اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-03-2013, 05:53 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New عباس محمود العقاد


عباس محمود العقاد (1889-1964) أديب و مفكر و صحفي و شاعر مصري.
حياته

ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889، لأم من أصول كردية [1][2][3][4].
أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني و عبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الابتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب، والتحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية.وتتلمذ على يد المفكر والشاعر الأستاذ الدكتور محمد حسين محمد، خريج كلية أصول الدين من جامعة القاهرة.

وظائف الحكومة

« إن نفوري من الوظيفة الحكومية في مثل ذلك العهد الذي يقدسها كان من السوابق التي أغتبط بها وأحمد الله عليها.. فلا أنسى حتى اليوم أنني تلقيت خبر قبولي في الوظيفة الأولى التي أكرهتني الظروف على طلبها كأنني أتلقى خبر الحكم بالسجن أو الأسر والعبودية.. إذ كنت أؤمن كل الإيمان بأن الموظف رقيق القرن العشرين »
إشتغل العقاد بوظائف كثيرة في المديريات ومصلحة التلغراف و مصلحة سكة الحديد و ديوان الأوقاف و استقال منها واحدة بعد واحدة ويذكر تجربة من "مهازلها ومآسيها" فيقول: « كنا نعمل بقسم التكلفات أي تدوين الملكيات الزراعية أيام فك الزمام، وليس أكثر في هذه الأيام من العقود الواردة من المحاكم ومن الأقاليم فلا طاقة للموظف بإنجاز العمل مرة واحدة فضلا عن إنجازه مرتين وأقرر.. نعم أقرر، وأقولها الآن وأنا أضحك كما يضحك القارئ وهو يتصفحها.. أقرر عددا من العقود أنجزه كل يوم ولا أزيد عليه ولو تراكمت الأوراق على المكتب كالتلال ومن هذه العقود عقد أذكره تماما.. إنه كان لأمين الشمسي باشا والد السيد علي باشا الشمسي الوزير السابق المعروف، مضت عليه أشهر وهو بانتظار التنفيذ في الموعد الذي قررته لنفسي
وجاء الباشا يسأل عنه فرأيته لأول مرة، ورأيته لا يغضب ولا يلوم حين تبينت له الأعذار التي استوجبت ذلك القرار ».

ولما كتب أن "الاستخدام رق القرن العشرين" كان على أهبة الإستعفاء منها للاشتغال بالصحافة، يقول: « ومن السوابق التي أغتبط بها وأحمد الله عليها أنني كنت فيما أرجح أول موظف مصري استقال من وظيفة حكومية بمحض اختياره، يوم كانت الاستقالة من الوظيفة والانتحار في طبقة واحدة من الغرابة وخطل الرأي عند الأكثرين، بل ربما كانت حوادث الاستقالة أندر من حوادث الانتحار... وليس في الوظيفة الحكومية لذاتها معابة على أحد، بل هي واجب يؤديه من يستطيع، ولكنها إذا كانت باب المستقبل الوحيد أمام الشاب المتعلم فهذه هي المعابة على المجتمع بأسره، وتزداد هذه المعابة حين تكون الوظيفة ــ كما كانت يومئذ ــ عملا آليا لا نصيب فيه للموظف الصغير والكبير غير الطاعة وقبول التسخير، وأما المسخر المطاع فهو الحاكم الأجنبي الذي يستولي على أداة الحكم كلها، ولا يدع فيها لأبناء البلاد عملا إلا كعمل المسامير في تلك الأداة ».
مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطر إلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه [5] لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة.
اشتهر بمعاركه الأدبية والفكرية مع الشاعر أحمد شوقي والدكتور طه حسين والدكتور زكي مبارك والأديب مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، كما اختلف مع زميل مدرسته الشعرية الشاعر عبدالرحمن شكري وأصدر كتاب من تأليفه مع المازني بعنوان الديوان هاجم فيه أمير الشعراء أحمد شوقي، وكان الأستاذ سيد قطب يقف في صف العقاد [بحاجة لمصدر].
توفي العقاد في 26 شوال 1383 هـ - 12 مارس 1964 ولم يتزوج أبدا.
شعره

