوله شيئًا من المفطرات.


وتقول: إذا غربت الشمس فقد أَفْطَرَ الصائمُ، والمعنى: دخل في وقت الفطر، مثلما تقول: أصبحَ المسافرُ وأمسى، والمعنى: دَخَلَ في وقت الصباح والمساء وغير ذلك.


وتقول: أَفْطَرَ حمدي على تمرٍ، والمعنى: جَعَلَهُ فَطُورَهُ بعد الغروب.


وتقول في غير رمضان: أَفْطَرَ الرجلُ قبل خروجه إلى العمل، والمعنى: تناولَ طعامَ الصباح.


وكلمة (فَطُور) على وزن كلمة (رَسُول)، ومعناها: ما يُفْطَرُ عليه.


واسم الفاعل من هذا الفعل الثلاثي المزيد فيه حرف هو (مُفْطِرٌ).


فإذا أردت أن تُخبر عن شخصٍ تناولَ شيئًا مفطرًا في نهار رمضان - فاللغة العربية تقتضي منك أن تقول: فُلانٌ مُفْطِرٌ، وإيَّاك أن تقولَ: فاطرٌ، وأنت تُريد أن تُخبر عن هذا المعنى، فإن قلتَ ذلك فقد تعديتَ حدودَ العربية، وسلكتَ طريقًا غيرَ طريق الفصحاء.


فكلمة (صائم) مقابلها ومضادها كلمة (مُفْطِر) لا فاطر.


ومن حقِّ العربية عليَّ وعليك تصحيحُ الخطأ الذي يدور على ألسنة بعض الناس في هذا العصر المريض بمرض البعد عن العربية، فالفاطرُ شيءٌ، والمفطرُ شيءٌ آخر، وضدُّ الصائم هو: المفطر لا الفاطر.


أمَّا إذا أخضعنا كلمة (فَاطِر) لنظرية التطور الدلالي للكلمات فلا خطأ حينئذ، ولا إشكال. والله الموفق والهادي.


[1] شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم للحميري 8/5215.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22-06-2015, 10:37 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي




أفكار حول رمضان







د. عبدالحكيم الأنيس


الحياةُ عندما تكون كشريطٍ واحدٍ تُمَلُّ، ولذلك كان فيها المناسبات كالجُمَع والأعياد وما إلى ذلك، كي تُقلِّص من شعور الناس بـ (الرتابة) المملة، وتجعلهم يعيشون أياماً تختلفُ عن أيامهم في سائر السنة، وتكون بمثابة الأمل، وقديماً قيل: لولا الأمل لبطل العمل، وشهرُ رمضان له الأثر الكبير في هذا المجال في كثيرٍ من نواحي الحياة، وأنماط أحداثها، وبه يشعرُ الناسُ بتغييرٍ تامٍّ عمّا تعودوه صباحَ مساء، وبهذا تتجدَّدُ الحياةُ وتتبلور صورُها.

وشهر رمضان كثيراً ما يُساعد على (عبادةٍ) قد أعرض كثيرٌ من الناس عنها ولم يعودوا يُعيرونها أيَّ اهتمام، تلك هي عبادةُ التفكُّر في آلاء الله، وعظمته، وإبداع خلقه، والتفكر في المبدأ والمصير، ومساعدةُ شهر رمضان على هذه العبادة إنما هو من باب خلاء المعدة من كثرة الأطعمة والأشربة مما ترتخي معه الأعضاءُ، ويكسلُ الجسم، وتنشلُّ حركة العقل، فالبطنة تُذهب الفطنة، والامتلاءُ الدائمُ سببٌ كبير لإفساد الفكر، وإبعاده عن وظيفته ووجوده.



