أفعال المقاربة

[محمود فؤاد]

أفعـــال المقاربـــــة

كاد وأخواتها : أحد عشر فعلاً ماعدا [ عسى ] فقيل أنها فعل وقيل أنها حرف والراجح : أنها فعل بدليل : اتصال تاء الفاعل بها فنقول : [ عسيتُ - عسيتَ - عسيتما - عسيتم - عسيتن ]
سميت بأفعال المقاربة : من قبيل تسمية الكل باسم الجزء.
أقسامها : بحسب دلالتها : ثلاثة أقسام : -
( أ ) ما يدل على المقاربة : ( كاد - أوشك - كرب ).
(ب) ما يدل على الرجاء : ( عسى - أخلولق – حرى ).
(ج) ما يدل على الشروع : ( أنشأ - أخذ - علق - جعل – طفق )
عملها : ترفع المبتدأ ويسمى اسمها وتنصب الخبر ويسمى خبرها.
مثل : كـــاد العـمـل ينتهي . (العـمـل) اسم كاد مرفوع، (ينتهي) فعل مضارع و( الجملة في محل نصب خبر كاد )
شروطها : يشترط في خبر كاد وأخواتها أن يكون فعلاً مضارعا . مثل : قال تعالى "عسى الله أن يأتي بالفتح"
ملحوظة : ومجيء الخبر اسماً نادر جدا بعد (عسى ،، كاد ) ولم يأت مطلقا شبه جملة أو ماضي .
مثل قول الشاعر : أكثرت في العذل مُلحاً دائماً * لا تُكترث إني عسيت صائماً
ويقول آخر : فأُبتُ إلى فهم وما كدتُ أيباً * وكم مِثلها فارقتها وهى تصفر

حكم اقتران خبر كاد وأخواتها بـ أن

( أ ) ما يكثر اقتران خبرها بأن : ( عسى - أوشك )
مثل قوله تعالى : " عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ " - "عسى الله أن يأتي بالفتح" - أوشك الشتاء أن يدخل .
ويقول آخر : ولو سئل الناسُ التُراب لأوشكوا * إذا قيل هاتوا أن يملَّو ويمنعوا
ويقل الحذف مثل :- عسى محمد يفوز - أوشك الحق يظهر
قال الشاعر : عسى الكربُ الذي أمسيت فيه * يكون وراءه فرجٌ قريب
قال الشاعر : عسى فرج يأتي به الله إنه له كل يوم في خليقته أمر
قال الشاعر: يوشك مَنْ فرَّ من منيَّته * في بعض غرَّاته يوافقها

(ب) ما يقل اقتران خبره بـ أنْ : ( كـاد - كـرب )
يكثر عدم اقتران الخبر بأن (كثيراً)
* مثل قوله تعالى : " فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ " - "من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم "
- كرب اليوم ينقضي
* ويقول الشاعر : كـرب القلبُ من جواه يذوب * حين قال الوساة هند غضوب
الشاهد : ( كرب القلبُ ... يذوب ) حيث لم يقترن خبر كرب بـ أن وهذا كثير
وقد تدخل ( أن ) على خبر ( كـاد ) وهذا قليل .

أمثلة :-
1- قول النبي – صلى الله عليه وسلم - : " ما كدت أن أصلى العصر حتى كادتْ الشمسُ أن تغرب "
2- يقول الشاعر : كادت النفسُ أن تفيض عليه * إذ غدا حشو ريطة وبُرود
الشاهد : ( كادت النفس أن تفيض) : حيث اقترن خبر كاد بأن وهذا قليل .
3- ويقول الشاعر : سقاها ذوو الأحلام سجلاً على الظما * وقد كربتْ أعناقها أن تقطعا
الشاهد: ( كربت أعناقها أن تقطعا ) ؛ حيث اقترن خبر ( كرب) بـ ( أن ) وهذا قليل .

(ج) ما يجب اقتران خبره بـ ( أن ) : ( حرى - أخلولق )
مثل : حرى محمد أن يقوم - أخلولق الجو أن ينكشف

( د ) ما يمتنع اقتران خبره بـ ( أن ) أفعال الشروع
مثل : أنشأ على يصعد - طفق محمد يفهم الحصة .
جعل المدرسُ يتحدث. – أخذ الطالبُ يقرأ. – علق المستمع ينصت