لو صدق العقاد في صنوف العلم مرة فهو صادق ألف مرة إذا ما كان الموضوع المثار خاصاً باللغة العربية وآدابها لقد كتب العقاد تسعة دواوين بين 1916 و1950[6].
في عام 1934 نظم العقاد "
قد رفعنا العلم......للعلا والفدا في عنان السماء حي أرض الهرم......حى مهد الهدى حي أم البقاء كم بنت للبنين......مصر أم البناة
من عريق الجدود أمة الخالدين......من يهبها الحياة وهبته الخلود فارخصي يا نفوس......كل غال يهون
وهبته الخلود إن رفعنا الرؤوس......فليكن ما يكون ولتعيش يا وطن ولتعيش يا وطن وعلى إثر هذا النشيد اجتمع طائفة من كبار أدباء مصر ومفكريها وأقاموا له حفل تكريم في مسرح حديقة الأزبكية، حضرها جمهور كبير من الأعلام والوزراء، وكان في مقدمة المتكلمين الدكتور طه حسين فألقى خطبة التي تهكم فيها من شعر العقاد فقال فيها: « تسألونني لماذا أومن بالعقاد في الشعر الحديث وأومن به وحده، وجوابي يسير جدا، لماذا؟ لأنني أجد عند العقاد مالا أجده عند غيره من الشعراء... لأني حين أسمع شعر العقاد أو حين أخلوا إلى شعر العقاد فإنما أسمع نفسي وأخلو إلى نفسي. وحين اسمع شعر العقاد إنما اسمع الحياة المصرية الحديثة وأتبين المستقبل الرائع للأدب العربي الحديث » ثم يشيد بقصائده ولا سيما قصيدة ترجمة شيطان التي يقول إنه لم يقرأ مثلها لشاعر في أوروبا القديمة وأوربا الحديثة. ثم قال في النهاية: « ضعوا لواء الشعر في يد العقاد وقولوا للأدباء والشعراء أسرعوا واستظلوا بهذا اللواء فقد رفعه لكم صاحبه »
من قول جابر عصفور عن العقاد: « فهو لم يكن من شعراء الوجدان الذين يؤمنون بأن الشعر تدفق تلقائي للانفعالات... بل هو واحد من الأدباء الذين يفكرون فيما يكتبون، وقبل أن يكتبوه، ولذلك كانت كتاباته الأدبية "فيض العقول"... وكانت قصائده عملا عقلانيا صارما في بنائها الذي يكبح الوجدان ولا يطلق سراحه ليفيض على اللغة بلا ضابط أو إحكام، وكانت صفة الفيلسوف فيه ممتزجة بصفة الشاعر، فهو مبدع يفكر حين ينفعل، ويجعل انفعاله موضوعا لفكره، وهو يشعر بفكره ويجعل من شعره ميدانا للتأمل والتفكير في الحياة والأحياء. ».
ويقول زكي نجيب محمود في وصف شعر العقاد: « إن شعر العقاد هو البصر الموحي إلى البصيرة، والحسد المحرك لقوة الخيال، والمحدود الذي ينتهي إلى اللا محدود، هذا هو شعر العقاد وهو الشعر العظيم كائنا من كان كاتبه... من حيث الشكل، شعر العقاد أقرب شيء إلى فن العمارة والنحت، فالقصيدة الكبرى من قصائده أقرب إلى هرم الجيزة أو معبدالكرنك منها إلى الزهرة أو جدول الماء، وتلك صفة الفن المصري الخالدة، فلو عرفت أن مصر قد تميزت في عالم الفن طوال عصور التاريخ بالنحت والعمارة عرفت أن في شعر العقاد الصلب القوي المتين جانبا يتصل اتصالا مباشرا بجذور الفن الأصيل في مصر. »[7].
مؤلفاته