ومن أهم دروس رمضان ذلك الدرس الذي تفتقرُ إليه الأمةُ بأجمعها: (الصبر)، فالمسلمُ عندما يُكابِد ألم الجوع والعطش، ويَحْمل نفسَه على ما تكره، ينصاعُ له ما يعصيه من الصبر، إلى أنْ يصيرَ له سجية وجبلة، وإذا ما اعترضتْهُ خطوبُ الحياة وأكدارُ الدنيا كان ذا سلاحٍ قويٍ أمينٍ يدافِعُ به عن إيمانه ويقينه، وعزته وكرامته، هذا أولاً، وثانياً يُساعِد على حمل أمانة التبليغ واستعذاب الأذى في سبيل الحق والسلام.
كلُّنا بحاجة إلى الصبر كي نستطيعَ مواكبة السير وقلع الأشواك من الطريق، ومرحباً برمضان عندما يُملي علينا هذا الدرسُ البليغُ.



وفي رمضان تتجلى وتترقرقُ أسمى وأعظم آيات الحبِّ للخالق العظيم، فهذا هو المسلمُ وقد صام نهارَه وقام ليله لا يأبه بالجوع والعطش ولا بالسهر والسمر، انصرف بكليته إلى ربه تائباً منيباً، داعياً راجياً، ما له مِن همٍّ إلا القبول والتجاوز عمَّا مضى، قد تُعرَضُ أمامه أشهى الأطعمة فيُعرض عنها، ويلوح له أعذب الشراب فلا يلتفت له، كلُّ رغبته أن يرضى الله عنه، ويقول له يومَ القيامة بعد كل هذا التعب والنَّصَب: لقد بلوتُك يا عبدي ووجدتُك عند العهد، والآن ï´؟ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ï´¾، وهناك ما أشدَّ خيبة من خسِرَ الامتحان.



وساعات رمضان كلها خيرٌ وبركةٌ، وإنَّ مِن أجلها بهجة ونقاء وقرباً واتصالاً ساعة السحر، مُنى أنفس العُبَّاد والزهاد، وبُغية الطالبين والراغبين.
كثيرٌ أولئك الذين يَمرُّ عليهم السَّحَرُ وهم في غفلة النوم غارقون، يأتيهم الخير إلى أبوابهم وهم عنه راغبون، ولكن رمضان شهر الرحمة والحنان يأبى إلا أنْ يجعل للجميع نصيباً من هذه الساعة المباركة العظيمة، فلا بُدَّ للصائم من سحور، ولا بُدَّ للسحور من استيقاظ، ولا يكادُ الإنسان يشمُّ عبيرَ السَّحَر حتى تنتعشَ نفسُه، وتتفتح ذابلاتُ وروده، فيلجأ إلى مُصلَّاه يناجي ربَّه، ويذرف أمامَه دموعَ الخوف والرجاء، ويشكر شهرَ رمضان الذي كان السبب في تعريفه بهذه الساعة الغنّاء، حيث يفيض بحرُ الكرم، وتمتد يدُ المغفرة إلى كلِّ الغرقى والتائهين: (هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفرَ له، هل من تائب فأتوب عليه...).



أمّا ما يُسبغه شهرُ رمضان على النفس من صفات طيبة، ومشاعر نبيلة حية، فذلك ما ليس بالغامض ولا البعيد، فقد عَوَّدَ رمضانُ النفوسَ أن يُهذبها، ويرقى بها إلى قمم المساواة والعدالة، إذ تذوقُ معاناةَ الآخرين فلا يخفى عليها بعدُ ما تنطوي عليه صدورُ الفقراء والمحتاجين من ألمٍ حزينٍ راضٍ، وصمتٍ متدثرٍ شفّاف، فتتقرَّبُ إليها وتمسحُ عنها غبارَ الفقر والحاجة، وتقدِّمُ لها المعونة والبسمة، والشعورَ الإنساني الصادق، تتقرَّبُ إليها لتقول بأننا جسدٌ واحدٌ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعتْ له سائرُ الأعضاء بالسَّهر والحمّى.



