اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > القسم الأدبى

القسم الأدبى قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباءء والفلاسفة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-01-2013, 03:40 PM
hamedtoti hamedtoti غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 363
معدل تقييم المستوى: 17
hamedtoti is on a distinguished road
Neww1qw1 تحليل لقصة الله محبة للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس


هذا تحليل بسيط من عملى للقصة القصير الله محبة للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس عسى ان تنفع طلابنا






[IMG]file:///C:\Users\hamed\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\clip _image001.gif[/IMG]
[IMG]file:///C:\Users\hamed\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\clip _image002.gif[/IMG]



قصة قصيرة لكاتبنا الكبير إحسان عبد القدوس ... قصة جريئة جدّا تتناول الأديان وبخاصة الدين الإسلامى والمسيحى ..
قصة لم يخف كاتبها من خوض غمارهذا الطريق الشائك الذى لن يرضى عنه قارئ مسلم أو مسيحى لأن المصريين ـ مسلميهم وأقباطهم ـ يتمسكون بالدين ولا يخطر على بال أحدهم أن قضية الدين يمكن أن تطرح للمناقشة ؛ فالمسلم الذى ورث الدين عن أبويه ورث معه الدفاع عنه فلا يقبل أن يكون الدين محل نقاش وكذا المسيحى الذى رأى الحياة فى ظل أسرة تتمسك بالدين وتمارس طقوسة لا يمكن أن يطرح دينه للنقاش لذا نجد كاتبنا قد فجّر لغما ـ ظل خبيئا قرون عديدة ـ فى شعب بطائفتيه يرفض الخوض فى غمار تلك القضية ......ولكنّا نجده كان أشد حذرا وذكاء حيث لم يبد رأيه فى دين دون الآخر بل نجده قد ترك الموضوع برمته إلى القدر وجعل الأمور تسير بناء على اختيار القدر وذلك ليخرج بنا من تلك الأزمة.
قصتنا قصة صغيرة وشيّقة فهى تتمحور حول مسلمة ومسيحى أحبّا بعضهما البعض فلا المسلمة تدرك شيئا عن الإسلام ولا المسيحى يعى شيئا عن دينه فهى مسلمة بالوراثة وهو المسيحى بلا إرادة ... هى لا تعرف عن دينها إلا خادمة تردد أمامها بعض الأوراد.... ومربية تغسل لها جسمها النحيل الصغيروهى تردد بعض العبارات الدينية وتصلى على رسول الله مخافة الحسد .....وكذا بعض الآيات القرآنية التى تسمعها عندما تزور المقابر، كلها أشياء بسيطة لا تغنى ولا تسمن من جوع، ولا تبنى شخصية دينية متكاملة فهى شخصية هشّة لم تر القدوة فى أمّ تتلو آيات القرآن وتصلى أمامها ولم تر أبا يدعوها للصلاة ويعلمها شيئا من الدين . أمّا هو فلم يكن حاله بأحسن من تلك فهو بعيد كل البعد عن ديانته لا يعى عنها الكثير ولا القليل ؛ ولذا لم يصعب على الكاتب أن يجعلهما يغيران دينيهما بسهولة دونما صراعات نفسية دامية فالصراع لن يكون داميا والإقناع النفسى لن يكون صعبا والتنازلات لن تكون جمّة فالدين فى مرتبة متأخرة فى حسابيهما ولا يمثل نسبة مئوية فى حياة الاثنين نجد الشاب الأسمر الصعيدى جميل القسمات الذى جمع صفات الصعيدى ورقة أهل المدن من نبل وحياء وأشياء كثيرة تحلم بها النساءأو تتخيلها فيمن تحب ولابد أن تكون تلك الصفات سببا فى سقوط تلك الفتاة فى بئر سحيقة ما لها من قرار .. حب ..بل جب ينساق إليه المحبان دونما أن يكون على أرض صلبة ...
هى جميلة ورائعة تعطيه ما يشتهى من حب ورقّة وأنوثة حتى يجدا نفسيهما منساقين إلى تلك الهوة السحيقة لا يدريان إلام يسوقهم القدر ؟
الحب رائع .... ولكن ماذا بعد الحب ؟ ... الاثنان معذبان هو يفكر فيها ولا يستطيع العيش بدونها وهى لا تهدأ لها نفس ولا ينام لها جفن ... الاثنان يبحثان عن الحل لتتويج هذا الحب اللذيذ بتاج الزواج لتنتهى العلاقة ككل العلاقات برباط مقدس يرضى عنه الله والناس .... هل ستفاتحه؟......هل سيفاتحها؟ .....
جرى إليها وجرت نحوه... وتقابلت الشفاه قبل أن تتقابل الأيدى ولم يفق أحدهما إلا بعد أن ابتلعا شهد الرضاب وسكرا من مدام الحب وأطفأ كل منهما نيران قلبه ببعض خمور الحب اللذيذة.. وأفاقت على قوله لابد لنا من حل يقربنا ويزيل المسافات ، فأمّنت على قوله وقالت هل تشهر إسلامك ؟ فأطبق ولم ينبس ببنت شفة ...ثمّ ردّ قائلا هل لو سألتك أن تغيرى دينك توافقين ؟ فردت بلا تفكير قائلة: نعم ....... وهنا يحدث ما لم يكن فى الحسبان .. يطفو شئ من الدين على السطح ليس كثيرا ولكنه يكفى . أحست بأنها زلزلت وهوت الى بئر سحيقة ولكن لا رجوع ؛ فالحب يدفعنا الى الخطايا ونحن مغمضون ....وترك الدين ذروة الخطايا ، ظلت ساهمة..... شاردة ....