منذ تعطلت جريدة الضياء في 1936 وكان فيها مديرا سياسيا انصرف جهده الأكبر إلى التأليف والتحرير في المجلات فكانت أخصب فترة إنتاجا فقد ألف فيها 75 كتابا من أصل نحو 100 كتاب ونيف ألفها. هذا عدا نحو 15 ألف مقال أو تزيد مما يملأ مئات الكتب الأخرى.
=== مؤلفات العقاد مؤرخة ===[8]
  • أصدرت دار الهلال للعقاد أول كتبه الخلاصة اليومية (1912)
  • والشذور والإنسان الثاني (1913)
  • ساعات بين الكتب (1914)
  • خرج أول دواوينه يقظة الصباح (1916) وقد احتوى الديوان على قصائد عديدة منها «فينوس على جثة أدونيس» وهي مترجمة عن شكسبير وقصيدة «الشاعر الأعمى» و«العقاب الهرم» و«خمارويه وحارسه» و«رثاء أخ» و«ترجمة لقصيدة الوداع» للشاعر الاسكتلندي برنز.
  • ديوان وهج الظهيرة (1917)
  • ديوان أشباح الأصيل (1921)
  • الديوان في النقد والأدب، بالاشتراك مع إبراهيم عبدالقادر المازني، وقد خصص لنقد أعلام الجيل الأدبي السابق عليهما مثل شوقي والمنفلوطي والرافعي (1921)
  • الحكم المطلق في القرن العشرين (1928)، كانت مصر في ذلك الوقت امتحنت بالحكم الدكتاتوري، وكان موسوليني قد ظهر في إيطاليا، فألف كتابه هذا وحمل فيه على هذا الحكم الاستبدادي حملة شعواء وأبان فساده. ثم أصدر كتابه اليد القوية في مصر (1928)
  • ديوان أشجان الليل (1928)
  • الفصول، مجمع الأحياء (1929)
  • ديوان هدية الكروان (1933)
  • سعد زغلول (1936)
  • ديوان عابر سبيل، شعراء مصر وبيانهم في الجيل الماضي، إضافة على ساعات بين الكتب وإعادة طبعه (1937)
  • بعد خروجه من السجن ببضعة أعوام كتب لمجلة "كل شيء" في "حياة السجن" عدة مقالات جمعها في كتاب بعنوان في عالم السدود والقيود (1937)
  • سارة (1938)، سلسلة مقالات بعنوان "مواقف في الحب" كتبها لمجلة الدنيا الصادرة عن دار الهلال، والتي جمعها فيما بعد في هذا الكتاب.
  • رجعة أبي العلاء (1939)
  • بين الكتب والناس (1952)
  • هتلر في الميزان، النازية والأديان (1940)
  • عبقرية محمد، عبقرية عمر (1941)
  • ديوان وحي الأربعين وديوان أعاصير مغرب (1942)
  • الصديقة بنت الصديق، دراسة عن عمر بن أبي ربيعة (1943)
ابن الرومي حياته من شعره
  • عمرو بن العاص، دراسة أدبية عن جميل وبثينة (1944)
  • هذه الشجرة، الحسين بن علي، بلال بن رباح، داعي السماء، عبقرية خالد بن الوليد، فرنسيس باكون، عرائس وشياطين، في بيتي (1945)
  • ابن سينا، أثر العرب في الحضارة الأوربية (1946)
  • الله، الفلسفة القرآنية (1947)
  • غاندي، عقائد المفكرين (1948)
  • عبقرية الإمام (1949)
  • عاهل جزيرة العرب / الملك عبدالعزيز
  • ديوان بعد الأعاصير، برناردشو، فلاسفة الحكم، عبقرية الصديق (1950)
  • الديمقراطية في الإسلام، ضرب الإسكندرية في 11 يولية، محمد علي جناح، سن ياتسن، بين الكتب والناس (1952)
  • عبقرية المسيح، إبراهيم أبو الأنبياء، أبو نواس (1953)
  • عثمان بن عفان، ألوان من القصة القصيرة في الأدب الأمريكي، الإسلام في القرن العشرين (1954)
  • طوالع البعثة المحمدية، الشيوعية والإنسانية، الصهيونية العالمية، إبليس (1955)
  • معاوية في الميزان، جحا الضاحك المضحك، الشيوعية والوجودية (1956)
  • بنجامين فرانكلين، الإسلام والاستعمار، لا شيوعية ولا استعمار، حقائق الإسلام وأباطيل خصومه (1957)
  • التعريف بشكسبير (1958)
  • القرن العشرين، ما كان وسيكون، المرأة في القرآن، عبد الرحمن الكواكبي (1959)
  • الثقافة العربية أسبق من الثقافة اليونانية والعبرية، شاعر أندلسي وجائزة عالمية (1960)
  • الإنسان في القرآن، الشيخ محمد عبده (1961)
  • التفكير فريضة إسلامية(1962)
  • أشتات مجتمعات في اللغة والأدب (1963)
  • جوائز الأدب العالمية (1964)
السيرة الذاتية

