#1
|
||||
|
||||
![]() عمر بنالخطاب عمر بن الخطاب هو ثاني الخلفاءالراشدون ، كان من أصحاب سيدنا رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، إسمه : عمر بن الخطاب بن نوفل بن عبدالعزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي . وفي كعب يجتمع نسبه مع نسب سيدنا رسول الله محمد بن عبدالله رسول الإسلام. أمه حنتمةبنت هشام المخزوميه أخت أبي جهل . هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهادهم. أول من عمل بالتقويم الهجري. لقبه الفاروق. وكنيته أبو حفص، والحفص هو شبل الأسد، وقد لقب بالفاروق لانه كانيفرق بين الحق والباطل ولايخاففي الله لومة لاإم. أنجب اثنا عشر ولدا ، ستة من الذكور هم عبد الله وعبد الرحمن وزيد وعبيد الله وعاصم وعياض،وست من الإناث وهن حفصة ورقية وفاطمة وصفية وزينب وأم الوليد . اسلامه وظلَّ "عمر" على حربه للمسلمين وعدائه للنبي (صلى الله عليهوسلم) حتى كانت الهجرة الأولىإلى الحبشة، وبدأ "عمر" يشعر بشيء من الحزن والأسى لفراق بني قومه وطنهم بعدما تحمَّلوا من التعذيب والتنكيل،واستقرَّ عزمه على الخلاص من "محمد"؛ لتعود إلى قريش وحدتها التي مزَّقها هذا الدين الجديد! فتوشَّح سيفه، وانطلق إلى حيث يجتمع محمدوأصحابه في دار الأرقم، وبينما هو في طريقه لقي رجلاً من "بني زهرة" فقال: أين تعمد يا عمر؟ قال: أريد أنأقتل محمدًا، فقال: أفلا ترجعإلى أهل بيتك فتقيم أمرهم! وأخبره بإسلام أخته "فاطمة بنت الخطاب"، وزوجها "سعيد بن زيد بن عمر" (رضي الله عنه)، فأسرع "عمر" إلى دارهما، وكان عندهما "خبَّاب بن الأرت" (رضي الله عنه) يقرئهما سورة "طه"، فلما سمعوا صوته اختبأ "خباب"، وأخفت "فاطمة" الصحيفة، فدخل عمر ثائرًا، فوثب على سعيدفضربه، ولطم أخته فأدمى وجهها،فلما رأى الصحيفة تناولها فقرأ ما بها، فشرح الله صدره للإسلام، وسار إلى حيث النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه،فلما دخل عليهم وجل القوم، فخرجإليه النبي (صلى الله عليه وسلم)، فأخذ بمجامع ثوبه، وحمائل السيف، وقال له: أما أنت منتهيًا ياعمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال، ما نزل بالوليد بن المغيرة؟ فقال عمر: يا رسول الله، جئتكلأومن بالله ورسوله وبما جاء من عند الله، فكبَّر رسول الله والمسلمون، فقال عمر: يا رسول الله، ألسنا على الحق إنمتنا وإن حيينا؟ قال: بلى،قال: ففيم الاختفاء؟ فخرج المسلمون في صفين حتى دخلوا المسجد،فلما رأتهم قريش أصابتها كآبةلم تصبها مثلها، وكان ذلك أول ظهور للمسلمين علىالمشركين، فسمَّاه النبي (صلىالله عليه وسلم) "الفاروق" منذ ذلك العهد. بيعة عمر رغب ابو بكر الصديق في شخصية قوية قادرة على تحمل المسئولية من بعده ، واتجه رأيه نحو عمر بن الخطابفاستشار في ذلك عدد من الصحابة مهاجرين وأنصارا فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن عفان : ( اللهم علميبه أن سريرته أفضل من علانيته، وأنه ليس فينا مثله ) وبناء على تلك المشورة وحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهم، أوصى أبو بكرالصديق بخلافة عمر من بعده ، وأوضح سبب اختياره قائلا : (اللهم اني لم أرد بذلك الا صلاحهم ، وخفت عليهمالفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم ، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم ). ثم أخذالبيعة العامة له بالمسجد اذخاطب المسلمين قائلا : (أترضونبمن أستخلف عليكم ؟ فوالله ما آليت من جهد الرأي ، ولا وليت ذا قربى ،واني قد استخلفت عمر بن الخطابفاسمعوا له وأطيعوا) فرد المسلمون : (سمعنا وأطعنا) وبايعوه سنة ( 13 هـ ). الهجرة إلىالمدينة كان إسلام "الفاروق" عمر في ذي الحجة من السنة السادسة للدعوة، وهو ابن ستوعشرين سنة، وقد أسلم بعد نحوأربعين رجلاً، ودخل "عمر" في الإسلام بالحمية التي كان يحاربه بها من قبل، فكان حريصًا علىأن يذيع نبأ إسلامه في قريش كلها، وزادت قريش في حربها وعدائها للنبي وأصحابه؛ حتى بدأ المسلمون يهاجرون إلى "المدينة" فرارًا بدينهم من أذى المشركين، وكانوا يهاجرون إليها خفية، فلما أرادعمر الهجرة تقلد سيفه،ومضى إلى الكعبة فطاف بالبيتسبعًا، ثم أتى المقام فصلى، ثم نادى في جموع المشركين: "من أراد أن يثكل أمه أو ييتم ولده أو يرمل زوجتهفليلقني وراء هذا الوادي". وفي "المدينة" آخى النبي (صلى الله عليه وسلم) بينه وبين "عتبان بن مالك" وقيل: "معاذ بن عفراء"، وكانلحياته فيها وجه آخر لم يألفه في مكة، وبدأت تظهر جوانب عديدة ونواح جديدة، من شخصية "عمر"، وأصبح له دور بارز في الحياة العامة في "المدينة". موافقة القرآنلرأي عمر تميز "عمر بنالخطاب" بقدر كبير من الإيمان والتجريد والشفافية، وعرف بغيرته الشديدة على الإسلام وجرأته فيالحق، كما اتصف بالعقل والحكمة وحسن الرأي، وقد جاء القرآن الكريم، موافقًا لرأيه في مواقف عديدة منأبرزها: قوله للنبي صلى اللهعليه وسلم يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى: فنزلتالآية ( واتخذوا من مقامإبراهيم مصلى) [ البقرة: 125]، وقوله يا رسول الله، إننساءك يدخل عليهن البر والفاجر،فلو أمرتهن أن يحتجبن، فنزلت آية الحجاب: (وإذا سألتموهن متاعًا فسألوهن من وراء حجاب) [الأحزاب: 53]. وقوله لنساء النبي (صلىالله عليه وسلم) وقد اجتمعن عليه في الغيرة: (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجًا خيرًا منكن) [ التحريم: 5] فنزلت ذلك. ولعل نزول الوحيموافقًا لرأي "عمر" في هذه المواقف هو الذي جعل النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: "جعل الله الحق على لسان عمر وقلبه". وروي عن ابن عمر: "مانزل بالناس أمر قط فقالوا فيهوقال فيه عمر بن الخطاب، إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر رضي اللهعنه". خلافته بويع أميرالمؤمنين "عمر بن الخطاب" خليفة للمسلمين في اليوم التالي لوفاة "أبي بكر الصديق" [ 22 منجمادى الآخرة 13 هـ: 23 من أغسطس 632م]. وبدأ الخليفة الجديد يواجه الصعاب والتحديات التي قابلته منذ اللحظةالأولى وبخاصة الموقف الحربيالدقيق لقوات المسلمين بالشام، فأرسل على الفور جيشًا إلىالعراق بقيادة أبي عبيدة بنمسعود الثقفي" الذي دخل في معركة متعجلة مع الفرس دون أن يرتب قواته، ولم يستمع إلى نصيحة قادة جيشه الذين نبهوهإلى خطورة عبور جسر نهر الفرات،وأشاروا عليه بأن يدع