#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() بسم الله الرحمن الرحيم " ياايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون اياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعده من ايام اخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون" صدق الله العظيم بمنــاسبة شهـــر رمضــان الكــريم اعاده الله علينا وعليكــم بالخيــر وياليمن والبركــات `·.¸¸.·¯`··._.· (ملــف شهــر رمضان المعظــم) `·.¸¸.·¯`··._.· المحتــويات سلسلة اسـرار المحبين فى رمضــان لفضيلة الشيخ / محمد حسين يعقــوب سلسلة أصول الوصول_رمضان1427 لفضيلة الشيخ / محمد حسين يعقــوب سلاسل شهر رمضان الصوتيه موسوعة دروس رمضان فلاشات رمضانيه موسوعة اناشيد رمضان الجامع لأحكام الصيام وأعمال شهر رمضان أدعيـــة رمضــانيــات خلفيات رمضانيه <<< إلـــى صـــلاتـــى >>> الأســـرة المسلمــة فى رمضــان قنــوات واذاعات اســلاميــة على شبكة الأنتــرنت امســاكيــة شهــر رمضــان
__________________
![]() Always remember two things Don’t' take any decision when you are Angry Don’t' make any promises when you are Happy آخر تعديل بواسطة MohammeD el_SadaT ، 13-09-2007 الساعة 05:39 PM |
#2
|
||||
|
||||
![]() ¨°o.O (سلسلة اسـرار المحبين فى رمضــان) O.o°¨
لفضيلة الشيخ / محمد حسين يعقــوب 1- استقبــال رمضــان 2- تعظيــم رمضــان 3- هــل الله يحبــك 4- لماذا نصــوم 5- العنق من النار أ 6- العنق من النار ب 7- للصائم دعوة مستجابة 8- كيف نعيش رمضان 9- يوم فى حياة صائم أ 10- يوم فى حياة صائم ب 11- ترويض الحواس 12 - نصائح 13- قيام رمضان 14- رمضان والقرآن أ 15- رمضان والقران ب 16- رمضان والقران ج 17- مشاهد العبودية أ 18- مشاهد العبودية ب 19- مشاهد العبودية ج 20- مشاهد العبودية د 21- ليلة القدر 22- احترس من الفوات 23- الحب أ 24- الحب ب 25- الحب ج 26 - وداعــا رمضــان
__________________
![]() Always remember two things Don’t' take any decision when you are Angry Don’t' make any promises when you are Happy |
#4
|
||||
|
||||
![]() `·.¸¸.·¯`··._.· (سلاسل شهر رمضان الصوتيه) `·.¸¸.·¯`··._.· سلسلة كلمات في الاعتكاف والتراويح للشيخ ياسر برهامي كلمة في بداية الاعتكاف كلمة عن الإيمان الإيمان سبب السعادة الصراع بين الحق والباطل ********************** سلسلة رمضانيات للشيخ مسعد أنور كيف نستقبل رمضان؟ يوم فى حياة صائم أحكام الصيام أحكام الاعتكاف ********************************** سلسلة ليت شعري من المقبول ومن المحروم للشيخ أسامة عبد العظيم ************************************************* سلسلة نصائح رمضانية للشيخ فوزي السعيد ************************************* سلسلة جلسات للشيخ بن عثيمين الدرس الاول الدرس الثانى الدرس الثالث الدرس الرابع الدرس الخامس ![]() سلسلة كتاب الصيام للشيخ محمد عبد المقصود معنى الصيام لغة وشرعاً، شروطه وأركانه ، مسائل الجماع العادة السرية، الحقن، الحجامة، الكحل، القطرة أحكام المفطرين وأقسامهم قيام الليل والإجابة على الأسئلة ![]() سلسلة القواعد الحسان في الاستعداد لرمضان للشيخ رضا أحمد صمدي ![]() سلسلة تذكِرة رمضان للشيخ عبد البديع أبو هاشم الاخلاص العبادة العمل ![]() سلسلة مجالس رمضان للشيخ أحمد فريد فضائل شهر رمضان رمضان شهر التقوي قيامن رمضان شهر القرءان شهر الدعاء شهر الاستغفار شهر التوبة شهر الذكر قيمة الزمن فقه التجارة مع الله العبودية وظيفة العمر اياما معدودات التزكية عند اهل السنة والجماعة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون دعاء تفريج الهم معاني ايمانية شريفة الإخلاص والمتابعة شرطان لقبول العمل فضل العلم والعلماء حديث كميل بن زياد أقسام القلوب وعلامات مرض القلب علامات صحة القلوب فضول الكلام وفضول النظر شرف الإيمان وثمرات شجرة الإيمان كيف تنمو شجرة الايمان ؟ صفات عباد الرحمن شرف التقوي كيف تتقي الله ؟ ثمرات التقوي أحفظ الله يحفظك قصر الامل ![]() سلسلة دروس ليالي رمضان للشيخ محمد حسان
__________________
![]() Always remember two things Don’t' take any decision when you are Angry Don’t' make any promises when you are Happy |
#5
|
||||
|
||||
![]() `·.¸¸.·¯`··._.· (موسوعة دروس رمضان) `·.¸¸.·¯`··._.· نبيل العوضي مخالفات نسائية في رمضان محمد حسين يعقوب بقي على رمضان ساعات .. فهل من توبة؟ محمد حسين يعقوب هل ستصوم رمضان حقاً عبد الحميد كشك ليلة القدر محمد بن صالح المنجد فضل العشر الاواخر من رمضان ايمن سامي غزوة بدر دروس وعبر عبد العظيم بدوي أحكام صيام رمضان وآدابه ابراهيم الدويش محروم في شهر الصوم محمد حسان كيف نستقبل رمضان؟ محمد المختار الشنقيطي كيف نستفيد من العشر الأواخر محمد حسين يعقوب لرمضان فاستعد محمد العريفي ربانيون لا رمضانيون خالد الراشد غربة صائم نبيل العوضي نسائم رمضان ابراهيم الدويش 40 وسيلة لاستغلال رمضان عبد الحميد كشك الصوم فضله وفوائده محمد حسين يعقوب كيف نستقبل رمضان؟ محمد حسان ماذا بعد رمضان؟ محمد صالح المنجد رمضان والكريسماس وجدي غنيم في رمضان يكرم المرء أو يهان محمد حسين يعقوب كيف نعيش رمضان؟ ج1 ج2 محمد بن صالح العثيمين ماذا يجب ان نفعله في رمضان ؟ محمد حسين يعقوب ماذا بعد رمضان؟ محمد حسان رمضان موسم الطاعات ج1 ج2 عبد الحميد كشك ماذا بعد رمضان ؟ محمد حسان يا باغي الخير أقبل .. فقد أقبل رمضان محمد حسان إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة محمد صالح المنجد أحكام زكاة الفطر والعيد محمد حسان رمضان تجارة رابحة محمود المصري من الفائز ومن الخاسر في رمضان محمد صالح المنجد مائة فائدة من أحكام الصيام خالد الراشد عذرا رمضان نبيل العوضي العبادة في رمضان عبد البديع ابو هاشم تهيئوا لرمضان محمد حسين يعقوب الإستعداد لرمضان ج1 ج2 عائض القرني الصائمون الصادقون محمد صالح المنجد رمضان وإعداد العدة محمود المصري كيف تفوز برمضان؟ نبيل العوضي فضل الصيام محمود المصري رمضان ورياح الجنة محمد حسين يعقوب رمضان جديد محمد المختار الشنقيطي أبواب الخير في رمضان محمد حسين يعقوب ثمرات الصيام مسعد أنور اخطاؤنا في رمضان محمود المصري قيام الليل مسعد أنور الصيام أستاذ لكل عام محمد المختار الشنقيطي حقيقة الاعتكاف عبد الحميد كشك مع آيات الصيام في القرآن الكريم محمد المحسيني وداعا ً رمضان محمد صالح المنجد مواعظ وأحكام شهر الصيام محمد صالح المنجد الحماس للصائمين محمد حسان رمضان ... واحة الطاعات نبيل العوضي أفضل الأعمال في شهر رمضان محمد صالح المنجد قيام رمضان محمد صالح المنجد يا خارجا من رمضان محمد عبد المقصود فضل العشر الأواخر وكلمة حول زكاة الفطر ملفات متنوعة نفحات رمضانية محمد صالح المنجد خلوصات في أحكام الصيام ابراهيم الدويش رمضان و التغيير في حياتنا سلمان بن فهد العودة حول الصيام والطاعات الأخرى خطب الحرمين الشريفين المدينة: رمضان فرصة قبل أن ينقضي العمر محمود المصري رمضان وباب الريان محمد المختار الشنقيطي وصية لصائم محمد عبد المقصود فضل العشر الأواخر عمر بن سعود العيد حال السلف في رمضان سعيد بن مسفر من وحي رمضان محمد صالح المنجد الحماس للصالحات في رمضان فوزي السعيد أسباب المغفرة في رمضان محمد صالح المنجد عبادة المرأة المسلمة في رمضان بدر المشاري الموسم محمد عبد المقصود كلمة حول زكاة الفطر عبد الرحمن السميط أفطرت معهم نشأت أحمد في رحاب رمضان أكرم رض بيوتنا في رمضان خالد الجبير صيام قلب أيمن سامي رمضان يقرع الأبواب عمر العيد أولادنا في رمضان عبد المنعم الشحات مكائد الشيطان في شهر رمضان ناصر الاحمد من كنوز رمضان محمد السبر رمضان لك ... أم عليك؟؟؟ ج1 ج2 محمود المصري رمضان بلا ذنوب طارق الطواري كل شيء عن رمضان عبد البديع أبو هاشم الصيام و بناء المسل أسامة سليمان القواعد الحسان في رمضان أسامة عبد العظيم فوائد الصيام ياسر برهامي رمضان والإنتصار على النف سعود الشريم الصوم نصف الصبر محمد حسان رمضان ربيع الأمة توفيق الصائغ وداعاً رمضان أيمن سامي رمضان شهر القرآن سعود الشريم رمضان و تصفيد الشياطين سعد البريك رسائل للأحبة عبد اللطيف مشتهري بشراك يا صائ
__________________
![]() Always remember two things Don’t' take any decision when you are Angry Don’t' make any promises when you are Happy |
#6
|
||||
|
||||
![]() `·.¸¸.·¯`··._.· فلاشات رمضانيه `·.¸¸.·¯`··._.· دمعة صائم (قافلة الداعيات) حفظ ياباغى الخير اقبل حفظ وداعا رمضان حفظ شهر الصيام حفظ رمضان تجلى عذرا رمضان 1 حفظ عذرا رمضان 2 حفظ اراك يارمضان حفظ ليله القدر حفظ آداب الفطور والسحور حفظ ياشهرا حفظ توبة صائم حفظ رمضان قد اهل حفظ روحانيات صائم حفظ عساكم تعودونه حفظ اقبل رمضان حفظ محرومون في شهر الصوم حفظ ايه ياشهر الخير حفظ كتب عليكم الصيام حفظ رمضان الخير حفظ مبروك رمضان حفظ من اداب رمضان حفظ وذاك ربي حفظ أجمل التهاني بحلول شهر رمضان حفظ رمضان فرصة لا تعوض حفظ رمضان تجلي وابتسم حفظ نداءات رمضان حفظ مختارات رمضانية حفظ الدعاء في رمضان حفظ يا قادما بالتقي حفظ رمضان قد أطل حفظ
__________________
![]() Always remember two things Don’t' take any decision when you are Angry Don’t' make any promises when you are Happy |
#7
|
||||
|
||||
![]() `·.¸¸.·¯`··._.· (موسوعة اناشيد رمضان) `·.¸¸.·¯`··._.· رمضان أتى حفظ شهر الخير حفظ رمضان حفظ رمضان إنك للقلوب شفاء حفظ رمضان آذن بالرحيل حفظ نستقبل شهر الإيمان حفظ أقبل علينا حفظ يا قادماً بالتقى حفظ رمضان قد أهلاّ حفظ رمضان .. متى يأتي حفظ رمضان تجلى حفظ شهر الصيام حفظ شهر الصيام فريضة حفظ رمضان حفظ طابت لياليكم حفظ عيش الجنان حفظ تنصف الشه حفظ فرحة رمضان (للأطفال) حفظ ليلة القدر (للأطفال) حفظ رمضان جئت إلينا حفظ توبة في رمضان حفظ اجمل الشهور حفظ رمضان بالبشرى أتى حفظ شهر القرآن حفظ مرحباً خير الأهلة حفظ
__________________
![]() Always remember two things Don’t' take any decision when you are Angry Don’t' make any promises when you are Happy |
#8
|
||||
|
||||
![]() =----> ( الجامع لأحكام الصيام وأعمال شهر رمضان ) <----= بواسطــة / كــريم يــوسف الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين : "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ " "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " يدخل علينا شهر الصيام وشهر الرحمة والغفران في غضون أيام قليلة – اللهم بلغنا رمضان – فمنا من استعد له بكثرة الذكر والصيام في شعبان ومنا من لم يفعل ...ولكن لازالت أمامنا الفرصة لنُغير ونتغير فكم فات من سنين عمرنا لم نقضها إلا في لهو ولعب وعصيان ؟؟ حتى إذا جاءنا الموت وجدنا صحائفنا فارغة من الحسنات مليئة بالسيئات – أعاذنا الله وإياكم من ذلك - ..والموت لا يفرق بين كبيرٍ وصغير وأصبحنا نرى شبابا ً في عنفوان صحتهم يتساقطون ويموتون دون سابق مرض أو ألم ....فهلموا لنغتنم شهر الطاعات فلربما يكون آخر شهور حياتنا و يا فرحة من أدرك ليلة القدر فيكون اغتنم بعبادة ليلة عمل سنوات وسنوات ... وقد أمّن النبي -صلى الله عليه وسلم- على دعاء جبريل -عليه السلام – حين قال :" رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له " – صححه الألباني - فيا باغي الخير أقبل واعلم أن كل ما سبق وسلف من ذنوبك وسيئاتك من الممكن أن تمحى إذا صمت رمضان إيمانا واحتسابا وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " – متفق عليه- وكما نعلم لابد للعبادة حتى يتم قبولها من شرطين : أولاهما : إخلاص النية وثانيهما : موافقتها للشرع والسنة ...فتعالوا بنا لنتعلم بعض أحكام الصوم الأساسية لنعبد الله على علم في هذا الشهر الكريم : أركان الصوم للصوم ركنان أساسيان لا يصح بدونهما : 1. النية : وفى صيام الفرض كرمضان لابد أن تكون النية من الليل وفي أي جزء من أجزاءه قبل الفجر لقول النبي- صلى الله عليه وسلم -:" لا صوم لمن لم يبيت الصيام من الليل " – صححه الألباني- ..وتفسد النية إذا نوى المسلم الفطر وإن لم يتناول مفطرا ً. 2.الإمساك : وهو الامتناع عن تناول الطعام والشراب وعن الجماع من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس . مبطلات الصوم أولا : الجماع في نهار رمضان عامدا أو ناسيا وهذا يستوجب القضاء وأيضا يستوجب الكفارة وهى عتق رقبة فمن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين ومن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا . ثانيا : الأكل والشرب عامدا في نهار رمضان وهذا يستوجب القضاء فقط ومن فعله ناسيا فلا شيء عليه وصيامه صحيح . ملاحظات هامة : 1.إذا تناول ما لا يتغذى به كالتراب أو ما يضر كالسجائر فقد افطر وعليه القضاء. 2.من قبّل زوجته أو عانقها أو باشرها دون الجماع فصيامه كما هو للحديث المتفق عليه :" كان رسول الله يقبّل وهو صائم ويباشر وهو صائم وكان أملككم لأربه " ولكن يكره ذلك للشاب دون الشيخ لأنها قد توقعه في الجماع أو إنزال المني وقد نهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- أحد الشباب عن المباشرة في الوقت الذي أذن فيه للشيخ . 3.من استمنى وهو صائم فانزل فقد فسد صومه وعليه القضاء . 4.المذي لا يفسد الصوم إذا نزل من الرجل لشهوة . 5.إذا أصبح المسلم جنبا فلا شيء في صومه وليغتسل ويكمل يومه . 6.الكحل والقطرة في الأذن والعين لا تفطر لأنهما ليسا المنفذ المعتاد للطعام وتكره في الأنف لنهي النبي عن المبالغة في الاستنشاق أثناء الصيام . 7.المضمضة والاستنشاق للصائم لا يفطران ولكن يكره المبالغة في الاستنشاق ولكن إن سبقه الماء إلى جوفه دون تعمد فلا شيء عليه . 8.الحجامة لا ُتفسد الصوم لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو صائم . 9.خروج الدم لا يفسد الصوم سواء كان من البدن أو من الأنف أو من الأسنان ولكن ليحترز من بلعه على قدر استطاعته . 10. الحقن للصائم فيها خلاف بالنسبة للحقن المغذية بالذات ويقول الدكتور أحمد حطيبة حفظه الله : " إبرةُ الطبيب لا تفطِّر بحالٍ سواءٌ منها ما كان للعلاج بالأدوية أو ما كان للتغذية بالمواد المغذية وبالدم ، أو ما كان للتخدير ، وسواءٌ منها ما كان في الأوردة ، أو ما كان في العضل ما دامت هذه الأدوية وهذه المواد المغذية والدم بجميع مشتقاته لا تصلُ مباشرةً إلى داخل الجهاز التنفسي ، ولا إلى داخل الجهاز الهضمي . …وباختصار أقول : إِن إدخال أيةِ مادة صلبة أو سائلة ، أو أداةٍ أو أيِّ شيء في داخل الجسم إن كان الإدخال في الجهاز التنفسي أو في الجهاز الهضمي فإنه يفطِّر ، وما عداه لا يفطِّر ." 10.استخدام السواك جائز في نهار رمضان سواء كان السواك رطبا أو يابسا . 11.شمّ الروائح لا بأس به ولا دليل على منعه . 12.بلع الريق والنخامة لا يفطر الصائم . 13.من كان يعمل في عملا شاقا فلا يجوز له الفطر مطلقا هكذا ولكن ليبيت نية الصوم ولا يفطر في وسط اليوم إلا إذا لم يستطع تكملة صيامه ووقتها ليتناول ما يقيمه وليكمل الإمساك عن الطعام ثم ليقضي اليوم بعد رمضان . 14.الحامل والمرضع يباح لهما الفطر وعليهما القضاء بعد ذلك والحائض والنفساء يحرم عليهما الصيام أصلا وصيامهما باطل إن فعلتا ويجب عليهما القضاء بعد انقضاء الحيض أو النفاس .. حكم المسافر ُيرخص للمسافر في الفطر مطلقا حتى وإن قوي على الصوم لقوله تعالى : " فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ" ...ولكن يكره الصوم للمسافر لمن لا يقدر عليه ويكون به مشقة له وقد جاء في الحديث في مسلم :" كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ فَمِنَّا الصَّائِمُ وَمِنَّا الْمُفْطِرُ فَلَا يَجِدُ الصَّائِمُ عَلَى الْمُفْطِرِ وَلَا الْمُفْطِرُ عَلَى الصَّائِمِ يَرَوْنَ أَنَّ مَنْ وَجَدَ قُوَّةً فَصَامَ فَإِنَّ ذَلِكَ حَسَنٌ وَيَرَوْنَ أَنَّ مَنْ وَجَدَ ضَعْفًا فَأَفْطَرَ فَإِنَّ ذَلِكَ حَسَنٌ ".... ومن افطر في سفره فعليه القضاء بعد ذلك ....ومن استهل عليه النهار في بلده ثم سافر في وسط اليوم فله الفطر أيضا إن أراد .....وإذا علم الرجل أنه يسافر في يومه هذا فله الفطر حتى قبل أن يغادر بلده .... حكم المريض يباح للمريض الفطر في رمضان لقوله تعالى : " فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ" والمرض ينقسم لثلاثة أقسام كما قسمها العثيمين- رحمه الله- : 1.مرض لا يتأثر بالصوم كالصداع والزكام فهذا لا يحل له الفطر. 2. ومرض يشق له الصوم ولكن إن صام لن يحدث ضرر بسبب الصوم فهذا يكره له الصوم ويسن الفطر. 3.ومرض يشق عليه الصوم ويضره أيضا فهذا يحرم عليه الصوم . وعلى المريض إذا افطر أن يقضى تلك الأيام بعد رمضان متى تعافى ولكن إن كان عجوزا أو ممن لا ُيرجى شفاؤه فعليه إطعام مسكينا عن كل يوم . مستحبات الصيام وآدابه 1.السحور : لقول النبي- صلى الله عليه وسلم- :" تسحروا فإن في السحور بركة " – متفق عليه – وليكن نيتك في السحور اتباع السنة ومخالفة اهل الكتاب الذين لا يتسحرون والتقوّى على الصيام وزيادة النشاط والتصدق على من لا يستطيع التسحر أيضا . 2.تعجيل الفطور : لحديث النبي – صلى الله عليه وسلم - :" لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطور " . – متفق عليه – ويستحب الدعاء عند الفطر بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم :" ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله " – صححه الألباني – 3.ملازمة التقوى والبعد عن المعاصي والفواحش : وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم - :" من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " رواه البخاري . 4. الجود بمدارسة القرآن : وعن ابن عباس رضي الله عنه :" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ " . -متفق عليه-. 5.قيام رمضان مع الإمام: وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم - :"إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة"- صححه الألباني – فلنحرص على صلاة القيام حتى نكون ممن قاموا رمضان إيمانا واحتسابا- إن شاء الرحمن – ولا ننسى الدعاء في جوف الليل أثناء القيام وخصوصا في ثلث الليل الأخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال . 6.تجديد التوبة : الصوم دعوة إلى التوبة والرجوع إلى الله فلا تجعل صيامك سبيل إلى ازدياد سيئاتك بمشاهدة الأفلام والمسلسلات وعليك اتخاذ صحبة صالحة تعينك على الخير وتحضك عليه وواظب على قراءة القرآن والتصدق على الفقراء والمساكين واستعن بالله على ترك المحرمات كشرب السجائر وغيرها واستغل أن هذا الشهر ٌتصفد فيه الشياطين كما جاء في الحديث :" إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ "- رواه مسلم- .. 7.الاعتكاف : ولنحرص على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان فهذه كانت سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – وأزواجه من بعده ولتكن فرصة لكل منا للإكثار من الطاعات ودوام القيام لعلنا نكون ممن يدرك ليلة القدر . 8. تحري ليلة القدر : وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :"تحروا ليلة القدر في لوتر من العشر الأواخر من رمضان " – متفق عليه – وليلة القدر خير من ألف شهر فكيف بنا لو أدركنا هذه الليلة فعوضتنا عن سنين وسنين من العبادة والصيام والقيام لذلك فليكثر كل منا العبادة في تلك الأيام وليخلص النية ليكون من الفائزين . وأخيرا نقول اللهم بلغنا رمضان وأعنا على الصيام والقيام وللاستزادة من كلام المشايخ والعلماء الكرام عن هذا الشهر العظيم فلتطالع هذا الموضوع @@هنا كل ما تحتاجه من محاضرات عن شهر رمضان هيا بنا نستعد للشهر الكريم@@ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