  • أنا (196؟)، يذكر طاهر الطناحي: « في نحو السابعة والخمسين من عمره اقترحت عليه أن يكتب كتابا عن حياته فأجابني: "سأكتب هذا الكتاب وسيكون عنوانه عني وسيتناول حياتي من جانبين: الأول حياتي الشخصية... والجانب الثاني حياتي الأدبية والسياسية والاجتماعية أو بعبارة أخرى حياة قلمي" كان هذا الحديث في أواخر سنة 1946. وقد كتب لمجلة قبل ذلك مقالتين "بعد الأربعين" و"وحي الخمسين"... فاعتزمت أن استكتبه في الهلال سائر فصول هذا الجانب إلى نهايته ثم أجمعه له في كتاب منفرد كما فعلت في كتاب رجال عرفتهم... وكان أول ما كتبه بعد هذا الاتفاق مقال: إيماني في يناير 1947 ثم مقال أبي إلى آخر ما كتبه من الفصول التي قربت على الثلاثين فصلا... فأخذت في جمع هذه الفصول وضممت إليها خمسة فصول نشرتها مجلات... وما كدت أنتهي من جمعها حتى مرض وعاجلته المنية. فرأيت من الوفاء لأن أنشر هذا الكناب واخترت لع عنوان "أنا"... وقد كان يترك لي عنوان بعض مقالاته وكتبه في الهلال »
  • حياة قلم، وفيه حياة قلمه حتى ثورة 1919، وقد كان في عزمه أن يكمله ولأمر م وقف به هذا الموقف.
تقدير العقاد

تُرجمت بعض كتبه إلى اللغات الأخرى، فتُرجم كتابه المعروف "الله" إلى الفارسية، ونُقلت عبقرية محمد وعبقرية الإمام علي، وأبو الشهداء إلى الفارسية، والأردية، والملاوية، كما تُرجمت بعض كتبه إلى الألمانية والفرنسية والروسية. وأطلقت كلية اللغة العربية بالأزهر اسم العقاد على إحدى قاعات محاضراتها [9], وسمي باسمه أحد أشهر شوارع القاهرة وهو شارع عباس العقاد الذي يقع في مدينة نصر.

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-03-2013, 05:56 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New في ذكرى وفاته الـ49.. دراسة علمية أزهرية تطالب بالاستفادة من تراث العقاد في علاج أزمت

بمناسبة الاحتفال بذكرى وفاة الكاتب الكبير عباس محمود العقاد والذي رحل عن عالمنا يوم 12 مارس 1964، أصدر الدكتور كمال بريقع عبد السلام المدرس بقسم الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية كلية اللغات والترجمة جامعةالأزهر دراسة علمية جديدة بعنوان: (قراءة جديدة في فكر العقاد في ضوء التحديات الراهنة).

أكد فيها أن الأزمات التي تعيشها أمتنا المصرية في وقتنا الراهن تستدعي الرجوع إلى تراث العقاد؛ للخروج من المأزق الحالي الذي تشهده البلاد، حيث يرى العقاد "أن شريعة الإسلام هي أسبق الشرائع إلى تقرير الديمقراطية الإنسانية.