ما يتصرف من أفعال المقاربة

كـاد - أوشـك

** كاد و أوشك : يأتي منهما المضارع واسم الفاعل .
**طريقة التصرف : يكـاد - كـائد – يوشـك - مُوشِك
أمثلة : قال تعالى " يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ "
يقول الشاعر : يوشك مَنْ فرَّ من منيّته * في بعض غرَّاته يوافقها
ويقول أخر : ولو سئل الناسُ التُراب لأوشكوا * إذا قيل هاتوا أن يملَّو ويمنعوا
رأي الأصمعي : قال باستعمال ( يوشك ) بلفظ المضارع واستعمالها بلفظ الماضي غير جيد.
والصواب : أن ( يوشك) بلفظ المضارع كثير و ( أوشك) بلفظ الماضي قليل.
يقول الشاعر : فمُوشِكةٌ أرضنا أن تعود * خلاف الأنيس وحوشا يباباً
ويقول أخر : أموت أسى يوم الرِّجام وإنني يقينا لرهنٌ بالذي أنا كائدُ
أما بقية أخوات كاد فتأتى جامدة غير أن البعض حكى باستعمال مضارع (عسى)وكذلك اسم الفاعل منها .
فنقول : [ يعسى - يعسو - عاسٍ ] كما حكى الجوهري مضارع طفق وجعل

ما يستعمل تاماً وناقصاً من أفعال المقاربة

[ عسى - أخلولق - أوشك ]

جميع أفعال المقاربة ناقصة ماعدا [ عسى- أخلولق - أوشك ] فتأتى تامة وناقصة.
( أ ) وجوب نقصانها : * عسى علىُّ أن يفوز - * أخلولق الشتاءُ أن ينقضي - * أوشك الطالب أن ينجح
إذا أسندت الأفعال السابقة إلى اسم ظاهر بعده ( أن + الفعل ) وجب نقصانها.
(ب) وجوب تمامها : *عسى أن تفوز - * أخلولق أن ينقضي - * أوشك أن ينجح (فاعل)
إذا أسندت الأفعال السابقة إلى ( أن + الفعل ) ولم يتقدم أو يتأخر عليها اسم ظاهر وجب تمامها.
وقال تعالى " وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم " المصدر المؤول فهو فاعل ، وشيئاً : مفعول به .
(ج) جواز التمام والنقصان : * عسى أن يقوم محمد. - * أخلولق أن يأتي الشتاء .
* أوشك أن يتحقق العدل .
إذا أسندت الأفعال السابقة إلى ( أن + الفعل ) وجاء بعدها اسم ظاهر ففيها مذهبان :
(1) الفارسي والمبرد والسيرافي : بالنقصان حيث قالوا ( أن + الفعل ) في محل نصب خبر مقدم والاسم الظاهر اسم عسى أو أخلولق أو أوشك مرفوع مؤخر.
(2) الشلوبين :
قالوا بالتمام حيث قالوا ( أن + الفعل ) في محل رفع فاعل والاسم الظاهر مرفوع بالفعل الذي قبله.
ثمرة الخلاف تظهر عند التثنية والجمع.
على رأى الشوبين : نقول : * عسى أن يقوم الطالب. * عسى أن يقوم الطالبان. * عسى أن يقوم الطلاب
على رأى الفارسي : * عسى أن يقوم الطالب. * عسى أن يقوما الطالبان. * عسى أن يقوموا الطلاب.

ما تختص به عسى

* تختص عسى بأنها إن تقدم عليها اسم ظاهر ففيها مذهبان محمدٌ عسى أن يفوزَ )
( أ ) مذهب بنى تميم :
أنها ناقصة وفى عسى ضمير يعود على الاسم السابق هو اسمها و ( أن + الفعل ) في محل نصب خبرها.
محمد : مبتدأ .( عسى : فعل ماضي . اسمها : محذوف . أن يفوز : خبر عسى ) خبر المبتدأ
فنقول : المحمدان عسيا أن يفورا - المحمدون عسوا أن يفوزوا - هند عست أن تفوز .
(ب) مذهب أهل الحجاز :
أنها تامة ولا ضمير فيها و ( أن + الفعل ) في محل رفع فاعل .
محمد : مبتدأ عسى : فعل ماض أن يفوز : مصدر مؤول في محل رفع فاعل ) في محل رفع خبر المبتدأ .
فنقول :المحمدان عسى أن يفوزا - المحمدون عسى أن يفوزوا - هند عسى أن تفوز.
غير عسى من أفعال المقاربة :
فإن تقدم عليه اسم ظاهر وجب الإضمار وتكون ناقصة مثل : محمد كاد أن ينجح .
** الفتح والكسر في (س) عسى جائزان والفتح أشهر في (ضمير رفع للمتكلم ، أو مخاطب أو نون نسوة) فقد قُرأ في قوله تعالى "فهلْ عسَِيتم إنْ تولّيتم " بالفتح والكسر ،، والفتح أشهر .