غائبة عن الوعى ... فأراد أن يخرجها مما هى فيه ويخفف عنها عبء الاختيار فأرجأ الأمر إلى القدر وكأنه من المرجئة ـ وهو المسيحى ـ مع أنها فرقة من الفرق الإسلامية...... فقال فلنخرج عملة ونقذف بها فى الهواء وليختر القدر من يغير دينه ...سخافة ..ورعونة وطفولة تعصف بالدين ...بل نزوة ونزق يفتكان به ..وأمر مريع أن نجعل الدين عرضة للمقامرة، ويذهبان للكنيسة لتعلن تنصيرها بناء على اختيار العملة وذهبت لترى الكنيسة... خيالات وسراب.... والقس شبح أسود ولحيته تتدلى إلى الأرض .. وأفاقت من غيبوبتها على مقولة ـ الله محبة ـ التى رأتها أمامها والتى قد تكون آية من آيات الإنجيل، كلمة حلوة وجدت فيها اليد الحانية التى تأخذ بيدها الى الدخول فى المسيحية ويدا تربت على كتفها لتفعل فيها فعل السحر وتذهب عنها الحزن وتسوقها سوقا إلى هذا الدين ..... ولكن يضحك القدر من صبيانيتهما فها هى لم تبلغ بعد سن الرشد .. ربما صغر السن كان سببا فى سقوطها وانخلاعها من دينها بسهولة دونما صراع يذكر وربما الحب الذى ملأ قلبها الفارغ من الإيمان فجعل الدين يتقوقع وينزوى أمام تيار الحب الجارف لذاك القلب الصغير .
وهو الشاب النزق الذى لا يرى من الدين شيئا ولا يعى عن الإسلام إلا اسمه يسوقها دون تفكير إلى المحكمة الشرعية وهناك بدّل دينه بسهولة كأنما يبدّل قطع ملابسه ... انسلخ منه كما تنسلخ الأفعى من جلدها ... ويجرى وهى إلى أخيها ليجمعا الشمل ويبنيا العش الذى طالما حلما به ... وسرعان ما اصطدما بالعقل الراجع والدين الثابت والخبرة والعلم ببواطن الأمور.... ولنقل الحنكة دونما خجل .. وتمثل ذلك فى أخيها الأكبر وولى أمرها الذى لا تزعزعه نزوة...... ولا تهزه وتقض مضجعه عاصفة حب ترابية تعمى بصره عن جادة الطريق وتسوقه إلى غياهب الضياع .. وليأتِ كلامه رصينا لا ينافى المنطق فى شئ ؛ فلم ينخدع بحبهما ولم يباركه بل رفضه بكل ذكاء وبعد نظر للمستقبل..... فماذا سيقول الأبوان لأبنائهما ؟ هل سيتحدثان عن دينهما بلا خجل ؟ أم ماذا؟... ؛.ولذا رفض الزواج لأخته ممن تحب بكل حزم وتركهما يعجّان من خمر السهاد وسكرة الضياع ويخوضان فى بحار الحزن حتى يصابا بالهزال والإعياء والمرض ولم تجد ملاذا تلجأ إليه إلا أن تنتحر ولتترك الدنيا علّها تجتمع به فى الآخرة فاتفقا على أن يتقابلا فى الآخرة حيث لا أديان..... فاتفقا على أن يتقابلا ليسعدا هناك بحبهما؛ فالله محبة واختارا الموت .....واختار القدر شيئا آخر .. اختار لها أن تموت بالسمّ واختار له أن يموت بالحب ويوزع العذاب على كل من حوله .
ولننظر للقصة بموضوعية :
الأسلوبجميل ورشيق واللغة رصينة معبرة لا تنحدر للغة العامة والدهماء ولا ترتفع عن لغة البسطاء فهى تناغى الكل سواء بسواء .
التعبيرات موحية ( فها هى العملة تطير فى السماء لتسقط على الأرض ) ولتسقط معها كل القيم والأديان وليسقط معها البطلان فى هوة الضياع .... بالطبع هو سقوط من يغّير دينه بغير فهم وبغير رويّة. (وعندما التقت شفتاها بشفتيه لأول مرة عرفت أنها تحبه) الحب لابد أن يكون نتيجة حتمية لقبلة مشتعلة من فم جائع وقلب مفعم بالمشاعر ومتعطش لتبادل الهوى ومطارحته مع من يحب ... تفسير ضعيف لثقافة أضعف تلك التى لعبت بعقلها الأحلام ألا وهى ( مبروك عليك عريسك الخفّة ياعروسة) . ( كانت كلّما ضمّ شفتيه إلى شفتيها سمعت دقّا كأنه دفوف الزفاف ) نزق وطيش يفسران الحب والزواج نتاجا للعناق والقبلات وكئوس من الحب تذاق وتشرب حتّى الثمالة وعندها لن يحصد المخمور من حبه وكأسه إلا صداعا فى عقله ونزيفا يعتصر قلبه وآهات تسهده ليله فيعيش يناغى خيال المحبوب حتّى تلجئه تلك الأخيلة ويهديه شيطانه إلى الانتحار ليموت كافرا وهذا ما كان مصير تلك الفتاه ـ ومثلها الكثيرات ـ التى لم تر الحب إلا قبلات وعناق ولتسحق كل القيم تحت عجلات الحب وأوهامه .الزمان : حديث نسبيا لأن القصة تعبر عن أحداث معاصرة وتصلح لكل زمان ومكان. المكان: (شبرا ) حيث كانا يسكنان وقريتها حيث ماتت وحيدة .
العقدة : تتركز فى تغيير الدين وتمتدّ حتى تصل لذروة الأحداث عندما يفجر الأخ المشكلة برفضه للزواج ويترك الاثنين يعانيان ألم الفراق الحلّ يأتى مع شبح الموت ورسالة يائسة منها إليه ومنه إليها كى يحددا فيها وقت الموت وكيفيته وهذا محال لأن القدر يكتب غير ما نتمنى حتى ولو كانت الأمنية موتا. الشخصيات الشخصيات محورية :ـ شخصية الفتاة القاصر والتى تحب وتسير وراء حبها وقلبها الأجوف وعقلها النحيل الذى لا تملؤه ثقافة أو خبرة فانساقت وراء حبها حتى خلبها عقلها فحادت عن جادة الطريق الشاب المسيحى شابّ بسيط قليل الثقافة لا يعى عن دينه شيئا وينساق وراء عاطفته التى فتكت به