ورمضان بصيامهِ وقيامهِ وتسبيحاتهِ وقرآنهِ قوةٌ إيمانية هائلة، تشحذُ عزيمة المسلم، وتنيرُ له الدرب طيلة أيام السنة، كلما سَلطت الشمسُ أشعتَها على نهره فأضرمته، وكلما حاول الألمُ واليأسُ أن يقتربا من شاطئه... قوةٌ تمنحُ القلبَ حلاوةَ اليقين، وتهب العين قرّةَ السرور، وهو بهذا محطةٌ سنوية يقفُ المسلمُ بها ليملأ عقله وقلبه مِن معينها، محطةٌ سنوية تتخللها محطاتٌ أخرى لك الخيارُ أن تنهل منها أي وقتٍ شئتَ.
رمضان فرصة ذهبية، ونفحة إلهية، علينا جميعاً أن نتعرضَ لها، ونستسقي منها كؤوسَ المحبة والصفاء، ونتزودَ لغدنا في الدنيا، وغدنا في الآخرة، وعسى الرحمة أن تطل علينا - بعد حبس الجوارح عن متطلباتها - وتهتف بنا في الدارين قائلةً: اذهبوا فأنتم الطلقاء.


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26-06-2015, 04:05 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي




شهر ربيع القلوب









الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل


طيلة العام ينشغل أكثر الناس عن القرآن بأمور حياتهم ومعاشهم، ثم جاءت أجهزة الاتصال الحديث في الفضائيات والإنترنت فسرقت البقية الباقية من أوقات الناس، وصار القرآن مهجورا أو شبه مهجور عند كثير من المسلمين، وخاصة من هم في سن الشباب.
وإذا قدم رمضان أقبل كثير من المسلمين على قراءة القرآن في أوله، ثم يضعف كثير منهم فلا يبقى في ميدان القراءة إلا القليل منهم، وأغلبهم من كانوا مداومين على القراءة في رمضان وغيره فلم يجدوا صعوبة في الاستمرار على التلاوة وزيادتها، وأقل منهم من بقوا بسبب مجاهدتهم لأنفسهم، ويجدون عنتا ومشقة، وهم خير ممن ترك القرآن إلى مجالس اللهو، وعاد إلى ما اعتاد قبل رمضان.
وقلوبنا هي أوعية ما تتلقاه من كلام بالقراءة أو بالسماع، وهي أوعية ما تشاهده من صور ثابتة أو متحركة، وكلما كان ما تتلقاه القلوب من الألسن والأسماع والأبصار سيئا موبقا أضر بالقلوب ضررا بالغا، وأفسدها وقساها، وأصابها بالغفلة والموت، وإذا سلمت الأبصار والأسماع والألسن من المعاصي، وأقبلت على الطاعات كان ما تتلقاه القلوب أطيب الثمار وأزكى الغذاء، فتتغذى عليه وتكون قلوبا حية مطمئنة موقنة ثابتة لا تزعزعها الأهواء، ولا تميد بها الفتن، ولا تلين مع شدة المحن. وأعظم دواء وغذاء تتغذى به القلوب، وبه تشفى وتعافى وتقوى كلام الله تعالى، فهو ربيعها الجامع بين شفائها وغذائها.
وإذا كنا نشكو قسوة قلوبنا وغفلتها، وانصرافها عما فيه نفعنا ونجاتنا فلا بد من تغذيتها بالربيع؛ لزيادة قوتها وصلابتها، وسلوانها في شديد المصائب، وتثبيتها لئلا تميد بها الفتن والمحن عن الجادة السوية، فكل الناس يحسن التنظير والادعاء بالثبات حال العافية والرخاء والأمن، ولا يثبت في المحن والفتن والخوف إلا قلائل الناس، ممن ملكوا قلوبا ثابتة على الحق، موقنة بالله تعالى، واثقة بوعده لعباده.. وشهر رمضان هو شهر القرآن، والقرآن هو ربيع القلب.
وربيع القلب وصف به الصبر؛ فقيل: الصبر ربيع القلب، ووصف به الصدق، فقيل: الصدق ربيع القلب، ووصفت به الحكمة فقيل: الحكمة ربيع القلب. في كلام منقول عن العرب والعجم، ولم أقف على صفات أخرى وصفت بأنها ربيع القلب غير هذه.
والقرآن كتاب صدق، وأمر الله تعالى فيه بالصدق وبالصبر ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا ﴾ [آل عمران: 200] وهو كتاب حكمة ﴿ ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ[الإسراء: 39]، وسبب ذلك أنه كتاب محكم ﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ﴾ [هود: 1].
إذن ما ذكره العرب والعجم ربيعا للقلوب فكله موجود في القرآن، وهو منزل في شهر رمضان، فصار رمضان ربيعا لقلوب المؤمنين بكثرة قراءة القرآن فيه، وسماعهم له، فقلوبهم بالقرآن في جنات وأنهار ونعيم ولو كانت أبدانهم في شدة الحر، وتحت الهاجرة، وفي أرض مغبرة، وأبعد ما تكون عن الربيع الحسي.
وربيع القلوب أعلى وأجل وأولى بالرعاية والعناية من ربيع الأبدان، ونحن نرى كثيرا من الناس وقت الربيع يلتمسون الفياض والرياض والخضرة، فيقصدون أجمل الأراضي المربعة فيخيمون فيها أياما يحسون خلالها بالسعادة والحبور، والقلوب أحوج إلى ربيعها من الأبدان إلى ربيعها.
