كد عدد من الخبراء والفنيين، الذين شاركوا فى اجتماعات مجلس وزراء مياه دول حوض النيل، واختتمت أعمالها أمس الأول فى شرم الشيخ، نجاح دول منابع النيل فى توصيل رسالة شديدة اللهجة لمصر بفشل الحكومة فى إدارة ملف المياه، بسبب عدم وضع سيناريوهات لجميع الاحتمالات المتوقعة من دول أعالى النيل، منوهين، فى الوقت نفسه، بنجاح إسرائيل فى الضغط على هذه الدول لاتخاذ مواقف «متطرفة» من التوصل لاتفاق بينها وبين مصر والسودان.
وأشار الخبراء ـ الذين رفضوا ذكر أسمائهم ـ إلى أن إسرائيل وراء موقف الدول السبع من خلال قيامها بتقديم برامج الدعم الفنى لتطوير بنية الرى فى هذه الدول وتلويحها المستمر بمساعدتها فى إقامة سدود مائية كبيرة فى إثيوبيا وأوغندا تساهم فى ضبط كميات مياه النيل الواردة إلى مصر، مما ينعكس على التأثير على حصة مصر من مياه النهر البالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، موضحين أن تل أبيب تقوم باستقدام العديد من العاملين فى قطاع المياه الإثيوبى لتقديم خبراتها التدريبية فى هذا المجال مع التركيز على قطاع التعليم أو ما يشار إليه بالغزو الثقافى الإسرائيلى للثقافة الأمهرية الإثيوبية.
وأوضح الخبراء أن مصر كانت لديها ثقة مفرطة فى تأييد إثيوبيا لمصر والسودان فى التوصل لحلول للخلافات حول الاتفاقية الإطارية، مما تحول إلى صدمة شديدة عندما تبنت إثيوبيا وجهة نظر دول حوض النيل الجنوبى لتحقيق مصالحها على حساب مصر.
وكشف خبير دولى فى السياسة الدولية للمياه، أنه على مدار الخمسين عاماً الماضية تم استخدام ورقة المياه كمادة خصبة للابتزاز السياسى من القوى الدولية ضد مصر لتغير مواقفها من الأحداث الدولية لصالح القوى الكبرى التى تهيمن على السياسات الدولية للمجتمع الدولى.
وقال الخبير الدولى، الذى رفض الإفصاح عن اسمه، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» على هامش اجتماعات دول حوض النيل، إن مصر مدركة تماماً أن المشكلة فى منطقة حوض النيل ليست متعلقة بنقص المياه، ولكنها تكمن فى إدارة هذه الدول للموارد المائية «الضائعة» لديها.
المصرى اليوم
http://www.almasry-alyoum.com/articl...6&IssueID=1742