الأخ الأكبر الناصح لأخته الذى لم يظهر إلا عندما رفض زيجة أخته وعند ئذ ظهر عقله الكبير الذى يرى ما يجب أن يكون فلا يفرح بعريس لأخته يبدو للنظرة الأولى أنه فرصة كبرى ولكنه نظر لموقف الأبناء الذين سيرون أبا لا يقتنع بما يعتقد فيخجل من الحديث عن الدين.... يتحدث الأخ بلسان العقل الراجح الذّى ينظر للأمام ويفكر بتؤدة وروية ولا ينساق وراء المظاهر الخلابة رجلا الدين اللذان اقتصر دورهما على إشهار الديانة الإسلامية أو المسيحية دونما أن يتحققا مما يدفع هؤلاء إلى تغيير دينيهما
المغزى من القصة ألا ننساق وراء غرائزنا ..... أن نربى أبناءنا وأن نبذل جهدا فى تثقيفهم فى شتى مناحى الحياة .....أن يكون لرجال الدين دور أكبر من مجرد رفض الإشهار للديانة أو إشهارها ويكون دورهم ايجابيا ......الانتحار ليس وسيلة لحل مشاكلنا بل هو وسيلة للهرب منها ولذا لم يجعله الكاتب حلا ناجعا بل جعله وبالا على من اختاره فالفتاة قد ماتت ولن ترى حبيبها فى الجنة كما كانت تظنّ وهو حاول الانتحار ولم يستطع فقضى حياته ينثر الحزن ويبعثره على من حوله وصار شؤما على كلّ من يراه .

قصة جميلة تصلح لكل زمان ومكان أثارت شجوننا وحركت مشاعرنا وفتحت عيوننا على أشياء كثيرة يسقط فيها شبابنا بين الفينة والأخرى ولم يكن مصيرهم بأفضل من ذلك .

[IMG]file:///C:\Users\hamed\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\clip _image003.gif[/IMG]















رد مع اقتباس
  #2  
قديم 31-01-2013, 09:06 PM
الصورة الرمزية فاروق ابوعيانه
فاروق ابوعيانه فاروق ابوعيانه غير متواجد حالياً
مشرف سوبر الركن الثقافى
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 2,392
معدل تقييم المستوى: 18
فاروق ابوعيانه will become famous soon enough
افتراضي

أستاذ حامد
عمل عظيم نحتاج إليه لتعلم فن النقد والتحليل الأدبى
ولكن برجاء تكبير حجم الخط لنتمكن من المتابعة
ونوجه هذا النداء لمشرفى القسم بتكبير حجم الخط
وجزاكم الله خيراااااااااااااااا
__________________
اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ .
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:36 AM.