|
#1
|
|||
|
|||
![]() الجامع الكبير بالمنستير - تونس ![]()
لموقعه البعيد عن المركز بالقرب من الشاطئ ومن الرِّباط، يُشكّل هذا الجامع قطيعةً مع الأسس التقليدية للمدن الإسلامية حيث يرتفع الجامع الكبير عادةً في مركز المدينة. وطراز جامعنا المعماري رزين ورصين. وثمة كُوّاتٌ وأقواس وأعمدة صغيرة تزيّن واجهاتِه الخارجية الحجرية.
على غرار العديد من الجوامع والمساجد التونسية، خضع جامع المنستير الكبير لعمليات توسيع أُجريَت على مر العصور. وهو مؤلف من مسجد شُيِّد على أربع مراحل. ففي القرن التاسع، كان المسجد عبارة عن مجرد مُصلّى صغير تعتليه قبابٌ متصالبةُ الرّوافد تستند على أقواس تامة متجاوزة ترتكز على دعائم متصالبة. ونعثر على هذه الدعائم المستوحاة من عمارة الرباطات في العمارة الساحلية وفي مجمل بلدان المغرب حيث انتشرت انطلاقاً من عصر دولة الموحّدين (1130-1269). في القرن الحادي عشر، أُجرَيت عملية توسيع نحو الجهة الجنوبية الشرقية وأُضيفَت ثلاث بلاطات تعتليها قباب متصالبة الروافد ترتكز على أقواس مكسورة متجاوزة مستندة على أعمدة. ويعود المحراب الحالي إلى هذه الفترة، وقد زُيِّن بزخارف راجت خلال حكم الزيريين وهو مكوّن من كوة نصف اسطوانية تعتليها قبة نصفية مُعَرَّقة مستندة على قوس مكسور متجاوز وأعمدة متوجة. أما القسم الأسفل من المحراب، فقد زُيِّن بكوّات مسطحة يعتلي كلاًّ منها قوسٌ تامّ فيه ورديّة أو نجمة. وفي أعلى كل كوة مربعٌ واقف على زاويته يحمل زخارف هندسية ونباتية حسب مبدأ ظهر أول ما ظهر في محراب جامع القيروان الكبير، وانتشر لاحقاً ليصل إلى القاهرة إبان العهد الفاطمي. وكُمِّلَت هذه الزخارف المشابهة لزخارف محراب جامع المهدية الكبير بإفريز فيه كتابات بالخط الكوفي المزهر، اقتُبِسَت من محراب جامع القيروان. ونجد هذه الكتابات ذاتها أيضاً في محراب رباط السيدة في المنستير (القرن التاسع) وفي مصر الفاطمية. ويُعتبَر غياب القبة أمام المحراب أمراً استثنائياً في العمارة الدينية التونسية الأفريقية في العصر الوسيط، إلاّ أن جامعنا يبقى وفياً لطراز عمارة الرباطات التونسية التي أقدمها رباط المنستير (796). وقد استمرت أعمال التوسيع خلال عهد الحفصيين، فأُضيفت مئذنة ذات قاعدة مربعة الشكل من طراز راج في ذلك العصر مُستوحَى من العمارة الأغالبية. كما أُضيف جناحان من الجهة الشمالية الغربية. ووصل المسجد إلى حجمه الحالي بعد إضافة رواق في القرن الثامن عشر. أما الرواق المُقَنطَر الذي أُضيف على الواجهة الخارجية فقد أتى بتأثير عثماني وصل إلى تونس ونجده في مسجد حمودة باشا في مدينة تونس (1655) وفي رواق واجهة جامع الزيتونة (تونس). |
#2
|
|||
|
|||
![]() الجامع الكبير بتستور - تونس ![]()
يقع هذا الجامع وسط المدينة العتيقة بملتقى المحاور الرئيسية. وهو يقدم خلاصة فريدة من نوعها للتقاليد المحلية الإفريقية والتقنيات الزخرفية والهندسية المغربية-الأندلسية. كما يبين الطابع البسيط للبناية تأثير الفن المدجن.
