اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > رمضان كريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-08-2010, 01:06 PM
الصورة الرمزية عبد الله الرفاعي
عبد الله الرفاعي عبد الله الرفاعي غير متواجد حالياً
مدرس اللغة العربية وعضو مميز2013
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 3,430
معدل تقييم المستوى: 18
عبد الله الرفاعي is on a distinguished road
Present وأن تصوموا خير لكم...



__________________
معلم اللغة العربية بمدارس المنصورة كولدج الدولية
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-08-2010, 01:08 PM
الصورة الرمزية عبدالله حسن رياش
عبدالله حسن رياش عبدالله حسن رياش غير متواجد حالياً
معلم أول لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 2,018
معدل تقييم المستوى: 18
عبدالله حسن رياش is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله الرفاعي مشاهدة المشاركة


بارك الله في وقتك وجهدك
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-08-2010, 02:34 PM
أ/رضا عطيه أ/رضا عطيه غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 37,683
معدل تقييم المستوى: 53
أ/رضا عطيه is just really nice
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله الرفاعي مشاهدة المشاركة



شكرا أستاذ عبد الله على المجهود الطيب
وبارك الله فيك وجزاك كل خير
__________________
الحمد لله
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19-08-2010, 05:38 PM
الصورة الرمزية ايه كمال
ايه كمال ايه كمال غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 8,564
معدل تقييم المستوى: 23
ايه كمال is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله الرفاعي مشاهدة المشاركة



__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19-08-2010, 01:21 PM
أ/رضا عطيه أ/رضا عطيه غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 37,683
معدل تقييم المستوى: 53
أ/رضا عطيه is just really nice
افتراضي

وبارك الله فيكم
__________________
الحمد لله
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19-08-2010, 02:31 PM
نقاء الروح نقاء الروح غير متواجد حالياً
طالبة جامعية
عضو مثالي لعام 2011
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 3,812
معدل تقييم المستوى: 19
نقاء الروح is on a distinguished road
افتراضي

اكمل بقية النصائح المائة ،،



11)-تأمل نعم الله عليك،إذ رزقك الطعام،وحرمه غيرك،ورزقك الشراب وحرمه غيرك،ورزقك الطاعات وحرمها غيرك.

12)-إذا اضطررت للاختلاط بالناس فحافظ على لسانك وبصرك وأذنك وعينك وقلبك،وصنهم عن ارتكاب المحرمات.

13)-لاتضيع منك طاعةً واحدةُ،قم بكل الطاعات التى تستطيعها.


14)-أنفاسك هى عمرك،فلا تدَع نَفَسَا واحدًا يمر بك دون أن تذكر ربك،لا تفترعن الذكر لحظة.


15)-انْبٍذْ البطالة والبطالين،وعليك بمصاحبة ذوى الهمم.



16)-صوم القلب عن المعاصى والخواطرالرديئة.

17)-إذاصمتَ فليصم بصرك،وسمعك،ولسْانك،وأذنك،وقلبك،ويدك،ورجلك،وبطنك.

18)-لاتجعل يوم صومك كيوم فطرك.

19)-شُرشعَ الصيامً لكى تشعربالجوع،فحاول أن تشعر بالجوع،ولا تتذمرمن الجوع.

20)-اغتنم الدعوة المستجابة كل يوم عندالإفطار.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19-08-2010, 03:28 PM
الصورة الرمزية عبدالله حسن رياش
عبدالله حسن رياش عبدالله حسن رياش غير متواجد حالياً
معلم أول لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 2,018
معدل تقييم المستوى: 18
عبدالله حسن رياش is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نقاء الروح مشاهدة المشاركة
اكمل بقية النصائح المائة ،،



11)-تأمل نعم الله عليك،إذ رزقك الطعام،وحرمه غيرك،ورزقك الشراب وحرمه غيرك،ورزقك الطاعات وحرمها غيرك.

12)-إذا اضطررت للاختلاط بالناس فحافظ على لسانك وبصرك وأذنك وعينك وقلبك،وصنهم عن ارتكاب المحرمات.

13)-لاتضيع منك طاعةً واحدةُ،قم بكل الطاعات التى تستطيعها.


14)-أنفاسك هى عمرك،فلا تدَع نَفَسَا واحدًا يمر بك دون أن تذكر ربك،لا تفترعن الذكر لحظة.


15)-انْبٍذْ البطالة والبطالين،وعليك بمصاحبة ذوى الهمم.



16)-صوم القلب عن المعاصى والخواطرالرديئة.

17)-إذاصمتَ فليصم بصرك،وسمعك،ولسْانك،وأذنك،وقلبك،ويدك،ورجلك،وبطنك.

18)-لاتجعل يوم صومك كيوم فطرك.

19)-شُرشعَ الصيامً لكى تشعربالجوع،فحاول أن تشعر بالجوع،ولا تتذمرمن الجوع.

20)-اغتنم الدعوة المستجابة كل يوم عندالإفطار.

بارك الله فيك على هذا المجهود
__________________
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19-08-2010, 05:40 PM
الصورة الرمزية ايه كمال
ايه كمال ايه كمال غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 8,564
معدل تقييم المستوى: 23
ايه كمال is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نقاء الروح مشاهدة المشاركة
اكمل بقية النصائح المائة ،،



11)-تأمل نعم الله عليك،إذ رزقك الطعام،وحرمه غيرك،ورزقك الشراب وحرمه غيرك،ورزقك الطاعات وحرمها غيرك.

12)-إذا اضطررت للاختلاط بالناس فحافظ على لسانك وبصرك وأذنك وعينك وقلبك،وصنهم عن ارتكاب المحرمات.

13)-لاتضيع منك طاعةً واحدةُ،قم بكل الطاعات التى تستطيعها.


14)-أنفاسك هى عمرك،فلا تدَع نَفَسَا واحدًا يمر بك دون أن تذكر ربك،لا تفترعن الذكر لحظة.


15)-انْبٍذْ البطالة والبطالين،وعليك بمصاحبة ذوى الهمم.



16)-صوم القلب عن المعاصى والخواطرالرديئة.

17)-إذاصمتَ فليصم بصرك،وسمعك،ولسْانك،وأذنك،وقلبك،ويدك،ورجلك،وبطنك.

18)-لاتجعل يوم صومك كيوم فطرك.

19)-شُرشعَ الصيامً لكى تشعربالجوع،فحاول أن تشعر بالجوع،ولا تتذمرمن الجوع.

20)-اغتنم الدعوة المستجابة كل يوم عندالإفطار.


