|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() في واحة العدل
وحيد حامد الدهشان يَا وَاهِبَ النُّورِ هَبْ لِي فَيْضَ أَنْوَارِ *** إِنِّي سَتَسْعَى إِلَى الفَارُوقِ أَشْعَارِي هَذَا الَّذِي أَكْتَوِي شَوْقًا لِطَلْعَتِهِ *** فِي دَارِ عِزٍّ وَنِعْمَ العِزُّ مِنْ دَارِ فِي وَاحَةِ العَدْلِ رَاحَ الشِّعْرُ يَطْلُبُهُ *** حَتَّى يَزِفَّ لَهُ آيَاتِ إِكْبَارِ عَرَائِسُ الشِّعْرِ صَاحَتْ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ *** فِي الخَالِدِينَ كَشَمْسٍ بَيْنَ أَقْمَارِ يَا فَارِسَ العَدْلِ عَمَّ الظُّلْمُ عَالَمَنَا *** وَأَصْبَحَ الأَمْرُ فِي أَعْنَاقِ فُجَّارِ الزَّاعِمِينَ بِأَنَّ العَدْلَ قِبْلَتُهُمْ *** وَالمُثْقَلِينَ بِأَكْوَامٍ مِنَ العَارِ الزَّاكِمِينَ أُنُوفَ الخَلْقِ مِنْ عَفَنٍ *** وَالمُرْتَدِينَ نِفَاقًا زِيَّ أَطْهَارِ يَا لُوثَةَ العَصْرِ وَالأَمْوَاجُ طَاغِيَةٌ *** تُعْلِي الغُثَاءَ عَلَى زَيْفٍ وَإِبْهَارِ لا خَيْرَ فِي الشِّعْرِ لَوْ أَبْيَاتُهُ غَفَلَتْ *** عَنْ ذِكْرِ مَنْ تَوَّجُوا التَّارِيخَ بِالغَارِ يَا دَعْوَةَ المُصْطَفَى فِي فَجْرِ دَعْوَتِهِ *** وَدَعْوَةُ المُصْطَفَى خَيْرٌ لأَخْيَارِ يَا مَنْ لإِسْلامِهِ تَاقَتْ أَوَائِلُنَا *** تَوْقَ العَطَاشَى إِلَى غَيْثٍ وَأَمْطَارِ يَا مَنْ بِإِسْلامِهِ عَزَّتْ أَوَائِلُنَا *** لا زَالَ آخِرُنَا يَشْدُو بِآثَارِ كَمْ كَانَ يَوْمًا مَهِيبًا عِنْدَمَا خَرَجُوا *** صَفَّيْنِ كَانَا عَلَى الكُفَّارِ كَالنَّارِ لا بُدَّ لِلحَقِّ مِنْ سَيْفٍ يُؤَازِرُهُ *** كَيْ يَدْفَعَ البَغْيَ فِي عَزْمٍ وَإِصْرَارِ يَا مَنْ إِذَا ذُكِرَتْ إِحْدَى مَنَاقِبِهِ *** هَانَ الطُّغَاةُ وَصَارُوا دُونَ أَصْفَارِ يَا حَاكِمًا يَتَّقِي فِي النَّاسِ خَالِقَهُ *** يَا مُخْلِصَ القَصْدِ فِي جَهْرٍ وَإِسْرَارِ كُلُّ الَّذِينَ غَدَا الشَّيْطَانُ قَائِدَهُمْ *** كَانَ الأَمِيرُ يُوَافِيهِمْ بِبَتَّارِ لَكِنْ إِذَا عَثَرَتْ فِي الشَّامِ رَاحِلَةٌ *** يَخْشَى الحِسَابَ وَلا يَلْغُو بِأَعْذَارِ (مَاذَا تَقُولُ غَدًا لِلَّه) تَشْغَلُهُ *** كَيْفَ القُدُومُ عَلَى المَوْلَى بِأَوْزَارِ تِلْكَ العِبَارَةُ صَارَتْ بَعْدَهُ مَثَلاً *** إِحْدَى نُجُومِ الهُدَى فِي ظُلْمَةِ السَّارِي لِلَّهِ دَرُّ أَبِي حَفْصٍ وَسِيرَتِهِ *** فِيهَا تَجَلَّتْ خَبَايَا قُدْرَةِ البَارِي مَنْ كَانَ فِي جَهْلِهِ فَظًّا وَخَافِقُهُ *** أَقْسَى القُلُوبِ الَّتِي كَانَتْ كَأَحْجَارِ وَكَانَ رِيحًا عَلَى الإِسْلامِ عَاتِيَةً *** سُبْحَانَ مَنْ صَانَهُ مِنْ بَأْسِهِ الضَّارِي لا تَعْجَبُوا عِنْدَمَا يَبْكِي خَطِيئَتَهُ *** قَلْبُ المُوَحِّدِ ذُو وَعْيٍ وَإِبْصَارِ يَخْلُو إِلَى النَّفْسِ فِي صِدْقٍ يُحَاسِبُهَا *** يَرْجُو نَجَاةً لَهَا مِنْ بَطْشِ جَبَّارِ لا تُخْطِئُ العَيْنُ إِنْ أَحْصَتْ مَلامِحَهُ *** خَطَّيْنِ فِي وَجْهِهِ مِنْ دَمْعِهِ الجَارِي ذَاقَ النَّصَارَى بِمِصْرَ الذُّلَّ فِي زَمَنٍ *** كَانَتْ سَفِينَتُهُمْ رُومِيَّةَ الصَّارِي حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ كَانُوا كَمَنْ نُقِلُوا *** مِنْ جَوْفِ نَارٍ إِلَى أَفْيَاءِ أَشْجَارِ لا زَالَ سَمْعُ الدُّنَا يُصْغِي لَنَا طَرَبًا *** إِمَّا شَدَا مُنْصِفٌ يَوْمًا بِتَذْكَارِ هَذَا أَخُوهُمْ أَتَى يَشْكُو إِلَى عُمَرٍ *** أَنَّ ابْنَ عَمْرٍو أَصَابَ ابْنِي بِأَضْرَارِ لَمَّا أَبَى جَاهُهُ إِلاَّ إِهَانَتَهُ *** أَنْ كَانَ سَابِقَهُ يَوْمًا بِمِضْمَارِ فَاسْتَاءَ وَاشْتَدَّ فِي اسْتِدْعَاءِ عَامِلِهِ *** وَكَانَ لا يَنْثَنِي مِيلاً لأَنْصَارِ حَتَّى إِذَا اقْتَصَّ لِلمَظْلُومِ أَرْسَلَهَا *** فِي سَمْعِ عَمْرٍو وَلِلدُّنْيَا كَإِنْذَارِ إِيَّاكَ إِيَّاكَ أَنْ تَسْتَعْبِدُوا أَحَدًا *** فَالنَّاسُ قَدْ خُلِقُوا فِي ثَوْبِ أَحْرَارِ وَرَايَةُ المُلْكِ فَوْقَ العَدْلِ قَائِمَةٌ *** وَالظُّلْمُ يَفْعَلُ فِيهَا فِعْلَ نَخَّارِ يَا أَعْصُرَ العِزِّ فِي التَّارِيخِ صَفْحَتُهَا *** بَيْضَاءُ مَا لُوِّثَتْ يَوْمًا بِأَوْضَارِ تَزْهُو بِقُرَّائِنَا تَزْهُو بِقَادَتِنَا *** كَيْفَ البُكَاءُ غَدًا لَحْنًا لِقِيثَارِي أَبْكِي حَزِينًا عَلَى الأَمْجَادِ ضَيَّعَهَا *** نَهْجُ الخِيَانَةِ يُعْلِي قَادَةَ العَارِ قَدْ مَزَّقُونَا فَصِرْنَا أُمَّةً شِيَعًا *** تَلْقَى المَهَانَةَ مِنْ وَغْدٍ وَغَدَّارِ سَاءَلْتُ نَفْسِي وَبِي غَيْظٌ تُؤَجِّجُهُ *** هَذِي الدِّمَاءُ الَّتِي تَجْرِي كَأَنْهَارِ وَالمُسْلِمُونَ غُثَاءٌ رَغْمَ كَثْرَتِهِمْ *** صَارُوا خِرَافًا تُرَجِّي عَطْفَ جَزَّارِ كَيْفَ الحَيَاةُ بِأَوْصَالٍ مُمَزَّقَةٍ *** هَلْ تَسْتَوِي رِيشَةٌ فِي وَجْهِ إِعْصَارِ يَا رَبِّ هَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا *** وَامْنُنْ عَلَيْنَا بِذِي فَهْمٍ..بِمِغْوَارِ يَحْدُو جُنُودَ الهُدَى طُرًّا لِغَايَتِهِمْ *** يَسْتَنْقِذُ النَّاسَ مِنْ نَابٍ وَأَظْفَارِ يَسْتَأْصِلُ الحِقْدَ وَالأَضْغَانَ يَمْلَؤُنَا *** بِالحُبِّ يُبْنَى عَلَى بَذْلٍ وَإِيثَارِ لا يَسْتَهِينُ بِهِ الأَعْدَاءُ مِنْ وَهَنٍ *** لا يَرْتَضِي أَنْ يُرَى يَوْمًا بِخَوَّارِ إِنَّا مَلِلْنَا دُعَاةَ اليَأْسِ قَاطِبَةً *** مِنْ كُلِّ غِرٍّ وَمَأْجُورٍ وَمُنْهَارِ نَسْعَى جِهَادًا نُرَوِّي شَوْقَنَا أَمَلاً *** وَكُلُّ شَيْءٍ لَدَى المَوْلَى بِمِقْدَارِ[1] ____________ [1] هذه القصيدة كتبت في أعقاب إعلان نتيجة مسابقة نادي القصيد حول موضوع "أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - سيرة ومواقف" في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي |
![]() |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|