باستثناء الميضأة والصحن الثانوي الخارجين عن التصميم الأصلي، فإن البناية تتخذ شكلا مستطيلا. تتشكل قاعة الصلاة العريضة، التي يتم الولوج إليها عن طريق ستة أبواب، من ستة أساكيب وتسع بلاطات متوازية مع جدار القبلة. تحد هذه الأخيرة صفوف أقواس دائرية متجاوزة تستند على أعمدة ذات تيجان عتيقة. تغطي هذه القاعة أقبية متقاطعة في حين غطيت البنايات الخارجية بسقوف ذات شكل جملوني مما يدل على تأثير العمارة الأندلسية، وهي طريقة تنتشر أيضا في العديد من المعالم المغربية وكذلك الشأن في الجزائر. خصصت أهمية كبرى للبلاط الأوسط المتواجد في محور المحراب بتشييد قبتين ذات مثلثات كروية تستند على حنيات ركنية ذات ربعيات، واحدة قرب المحراب والأخرى بوسط المجاز. ينبثق تصميم قاعة الصلاة المكونة من قبتين في محور المحراب من العمارة الإفريقية الأغلبية. لكن، وعلى عكس المساجد الأندلسية والإفريقية المتميزة بتصميمها على شكل حرف التاء اللاتيني، لم يتم تبني هذا الشكل في جامع تستور. يندرج المحراب ضمن غرفة مستطيلة خارجة على الواجهة الأمامية للمسجد، وهو عبارة عن كوة ذات تجاويف وأضلع عالية ودقيقة تعلوها نصف قبة مؤطرة بقوس مكسور ومتجاوز يرتكز في الأركان على أعمدة صغيرة. تزين هذا القوس عدة عناصر زخرفية منقوشة مشكلة من شرائط ودوائر متداخلة. تذكر هذه العناصر بالزخارف العتيقة البيضية والمجوهرة. توجد فوق القوس جبهية مثلثة غنية الزخارف تذكر ببنايات الفترة القديمة التي تحتفظ منها تونس بعدة بقايا أثرية وكذلك بالمحارب العثمانية. في الشمال الغربي لقاعة الصلاة يوجد الصحن ذو الأرضية المبلطة ببلاطات عتيقة من الحجر الجيري. أحيط بأربعة أروقة مغطاة بسقوف مائلة. وبجدار قاعة الصلاة حفر محراب لتوجيه المصلين بهذه الساحة نحو القبلة. وبوسط هذا الفضاء توجد ساعة شمسية مصنوعة من الرخام عليها اسم أحمد الحرار، ومؤرخة بسنة 1761م. تحتل الصومعة الزاوية الشمالية-الشرقية للصحن، وتتكون من برجين متراكبين: البرج السفلي ذو تصميم مريع ومبني حسب طريقة طليطلة بمواد مختلفة. فدعامات الزوايا مصنوعة من الآجر في حين بنيت الجدران بخليط من حجر الدبش. الجزء العلوي للصومعة ذو تصميم مثمن ويتوجه منور ذو سقف خشبي هرمي الشكل. تنفتح واجهاته بنوافذ صغيرة مزدوجة وغنية بالزخارف المصنوعة من الزليج، إضافة إلى ساعة شمسية. يقترب مظهر الصومعة من أبراج الأجراس الأراغونية وتلك الموجودة في جنوب أسبانيا. وفي الجهة الشمالية-الشرقية، تمت إضافة ميضأة وصحن ثان ذو رواق معمد أوحد مغطى بسطح، مما حر التصميم المتناسق للبناية. تنبثق زخارف المسجد من الفن الأندلسي، وتتشكل من عناصر هندسية (معينات وسداسي الأضلاع ودوائر ونجوم ومستطيلات)، وأخرى نباتية منمنمة تتخذ شكل زهريات سنانية ونجميات ووريقات مشعة حول زخرف أوسط وسعيفات وأغصان التين. تنضاف لهذه العناصر علامات للبنائين، وتساهم جميعها في تزيين القباب والكوة السفلية للمحراب والألواح الجصية. |
#3
|
|||
|
|||
![]() الجامع الكبير بسوسة - تونس ![]()
الجامع الكبير لسوسة في الجانب الشرقي للمدينة قرب السور، على بعد حوالي 50 مترا من الرباط. يتخذ المسجد تصميما مستطيلا، ويتشكل من صحن محاط بأروقة ترتكز على أعمدة ومن قاعة للصلاة. يمكن الدخول إلى هذه القاعة عبر عدة أبواب مفتوحة في الواجهات الجانبية. كما أن المسجد لايتوفر على صومعة الشيء الذي يمكن تفسيره بوجود برج للمراقبة تابع للرباط على بعد بضعة أمتار. وبالركنين الشمالي-الشرقي والجنوبي-الشرقي للصحن، ينتصب برجان. يعلو البرج الشمالي-الشرقي بناءٌ صغير مغطى بقبة ويمكن الوصول إليه بواسطة درج انطلاقا من الصحن. تعود الأروقة الثلاث، التي تعلوها أقواس متجاوزة تستند على دعامات قصيرة، إلى مرحلة البناء الأولى، في حين يرجع الرواق الرابع، المحاذي لقاعة الصلاة والذي يرتكز على أعمدة، إلى الفترة الزيرية، وشهد عدة إصلاحات خلال الفترة المرادية (1086هـ/1675م) كما تدل على ذلك النقيشة المكتوبة بخط نسخي والطراز الهندسي للبناية.