قال الله تعالى ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ [البقرة: 185] وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما أَصَابَ أَحَداً قَطُّ هَمٌّ وَلاَ حَزَنٌ فقال: اللهم إني عَبْدُكَ بن عبدك بن أَمَتِكَ ناصيتي بِيَدِكَ مَاضٍ في حُكْمُكَ عَدْلٌ في قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هو لك سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أو عَلَّمْتَهُ أَحَداً من خَلْقِكَ أو أَنْزَلْتَهُ في كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ في عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قلبي وَنُورَ صدري وَجَلاَءَ حزني وَذَهَابَ همي إِلاَّ أَذْهَبَ الله هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجاً قال: فَقِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ نَتَعَلَّمُهَا فقال بَلَى ينبغي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا" [رواه أحمد: 1/391، وصححه ابن حبان: 972].
فالربيع هو أحسن فصول السنة، ويأنس فيه الناس ما لا يأنسون في غيره من الفصول حيث الأمطار والنبات والخيرات. والقرآن أحسن الكلام، وعلومه ومعارفه أعلى المعارف والعلوم، ومواعظه أرق المواعظ وأجزلها، فكان ربيع القلوب.
قال ابن الأثير رحمه الله تعالى:
جعل القرآن ربيع قلبه؛ لأن الإنسان يرتاح قلبه في الربيع من الأزمان، ويميل إليه. [جامع الاصول: 4/299].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
فسأل الله أن يجعله ماء يحيي به قلبه كما يحيي الأرض بالربيع، ونورا لصدره. والحياة والنور جماع الكمال، كما قال ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ﴾ [الأنعام: 122]، وفي خطبة أحمد بن حنبل: يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى؛ لأنه بالحياة يخرج عن الموت وبالنور يخرج عن ظلمة الجهل فيصير حيا عالما ناطقا وهو كمال الصفات فى المخلوق. [الفتاوى: 18/310-311].
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى:
فتضمن الدعاء أن يحيي قلبه بربيع القرآن وأن ينور به صدره فتجتمع له الحياة والنور. [الفوائد: 26].
وقال القاري رحمه الله تعالى:
كما أن الربيع سبب ظهور آثار رحمة الله تعالى وإحياء الأرض بعد موتها كذلك القرآن سبب ظهور تأثير لطف الله من الإيمان والمعارف وزوال ظلمات الكفر والجهل. [المرقاة: 5/363].
ونلحظ أنه صلى الله عليه وسلم سأل الربيع للقلب، وسأل النور للصدر، والسبب هو: أن الغيث لا يتعدى محله، فإذا نزل الربيع بأرض أحياها، أما النور فإنه ينتشر ضوءه عن محله، فلما كان الصدر حاويا للقلب جعل الربيع فى القلب والنور فى الصدر لانتشاره. [ينظر: فتاوى ابن تيمية: 18/312].
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
ولما كان الصدر أوسع من القلب كان النور الحاصل له يسري منه إلى القلب؛ لأنه قد حصل لما هو أوسع منه. ولما كانت حياة البدن والجوارح كلها بحياة القلب تسري الحياة منه إلى الصدر ثم إلى الجوارح؛ سأل الحياة له بالربيع الذي هو مادتها. [الفوائد: 26].
وفي سؤال الله تعالى أن يجعل القرآن ربيع قلبه أن القلب المعرض عن القرآن معرض عن الربيع، فهو معرض عن دواء القلوب وغذاؤها، وعن سبب سعادتها وقوتها وثباتها. وهو يفيد أيضا: أن الإنسان قد يقرأ القرآن لكن القرآن لا يكون ربيع قلبه، كمن يقرأ رياء وسمعة، ومن يهمل التدبر، ويهذرم القرآن هذرمة، وهذا يشبه سحابا مركوما بالغيث المبارك يمر بأرض جدباء صفراء مغبرة، ولكنه لا يمطر فيها، بل يتعداها إلى غيرها، فلا تنتفع بمجرد مرور السحاب فوقها، بل تبقى كما هي جدباء مغبرة، وهكذا آيات القرآن إذا مرت على القلوب ولم تلامسها وتداخلها فإن الانتفاع به ينعدم كلية أو يقل بحسب قلة التأثر بالقرآن، وكان مالك بن دينار رحمه الله تعالى يقول: يا أهل القرآن، ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟ فإن القرآن ربيع القلوب كما أن الغيث ربيع الأرض. [تفسير القرطبي: 16/55].
وغالب الانصراف عن قراءة القرآن هو بسبب أنه لم يكن ربيعا لقلب قارئه؛ لعدم إتيانه بالأسباب من الإخلاص وحضور القلب، فيمل وينصرف، كما يمل من أقام في أرض ميتة مغبرة، وإلا لو كانت أرضا حية مخضرة لما فارقها.
ونحن الآن في شهر ربيع القلوب؛ فلتأخذ قلوبنا حظها من هذا الربيع.
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا.



رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03-07-2015, 07:53 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي




الفقراء ينتظرون رمضان



د. محمود حسن محمد



مما لا شك فيه أنَّ الفرْحة تغمر الفُقراء، والبَهْجة تُزيِّن حياتهم؛ لقدوم شهر رمضان، فكل دقيقة تقرِّبهم منَ الشهر الكريم تزيد السعادة في قلوبهم، وتريح نفوسهم؛ لأنهم يقْتربون من رمضان، وأملهم القوي أن الأغنياء لن يتخلوا عنهم، أو يبخلوا عليهم، وأن فضل الله الواسع سوف يشملهم، وسوف ينعمون بالخير الكثير.

فرمضان شهر لتعزيز التراحُم بين المسلمين، وهو بالنِّسبة للفقراء موسم الجود الذي يفيض عليهم، مما أعطى الله الأغنياء، وفتح لهم من أبواب الرِّزق الواسع، والنِّعَم الكثيرة.

ينتظر الفقراءُ شهر رمضان من العام للعام؛ لاعتبارات كثيرة: فلأنه شهر الخير والإنفاق؛ حيث لا يجد بعضهم الفرْصة للاستفادة مما ينفقه المسلمون إلا في هذا الشهر الكريم؛ لأن بعض المسلمين لا يُخرج ماله إلا في رمضان، فهو شهرُ المسارَعة إلى الخير، وفِعْل الطاعات، والإنفاق في سبيل الله.

وبعضهم يستقبل الشهر بالتوبة، والإنابة، والإقبال على الصلاة، والذِّكر، وقراءة القرآن، فهؤلاء نصيبُهم من الخير كبيرٌ؛ لأنَّ رغبتهم في عطْف الأغنياء عليهم لا تنسيهم الحكمة من فرض الصوم، ولا تلهيهم عن ذِكْر الله وعن الصلاة.

كما يحتاج الفقراء إلى رمضان القادم أكثر من احتياجهم إلى هذا الشهر في الماضي؛ لغَلَبَة الفقر، وارتفاع الأسعار، وانتشار الأزمة الاقتصادية العالمية، مما كان له تأثيره على هذه الفئات الضعيفة أولاً قبل غيرهم من الناس.