__________________
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19-08-2010, 03:29 PM
الصورة الرمزية عبدالله حسن رياش
عبدالله حسن رياش عبدالله حسن رياش غير متواجد حالياً
معلم أول لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 2,018
معدل تقييم المستوى: 18
عبدالله حسن رياش is on a distinguished road
افتراضي

~~ 4 ~~
قصة أصحاب الكهف

جروب اللهم آتنا في الدنيا حسنة
__________________
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 19-08-2010, 04:36 PM
الصورة الرمزية عبد الله الرفاعي
عبد الله الرفاعي عبد الله الرفاعي غير متواجد حالياً
مدرس اللغة العربية وعضو مميز2013
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 3,430
معدل تقييم المستوى: 18
عبد الله الرفاعي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله حسن رياش مشاهدة المشاركة
~~ 4 ~~
قصة أصحاب الكهف

جروب اللهم آتنا في الدنيا حسنة
انى أقول وليس القول مجملة . : . فالقول فضل وفيك قصدت رحمانا
لا بارك الله فى الدنيا اذا انقطعت. : . أسباب دنياك عن اسباب دنيانا

بارك الله فيك استاذنا الفاضل وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
__________________
معلم اللغة العربية بمدارس المنصورة كولدج الدولية
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 20-08-2010, 06:47 AM
الصورة الرمزية ضياء الدين سعيد
ضياء الدين سعيد ضياء الدين سعيد غير متواجد حالياً
متـرجـــــــــــم و عضو مميز2013 والفائز بالمركز الثالث فى المسابقة الشعرية 2014
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 4,134
معدل تقييم المستوى: 20
ضياء الدين سعيد has a spectacular aura about
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله حسن رياش مشاهدة المشاركة
~~ 4 ~~
قصة أصحاب الكهف

جروب اللهم آتنا في الدنيا حسنة

جزاك الله كل الخير
بجد حضرتك مدهش
شكراً لك
وفى إنتظار المزيد


__________________
عندما تنتحر الحريات تعجز الديمقراطية عن عمل عزاء للشرف .
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 19-08-2010, 05:02 PM
**تسابيح** **تسابيح** غير متواجد حالياً
طالبة جامعية <>المركز الثاني عن مسابقة العام في الاسبوع السابع
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 4,220
معدل تقييم المستوى: 21
**تسابيح** is on a distinguished road
افتراضي