الفرس يعبرون إليه؛ لأن موقف قوات المسلمينغربي النهر أفضل، حتى إذا ماتحقق للمسلمين النصر عبروا الجسر بسهولة، ولكن "أباعبيدة" لم يستجب لهم، وهو ماأدى إلى هزيمة المسلمين في موقعة الجسر، واستشهاد أبيعبيدة وأربعة آلاف من جيشالمسلمين. ولد قبل بعثة سيدنارسول الله الرسول بثلاثين سنة وكان عدد المسلمين يوم أسلمتسعة وثلاثين مسلماً. وامتدّتخلافة عمر 10 سنين و 6 أشهر وأربعة أيام. الفاروق يواجه الخطرالخارجي بويع أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" خليفة للمسلمين في اليوم التالي لوفاة "أبي بكر الصديق" [ 22 من جمادى الآخرة 13 هـ: 23 من أغسطس 632م]. وبدأ الخليفة الجديديواجه الصعاب والتحديات التي قابلته منذ اللحظة الأولى وبخاصةالموقف الحربي الدقيق لقواتالمسلمين بالشام، فأرسل على الفور جيشًا إلى العراق بقيادةأبي عبيدة بن مسعود الثقفي" الذي دخل في معركة متعجلة مع الفرس دون أن يرتب قواته، ولم يستمع إلى نصيحة قادة جيشه الذين نبهوه إلى خطورة عبورجسر نهر الفرات، وأشاروا عليهبأن يدع الفرس يعبرون إليه؛ لأن موقف قوات المسلمين غربي النهر أفضل، حتىإذا ما تحقق للمسلمين النصرعبروا الجسر بسهولة، ولكن "أبا عبيدة" لم يستجب لهم، وهوما أدى إلى هزيمة المسلمين فيموقعة الجسر، واستشهاد أبي عبيدة وأربعة آلاف من جيشالمسلمين. الفتوحاتالإسلامية في عهد الفاروق بعد تلك الهزيمة التي لحقت بالمسلمين "في موقعة الجسر" سعى "المثنى بنحارثة" إلى رفع الروح المعنويةلجيش المسلمين في محاولة لمحو آثار الهزيمة، ومن ثم فقد عمل على استدراج قوات الفرس للعبور غربي النهر، ونجح فيدفعهم إلى العبور بعد أن غرهمذلك النصر السريع الذي حققوه على المسلمين، ففاجأهم "المثنى" بقواته فألحق بهمهزيمة منكرة على حافة نهر "البويب" الذي سميت به تلكالمعركة. ووصلت أنباء ذلك النصرإلى "الفاروق" في "المدينة"، فأراد الخروج بنفسه على رأس جيش لقتال الفرس، ولكن الصحابةأشاروا عليه أن يختار واحدًا غيره من قادة المسلمين ليكون على رأس الجيش، ورشحوا له "سعد بن أبي وقاص" فأمره "عمر" على الجيش الذي اتجه إلىالشام حيث عسكر في "القادسية". وأرسل "سعد" وفدًا من رجاله إلى "بروجرد الثالث" ملك الفرس؛ ليعرض عليهالإسلام على أن يبقى في ملكهويخيره بين ذلك أو الجزية أو الحرب، ولكن الملك قابل الوفد بصلف وغرور وأبى إلا الحرب، فدارت الحرببين الفريقين، واستمرت المعركة أربعة أيام حتى أسفرت عن انتصار المسلمين في "القادسية"، ومني جيش الفرس بهزيمة ساحقة، وقتل قائده "رستم"، وكانت هذه المعركة منأهم المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي، فقد أعادت "العراق" إلى العرب والمسلمينبعد أن خضع لسيطرة الفرس قرونًا طويلة، وفتح ذلك النصرالطريق أمام المسلمين للمزيد منالفتوحات. الطريق منالمدائن إلى نهاوند أصبحالطريق إلى "المدائن" عاصمة الفرس ـ ممهدًا أمام المسلمين، فأسرعوا بعبورنهر "دجلة" واقتحموا المدائن،بعد أن فر منها الملك الفارسي، ودخل "سعد" القصر الأبيض مقر ملك الأكاسرة ـ فصلى فيإيوان كسرى صلاة الشكر لله على ما أنعم عليهم من النصر العظيم، وأرسل "سعد" إلى "عمر" يبشره