![]() Always remember two things Don’t' take any decision when you are Angry Don’t' make any promises when you are Happy |
#9
|
||||
|
||||
![]() ادعيـــة دعاء اليوم الأول اَللّهُمَّ اجْعَلْ صِيامي فيهِ صِيامَ الصّائِمينَ وَ قِيامي فيِهِ قِيامَ القائِمينَ ، وَ نَبِّهْني فيهِ عَن نَوْمَةِالغافِلينَ ، وَهَبْ لي جُرمي فيهِ يا اِلهَ العالمينَ ، وَاعْفُ عَنّي يا عافِياًعَنِ المُجرِمينَ . دعاء اليوم الثاني اَللّهُمَّ قَرِّبْني فيهِ اِلى مَرضاتِكَ ، وَجَنِّبْني فيهِ مِن سَخَطِكَ وَنَقِماتِكَ ، وَ وَفِّقني فيهِ لِقِرائَةِ اياتِِكَ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحمينَ . دعاء اليوم الثالث اَللّهُمَّ ارْزُقني فيهِ الذِّهنَ وَالتَّنْبيهِ ، وَباعِدْني فيهِ مِنَ السَّفاهَةِ وَالتَّمْويهِ ، وَ اجْعَل لي نَصيباً مِن كُلِّ خَيْرٍ تُنْزِلُ فيهِ ، بِجودِكَ يا اَجوَدَ الأجْوَدينَ . دعاء اليوم الرابع اَللّهُمَّ قَوِّني فيهِ عَلى اِقامَةِ اَمرِكَ ، وَ اَذِقني فيهِ حَلاوَةِ ذِكْرِكَ ، وَ اَوْزِعْني فيهِ لِأداءِ شُكْرِكَ بِكَرَمِكَ ، وَاحْفَظْني فيهِ بِحِفظِكَ و َسَتْرِكَ يا اَبصَرَ النّاظِرينَ . دعاء اليوم الخامس اَللّهُمَّ اجعَلني فيهِ مِنَ المُستَغْفِرينَ ، وَ اجعَلني فيهِ مِن عِبادِكَ الصّالحينَ القانِتينَ ، وَ اجعَلني فيهِ مِن اَوْليائِكَ المُقَرَّبينَ ، بِرَأفَتِكَ يا اَرحَمَ الرّاحمينَ . دعاء اليوم السادس اَللّهُمَّ لا تَخْذُلني فيهِ لِتَعَرُّضِ مَعصِيَتِكَ ، وَلاتَضرِبني بِسِياطِ نَقِمَتِكَ ، وَ زَحْزِحني فيهِ مِن موُجِبات سَخَطِكَ بِمَنِّكَ وَ اَياديكَ يا مُنتَهى رَغْبَةِ الرّاغِبينَ . دعاء اليوم السابع اَللّهُمَّ اَعِنّي فيهِ عَلى صِيامِهِ وَ قِيامِهِ ، وَ جَنِّبني فيهِ مِن هَفَواتِهِ وَاثامِهِ ، وَ ارْزُقني فيهِ ذِكْرَكَ بِدَوامِهِ ،بِتَوْفيقِكَ يا هادِيَ المُضِّلينَ . دعاء اليوم الثامن اَللّهُمَّ ارْزُقْني فيهِ رَحمَةَ الأَيْتامِ وَ اِطعامَ الطَّعامِ وَاِفْشاءَ وَصُحْبَةَ الكِرامِ بِطَوْلِكَ يا مَلْجَاَ الأمِلينَ . دعاء اليوم التاسع اَللّهُمَّ اجْعَل لي فيهِ نَصيباً مِن رَحمَتِكَ الواسِعَةِ ، وَ اهْدِني فيهِ لِبَراهينِكَ السّاطِعَةِ ، وَ خُذْ بِناصِيَتي إلى مَرْضاتِكَ الجامِعَةِ بِمَحَبَّتِكَ يا اَمَلَ المُشتاقينَ . دعاء اليوم العاشر اَللّهُمَّ اجْعَلني فيهِ مِنَ المُتَوَكِلينَ عَلَيْكَ ، وَ اجْعَلني فيهِ مِنَ الفائِزينَ لَدَيْكَ ، وَ اجعَلني فيه مِنَ المُقَرَّبينَ اِليكَ بِاِحْسانِكَ يا غايَةَ الطّالبينَ . دعاء اليوم الحادي عشر اَللّهُمَّ حَبِّبْ اِلَيَّ فيهِ الْإحسانَ ، وَ كَرِّهْ فيهِ الْفُسُوقَ وَ العِصيانَ وَ حَرِّمْ عَلَيَّ فيهِ السَخَطَ وَ النّيرانَ بعَوْنِكَ ياغياثَ المُستَغيثينَ . دعاء اليوم الثاني عشر اَللّهُمَّ زَيِّنِّي فيهِ بالسِّترِ وَ الْعَفافِ ، وَاسْتُرني فيهِ بِلِِِباسِ الْقُنُوعِ و َالكَفافِ ، وَ احْمِلني فيهِ عَلَىالْعَدْلِ وَ الْإنصافِ ، وَ آمنِّي فيهِ مِنْ كُلِّ ما اَخافُ بِعِصْمَتِكَ ياعصمَةَ الْخائفينَ . دعاء اليوم الثالث عشر اَللّهُمَّ طَهِّرْني فيهِ مِنَ الدَّنسِ وَ الْأقْذارِ ، وَ صَبِّرْني فيهِ عَلى كائِناتِ الْأَقدارِ ، وَ وَفِّقْني فيهِ لِلتُّقى وَ صُحْبَةِ الْأبرارِ بِعَوْنِكَ ياقُرَّةَ عَيْن الْمَساكينِ . دعاء اليوم الرابع عشر اَللّهُمَّ لاتُؤاخِذْني فيهِ بالْعَثَراتِ ، وَ اَقِلْني فيهِ مِنَ الْخَطايا وَ الْهَفَواتِ ، وَ لا تَجْعَلْني فيهِ غَرَضاً لِلْبَلايا وَ الأفاتِ بِعزَّتِكَ ياعِزَّ المُسْلمينَ . دعاء اليوم الخامس عشر اَللّهُمَّ ارْزُقْني فيهِ طاعةَ الخاشعينَ ، وَ اشْرَحْ فيهِ صَدري بِانابَةِ المُخْبِتينَ ، بِأمانِكَ ياأمانَ الخائفينَ . دعاء اليوم السادس عشر اَللّهُمَّ وَفِّقْني فيهِ لِمُوافَقَةِ الْأبرارِ ، وَجَنِّبْني فيهِ مُرافَقَةِ الأشرارِ ، وَآوني فيهِ برَحمَتِكَ إلى دارِ القَرارِبإلهيَّتِكَ يا إله العالمينَ . دعاء اليوم السابع عشر اَللّهُمَّ اهدِني فيهِ لِصالِحِ الأعْمالِ ، وَ اقضِ لي فيهِ الحوائِجَ وَالآمالِ يا مَنْ لا يَحتاجُ إلى التَّفسيرِ وَ السُّؤالِ ، يا عالِماً بِما في صُدُورِ العالمينَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آله الطّاهرينَ . دعاء اليوم الثامن عشر اَللّهُمَّ نَبِّهني فيهِ لِبَرَكاتِ أسحارِهِ ، وَنوِّرْ قَلْبي بِضِياءِ أنوارِهِ ، وَ خُذْ بِكُلِّ أعْضائِي إلى اتِّباعِ آثارِهِ بِنُورِكَ يا مُنَوِّرَ قُلُوبِ العارفينَ . دعاء اليوم التاسع عشر أللّهُمَّ وَفِّر فيهِ حَظّي مِن بَرَكاتِهِ ، وَ سَهِّلْ سَبيلي إلىخيْراتِهِ ، وَ لا تَحْرِمْني قَبُولَ حَسَناتِهِ يا هادِياً إلى الحَقِّ المُبينِ . دعاء اليوم العشرين أللّهُمَّ افْتَحْ لي فيهِ أبوابَ الجِنان ، وَ أغلِقْ عَنَّي فيهِ أبوابَ النِّيرانِ ، وَ وَفِّقْني فيهِ لِتِلاوَةِالقُرانِ يامُنْزِلَ السَّكينَةِ في قُلُوبِ المؤمنين . دعاء اليوم الحادي والعشرين أللّهُمَّ اجْعَلْ لي فيهِ إلى مَرضاتكَ دَليلاً ، و لاتَجعَلْ لِلشَّيْطانِ فيهِ عَلَيَّ سَبيلاً ، وَ اجْعَلِ الجَنَّةَ لي مَنْزِلاً وَمَقيلاً ، يا قاضِيَ حَوائج الطالبينَ . دعاء اليوم الثاني و العشرين أللّهُمَّ افْتَحْ لي فيهِ أبوابَ فَضْلِكَ ، وَ أنزِل عَلَيَّ فيهِ بَرَكاتِكَ ، وَ وَفِّقْني فيهِ لِمُوجِباتِ مَرضاتِكَ ، وَ أسْكِنِّي فيهِ بُحْبُوحاتِ جَنّاتَكَ ، يا مَجيبَ دَعوَةِ المُضْطَرِّينَ . دعاءاليوم الثالث و العشرين أللّهُمَّ اغْسِلني فيهِ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَطَهِّرْني فيهِ مِنَ العُيُوبِ ، وَ امْتَحِنْ قَلبي فيهِ بِتَقْوى القُلُوبِ ،يامُقيلَ عَثَراتِ المُذنبين . دعاء اليوم الرابع و العشرين أللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ فيهِ مايُرضيكَ ، وَ أعُوذُ بِكَ مِمّا يُؤذيكَ ،وَ أسألُكَ التَّوفيقَ فيهِ لِأَنْ اُطيعَكَ وَلا أعْصِيَكَ ، يا جواد السّائلينَ . دعاء اليوم الخامس و العشرين أللّهُمَّ اجْعَلني فيهِ مُحِبّاً لِأوْليائكَ ، وَ مُعادِياً لِأعْدائِكَ ، مُسْتَنّاً بِسُنَّةِ خاتمِ أنبيائكَ ،يا عاصمَ قٌلٌوب النَّبيّينَ . دعاء اليوم السادس و العشرين أللّهُمَّ اجْعَلْ سَعْيي فيهِ مَشكوراً ، وَ ذَنبي فيهِ مَغفُوراً ، وَعَمَلي فيهِ مَقبُولاً ، وَ عَيْببي فيهِ مَستوراً يا أسمَعَ السّامعينَ . دعاء اليوم السابع و العشرين أللّهُمَّ ارْزُقني فيهِ فَضْلَ لَيلَةِ القَدرِ ، وَ صَيِّرْ اُمُوري فيهِ مِنَ العُسرِ إلى اليُسرِ ، وَ اقبَلْ مَعاذيري وَ حُطَّ عَنِّي الذَّنب وَ الوِزْرَ ، يا رَؤُفاً بِعِبادِهِ الصّالحينَ . دعاء اليوم الثامن و العشرين أللّهُمَّ وَفِّرْ حَظِّي فيهِ مِنَ النَّوافِلِ ، وَ أكْرِمني فيهِ بِإحضارِ المَسائِلِ ، وَ قَرِّبْ فيهِ وَسيلَتي إليكَ مِنْ بَيْنِ الوَسائِلِ ، يا مَن لا يَشْغَلُهُ إلحاحُ المُلِحِّينَ . دعاء اليوم التاسع و العشرين أللّهُمَّ غَشِّني فيهِ بالرَّحْمَةِ ، وَ ارْزُقني فيهِ التَّوفيقَ وَ العِصْمَةَ ، وَ طَهِّر قَلبي مِن غياهِبِ التُّهمَةِ ، يارَحيماً بِعبادِهِ المُؤمنينَ . دعاء اليوم الثلاثين أللّهُمَّ اجْعَلْ صِيامي فيهِ بالشُّكرِ وَ القَبولِ عَلى ماتَرضاهُ وَ يَرضاهُ الرَّسولُ مُحكَمَةً فُرُوعُهُ بِالأُصُولِ ، بِحَقِّ سَيِّدِنامُحَمَّدٍ وَآلهِ الطّاهِرينَ ، وَ الحَمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ
__________________
![]() Always remember two things Don’t' take any decision when you are Angry Don’t' make any promises when you are Happy |
#10
|
||||
|
||||
![]() رمضــانيــات
مقــدمــة بسم الله الرحمن الرحيم , و الصلاه و السلام علي أشرف الخلق و المرسلين سيدنا و نبينا محمد و علي أله و أصحابه و من والاه. أما بعد , فكل عام و انتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم أعاده الله عليكم و علينا و علي الأمه الأسلامية بالخير و اليمن و البركات و جعلكم الله و أيانا من عتقاء هذا الشهر الكريم , كما سبق وان أعلنت فمن اليوم أقدم لكم هذا الموضوع الخاص أحتفلا و أحتفائا بشهر رمضان الكريم و علي مدى ايام هذا الشهر المبارك سيكون موعدنا أن شاء الله يوميا مع (( رمضانيات )) يتضمن (( حدث في رمضان )) و يتضمن أيضا (( جلسات رمضان )) و هو كتاب لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين. و في النهاية أتمنى من الله سبحانة و تعالي العون و التوفيق , و ان يجعل ما نقول او نسمع حجة لنا لا علينا , و ان لا يخرج منا أحدا من هذا الشهر الكريم ألا و قد غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر و ننال من الله عتقا لا عودة فيه و نستحق ان نكون ممن يقول المولى عز و جل لملائكته " يا ملائكتي أشهدكم أني قد غفرت لعبدي ما تقدم من ذنبه و ما تأخر , فليفعل عبدي ما يشاء " . واليكــم الدروس
__________________
![]() Always remember two things Don’t' take any decision when you are Angry Don’t' make any promises when you are Happy آخر تعديل بواسطة MohammeD el_SadaT ، 13-09-2007 الساعة 10:47 PM |
#11
|
||||
|
||||
![]() ميلاد عالم جديد (( الجزء الأول )) بسم الله الرحمن الرحيم في رمضان و قبل الهجرة بثلاث عشر عاما , و في الرابع و العشرين من هذا الشهر الكريم علي الأرجح سعد هذا الكوكب الأرضي بأروع لحظة من لحظات حياته , و شهد اعظم حادث وقع علي ظهره......." شهر رمضان الذي انزل فيه القرأن هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان " فكان هذا الحادث فرقانا في تاريخ البشرية كلها و أيذانا بمولد عالم جديد , ففي هذا السوم الأغر من عمر الدهر تفضل الأله العظيم الجبار المتكبر مالك الملك علي هذا الكوكب الأرضي الصغير و خصه بأكرامه فأختار من بين الخليقة رسولا منها ليتلو عليها ايات الله و يعلمها الكتاب و الحكمة و يخرجها من الظلمات الي النور و يسلك بها سراط العزيز الحميد , و لهذا اليوم المجيد قصة باقية علي وجة الدهر محفورة في ذاكرة الزمان. تبدأ هذه القصة منذ أثر محمد بن عبد الله بن عبد المطلب العزلة , و حبب الية الخلاء فلم يكن شئ احب اليه من ان يخلو وحده و كان يأتي غار (( حراء )) و معه زاده , فيبقي فيه الليالي يتعبد حتى اذا نفذ زاده و حن الي أهله رجع الي زوجه خديجة بنت خويلد فتزود لرحلة جديدة و يعود الي خلوته و عبادته. و شاء الله ان يمهد نفس نبيه الكريم - صلي الله عليه و سلم – لأستقبال القول الثقيل الذي سيلقيه عليه , فبدأه بالرؤيا الصادقة فكان لا يري رؤيا ألا جاءت مثل فلق الصبح و مكث علي ذلك ما شاء الله , و كان أذا خرج لحاجته ابعد حتى تغيب عنه بيوت مكة و استمر يبعد حتى يفضي الي شعابها و بطون أوديتها ...... فلا يمر بحجر ولا شجر الا قالوا : السلام عليك يا رسول الله , السلام عليك يا رسول الله فيتلفت حوله و عن يمينه , و عن شماله و خلفه فلا يرى الا الشجر و الحجارة .... و مكث رسول الله – صلي الله عليه و سلم – كذلك يرى و يسمع ما شاء الله ان يمكث. و كان من دأبه أذا ما أهل رمضان ان يجاور الشهر كله في غار (( حراء )) متعبدا متحنثا حتى اذا أستكمل شهره و انصرف من جواره , يبدأ بالكعبة قبل ان يدخل بيته فيطوف بها سبعا او ما شاء الله من ذلك, ثم يرجع الي بيته و أهله. و في رمضان قبل الهجرة بثلاث عشر عاما كان الرسول صلوات الله عليه و سلم يجاورعلي عادته في رمضان بغار (( حراء )) ففجئة الحق و هو في خلوته لقد جاءه الملك فقال له : اقرأ .... فقال عليه الصلاه و السلام : ما انا بقارئ ..... فأخذه الملك فغطه حتى بلغ منه الجهد ثم أرسله و قال له : اقرأ ...... فقال : ما أنا بقارئ ..... فأخذه الملك فغطه الثانية حتى بلغ منه الجهد ثم أرسله فقال : اقرأ ..... فقال : ما أنا بقارئ .... فأخذه فغطه الثالثة حتى بلغ منه الجهد ثم أرسله و قال له : " اقرأ بسم ربك الذي خلق * خلق الأنسان من علق * اقرأ و ربك الأكرم * الذي علم بالقلم* علم الأنسان ما لم يعلم " عند ذلك رجع رسول الله – صلي الله عليه و سلم – الي زوجه خديجة يرتجف فؤاده من هول ما رأى و شدة ما سمع ....... و قد زاد هولا و ارتجافا أنه ما كاد يبلغ وسط الجبل حتى سمع صوتا من السماء يقول : يا محمد انت رسول الله و أنا جبريل...... فرفع رأسه الي السماء لينظر ..... فأذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء و هو يقول : أنت رسول الله وأنا جبريل ...... فوقف ينظر اليه لا يتقدم و لا يتأخر و جعل يصرف وجهه عنه في أفاق السماء فلا ينظر في ناحية من نواحيها ألا رأه كذلك, ثم أنصرف جبريل عن رسول الله صلي الله عليه و سلم و أنصرف الرسول الي أهله. رجع النبي صلوات الله عليه و سلم الي زوجه خديجة ترجف بوادره و هو يقول : زملوني , زملوني فزملوه حتي ذهبت عنه الروع أخبر الرسول سلوات الله عليه خديجة الخبر , و قال : لقد خشيت علي نفسي ... فقالت له : كلا , أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا , أنك لتصل الرحم , و تصدق الحديث , و تقري الضيف – تحسن ضيافته – و تعين علي نوائب الحق ..... أنطلقت خديجة بالرسول صلوات الله عليه حتى اتت (( ورقة بن نوفل )) و كان قد تنصر في الجهالية و ترجم الأنجيل الي العبرية و كان شيخا كبيرا قد عمي , فقالت له خديجة : أي ابن عم , أسمع من ابن أخيك قال ورقة : ابن أخي ما ترى ؟ فأخبره الرسول صلوات الله عليه بما رأي فقال ورقة : هذا الناموس الذي انزل علي موسى , ليتني فيها جذعا شابا... ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك. فقال الرسول : أو مخرجي هم ؟؟؟ فقال ورقة : نعم .... فأنه لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به ألا عودي و أن أدركني يومك لأنصرك نصرا مؤزرا ثم تتابع الوحي و رسول الله صلوات الله عليه و سلم مؤمن بربه مصدق بما جاء منه , موطن نفسه علي تحمل ما حمله الله رضى العباد ام سخطوا , فللنبؤة أعباء لا ينهض بها و لا يطيق حملها ألا أولو القوة و العزم... ![]() رمضــانيات 1 في فضل شهر رمضان : الحمدُ للهِ الذي أنشأَ وبَرَا، وخلقَ الماءَ والثَّرى، وأبْدَعَ كلَّ شَيْء وذَرَا، لا يَغيب عن بصرِه صغيرُ النَّمْل في الليل إِذَا سَرى، ولا يَعْزُبُ عن علمه مثقالُ ذرةٍ في الأرض ولاَ في السَّماء، {لَهُ مَا فِي السَّمَـوَتِ وَمَا فِي الاَْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الاَْسْمَآءُ الْحُسْنَى } [طه: 6 8]، خَلَقَ آدَمَ فابتلاه ثم اجْتَبَاهُ فتاب عليه وهَدَى، وبَعَثَ نُوحاً فصنَع الفُلْكَ بأمر الله وجَرَى، ونَجَّى الخَليلَ من النَّارِ فصار حَرُّها بَرْداً وسلاماً عليه فاعتَبِرُوا بِمَا جَرَى، وآتَى مُوسى تسعَ آياتٍ فَمَا ادَّكَرَ فِرْعَوْنُ وما ارْعَوَى، وأيَّدَ عيسى بآياتٍ تَبْهَرُ الوَرى، وأنْزلَ الكتابَ على محمد فيه البيَّناتُ والهُدَى، أحْمَدُه على نعمه التي لا تَزَالُ تَتْرَى، وأصلِّي وأسَلِّم على نبيِّه محمدٍ المبْعُوثِ في أُمِ القُرَى، صلَّى الله عليه وعلى صاحِبِهِ في الْغارِ أبي بكرٍ بلا مِرَا، وعلى عُمَرَ الْمُلْهَمِ في رأيه فهُو بِنُورِ الله يَرَى، وعلى عثمانَ زوجِ ابْنَتَيْهِ ما كان حديثاً يُفْتَرَى، وعلى ابن عمِّهِ عليٍّ بَحْرِ العلومِ وأسَدِ الشَّرى، وعلى بَقيَةِ آله وأصحابِه الذين انتَشَرَ فضلُهُمْ في الوَرَىَ، وسَلَّمَ تسليماً. إخواني: لقد أظَلَّنَا شهرٌ كريم، وموسمٌ عظيم، يُعَظِّمُ اللهُ فيه الأجرَ ويُجْزلُ المواهبَ، ويَفْتَحُ أبوابَ الخيرِ فيه لكلِ راغب، شَهْرُ الخَيْراتِ والبركاتِ، شَهْرُ المِنَح والْهِبَات، {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [البقرة: 185]، شهرٌ مَحْفُوفٌ بالرحمةِ والمغفرة والعتقِ من النارِ، أوَّلُهُ رحمة، وأوْسطُه مغفرةٌ، وآخِرُه عِتق من النار. اشْتَهَرت بفضلِهِ الأخبار، وتَوَاتَرَت فيه الاثار، ففِي الصحِيْحَيْنِ: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «إِذَا جَاءَ رمضانُ فُتِّحَت أبوابُ الجنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبوابُ النار، وصُفِّدتِ الشَّياطينُ». وإنما تُفْتَّحُ أبوابُ الجنة في هذا الشهرِ لِكَثْرَةِ الأعمالِ الصَالِحَةِ وتَرْغِيباً للعَاملِينْ، وتُغَلَّقُ أبوابُ النار لقلَّة المعاصِي من أهل الإِيْمان، وتُصَفَّدُ الشياطينُ فَتُغَلُّ فلا يَخْلُصونُ إلى ما يَخْلُصون إليه في غيرِه. وَرَوَى الإِمامُ أحمدُ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «أُعْطِيَتْ أمَّتِي خمسَ خِصَال في رمضانَ لم تُعْطهُنَّ أمَّةٌ من الأمَم قَبْلَها؛ خُلُوف فِم الصائِم أطيبُ عند الله من ريح المسْك، وتستغفرُ لهم الملائكةُ حَتى يُفطروا، ويُزَيِّنُ الله كلَّ يوم جَنتهُ ويقول: يُوْشِك عبادي الصالحون أن يُلْقُواْ عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، وتُصفَّد فيه مَرَدةُ الشياطين فلا يخلُصون إلى ما كانوا يخلُصون إليه في غيرهِ، ويُغْفَرُ لهم في آخر ليلة، قِيْلَ يا رسول الله أهِيَ ليلةُ القَدْرِ؟ قال: لاَ ولكنَّ العاملَ إِنما يُوَفَّى أجْرَهُ إذا قضى عَمَلَه» [1]. إخواني: هذه الخصالُ الخَمسُ ادّخَرَها الله لكم، وخصَّكم بها مجالس شهر رمضانمِنْ بين سائِر الأمم، وَمنَّ عليكم ليُتمِّمَ بها عليكُمُ النِّعَمَ، وكم لله عليكم منْ نعم وفضائلَ: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ } [آل عمران: 110]. ® الخَصْلَةُ الأولى: أن خُلْوفَ فَمِ الصائِم أطيبُ عند الله مِنْ ريحِ المسك [2]، والخلوف بضم الخاءِ أوْ فَتْحَها تَغَيُّرُ رائحةِ الفَم عندَ خُلُوِّ الْمَعِدَةِ من الطعام. وهي رائحةٌ مسْتَكْرَهَةٌ عندَ النَّاس لَكِنَّها عندَ اللهِ أطيبُ من رائحَةِ المِسْك لأنَها نَاشِئَةٌ عن عبادة الله وَطَاعَتهِ. وكُلُّ ما نَشَأَ عن عبادته وطاعتهِ فهو محبوبٌ عِنْدَه سُبحانه يُعَوِّضُ عنه صاحِبَه ما هو خيرٌ وأفْضَلُ وأطيبُ. ألا تَرَوْنَ إلى الشهيدِ الذي قُتِلَ في سبيلِ اللهِ يُريد أنْ تكونَ كَلِمةُ اللهِ هي الْعُلْيَا يأتي يوم الْقِيَامَةِ وَجرْحُه يَثْعُبُ دماً لَوْنُهَ لونُ الدَّم وريحُهُ ريحُ المسك؟ وفي الحَجِّ يُبَاهِي اللهُ الملائكة بأهْل المَوْقِفِ فيقولُ سبحانَه: «انْظُرُوا إلى عبادِي هؤلاء جاؤوني شُعْثاً غُبْراً». رواه أحمد وابن حبَّان في صحيحه [3]، وإنما كانَ الشَّعَثُ محبوباً إلى اللهِ في هذا الْمَوْطِنِ لأنه ناشِأُ عَن طاعةِ اللهِ باجتنابِ مَحْظُوراتِ الإِحْرام وترك التَّرَفُّهِ. ® الخَصْلَةُ الثانيةُ: أن الملائكةَ تستغفرُ لَهُمْ حَتَّى يُفْطروا. وَالملائِكةُ عبادٌ مُكْرمُون عند اللهِ {لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [التحرم: 6]. فهم جَديْرُون بأن يستجيبَ الله دُعاءَهم للصائمينَ حيث أذِنَ لهم به. وإنما أذن الله لهم بالاستغفارِ للصائمين مِنْ هذه الأُمَّةِ تَنْويهاً بشأنِهم، ورفْعَةً لِذِكْرِهِمْ، وَبَياناً لفَضيلةِ صَوْمهم، والاستغفارُ: طلبُ الْمغفِرةِ وهِي سَتْرُ الذنوب في الدُّنْيَا والاخِرَةِ والتجاوزُ عنها. وهي من أعْلىَ المطالبِ وأسْمَى الغَاياتِ فَكلُّ بني آدم خطاؤون مُسْرفونَ على أنفسِهمْ مُضْطَرُّونَ إلَى مغفرة اللهِ عَزَّ وَجَل. ® الخَصْلَةُ الثالثةُ: أن الله يُزَيِّنُ كلَّ يوم جنَّتَهُ ويَقول: «يُوْشِك عبادي الصالحون أن يُلْقُوا عنهُمُ المَؤُونة والأَذَى ويصيروا إليك» فَيُزَيِّن تعالى جنته كلَّ يومٍ تَهْيئَةً لعبادِهِ الصالحين، وترغيباً لهم في الوصولِ إليهَا، ويقولُ سبحانه: «يوْشِك عبادِي الصالحون أنْ يُلْقُوا عَنْهُمُ المؤونةُ والأَذَى» يعني: مؤونَة الدُّنْيَا وتَعَبها وأذاهَا ويُشَمِّرُوا إلى الأعْمَالِ الصالحةِ الَّتِي فيها سعادتُهم في الدُّنْيَا والاخِرَةِ والوُصُولُ إلى دار السَّلامِ والْكَرَامةِ. ® الخَصْلَةُ الرابعة: أن مَرَدةَ الشياطين يُصَفَّدُون بالسَّلاسِل [4] والأغْلالِ فلا يَصِلُون إِلى ما يُريدونَ من عبادِ اللهِ الصالِحِين من الإِضلاَلِ عن الحق، والتَّثبِيطِ عن الخَيْر. وهَذَا مِنْ مَعُونةِ الله لهم أنْ حَبَسَ عنهم عَدُوَّهُمْ الَّذِي يَدْعو حزْبَه ليكونوا مِنْ أصحاب السَّعير. ولِذَلِكَ تَجدُ عنْدَ الصالِحِين من الرَّغْبةِ في الخَيْرِ والعُزُوْفِ عَن الشَّرِّ في هذا الشهرِ أكْثَرَ من غيره. ® الخَصْلَةُ الخامسةُ: أن الله يغفرُ لأمةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلّم في آخرِ ليلةٍ منْ هذا الشهر [5] إذا قَاموا بما يَنْبَغِي أن يقومُوا به في هذا الشهر المباركِ من الصيام والقيام تفضُّلاً منه سبحانه بتَوْفَيةِ أجورِهم عند انتهاء أعمالِهم فإِن العاملَ يُوَفَّى أجْرَه عند انتهاءِ عمله. وَقَدْ تَفَضَّلَ سبحانه على عبادِهِ بهذا الأجْرِ مِنْ وجوهٍ ثلاثة: الوجه الأول: أنَّه شَرَع لهم من الأعْمال الصالحةِ ما يكون سبَبَاً لمغَفرةِ ذنوبهمْ ورفْعَةِ درجاتِهم. وَلَوْلاَ أنَّه شرع ذلك ما كان لَهُمْ أن يَتَعَبَّدُوا للهِ بها. فالعبادةُ لا تُؤخذُ إِلاَّ من وحي الله إلى رُسُلِه. ولِذَلِكَ أنْكَرَ الله على مَنْ يُشَّرِّعُونَ مِنْ دُونِه، وجَعَلَ ذَلِكَ نَوْعاً مِنْ الشَّرْك، فَقَالَ سبحانه: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِىَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّـلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [الشورى: 21]. الوجه الثاني: أنَّه وَفَّقَهُمْ للعملِ الصالح وقد تَرَكَهُ كثيرٌ من النَّاسِ. وَلَوْلا مَعُونَةُ الله لَهُمْ وتَوْفِيْقُهُ ما قاموا به. فلِلَّهِ الفَضْلُ والمِنَّة بذلك. {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَىَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلاِْيمَـانِ إِنُ كُنتُمْ صَـادِقِينَ } [الحجرات: 17]. الوجه الثالث: أنَّه تَفَضَّلَ بالأجرِ الكثيرِ؛ الحَسنةُ بعَشْرِ أمثالِها إلى سَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ. فالْفَضلُ مِنَ الله بِالعَمَلِ والثَّوَابِ عليه. والحمدُ للهِ ربِّ العالمين. إخْوانِي: بُلُوغُ رمضانَ نِعمةٌ كبيرةٌ عَلَى مَنْ بَلَغهُ وقَامَ بحَقِّه بالرِّجوع إلى ربه من مَعْصِيتهِ إلى طاعتِه، ومِنْ الْغَفْلةِ عنه إلى ذِكْرِهِ، ومِنَ الْبُعْدِ عنهُ إلى الإِنَابةِ إِلَيْهِ: يَا ذَا الَّذِي مَا كفاهُ الذَّنْبُ في رَجبٍ حَتَّى عَصَى ربَّهُ في شهر شعبانِ لَقَدْ أظَلَّكَ شهرُ الصَّومِ بَعْدَهُمَا فَلاَ تُصَيِّرْهُ أَيْضاً شَهْرَ عِصْيانِ وَاتْل القُرآنَ وَسَبِّحْ فيهِ مجتَهِداً فَإِنه شَهْرُ تسبِيحٍ وقُرْآنِ كَمْ كنتَ تعرِف مَّمنْ صَام في سَلَفٍ مِنْ بين أهلٍ وجِيرانٍ وإخْوَانِ أفْنَاهُمُ الموتُ واسْتبْقَاكَ بَعْدهمو حَيَّاً فَمَا أقْرَبَ القاصِي من الدانِي اللَّهُمَّ أيْقِظنَا من رَقَدَات الغفلة، ووفْقنا للتَّزودِ من التَّقْوَى قَبْلَ النُّقْلَة، وارزقْنَا اغْتِنَام الأوقاتِ في ذيِ المُهْلَة، واغْفِر لَنَا ولوَالِدِيْنا ولِجَمِيع المسلِمِين برَحْمتِك يا أَرحم الراحِمين. وصلَّى الله وسلَّم على نبيَّنا محمدٍ وعلى آله وصحبِهِ أجمعين. ![]() رمضانيات 2 حدث في رمضان 1/ ميلاد عالم جديد (( الجزء الثاني )) : أمنت البرة الطاهرة خديجة بنت خويلد بالله و صدقت الرسول صلوات الله عليه بما جاء من ربه , فخفف الله بذلك عن نبيه ما كان يلقاه من رد عليه و تكذيب له , ثم ما لبث أن فتر الوحي عن رسول الله و ابطأ عنه جبريل فما عاد يأتيه , فحزن لذلك أشدالحزن , و عاني منه أشد العناء حتى ضاقت عليه الأرض بما رحبت . و كان مما زاد في لوعه و أساه سخر المشركين منه و هزؤهم به و قولهم " أن ربه و دعه و قلاه " و قد بلغ من حزنه علي أنقطاع الوحي عنه , أنه جعل يعدو الي جبل (( ثبير )) تارة و الي جبل (( حراء )) تارة أخرى و هو يهم أن يلقي بنفسه من شاهق , فكان كلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي بنفسه منه , نبدى له جبريل عليه السلام و قال " يا محمد أنك رسول الله حقا " , فيسكن لذلك جأشة و تقر نفسه و يرجع عن عزمه. فبينما رسول الله في طريقه الي تلك الجبال و هو يعاني من أنقطاع الوحي عنه , أذ جاءه الفرج , لقد سمع صوتا من السماء فوقف عليه السلام صعقا للصوت , ثم رفع رأسه فاذا جبريل علي كرسي بين السماء و الأرض متربعا عليه و هو يقول " يا محمد أنت رسول الله حقا , وأنا جبريل " , ثم جاءه جبريل بقوله جل شأنه : " و الضحى * و اليل أذا سجى * ما ودعك ربك و ما قلى * و للأخرة خير لك من الأولى * و لسوف يعطيك ربك فترضى * ألم يجدك يتيما فأوى * و وجدك ضالا فهدى * و وجدك عائلا فأغنى * فأما اليتيم فلا تقهر * و أما السائل فلا تنهر * و أما بنعمة ربك فحدث " فكانت هذه السورة لمسة من حنان و نسمة من رحمة و طائفا من ود يطوف بالرسول صلوات الله عليه و كانت اليد الحانية التي مسحت ألامه و سكبت عليه برد الطمأنينة و اليقين. و علي الرغم مما كان يلقاه الرسول صلوات الله عليه من شدة الوحي و وطأته عليه , فقد كان يشتاقه و يترقبه , فعن أبي أروى الدوسي أنه قال : رأيت الوحي ينزل علي النبي – صلي الله عليه و سلم – و هو علي راحلته فترفو و تفتل يديها , حتى أظن أن ذراعها تنقصم فربما بركت , و ربما قامت موتدة حتى يسرى عنه من ثقل الوحي , وأنه ليتحدر منه مثل الجمعان . و قد كان الوحي يأتي الرسول صلوات الله عليه علي نحوين مختلفين , فعن الحارث بن هشام قال : يا رسول الله كيف يأتيك الوحي ؟ , فقال رسول الله – صلي الله عليه و سلم – " أحيانا يأتي في مثل صلصلة الجرس , و هو أشد علي فيفصم عني و قد وعيت ما قال , و أحيانا يتمثل لي الملك فيكلمني فأعي ما يقول " و قد روي عن عائشة رضوان الله عليها أنها قالت " لقد رأيت رسول الله – صلي الله عليه و سلم – ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه ,و أن جبينه ليتفصد عرقا " و عن ابن عباس قال : كان النبي – صلي الله عليه و سلم – أذا نزل عليه الوحي يعالج من شدة ذلك , كان يلقاه و يحرك شفتيه كي لا ينساه فأنزل الله عليه " لا تحرك به لسناك لتعجل به * ان علينا جمعه و قرانه * فاذا قرأنه فاتبع قرانه * ثم ان علينا بيانه " و قد ظل الوحي زادا للرسول يتزود به في مشقة الطريق , و ظلا يفئ اليه كلما لفحه هجير الجحود , و عونا من السماء يواجه به المكر و الكيد و الأذى , و هاديا يهديهسواء السبيل . و أستمر هذا الوحي حتى أكمل الله للمسلمين دينهم و اتم عليهم نعمته و رضي لهم الأسلام دينا , و استأثر بنبيهم صلوات الله عليه . جزى الله نبينا محمد عنا و عن الأنسانية خير الجزاء فقد حمل الرسالة ....... و أدى الأمانة ....... و نصح للأمة .......... و مضي الي الله راضيا مضيا.......
__________________
![]() Always remember two things Don’t' take any decision when you are Angry Don’t' make any promises when you are Happy |
#12
|
||||
|
||||
![]()
مجالس رمضان
2/ في فضل الصيام الحمدُ لله اللطيفِ الرؤوفِ المَنَّانِ، الْغَنِيِّ القويِّ السِّلْطَان، الحَلِيمِ الكَرِيم الرحيم الرحمن، الأوَّلِ فلا شَيْءٍ قبلَه، الاخِرِ فلا شَيْء بعده، الظَاهرِ فلا شَيْء فوْقَه، الباطِن فلا شَيْءٍ دُونَه، المحيطِ عِلْمَاٍ بما يكونُ وما كان، يُعِزُّ وَيُذِلُ، ويُفْقِرُ ويُغْنِي، ويفعلُ ما يشاء بحكْمتِهِ كلَّ يَوْم هُو في شان، أرسى الأرضَ بالجبالِ في نَوَاحِيها، وأرسَلَ السَّحاب الثِّقالَ بماءٍ يُحْييْها، وقَضَى بالفناءِ على جميع سَاكِنِيها لِيَجزِيَ الذين أساؤوا بِمَا عَمِلوا ويَجْزِي المُحْسنين بالإِحسان. أحْمَدُه على الصفاتِ الكاملةِ الحِسَان، وأشكرُه على نِعَمِهِ السَّابغةِ وبَالشَّكرِ يزيد العطاء والامْتِنَان، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحْدَه لا شريكَ له المَلِكُ الدَّيَّان، وأشهد أنَّ محمداً عَبْدُهُ ورسولُهُ المبعوثُ إلى الإِنس والجان، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعينَ لهم بإحسان ما توالت الأزمان، وسلَّم تسليماً. إخْوانِي: اعلمُوا أنَّ الصومَ من أفضَلِ العباداتِ وأجلِّ الطاعاتِ جاءَتْ بفضلِهِ الآثار، ونُقِلَتْ فيه بينَ الناسِ الأَخبار. فَمِنْ فضائِلِ الصومِ أنَّ اللهَ كتبَه على جميعِ الأُمم وَفَرَضَهُ عَلَيْهم. قال الله تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]. ولَوْلاَ أنَّه عبادةٌ عظيمةٌ لاَ غِنَى لِلْخلقِ عن التَّعَبُّد بها للهِ وعما يَتَرَتَّب عليها مِنْ ثوابٍ ما فَرَضَهُ الله عَلَى جميعِ الأُمَمِ. ومِنْ فضائل الصومِ في رَمضانَ أنَّه سببٌ لمغفرة الذنوبِ وتكفيرِ السيئاتِ، ففي الصحيحينِ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قَالَ: «مَنْ صَامَ رمضان إيماناً واحْتساباً غُفِرَ لَهُ ما تقدَّم مِن ذنبه» يعني: إيماناً باللهِ ورضاً بفرضيَّةِ الصَّومِ عليهِ واحتساباً لثَوابه وأجرهِ، لم يكنْ كارِهاً لفرضهِ ولا شاكّاً فيَ ثوابه وأجرهِ، فإن الله يغْفِرُ له ما تقدَم من ذنْبِه. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «الصَّلواتُ الخَمْسُ والجمعةُ إلى الجمعةِ ورمضانُ إلى رمضانَ مُكفِّراتٌ مَا بينهُنَّ إذا اجْتُنِبت الْكَبَائر». ومِنْ فضائِل الصوم أنَّ ثوابَه لا يَتَقَيَّدُ بِعَدَدٍ مُعيَّنٍ بل يُعطَى الصائمُ أجرَه بغير حسابٍ. ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «قال الله تعالى: كُلُّ عَمَل ابن آدم لَهُ إلاَّ الصومَ فإِنَّه لي وأنا أجزي بهِ. والصِّيامُ جُنَّةٌ فإِذا كان يومُ صومِ أحدِكم فَلاَ يرفُثْ ولا يصْخَبْ فإِنْ سابَّهُ أَحدٌ أو قَاتله فَليقُلْ إِني صائِمٌ، والَّذِي نَفْسُ محمدٍ بِيَدهِ لخَلُوفُ فمِ الصَّائم أطيبُ عند الله مِن ريح المسك، لِلصائمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهما؛ إِذَا أفْطَرَ فرحَ بِفطْرهِ، وإِذَا لَقِي ربَّه فرح بصومِهِ». وَفِي رِوَايِةٍ لمسلم: «كُلُّ عملِ ابنِ آدمَ لَهُ يُضَاعفُ الحَسَنَة بعَشرِ أمثالِها إلى سَبْعِمائِة ضِعْفٍ، قَالَ الله تعالى إِلاَّ الصَومَ فإِنه لِي وأَنَا أجْزي به يَدَعُ شهْوَتَه وطعامه من أجْلِي». وَهَذَا الحديثُ الجليلُ يدُلُّ على فضيلةِ الصومِ من وجوهٍ عديدةٍ: الوجه الأول: أن الله اختصَّ لنفسه الصوم من بين سائرِ الأعمال، وذلك لِشرفِهِ عنده، ومحبَّتهِ له، وظهور الإِخلاصِ له سبحانه فيه، لأنه سِرُّ بَيْن العبدِ وربِّه لا يطَّلعُ عليه إلاّ الله. فإِن الصائمَ يكون في الموضِعِ الخالي من الناس مُتمكِّناً منْ تناوُلِ ما حرَّم الله عليه بالصيام، فلا يتناولُهُ؛ لأنه يعلم أن له ربّاً يطَّلع عليه في خلوتِه، وقد حرَّم عَلَيْه ذلك، فيترُكُه لله خوفاً من عقابه، ورغبةً في ثوابه، فمن أجل ذلك شكر اللهُ له هذا الإِخلاصَ، واختصَّ صيامَه لنفْسِه من بين سَائِرِ أعمالِهِ ولهذا قال: «يَدعُ شهوتَه وطعامَه من أجْلي». وتظهرُ فائدةُ هذا الاختصاص يوم القيامَةِ كما قال سَفيانُ بنُ عُييَنة رحمه الله: إِذَا كانَ يومُ القِيَامَةِ يُحاسِبُ الله عبدَهُ ويؤدي ما عَلَيْه مِن المظالمِ مِن سائِر عمله حَتَّى إِذَا لم يبقَ إلاَّ الصومُ يتحملُ اللهُ عنه ما بقي من المظالِم ويُدخله الجنَّةَ بالصوم. الوجه الثاني: أن الله قال في الصوم: «وأَنَا أجْزي به». فأضافَ الجزاءَ إلى نفسه الكريمةِ؛ لأنَّ الأعمالَ الصالحةَ يضاعفُ أجرها بالْعَدد، الحسنةُ بعَشْرِ أمثالها إلى سَبْعِمائة ضعفٍ إلى أضعاف كثيرةٍ، أمَّا الصَّوم فإِنَّ اللهَ أضافَ الجزاءَ عليه إلى نفسه من غير اعتبَار عَددٍ وهُوَ سبحانه أكرَمُ الأكرمين وأجوَدُ الأجودين، والعطيَّةُ بقدر مُعْطيها. فيكُونُ أجرُ الصائمِ عظيماً كثيراً بِلاَ حساب. والصيامُ صبْرٌ على طاعةِ الله، وصبرٌ عن مَحارِم الله، وصَبْرٌ على أقْدَارِ الله المؤلمة مِنَ الجُوعِ والعَطَشِ وضعفِ البَدَنِ والنَّفْسِ، فَقَدِ اجْتمعتْ فيه أنْواعُ الصبر الثلاثةُ، وَتحقَّقَ أن يكون الصائمُ من الصابِرِين. وقَدْ قَالَ الله تَعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّـابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [الزمر: 10]. الوجه الثالث: أن الصَّومَ جُنَّةٌ: أي وقايةٌ وستْرٌ يَقي الصَّائِمَ من اللَّغوِ والرَّفثِ، ولذلك قال: «فإِذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يرفُثْ وَلاَ يَصْخبْ»، ويقيه من النَّار. ولذلك روى الإِمام أحمدُ بإسْناد حَسَنٍ عن جابر رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «الصيام جُنَّةٌ يَسْتجِنُّ بها العبدُ من النار». الوجه الرابع: أنَّ خَلوفَ فمِ الصائمِ أطيبُ عند الله مِنْ ريحِ المسْكِ لأنَّها من آثارِ الصيام، فكانت طيِّبةً عندَ الله سبحانه ومحْبُوبةً له. وهذا دليلٌ على عَظِيمِ شأنِ الصيامِ عند الله حَتَّى إنَّ الشيء المكروهَ المُسْتخْبَثَ عند الناس يَكونُ محبوباً عندَ الله وطيباً لكونِهِ نَشَأ عن طاعَتِهِ بالصيام. الوجه الخامس: أن للصائِمِ فرْحَتينْ: فَرحَةً عند فِطْرِهِ، وفَرحةً عنْد لِقاءِ ربِّه. أمَّا فَرحُهُ عند فِطْرهِ فيَفرَحُ بِمَا أنعمَ الله عليه مِنَ القيام بعبادِة الصِّيام الَّذِي هُو من أفضلِ الأعمالِ الصالِحة، وكم أناسٍ حُرِمُوْهُ فلم يَصُوموا. ويَفْرَحُ بما أباحَ الله له مِنَ الطَّعامِ والشَّرَابِ والنِّكَاحِ الَّذِي كان مُحَرَّماً عليه حال الصوم. وأمَّا فَرَحهُ عنْدَ لِقَاءِ ربِّه فَيَفْرَحُ بِصَوْمِهِ حين يَجِدُ جَزاءَه عند الله تعالى مُوفَّراً كاملاً في وقتٍ هو أحوجُ ما يكون إِلَيْهِ حينَ يُقالُ: «أينَ الصائمون ليَدْخلوا الجنَّةَ من بابِ الرَّيَّانِ الَّذِي لاَ يَدْخله أحدٌ غيرُهُمْ». وفي هذا الحديث إرشادٌ للصَّائِمِ إذا سَابَّهُ أحدٌ أو قَاتله أن لا يُقابِلهُ بالمثْلِ لِئَلا يزدادَ السِّبابُ والقِتَالُ وأن لا يَضْعُف أمامه بالسكوت بل يخبره بأنه صائم، إشارة إلى أنه لن يقابله بالمثل احتراماً للصوم لا عجزاً عن الأخذ بالثأر وحيئنذٍ ينقطع السباب والقتال: {ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظِّ عَظِيمٍ } [فصلت: 34، 35]. ومِنْ فَضائِل الصَّومِ أنَّه يَشْفَع لصاحبه يومَ القيامة. فعَنْ عبدالله بن عَمْرو رضي الله عنهما أنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلّم قال: «الصِّيامُ والْقُرآنُ يَشْفَعَان للْعبدِ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَقُولُ الصيامُ: أي ربِّ مَنَعْتُه الطعامَ والشَّهْوَة فشفِّعْنِي فيه، ويقولُ القرآنُ منعتُه النوم بالليلِ فشَفِّعْنِي فيهِ، قَالَ فَيشْفَعَانِ»، رَوَاهُ أَحْمَدُ [6]. إخْوانِي: فضائلُ الصوم لا تدركُ حَتَّى يَقُومَ الصائم بآدابه. فاجتهدوا في إتقانِ صيامِكم وحفظِ حدوده، وتوبوا إلى ربكم من تقصيركم في ذلك. اللَّهُمَّ احفظْ صيامَنا واجعلْه شافعاً لَنَا، واغِفْر لَنَا ولوالدينا ولجميع المسلمين، وصلَّى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. ![]() حدث في رمضان 2/ أعظم مؤتمر للشورى في تاريخ الأسلام (( الجزء الأول )) : فى السنة الثانية للهجرة وفى شهر رمضان المبارك عقد رسول الله _صلى الله علية وسلم _ اخطر مؤتمر للشورى عرفة تاريخ المسلمين. ولهذا المؤتمر التاريخى الكبير قصة لا تنساها ذاكرة الزمان ........... ففى اول الخريف من السنة الثانية للهجرة .......... عرف الرسول _صلى الله علية وسلم _واصحابة ان ابا سفيان بن حرب قد خرج من مكة الى الشام فى تجارة كبيرة فبادر النبى صلوات الله علية فى مائتى مقاتل من اصحابة لا اعتراض القافلة ولكن ابا سفيان تمكن من النجاة وتابع طريقة الى الشام . ظل المسلمون يترقبون عودة القافلة بقلوب يقظة وعيون مفتوحة حتى جاءهم الخبر اليقين بعودة ابى سفيان على راس قافلة فيها الف بعير . وكانت الجمال موقرة باغلى نفائس الشام مما تحبة قريش وتؤثرة ........ انها لفرصة ذهبية سانحة ستتيح للمسلمين ان يثاروا لاموال المهاجرين التى صادرها الكفار من اثر الهجرة ...... وان يظفروابما يقابل الثروات التى خلفوها فى مكة حين خرجوا من ديارهم وفروا الى الله ورسولة بدينهم ........ ثم ان ذلك سيتيح لهم ان يضربوا معسكر الشرك ضربة اقتصادية قاصمة . فلم تكن اموال هذة القافلة وقفا على الاغنياء وحدهم وانما كانت لجل الناس ولم تكن شيئا قليلا....وانما كانت الف جمل محملة باجود ما تستوردة الحجاز من الشام .... ولم يكن مع هذة القافلة العظيمة الا اربعون رجلا يتولون حفظها ويقومون بحمايتها . لم يستنفر الرسول صلوات الله علية سائر اصحابة ولم يلزمهم بالخروج معة ...... وانما كان نداؤة لهم ادنى الى الترغيب واقرب الى الاستحسان........... فما ذاد على ان قال لهم (هذة عير قريش فيها اموالهم فاخرجوا اليها لعل الله ينفلكموها). فتختلف عن رسول الله صلوات الله علية من تخلف وتابعة من تابع من غير انكار على المتخلفين فما كان الاستيلاء على عير قريش يحتاج الى جيش وفير وجمع كثبر . خرج النبى _صلى الله علية وسلم _ بثلاثمائة وسبعة عشر رجلا من اصحابة ........ فيهم مائتان وواحد وثلاثون رجلا من الانصار .......وستة وثمانون رجلا من المهاجرين . وكان معهم سبعون بعيرا وفرسان...........لكل ثلاثة او اربعة بعير يتعاقبون علية ........... وكان الرسول صلوات الله علية يتعاقب على بعير واحد مع مرثد بن ابى مرثد وعلى بن ابى طالب رضى الله عنهما...... فرغب شريكا الرسول الكريم _صلى الله علية وسلم _ بالتنازل لة عن حصتيهما فى ركوب البعير ,وقالا له : نحن نمشي عنك يا رسول الله . فقال صلوات الله علية و سلم : ما انتما بأقوى مني , و لا أنا بأغنى منكما عن الأجر ............ و أبا ألا يكون نصيبه في ركوب البعير كنصيب اي منهما . عرف ابي سفيان أن محمد و أصحابه قد خرجوا له فأرسل رسولا الي مكة يطلب منها النجدة , و يدعوها لأستنقاذ القافلة و حمايتها من الوقوع في قبضة المسلمين .............. و ما ان بلغ رسول ابي سفيان مكة حتى وقف في أعالي أباطحها علي ظهر بعيرة و قد حول رحله و شق رداءه و جعل يصرخ بأعلى صوته " يا معشر قريش اللطيمه اللطيمه ..... أموالكم مع ابي سفيان قد عرض لها محمد و أصحابه , لا أرى انكم تدركونها , البدار البدار و الغوث الغوث " هبت جميع قبائل قريش لنجده ابي سفيان و وجد المشركون في ذلك فرصة سانحة للقضاء علي محمد و دين محمد فجهزوا للقاء الرسول صلي الله عليه و سلم جيش عظيم ضم زعماء قريش و أقيالها و أشتمل علي صناديد مكه و أبطالها و أشترك في تجهيزه الموسورون و أمده بالرجال المعسرون ثم أنتقل الجيش الكبير ميمما وجه شطر بدر لينقذ القافلة من يد محمد و يقضي علي الأسلام و يفتك بالمسلمين ........ ![]() مجالس رمضان 3/في حكم صيام رمضان : الحمدُ لله الَّذي لا مانعَ لما وَهَب، ولا مُعْطيَ لما سَلَب، طاعتُهُ للعامِلِينَ أفْضلُ مُكْتَسب، وتَقْواه للمتقين أعْلَى نسَب، هَيَّأ قلوبَ أوْلِيائِهِ للإِيْمانِ وكَتب، وسهَّلَ لهم في جانبِ طاعته كُلَّ نَصَب، فلمْ يجدوا في سبيل خدمتِهِ أدنى تَعَب، وقَدَّرَ الشقاءَ على الأشقياء حينَ زَاغوا فَوَقَعُوا في العطَب، أعرضُوا عنْهُ وكَفَروا بِهِ فأصْلاهم نَاراً ذاتَ لَهب، أحمدهُ على ما مَنَحَنَا من فضْله وَوَهَب، وأشهَدُ أن لا إِله إلاَّ الله وَحْدهُ لا شريكَ لَهُ هزَمَ الأحْزَابَ وَغَلَب، وأشْهَدُ أن محمداً عبدهُ وَرَسُولهُ الَّذي اصْطَفاه الله وانتَخَبَ، صلَّى الله عَلَيْهِ وعلى صَاحِبه أبي بكر الْفائِقِ في الفَضَائِلِ والرُّتَب، وعلى عُمَرَ الَّذي فرَّ الشيطانُ منهُ وهَرَب، وعَلَى عُثْمان ذي النُّوُريَنِ التَّقيِّ النَّقِّي الْحسَب، وَعَلى عَليٍّ صهره وابن عمه في النَّسب، وعلى بقِيَّةِ أصحابه الذينَ اكْتَسَوا في الدِّيْنِ أعْلَى فَخْرٍ ومُكْتسَب، وعلى التَّابِعين لهم بإحْسَانٍ ما أشرق النجم وغرب، وسلَّم تسليماً. إخواني: إنَّ صيامَ رمضانَ أحَدُ أرْكان الإِسْلام ومَبانيه العظَام قَالَ اللهُ تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [البقرة: 183 185]. وقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «بُنِي الإِسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أنْ لا إِله إِلاَّ الله وأنَّ محمداً رسولُ الله، وإقام الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحَجِّ الْبَيْتِ، وَصومِ رمضانَ»، متفق عليه. ولمسلم: «وصومِ رمضانَ وَحَجِّ البيتِ». وأجْمَعَ المسلمونَ على فرضيَّةِ صوم رمضان إجْمَاعاً قَطْعياً معلوماً بالضَّرُورةِ منِ دينِ الإِسْلامِ فمَنْ أنكر وجوبَه فقد كفَر فيستتاب فإن تابَ وأقرَّ بِوُجوبِه وإلاَّ قُتِلَ كَافراً مُرتَدَّاً عن الإِسلامِ لا يُغسَّلُ، ولاَ يُكَفَّنُ، ولاَ يُصَلَّى عليه، ولا يُدعَى له بالرَّحْمةِ، ولا يُدْفَنُ في مَقَابِر المسلمين، وإنما يُحْفَر له بعيداً فِي مَكانٍ ويُدفنُ؛ لئلا يُؤْذي الناس بِرائِحَتِهِ، ويتأذى أهْلُه بِمُشَاهَدَته. فُرضَ صِيامُ رمضانَ في السنةِ الثانيةِ منَ الهجرةِ، فصامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم تِسع سِنين. وكان فرض الصيَّام على مَرْحَلَتَيْن: المَرْحَلةُ الأوْلَى: التَّخيير بَيْنَ الصيامِ والإِطعامِ مَعَ تفضيلِ الصيامِ عليهِ. المَرْحَلةُ الثانيةُ: تعيينُ الصيامِ بدون تخْييرٍ. ففي الصحيحين عن سَلَمة بن الأكوع رضي الله عنه قال لما نَزَلَتْ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ } كان مَنْ أرَاد أن يُفْطِر ويفْتديَ «يعني فَعَل» حتى نَزَلَتْ الآيةُ التي بَعْدَها فَنَسخَتْها يَعْني بها قولهُ تَعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} فَأوْجَب الله الصيامَ عَيْناً بِدُونَ تَخْيير. ولا يجبُ الصومُ حتى يَثْبتَ دخولُ الشَّهْر، فلا يَصومُ قَبْلَ دخولِ الشهر، لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «لا يَتَقَدمنَّ أحَدُكم رمضانَ بصوم يومٍ أو يومينِ إلاَّ أنْ يكونَ رجلٌ كانَ يصومُ صَوْمَهُ فلْيصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ»، رواه البخاري. ويُحْكَمُ بدخول شهرِ رمضانَ بِواحدٍ من أمْرَينِ: الأولُ: رؤْيةُ هلالِهِ لقوله تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } وقول النبيِّ صلى الله عليه وسلّم: «إِذَا رأيتُمُ الهلالَ فصوموا»، متفق عليه. ولا يُشْتَرطُ أن يراه كلُّ واحدٍ بنفسه بلْ إذا رآهُ مَنْ يَثْبُتُ بشهادتِهِ دخولُ الشَّهْر وجبَ الصومُ على الجَمِيْع. ويُشْتَرطُ لقبولِ الشَّهَادةِ بالرُّؤْيةِ أن يكونَ الشاهِدُ بَالِغاً عاقلاً مسلماً مَوثُوقاً بخبرهِ لأمانته وَبصرهِ. فأمَّا الصغيرُ فلا يَثْبتُ الشهرُ بشهادتِه لأنه لا يُوْثَق به وأوْلَى منه المجنونُ. والكافرُ لا يَثْبتُ الشهرُ بشهادته أيْضاً لحديث ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قالَ: «جاءَ أَعْرابيٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: إني رَأيتُ الهلالَ يعني رَمضانَ فقال: أتَشْهَدُ أنْ لا إِله إِلاَّ الله؟ قال: نَعَمْ. قال: أتَشْهَدْ أنَّ محمداً رسولُ الله؟ قال: نَعَمْ. قال: يا بِلالُ أذِّنْ في الناسِ فَلْيصُوموا غَدَاً»، أخرجه السبعة إلاّ أحمد [7]. وَمَنْ لا يُوْثَقُ بخبره بِكونِهِ مَعْروفاً بالكَذبِ أوْ بالتَّسَرُّعِ أوْ كان ضعيفَ البَصرِ بحيثُ لا يُمْكنُ أنْ يراه فلا يَثْبُتُ الشهرُ بشهادتِهِ للشَكِّ في صدقِه أوْ رجَحانِ كَذِبهِ، وَيثْبُتُ دخولُ شهْرِ رمضان خاصَة بشهادةِ رجلٍ واحد لقول ابن عُمر رضي الله عنهما: «تَرَاءَى الناسُ الهلالَ فأخْبرتُ النبي صلى الله عليه وسلّم أنِّي رأيتُهُ فصامَ وأمَرَ الناسَ بصيامِهِ»، رواه أبُو داودَ والحاكمُ وقال: على شرطِ مسلمٍ. ومَنْ رَآهُ مُتَيَقِّناً رُؤْيَته وجَبَ عليه إخبارُ وُلاَةِ الأمُورِ بذلك، وكَذلِكَ من رأى هلالَ شَوَّالٍ وذِي الحِجَّة لأنَّه يَتَرَتَّبُ على ذلك واجبُ الصومِ والفطر والحج ـ وما لا يتم الواجبُ إلاَّ به فهو واجب ـ وإن رآه وحدَه في مكانٍ بعيدٍ لا يمكنه إخبارُ ولاةِ الأمورِ فإنه يصوُم ويَسْعَى في إيصالِ الخبرِ إلى ولاةِ الأمورِ بقَدْرِ ما يَستطيعُ. وإذا أُعلنَ ثبوتُ الشهرِ من قِبَلِ الحكومةِ بالرَّاديو أو غيرهِ وجَبَ العملُ بذلك في دخولِ الشَّهْرِ وخروجه في رمضانَ أوْ غيرهِ؛ لأنَّ إعلانَه مِن قِبَل الحكومةِ حُجَّةٌ شرعيَّةٌ يجبُ العملُ بها. ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلّم بلالاً أنْ يؤذِّنَ في الناسِ مُعلناً ثبوتَ الشهرِ ليصُوموا حينَ ثَبَتَ عنده صلى الله عليه وسلّم دخولُهُ، وَجَعَلَ ذَلِكَ الإِعْلامَ مُلزِماً لهم بالصيامِ. وإذا ثَبتَ دخولُ الشهر ثبوتاً شرْعيَّاً فَلاَ عِبْرةَ بمنازل القمر؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم علَّقَ الحكْم برؤيةِ الهلالِ لا بمنَازلِهِ، فقالَ صلى الله عليه وسلّم: «إِذَا رَأيتُمُ الهلالَ فصُوموا وإِذَا رَأَيْتُمُوه فأفْطِروا»، متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلّم: «إن شَهِدَ شاهدان مُسْلمانِ فصومُوا وأفْطُروا»، رواه أحمد [8]. الأمر الثاني: مما يُحْكَمُ فيهِ بِدُخولِ الشَّهرِ إكْمالُ الشهرِ السابقِ قَبْله ثلاثينَ يَوْماً لأن الشَّهر الْقمريَّ لايمكن أن يزيدَ على ثلاثينَ يوماً ولا ينقصَ عن تسعةٍ وعشرينَ يوماً ورُبَّما يَتَوالَى شهْرَان أو ثلاثة إلى أربعة ثلاثين يوماً أو شهران أو ثلاثة إلى أربعة تسعة وعشرين يوماً، لَكن الغالِب شَهرٌ أو شهرانِ كامِلةٌ والثالثُ ناقصٌ. فَمَتَى تمَّ الشَّهْرُ السابقُ ثلاثينَ يوماً حُكمَ شرعاً بدخولِ الشهرِ الَّذِي يَلْيِهِ وإن لمْ يُرَ الهلالُ لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «صُوموا لِرؤيتِهِ وأفْطروا لرؤيته فإن غُمِّي عليكُمْ الشهر فعدوا ثلاثين»، رواهُ مسلم، ورواه البخاري بلفْظِ: «فإن غُبَّي عليكم فأكْمِلوا عدَّة شعبانَ ثَلاثينَ». وفي صحيح ابن خُزيمة من حديثِ عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: «كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم يَتحفَّظُ من شعبانَ ما لا يَتَحَفَّظ من غيرهِ ثم يصوم لرؤيةِ رمضان فإنْ غُمَّ عليه عَدَّ ثلاثين يوماً ثم صام»، وأخرجه أيضاً أبو دَاود والدَّارقطنيُّ وصحَّحهُ. وبهذه الأحاديث تبيَّن أنَّه لا يصامُ رمضانُ قبل رُؤْيَةِ هلالهِ. فإن لمْ يُرَ الهلالُ أُكْمِلَ شعبانُ ثلاثين يوماً. ولاَ يُصام يومُ الثلاثينَ منه سواءٌ كانتِ الليلةُ صحواً أم غيماً لقول عمار بن ياسرٍ رضي الله عنه: «مَنْ صَامَ اليومَ الَّذي يشكُّ فيه فقد عصى أبا القاسمِ صلى الله عليه وسلّم»، رواهُ أبو داود والترمذيُّ والنسائيُّ وذكره البخاريُّ تَعْلِيقاً. اللَّهُمَّ وفِّقْنا لاتِّبَاعِ الهُدى، وجنِّبنَا أسْبَاب الهلاكِ والشَّقاء، واجعل شَهرنَا هَذَا لَنَا شهرَ خيرٍ وبركةٍ، وأعِنَّا فيهِ على طاعتك، وجنِّبْنا طرقَ معصِيتك، واغْفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتِك يا أرْحَمَ الراحمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابِه والتابعينَ لهم بإِحسانٍ إلى يومِ الدِّين. ![]() رمضانيات (( 4 )) حدث في رمضان 2/ أعظم مؤتمر للشورى - الجزء الثاني - : لقد أقترب ابي سفيان من بدر اشد القرب و كان يعسكر عليها جيش المسلمين و بينما هو يسعى الي حتفه بظلفه أذ طالعة رجل يدعي مجدي بن عمرو فسأله عن جيش محمد , فقال مجدي لأبي سفيان " اني لم أقف في هذه الأرض علي شئ أنكره , ألا انني رأيت رجلين أناخا عن راحلتيهما الي جانب هذا التل ثم أستقيا من مائه و أنطلقا من هذا الطريق " و أسرع ابو سفيان الي مناخ الراحلتين و تناول بعرات من فضلاتهما و فت البعيرات بيده فوجد فيها نوى التمر , فقال " هذه علائق يثرب و رب الكعبة " و تأكد لديه ان الرجلين من أصحاب محمد . عند ذلك أنحرف ابي سفيان بالقافلة عن طريق الرسول _ صلي الله عليه و سلم _ و أصحابه و جعل يجد في السير حتى جاوز منطقة الخطر و بلغ مكانا لا تناله فيه يد محمد و أصحابة ................ ثم أرسل ابي سفيان الي قريش يعلمهما بنجاة القافلة , و ينصحها بالعودة الي مكة و عدم التعرض لقتال المسلمين , لكن ابي جهل – أخزاه الله – أبي ان يأخذ بنصيحة ابي سفيان و أصر علي مواصلة السير حتى يلقي محمد و اصحابه....... عرف الرسول صلوات الله عليه ان عير ابي سفيان نجت , و بلغه ما هو أخطر من ذلك ........ بلغه ان جيش مكة بقيادة ابي جهل مصمم علي قتال المسلمين عازم علي حربهم , و ان نجاة القافلة لن تمنعهه من مواصلة الزحف الي بدر و البطش بالمسلمين , وجد رسول الله صلي الله عليه و سلم نفسه ملزما بأن يتخذ قرارا حاسما فأما ان يعود الي يثرب بصحابته الذين لا يزيد عددهم علي ثلاث مئات الا قليلا تاركا جيش المشركين يجوس خلال الديار , و يظهر قوته امام القبائل الضاربة بين مكة و المدينة ............. و أما ان ينازل جيش المشركين الكبير بجيشة الصغير , بيد ان أتخاذ مثل هذا القرار الخطير لابد له من مؤتمر كبير يشترك فيه الجيش و قادته , فالمسلمون ما خرجوا مع الرسول صلي الله عليه و سلم ألا للأستيلاء علي قافلة لا يزيد عدد حمايتها علي اربعون رجلا ............ ثم تحول الأمر فجأة الي مجابه مع جيش لجب يقوده العناد و تسيره الأحقاد , و يدفعه التحدي .................... و في منتصف رمضان علي الأرجح أنعقد علي الرمال المتربعه علي كتف وادي (( ذفران )) أعظم مؤتمر للشورى عرفه تاريخ الأسلام ليقطع في أكبر أمر عرض للمسلمين في فجر الدعوة . كان أول المتحدثين في المؤتمر هو الصديق ابو بكر رضي الله عنه فقال و أحسن , ثم تاله الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عليه فتكلم و أجاز ...... ثم تبعهما المقداد بن عمر رضي الله عنهما فقال " يا رسول الله , أمضي الي ما أراك الله فنحن معك فالله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسي , أذهب انت و ربك فقاتلا أنا ها هنا قاعدون , و لكن نقول لك أذهب انت و ربك فقاتلا أنا معكما مقاتلون" فسر الرسول الكريم – صلي الله عليه و سلم – لمقالته , لكنه مزال يريد ان يسمع غيره , فلم يكن بين الذين تكلموا جميعا واحد من الأنصار و ما كان الرسول صلي الله عليه و سلم ليقطع في هذا الأمر من دونهم , ذلك لأن أكثريه جيشه منهم و هم الذين سيحملون عبئ المعركة علي كواهلهم ثم انهم حين بايعوا الرسول صلي الله عليه و سلم في العقبة الثانية تعهدوا له بحمايته مما يحمون منه انفسهم و أبنائهم و أهليهم و لم يعدوه بالقتال معه خارج ديارهم أدرك الأنصار ان الرسول صلي الله عليه و سلم راغب في لقاء المشركين , و انه لا يريد ان يقطع في ذلك ألا برأيهم , فقام سيدهم سعد بن معاز و أعلن في كلمات حاسمة حازمة عزم الأنصار خوض المعركة مع نبيهم , فقال مخاطبا الرسول صلوات الله عليه " قد أمنا بك يا رسول الله و صدقناك و شهدنا أن ما جئت به هو الحق , و أعطيناك عهودنا و مواثيقنا علي السمع و الطاعة فأمضي يار رسول الله لما أردت , فوالذي بعثك بالحق لو أستعرضت بنا البحر لخضناه معك و ما تخلف منا رجل واحد و ما نكره ان تلقي بنا عدونا غدا , أنا يا رسول الله لصبر في الحرب , صدق عند اللقاء , و لعل الله يريك منا ما تقر به عينك , فسر بنا علي بركة الله " حسمت هذه الكلمات الحازمات الأمر و ظهر علي وجه الرسول الكريم – صلي الله عليه و سلم – السرور و البشر و أمر الجيش الأسلامي بالتوجه الي لقاء عدو الله و عدوه ثم خاطب المسلمين قائلا " سيروا و أبشروا , فأن الله تعالي قد وعدين أحدى الطائفتين , و الله لكأني أنظر الي مصارع القوم " و تحرك الجيش نحو بدر و هناك ألتقي الجمعان , جمع قليل بعدده و عدده , كثير بأيمانه و يقينه , و جمع غفير بعدده و وفير بعدده , قليل بكفره و جهوده . و دارت بين الطرفين رحى حرب ضروس دافع فيها المؤمنون عن أيمانهم و ناضل فيها المشركون عن كفرهم , ألي ان كتب الله لجنده النصر و الغنيمة , و كتب لجند اللات و العزة الخيب و الهزيمة " و لينصرن اله من ينصره ان الله لقوي عزيز" >>>
__________________
![]() Always remember two things Don’t' take any decision when you are Angry Don’t' make any promises when you are Happy |
#13
|
||||
|
||||
![]() مجالس رمضان
4/ في حكم قيام رمضان : الحمدُ لله الَّذِي أعانَ بفضلِهِ الأقدامَ السَّالِكة، وأنقذ برحمته النُّفوسَ الهالِكة، ويسَّر منْ شاء لليسرى فرغِبَ في الآخِرة، أحمدُه على الأمور اللَّذيذةِ والشَّائكة، وأشهد أن لا إِله إلاَّ الله وَحدَهُ لا شريكَ له ذو الْعزَّةِ والْقهرِ فكلُّ النفوسِ له ذليلةٌ عانِيَة، وأشهد أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُه القائمُ بأمر ربِّه سِراً وعلاَنِية، صلَّى الله عليه وعلى صاحبه أبي بكْرٍ الَّذِي تُحَرِّضُ عَلَيْه الْفرقَة الآفِكة، وعَلَى عُمَرَ الَّذِي كانَتْ نَفْسُه لنفسه مالِكَة، وعَلَى عُثمانَ مُنْفِقِ الأمْوال المتكاثرة، وعَلَى عَليِّ مُفرِّقِ الأبطالِ في الجُموع المُتكاثفَة، وَعَلَى بَقيَّةِ الصَّحابة والتابعين لهم بإحسانٍ ما قَرعتِ الأقدام السالِكَة، وسلَّم تسليماً. إخواني: لَقَدْ شَرَع اللهُ لعبادِهِ العباداتِ ونوَّعها لهم ليأخُذوا مِنْ كل نوع منها بنَصيب، ولِئَلاَّ يَملوا من النَّوْع الواحدِ فَيْتركُوا العملَ فيشقَى الواحِدُ منهم ويخيب، وَجَعَلَ منها فَرَائض لا يجوزُ النَّقصُ فيها ولا الإِخْلاَل. ومنها نَوَافل يحْصُلُ بها زيادةُ التقربِ إلى اللهِ والإِكمَال. فمِنْ ذَلِكَ الصلاةُ فَرضَ الله منها على عبادِهِ خمسَ صلواتٍ في اليومِ واللَّيْلَةِ خَمْساً في الْفِعلِ وخمسينَ في الميزانِ، وندَبَ الله إلى زيادةِ التَّطوع من الصلوات تكميلاً لهذَه الفرائِض، وزيادةَ في القُربى إليه فمِنْ هذه النوافل الرواتبُ التابعةُ للصَّلواتِ المفروضةِ: ركعتَان قبلَ صلاةِ الفجر، وأربعُ ركعاتٍ قبلَ الظهر، وَرَكْعتان بعْدَها، ورَكعتَان بعد المغْرب، وركعَتانِ بَعْد الْعشَاءِ. ومنها صلاةُ الليل التي امْتدَحَ الله في كتابِهِ القَائمينَ بها فقال سبحانه: {وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَـاماً } [الفرقان: 46]، وقال: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَـهُمْ يُنفِقُونَ * فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [السجدة: 16، 17]، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلّم: «أفضل الصلاةِ بَعْد الفريضةِ صلاةُ الليل»، رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلّم: «أيُّها الناس أفْشوا السلامَ وأطعِمُوا الطعامَ وصِلوا الأرْحَامَ وصَلُّوا باللَّيل والناسُ نيامٌ تَدخُلُوا الجنّةَ بِسَلام»، رواه الترمذي وقال: حسن صحيح وصححه الحاكم. ومن صلاة اللَّيل الوترُ أقلُّه ركعةٌ وأكثرهُ إحدَى عشرةَ ركعةً. فيُوتِرُ بركعةٍ مفردة لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلّم: «منْ أحبَّ أنْ يُوتِر بواحدةٍ فَلْيفعلْ»، رواه أبو داود والنسائي. ويُوْتِر بثلاث لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «مَنْ أحبَّ أن يوتر بثلاثٍ فلْيَفْعَل»، رواه أبو داود والنسائي. فإنْ أحب سَرَدَها بسلامٍ واحدٍ لما روى الطحاويُّ أنَّ عُمر بنَ الخطاب رضي الله عنه أوتر بثلاثِ ركعاتٍ لم يسلِّم إلاَّ في آخرهِنَّ. وإنْ أحبَّ صلَّى ركعتين وسلَّم ثم صلَّى الثالثة لِمَا روى البخاريُّ عن عبدالله بن عُمَر رضي الله عنهما أنَّه كان يسلَّمُ بين الرَّكعتين والرَّكعةِ في الوترِ حتى كان يأمرُ ببعض حاجته. ويوتر بخَمْس فيسْردُها جميعاً لا يجْلسُ ولا يَسلِّمُ إلاّ في آخِرِهنَّ. لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «من أحبَّ أن يوتر بخمْسٍ فليفْعل»، رواه أبو داود والنسائي. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلّم يُصلِّي من الليلِ ثلاثَ عَشْرَة ركعةً يوترُ مِنْ ذَلِكَ بخمسٍ لا يَجْلسُ في شَيْءٍ منهن إلا في آخِرهِنّ»، متفق عليه. ويوتر بسبع فيسْرِدُها كالخمْس لقول أمِّ سلمةَ رضي الله عنها: «كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم يوتر بسبعٍ وبخمسٍ لا يَفْصلُ بينهن بسلامٍ ولا كلامٍ»، رواه أحمد والنسائي وابن ماجة. ويوتر بتسع فيسردُها لا يجلس إلاَّ في الثَّامنَةِ، فيقرَأ التشهد ويدعُو ثم يقومُ ولا يسلَّمُ فيصلِّي التاسعةَ ويتشهد ويدعو ويسلِّم لحديث عائشةَ رضي الله عنها في وِتْر رسول الله صلى الله عليه وسلّم قالَتْ: «كان يصلِّي تسْعَ رَكَعَاتٍ لا يجلسُ فيها إلا في الثَّامِنَةِ فيذكرُ الله ويحمدَهُ ويدْعُوه ثم يَنْهضُ ولا يُسلِّم ثم يَقُومُ فيصلَّي التاسعة ثم يقعُدُ فيذكرُ الله ويحمدُهُ ويدْعُوه ثم يسلِّم تسليماً يسمعُنا» الحديث، رواه أحمد ومسلم. ويصلِّي إحْدى عشْرة ركعةً. فإن أحَبَّ سلَّم من كل ركعتين وأوْتَرَ بواحدةٍ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: «كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم يُصلِّي ما بينَ أنْ يفْرَغَ من صلاةِ العشاءِ إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلِّم بين كل ركعتين ويُوْتر بواحدةٍ» الحديث رواه الجماعةُ إلاّ الترمذيَّ. وإن أحبَّ صلَّى أربعاً ثم أرْبعاً ثم ثلاثاً لحديث عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلّم يُصلِّي أربعاً[9] فلا تسْألْ عن حُسْنِهنَّ وطولهنَّ ثم يصلِّي أربعاً فلا تسألْ عن حُسْنِهنَّ وطولهنَّ ثم يصلِّي ثلاثاً»، متفق عليه. وسَرْدُ الخمسِ والسبع والتسعِ إنما يكونُ إذا صلَّى وحده أو بجماعة محصورين اختاروا ذلك. أما المساجدُ العامة فالأولى للإِمام أن يسلِّم في كل ركعتين لِئلاَّ يشقَّ على الناس ويربِكَ نياتهم، ولأنَّ ذَلِكَ أيسُر لهم. وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلّم: «أيُّكم أَمَّ النَّاسَ فليوجِزْ فإِنَّ مِنْ ورائه الكبيرَ والضعيفَ وذا الحاجة»، وفي لفظٍ: «فإذا صلَّى وَحْدَه فليصلِّ كيف يَشاء»، ولأنَّه لم يُنْقَلُ أن النبي صلى الله عليه وسلّم أوتر بأصحابه بهذه الكَيفيَّة وإنَّما كان يَفْعَلُ ذلك في صلاتِهِ وحده. وصلاةُ الليل في رمضانَ لها فضيلةٌ ومزيَّةٌ على غيرها لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «مَنْ قَام رمضانَ إِيْماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِهِ»، متفق عليه. ومعنى قوله: «إِيْماناً» أي: إيماناً بالله وبما أعدَّه من الثوابِ للقائِمينَ، ومعنى قوله: «احتساباً» أي: طلباً لثَوابِ الله لم يَحْمِله على ذلك رياءٌ ولاَ سمعة ولا طلبُ مالٍ ولاَ جاهٍ. وقيام رمضان شاملٌ للصَّلاةِ في أولِ اللَّيل وآخرِهِ. وعلى هَذَا فالتَّراويحُ منْ قِيام رمضانَ: فينْبغِي الحرْصُ عليها والاعتناءُ بها واحتسابُ الأجْرِ والثوابِ مِنَ اللهِ عَلَيْهَا. وما هِيَ إلاَّ لَيالٍ مَعْدودةٌ ينْتهزُها المؤمنُ العاقلُ قبل فوَاتِها. وإنما سُمِّيَتْ تراويحَ لأن الناسَ كانُوا يُطِيلونَها جدَّاً فكلما صَلَّوا أربَعَ رَكْعَاتٍ استراحُوا قليلاً. وكان النبيّ صلى الله عليه وسلّم أوَّل من سَنَّ الْجَمَاعَةَ في صلاةِ التَّراويحِ في الَمسْجِدِ، ثم تركها خوفاً من أنْ تُفْرضَ على أمَّتِهِ، ففي الصحيحين عَنْ عائشةَ رضي الله عنها أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم صلَّى في المسجدِ ذات لْيلةٍ وصلَّى بصلاتِهِ ناسٌ ثُمَّ صلَّى من الْقَابلةِ وكثر الناسُ ثم اجْتمعوا من اللَّيْلة الثالثةِ أو الرابعةِ فلَمْ يخرجْ إِلَيْهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم فَلَمَّا أصبَحَ قال: «قد رأيتُ الَّذِي صَنَعْتُم فلم يَمْنعني من الخُروجِ إليكم إلاَّ إِنِي خَشيتُ أنْ تُفْرضَ عَلَيْكُمْ. قال: وَذَلِكَ فِي رمضانَ». وعن أبي ذرٍ رضي الله عنه قال: «صُمْنا مع النبيَّ صلى الله عليه وسلّم فلَمْ يقُمْ بنا حتى بَقِي سَبْعٌ من الشَّهْرِ، فقامِ بِنَا حتى ذَهبَ ثُلُثُ اللَّيْل، ثُمَّ لم يقم بنا في السادسة، ثم قام بنا في الخامسة حتى ذهب شَطْرُ الليلِ أي نصفُه فقلنا: يا رسولَ الله لو نَفَّلتَنا بَقيَّة ليلتنا هذه فقال صلى الله عليه وسلّم: إنَّه مَنْ قام مع الإِمامِ حَتَّى ينْصرفَ كُتِبَ له قيامُ ليلةٍ» الحديث، رواه أهْل السنن بسندٍ صحيحٍ. واختَلَفَ السَّلفُ الصَّالحُ في عدد الركعاتِ في صلاةِ التَّراويحِ والْوترِ مَعَهَا. فقيل: إحْدَى وأربعون ركعةً وقيل: تسعٌ وثلاثونَ وقيل: تسعٌ وعشرونَ وقيل: ثلاثٌ وعشرون وقيل: تسعَ عشرةَ وقيل: ثلاثَ عشرةَ وقيل: إحدى عشرةَ وقيل: غير ذلك. وأرجح هذه الأقوال أنها إحدى عشرةَ أو ثلاثَ عشرةَ لما في الصحيحين عن عائشةَ رضي الله عنها أنهَا سُئِلَتْ كيفَ كانتْ صلاةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلّم في رمضان؟ فقالت: «ما كانَ يزيدُ في رمضانَ ولا غيرِه على إحْدى عَشرةَ رِكعةً»، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كانتْ صلاةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلّم ثَلاَثَ عشْرةَ ركعةً يعني مِنَ اللَّيْل»، رواه البخاري. وفي المُوطَّأ عن السَّائِب بن يزيدَ رضيَ الله عنه قال: «أمرَ عُمَر بنُ الخطابِ رضي الله عنه أُبيِّ بنَ كَعْب وتميماً الداريَّ أنْ يقُومَا للنَّاس بإحْدى عَشرةَ ركعةً»[10]، وكان السلفُ الصَّالحُ يطيلونَهَا جِداً، ففي حديث السائب بن يزيدَ رضي الله عنه قال: «كان القارأ يقرأ بالمئين يعني بمئات الآيَاتِ حَتَّى كُنَّا نَعْتمدُ على الْعصِيِّ منْ طولِ القيامِ، وهذا خلافُ ما كان عليه كثيرٌ من النَّاس الْيَوْمَ حيثُ يُصَلُّون التراويحَ بسُرعةٍ عظيمةٍ لا يَأتُون فيها بواجِبِ الهدُوءِ والطّمأنينةِ الَّتِي هي ركنٌ منْ أركانِ الصلاةِ لا تصحُّ الصلاةُ بدونِهَا فيخلُّون بهذا الركن ويُتْعِبونَ مَنْ خَلْفَهُم من الضُّعفاءِ والمَرْضَى وكبارِ السَنِّ فيَجْنُونَ عَلَى أنفُسهمْ ويجْنونَ على غيرهم، وقد ذَكَرَ العلماءُ رحِمَهُم الله أنَّهُ يُكْرَه للإِمام أنْ يُسرعَ سرعةً تَمنعُ المأمُومينَ فعلَ ما يُسنُّ، فكيف بسُرعةٍ تمْنَعهُمْ فعْلَ مَا يجبُ، نسألُ الله السَّلامةَ. ولا ينبغي للرَّجل أنْ يتخلَّفَ عن صلاةِ التَّراويِح، لينالَ ثوابها وأجْرَها، ولا ينْصرفْ حتى ينتهي الإِمامُ منها ومِن الوترِ ليحصل له أجْرُ قيام الليل كلَّه. ويجوز للنِّساءِ حُضورُ التراويحِ في المساجدِ إذا أمنتِ الفتنةُ منهنَّ وبهنَّ لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلّم: «لا تَمْنعوا إماءَ الله مساجدَ الله»[11]. ولأنَّ هذا مِنْ عملِ السَّلفِ الصالحِ رضي الله عنهم، لكِنْ يجبُ أنْ تأتي متسترةً متحجبةً غَيرَ متبرجةٍ ولا متطَيبةٍ ولا رافعةٍ صوتاً ولا مُبديةٍ زينةً لِقولِهِ تعالى: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31] أي: لكِنْ ما ظهرَ منْها فلا يمكن إخفاؤه وهيَ الجلبَابُ والعبَاءَةُ ونحْوهُما ولأن النبيَّ صلى الله عليه وسلّم لما أمر النِّساءَ بالخروج إلى الصلاة يومَ العِيد قالت أمُّ عطية: يا رسولَ اللهِ إحدانا لا يكونُ لها جِلَبابٌ قال: «لتُلبِسها أُختُها من جلبابها»، متفق عليه. والسنة للنساء أن يتأخرن عن الرجالَ ويبعِدْن عنْهم ويبدأنَ بالصَّف المُؤخَّر بالمُؤخَّر عكس الرجال لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «خير صفوف الرجَالِ أوَّلُهَا وشرُّها آخِرُها وخير صفوفِ النساءِ آخِرُها وشُّرها أوَّلُها»، رواه مسلم. ويَنْصرفنَ من المسجدِ فورَ تَسليمِ الإِمامِ، ولا يتأخَّرنَ إلاَّ لِعذرٍ لحديثِ أمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قالتْ: «كان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا سلَّم قامَ النِّساءُ حِينَ يقضِي تسليمَه وهو يمكُثُ في مَقامِهِ يَسْيراً قبل أنْ يقومَ»، قالتْ: نرى والله أعلم أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال. رواه البخاري. اللَّهُمَّ وفقْنا لِمَا وَفَّقتَ القومَ واغْفِر لَنَا ولِوَالديْنا ولجميع المسلمينَ برحمتِكَ يا أرحم الرَّاحمين وصلَّى الله وسلَّم على نبينَا محمدٍ وآلِهِ وصحبِهِ أجمعين. ![]() رمضانيات (( 5 )) حدث في رمضان 3/مصرع ابي جهل - الجزء الأول - : فى هذا الشهر الكريم ,طويت اكبر راية من رايات الجاهلية السود........ وهوى اضخم صنم من اصنام الشرك فى جزيرة العرب. ففى السابع عشر من رمضان ,سنة اثنتين للهجرة لقى ابو جهل مصرعة على ايدى المسلمين فى بدر ....... وغيبت رمال (القليب) فى جوفها السحيق اكبر طاغية عرفتة جزيرة العرب. ولابى جهل قصة لا ينساها تاريخ الصراع بين الحق والباطل. كان عمرو بن هشام المخزومى القرشى سيدا من سادات العرب فى الجاهلية وبطلا من ابطال قريش المعدودين وداهية من دهاتها المشهورين ,وكانت تكنية (بابى الحكم) فاطلق علية المسلمون (ابا جهل) . لقد سودت قريش ابا جهل وهو فتى لم يطر شاربة وادخلتة فى دار الندوة مع الكهول لينظر فى شئونها ويقطع فى امورها. وقد كان جديرا بعقل ابى جهل وحكمته ان يقوداة الى اليمان بدعوة الاسلام والاذعان لكلمة الحق والفوز بسؤدد الدنيا وعز الاخرة ولكنة العناد. انة العناد ةالذى اخرج ابليس من الجنة ........وادخل ابا جهل النار .......... انة العناد الذى جعل ابا جهل يستمع ذات مرة هو والاخنس الثقفى الا الرسول صلوات الله علية وهو يتلو طائفة من ايات الله البينات , فقال الاخنس لابى (ما رايك يا ابا الحكم فيما سمعت من محمد؟) فقال ماذا سمعت؟ تنازعنا نحن وبنو (عبد مناف) الشرف ....... اطعموا فاطعمنا, وحملوا فحملنا ,واعطوا فاعطينا ... حتى اذا تحاذينا على الكب وكنا كفرسى رهان منا نبى ياتية الوحى من السماء...... فمتى ندرك ذلك؟!........ والله لا نومن بة ابدا ولا نصدقة ولج ابو جهل فى عنادة , واستعمل قوتة وسطوتة فى ايذاء المسلمين تارة بيدة واخرى بلسانة وثالثة بكيده وكفره ...... فكان الله سبحانة يرد كيدة فى نحره ,ويجعل علية عاقبة امرة . اذى الرسول صلوات الله علية ذات مرة فكان ذلك سببا فى اسلام عم الرسول _صلى الله علية وسلم _حمزة بن عبد المطلب .....فعز بذلك الاسلام ,وفرح بة المسلمون, ودعوا حمزة رضوان الله علية (اسد الله) فكان اسدا على المشركين . وبالغ هو وقومه فى اضطهاد المسلمين المستضعفين ,فسلطوا عليهم السفهاء واغروا بهم الحمقى فكان ذلك سببا للهجرة وكانت الهجرة سببا فى ازالة دولة الشرك واعلاء كلمة الله فى الارض . واشار ابو جهل على قومة يوم الندوة بقتل الرسول صلوات الله علية للتخلص من دعوتة فاخذت قريش بمشورتة ووقف ابو جهل ليلة تنفيذ الجريمة مع الذين احاطوا بمنزل الرسول _صلى الله علية وسلم _ فخرج رسول الله صلوات الله علية من المنزل المطوق تحت سمع القوم وامام ابصارهم وفى يدة حفنة من تراب ذرها على راس ابى جهل ومن كان مع ابى جهل وهو يتلو قولة عز وجل (وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لايبصرون ) وطار صواب ابى جهل وفقد عقلة حين افلتت الضحية من براثنة فطاف بيوت مكة يبحث عن الرسول _صلى الله علية وسلم _ من غير جدوى . كان اول بيت قصدة بيت ابى بكر الصديق فخرجت لة اسماء بنت ابى بكر فقال لها ابو جهل (اين ابوك ؟) فقالت البنت (لاادرى.........)فرفع عند ذلك يدة الاثمة ولطم خذ اسماء لطمة قاسية سقط من شدتها قرطها . وبينما كان ابو جهل واتباعة يبحثون عن محمد فى كل مكان ,مهتاجين ملتاعين...... كانت (يثرب) تخرج بشيبها وشبابها وفتيانها لتستقبل نزيلها العظيم ونبيها الكريم _صلى الله علية وسلم _بالفرحة والاهازيج وبينما كان ابو جهل ياكل نفسة حسدا وحقدا فى مكة0000 كان الرسول الكريم _صلى الله علية وسلم _يرثى فى (يثرب) دعائم دولة الاسلام . ولم يمض على هجرة الرسول صلوات الله علية الا تسعة عشر شهرا ,حتى اصبح فى وسع المهاجرين المستضعفين ان يهددوا تجارة قريش مع الشام 00000 وان يقضوا مضاجع اقيال مكة وان يتصدوا لابى جهل واتباعة ,وان ينزلوا بهم هزيمة غيرت وجة التاريخ . لقد عرف الرسول صلوات الله علية ان ابا سفيان قادم من الشام على راس قافلة تجارية كبرى ,فيها الف بعير موقرة باغلى نفائس الشام مما تحبة قريش وتوثرة .فوجدها المسلمون فرصة سانحة للثار لاموال المسلمين المهاجرين التى صادرها كفار قريش في مكة وللظكفر بما يقابل الثروات التى خلفوها ابان الهجرة 00000 ولضرب معسكر الشرك فى مكة ضربة قاسمة ![]() مجالس رمضان 5/ في فضْل تلاَوة القرآن وأنواعهَا الحَمْدُ لله الدَّاعي إلى بابه، الموفِّق من شاء لصوابِهِ، أنعم بإنزالِ كتابِه، يَشتملُ على مُحكم ومتشابه، فأما الَّذَينَ في قُلُوبهم زَيْغٌ فيتبعونَ ما تَشَابَه منه، وأمَّا الراسخون في العلم فيقولون آمنا به، أحمده على الهدى وتَيسيرِ أسبابِه، وأشهد أنْ لا إِله إلاَّ الله وحدَه لا شَريكَ له شهادةً أرْجو بها النجاةَ مِنْ عقابِه، وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه أكمَلُ النَّاس عَملاً في ذهابه وإيابه، صلَّى الله عليه وعلى صاحبه أبي بكرٍ أفْضل أصحَابه، وعَلَى عُمر الَّذِي أعَزَّ الله بِهِ الدِّيْنَ واسْتَقَامَتِ الدُّنْيَا بِهِ، وَعَلَى عثمانَ شهيدِ دارِهِ ومِحْرَابِه، وعَلى عليٍّ المشهورِ بحَلِّ المُشْكِلِ من العلوم وكَشْفِ نِقابه، وَعَلَى آلِهِ وأصحابه ومنْ كان أوْلَى بِهِ، وسلَّمَ تسليماً. إخواني: قالَ الله تَعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَـابَ اللَّهِ وَأَقَامُواْ الصَّلَوةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَـاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَـارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } [فاطر: 29، 30]. تِلاوةُ كتَابِ اللهِ عَلَى نوعين: تلاوةٌ حكميَّةٌ وهي تَصْدِيقُ أخبارِه وتَنْفيذُ أحْكَامِهِ بِفِعْلِ أوامِرِهِ واجتناب نواهيه. وسيأتي الكلام عليها في مجلس آخر إن شاء الله. والنوعُ الثاني: تلاوة لفظَّيةٌ، وهي قراءتُه. وقد جاءت النصوصُ الكثيرة في فضْلِها إما في جميع القرآنِ وإمَّا في سُورٍ أوْ آياتٍ مُعَينَةٍ منه، ففِي صحيح البخاريِّ عن عثمانَ بن عفانَ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قالَ: «خَيرُكُم مَنْ تعَلَّمَ القُرآنَ وعَلَّمَه»، وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «الماهرُ بالقرآن مع السَّفرةِ الكرامِ البررة، والذي يقرأ القرآنَ ويتتعتعُ فيه وهو عليه شاقٌّ له أجرانِ». والأجرانِ أحدُهُما على التلاوةِ والثَّاني على مَشقَّتِها على القارئ. وفي الصحيحين أيضاً عن أبي موسى الأشْعَريِّ رضي الله عنه أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلّم قالَ: «مثلُ المؤمنِ الَّذِي يقرأ القرآنَ مَثَلُ الأتْرُجَّةِ ريحُها طيبٌ وطعمُها طيّبٌ، ومثَلُ المؤمِن الَّذِي لاَ يقرَأ القرآنَ كمثلِ التمرة لا ريحَ لها وطعمُها حلوٌ»، وفي صحيح مسلم عن أبي أمَامةَ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «اقْرَؤوا القُرآنَ فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعاً لأصحابهِ». وفي صحيح مسلم أيضاً عن عقبةَ بن عامرٍ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قالَ: «أفلا يغْدو أحَدُكمْ إلى المسجدِ فَيَتعلَّم أو فيقْرَأ آيتينِ منْ كتاب الله عزَّ وجَلَّ خَيرٌ لَهُ مِنْ ناقتين، وثلاثٌ خيرٌ له من ثلاثٍ، وأربعٌ خير له مِنْ أربَع ومنْ أعْدادهنَّ من الإِبِلِ». وفي صحيح مسلم أيضاً عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قَالَ: «ما اجْتمَعَ قومٌ في بيتٍ مِنْ بُيوتِ اللهِ يَتْلُونَ كتابَ الله ويَتدارسونَهُ بَيْنَهُم إلاَّ نَزَلَتْ عليهمُ السكِينةُ وغَشِيْتهُمُ الرحمةُ وحفَّتهمُ الملائكةُ وَذَكَرَهُمْ الله فيِمَنْ عنده». وقال صلى الله عليه وسلّم: «تعاهَدُوا القرآنَ فوالذي نَفْسِي بيده لَهُو أشدُّ تَفلُّتاً من الإِبلِ في عُقُلِها»، متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلّم: «لا يقُلْ أحْدُكم نَسيَتُ آية كَيْتَ وكيْتَ بل هو نُسِّيَ»، رواه مسلم. وذلك أنَّ قولَه نَسيتُ قَدْ يُشْعِرُ بعدمِ المُبَالاةِ بِمَا حَفظَ من القُرْآنِ حتى نَسيَه. وعن عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «من قَرأ حرفاً من كتاب الله فَلَهُ به حَسَنَةٌ، والحسنَةُ بعشْر أمْثالها، لا أقُول الم حرفٌ ولكن ألفٌ حرفٌ ولاَمٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ»[12]، رواه الترمذي. وعنه رضي الله عنه أيضاً أنَّه قالَ: «إنَّ هذا القرآنَ مأدُبةُ اللهِ فاقبلوا مأدُبَتَه ما استطعتمُ، إنَّ هذا القرآن حبلُ اللهِ المتينُ والنورُ المبينُ، والشفاءُ النافعُ، عصمة لِمَنْ تمسَّكَ بِهِ ونجاةٌ لِمَنْ اتَّبعَهُ، لا يزيغُ فَيُستَعْتَب، ولا يعوَجُّ فيقوَّمُ، ولا تنقضي عجائبه، ولا يَخْلَقُ من كثرةِ التَّرْدَادَ، اتلُوه فإنَّ الله يَأجُرُكُم على تلاوتِهِ كلَّ حرفٍ عشْرَ حسناتٍ. أمَا إني لا أقولُ الم حرفٌ ولكِنْ ألِفٌ حرفٌ ولاَمٌ حرفٌ وميم حرفٌ» رواه الحاكِم. إخواني: هذه فضائِل قِراءةِ القُرآنِ، وهذا أجْرُه لمن احتسب الأجرَ مِنَ الله والرِّضوان، أجورٌ كبيرةٌ لأعمالٍ يسيرةٍ، فالمَغْبونُ منْ فرَّط فيه، والخاسرُ مَنْ فاتَه الرِبْحُ حين لا يمكنُ تَلافِيه، وهذه الفضائلُ شاملةٌ لجميع القرآنِ. وَقَدْ وردت السُّنَّةُ بفضائل سُورٍ معينةٍ مخصصةٍ فمن تلك السور سورةُ الفاتحة. ففي صحيح البخاري عن أبي سَعيدِ بن المُعلَّى رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال له: «لأعُلِّمنَّك أعْظَم سورةٍ في القرآن {الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَـلَمِينَ } هي السَّبعُ المَثَانِي والقرآنُ العظيمُ الذي أوتيْتُه»، ومن أجل فضيلتِها كانت قراءتُها ركْناً في الصلاةِ لا تصحُّ الصلاةُ إلاَّ بها، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلّم: «لا صلاةَ لمن لم يقرأ بفاتحةِ الكتاب»، متفق عليه. وعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم: «مَنْ صلَّى صلاةً لمْ يقرأ فيها بفاتحةِ الكتاب فهي خِدَاجٌ يقولها ثلاثاً»، فقيل لأبي هريرة إنا نكون وراءَ الإِمام فقال اقْرأَ بِها في نَفْسكَ. الحديث، رواه مسلم. ومن السور المعيَّنَة سورةُ البقرة وآل عمران قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «اقرؤوا الزهراوين البقرةُ وآل عمران فإنهما يأتيان يومَ القيامةِ كأنَّهُمَا غَمامتان أو غَيَايتان أو كأنهما فِرْقَانِ مِنْ طيرٍ صوافَّ تُحاجَّانِ عن أصحابهما اقرؤوا سُورَة البقرةِ فإنَّ أخْذَها بَرَكةٌ وتَرْكَها حسرةٌ لا يستطيعها البَطَلَةُ» يعني السحرة، رواه مسلم. وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «إنَّ البيتَ الَّذِي تُقرأُ فيه سورة البقرةِ لا يَدْخله الشَّيطانُ»، رواه مسلم. وَذَلِكَ لأنَّ فيها آية الكرسيِّ. وقد صحَّ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلّم أن من قرأها في لَيْلَةٍ لم يَزَلْ عليه مِنَ الله حافظٌ ولا يَقربُه شيطانٌ حتى يُصْبحَ. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ جبْريلَ قالَ وهُو عِنْدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلّم: هذا بابٌ قد فُتِحَ من السَّماءِ ما فُتحَ قَطُّ، قال: فنزلَ منْه مَلكٌ فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلّم فقال: «أبْشرْ بنورَيْن قد أوتيتهما لم يؤتهُمَا نبيُّ قَبْلَك فاتِحةُ الكتابِ وخواتيمُ سورةِ البقرةِ لن تقْرَأ بحرفٍ منهما إلاَّ أوتِيتَهُ»، رواه مسلم. ومن السُّورِ المعينةِ في الفضيلةِ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } [الإِخلاص: 1] ففي صحيح البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قالَ فيها: «والَّذِي نفْسي بيده إنَّها تعدلُ ثُلُثَ القرآنِ»، وليس معنى كونِها تعدلُه في الفضيلـةِ أنَّها تُجْزِأ عنه. لذَلِكَ لو قَرَأهَا في الصلاةِ ثلاثَ مراتٍ لم تُجْزئه عن الفاتحةِ. ولا يَلْزَم من كونِ الشيءِ معادلاً لغيرهِ في الفضيلةِ أنْ يُجزأ عنه، ففي الصحيحين عن أبي أيُّوبَ الأنصارِي رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «مَنْ قالَ لا إِله إلاَّ الله وحده لا شريك له له الُملْكُ وله الحمدُ عَشْرَ مرَّاتٍ كان كمَن أعتقَ أربعةَ أنفُسٍ من ولدِ إسْماعيلَ» ومع ذلك فلو كان عليه أربعُ رقاب كفارة فقال هذا الذكر لم يجزئه عن هذه الرقاب وإن كان يعادلها في الفضيلة. ومن السُّور المعيَّنةِ في الفضيلةِ سُورتَا المُعوِّذَتَين {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ الْفَلَقِ } و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ }، فعن عُقْبةَ بن عامرٍ رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «ألمْ تَر آيَاتٍ أُنْزِلَت الليلةَ لمْ يُرَ مثْلُهُنَّ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ بِرَبِّ الْفَلَقِ } و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ }»، رواه مسلم. وللنَّسائي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم أمرَ عُقبَةَ أنْ يقرأ بهما ثم قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «ما سَأَلَ سائِل بمثلهما ولا اسْتَعَاذَ مُسْتِعيذٌ بمثلهما». فاجْتهدوا إخواني في كثرةِ قراءةِ القرآنِ المباركِ لا سيَّما في هذا الشهرِ الَّذِي أنْزل فيه فإنَّ لكثْرة القراءةِ فيه مزيَّةً خاصةً. كان جبريلُ يُعارضُ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم القُرْآنَ في رمضانَ كلَّ سنةٍ مرّةً. فَلَمَّا كان العامُ الَّذي تُوُفِّي فيه عارضَه مرَّتين تأكيداً وتثبيتاً. وكان السَّلفُ الصالحُ رضي الله عنهم يُكثِرون من تلاوةِ القرآنِ في رمضانَ في الصلاةِ وغيرها. كان الزُّهْرِيُّ رحمه الله إذا دخلَ رمضانُ يقول إنما هو تلاوةُ القرآنِ وإطْعَامُ الطَّعامِ. وكان مالكٌ رحمه الله إذا دخلَ رمضانُ تركَ قراءةَ الحديثِ وَمَجَالسَ العلمِ وأقبَل على قراءةِ القرآنِ من المصْحف. وكان قتادةُ رحمه الله يخْتِم القرآنَ في كلِّ سبعِ ليالٍ دائماً وفي رمضانَ في كلِّ ثلاثٍ وفي العشْرِ الأخير منه في كلِّ ليلةٍ. وكان إبراهيمُ النَخعِيُّ رحمه الله يختم القرآن في رمضان في كلِّ ثلاثِ ليالٍ وفي العشر الأواخِرِ في كلِّ ليلتينِ. وكان الأسْودُ رحمه الله يقرأ القرآنَ كلَّه في ليلتين في جميع الشَّهر. فاقْتدُوا رحمَكُمُ الله بهؤلاء الأخْيار، واتَّبعوا طريقهم تلحقوا بالْبرَرَةِ الأطهار، واغْتَنموا ساعات اللَّيلِ والنهار، بما يُقرِّبُكمْ إلى العزيز الغَفَّار، فإنَّ الأعمارَ تُطوى سريعاً، والأوقاتَ تمْضِي جميعاً وكأنها ساعة من نَهار. اللَّهُمَّ ارزقْنا تلاوةَ كتابِكَ على الوجهِ الَّذِي يرْضيك عنَّا. واهدِنا به سُبُلَ السلام. وأخْرِجنَا بِه من الظُّلُماتِ إلى النُّور. واجعلْه حُجَّةً لَنَا لا علينا يا ربَّ العالَمِين. اللَّهُمَّ ارْفَعْ لَنَا به الدَّرجات. وأنْقِذْنَا به من الدَّرَكات. وكفِّرْ عنَّا به السيئات. واغْفِر لَنَا وَلِوَالِديِنَا ولجميعِ المسلمينَ برحمتكَ يا أرْحَمَ الراحمين. وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
__________________
![]() Always remember two things Don’t' take any decision when you are Angry Don’t' make any promises when you are Happy |
#14
|
||||
|
||||
![]() رمضانيات (( 6))
حدث في رمضان 3/ مصرع ابي جهل - الجزء الثاني - : عرف ابو سفيان ان محمدا واصحابة قد خرجوا الى لقائة فارسل نذيرا الى مكةيستنفرها للقتال ويدعوها لاستنقاذ القافلة وحمايتها من الوقوع فى قبضة المسلمين فهب ابو جهل مدفوعا باحقادة على محمد واصحاب محمد مشحونا بكرهة للاسلام والمسلمين 00000 هب يشحذ السيوف ويثير النفوس ويضرم نيران الصدور ويؤلب الناس على محمد واصحاب محمد ثم جهز جيشا كبيرا اشتركت فية سائر قبائل قريش وانضم الية سائر قبايل قريش وانضم الية جميع زعماء مكة . نحر ابو جهل للجيش يوم خروجة من مكة عشرا من النوق ثم تتابع من بعدة زعماء قريش على اطعام الجيش الذى زاد عدده على الف وثلاثمائة فارس ..... وفيما كان الجيش يغذ السير فى اتجاه بدر جاءة رسول من قبل ابى سفيان يخبرة بنجاة وينصحة بالعودة من حيث جاء ويقول لقادتة (انما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم واموالكم وقد نجاها الله فارجعوا.) لكن عناد ابى جهل واحقادة وغطرستة وكبرياءه ابت علية الرجوع لقد اخذتة العزة بالاثم ....فاقسم باللات والعزى على الايعود الى مكة حتى يرد بدر ويقيم بها ثلاثا فينحر عليها الجزر ويشرب عندها الخمور وتعزف الفتيان له على مائها بالمعازف وبذلك تتحدث العرب بة وبقومة فيهابونهم ابد الدهر . وعلى الرغم من التصدع الذى صاب جيش مكة وعلى الرغم من انخذال الاخنس الثقفى عنة ورجوعة بثلاثمائة من قومة بنى زهرة واصل ابو جهل عنادة ....... زحف ابو جهل بجيش الشرك متجها الى الشمال يجر اذيال الخيلاء ويرتدى اثواب الكبرياء 000 وقد زادة صلفا ما عرفة من ان محمدا واصحابة لا يزيد عددهم على ثلاثمائة رجل ولاتزيد عدتهم على سبعين جملا وحصانين لكن عمير بن وهب احد دهاة الحروب فى مكة فال لقومة بعد ان اطلع على جيش محمد (يا قوم 000والله لقد رايت الحوايا تحمل البلايا 000 رايت قوما ما معهم منعة الا سيوفهم ولا ملجا الا اجسامهم 0000 والله ما ارى ان يقتل رجل منهم حتى يقتل منكم رجل 00000 فانظروا ماذا تفعلون ) اثر كلام عمير فى القوم فهبت فى وجة ابى جهل معارضة جديدة شديدة قادها عتبة بن ربيعة سيد بنى عبد شمس وقال فيما قالة (يا معشر قريش 00000 ارجعوا وخلوا بين محمد وسائر العرب فان اصابوه فذلك الذى اردتم0000 وان نجا منهم الفاكم وقد سالمتموة ) عند ذلك استشاط ابو جهل غضبا واتهم سيد بنى عبد شمس بالجبن وجرد سيفة من غمدة وضرب بة متن فرسة واستعجل الجيش لدخول المعركة خوفا من قيام معارضة جديدة . وجد جيش مكة نفسة وجها لوجة امام محمد واصحابة ....فغلى الدم الجاهلى فى العروق واتقدت نار الحقد فى الضلوع وجمحت النفوس المشبوبة بالكرة ........ والقت بنفسها فى جحيم المعركة 0 و ألتقي الجمعان علي رمال (( بدر )) و شد المشركون علي المسلمين شدة رجل واحد , و تلقى المسلمون الصدمة بنفوس ظمأى الي الشهادة , و احتدم الكر و الفر بين الفريقين و خشى الرسول الكريم – صلي الله عليه و سلم- علي أصحابه , فتوجه الي ربه بالدعاء و رفع صوته بالنداء و هو يقول : اللهم أنشدك عهدك و وعدك ............ و ألقى الرسول صلوات الله عليه بنفسه في لهيب المعركة , فما أن راه أصحابه يتقدم الصفوف حتى ألتهبت نفوسهم بالحماسة , و أندفعوا وراءه كالسيل و هو يردد قول الله " سيهزم الجمع و يولون الدبر * بل الساعة موعدهم و الساعة أدهى و أمر" فدب الهلع في نفوس المشركين و أخذت جموعهم بالفرار , فركب المسلمون ظهورهم ففريقا يقتلون , و فريقا يأسرون , لكن ابا جهل تحول الي ثور هائج فصمد في المعركة و جعل يقول " و اللات و العزى لا نرجع حتى نفرق محمد و أصحابه و نلجئهم الي الجبال" , لكن اللات و العزى لم تنصر ابي جهل فخر صريعا تنوشه سيوف المسلمين , و تعبث بهامته رماح المستضعفين الذين فروا من بطشه و أذاه , و انجز الله وعده و نصر عبده , و ولي المشركون الدبر ......... و قيل سحقا للقوم الظالمين. ![]() 6/في أقسام الناس في الصيام : الحمد للهِ الَّذِي أتقَنَ بحكمتِهِ مَا فَطرَ وبنَى، وشرعَ الشرائعَ رحمةً وحِكْمةً طريقاً وسنَناً، وأمرنَا بطاعتِه لا لحَاجتِهِ بلْ لَنَا، يغفرُ الذنوبَ لكلِّ مَنْ تابَ إلى ربَّه ودَنا، ويُجزلُ العطَايَا لمَنْ كان مُحسناً {وَالَّذِينَ جَـهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } [العنكبوت: 69] أحْمده على فضائلهِ سِرّاً وعلَناً، وأشهد أنْ لا إِله إِلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له شهادةً أرْجو بها الفوزَ بدارِ النَّعيمِ والْهنَا، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولهُ الَّذِي رفَعَه فوقَ السموات فدَنَا، صَلَّى الله عليه وعلى صاحِبه أبي بكر الْقائمِ بالعبادةِ راضياً بالعَنا، الَّذِي شَرَّفه الله بقوله: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]، وعلى عُمرَ المجدِّ في ظهور الإِسلام فمَا ضعُف ولا ونَى، وعلى عثمانَ الَّذِي رضيَ بالْقَدرِ وقد حلَّ في الفناءِ الفنا، وعلى عليٍّ الْقريبِ في النَّسب وقد نال المُنى، وعلى سائرِ آلِهِ وأصحابه الكرام الأمَنَاء، وسلَّم تسليماً. إخواني: سبَقَ في المجلس الثالث أنَّ فَرْضَ الصيام كان في أولِ الأمر على مرْحلتين، ثم استقرتْ أحْكامُ الصيامِ فكان الناسُ فيها أقساماً عَشرَةً: ® القسمُ الأوَّلُ: المُسلِمُ البالغُ العاقلُ المقيمُ القادر السالمُ من الموانعِ، فيجبُ عليه صومُ رمضانَ أدَاءً في وقتِه لدلالةِ الكتاب والسُنَّةِ والإِجْماع على ذلك، قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } [البقرة: 185] وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلّم: «إذا رأيتمُ الهلاَلَ فصُوموا»، متفق عليه. وأجمع المسلمونَ على وُجوبِ الصيامِ أداءً على مَنْ وصفنا. فأمَّا الكافرُ فلا يجب عليه الصيام ولا يصِحُّ منه لأنَّه ليس أهلاً للعبادةِ، فإذَا أسْلمَ في أثْناءِ شهرِ رمضانَ لم يلزمه قضاءُ الأيام الماضية، لقولِه تعالى: {قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ } [الأنفال: 38]. وإنْ أسْلمَ في أثَناءِ يوم منه لزمه إمساكُ بقيِّة اليَومِ لأنَّه صار من أهلْ الوجوبِ حين إسلامه ولا يلزمه قضاؤه لأنه لم يكن من أهل الوجوب حينَ وقْت وجوبِ الإِمسَاكِ. ® القسم الثاني: الصغيرُ فلا يجب عليه الصيامُ حتى يبلُغَ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلّم: «رُفِعَ القَلَمُ عن ثلاثةٍ: عن النائم حتى يستيقِظَ وعن الصغير حتى يكْبُرَ وعن المجنونِ حتى يفيقَ»، رواه أحمدُ وأبو داودَ والنسائيُّ وصححه الحاكم. لكن يأمُرُه وليُّه بالصومِ إِذَا أطاقه تمريناً لَهُ على الطاعة ليألفَهَا بعْدَ بلوغِهِ اقتداءً بالسلفِ الصالح رضي الله عَنْهم. فقد كان الصحابةُ رُضوان الله عليهم يُصَوِّمُون أولادَهم وهُمَ صِغارٌ ويذْهَبون إلى المسجد فيجعلون لهم اللُّعْبةَ من الْعِهنِ (يعني الصوف أو نحوَه) فإذا بكَوا من فقْدِ الطعامِ أعطوهُم اللعبة يتَلهَّوْن بها. وكثيرٌ من الأولياءِ اليومَ يغْفُلونَ عن هذا الأمْرِ ولا يأمرونَ أولادَهم بالصيام، بلْ إنَّ بعْضَهم يمنعُ أولادَه من الصيامِ مع رغْبَتهم فيه يَزعُم أنَّ ذلك رحمةً بهم. والحقيقةُ أنَّ رحْمَتهمْ هي القيامُ بواجب تربيتهم على شعائر الإِسلام وتعالِيْمهِ القَيِّمةِ. فمنْ مَنعهم مِن ذلك أوْ فرَّط فيه كان ظالماً لهم ولِنَفْسه أيضاً.. نعَمْ إنْ صَاموا فَرأى عليهم ضَرراً بالصيامِ فلا حرجَ عليه في منعهم منه حِيْنِئذٍ. ويَحْصل بُلوغُ الذكر بواحدٍ من أمور ثلاثةٍ: أحدُها: إِنزالُ المَنيِّ باحتلامٍ أو غيرهِ لقولِه تعالى: {وَإِذَا بَلَغَ الاَْطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُواْ كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } [النور: 59]، وقولِهِ صلى الله عليه وسلّم: «غُسْلُ الجُمُعةِ واجِبٌ على كلِّ محتلم»، متفق عليه. الثاني: نبَاتُ شَعرِ العَانةِ وهو الشَّعْر الْخشِنُ ينْبُت حوْلَ الْقُبلِ، لقول عَطيَّة الْقُرَظِّي رضي الله عنه: «عُرِضْنا على النبيِّ صلى الله عليه وسلّم يومَ قُرَيْظةَ فمن كان محتلماً أو أنبتت عانته قتل ومن لا تُرِكَ»، رواه أحمد والنسائي وهو صحيح. الثالثُ: بلوغُ تمامِ خَمْسَ عَشْرةَ سنةً لقولِ عبدالله بن عُمرَ رضي الله عنهما: «عُرِضْت على النبيِّ صلى الله عليه وسلّم يوم أحد وأنا ابنُ أربَعَ عَشرَةَ سنةً فلم يُجْزني» (يعني: القتالِ) زاد البيهقيَّ وابنُ حبَانَ في صحيحه بسند صحيح: «ولم يرني بلغت، وعرضت عليه يوم الْخَنْدَقِ وأنا ابنُ خمْسَ عَشْرةَ سنةً فأجازنِي»، زاد البيهقي وابن حبان في صحيحه بسند صحيح: «ورآني بَلغْت» رواه الجماعة. قال ابن نافع: فقَدِمتُ على عُمرَ بن عبدِالعزيز وهو خليفة فحدثته الحديث فقال: إن هذا الحد بين الصغيرِ والكبيرِ، وكتَبَ لعُمَّاله أنْ يفرضُوا (يعني من العطاء) لمنْ بلَغَ خمسَ عَشْرَةَ سنةً، رواه البخاريُّ. ويحصل بلوغُ الأُنثى بما يحْصلُ به بلوغُ الذَكَرِ وزيادة أمرٍ رابعٍ وهو الحيضُ، فمتى حاضتْ الأُنثى فقد بلغتْ، فيجري عليها قلَمُ التكليفِ وإنْ لم تبلُغْ عشر سنينَ، وإذا حصل البلوغُ أثْنَاء نهار رمضانَ فإنْ كان منْ بَلغ صائماً أتمَّ صومَه ولاَ شَيْءً عليه وإن كان مفطراً لزمه إِمساكُ بقيةِ يوْمهِ لأنه صار مِنْ أهل الوجوبِ، ولا يلزمه قضاؤه لأنه لم يكن من أهلِ الوجوبِ حين وُجوبِ الإِمساكِ. ® القسمُ الثالثُ: المجنونُ وهو فاقِدُ العقلِ فلا يجبُ عليه الصيامُ، لما سبق من قولِ النبي صلى الله عليه وسلّم: «رُفعَ القلمُ عن ثلاثةٍ..» الحديث. ولا يصحُّ مِنه الصيامُ لأنه ليس له عَقْلٌ يعقِل به العبادةَ وينويها، والعبادة لا تصح إلا بنيَّةٍ لقولِ النبي صلى الله عليه وسلّم: «إنما الأعمالُ بالنيِّاتِ وإنما لكلِّ امرأ ما نَوى..» فإنْ كان يجنُّ أحياناً ويُفيقُ أحياناً لزمه الصيام في حالِ إفاقتهِ دون حالِ جنونِه، وإنْ جُنَّ في أثناءِ النهارِ لم يبطُل صومُه كما لو أغمي عليه بمرضٍ أو غيره لأنَّه نوى الصومَ وهو عاقلٌ بنيَّةٍ صحيحةٍ. ولا دليل على البطلانِ خصوصاً إذا كان معلوماً أنَّ الجنونَ ينْتَابُه في ساعاتٍ مُعيَّنةٍ. وعلى هذا فلا يلزمُ قضاءُ الْيَوْم الَّذِي حصل فيه الجُنونُ. وإذا أفَاق المجنونُ أثناء نهار رمضانَ لزمه إمْسَاكُ بقيَّةِ يومِهِ، لأنَّه صار من أهلِ الوجوب، ولا يلزمُهُ قضاؤهُ كالصبيِّ إذا بلَغَ والكافرِ إذا أسْلَمَ. ® القسمُ الرابعُ: الْهَرِمُ الَّذِي بلَغَ الهذَيَان وسقَط تَميِيزُه فلا يجبُ عليه الصيامُ ولا الإِطعام عنه لسُقوطِ التكليف عنه بزَوال تمييزهِ فأشْبهَ الصَّبيَّ قبل التمييزِ. فإن كان يميز أحياناً ويهذي أحياناً وجب عليه الصوم في حال تمييزه دونَ حالِ هذَيانِه. والصلاةُ كالصومِ لا تلزمه حال هذيانه وتلزمه حالَ تمييزِه. ® القسمُ الخامسُ: العاجزُ عن الصيام عجْزاً مستَمِراً لا يُرجَى زوالُه، كالكبيرِ والمريض مرضاً لا يُرْجى برؤه كصاحبِ السَّرطانِ ونحوِه، فلا يجب عليه الصيامُ لأنَّه لا يستطيعُه. وقد قال الله سبحانه: {فَاتَّقُواْ اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } [التغابن: 16]، وقال: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا } [البقرة: 286]. لكن يجب عليه أن يُطعمَ بدلَ الصيامِ عنْ كلِّ يومٍ مسكيناً لأنَّ الله سبحانَه جَعَل الإِطعامَ مُعَادلاً للصيامِ حينَ كان التخييرُ بينهُما أوَّلَ ما فُرِضَ الصيامُ فتعيَّن أنْ يكون بدلاً عن الصيامِ عند العَجزِ عنه لأنه معادله. ويخيَّرُ في الإِطعام بين أنْ يُفرِّقَه حبَّاً على المسَاكينِ لكُلِّ واحدٍ مُدٌّ من البرِّ ربْعُ الصَّاع النَبوي، ووزنه ـ أي المُدِّ ـ نصفُ كِيلُو وعَشرةُ غراماتٍ بالْبُرِّ الرِّزينِ الجيِّدِ، وبينَ أنْ يُصلحَ طعاماً فيدعو إليهِ مساكينَ بقدْرِ الأيامِ الَّتِي عليه، قال البخاريُّ رحمه الله: وأمَّا الشيخُ الكبيرُ إذا لم يُطقِ الصيام فقَدْ أطعَمَ أنسٌ بعدمَا كبر عاماً أوْ عامين كُلَّ يوم مسكيناً خُبْزاً ولحماً، وَأفْطرَ. وقال ابنُ عباس رضي الله عنهما في الشيخ الكبيرِ والمَرأةِ الكبيرةِ لا يستطيعانِ أنْ يَصُومَا فيطعمانِ مكانَ كلِّ يوم مسكيناً، رواه البخاري. إخواني: الشَّـرعُ حكمةٌ من الله تعالى ورحمةٌ رحم الله به عبادَه لأنه شَرْعٌ مبنيٌ على التسهيلِ والرحمةِ وعلى الإِتقانِ والحكمةِ، أوجـبَ الله بـه على كلِّ واحدٍ من المكلَّفين ما يناسب حالَه ليقومَ كلُّ أحدٍ بما عليهِ، منشرحاً به صَدرُه، ومطمئِنةً به نفْسُه، يَرْضى بالله رباً وبالإِسلام ديناً وبمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلّم نبيَّاً، فاحمدوا الله أيُّها المؤمنون على هذا الدِّين القيِّم وعلى ما أنْعَمَ به عليكم من هِدايتكُم له وقد ضلَّ عنه كثيرٌ من الناسِ، واسألوه أنْ يُثَبِّتكُمْ عليه إلى الممات. اللَّهُمَّ إنا نسألُك بأنا نَشْهد أنَّك أنت الله لا إِله إلاَّ أنت الأحدُ الصَّمَدُ الذي لم يلد ولم يولد ولم يكنْ له كفواً أحدٌ، يا ذَا الجلالِ والإِكرامِ، يا مَنَّانُ يا بديعَ السمواتِ والأرضِ، يا حيُّ يا قيومُ، نسألك أن تُوفِّقنَا لما تُحبُّ وترضَى، وأنْ تْجعَلنَا ممَّنْ رضِي بك ربَّاً، وبالإِسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلّم نبيَّاً، ونسألك أنْ تُثبتنا على ذلك إلى المماتِ، وأنْ تغفرَ لنَا الخطايَا والسيئاتِ، وأنْ تَهبَ لنا منك رحمة إنَّك أنْتَ الوهابُ، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمدٍ وآلِهِ وصحبهِ وأتْبَاعهِ إلى يوم الدِّين. ![]() رمضانيات (( 7 )) حدث في رمضان 4/تحطيم الأصنام - الجزء الأول - : في رمضان سنه ثمان للهجرة , و في الخامس و العشرون من الشهر المعظم علي الأرجح , أمر الرسول الكريم صلي الله عليه و سلم بهدم اكبر صنم كان يعبد من دون الله في جزيرة العرب , كان الصنم الذي هوى (( العزى )) و كانت اليد التي هدمته هي يد سيف الله خالد بن الوليد. و للعزي و أترابه من الأصنام في جزيرة العرب قصة مظلمة سوداء طمس ظلامها نور الأسلام و أزال قتمها أشراق الأيمان. تبدأ هذه القصة منذ عهد أسماعيل بن أبراهيم عليهما السلام , ذلك أن أسماعيل استوطن مكة المكرمة , و كثر فيها نسله , و أتسعت علي مر الأيام ذريته حتى ضاقت بها مكة علي رحابها , عند ذلك تفسحت ذريته في البلاد و أنطلقوا في جزيرة العرب يتلمسون الرزق و كان لا يظعن منهم ظاعن عن مكة , ألا أحتمل معه حجرا من حجارة الحرم تعظيما لبيت الله , فأذا حلوا في مكان من الأمكنة , و ضعوا الحجر فيه و طافوا به كطوفهم بالكعبة صبابة بها و أعظاما لها , و حنينا أليها. ثم غبر علي ذلك زمن طويل و تتابعت عليه أجيال , فعبدت تلك الأحجار من دون الله , و أتخذها القوم أوثانا و أربابا , هذا ما كان من شأن الأوثان , أما الأصنام فقد جلبها الي جزيرة العرب عمرو بن ربيعة و كان حاجبا للكعبة و سيدا من سادات العرب. مرض عمرو هذا مرضا شديدا فقيل له : أن بالبلقاء في بلاد الشام عين أن أتيتها برئت....... فأتاها فاستحم بها فبرئ , و وجد أهلها يعبدون الأصنام , فقال ما هذه , فقالوا : نستسقي بها المطر , و نستنصر علي العدو , فسألهم أن يعطوه منها ففعلوا ,. فقدم بها الي مكة و نصبها حول الكعبة. و كان أقدم أصنام العرب (( مناه )) دعي كذلك لأن الدماء كانت تمنى عنده تقربا أليه و أعظاما له , و كان مناه منصوبا علي ساحل البحر بين مكة و المدينة و كانت العرب تجلة و تهابة و تسمي أولادها به , ثم أتخذت العرب (( اللات )) بعد (( مناه )) , و أصل اللات صخرة مربعة بالطائف كان يجلس يهوديا يلت الدقيق و العجين للناس ليأكلوه طريا و كان الناس ينادونه اللات. فلما مات بنت (( ثقيف )) فوق الصخرة لنفسها كعبة و صنما , و كانت قريش أيضا تعظم اللات و تسمي أولادها به , ثم أتخذت العرب بعد ذلك (( العزى )) بنوها بأرض (( نخلة )) علي بعد تسعة أميال من مكة , و كانت (( العزى )) أعظم الأصنام عند قريش , بنت فوقها بيتا ليضاهي الكعبة و حمت لها حرما يضاهون به الحرم المكي. وأقاموا عندها منحرا ينحرون فيه الهدي , و كانت