رمضان في تركيا




يستقبل المسلمون الأتراك شهر رمضان المبارك بمظاهر البهجة
والفرح، مثلما هو الحال عند كل الشعوب الإسلامية في أنحاء
العالم الإسلامي. والمظاهر العلنية التي يبديها هذا الشعب المسلم
عند قدوم شهر رمضان لهي أكبر دليل، وأصدق برهان على
عمق وترسخ الإسلام، على الرغم من كل المحاولات التي قامت
وتقوم لإبعاد هذا الشعب عن دينه، وسلخه عن عقيدته .
وتمثل مدينة ( استنبول ) الرمز الإسلامي في ذاكرة الشعب
التركي؛ إذ هي كانت مقر الخلافة الإسلامية لفترة تزيد عن
الخمسة قرون، كما أن فيها عددًا كبيرًا من المساجد والمعالم
الإسلامية، ناهيك عن الأمانات النبوية المقدسة التي أحضرها
السلطان سليم الأول عند عودته من الشرق العربي. وأكثر ما
تبدو المظاهر الرمضانية عند هذا الشعب في هذه المدينة،
التي تضم نسبة كبيرة من السكان تصل إلى عشرة ملايين نسمة
أو يزيد؛ وفي هذه المدينة يُقرأ القرآن خلال هذا الشهر يوميًا
في قصر ( طوبقابي ) الباب العالي سابقًا، وتستمر القراءة في
هذا القصر دون انقطاع في ليل أو نهار .
ويعتمد المسلمون في تركيا الحسابات الفلكية في ثبوت شهر
رمضان، وقل من الناس من يخرج لترصد هلال رمضان. وتتولى
هيئة الشؤون الدينية التركية الإعلان عن بدء هلال شهر رمضان
المبارك .
ومع بدء إعلان دخول الشهر الكريم رسميًا تضاء مآذن الجوامع
في أنحاء تركيا كافة عند صلاة المغرب، وتبقى كذلك حتى
فجر اليوم التالي، ويستمر الأمر على هذا المنوال طيلة أيام الشهر
الكريم. ومظهر إنارة مآذن المساجد يعرف عند المسلمين الأتراك
بـاسم ( محيا ) وهو المظهر الذي يعبر عن فرحة هذا الشعب
وبهجته بحلول الشهر المبارك. ولكل مسجد من المساجد الكبيرة
هناك منارتان على الأقل، ولبعضها أربع منارات، ولبعضها الآخر
ست منارات. والعادة مع دخول هذا الشهر أن تُمد حبال بين المنارات
، ويُكتب عليها بالقناديل كلمات: ( بسم الله، الله محمد، حسن حسين،
نور على نور، يا حنان، يا رمضان، خوش كلدي ) وأمثال ذلك، وما
يكتبونه يقرأ من الأماكن البعيدة لوضوحه وسعته .
وانتشار الدروس الدينية في المساجد وقراءة القرآن مظهر بارز في
هذا الشهر عند الأتراك؛ وخاصة في مدينة ( استنبول ) المشتهرة
بمساجدها الضخمة، ومآذنها الفخمة، والتي يأتي في مقدمتها مسجد
( آيا صوفيا ). ويبتدئ وقت هذه الدروس مع صلاة العصر، وتستمر
إلى قرب وقت المغرب. وتُرى المساجد الشهيرة في هذا الشهر عامرة
بالمصلين والواعظين والمستمعين والمتفرجين الطوافين من النساء والرجال .
والعادة في تركيا أنه حينما يحين موعد أذان المغرب تطلق المدافع بعض
الطلقات النارية، ثم يتبع ذلك الأذان في المساجد. وبعد تناول طعام
الإفطار يُهرع الجميع مباشرة؛ أطفالاً وشبابًا، ونساء ورجالاً صوب الجوامع
والمساجد لتأمين مكان في المسجد، يؤدون فيه صلاة العشاء وصلاة
التراويح، والتأخر عن ذلك والإبطاء في المسارعة قد يحرم المصلي من
مكان في المسجد، وبالتالي يضطره للصلاة خارج المسجد، أو على
قارعة الطريق .
والحماس الزائد عند الأتراك لأداء صلاة التراويح يُعد مظهرًا بارزًا من
مظاهر الفرح والحفاوة بهذا الشهر الكريم، حيث تلقى صلاة التراويح
إقبالاً منقطع النظير من فئات الشعب التركي كافة، الأمر الذي يدل دلالة
واضحة على الحب العظيم والاحترام الكبير الذي يكنه أفراد هذا الشعب
لهذا الشهر الفضيل، لكن يلاحظ في هذه الصلاة السرعة في أدائها، إذ
لا يُقرأ فيها إلا بشيء قليل من القرآن، وقليل هي المساجد التي تلتزم
قراءة ختمة كاملة في صلاة التراويح خلال هذا الشهر المبارك .
ومن المعتاد في صلاة التراويح عند الأتراك الصلاة على النبي صلى الله
عليه وسلم بعد كل ركعتين من ركعات هذه الصلاة، إضافة إلى قراءة
بعض الأذكار الجماعية التي تقال بعد كل أربع ركعات؛ كقولهم:
( عز الله، وجل الله، وما في قلبي إلا الله ) .
ومن معتادهم إضافة لما تقدم، قولهم في النصف الأول من رمضان:
( مرحبًا يارمضان ) وقولهم في النصف الثاني منه: ( الوداع ) .
ومن الأمور التي يحرص عليها الأتراك في هذا الشهر صلاة ( التسابيح )
وهم يؤدونها عادة في الأيام الأخيرة من رمضان، أو ليلة العيد .
والأتراك يولون عناية خاصة بليلة القدر، حيث يقرؤون فيها المدائح النبوية،
إضافة إلى بعض الأناشيد الدينية...
ومن المعروف عن الشعب التركي المسلم اهتمامه الشديد وحرصه الدائب
على قراءة القرآن طيلة شهر رمضان؛ ففي هذا الشهر المبارك يقوم
المسلمون الأتراك بتقسيم وتوزيع سور القرآن الكريم فيما بينهم، على
أساس قدرة كل شخص منهم فيما يستطيع أن يقرأه من القرآن، ثم مع
اقتراب الشهر الكريم من نهايته تقوم تلك المجموعات التي قسمت قراءة
القرآن فيما بينها وتذهب إلى مسجد من المساجد، وتتوجه إلى الله بالدعاء
الجماعي الخاص بختم قراءة القرآن الكريم، ويتبع ذلك عادة حفل ديني
صغير يشارك فيه إمام ذلك المسجد، يتضمن بعض الكلمات والأذكار و
الأناشيد الدينية .
أما صلاة التهجد فالمقبلون عليها أقل من القليل، بل ليس من المعتاد
إقامتها في المساجد. ويقال مثل ذلك في سُنَّة الاعتكاف، إذ هجرها
الكثير هناك، فلا يقيمها إلا من وفقه الله لفعل الطاعات، وتمسك بهدي
رسول الهدى والرشاد .
ومن العادات المتبعة في هذا البلد المسلم خلال موسم رمضان إقامة معرض
للكتاب، يبدأ نشاطه مع بداية الأسبوع الثاني من الشهر الكريم، ويفتح
المعرض أبوابه كل يوم لاستقبال زواره بعد صلاة المغرب، ويستمر حتى
وقت مـتأخر من الليل .
الجمعيات الخيرية المدعومة من قِبَل الأحزاب الإسلامية التركية، وبالاشتراك
مع أهل الإحسان والموسرين تقيم كل يوم من أيام رمضان ما يسمى بـ
( موائد الرحمن ) وهي موائد مفتوحة، يحضرها الفقراء والمحتاجون
وذووا الدخل المحدود. وتقام هذه الموائد عادة في الساحات والأماكن
العامة. كما يقوم أهل الخير هناك بتوزيع الحلوى والمشروبات على
الأطفال المشاركين في صلاة التراويح عقب انتهائها .
بالنسبة لساعات العمل في الدوائر الرسمية لا يطرأ عليها أي تغير خلال
هذا الشهر، وهذا أمر طبيعي، إذ نظام الدولة نظام علماني، حتى إن
بعض الصائمين يدركهم وقت المغرب وهم في طريقهم إلى منازلهم بسبب
طول فترة ساعات العمل؛ في حين أن قطاعات العمل الخاصة تقلل ساعات
العمل اليومي مقدار ساعة أو نحوها .
ومع دخول النصف الثاني من شهر رمضان يُسمح للزائرين بدخول جامع
يسمى جامع ( الخرقة ) وهو في مدينة استنبول، والذي يقال: إن فيه
مكانًا يُحتفظ بداخله بـ ( الخرقة النبوية ) التي أحضرها السلطان سليم
لاستانبول بعد رحلته للشرق الإسلامي عام ( 1516م ) ولا يُسمح في
أيام السنة العادية بزيارة ذلك المكان .
والمطبخ التركي غني عن التعريف، وما يعنينا منه كيف يكون أمره في
رمضان؛ وعادة ما يبدأ الناس هناك إفطارهم على التمر والزيتون والجبن،
قبل أن يتناولوا وجباتهم الرئيسة. والناس في هذا الموقف فريقان: فريق
يفطر على التمر وقليل من الطعام، ويذهب لأداء صلاة المغرب، ثم يعود
ثانية لتناول طعامه الرئيس، وهؤلاء هم الأقل. والفريق الثاني يتناول طعامه
كاملاً، ثم يقوم لأداء صلاة المغرب، بعد أن يكون قد أخذ حظه من الطعام
والشراب. وهذا الفريق هو الأكثر والأشهر بين الأتراك. وليس بغريب ولا
بعجيب أن تمرَّ على بعض المساجد في صلاة المغرب في رمضان، فلا تجد
غير الإمام والمؤذن وعابر سبيل!!
و ( الشوربة ) هي الطعام الأبرز حضورًا، والأهم وجودًا على مائدة الإفطار
التركية، إضافة إلى بعض الأكلات التي يشتهر بها البيت التركي. ومن
الأكلات الخاصة بهذا الشهر عند الأتراك الخبز الذي يسمى عندهم ( بيدا )
وتعني ( الفطير ) وهي كلمة أصلها فارسي؛ وهذا النوع من الخبز يلقى
إقبالاً منقطع النظير في هذا الشهر، حتى إن الناس يصطفون طوابير على
الأفران قبل ساعات من الإفطار للحصول على هذا النوع من الخبز الذي
يفتح الشهية للطعام، وينسي تعب الصوم .
وتعتبر ( الكنافة ) و( القطايف ) و( البقلاوة ) و( الجلاّش ) من أشهر أنواع
الحلوى التي يتناولها المسلمون الأتراك خلال هذا الشهر الكريم. وربما
كان من المفيد أن نختم حديثنا عن المطبخ التركي بالقول: إن الشعب
التركي المسلم من أكثر الشعوب الإسلامية التي تتمتع بثقافة متميزة
في الطعام والشراب، إعدادًا وذوقًا ونوعًا .
ثم إن ليالي رمضان في هذا البلد، وخاصة في مدينة استنبول، بعضها
بيضاء وبعضها حمراء؛ فهي يتجاذبها اتجاهان: اتجاه يرى في هذه
الليالي أنها ليالي عبادة وطاعة، فهو يمضيها ويستغلها بين هذه وتلك؛
واتجاه يرى في تلك الليالي أنها ليالي سرور وفرح، وعزف وقصف،
ورقص وعصف، فهو يمضيها في المقاهي، وتدعى في البلاد التركية بـ
بيوت القراءة ) = ( قراءتخانة لر ) أو في دور اللهو، حيث المعازف الوترية،
كالعود والقانون والكمنجا؛ وغير الوترية، أو في غير هذه الأماكن .
وليس من العجيب عند سكان مدينة ( استنبول ) كثرة المعازف في رمضان
وفي غير رمضان؛ إذ إن لأهلها - نساء ورجالاً - عناية خاصة بالعزف
والموسيقى، حيث يتعلمون ذلك في المدارس الخاصة. كما وترى أصحاب
الطبول الكبيرة يجولون في الشوارع من أول الليل إلى وقت الإمساك
قُبيل الفجر. ولعل الشباب هم العنصر الأكثر حضورًا وظهورًا في هذه
الليالي، حيث يمضون الليل في اللهو واللعب. وتنتشر بين أمثال هؤلاء
الشباب عادة الجهر بالفطر في رمضان، فترى شبابًا وهم بكامل صحتهم
يفطرون من غير عذر يبيح لهم ذلك ؟!.
__________________
والحب له قوانين آخري..!
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 19-08-2010, 05:44 PM
الصورة الرمزية ايه كمال
ايه كمال ايه كمال غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 8,564
معدل تقييم المستوى: 23
ايه كمال is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تسابيح النجوم مشاهدة المشاركة
رمضان في تركيا




