|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() رمضان طبيب الأجساد و الأرواح ********************* رمضان شهر الخير والبركات، أقبل بالبشر و الخير ، عمت أنواره جميع الكائنات ، و ملأت نفحاته العبقة الأرض و السماوات ، و تنزلت بحلوله البركات ، و انهالت لمقدمه الرحمات، فمرحباً بخير الشهور ، مرحباً بمقدم الضيف الحبيب ، كنز المتقين ، و فرصة التائبين من رب العالمين . ![]() أطل علينا سيد الشهور ، و أفضلها على مر العصور ، شهر خصه الله بخصائص عظيمة ، و مزايا جليلة ، لو تكلمنا عن بعض فضائله ، ما وسعنا الزمان في ذكر محاسنه ، يقول المولى عز وجل: (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَ الْفُرْقَانِ )). ![]() فبالإضافة إلى مقاصده الروحية و مظاهره التعبدية في الإسلام ، فإن الصيام فى شهررمضان يُمد الإنسان بفوائد صحية لا حصر لها ، فشهر رمضان له من الفضائل و الفوائد الروحية و الجسدية الكثير و الكثير ، فهو بحق طبيب للأرواح و الأجساد معاً . ![]() أجل يا رمضان .. أنت طبيب الأجساد و الأرواح و النفوس ، أنت طبيب الأجساد .. فيك تتخلص الأجساد من السموم التي تناوشتها طيلة أيام العام ، و آن لها أن تتخلص منها . و فيك تتخلص الأجساد من الأمراض التي كان السبب الرئيسى فيها إدخال الطعام على الطعام و آن لها تستريح من آثار التخمة . و فيك تتخلص الأجساد من الأمراض التي كان السبب الرئيسى فيها الجوع و الحرمان ، فتأخذ ما حُرمت منه من طعام طيلة أيام العام ، فتغدو مُنعمة في هذا الشهر الفضيل بما جاد به المحسنون عن طيب نفس و رضى . ![]() و فيك تنتظم شؤون الجهاز الهضمي .. فيأخذ قسطاً من الراحة ، بعد أن دأب وجدَّ و اجتهد في خدمة الجسم ، و آن له أن يرتاح من عناء العمل الدائب ، و الجهد المتواصل ، و ينعم بشيء من الراحة والسكينة ، و آن للمعدة أن ترمم نفسها . ![]() أجل يا رمضان أنت طبيب الأرواح .. ففيك تسمو الأرواح بعد أن تحررت من ربقة الشهوة إلى الطعام و الشراب و الجسد ، فسمت إلى عليين , لتصافح الملائكة المقربين ، و تسلك مسلكها في العبادة و الطاعة لله سبحانه وتعالى ، متعالية على جبلتها الطينية لبعض الوقت ، مستشعرة حلاوة الصبر و الطاعة ، و لا عجب بعد ذلك من أن تراها تعكف على تلاوة القرآن و ذكر الرحمن في كل وقت و آن من آناء ليلك أو نهارك . ![]() و فيك تسمو النفوس عما جبلت عليه من الشح المقيت ، و البخل الذميم ، فتغدو كريمة خيرة ، تبذل مما أفاء الله عليها ، فتتذكر ـ في مدرسة الجوع ـ البطون التي خوت طيلة أيام العام ، و تتذكر تلك النفوس التي ربما حقدت على من نسيها طيلة أيام العام بسبب ذلك الحرمان والجوع . ![]() أجل يا رمضان .. أنت مدرسة و أي مدرسة ! أنت مدرسة تهذب الطبائع و الأخلاق وتسمو بالنفوس و الأرواح ، و تعيد ترتيب العلاقات بين أفراد المجتمع ، ليكونوا عناصر فاعلة يؤثرون ويتأثرون بكل إيجابية ، بعيداً عن أوزار السلبية التي تكتنفهم فتشدهم إلى الوراء و تمنعهم من البذل والعطاء ، و التواصل البناء . ![]() أجل يا رمضان .. أنت معلم التقوى .. و لا عجب بعد ذلك من أن ندرك الحكمة من أن تكون مفروضاً على أمة محمد- صلى الله عليه وسلم - و الأمم الموحدة السابقة : { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } .. ![]() فيا سعادة من فهم الدرس ، و وعى المُهمة ، و لا غرابة كذلك من أن تكون أجور العبادات الأخرى الحسنة بعشرة أمثالها إلا أنت يا رمضان ، فالأجر فيك مختلف لأنه موكول إلى رب العزة تبارك و تعالى : [كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي و أنا أجزي به ] فأنعم بجزاء يكون الله سبحانه و تعالى وليه . ![]() و لا عجب بعد ذلك من أن تكون عُقبى الصائمين القائمين فيك عتق من النيران بعد المرور بمرحلتي الرحمة و المغفرة .. فهنيئاً لنا بك يا رمضان .. هنيئاً للصائمين القائمين .. هنيئاً للطائعين لرب العالمين ، هنيئاً لمن صام يومك و قام ليلك إيماناً و احتساباً ، و ابتغى من الله الأجر و الثواب . ![]() |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|