قريش تخص الأصنام الثلاث بالتعظيم و التبجيل , و أذا طافوا بالكعبة رددوا لها الصلوات و الدعاء , و تعالي الله عما يشركون علوا كبيرا. و لما بعث الله نبيه محمد – صلي الله عليه و سلم- بالهدى و دين الحق عاب (( العزى)) في جملة ما عابه من أصنام قريش , فأشتد ذلك عليهم حتى ان سعيد بن العاص لما مرض المرض الذي مات فيه دخل عليه ابو لهب يعوده فوجده يبكي فقال : ما يبكيك يا ابا أحيحة ؟.... أمن الموت تبكي و لا بد منه !!!! فقال : لا ...... و لكني أخاف الا تعبد (( العزى )) من بعدي فقال أبو لهب : والله ما بعدت في حياتك من أجلك , حتى تترك عبادتها بعد موتك. فقال ابو أحيحة : الأن علمت أن لي خليفة يحميها من بعدي. و كانت لقريش أصنام أخرى في جوف الكعبة و كان أظمها (( هبل )) , و كان هبل من عقيق أحمر علي صورة أنسان , و قد كان مكسور اليد اليمنى فجعلوا له يدا من ذهب. و كان أمام هبل سبعة أقداح مكتوب في أولها صريح و في اخرها ملصق , فأذا شك في مولوده , أهدوا هبل هدية ثم ضربوا بالقداح , فأن خرج ((صريح )) ألحقوا المولود بأبيه , و أن خرج (( ملصق )) نفوه عنه. و كان لكل أهل دار في مكة صنم في دارهم يعبدونه من دون الله , فأن أراد احدهم السفر كان اخر ما يفعل في داره ان يتمسح به , و ان عاد كان اول ما يفعله عند دخوله بيته ان يتمسح به. و كان الرجل من العرب أذا سافر فنزل في مكان أخذ اربعة أحجار فنظر الي أحسنها فأتخذه ربا , و جعل الثلاث الباقون موقدا يضع فوقه قدرة و يطهو عليه طعامة. ![]() مجالس رمضان 7/ في طائِفَة من أقسَام الناس في الصيّام : الحمد لله المُتعَالى عن الأنداد، المقَدَّس عن النَّقائص والأضداد، المُتنزِّهِ عن الصاحِبةِ والأوْلاد، رافع السَّبع الشِّداد، عاليةً بغير عِماد، وواضِع الأرضِ للمهاد، مثَبتةً بالراسياتِ الأطْواد، المطَّلِع على سِرِّ القُلُوب ومكنونِ الفُؤاد، مقدِّرِ ما كان وما يكونُ من الضَّلال والرَشاد، في بحار لُطفِه تجري مراكب العباد، وفي ميدان حبِّه تجول خيلُ الزُّهَّاد، وعنده مبتغى الطالبين ومنتهى القصاد، وبِعينِه ما يتحمَّل المُتَحَمِّلون من أجله في الاجتهاد، يرى دبيب النمل الأسود في السَّواد، ويعلَمُ ما توَسْوسُ به النفسُ في باطِن الاعتقاد، جادَ على السائلين فزادَهُم من الزَّاد، وأعطى الكثير من العاملين المخلصين في المراد، أحمَدُه حمداً يفوقُ على الأعْداد، وأشْكره على نِعَمه وكلَّما شُكِر زَاد، وأشهد أنْ لا إِله إِلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له له الملكُ الرَّحيم بالعباد، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسولهُ المبعوث إلى جميعِ الخلْق في كلِّ البلاد، صلَّى الله عليه وعلى صاحبه أبي بكرٍ الَّذِي بذَل منْ نفْسِه ومالِهِ وجاد، وعلى عُمَر الَّذِي بالَغَ في نصْرِ الإِسلام وأجاد، وعلى عثمانَ الَّذِي جهَّزَ جيشَ العُسْرةِ فيا فخره يوم يقوم الأشهاد، وعلى علٍّي المعروفِ بالشجاعةِ والجلاد، وعلى جميع الآلِ والأصْحابِ والتابعينَ لهم بإحَسانٍ إلى يوم التَّنَاد، وسلِّم تسليماً. إخواني: قدَّمنا الكلامَ عن خْمسَةِ أقسامٍ من الناس في أحْكامِ الصيام. ونتكلَّمُ في هذا المجلِس عن طائفةٍ أخرى من تلك الأقسامِ: ® فالقسمُ السادسُ: المسافرُ إذا لم يقْصُدْ بسَفَرِه التَّحيُّلَ على الفِطْرِ، فإن قَصَد ذَلِكَ فالفطرُ عليه حرامٌ والصيامُ واجبٌ عليه حْينئذٍ. فإذا لَمْ يقصد التَّحيُّلَ فهو مخيَّرٌ بين الصيام والفطر سواءٌ طالتْ مدةُ سفره أمْ قصُرتْ، وسواءٌ كان سفرُه طارِئاً لغَرض أمْ مُسْتَمِّراً، كسَائِقي الطائراتِ وسياراتِ الأجْرةِ لعموم قوله تعالى: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } [البقرة: 185]. وفي الصحيحين عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: كُنَّا نُسَافر مع النبي صلى الله عليه وسلّم فَلَمْ يَعِب الصائمُ على المُفطِر ولا المفْطِرُ على الصائمِ. وفي صحيح مسلم عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: يَرْونَ أنَّ مَنْ وجَدَ قُوَّة فصَام فإنَّ ذلك حَسَنٌ، ويرونَ أنَّ منْ وجَدَ ضعْفاً فأفْطرَ فإنَّ ذلك حَسَنٌ. وفي سنن أبي داودَ عن حمزةَ ابن عمْرو الأسلَميِّ أنَّه قال: يا رسولَ الله إني صاحبُ ظهرٍ أعالجه أسافِرُ عليه وأكريه وإنَّه ربَّما صادفني هذا الشهرُ ـ يعنِي رمضانَ ـ وأنا أجدُ الْقوَّة وأنا شَابٌ فأجد بأنَّ الصَّومَ يا رسولَ الله أهونُ عليَّ منْ أن أؤخِّرهُ فيكون ديناً عليَّ أفأصُومُ يا رسولَ الله أعظمُ لأجري أمْ أفطرُ قال: «أيَّ ذلك شئتَ يا حمزةُ»[13]. فإذا كان صاحبُ سيارةِ الأجرةِ يشقُّ عليه الصومُ في رمضانَ في السَّفرِ من أجل الحرِّ مثلاً فإنه يؤخره إلى وقت يبرد فيه الجو ويتيسَّر فيه الصيام عليه. والأفضل للمسافر فعلُ الأسهلِ عليه من الصيام والْفِطرِ، فإنْ تساويَا فالصَّومُ أفضلُ لأنَه أسْرعُ في إبراء ذمته وأنشط له إذا صامَ معَ الناسِ، لأنه فعلُ النبي صلى الله عليه وسلّم كما في صحيح مسلمٍ عن أبي الدرداءِ رضي الله عنه قال: خَرَجنا مع النبي صلى الله عليه وسلّم في رمضانَ في حرٍّ شديدٍ، حتى إنْ كان أحَدُنا ليضع يَدَه على رأسِهِ من شدةِ الحرِّ، وما فينا صائمٌ إلاَّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعبدُالله بنُ رواحة. وأفْطرَ صلى الله عليه وسلّم مراعاةً لأصحابِه حينَ بلغه أنَّهمْ شَقَّ عليهِم الصيام، فعن جابرٍ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم خرج إلى مكةَ عامَ الفتحِ فصامَ حتى بَلَغ كُرَاعَ الْغميمَ، فصامَ الناسُ معه فقيل له: إنَّ الناسَ قد شقَّ عليهم الصيامُ، وإنَّهم ينظُرونَ فيما فَعْلت، فَدعَا بقَدَحٍ مِن ماءٍ بعد العصر فشَربَ والناسُ ينظرون إليه، رواه مسلم. وفي حديثِ أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم أتَى على نهرٍ من السَّماءِ والناسُ صيامٌ في يوم صائفٍ مُشاةً، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلّم على بغلةٍ له، فقال: «أشْربُوا أيها الناسُ» فأبَوْا، فقال: «إنِّي لسْتُ مثلكُمْ، إنِّي أيْسرُكمْ، إني راكب»، فأبَوْا، فَثَنَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم فخِذَه فنزلَ فشرب وشربَ الناسُ، وما كانَ يُرِيدُ أن يشربَ صلى الله عليه وسلّم»، رواه أحمد[14]. وإذا كان المسافرُ يَشُقُّ عليه الصومُ فإنَّه يفطرُ ولا يصُومُ في السفرِ، ففي حديثِ جابرٍ السابق أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم لمَّا أفْطرَ حينَ شَقَّ الصومُ على الناس قيل له: إنَّ بعض الناسِ قد صَامَ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم: «أولَئِك العُصاةُ، أولئك العصاة»، رواه مسلم. وفي الصحيحين، عن جابرٍ أيضاً أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم كان في سفرٍ، فرأى زحاماً ورجلاً قد ظُلِّلَ عليه، فقال: «ما هذا؟» قالوا: صائمٌ، فقال: «ليس من البرِّ الصيامُ في السفر». وإذا سافر الصائمُ في أثناء اليوم وشقَّ عليه إكْمالُ صومِهِ جاز له الفطرُ إذا خَرجَ من بلدِه، لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم صام وصامَ الناسُ معه حتى بلغ كُراعَ الْغميمِ، فلما بلغه أن الناس قد شَقَّ عليهم الصيام أفطر وأفطر الناس معه، وكراعُ الغميمِ جبلٌ أسودُ في طرفِ الحَرَّةِ يمتدُّ إلى الوادي المُسَمَّى بالْغَمِيمِ بين عُسفَانَ وَمَرِّ الظَّهرانِ. وإذا قدِم المسافرُ إلى بلدِه في نهارِ رمضانَ مفطِراً لم يصحَّ صومُه ذلكَ اليومَ، لأنه كان مُفْطِراً في أوَّل النهار. والصومُ الواجبُ لا يصح إلاَّ مِنْ طلُوعِ الفجر، ولكن هل يلزمه الإِمساكُ بقيةَ اليوم؟ اختلفَ العلماءُ في ذلك فَقَال بعْضهُم: يجب عليه أنْ يُمسِكَ بقيةَ اليومِ احتراماً للزمنِ، ويجب عليه الْقَضَاءُ أيضاً لِعَدَمِ صحةِ صومِ ذلك اليوم، وهذا المشهور من مذهب أحمد رحمه الله، وقال بعض العلماء: لا يجب عليه أن يمسك بقية ذلك اليوم، لأنه لا يستفيدُ من هذا الإِمساكِ شيئاً لوجوب القضاءِ عليه، وحُرْمةُ الزَّمن قد زالتْ بفِطره المباح له أوَّلَ النهارِ ظاهراً وباطناً. قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: من أكل أول النهار فلْيَأْكُلْ آخره، أي: من حلَّ له الأكل أولَ النهار بعُذرٍ حلَّ له الأكلُ آخِره. وهذا مذهَبُ مالِك والشافعيّ ورواية عن الإِمام أحمد، ولكنْ لا يُعْلِنُ أكلَه ولا شربَه لخفاءِ سببِ الفطرِ فيُساء به الظَّنُّ أو يُقْتَدى به. ® القسمُ السَّابعُ: المِريضُ الَّذِي يُرجَى برؤُ مرضِه وله ثلاثُ حالاتٍ: إحداها: أنْ لا يشقَّ عليه الصومُ ولا يَضُرُّه، فيجبُ عليه الصومُ لأنه ليس له عُذْرٌ يُبِيح الْفِطْرَ. الثانيةُ: أنْ يشقَّ عليه الصومُ ولا يضُرُّه، فيفطرُ لقوله تعالى: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } [البقرة: 185]. ويُكْره له الصوم مع المشقَّةِ، لأنه خروجٌ عن رُخصةِ الله تعالى وتعْذيبٌ لنفسه، وفي الحديث: «إن الله يُحب أن تُؤتى رُخَصُه كما يكرهُ أن تؤتى معْصِيتُه» رواه أحمد وابنُ حبان وابنُ خُزَيمة في صحيحيهما[15]. الثالثةُ: أنْ يضُرَّه الصومُ فيجبُ عليه الْفطرُ ولا يجوزُ له الصومُ لقولِه تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } [النساء: 29]، وقولِه: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } [البقرة: 195]، ولقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ لِنفْسكَ عليْك حقَّاً»، رواه البخاري. ومن حقهَا أنْ لا تضرَّها مع وجود رخصةِ الله سبحانه. ولقولِه صلى الله عليه وسلّم: «لا ضَررَ ولا ضرارِ»، أخرجه ابن ماجه والحاكم. قال النَّووي وله طرق يقويِ بعضها بعضاً. وإذا حدَث له المرَضُ في أثناءِ رمضانَ وهو صائمٌ وشقَّ عليه إتمامُه جاز له الفطرُ لوجودِ المُبيح للفطر. وإذا برأ في نهارِ رمضانَ وهو مفطر لم يصحَّ أنْ يصومَ ذلك اليَوْمَ لأنَّه كان مُفطِراً في أوَّلِ النهار، والصومُ الواجب لا يصحُّ إلاَّ مِنْ طلوع الفجر ولكِنْ هل يلْزَمه أنْ يُمسِكَ بقية يومِهِ؟ فيه خلافٌ بَيْنَ العلماء سبق ذكْرُه في المسافرِ إذا قدِم مُفطِراً. وإذا ثبت بالطِّبِّ أنَّ الصومَ يجلِبُ المرَضَ أو يؤخر بُرءَه جاز له الفطرُ محافظةً على صِحَّتِه واتقاءً للمرض. فإنْ كان يُرْجى زوالُ هذا الْخَطر، انْتظَرَ حتى يزولَ ثم يقضْى ما أفْطر. وإنْ كان لا يُرْجى زوالهُ فحكمه حُكمُ القسمِ الخامِسِ يُفطِرُ ويُطْعِمُ عنْ كلِّ يومٍ مسكيناً. اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا للعملِ بما يُرضيك، وجنِّبْنا أسبابَ سَخَطِك ومعاصِيْك، واغفر لنا ولوالدينَا ولجميع المسلمينَ برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آلِهِ وصحبِه أجمعين.
__________________
![]() Always remember two things Don’t' take any decision when you are Angry Don’t' make any promises when you are Happy |
#15
|
||||
|
||||
![]() رمضانيات (( 8 ))
حدث في رمضان 4/هدم الأصنام - الجزء الثاني - : و لم تخل عبادة العرب لهذه الأوثان من طرائف , ذلك ان امرأ القيس جاء صنم يوم قتل ابيه , فرمى القدح بي يديه ليستفتيه في الثأر لأبيه , فخرج الزاجر الذي ينهاه عن ما سأل , فلكز الصنم بقدمه و سبه و شتمه و قال له : لو أن أباك قتل , لقلت غير هذا !!!!! ظلت جل هذه الأصنام تعبد من دون الله في جزيرة العرب , حتى فتح الله علي نبيه الفتح المبين فكان ذلك أيذانا بأزاله دوله الأصنام و أزاله معالم الشرك. و كان من فضل رمضان ان هدمت في ايامه الغر سائر الأصنام. ففي العشرين من رمضان سنة ثمان للهجرة دخل رسول الله صلوات الله و سلامه عليه مكة فاتحا , فيمم وجهه شطر المسجد الحرام و كانت الأصنام منصوبة حول الكعبة , فأخذ طرف رمحه و جعل يطعنها في عيونها و وجوههها فتهوى تحت قدميه و هو يردد " جاء الحق و زهق الباطل أن الباطل كان زهوقا". ثم أمر بها فكفئت علي وجوهها و أخرجت من المسجد الحرام و أضرمت فيها النار ...... و كان علي رأسها (( هبل )). و في الرابع و العشرون من رمضان ستة ثمان للهجرة , بعث الرسول عليه الصلاة و السلام سعد بن زيد الأشهلي الي (( مناه )) فهدمها و لم يجد في خزانتها شئ. و في اليوم التالي الخامس و العشرين أرسل النبي محمد صلوات الله و سلامه عليه خالد بن الوليد في ثلاثين فارسا من أصحابه و أمرهم بهدم (( العزى )) و كان حجابها من بني (( شيبان )) فلما سمع الحاجب بمسير خالد اليه , علق سيفا عليها و أنشدها قائلا: أيا عز شدي شدة لا شوي لها علي خالد ألقي القناع و شمري أيا عز ان لم تقتلي المرء خالدا فبوئي باثم عاجل , او تنصري فلما انتهي أليها خالد , هدمها و هو يقول : يا عز كفرانك لا سبحانك أني رأيت الله قد أهانك ثم عاد خالد الي النبي صلوات الله عليه و سلامه فأخبره بهدم (( العزى )) و قال له : الحمد لله الذي أكرمنا بك , و أنقذنا من الهلكة , لقد كنت أرى أبي يأتي (( العزى )) و هو يحمل أليها خير ماله من الأبل و الغنم , فيذبحها للعزى ثم يقيم ثلاثا عندها ثم ينصرف ألينا مسرورا , و نظرت الي ما مات عليه أبي , و كيف خدع حتى صار يذبح لما لا يسمع و لا يبصر و لايضر و لا ينفع ....... فقال عليه الصلاه و السلام : أن هذا الأمر الي الله , فمن يسره للهدى تيسر له , و من يسره للضلالة كان فيها. و في سنة تسع للهجرة , و فدت (( ثقيف )) صاحبة (( اللات )) علي الرسول صلوات الله عليه تعرض أسلامها عليه , و يسألونه أن يترك لهم (( اللات )) ثلاث سنين لا يهدمها , فأبى الرسول ذلك , فما برحوا يسألونه سنة سنة و يأبى عليهم ذلك , حتى سألوا شهرا واحدا , فأبى عليهم أن شيئا مسمى , و أصر علي هدمها , فسألوه ألا يهدموها بأيديهم , فقال عليه السلام : أما كسر أوثانكم بأيديكم فسنعفينكم منه ثم أرسل الرسول معهم أبا سفيان بن حرب , و المغير بن شعبة لهدم (( اللات )) , فلما بلغا الطائف خرجت نساء (( ثقيف )) سافرات يبكين ألهتهن و يندبنها , و يزرين علي رجالهن الذي أسلموها. و لما هم المغير بهدمها قال لأبي سفيان : ألا أضحكك من ثقيف ؟ فقال : بلى ....... فأخذ الفأس و ضرب به (( اللات )) ضربة واحدة , ثم صاح و خر علي وجهه كأنه صعيق ....... فأرتجت الطائف بالصياح سرورا بأن (( اللات )) قد صرعت المغير , و أقبلوا عليه يقولون : و يحك كيف رأيتها ؟؟ أنها تهلك من عاداها............... أنها تهلك من عاداها فقام المغير يضحك من قوم و يهزأ من حمقهم , ثم أقبل علي (( اللات )) يضربها بمعوله , و هو يقول : الله أكبر , الله أكبر ...... لا أله ألا الله و حده لا شريك له , أحد فرد صمد فهنيئا للمسلمين برمضان...... هنيئا لهم بأيامه الغر .......... ففيها خزيت الأوثان ......... و فيها أجتثت الأصنام......... ![]() مجالس رمضان 8/ في بقيّة أقسام الناس في الصيّام وأحكام القضاء : الحمدُ لله الواحدِ العظيم الجبَّار القدير القويَّ القَهَّار، المُتَعالِي عن أنْ تُدركهُ الخواطر والأبْصار، وَسَمَ كل مخلوقٍ بسِمة الافتِقار، وأظْهر آثارَ قدرتِه بتصريفِ الليلِ والنهار، يسمعُ أنين المدنفِ يَشْكو ما بِه مِنَ الأضْرار، ويُبْصِر دبيبَ النملةِ السوداءِ في الليلةِ الظَّلماءِ على الغَار، ويعلم خَفِيَّ الضَّمائرِ ومكنونَ الأسْرار، صفاتُه كذاته والمُشبِّهةُ كفَّار، نُقرُّ بما وصف به نفسه على ما جاء في القرآنِ والأخبار {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ } [التوبة: 109]، أحْمدُه سبحانَه على المَسَارِّ والمَضَارِّ، وأشهد أنْ لا إِله إِلاَّ الله وحدَه لا شريكَ لَهُ المتفردُ بالْخلقِ والتدبير {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ } [القصص: 68]، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسولهُ أفضلُ الأنبياءِ الأطهارِ، صلَّى الله عليه وعلى أبي بكر رفيقِه في الْغَار، وعلى عُمرَ قامِع الكُفَّار، وعلى عثمانَ شهيدِ الدَّار، وعلى عليٍّ القائمِ بالأسْحار، وعلى آلِهِ وأصْحابهِ خصوصاً المهاجرينَ والأنْصار، وسلَّم تسليماً. إخواني: قدَّمنَا الكلامَ عن سبعة أقسامٍ من أقْسَامِ الناسِ في الصيامِ وهذه بقيَّةُ الأقسامِ: القسمُ الثامنُ: الحائضُ فيحرمُ عليها الصيامُ ولا يصحُّ منها لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلّم في النساءِ: «ما رأيت مِنْ ناقصاتِ عَقْلٍ ودينٍ أذْهَبَ للُبِّ الرَّجل الحازمِ مِنْ إحداكُنَّ، قُلنَ: وما نقصانُ عقلِنا ودينِنا يا رسولَ الله؟ قال: أَلْيسَ شَهادةُ المرأةِ مثلَ نصْفِ شهادةِ الرَّجُلِ؟ قُلنَ: بلى. قال: فذلك نقصانُ عَقْلِها، أليس إذا حاضتْ لم تُصلِّ ولَم تُصم؟ قلن: بلى. قال: فذلك مِنْ نقصانِ دِيْنِها»، متفق عليه. والْحيْضُ دمُ طبيعي يعتادُ المرأةَ في أيَّامٍ معلومةٍ. وإذا ظَهَرَ الحيضُ منها وهي صائمةٌ ولو قبلَ الغروبِ بلحْظَةٍ بَطلَ صومُ يومِها ولزِمَها قضاؤه إلاَّ أنْ يكون صومُها تطوُّعاً فقضاؤه تطوُّعٌ لا واجبٌ. وإذا طهُرتْ من الحيضِ في أثناءِ رمضانَ لم يصحَّ صومُها بقيَّة اليومِ لوجودِ ما يُنافي الصيامَ في حقِّها في أولِّ النهارِ، وهل يَلزمُها الإِمْساك بقيَّة اليوم؟ فيه خلافٌ بين العلماء سبق ذِكْرُه في المسافر إذا قدِم مُفطِراً. وإذا طهرتْ في الليل في رمضان ولو قبْل الفجرِ بلحظة وجب عليها الصومُ لأنها مِنْ أهلِ الصيام وليس فيها ما يمنعُه فوجبَ عليها الصيامُ، ويصحُّ صومُها حينئذٍ وإنْ لم تَغْتَسل إلاَّ بعد طلوعِ الفجر كالجُنبِ إذا صامَ ولم يغْتسِلْ إلاَّ بعدَ طلوعِ الْفجرِ فإنَّه يصحُّ صومُه لقول عائشة رضي الله عنها: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلّم يصبحُ جُنُباً من جماعٍ غير احتلامٍ ثم يصومُ في رَمضانَ»، متفق عليه. والنُّفسَاءُ كالحائضِ في جميع ما تقَدَّم. ويجبُ عليها القضاءُ بعددِ الأيام التي فاتَتْها لقوله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } [البقرة: 184]. وسُئلت عائشةُ رضي الله عنها: ما بالُ الحائضِ تقضي الصومَ ولا تقضي الصلاة؟ قالتْ: «كان يصيبُنَا ذلك فنؤمرُ بقضاء الصومِ ولا نؤمرُ بقضاء الصلاة»، رواه مسلم[16]. ® القسمُ التاسعُ: المرأة إذا كانت مُرضعاً أو حاملاً وخافتْ على نفسِها أو على الولَد من الصَّوم فإنها تفطرُ لحديث أنسِ بن مالك الْكعِبي رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم: «إن الله وضَع عن المسافر شطرَ الصلاة وعن المسافر والحامل والمرضع الصومَ أو الصيام»، أخرجه الخمسة، وهذا لفظ ابن ماجة[17]. ويلزمُهَا القضاءُ بِعَدَدِ الأيامِ التي أفطرتْ حِينَ يتيسَّرُ لها ذلك ويزولُ عنها الخوفُ كالمريض إذا بَرِأ. ® القسمُ العاشرُ: مَن احتاج للْفطرِ لِدفْعِ ضرورةِ غيرهِ كإِنقاذ معصومٍ[18] مِنْ غرقٍ أوْ حريقٍ أو هدْمٍ أوْ نحو ذلك فإذا كان لا يمكنه إِنقَاذُه إلاَّ بالتَّقَوِّي عليه بالأكْل والشُّرب جاز له الفِطرُ، بل وَجبَ الفطرُ حِيْنئذٍ لأن إنقاذ المعصوم من الْهَلكَةِ واجبٌ، وما لا يَتمُّ الواجبُ إلاَّ به فهو واجبُ، ويلزمُه قضاءُ ما أفْطَرَه. ومثلُ ذلك مَن احتاجَ إلى الْفِطرِ للتَّقَوِّي به على الْجهادِ في سبيل الله في قِتَاله الْعَدُوَّ فإنه يفْطر ويقضي ما أفطَر سواء كان ذلك في السفر أو في بلده إذا حضره العَدُوُّ لأنَّ في ذلك دفاعاً عن المسلمينَ وإعلاءً لكلمةٍ الله عزَّ وجَلَّ. وفي صحيح مسلمٍ عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: سافَرْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى مكةَ ونحنْ صيامٌ فنَزلْنا منْزلاً فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم: «إنكم قد دَنَوْتم مِنْ عدوِّكم والْفِطرُ أقْوى لكم» فكانتْ رخصةً فمِنَّا مَنْ صامَ ومنا مَنْ أفْطر، ثم نزلنا منزلاً آخرَ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم: «إنكم مُصَبِّحو عدوِّكم والفطرُ أقوى لكم فأفْطرِوا وكانتْ عزمْةً فأفْطَرنا». ففي هذا الحديث إيماءٌ إلى أن القوةَ على القتال سببٌ مُستقِلٌ غيرُ السفرِ لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم جعل عِلَّةَ الأمْرِ بالفِطر القُوَّةَ على قتالِ العدُوِّ دونَ السفرِ ولذلِك لم يأمرهم بالفِطر في المنزَلِ الأوَّل. وكُلُّ مَنْ جاز له الفطرُ بسببٍ مما تقَدَّم فإنَّه لا يُنكرُ عليه إعْلانُ فِطْرهِ إذا كان سبَبُه ظاهراً كالمريضِ والكبير الذي لا يستطيع الصومَ، وأمَّا إن كان سببُ فطره خفيَّاً كالحائِضِ ومَنْ أنقَذَ معصوماً من هلَكةٍ فإنه يُفطر سرَّاً ولا يعْلِنُ فِطْرَه لئلا يَجُرَّ التهمةَ إلى نَفْسِه ولئلاَّ يَغْتَرَّ به الجاهلُ فيظنُّ أنَّ الفطرَ جائزٌ بدون عُذْر. وكُلُّ من لَزِمه القضاءُ من الأقسام السابقةِ فإنَّه يقْضِي بعددِ الأيامِ التي أفْطر لقوله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ }. فإنْ أفطَر جَميعَ الشهر لزمه جميعُ أيامه. فإن كان الشهر ثلاثين يوماً لزمه ثلاثون يوماً، وإن كان تسعةً وعشرينَ يوماً لزمه تسعةٌ وعشرونَ يوماً فَقْط. والأوْلىَ المُبادَرَةُ بالْقضاءِ من حينِ زوالِ الْعذرِ لأنه أسبقُ إلى الخيرِ وأسْرَعُ في إبراءِ الذِّمَّةِ. ويجوز تأخيرهُ إلى أن يكونَ بينهُ وبين رمضانَ الثاني بعددِ الأيامِ التي عليه لقولِه تعالى: {فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ } [البقرة: 184]. ومن تمام الْيُسرِ تأخير قضائِها. فإذا كان عليه عشرةُ أيامٍ من رمضان جاز تأخيرها إلى أن يكون بينه وبينَ رمضانَ الثاني عشرة أيامٍ. ولا يجوز تأخيرُ القضاءِ إلى رمضانَ الثاني بدونِ عذرٍ لقولِ عائشة رضي الله عنها: «كان يكونُ عليَّ الصومُ من رمضانَ فما أسْتطيع أنْ أقضيه إلاَّ في شعبانَ»، رواه البخاري، ولأنَّ تأخيره إلى رمضانَ الثاني يُوْجبُ أنْ يتراكم عليه الصومُ وربَّمَا يعجزُ عنه أوْ يموتُ، ولأن الصومَ عبادةٌ متكرِّرةٌ فَلْم يَجُز تأخيرُ الأولَى إلى وقتِ الثانيةِ كالصلاةِ، فإن استَمرَّ به العذرُ حَتَّى ماتَ فلا شَيْءَ عليه لأن الله سبحانه أوجَبَ عليه عدَّةً من أيامٍ أُخَرَ ولم يتمكنْ منْها فسقطت عنه كمن مات قبلَ دخولِ شهر رمضانَ لا يلزمُه صومُه، فإن تمكَّن من القضاءِ فَفَرَّط فيه حتى مات صام وليُّهُ عنه جميعَ الأيامِ التي تمكَّنَ من قضائِها، لقوله صلى الله عليه وسلّم: «مَنْ ماتَ وعليه صيامٌ صامَ عنه وليُّه»، متفق عليه. ووَلِيُّهُ وارِثُه أو قريبُه. ويجوز أنْ يصومَ عنه جماعةٌ بعددِ الأيامِ التي عليه في يوم واحدٍ، قال البخاري: قال الحسنُ: إن صامَ عنه ثلاثَونَ رجلاً يوماً واحداً جاز. فإن لم يكن له وليٌّ أو كان له وليٌّ لا يريدُ الصومَ عنه أُطعمَ مِنْ تركتِه عن كلِّ يومٍ مسكينٌ بعددِ الأيام التي تمكَّنَ من قضائِها؛ لِكُلِّ مسكينٍ مدُّ بُرٍّ وزنه بالبرِّ الجيِّد نصفُ كيلو وعشرةُ جرامات. إخواني: هذه أقسامُ الناسِ في أحكام الصيامِ شرعَ الله فيها لكل قِسْمٍ ما يُناسِب الحالَ والمَقَام. فاعرِفوا حكمة ربِّكم في هذه الشَّرِيْعَة. واشكروا نعمتَهُ عليكم في تسهيلِهِ وتيْسيرِه. واسألوه الثَّباتَ على هذا الدِّينِ إلى الممات. اللَّهُمَّ اغْفِر لنا ذنوباً حالتْ بيننا وبينَ ذِكْرِك. واعفُ عن تقصيرنا في طاعتِك وشُكْرك. وأدم علينا لُزُومَ الطريقِ إليَك. وهَبْ لنا نُوراً نهتدي به إليك. اللَّهُمَّ أذِقْنا حلاوةَ مناجاتِك. واسلكْ بنا سبيلَ أهْلِ مرضاتِك. اللَّهُمَّ أنْقِذْنا من دَرَكاتِنا، وأيْقظْنا من غفَلاتِنا، وألْهمنا رُشْدَنَا، وأحْسِنْ بكَرَمِك قصدَنا، اللَّهُمَّ احْشُرْنا في زُمْرةِ المُتَّقين، وألحقْنا بعبادِك الصالحِينَ. وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنَا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين. ![]() رمضانيات (( 9 )) حدث في رمضان 5/أسلام بني ثقيف - الجزء الأول - : في رمضان سنة تسع للهجرة قرت عين رسول الله صلوات الله عليه بأسلام بني (( ثقيف )) بعد أباء عنيد , و نفور جامح دام عشرين عاما , و تاريخ الدعوة الأسلامية يروي لثقيف و أسلامها قصة قاتمة البداية , مشرقة النهاية . تبدأ هذه القصة منذ الجاهيلية حيث كانت ثقيف تسكن الطائف , و الطائف ربض من أرباض مكة ممنعة الحصون عالية الذرى........ معتصمة بالجبال الشوامخ لا يرام حماها و تنال ذراها , و هي الي ذلك روضة ناضرة الجنات , برود النسمات , كثيرة الفاكة , طيبة الجنى , دانية القطوف. كانت أغلب مساكن الطائف لبني ثقيف و كانت السيادة و الجاه لهم , فهم قوم بيض الوجوه , كرام الأحساب. و هم الي ذلك أرباب جاهلية جهلاء , و عبده أصنام , بنوا (( للات )) كعبة كبرى ليحجوا أليها و يطوفوا حولها و يقربوا لها القرابين. و لما أرسل الله رسوله بدين الهدى و الحق و أمره أن ينذر عشيرته الأقربين , صدع بالأمر و جهر بالحق , فتصدت له قريش بالأذى و التنكيل , فما ضعف هذا من عزمه , و أنما جعل يعرض نفسه علي القبائل ليمنعوه حتى يبلغ رسالات ربه. و قبل الهجرة بثلاث سنوات , توفى اللله خديجة بنت خويلد , ثم مات بعدها عم الرسول أبو طالب , فكلبت قريش في أذي الرسول صلي الله عليه و سلم و أقدم سفهاؤها عليه أقداما شديدا. عند ذلك يمم الرسول صلي الله عليه و سلم وجهه شطر (( الطائف )) يلتمس النصرة من (( ثقيف )) و ينشد عندها المنعه من قومه , و يرجو ان تقبل منه دعوته , فتعز بالأسلام و يعز الأسلام بها . و ما أن بلغ الرسول صلي الله عليه و سلم الطائف حتى عمد الي ثلاثة نفر من سادتها , فعرض عليهم نفسه و دعاهم الي الله , و رغبهم بثوابه , و أنذرهم من عقباه , فأستكبر منهم من أستكبر , و سخر منهم من سخر , فقال أحدهم للرسول صلوات الله عليه : مزقت ثياب الكعبة أن كان الله قد أرسلك و قال الثاني : أما وجد الله أحد يرسله غيرك و قال الثالث ساخرا : والله لا أكلمك أبدا ....... لئن كنت رسولا من عند الله كما تقول فأنت أعظم خطرا من أرد عليك الكلام , و لئن كنت تكذب علي الله فما ينبغي لي أن أكلمك عندها قام الرسول – صلي الله عليه و سلم – عنهم كاسف البال , محزون النفس و قد كره أن يبلغ ذلك قومه فيشتدوا في أذاه فسألهم أن يكتموا خبره معهم , و لكنهم لم يفعلوا لقد أغروا به سفهائهم و أقعدوا له في طريقه صفين من أشرارهم و بأيديهم الحجارة , فلما مر الرسول صلوات الله عليه و سلم بينهم جعلوا كلما رفع رجلا يرمونها بالحجارة , و كلما و ضع رجلا يرمونها بالحجارة و هم يسبونه و يعيبونه و يصيحون به...... فتمزقت قدماه و دمي كعباه و مازالوا به حتى جمعوا عليه الناس و ألجؤوه الي بستان لعتبة بن ربيعة و أخية شيبة و كانا من قريش. جلس الرسول الكريم صلي الله عليه و سلم الي ظل شجرة و قد بلغ منه الجهد مبلغه , و رفع طرفه الي السماء و قال : (( اللهم أني أشكو أليك ضعف قوتي , و قلة حيلتي , و هواني علي الناس يا أرحم الراحمين , أنت رب المستضعفين و أنت ربي , ألي من تكلني ؟؟؟ ألي بعيد يتجهمني أم الي عدو ملكته أمري ؟؟ أن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي , و لكن عافيتك هي أوسع لي , أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات و صلح عليه أمر الدنيا و الأخرة من أن تنزل بي غضبك , أو يحل علي سخطك , لك العتبى حتى ترضى , و لا حول و لا قوة ألا بك )) فلما راه ابنا ربيعة علي هذه الحال , تحركت له رحمهما , و كان من قريش , فدعوا غلاما لهما يقال له (( عداس )) و كان نصرانيا و قالا له : خذ قطفا من هذا العنب فضعه في هذا الطبق ثم أذهب به الي ذلك الرجل و قل له ان يأكل منه. أقبل (( عداس )) علي النبي صلي الله عليه و سلم و وضع الطبق بين يديه فلما مد رسول الله صلي الله عليه و سلم أليه ليأخذ منه قال : بسم الله الرحمن الرحيم فنظر (( عداس )) في وجهه ثم قال : و الله أن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد ؟؟؟ فقال له الرسول صلي الله عليه و سلم : و من أهل اي البلاد انت يا عداس ؟؟؟.... و ما دينك ؟؟؟ قال : نصراني من أهل (( نينوي )) من بلاد العراق فقال له الرسول صلوات الله عليه : من قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟؟ فقال عداس : و ما يدريك بيونس بن متى ؟؟؟ فقال الرسول صلي الله عليه و سلم : ذاك أخي , كان نبيا و أنا نبي عند ذلك أكب عداس علي رسول الله صلي الله عليه و سلم يقبل رأسه و يديه و قدميه فلما رأه سيداه قالا : و يلك يا عداس مالك تقبل رأس هذا الرجل و يديه و قدميه ؟؟ فقال : يا سيدي , ما في الأرض شئ خير من هذا قالا : و يحك يا عداس ...... لا يصرفنك عن دينك , فأن دينك خير من دينه . ![]() مجالس رمضان 9/في حكم الصيام : الحمدُ للهِ مدبِر الليالي والأيام، ومصرف الشهور والأعوام، الملكِ القدُّوس السلام، المُتفرِّدِ بالعظمةِ والبقاءِ والدَّوام، المُتَنزِّهِ عن النقائصِ ومشابهَةِ الأنام، يَرَى ما في داخلِ العروقِ وبواطنِ العظام، ويسمع خَفِيَّ الصوتِ ولطيفَ الكلام، إِلهٌ رحيمٌ كثيرُ الإِنعَام، ورَبٌ قديرٌ شديدُ الانتقام، قدَّر الأمورَ فأجْراها على أحسنِ نظام، وشَرَع الشرائعَ فأحْكمَها أيَّما إحْكام، بقدرته تهبُّ الرياحُ ويسير الْغمام، وبحكمته ورحمته تتعاقب الليالِي والأيَّام، أحمدُهُ على جليلِ الصفاتِ وجميل الإِنعام، وأشكرُه شكرَ منْ طلب المزيدَ وَرَام، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله الَّذِي لا تحيطُ به العقولُ والأوهام، وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه أفضَلُ الأنام، صلَّى الله عليه وعلى صاحبه أبي بكرٍ السابق إلى الإِسلام، وعلى عمَرَ الَّذِي إذا رآه الشيطانُ هَام، وعلى عثمانَ الَّذِي جهَّزَ بمالِه جيشَ العُسْرةِ وأقام، وعلى عليٍّ الْبَحْرِ الخِضَمِّ والأسَدِ الضِّرْغَام، وعلى سائر آلِهِ وأصحابِه والتابعين لهم بإِحسانٍ على الدوام، وسلَّم تسليماً. عبادَ الله: اعلموا رحمكم اللهُ أنَّ الله سبحانَه لَهُ الحكمُ التام والحكمة البالغة فيما خَلَقه وفيما شَرَعه، فهُوَ الحكِيمُ في خَلقِهِ وفي شرْعِهِ، لم يَخلقْ عبادَه لَعِباً، ولمْ يتركهم سُدىً، ولم يَشْرعْ لهم الشرائع عبثاً ، بل خلقهم لأمرٍ عظيمٍ، وهيَّأهمْ لِخطبٍ جَسيمْ، وبيَّن لهم الصراطَ المستقيم، وشرعَ لهم الشرائعَ يزداد بها إيمانهم، وتكمُلُ بها عبادتُهم، فما من عبادة شرعها الله لعباده إلا لحكمةٍ بالغة، علِمَها مَنْ علِمَها وجهِلهَا منْ جهِلهَا، وليس جهْلُنا بحكمَة شَيْءٍ من العباداتِ دليلاً على أنه لا حكمَة لها، بل هو دليلٌ على عجزنا وقصورنا عن إدراك حكمة الله سبحانَه لقوله تعالى: {وَمَآ أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } [الإِسراء: 85]. وقد شَرعَ اللهُ العباداتِ ونظَّمَ المعاملاتِ ابتلاءً وامتحاناً لعبادِهِ ليَتبيَّن بذلك منْ كان عابداً لمَوْلاَهُ ممَّن كان عابداً لِهواه، فَمنْ تقبَّلَ هذه الشرائعَ وتلكَ النظم بصدرِ منشَرحٍ ونفس مطمئنة فهو عابدٌ لمـولاه، راضٍ بشريعتِـه، مُقدِّمٌ لطاعةِ ربِّه على هوى نفْسِه، ومن كان لا يقْبلُ من العباداتِ، ولا يتبعُ من النُّظُم إلا مَا ناسَبَ رغبتَه ووافقَ مـرَادَه فهو عابدٌ لهواه، ساخطٌ لشريعة الله، مُعرضٌ عن طاعـةِ ربِّه، جعلَ هواه متْبُوعاً لا تابعاً، وأراد أنْ يكونَ شرع الله تابعاً لرغبتِـه مع قصورِ علْمِه وقلَّةِ حكمته قال الله تعالى: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَـوَتُ وَالاَْرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَـهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ } [المؤمنـون: 71]. ومـن حكمـة الله سبحانه أن جَعَل العباداتِ مُتنوِّعةً ليتمحَّصَ القُبولُ والرِّضى، ولِيمحِّصَ الله الذينَ آمنوا. فإنَّ منَ الناسِ منْ قد يَرضى بنَوْع مِنَ العباداتِ ويلتزم به، ويسخطُ نوعاً آخر ويفرِّطُ فيه فجعل اللهُ من العبادات ما يتَعَلَّقُ بعمَلِ البدَنِ كالصلاةِ، ومنها ما يتعلقُ ببذْلِ المالِ المحبوب إلى النفسِ كالزكاةِ، ومنها ما يتعلقُ بعملِ البدنِ وبذلِ المال جميعاً كالحج والجهادِ، ومنها ما يتعلقُ بكفِّ النَّفْسِ عن محبوباتها ومُشْتَهَيَاتها كالصيام. فإذا قام العبد بهذه العبادات المتنوعة وأكْمَلها على الوجهِ المطلوب منه دون سخطٍ أو تفريطٍ فتعب وعملَ وبذَلَ ما كان محبوباً إليه وكفَّ عما تشتهيه نفْسُه طاعةً لربِّه وامتثالاً لأمْرِهِ ورضاً بشرعِهِ كان ذلك دليلاً على كمالِ عُبوديته وتمام انْقيادِه ومَحبَّتِهِ لربِّه وتعظيمِه له فَتحقَّقَ فيه وصفُ العُبوديَّة لله ربِّ العالمِين. إذا تبينَ ذلك فإنَّ للصيامِ حِكَماً كثيرةً استوجبتْ أنْ يكونَ فريضةً من فرائِض الإِسلامِ وركناً منْ أركانِه. فمنْ حِكَمِ الصيام أنَّه عبادةٌ لله تعالى يَتَقَرَّبُ العبدُ فيها إلى ربِّه بتْركِ محبوباتِه ومُشْتَهَياتِه منْ طعام وشرابٍ ونِكاح، فيظْهرُ بذلك صدقُ إيْمانِه وكمالُ عبوديتِه لله وقوةُ مَحَبَّته له ورجائِه ما عنده. فإنَّ الإِنسانَ لا يتركُ محبوباً له إلاَّ لمَا هو أعْظَمُ عنده مِنه. ولما عَلِمَ المؤمنُ أن رضَا الله في الصِّيام بترك شهواته المجبول على محبَّتِها قدَّمَ رضَا مولاه على هواه فَتَركها أشدَّ ما يكونُ شوقاً إليها لأنَّ لذتَه وراحةَ نفْسِهِ في تْركِ ذلك لله عزَّ وَجلَّ، ولذلك كان كثيرٌ من المؤمنين لو ضُربَ أو حُبسَ على أن يُفْطر يوماً من رمضانَ بدونِ عُذْرٍ لم يُفطِرْ. وهذه الحكمةُ من أبلغ حِكمِ الصيامِ وأعظمِها. ومنْ حِكَمِ الصيام أنه سببٌ للتَّقْوى كما قال سبحانه وتعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 183]. فإنَّ الصَّائِمَ مأمُورٌ بفعل الطاعاتِ واجتناب المعاصي كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلّم: «منْ لَم يَدعْ قول الزورِ والعملَ به والجَهلَ فليس لله حاجةٌ في أنَّ يَدعَ طعامَه وشرابَه»، رواه البخاري. وإذا كان الصائمُ متلبساً بالصيامِ فإنَّه كلَّما همَّ بمعصيةٍ تَذكَّر أنَّه صائمٌ فامتَنعَ عنها. ولهذا أمرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم الصائمَ أنْ يقولَ لمَنْ سابَّه أو شاتَمَه: إنِي امْرؤٌ صائمٌ، تَنْبيهاً له على أنَّ الصائمَ مأمورٌ بالإِمساك عن السَّبِّ والشَّتْمِ، وتذكيراً لنفْسِه بأنه متلبسٌ بالصيام فيمتنعُ عن المُقابَلةِ بالسبِّ والشتم. ومن حِكَم الصيامِ أن القلب يتخلَّى للفِكْرِ والذِّكْرِ، لأنَّ تَناوُلَ الشهواتِ يستوجبُ الْغَفْلَةَ ورُبَّما يُقَسِّى القلبَ ويُعْمى عن الحقِّ، ولذلك أرشَدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم إلى التخفيفِ من الطَّعامِ والشراب، فقال صلى الله عليه وسلّم: «مَا مَلأ ابنُ آدمَ وِعَاءً شرّاً من بطنٍ، بحَسْبِ ابن آدمَ لُقيْماتٌ يُقمن صُلْبَه، فإِن كان لا مَحالَةَ فَثُلثٌ لطعامِه وثلثٌ لشرابه وثلثٌ لنفسِهِ» رواه أحمد والنسائيُّ وابن ماجة[19]. وفي صحيح مُسْلمٍ أنَّ حْنَظلَة الأسُيديِّ ـ وكان منْ كتَّاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلّم ـ قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلّم: نَافَق حنظلةُ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «وما ذَاك؟» قال: يا رسولَ الله نكونُ عندك تُذكِّرُنا بالنارِ والجنةِ حتى كأنَّا رأيُ عينٍ فإذَا خَرجنا من عندك عافسْنَا الأزْواجَ والأولادَ والضَّيعاتِ فَنسِيْنا كثيراً. (الحديث) وفيه: «ولكن يا حنظلةُ ساعةً وساعة» ثلاث مرات. وقال أبو سليمان الداراني: إن النفسَ إذا جاعت وعطِشَت صَفَا القلب وَرَقَّ وإذا شبِعت عميَ القلب. ومنْ حِكَمِ الصيامِ أنَّ الغنيَّ يَعرفُ به قدْرَ نعمةِ الله عليه بالغِنَى حيثُ أنعمَ الله تعالى عليه بالطعامِ والشرابِ والنكاح وقد حُرِمَهَا كثيرٌ من الْخلْق فَيَحْمَد الله على هذه النِعمةِ ويشكُرُه على هذا التَّيسيرِ، ويذكرُ بذلك أخَاه الفقيرَ الذي ربَّما يبيتُ طاوياً جائِعاً فيجودُ عليه بالصَّدَقةِ يكْسُو بها عورتَه ويسُدُّ بها جَوعتَه. ولذلك كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم أجْوَدَ الناسِ وكان أجْودَ ما يكونُ في رمضان حين يلقاه جبريلُ فيُدارِسُه القرآنَ. ومن حِكَمِ الصيامِ التَّمرُّنُ على ضَبْطِ النَّفْسِ، والسَّيْطرةُ عليها، والْقوَّةُ على الإِمساكِ بزِمَامِهَا حتى يتمكنَ من التحكم فيها ويقودَها إلى ما فيه خيرُها وسعادتها، فإنَّ النَّفس أمَّارةٌ بالسوءِ إلاما رَحِمَ ربي، فإذا أطلقَ المرءُ لنَفْسِهِ عنَانها أوقعتْهُ في المهالك وإذا ملَكَ أمْرَها وسيْطر عليها تمكَّنَ من قيادتِها إلى أعلى المراتب وأسْنَى المَطَالب. ومن حِكَمِ الصيام كسْرُ النفْس والحدُّ من كِبريائِها حتى تخضعَ للحق وتَلِيْنَ للخَلْق، فإنَّ الشَبعَ والرِّيَّ ومباشرةَ النساءِ يَحمِلُ كلٌ منها على الأشَرِ والْبَطرِ والعُلوِّ والتكبُّر على الخَلْقِ وعن الحقِّ. وذلك أنَّ النفسَ عند احتياجِها لهذه الأمورِ تشغلُ بتحصيلِها فإذا تَمكَّنتْ منها رأتْ أنَّها ظَفِرتْ بمطلوبها فيحصلُ لها من الفَرحِ المذمومِ والبطرِ ما يكونُ سبباً لِهلاكها، والمَعْصومُ مَنْ عَصَمَه الله تعالى. ومن حِكَمِ الصيامِ أنَّ مجارِيَ الدَّم تضيقُ بسببِ الجوع والعطشِ فتضيقُ مَجارِي الشيطانِ من الْبَدنِ فإنَّ الشيطانَ يَجْري مِن ابن آدَمَ مجْرَى الدم، كما ثبت ذلك في الصحيحين عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلّم، فتسْكُنُ بالصيامِ وَسَاوسُ الشيطانِ، وتنكسرُ سَورةُ الشهوةِ والغضبِ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «يا مَعْشَر الشباب مَن استطاع منكم الْبَاءةَ فلْيتزوجْ فإنَّه أغَضُّ للبَصر وأحْصَنُ لِلفَرْجِ، ومَن لم يستطعْ فعليه بالصومِ فإنه له وِجاءُ»، متفق عليه. فجعل الصوم وجاء لشهوة النكاح وكسراً لحدتها. ومنْ حِكَمِ الصيامِ ما يترتَّبُ عليه من الفَوائدِ الصِّحِّيَّةِ الَّتي تحصل بتقليل الطعامِ وإراحَةِ جهازِ الهضْم لمدةٍ معينةٍ وترسُّبِ بعضِ الرطوباتِ والفضلات الضَّارَّةِ بالجسْمِ وغير ذلك. فما أعظمَ حكمةَ الله وأبلَغَها، وما أنفعَ شرائعَه للخلق وأصلحَهَا. اللَّهُمَّ فقِّهْنا في ديِنك وألهمنا معرفةَ أسرارِ شريعتِك. وأصْلحِ لنا شُؤون ديننَا ودنيانا، واغْفِرْ لنا ولوالِدِينا ولجميع المسلمينَ برحمتكَ يا أرحمَ الراحمين وصلى الله وسلَّمَ على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبه أجمعين.
__________________
![]() Always remember two things Don’t' take any decision when you are Angry Don’t' make any promises when you are Happy |
![]() |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|