يستقبل المسلمون الأتراك شهر رمضان المبارك بمظاهر البهجة
والفرح، مثلما هو الحال عند كل الشعوب الإسلامية في أنحاء
العالم الإسلامي. والمظاهر العلنية التي يبديها هذا الشعب المسلم
عند قدوم شهر رمضان لهي أكبر دليل، وأصدق برهان على
عمق وترسخ الإسلام، على الرغم من كل المحاولات التي قامت
وتقوم لإبعاد هذا الشعب عن دينه، وسلخه عن عقيدته .
وتمثل مدينة ( استنبول ) الرمز الإسلامي في ذاكرة الشعب
التركي؛ إذ هي كانت مقر الخلافة الإسلامية لفترة تزيد عن
الخمسة قرون، كما أن فيها عددًا كبيرًا من المساجد والمعالم
الإسلامية، ناهيك عن الأمانات النبوية المقدسة التي أحضرها
السلطان سليم الأول عند عودته من الشرق العربي. وأكثر ما
تبدو المظاهر الرمضانية عند هذا الشعب في هذه المدينة،
التي تضم نسبة كبيرة من السكان تصل إلى عشرة ملايين نسمة
أو يزيد؛ وفي هذه المدينة يُقرأ القرآن خلال هذا الشهر يوميًا
في قصر ( طوبقابي ) الباب العالي سابقًا، وتستمر القراءة في
هذا القصر دون انقطاع في ليل أو نهار .
ويعتمد المسلمون في تركيا الحسابات الفلكية في ثبوت شهر
رمضان، وقل من الناس من يخرج لترصد هلال رمضان. وتتولى
هيئة الشؤون الدينية التركية الإعلان عن بدء هلال شهر رمضان
المبارك .
ومع بدء إعلان دخول الشهر الكريم رسميًا تضاء مآذن الجوامع
في أنحاء تركيا كافة عند صلاة المغرب، وتبقى كذلك حتى
فجر اليوم التالي، ويستمر الأمر على هذا المنوال طيلة أيام الشهر
الكريم. ومظهر إنارة مآذن المساجد يعرف عند المسلمين الأتراك
بـاسم ( محيا ) وهو المظهر الذي يعبر عن فرحة هذا الشعب
وبهجته بحلول الشهر المبارك. ولكل مسجد من المساجد الكبيرة
هناك منارتان على الأقل، ولبعضها أربع منارات، ولبعضها الآخر
ست منارات. والعادة مع دخول هذا الشهر أن تُمد حبال بين المنارات
، ويُكتب عليها بالقناديل كلمات: ( بسم الله، الله محمد، حسن حسين،
نور على نور، يا حنان، يا رمضان، خوش كلدي ) وأمثال ذلك، وما
يكتبونه يقرأ من الأماكن البعيدة لوضوحه وسعته .
وانتشار الدروس الدينية في المساجد وقراءة القرآن مظهر بارز في
هذا الشهر عند الأتراك؛ وخاصة في مدينة ( استنبول ) المشتهرة
بمساجدها الضخمة، ومآذنها الفخمة، والتي يأتي في مقدمتها مسجد
( آيا صوفيا ). ويبتدئ وقت هذه الدروس مع صلاة العصر، وتستمر
إلى قرب وقت المغرب. وتُرى المساجد الشهيرة في هذا الشهر عامرة
بالمصلين والواعظين والمستمعين والمتفرجين الطوافين من النساء والرجال .
والعادة في تركيا أنه حينما يحين موعد أذان المغرب تطلق المدافع بعض
الطلقات النارية، ثم يتبع ذلك الأذان في المساجد. وبعد تناول طعام
الإفطار يُهرع الجميع مباشرة؛ أطفالاً وشبابًا، ونساء ورجالاً صوب الجوامع
والمساجد لتأمين مكان في المسجد، يؤدون فيه صلاة العشاء وصلاة
التراويح، والتأخر عن ذلك والإبطاء في المسارعة قد يحرم المصلي من
مكان في المسجد، وبالتالي يضطره للصلاة خارج المسجد، أو على
قارعة الطريق .
والحماس الزائد عند الأتراك لأداء صلاة التراويح يُعد مظهرًا بارزًا من
مظاهر الفرح والحفاوة بهذا الشهر الكريم، حيث تلقى صلاة التراويح
إقبالاً منقطع النظير من فئات الشعب التركي كافة، الأمر الذي يدل دلالة
واضحة على الحب العظيم والاحترام الكبير الذي يكنه أفراد هذا الشعب
لهذا الشهر الفضيل، لكن يلاحظ في هذه الصلاة السرعة في أدائها، إذ
لا يُقرأ فيها إلا بشيء قليل من القرآن، وقليل هي المساجد التي تلتزم
قراءة ختمة كاملة في صلاة التراويح خلال هذا الشهر المبارك .
ومن المعتاد في صلاة التراويح عند الأتراك الصلاة على النبي صلى الله
عليه وسلم بعد كل ركعتين من ركعات هذه الصلاة، إضافة إلى قراءة
بعض الأذكار الجماعية التي تقال بعد كل أربع ركعات؛ كقولهم:
( عز الله، وجل الله، وما في قلبي إلا الله ) .
ومن معتادهم إضافة لما تقدم، قولهم في النصف الأول من رمضان:
( مرحبًا يارمضان ) وقولهم في النصف الثاني منه: ( الوداع ) .
ومن الأمور التي يحرص عليها الأتراك في هذا الشهر صلاة ( التسابيح )
وهم يؤدونها عادة في الأيام الأخيرة من رمضان، أو ليلة العيد .
والأتراك يولون عناية خاصة بليلة القدر، حيث يقرؤون فيها المدائح النبوية،
إضافة إلى بعض الأناشيد الدينية...
ومن المعروف عن الشعب التركي المسلم اهتمامه الشديد وحرصه الدائب
على قراءة القرآن طيلة شهر رمضان؛ ففي هذا الشهر المبارك يقوم
المسلمون الأتراك بتقسيم وتوزيع سور القرآن الكريم فيما بينهم، على
أساس قدرة كل شخص منهم فيما يستطيع أن يقرأه من القرآن، ثم مع
اقتراب الشهر الكريم من نهايته تقوم تلك المجموعات التي قسمت قراءة
القرآن فيما بينها وتذهب إلى مسجد من المساجد، وتتوجه إلى الله بالدعاء
الجماعي الخاص بختم قراءة القرآن الكريم، ويتبع ذلك عادة حفل ديني
صغير يشارك فيه إمام ذلك المسجد، يتضمن بعض الكلمات والأذكار و
الأناشيد الدينية .
أما صلاة التهجد فالمقبلون عليها أقل من القليل، بل ليس من المعتاد
إقامتها في المساجد. ويقال مثل ذلك في سُنَّة الاعتكاف، إذ هجرها
الكثير هناك، فلا يقيمها إلا من وفقه الله لفعل الطاعات، وتمسك بهدي
رسول الهدى والرشاد .
ومن العادات المتبعة في هذا البلد المسلم خلال موسم رمضان إقامة معرض
للكتاب، يبدأ نشاطه مع بداية الأسبوع الثاني من الشهر الكريم، ويفتح
المعرض أبوابه كل يوم لاستقبال زواره بعد صلاة المغرب، ويستمر حتى
وقت مـتأخر من الليل .
الجمعيات الخيرية المدعومة من قِبَل الأحزاب الإسلامية التركية، وبالاشتراك
مع أهل الإحسان والموسرين تقيم كل يوم من أيام رمضان ما يسمى بـ
( موائد الرحمن ) وهي موائد مفتوحة، يحضرها الفقراء والمحتاجون
وذووا الدخل المحدود. وتقام هذه الموائد عادة في الساحات والأماكن
العامة. كما يقوم أهل الخير هناك بتوزيع الحلوى والمشروبات على
الأطفال المشاركين في صلاة التراويح عقب انتهائها .
بالنسبة لساعات العمل في الدوائر الرسمية لا يطرأ عليها أي تغير خلال
هذا الشهر، وهذا أمر طبيعي، إذ نظام الدولة نظام علماني، حتى إن
بعض الصائمين يدركهم وقت المغرب وهم في طريقهم إلى منازلهم بسبب
طول فترة ساعات العمل؛ في حين أن قطاعات العمل الخاصة تقلل ساعات
العمل اليومي مقدار ساعة أو نحوها .
ومع دخول النصف الثاني من شهر رمضان يُسمح للزائرين بدخول جامع
يسمى جامع ( الخرقة ) وهو في مدينة استنبول، والذي يقال: إن فيه
مكانًا يُحتفظ بداخله بـ ( الخرقة النبوية ) التي أحضرها السلطان سليم
لاستانبول بعد رحلته للشرق الإسلامي عام ( 1516م ) ولا يُسمح في
أيام السنة العادية بزيارة ذلك المكان .
والمطبخ التركي غني عن التعريف، وما يعنينا منه كيف يكون أمره في
رمضان؛ وعادة ما يبدأ الناس هناك إفطارهم على التمر والزيتون والجبن،
قبل أن يتناولوا وجباتهم الرئيسة. والناس في هذا الموقف فريقان: فريق
يفطر على التمر وقليل من الطعام، ويذهب لأداء صلاة المغرب، ثم يعود
ثانية لتناول طعامه الرئيس، وهؤلاء هم الأقل. والفريق الثاني يتناول طعامه
كاملاً، ثم يقوم لأداء صلاة المغرب، بعد أن يكون قد أخذ حظه من الطعام
والشراب. وهذا الفريق هو الأكثر والأشهر بين الأتراك. وليس بغريب ولا
بعجيب أن تمرَّ على بعض المساجد في صلاة المغرب في رمضان، فلا تجد
غير الإمام والمؤذن وعابر سبيل!!
و ( الشوربة ) هي الطعام الأبرز حضورًا، والأهم وجودًا على مائدة الإفطار
التركية، إضافة إلى بعض الأكلات التي يشتهر بها البيت التركي. ومن
الأكلات الخاصة بهذا الشهر عند الأتراك الخبز الذي يسمى عندهم ( بيدا )
وتعني ( الفطير ) وهي كلمة أصلها فارسي؛ وهذا النوع من الخبز يلقى
إقبالاً منقطع النظير في هذا الشهر، حتى إن الناس يصطفون طوابير على
الأفران قبل ساعات من الإفطار للحصول على هذا النوع من الخبز الذي
يفتح الشهية للطعام، وينسي تعب الصوم .
وتعتبر ( الكنافة ) و( القطايف ) و( البقلاوة ) و( الجلاّش ) من أشهر أنواع
الحلوى التي يتناولها المسلمون الأتراك خلال هذا الشهر الكريم. وربما
كان من المفيد أن نختم حديثنا عن المطبخ التركي بالقول: إن الشعب
التركي المسلم من أكثر الشعوب الإسلامية التي تتمتع بثقافة متميزة
في الطعام والشراب، إعدادًا وذوقًا ونوعًا .
ثم إن ليالي رمضان في هذا البلد، وخاصة في مدينة استنبول، بعضها
بيضاء وبعضها حمراء؛ فهي يتجاذبها اتجاهان: اتجاه يرى في هذه
الليالي أنها ليالي عبادة وطاعة، فهو يمضيها ويستغلها بين هذه وتلك؛
واتجاه يرى في تلك الليالي أنها ليالي سرور وفرح، وعزف وقصف،
ورقص وعصف، فهو يمضيها في المقاهي، وتدعى في البلاد التركية بـ
بيوت القراءة ) = ( قراءتخانة لر ) أو في دور اللهو، حيث المعازف الوترية،
كالعود والقانون والكمنجا؛ وغير الوترية، أو في غير هذه الأماكن .
وليس من العجيب عند سكان مدينة ( استنبول ) كثرة المعازف في رمضان
وفي غير رمضان؛ إذ إن لأهلها - نساء ورجالاً - عناية خاصة بالعزف
والموسيقى، حيث يتعلمون ذلك في المدارس الخاصة. كما وترى أصحاب
الطبول الكبيرة يجولون في الشوارع من أول الليل إلى وقت الإمساك
قُبيل الفجر. ولعل الشباب هم العنصر الأكثر حضورًا وظهورًا في هذه
الليالي، حيث يمضون الليل في اللهو واللعب. وتنتشر بين أمثال هؤلاء
الشباب عادة الجهر بالفطر في رمضان، فترى شبابًا وهم بكامل صحتهم
يفطرون من غير عذر يبيح لهم ذلك ؟!.