يشعر الفقراء عند قُدُوم رمضان بعجْزٍ شديد في توفير نَفَقات هذا الشَّهر الكريم، مما يجعلهم في هَمٍّ، وغمٍّ، وحُزن، ولكن رحمة الله - عز وجل - لا تنساهم ، فجعل الله - عز وجل - لهم حقًّا على كل غنيٍّ؛ كيلا يفتقدوا فرحة هذا الشهر الكريم.

أيها الأغنياء:
إنَّ الفقراء ينتظرون عطفكم في هذا الشهر الكريم، والصدقة في رمضان يضاعفها الله - عز وجل - إلى سبعين ضعفًا، والله يضاعف لِمَن يشاء، والصدقة تُطفئ غضب الله تعالى، كما يطفئ الماءُ النار؛ قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261].

إن الفرصة التاريخية قادِمة ومهيَّأة لكم؛ لتنالوا من البَرَكات والحسنات، فلا تترددوا في العطاء والإنفاق، وحرِّروا أنفسكم من الشُّحِّ، والبخل، واستعدوا لرمضان بالجود والإحسان، فليس للإحسان جزاء إلا الإحسان، ولا تَتَبَرَّموا إن قصدوكم بالسؤال، وضعْف الحال، فإسعاد هؤلاء الفقراء سبيل إلى رضوان الله والجنة.

أسأل - وبالله التوفيق -: هل استعدَّ أغنياءُ المسلمين لفقراء هذا الشهر الكريم؟ وهل أعد المسلمون خططهم، ومشاريعهم الرمضانية؛ لسدِّ حاجة هؤلاء قبل حلول الشهر الكريم؟ وهل جعلت الجمعيات الإسلاميَّة في مقدمة أولوياتها التفكير في تقديم العَوْن والمساعدة للمحتاجين، وإدخال السرور على الفقراء؟
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-07-2015, 07:36 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي



كيف يصوم اللسان؟



أحمد عبدالرحمن










اللِّسان من أهمِّ الجَوارح وأخطَرِها، وهو الجارحةُ التي تَنطِقُ بكلمة الإيمان أو الكُفر وتُعمِّر أو تُدمِّر، وتُصلِح أو تُفسِد.

فاللِّسان يُورِدك الجنَّة أو يَقذِفُ بك في النار؛ فلذلك للِّسان صيامٌ خاص في رمضان وغيره، ولكنَّه في رمضان يتأدَّب ويتهذَّب، ويجبُ على المسلم أنْ يُربِّي نفسَه على الكلام الطيِّب، ويجتنب سيِّئ الكلام.
وصدَق رسولُنا الكريمُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عندما قال لمعاذ: ((كُفَّ عليك هذا)) وأشار إلى لسانه، فقال معاذ: أوَإنَّا لَمُؤاخَذون بما نتكلَّم به يا رسول الله؟ فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((ثكلتك أمُّك يا مُعاذ، وهل يكبُّ النَّاس في النارِ على وُجوههم إلا حَصائد ألسنتهم))؛ (رواه أحمد 5/ 231، وصحَّحه الألباني في "الصحيحة" 3/ 115 رقم 1122).
يقول الشاعر:
لِسَانُكَ لاَ تَذْكُرْ بِهِ عَوْرَةَ امْرِئٍ
فَكُلُّكَ عَوْرَاتٌ وَلِلنَّاسِ أَلْسُنُ