موضحا أن الديمقراطية في الإسلام تقوم على 4 أسس: أولها: المسئولية الفردية؛ فلا يحاسب إنسان بذنب إنسان كما لا يحاسب إنسان بغير عمله.

ثانيها: عموم الحقوق وتساويها بين الناس أي مساواة في النسب ومساواة في العمل.

ثالثها: وجوب الشورى على ولاة الأمور.

رابعها: التضامن بين الرعية على اختلاف الطبقات.

وطالب الدكتور كمال بريقع في دراسته بضرورة استلهام مواقف العقاد التي ضرب بها أعظم الأمثلة في الوطنية المخلصة بعيدا عن التحزب والتعصب متجردا عن كل المطامع الدنيوية، كما أنه استطاع أن يرسخ معالم الوسطية الإسلامية، وتقديم القدوة الصالحة للمجتمع الذي كادت أن تغيب فيه القدوة من خلال سلسلة العبقريات وكان سباقاً بفكره وسابقاً لعصره، وكان مؤمنًا بأن قيمة الشىء فى نفسه لا فيما يقال عنه، وأن العبقرية قيمة فى النفس قبل أن تبرزها الأعمال ويُكتب لها التوفيق.

وأشارت الدراسة أن العقاد استطاع أن يبرز عظمة الدين الإسلامى من خلال عقد المقارنات بينه وبين الأديان الأخرى وفى نفس الوقت استطاع أن يُظهر احتراماً كبيراً لأصحاب تلك العقائد، مع البعد عن الجدل العقيم، الذى لا يُفضى إلا إلى خلق الكراهية والحقد والضغينة والشحناء بين أتباع الديانات المختلفة –وتلك معادلة صعبة قلما تتحقق في كثير من دارسى علم الأديان- مؤكدًا على أفضلية الإسلام؛ لشموله لمطالب الروح وارتقاءه بالعقائد والشعائر فى آفاق العقل والضمير، وخلوص هذه العبادات والشعائر من شوائب الملل الغابرة.

يذكر أن اسهامات العقاد -الذى لم يحصل إلا على الشهادة الابتدائية- تجاوزت المائة كتاب، بالإضافة إلى مقالاته التى تبلغ نحو ستة آلاف مقالة.. كما أن هناك أكثر من خمسين رسالة ماجستير ودكتوراه تناولت الجوانب المختلفة للتراث (الفكري والديني والأدبي والفلسفي..إلخ) الذى خلَّفه العقاد لنا.


__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-03-2013, 05:57 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New