__________________
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 19-08-2010, 10:17 PM
الصورة الرمزية عبدالله حسن رياش
عبدالله حسن رياش عبدالله حسن رياش غير متواجد حالياً
معلم أول لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 2,018
معدل تقييم المستوى: 18
عبدالله حسن رياش is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تسابيح النجوم مشاهدة المشاركة
رمضان في تركيا




يستقبل المسلمون الأتراك شهر رمضان المبارك بمظاهر البهجة
والفرح، مثلما هو الحال عند كل الشعوب الإسلامية في أنحاء
العالم الإسلامي. والمظاهر العلنية التي يبديها هذا الشعب المسلم
عند قدوم شهر رمضان لهي أكبر دليل، وأصدق برهان على
عمق وترسخ الإسلام، على الرغم من كل المحاولات التي قامت
وتقوم لإبعاد هذا الشعب عن دينه، وسلخه عن عقيدته .
وتمثل مدينة ( استنبول ) الرمز الإسلامي في ذاكرة الشعب
التركي؛ إذ هي كانت مقر الخلافة الإسلامية لفترة تزيد عن
الخمسة قرون، كما أن فيها عددًا كبيرًا من المساجد والمعالم
الإسلامية، ناهيك عن الأمانات النبوية المقدسة التي أحضرها
السلطان سليم الأول عند عودته من الشرق العربي. وأكثر ما
تبدو المظاهر الرمضانية عند هذا الشعب في هذه المدينة،
التي تضم نسبة كبيرة من السكان تصل إلى عشرة ملايين نسمة
أو يزيد؛ وفي هذه المدينة يُقرأ القرآن خلال هذا الشهر يوميًا
في قصر ( طوبقابي ) الباب العالي سابقًا، وتستمر القراءة في
هذا القصر دون انقطاع في ليل أو نهار .
ويعتمد المسلمون في تركيا الحسابات الفلكية في ثبوت شهر
رمضان، وقل من الناس من يخرج لترصد هلال رمضان. وتتولى
هيئة الشؤون الدينية التركية الإعلان عن بدء هلال شهر رمضان
المبارك .
ومع بدء إعلان دخول الشهر الكريم رسميًا تضاء مآذن الجوامع
في أنحاء تركيا كافة عند صلاة المغرب، وتبقى كذلك حتى
فجر اليوم التالي، ويستمر الأمر على هذا المنوال طيلة أيام الشهر
الكريم. ومظهر إنارة مآذن المساجد يعرف عند المسلمين الأتراك
بـاسم ( محيا ) وهو المظهر الذي يعبر عن فرحة هذا الشعب
وبهجته بحلول الشهر المبارك. ولكل مسجد من المساجد الكبيرة
هناك منارتان على الأقل، ولبعضها أربع منارات، ولبعضها الآخر
ست منارات. والعادة مع دخول هذا الشهر أن تُمد حبال بين المنارات
، ويُكتب عليها بالقناديل كلمات: ( بسم الله، الله محمد، حسن حسين،
نور على نور، يا حنان، يا رمضان، خوش كلدي ) وأمثال ذلك، وما
يكتبونه يقرأ من الأماكن البعيدة لوضوحه وسعته .
وانتشار الدروس الدينية في المساجد وقراءة القرآن مظهر بارز في
هذا الشهر عند الأتراك؛ وخاصة في مدينة ( استنبول ) المشتهرة
بمساجدها الضخمة، ومآذنها الفخمة، والتي يأتي في مقدمتها مسجد
( آيا صوفيا ). ويبتدئ وقت هذه الدروس مع صلاة العصر، وتستمر
إلى قرب وقت المغرب. وتُرى المساجد الشهيرة في هذا الشهر عامرة
بالمصلين والواعظين والمستمعين والمتفرجين الطوافين من النساء والرجال .
والعادة في تركيا أنه حينما يحين موعد أذان المغرب تطلق المدافع بعض
الطلقات النارية، ثم يتبع ذلك الأذان في المساجد. وبعد تناول طعام
الإفطار يُهرع الجميع مباشرة؛ أطفالاً وشبابًا، ونساء ورجالاً صوب الجوامع
والمساجد لتأمين مكان في المسجد، يؤدون فيه صلاة العشاء وصلاة
التراويح، والتأخر عن ذلك والإبطاء في المسارعة قد يحرم المصلي من
مكان في المسجد، وبالتالي يضطره للصلاة خارج المسجد، أو على
قارعة الطريق .
والحماس الزائد عند الأتراك لأداء صلاة التراويح يُعد مظهرًا بارزًا من
مظاهر الفرح والحفاوة بهذا الشهر الكريم، حيث تلقى صلاة التراويح
إقبالاً منقطع النظير من فئات الشعب التركي كافة، الأمر الذي يدل دلالة
واضحة على الحب العظيم والاحترام الكبير الذي يكنه أفراد هذا الشعب
لهذا الشهر الفضيل، لكن يلاحظ في هذه الصلاة السرعة في أدائها، إذ
لا يُقرأ فيها إلا بشيء قليل من القرآن، وقليل هي المساجد التي تلتزم
قراءة ختمة كاملة في صلاة التراويح خلال هذا الشهر المبارك .
ومن المعتاد في صلاة التراويح عند الأتراك الصلاة على النبي صلى الله
عليه وسلم بعد كل ركعتين من ركعات هذه الصلاة، إضافة إلى قراءة
بعض الأذكار الجماعية التي تقال بعد كل أربع ركعات؛ كقولهم:
( عز الله، وجل الله، وما في قلبي إلا الله ) .
ومن معتادهم إضافة لما تقدم، قولهم في النصف الأول من رمضان:
( مرحبًا يارمضان ) وقولهم في النصف الثاني منه: ( الوداع ) .
ومن الأمور التي يحرص عليها الأتراك في هذا الشهر صلاة ( التسابيح )
وهم يؤدونها عادة في الأيام الأخيرة من رمضان، أو ليلة العيد .
والأتراك يولون عناية خاصة بليلة القدر، حيث يقرؤون فيها المدائح النبوية،
إضافة إلى بعض الأناشيد الدينية...
ومن المعروف عن الشعب التركي المسلم اهتمامه الشديد وحرصه الدائب
على قراءة القرآن طيلة شهر رمضان؛ ففي هذا الشهر المبارك يقوم