وكان ابن عباس - رضي الله عنهما - يقول للِسانه: يا لسان، قُلْ خيرًا تغنم، أو اسكُت عن شرٍّ تسلَمْ، رَحِمَ الله مسلمًا حبَس لسانه عن الخنا، وقيَّدَه عن الغِيبة، ومنَعَه من اللَّغْوِ، وحبَسَه عن الحَرام.
فحاوِلْ أيُّها الصائم في هذا الشهر المبارك أنْ تُربِّي نفسك على طيِّب الكلام؛ فتُحاسِب ألفاظك، وتُؤدِّب منطقك، وتزن كلامك؛ لأنَّك مُحاسَب على كلِّ كلمة تصدُر منك، سواء أكان ذلك في رمضان أم في غيره؛ يقول - تعالى -: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، ويقول الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن يضمن لي ما بين لحيَيْه وما بين فَخِذَيْهِ أضمَن له الجنَّة))؛ (رواه البخاري).
وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: "والله ما في الأرض أحقُّ بطول حبسٍ من لسانٍ".
يريدُ الصالحون الكلامَ فيذكرون تبعته وعُقوباته ونتائجه فيصمتون.
فهل صامَ مَن أكَل لحوم البشر ونهَش أعراضَهم وأفسَد فيما بينهم؟ هل صام مَن كانت مجالسه عامرةً بأذيَّة المسلمين وهتْك محارمهم ونشْر الرَّذيلة بينهم؟ هل صامَ مَن أطلَق لسانه بالقيل والقال وقذَف الأبرياء وشوَّه سمعة الأتقياء؟
وكيف يصومُ مَن كذب واغتاب، وأكثَرَ الشَّتْمَ والسباب، ونسي يوم الحساب؟ يقول الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (((المسلم مَن سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده))؛ (رواه مسلم)، هذا هو الإسلام؛ عمل وتطبيق، ومنهج انقِياد، وسُلوك وامتِثال.
قال - تعالى -: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الإسراء: 53]
فاحرِصْ أخي الصائم على اجتِناب آفات وعُيوب اللسان وهي: الكَذِبُ، والغيبة والنميمة، والبذاءة والسب، والفحش والزور واللعن، والسُّخرية والاستهزاء... وغيرها.
واجعَلْ لسانَك طريقًا إلى الخير بذِكر الله - تعالى - وتسبيحه وتحميده واستغفاره وشُكره.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10-07-2015, 02:11 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي






تغريدات رمضانية (1)








نبيل جلهوم





1- في رمضان: لذة التراويح تمتعنا، وكثرة الركعات تريحنا، ومزيد السجدات يرفعنا، وطول الوقوف بين يدي الله ينسينا دنيانا ومشاغلَنا.
2- في رمضان: صلاة القيام أثابكم الله، كلمات كلَّ يوم تتكرَّر؛ فتدغدغ الآذان، وتتحول لأجمل ألحان.
3- في رمضان: صفوف المصلِّين في التراويح تتزاحم، والأكتافُ تتلاحم، والأقدام تلتصق، والخشوع يُهيمن، والرحمة تتنزَّل، والجنة أمامَ الأعيُن تحضر، ثم تتمايل.
4- في رمضان: تستقر أعين المصلين موضعَ السجود، وتسرح قلوبُهم في تسبيحات الله، وتتثبت أيديهم فوق صدورهم، وتتحول أرجُلُهم إلى أوتاد تصلي، تأبى أن تخرج من الصلاة بحالة فرح وسرور.
5- في رمضان: يحرص الجميع أن يكمل التراويح، حتى دعاء الإمام؛ ليختم بها، فيدعو والناسُ تؤمِّن، ويرجو والناس من الله تطلب، والأيادي تُرفع، والأكُف تتعانق، وما أن ينتهي من الدعاء حتى يستشعر المصلون أن دعواتِهم قابت قوسين أو أدنى من الاستجابة، وأن السماء قد انفتحتْ على مصراعيها.
6- في رمضان: شعور واستشعار برحمات الله، بمغفرته، برضاه، يسيطر على الروح، ويجلب الأمانَ.
7- في رمضان: إحساس غريب، وثقة غالية تدب في النفس كلَّ ليلة، بأن الله قد أعتق الرقبةَ، وغفر الذنب.
8- في رمضان: تجدك تتلمس النجاح، وتتوسم في ربِّك النجاة من نيرانه، ومن عذابه، ومن خزيِه.
9- في رمضان: تتعايش روحُك مع مقاصد التقوى، وتصعد روحك في مراتبَ علويةٍ سماوية.
وإلى لقاء في تغريدات جديدة في الحلقة القادمة.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10-07-2015, 07:59 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي







مبارك عليك الشهر (11)

