اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-07-2017, 03:10 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
Impp تدخل العامة في القضايا المهمة


يتضح جلياً في الكثير من المجتمعات الإسلامية التدخل القوى من عوام الناس في الكثير من القضايا المهمة والحساسة جداً، والخوض في مسائل عظام لا يدركون معها مآلات الأمور، وتجدهم يخوضون فيها، ويطالبون بأعمال وأمور تتعلق بمصالح المجتمع دون وعي وإدراك.
*
إن كثيراً من مجالس العوام، أو غير المتخصصين في العلم الشرعي، ممَّن تخصصوا في العلوم التجريبيَّة أو الطبيعيَّة أو غيرها وممن هم بعيدون عن المعرفة بالعلوم الشرعية، فتجدهم يتحدثون ويهرفون بما لا يعرفون في بعض المسائل، ولو عُرضت على عمر - رضي الله عنه - لجمع لها أهل بدر؛ ليتباحثوا فيها، ويعطوا الحكم الشرعي المناسب لها، وإن طُرحت على أهل العلم أعطَوْها حقَّها من البحث والتفكير, ورحم الله الإمام مالك حيث قال: إني لأفكر في مسألة منذ بضع عشرة سنّة, فما اتَّفق لي فيها رأي إلى الآن، وقال: ربما وردت عليّ المسألة فأفكر فيها ليالٍ[1].
*
إن كلام العوام كثير، وغير منضبط البتة، فهم يتحدثون وينظّرون، وهم بعيدون عن معرفة الكثير من الأمور، ولا شك أن هذا الكلام، والتدخل الزائد يكون مظنّة إشاعة الفتن والفوضى، وضرره كبير، ومنها تثبيط العاملين في الميادين الأخرى.
*
ويجب على العلماء والحكماء توجيه هؤلاء، وتقديم النصح والإرشاد المطلوبين، والوقوف أمامهم بالوسائل المناسبة، وهذا يحتاج إلى عدة أمور:
1- وضع ضوابط وقنوات للاتصال بين العامة وبين العلماء وكافة المسؤولين.
2- أن يتولى أشخاص لديهم حكمة وسعة صدر ودربة للتعامل مع العوام للرد على تساؤلاتهم واستفساراتهم.
3- إصدار قوانين حازمة بعدم التدخل في أمور لا يحسنها أحد، وخاصة القضايا المهمة في الدولة.
4- الوعظ والإرشاد والتوجيه السليم للعامة وغيرهم، بالالتزام بالضوابط الشرعية التي تحكم علاقة المسلم بالقضايا المهمة والمصالح العليا.
*
ومن أهم التوجيهات الشرعية المنظمة للعلاقات الإنسانية داخل المجتمع، قول الله تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 83] [2]، وهنا قاعدة أدبية؛ وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولَّى مَنْ هو أهل لذلك، ولا يتقدم بين أيديهم، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ، وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها، والأمر بالتأمل قبل الكلام والنظر فيه، هل هو مصلحة، فيُقْدِم عليه الإنسان؟ أم لا فيحجم عنه؟[3].
وقَولُ الرَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ".[4]
وكان صلى الله عليه وسلم: " يَنْهَى عَنْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةِ الْمَالِ وَمَنْعٍ وَهَاتِ وَعُقُوقِ الْأُمَّهَاتِ وَوَأْدِ الْبَنَاتِ "[5].
وبذلك ينبغي على المسلم الراشد أن يحرص على ما ينفعه في قضاء كل أوقاته في عبادة الله تعالى وذكره وشكره، وأن يكون كلامه منضبطاً ولا يتدخل فيما لا يعنيه، وأن يتواصى الجميع كباراً وصغاراً ذكوراً وإناثاً بالبعد عن القيل والقال، والتدخل فيما لا يعني.

[1] الشحود، علي بن نايف، الحضـارة الإسلامية بين أصالة الماضي وآمال المستقبل، ج 8 ، ص 22).
[2] سورة النساء، الآية رقم: 83.
[3] السعدي، عبدالرحمن، تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن، ص 91.
[4] ابن ماجه، سنن ابن ماجه، كتاب: الفتن، باب: كف اللسان في الفتنة، حديث رقم: 3966، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم: 685.
[5] البخاري، صحيح البخاري، كتاب: الرقاق، باب: ما يكره من قيل وقال، حديث رقم: 1572.

د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:29 PM.