مرت علينا أمس الثلاثاء 12 مارس الذكرى التاسعة والأربعون لوفاة عملاق الأدب العربي وصاحب العبقريات الأستاذ عباس محمود العقاد (رحمه الله) دون أن تهتم بها وسائل الإعلام المصرية، في ظل احتفاء الصحف العربية بذكراه، والعجيب أن صحيفة الأهرام بجلالة قدرها لم تنشر عن ذكراه إلا سطرين اثنين، وهما: (بمناسبة ذكرى رحيل عملاق الأدب العربى عباس محمود العقاد يذيع البرنامج الثقافي 1.05 بعد منتصف الليل برنامجًا خاصًا عنه كتبه وأخرجه محمد على الشرقاوى وبطولة عبدالمنعم أبو الفتوح وعبدالله إسماعيل).
لقد رحل العقاد عن عالمنا يوم 12 مارس 1964م ، وهو يمثل قيمة علمية، وقامة أدبية وفكرية، للعرب والمسلمين. وجهوده فى إثراء الثقافة العربية، وفى عرض حقائق الإسلام بصورة تتفق وروح العصر الذي عاش فيه، تمثل زادًا مهمًا تنهل منه الأجيال المتواترة على مر العصور.
والحديث عن العقاد في هذا التوقيت الذي تمر فيه البلاد بمنعطف خطير، وتشهد فيه الساحة السياسية مواقف أظهرت الغث من السمين، وكشفت عن زيف كثير من قيادات سياسية وأسقطت القناع عن عديد من النخب التي تتصدر المشهد الحالي من الأهمية بمكان؛ فما أحوجنا الآن ونحن نحتفي بذكرى رحيل العقاد أن نستلهم مواقفه التي ضرب بها أعظم الأمثلة في الوطنية المخلصة بعيدًا عن التحزب والتعصب والتشرذم والأنانية السياسية، فكان رحمه الله نموذجًا في حرصه على إعلاء مصالح الوطن ووضعها فوق كل اعتبار.. متجردًا عن كل المطامع الدنيوية.
والحديث عن جهود العقاد في ترسيخ معالم الوسطية الإسلامية، وتقديم القدوة الصالحة للمجتمع الذي كادت أن تغيب فيه القدوة من خلال سلسلة العبقريات حديث طويل؛ فلقد استطاع أن يضع الإسلام فى سياق عصره، وكان سباقًا بفكره وسابقًا لعصره؛ إذ تميزت كتاباته بقوة الحجة، ووضوح الفكرة، وروعة الأسلوب، وجزالة اللفظ، والوصول إلى المقصود من أيسر طريق، بأسلوبه السهل الممتنع (سهل على الأفهام ممتنع من التقليد). ومما ساعد العقاد على ذلك أنه قرأ الثقافة الغربية قراءة متعمقة وواعية واستطاع هضم الفلسفات القديمة والحديثة، واهتمامه بالآداب العالمية والأدب العربى القديم والحديث، وكان للعقاد صبر غريب على مطالعة أمهات الكتب ولا يضيق بقراءة القديم منها فاستطاع أن يسبر أغوراها، فكان له مدرسته الأدبية ومذهبه الفلسفي الذي مكَّنه من الدفاع عن الإسلام دفاعًا أصيلًا تفرد به في عصره، وعلى عكس غيره من الكُّتاب فقد كان العقاد مخلصًا لفكره وقلمه.. وكان يقول ما يعتقد ويعتقد ما يقول، فلم يكن يشغله شيء سوى الدفاع عن الحق والوصول للحقيقة.. الحقيقة الخالصة بعيدًا عن إغراءات المناصب أو البحث عن الجاه أو المال.. وقد عُرض عليه الكثير من المناصب العلمية والأدبية، فكان ينأى بنفسه وقلمه عن كل المغريات والمتع الزائفة مؤمنًا بأن قيمة الشيء في نفسه لا فيما يقال عنه، وأن العبقرية قيمة في النفس قبل أن تبرزها الأعمال ويُكتب لها التوفيق، وهي وحدها قيمة يُغالِي بها التقويم، وعاش مؤمنًا بحرية العقيدة وحرية الفكر وأن الفكرة لا تقاوم إلا بالفكرة (لا بال***) فكان كحجة الإسلام أبى حامد الغزالي الذي استطاع أن يثبت تهافت الفلاسفة بفلسفة هي أمضى من فسلفتهم، وبحجة هي أنصع وأقوى من كل حججهم.