أ. محمود توفيق حسين






عندما تنفردين بزوجك الموظف البسيط وقد بانت عليك الجديَّة
وتلحِّين عليه أن يعمل حسابَه على سلفة من العمل
لشراء المجففات والمكسرات لرمضان، مثلما اعتاد خلقُ الله على شرائها
ويطلب منكِ أن تسيري الأمور في حدود ما تيسَّر له
حتى لا يستدين على الزبيب والجوز
والتين المجفف والقراصيا وقمر الدين
فترفضين وتحتجِّين عليه بأنه (موسم يا رجل)..
لا تفكري بأنه من قدر رمضان أن نتبضَّع له
بل فكري في أنه من قدر رمضان أن نتورَّع فيه
لا تفكري بأن هذه عادة الناس
بل فكري في أنه ليس من سنَّة خير الناس
لا تفكري في أن مطاولة الناس في المخيلة والترف تبيض الوجه في الدنيا
بل فكري في أن مطاولة الصالحين في مجاهدتهم وطاعاتهم تبيض الوجه في الآخرة.

مبارك عليك الشهر
وقد خرجتِ منه من أَسر الشكليات إلى الجوهر

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 11-07-2015, 06:22 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي




مبارك عليك الشهر [12]




أ. محمود توفيق حسين







عندما تكون جدتك قد جاءتكم زائرةً في الشهر الكريم
وتجلس بينكم وعيناها ممتلئتان بالغبطة والتقدير بنسلها
وهي سعيدة بأن صرت شابًّا
وأخذَت تذكرك بطفولتك، ولثغتك القديمة
وتعلُّقك بها، وسيرك خلفها وأنت ممسك بثوبها جيئة وذهاباً
تذكرك وهي تأكل بطاقم أسنانها وتسحب الكلام منك سحباً، ولا زالت مبتسمة
وأنت تردُّ بغير اهتمام.. تتعجل إنهاء إفطارك، لتذهب مع الصحبة إلى المقهى
ومع ذلك فهي تحاول معك مرةً وراء مرة، كأنها لا تصدق أنك لا تعبأ بوجودها
وأنه لم يعد فيك أيُّ شيء من ذاك الولاء الذي كان في الطفل المتمسك بثوبها
ويناديك أصحابك من الشارع فتقوم رغم أنها طلبت أن تجلس إليك قليلاً.. يا حفيدها؛
تَراجَعْ، وابتسم في وجهها الطيب، وأشعرها بسعادتك بوجودها
وقل لأصحابك من الشرفة أنك ستجلس مع جدتك وستقابلهم في وقت لاحق
لا تفكِّر بأنها من عالم آخر، بل فكِّر بأنك منها
لا تفكِّر بأن حديثها البسيط لم يعد يناسبك
بل فكِّر في أن من يناسبك حديثهم لا يدعون لك وهي تدعو
فكِّر بأنك لأقرانك طوال العام.. فاجعل لكبار السن والأهل نصيباً منك في رمضان.
مبارك عليك الشهر
وقد خرجت منه مكرماً للكبار



رد مع اقتباس
  #12  
قديم 11-07-2015, 06:24 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي




مبارك عليك الشهر (13)

ا. محمود توفيق حسين

عندما تبدأ انطلاقتك في الحمْيَة من شهر رمضان بعزيمة جبارة
ويصير فؤادك فارغاً إلاَّ من أمر الرشاقة المطلوبة ونزول الكرش
وتذهل عن القرآن والقيام
وتقضي وقتك في متابعة كم أصبح بنطالك واسعاً عليك؟!
مسروراً بالثقبين الجديدين في الحزام،
وبقراءة الميزان البيتي الآخذة في الانخفاض
مؤكداً لنفسك على الصبر على لقيماتٍ قليلة في الفطور
وأقل منها في السحور؛
لا تفكِّر بأنك منشغل بأمر غير محرَّم
بل فكِّر في أنك منشغل عن شهر معظَّم
لا تفكِّر بأنه الشهر الفرصة لتخفيف زِنَتك على الميزان
بل فكِّر في أنه بالأساس "الشهرُ الفرصةُ" ليزيد وزنك عند الله.
مبارك عليك الشهر
وقد خرجت منه حاضرَ القلب في التعبد

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:56 PM.