المسلمون الأتراك بتقسيم وتوزيع سور القرآن الكريم فيما بينهم، على
أساس قدرة كل شخص منهم فيما يستطيع أن يقرأه من القرآن، ثم مع
اقتراب الشهر الكريم من نهايته تقوم تلك المجموعات التي قسمت قراءة
القرآن فيما بينها وتذهب إلى مسجد من المساجد، وتتوجه إلى الله بالدعاء
الجماعي الخاص بختم قراءة القرآن الكريم، ويتبع ذلك عادة حفل ديني
صغير يشارك فيه إمام ذلك المسجد، يتضمن بعض الكلمات والأذكار و
الأناشيد الدينية .
أما صلاة التهجد فالمقبلون عليها أقل من القليل، بل ليس من المعتاد
إقامتها في المساجد. ويقال مثل ذلك في سُنَّة الاعتكاف، إذ هجرها
الكثير هناك، فلا يقيمها إلا من وفقه الله لفعل الطاعات، وتمسك بهدي
رسول الهدى والرشاد .
ومن العادات المتبعة في هذا البلد المسلم خلال موسم رمضان إقامة معرض
للكتاب، يبدأ نشاطه مع بداية الأسبوع الثاني من الشهر الكريم، ويفتح
المعرض أبوابه كل يوم لاستقبال زواره بعد صلاة المغرب، ويستمر حتى
وقت مـتأخر من الليل .
الجمعيات الخيرية المدعومة من قِبَل الأحزاب الإسلامية التركية، وبالاشتراك
مع أهل الإحسان والموسرين تقيم كل يوم من أيام رمضان ما يسمى بـ
( موائد الرحمن ) وهي موائد مفتوحة، يحضرها الفقراء والمحتاجون
وذووا الدخل المحدود. وتقام هذه الموائد عادة في الساحات والأماكن
العامة. كما يقوم أهل الخير هناك بتوزيع الحلوى والمشروبات على
الأطفال المشاركين في صلاة التراويح عقب انتهائها .
بالنسبة لساعات العمل في الدوائر الرسمية لا يطرأ عليها أي تغير خلال
هذا الشهر، وهذا أمر طبيعي، إذ نظام الدولة نظام علماني، حتى إن
بعض الصائمين يدركهم وقت المغرب وهم في طريقهم إلى منازلهم بسبب
طول فترة ساعات العمل؛ في حين أن قطاعات العمل الخاصة تقلل ساعات
العمل اليومي مقدار ساعة أو نحوها .
ومع دخول النصف الثاني من شهر رمضان يُسمح للزائرين بدخول جامع
يسمى جامع ( الخرقة ) وهو في مدينة استنبول، والذي يقال: إن فيه
مكانًا يُحتفظ بداخله بـ ( الخرقة النبوية ) التي أحضرها السلطان سليم
لاستانبول بعد رحلته للشرق الإسلامي عام ( 1516م ) ولا يُسمح في
أيام السنة العادية بزيارة ذلك المكان .
والمطبخ التركي غني عن التعريف، وما يعنينا منه كيف يكون أمره في
رمضان؛ وعادة ما يبدأ الناس هناك إفطارهم على التمر والزيتون والجبن،
قبل أن يتناولوا وجباتهم الرئيسة. والناس في هذا الموقف فريقان: فريق
يفطر على التمر وقليل من الطعام، ويذهب لأداء صلاة المغرب، ثم يعود
ثانية لتناول طعامه الرئيس، وهؤلاء هم الأقل. والفريق الثاني يتناول طعامه
كاملاً، ثم يقوم لأداء صلاة المغرب، بعد أن يكون قد أخذ حظه من الطعام
والشراب. وهذا الفريق هو الأكثر والأشهر بين الأتراك. وليس بغريب ولا
بعجيب أن تمرَّ على بعض المساجد في صلاة المغرب في رمضان، فلا تجد
غير الإمام والمؤذن وعابر سبيل!!
و ( الشوربة ) هي الطعام الأبرز حضورًا، والأهم وجودًا على مائدة الإفطار
التركية، إضافة إلى بعض الأكلات التي يشتهر بها البيت التركي. ومن
الأكلات الخاصة بهذا الشهر عند الأتراك الخبز الذي يسمى عندهم ( بيدا )
وتعني ( الفطير ) وهي كلمة أصلها فارسي؛ وهذا النوع من الخبز يلقى
إقبالاً منقطع النظير في هذا الشهر، حتى إن الناس يصطفون طوابير على
الأفران قبل ساعات من الإفطار للحصول على هذا النوع من الخبز الذي
يفتح الشهية للطعام، وينسي تعب الصوم .
وتعتبر ( الكنافة ) و( القطايف ) و( البقلاوة ) و( الجلاّش ) من أشهر أنواع
الحلوى التي يتناولها المسلمون الأتراك خلال هذا الشهر الكريم. وربما
كان من المفيد أن نختم حديثنا عن المطبخ التركي بالقول: إن الشعب
التركي المسلم من أكثر الشعوب الإسلامية التي تتمتع بثقافة متميزة
في الطعام والشراب، إعدادًا وذوقًا ونوعًا .
ثم إن ليالي رمضان في هذا البلد، وخاصة في مدينة استنبول، بعضها
بيضاء وبعضها حمراء؛ فهي يتجاذبها اتجاهان: اتجاه يرى في هذه
الليالي أنها ليالي عبادة وطاعة، فهو يمضيها ويستغلها بين هذه وتلك؛
واتجاه يرى في تلك الليالي أنها ليالي سرور وفرح، وعزف وقصف،
ورقص وعصف، فهو يمضيها في المقاهي، وتدعى في البلاد التركية بـ
بيوت القراءة ) = ( قراءتخانة لر ) أو في دور اللهو، حيث المعازف الوترية،
كالعود والقانون والكمنجا؛ وغير الوترية، أو في غير هذه الأماكن .
وليس من العجيب عند سكان مدينة ( استنبول ) كثرة المعازف في رمضان
وفي غير رمضان؛ إذ إن لأهلها - نساء ورجالاً - عناية خاصة بالعزف
والموسيقى، حيث يتعلمون ذلك في المدارس الخاصة. كما وترى أصحاب
الطبول الكبيرة يجولون في الشوارع من أول الليل إلى وقت الإمساك
قُبيل الفجر. ولعل الشباب هم العنصر الأكثر حضورًا وظهورًا في هذه
الليالي، حيث يمضون الليل في اللهو واللعب. وتنتشر بين أمثال هؤلاء
الشباب عادة الجهر بالفطر في رمضان، فترى شبابًا وهم بكامل صحتهم
يفطرون من غير عذر يبيح لهم ذلك ؟!.