كتب العقاد عن تاريخ الثقافة العربية مؤكدًا فضل العرب وأثر حضارتهم فى التاريخ الأوروبى الحديث، كما دافع -رحمه الله- عن الحضارة الإسلامية وكان يؤمن أن هذه الحضارة قد حفظت لكل أمة تحضرت بها "كيانًا" لا يسهل هضمه وإدماجه فى كيان آخر أجنبى عنه، وهذا الكيان القوي هو الذي وقف في وجه الاستعمار حيث كان واستفاد منه المسلمون وغير المسلمين، لأن الاستعمار بكل أشكاله خطر على جميع الأمم بغير فارق بين الأديان والأجناس. وكان يرى للغة العربية مزايا تجعلها ترجح على غيرها من اللغات، ومنها: مزايا التعبير الشعري، وكان الجاحظ يرى انفراد اللغة العربية بعلم العَرُوض، أما عند العقاد فهي لغة شاعرة، ولا يكفي أن يقال عنها إنها لغة شعر، والفرق عنده بين الوصفين أن اللغة الشاعرة تصنع مادة الشعر وتماثله فى قوامه وبنيانه، إذ كان قوامها الوزن والحركة، وليس لفن العَرُوض ولا لفن الموسيقى قوام غيرها.
لقد استطاع العقاد أن يبرز عظمة الدين الإسلامى من خلال عقد المقارانات بينه وبين الأديان الأخرى وفي نفس الوقت استطاع أن يُظهر احترامًا كبيرًا لأصحاب تلك العقائد، مع البعد عن الجدل العقيم، الذى لا يُفضى إلا إلى خلق الكراهية والحقد والضغينة والشحناء بين أتباع الديانات المختلفة –وتلك معادلة صعبة قلما تتحقق في كثير من دراسي علم الأديان- وأكد العقاد على أفضلية الإسلام؛ لشموله لمطالب الروح وارتقاءه بالعقائد والشعائر فى آفاق العقل والضمير، وخلوص هذه العبادات والشعائر من شوائب الملل الغابرة. وأن العقيدة الإسلامية تُريح الضمير فيما يجهله الإنسان من شئون الغيب وأسرار الكون التى لا يحيط بها عقله المحدود، ولا تبديها له ظواهر الزمان والمكان. ويرى العقاد أن شمول العقيدة الإسلامية هو الذى يعصم المسلم من الفصام الروحانى، وهو الذى يعلمه أن يرفع رأسه حين تدول دولته أمام المسيطيرين عليه، وهو الذى يحفظ كيان الأمم الإسلامية أمام الضربات التى تلاحقت عليها على مر العصور، وكان يرى أن ادراك هذا الشمول لا يتأتى بغير الدراسة الوافية والمقارنة المتغلغلة فى وجوه الاتفاق ووجوه الاختلاف، بين الديانات وبخاصة فى شعائرها ومراسمها التى عليها المؤمنون فى بيئاتهم الاجتماعية.
وكان العقاد –الذي استطاع أن يُعلم نفسه بنفسه- يتابع كل ما يُكتب عن الإسلام والحضارة الإسلامية فى الثقافة الغربية بعين الناقد البصير، وكان يرى أنه من حق المسلمين –بل من واجبهم- أن يعرفوا كل قول من تلك الأقوال بقيمته وقيمة من يصدر عنه؛ لأننا قد نعرف أنفسنا من شتى نواحيها،كلما عرفناها كما ينظر إليها الغرباء عنا، وعرفنا مبلغ الصدق والفهم فيما يصفوننا به عن هوى وجهالة، وعن دراية وحسن نية.
إن اسهامات العقاد -الذى لم يحصل على الدكتوراه أو على درجة علمية أخرى، سوى الشهادة الابتدائية- كثيرة فقد تجاوزت مؤلفاته المائة كتاب، بالإضافة إلى مقالاته التى تبلغ نحو ستة آلاف مقالة.. لقد ملأ العقاد الدنيا وشغل الناس، ملأ الدنيا بكتاباته ومؤلفاته، وشغل الناس بفكره وعلمه. وقد نال حظًا وافرًا من البحث والدراسة، فهناك أكثر من خمسين رسالة ماجستير ودكتوراه تناولت الجوانب المختلفة للتراث (الفكري والديني والأدبي والفلسفي..إلخ) الذى خلَّفه العقاد لنا.
وهكذا تميز العقاد بالفهم العميق والتحليل الدقيق ومهارته في ربط العلم بالواقع، وتجرده وإخلاصه لوطنه والدفاع عنه، وخصوبة ما خلَّفه من تراث علمي وحضاري؛ تنهل منه الأجيال المتعاقبة جيلًا بعد جيل. ولاشك أن هذا كله هو سر بقائه بيننا إلى الآن وسيظل علمه ينبض بالحياة وكتاباته شاهدة على نبوغه وتفرده..

د. كمال بريقع عبد السلام
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:06 AM.