بالنصر، ويسوق إليه ماغنمه المسلمون من غنائم وأسلاب. بعد فرار ملك الفرس من "المدائن" اتجه إلى "نهاوند" حيث احتشد في جموعهائلة بلغت مائتي ألف جندي،فلما علم عمر بذلك استشار أصحابه، فأشاروا عليه بتجهيز جيشلردع الفرس والقضاء عليهم فبلأن ينقضوا على المسلمين، فأرس عمر جيشًا كبيرًا بقيادةالنعمان بن مقرن على رأس أربعينألف مقاتل فاتجه إلى "نهاوند"، ودارت معركة كبيرة انتهت بانتصار المسلمين وإلحاق هزيمة ساحقة بالفرس، فتفرقوا وتشتتجمعهم بعد هذا النصر العظيمالذي أطلق عليه "فتح الفتوح". فتح مصر اتسعتأركان الإمبراطورية الإسلامية في عهد الفاروق عمر، خاصة بعدالقضاء نهائيًا علىالإمبراطورية الفارسية في "القادسية" ونهاوند ـ فاستطاع فتح الشاموفلسطين، واتجهت جيوش المسلمينغربًا نحو أفريقيا، حيث تمكن "عمرو بن العاص" من فتح "مصر" في أربعة آلاف مقاتل، فدخلالعريش دون قتال، ثم فتح الفرما بعد معركة سريعة معحاميتها، الرومية، واتجه إلىبلبيس فهزم جيش الرومان بقيادة "أرطبون" ثم حاصر "حصن بابليون" حتى فتحه، واتجه بعد ذلك إلى "الإسكندرية" ففتحها، وفي نحو عامين أصبحت "مصر" كلها جزءًا من الإمبراطورية الإسلاميةالعظيمة. وكان فتح "مصر" سهلاًميسورًا، فإن أهل "مصر" ـ من القبط ـ لم يحاربوا المسلمين الفاتحين، وإنما ساعدوهم وقدموا لهم كلالعون؛ لأنهم وجدوا فيهم الخلاص والنجاة من حكم الرومان الطغاة الذين أذاقوهم ألوانالاضطهاد وصنوف الكبت والاستبداد، وأرهقوهم بالضرائبالكثيرة. عمر أميرالمؤمنين [كان "عمر بنالخطاب" نموذجًا فريدًا للحاكم الذي يستشعر مسئوليته أمام اللهوأمام الأمة، فقد كان مثالانادرًا للزهد والورع، والتواضع والإحساس بثقل التبعة وخطورةمسئولية الحكم، حتى إنه كانيخرج ليلا يتفقد أحوال المسلمين، ويلتمس حاجات رعيته التياستودعه الله أمانتها، وله فيذلك قصص عجيبة وأخبار طريفة، من ذلك ما روي أنه بينما كانيعس بالمدينة إذا بخيمة يصدرمنها أنين امرأة، فلما اقترب رأى رجلا قاعدًا فاقترب منه وسلم عليه، وسأله عن خبره، فعلم أنه جاءمن البادية، وأن امرأته جاءها المخاض وليس عندها أحد، فانطلق عمر إلى بيته فقال لامرأته "أم كلثوم بنت علي" ـ هللك في أجر ساقه الله إليك؟ فقالت: وما هو؟ قال: امرأة غريبة تمخض وليس عندها أحد ـ قالت نعم إن شئتفانطلقت معه، وحملت إليها ماتحتاجه من سمن وحبوب وطعام، فدخلت على المرأة، وراح عمر يوقد النار حتى انبعث الدخان من لحيته،والرجل ينظر إليه متعجبًا وهو لا يعرفه، فلما ولدت المرأة نادت أم كلثوم "عمر" يا أميرالمؤمنين، بشر صاحبك بغلام، فلما سمع الرجل أخذ يتراجع وقدأخذته الهيبة والدهشة، فسكن عمرمن روعه وحمل الطعام إلى زوجته لتطعم امرأة الرجل، ثم قام ووضع شيئًا من الطعام بين يديالرجل وهو يقول له: كل ويحك فإنك قد سهرت الليل! وكان "عمر" عفيفًا مترفعًا عن أموال المسلمين، حتى إنه جعلنفقته ونفقة عياله كل يوم درهمين، في الوقت الذي كان يأتيه الخراج لا يدري له عدا فيفرقه علىالمسلمين، ولا يبقي لنفسه منهشيئا. وكان يقول: أنزلت مال الله مني منزلة مال اليتيم، فإن استغنيت عففت عنه، وإن افتقرت أكلت بالمعروف. وخرج يومًا حتى أتى المنبر، وكان قد