بارك الله فيك يا مبدع
__________________
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 20-08-2010, 06:37 AM
الصورة الرمزية ضياء الدين سعيد
ضياء الدين سعيد ضياء الدين سعيد غير متواجد حالياً
متـرجـــــــــــم و عضو مميز2013 والفائز بالمركز الثالث فى المسابقة الشعرية 2014
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 4,134
معدل تقييم المستوى: 20
ضياء الدين سعيد has a spectacular aura about
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تسابيح النجوم مشاهدة المشاركة
رمضان في تركيا




يستقبل المسلمون الأتراك شهر رمضان المبارك بمظاهر البهجة
والفرح، مثلما هو الحال عند كل الشعوب الإسلامية في أنحاء
العالم الإسلامي. والمظاهر العلنية التي يبديها هذا الشعب المسلم
عند قدوم شهر رمضان لهي أكبر دليل، وأصدق برهان على
عمق وترسخ الإسلام، على الرغم من كل المحاولات التي قامت
وتقوم لإبعاد هذا الشعب عن دينه، وسلخه عن عقيدته .
وتمثل مدينة ( استنبول ) الرمز الإسلامي في ذاكرة الشعب
التركي؛ إذ هي كانت مقر الخلافة الإسلامية لفترة تزيد عن
الخمسة قرون، كما أن فيها عددًا كبيرًا من المساجد والمعالم
الإسلامية، ناهيك عن الأمانات النبوية المقدسة التي أحضرها
السلطان سليم الأول عند عودته من الشرق العربي. وأكثر ما
تبدو المظاهر الرمضانية عند هذا الشعب في هذه المدينة،
التي تضم نسبة كبيرة من السكان تصل إلى عشرة ملايين نسمة
أو يزيد؛ وفي هذه المدينة يُقرأ القرآن خلال هذا الشهر يوميًا
في قصر ( طوبقابي ) الباب العالي سابقًا، وتستمر القراءة في
هذا القصر دون انقطاع في ليل أو نهار .
ويعتمد المسلمون في تركيا الحسابات الفلكية في ثبوت شهر
رمضان، وقل من الناس من يخرج لترصد هلال رمضان. وتتولى
هيئة الشؤون الدينية التركية الإعلان عن بدء هلال شهر رمضان
المبارك .
ومع بدء إعلان دخول الشهر الكريم رسميًا تضاء مآذن الجوامع
في أنحاء تركيا كافة عند صلاة المغرب، وتبقى كذلك حتى
فجر اليوم التالي، ويستمر الأمر على هذا المنوال طيلة أيام الشهر
الكريم. ومظهر إنارة مآذن المساجد يعرف عند المسلمين الأتراك
بـاسم ( محيا ) وهو المظهر الذي يعبر عن فرحة هذا الشعب
وبهجته بحلول الشهر المبارك. ولكل مسجد من المساجد الكبيرة
هناك منارتان على الأقل، ولبعضها أربع منارات، ولبعضها الآخر
ست منارات. والعادة مع دخول هذا الشهر أن تُمد حبال بين المنارات
، ويُكتب عليها بالقناديل كلمات: ( بسم الله، الله محمد، حسن حسين،
نور على نور، يا حنان، يا رمضان، خوش كلدي ) وأمثال ذلك، وما
يكتبونه يقرأ من الأماكن البعيدة لوضوحه وسعته .
وانتشار الدروس الدينية في المساجد وقراءة القرآن مظهر بارز في
هذا الشهر عند الأتراك؛ وخاصة في مدينة ( استنبول ) المشتهرة
بمساجدها الضخمة، ومآذنها الفخمة، والتي يأتي في مقدمتها مسجد
( آيا صوفيا ). ويبتدئ وقت هذه الدروس مع صلاة العصر، وتستمر
إلى قرب وقت المغرب. وتُرى المساجد الشهيرة في هذا الشهر عامرة
بالمصلين والواعظين والمستمعين والمتفرجين الطوافين من النساء والرجال .
والعادة في تركيا أنه حينما يحين موعد أذان المغرب تطلق المدافع بعض
الطلقات النارية، ثم يتبع ذلك الأذان في المساجد. وبعد تناول طعام
الإفطار يُهرع الجميع مباشرة؛ أطفالاً وشبابًا، ونساء ورجالاً صوب الجوامع
والمساجد لتأمين مكان في المسجد، يؤدون فيه صلاة العشاء وصلاة
التراويح، والتأخر عن ذلك والإبطاء في المسارعة قد يحرم المصلي من
مكان في المسجد، وبالتالي يضطره للصلاة خارج المسجد، أو على
قارعة الطريق .
والحماس الزائد عند الأتراك لأداء صلاة التراويح يُعد مظهرًا بارزًا من
مظاهر الفرح والحفاوة بهذا الشهر الكريم، حيث تلقى صلاة التراويح
إقبالاً منقطع النظير من فئات الشعب التركي كافة، الأمر الذي يدل دلالة
واضحة على الحب العظيم والاحترام الكبير الذي يكنه أفراد هذا الشعب
لهذا الشهر الفضيل، لكن يلاحظ في هذه الصلاة السرعة في أدائها، إذ
لا يُقرأ فيها إلا بشيء قليل من القرآن، وقليل هي المساجد التي تلتزم
قراءة ختمة كاملة في صلاة التراويح خلال هذا الشهر المبارك .
ومن المعتاد في صلاة التراويح عند الأتراك الصلاة على النبي صلى الله
عليه وسلم بعد كل ركعتين من ركعات هذه الصلاة، إضافة إلى قراءة
بعض الأذكار الجماعية التي تقال بعد كل أربع ركعات؛ كقولهم:
( عز الله، وجل الله، وما في قلبي إلا الله ) .
ومن معتادهم إضافة لما تقدم، قولهم في النصف الأول من رمضان:
( مرحبًا يارمضان ) وقولهم في النصف الثاني منه: ( الوداع ) .
ومن الأمور التي يحرص عليها الأتراك في هذا الشهر صلاة ( التسابيح )
وهم يؤدونها عادة في الأيام الأخيرة من رمضان، أو ليلة العيد .
والأتراك يولون عناية خاصة بليلة القدر، حيث يقرؤون فيها المدائح النبوية،
إضافة إلى بعض الأناشيد الدينية...
ومن المعروف عن الشعب التركي المسلم اهتمامه الشديد وحرصه الدائب
على قراءة القرآن طيلة شهر رمضان؛ ففي هذا الشهر المبارك يقوم
المسلمون الأتراك بتقسيم وتوزيع سور القرآن الكريم فيما بينهم، على