اشتكى ألمًا فيبطنه فوصف له العسل، وكان فيبيت المال آنية منه، فقال يستأذن الرعية: إن أذنتم ليفيها أخذتها، وإلا فإنها عليحرام، فأذنوا له فيها. عدل عمروورعه كان عمر دائم الرقابة لله فينفسه وفي عماله وفي رعيته، بل إنه ليشعر بوطأةالمسئولية عليه حتى تجاهالبهائم العجماء فيقول: "والله لو أن بغلة عثرت بشط الفرات لكنتمسئولا عنها أمام الله، لماذالم أعبد لها الطريق". وكان "عمر" إذا بعث عاملاً كتب ماله، حتى يحاسبه إذا ما استعفاه أو عزلهعن ثروته وأمواله، وكان يدقق الاختيار لمن يتولون أمور الرعية، أو يتعرضون لحوائج المسلمين، ويعد نفسه شريكًا لهمفي أفعالهم. واستشعر عمر خطورةالحكم والمسئولية، فكان إذا أتاه الخصمان برك على ركبتهوقال: اللهم أعني عليهم، فإن كلواحد منهما يريدني على ديني. وقد بلغ من شدة عدل عمر وورعه أنه لما أقام "عمرو بن العاص" الحد على "عبد الرحمنبن عمر" في شرب الخمر، نهرهوهدده بالعزل؛ لأنه لم يقم عليه الحد علانية أمام الناس، وأمره أن يرسل إليهولده "عبد الرحمن" فلما دخلعليه وكان ضعيفًا منهكًا من الجلد، أمر "عمر" بإقامة الحد عليه مرة أخرى علانية، وتدخل بعضالصحابة ليقنعوه بأنه قد أقيم عليه الحد مرة فلا يقامعليه ثانية، ولكنه عنفهم، وضربهثانية و"عبد الرحمن" يصيح: أنامريض وأنت قاتلي، فلا يصغي إليه. وبعد أن ضربه حبسه فمرض فمات!! إنجازات عمر الإداريةوالحضارية وقد اتسم عهدالفاروق "عمر" بالعديد من الإنجازات الإدارية والحضارية، لعل من أهمها أنه أول من اتخذ الهجرة مبدأللتاريخ الإسلامي، كما أنه أول من دون الدواوين، وقداقتبس هذا النظام من الفرس، وهوأول من اتخذ بيت المال، وأول من اهتم بإنشاء المدنالجديدة، وهو ما كان يطلق عليه "تمصير الأمصار"، وكانت أول توسعة لمسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) في عهده، فأدخل فيه دار "العباس بنعبد المطلب"، وفرشه بالحجارة الصغيرة، كما أنه أول من قنن الجزية على أهل الذمة، فأعفى منها الشيوخوالنساء والأطفال، وجعلهاثمانية وأربعين درهمًا على الأغنياء، وأربعة وعشرين على متوسطي الحال، واثني عشر درهمًا علىالفقراء. فتحت في عهده بلادالشام و العراق و فارس و مصر و برقة و طرابلس الغرب وأذربيجان ونهاوند و جرجان. و بنيت في عهدهالبصرة والكوفة. وكان عمر أوّل من أخرج اليهود من الجزيرة العربية الىالشام. مماته كان عمر يتمنىالشهادة في سبيل الله و يدعو ربه لينال شرفها : ( اللهم أرزقني شهادةفي سبيلك و اجعل موتي في بلدرسولك)... و في ذات يوم وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي ( غلاما للمغيرة بن شعبة ) عدة طعنات في ظهره أدت الى مماتهليلة الأربعاء لثلاث ليال بقينمن ذي الحجة سنة ثلاث و عشرين من الهجرة ، و لما علم قبل وفاته أن الذي طعنه مجوسي حمد اللهتعالى أن لم يقتله مسلم... و دفن الى جوار سيدنا رسولالله محمد بن عبد الله صلى اللهعليه وسلم و سيدناأبي بكر الصديق في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي فيالمدينة المنورة جعله الله مثال لكل مسلم موحد
__________________
إذا دعتك قدرتك علي ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|