أساس قدرة كل شخص منهم فيما يستطيع أن يقرأه من القرآن، ثم مع
اقتراب الشهر الكريم من نهايته تقوم تلك المجموعات التي قسمت قراءة
القرآن فيما بينها وتذهب إلى مسجد من المساجد، وتتوجه إلى الله بالدعاء
الجماعي الخاص بختم قراءة القرآن الكريم، ويتبع ذلك عادة حفل ديني
صغير يشارك فيه إمام ذلك المسجد، يتضمن بعض الكلمات والأذكار و
الأناشيد الدينية .
أما صلاة التهجد فالمقبلون عليها أقل من القليل، بل ليس من المعتاد
إقامتها في المساجد. ويقال مثل ذلك في سُنَّة الاعتكاف، إذ هجرها
الكثير هناك، فلا يقيمها إلا من وفقه الله لفعل الطاعات، وتمسك بهدي
رسول الهدى والرشاد .
ومن العادات المتبعة في هذا البلد المسلم خلال موسم رمضان إقامة معرض
للكتاب، يبدأ نشاطه مع بداية الأسبوع الثاني من الشهر الكريم، ويفتح
المعرض أبوابه كل يوم لاستقبال زواره بعد صلاة المغرب، ويستمر حتى
وقت مـتأخر من الليل .
الجمعيات الخيرية المدعومة من قِبَل الأحزاب الإسلامية التركية، وبالاشتراك
مع أهل الإحسان والموسرين تقيم كل يوم من أيام رمضان ما يسمى بـ
( موائد الرحمن ) وهي موائد مفتوحة، يحضرها الفقراء والمحتاجون
وذووا الدخل المحدود. وتقام هذه الموائد عادة في الساحات والأماكن
العامة. كما يقوم أهل الخير هناك بتوزيع الحلوى والمشروبات على
الأطفال المشاركين في صلاة التراويح عقب انتهائها .
بالنسبة لساعات العمل في الدوائر الرسمية لا يطرأ عليها أي تغير خلال
هذا الشهر، وهذا أمر طبيعي، إذ نظام الدولة نظام علماني، حتى إن
بعض الصائمين يدركهم وقت المغرب وهم في طريقهم إلى منازلهم بسبب
طول فترة ساعات العمل؛ في حين أن قطاعات العمل الخاصة تقلل ساعات
العمل اليومي مقدار ساعة أو نحوها .
ومع دخول النصف الثاني من شهر رمضان يُسمح للزائرين بدخول جامع
يسمى جامع ( الخرقة ) وهو في مدينة استنبول، والذي يقال: إن فيه
مكانًا يُحتفظ بداخله بـ ( الخرقة النبوية ) التي أحضرها السلطان سليم
لاستانبول بعد رحلته للشرق الإسلامي عام ( 1516م ) ولا يُسمح في
أيام السنة العادية بزيارة ذلك المكان .
والمطبخ التركي غني عن التعريف، وما يعنينا منه كيف يكون أمره في
رمضان؛ وعادة ما يبدأ الناس هناك إفطارهم على التمر والزيتون والجبن،
قبل أن يتناولوا وجباتهم الرئيسة. والناس في هذا الموقف فريقان: فريق
يفطر على التمر وقليل من الطعام، ويذهب لأداء صلاة المغرب، ثم يعود
ثانية لتناول طعامه الرئيس، وهؤلاء هم الأقل. والفريق الثاني يتناول طعامه
كاملاً، ثم يقوم لأداء صلاة المغرب، بعد أن يكون قد أخذ حظه من الطعام
والشراب. وهذا الفريق هو الأكثر والأشهر بين الأتراك. وليس بغريب ولا
بعجيب أن تمرَّ على بعض المساجد في صلاة المغرب في رمضان، فلا تجد
غير الإمام والمؤذن وعابر سبيل!!
و ( الشوربة ) هي الطعام الأبرز حضورًا، والأهم وجودًا على مائدة الإفطار
التركية، إضافة إلى بعض الأكلات التي يشتهر بها البيت التركي. ومن
الأكلات الخاصة بهذا الشهر عند الأتراك الخبز الذي يسمى عندهم ( بيدا )
وتعني ( الفطير ) وهي كلمة أصلها فارسي؛ وهذا النوع من الخبز يلقى
إقبالاً منقطع النظير في هذا الشهر، حتى إن الناس يصطفون طوابير على
الأفران قبل ساعات من الإفطار للحصول على هذا النوع من الخبز الذي
يفتح الشهية للطعام، وينسي تعب الصوم .
وتعتبر ( الكنافة ) و( القطايف ) و( البقلاوة ) و( الجلاّش ) من أشهر أنواع
الحلوى التي يتناولها المسلمون الأتراك خلال هذا الشهر الكريم. وربما
كان من المفيد أن نختم حديثنا عن المطبخ التركي بالقول: إن الشعب
التركي المسلم من أكثر الشعوب الإسلامية التي تتمتع بثقافة متميزة
في الطعام والشراب، إعدادًا وذوقًا ونوعًا .
ثم إن ليالي رمضان في هذا البلد، وخاصة في مدينة استنبول، بعضها
بيضاء وبعضها حمراء؛ فهي يتجاذبها اتجاهان: اتجاه يرى في هذه
الليالي أنها ليالي عبادة وطاعة، فهو يمضيها ويستغلها بين هذه وتلك؛
واتجاه يرى في تلك الليالي أنها ليالي سرور وفرح، وعزف وقصف،
ورقص وعصف، فهو يمضيها في المقاهي، وتدعى في البلاد التركية بـ
بيوت القراءة ) = ( قراءتخانة لر ) أو في دور اللهو، حيث المعازف الوترية،
كالعود والقانون والكمنجا؛ وغير الوترية، أو في غير هذه الأماكن .
وليس من العجيب عند سكان مدينة ( استنبول ) كثرة المعازف في رمضان
وفي غير رمضان؛ إذ إن لأهلها - نساء ورجالاً - عناية خاصة بالعزف
والموسيقى، حيث يتعلمون ذلك في المدارس الخاصة. كما وترى أصحاب
الطبول الكبيرة يجولون في الشوارع من أول الليل إلى وقت الإمساك
قُبيل الفجر. ولعل الشباب هم العنصر الأكثر حضورًا وظهورًا في هذه
الليالي، حيث يمضون الليل في اللهو واللعب. وتنتشر بين أمثال هؤلاء
الشباب عادة الجهر بالفطر في رمضان، فترى شبابًا وهم بكامل صحتهم
يفطرون من غير عذر يبيح لهم ذلك ؟!.

بارك الله فيكى
وفى انتظار الجديد منكِ

__________________
عندما تنتحر الحريات تعجز الديمقراطية عن عمل عزاء للشرف .
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:33 PM.