زين الجزء العلوي للأروقة الأغلبية الثلاث ولقاعة الصلاة بواسطة نقيشة كوفية ذات حروف مائلة تندرج ضمن شريط على شكل حوض، وهو أسلوب سيعاد استعماله بواجهة مسجد أبي فتاتة (838-841م) بسوسة وبمسجد الزيتونة وبمصر الفاطمية. تنتظم قاعة الصلاة في تصميم على شكل حرف التاء اللاتيني، وتتكون من 13 بلاطا وستة أساكيب، يتميز من بينها البلاط الأوسط والأسكوب المحاذي لجدار القبلة باتساع أكبر. تبنت العمارة الدينية بسوسة هذا التصميم على شكل حرف التاء اللاتيني، وهو تصميم وجد سابقا بجامع القيروان (670-836م) وبالمسجد العباسي أبو دولف بسامراء (العراق، 847-861م). كما تميزت بتواجد قبتين بقاعة الصلاة، وهو شكل سيظهر في مابعد بمصر الفاطمية. كانت النواة الأولى للمسجد خلال فترة حكم أبي العباس محمد تتشكل من 13 بلاطا تغطيها أقبية نصف أسطوانية ومن ثلاث أساكيب ترتكز على عقود نصف دائرية ومتجاوزة موجهة في اتجاهين، تستند بدورها على سواري صليبية الشكل. وتحت حكم إبراهيم الثاني (875-902م) تمت توسعة قاعة الصلاة بإضافة ثلاث بلاطات ومحراب جديد تجاوره قبة ذات حنيات ركنية. تحمل هذه الكوة النصف أسطوانية زخارف زيرية كما تدل على ذلك الكوات التي ترتكز على أعمدة صغيرة والتي تزين القبة النصفية وكذلك الكتابات الكوفية المزهرة التي نقشت على الأعمدة العتيقة التي تحدها. يحمل هذا المحراب شبها كبيرا مع محراب الجامع الكبير بالمهدية ومسجدي منستير ورباط سيدة بالمدينة نفسها. ترتكز قبة المحراب الأصلي على قاعدة مربعة الشكل مزينة بنقيشة مكتوبة بخط كوفي كما و الحال في القيروان. تمكن الحنيات الركنية الموجودة بالرباط المجاور وبالقيروان من ضمان الانتقال إلى القبة. تزين لوحات الواجهة الداخلية للقبة عدة عناصر زخرفية مثل النجميات والسعيفات والوريقات التي تندرج داخل مربعات مقلوبة وتذكر بالمربعات اللامعة لمحراب جامع القيروان، وكذلك بالصناعة الخشبية والجصية المعاصرة. وبالرغم من أن هذه القبة تأثرت بمبادئ صنع القباب القيروانية، إلا أنها تختلف عنها بغياب المدفة، وهي البنية التي تربط بين القاعدة والقبة. سيعاد استعمال هذا النوع من الباب الذي ظهر بمدخل رباط سوسة (821م) بالعمارة الساحلية التونسية. ومن الخارج، تبدو القبة على شكل مدف ذو ثمانية أضلع. يذكر المظهر الخارجي الضخم والخشن للبناية بهندسة الرباط. كما أن الشبه مثير مع العمارة المائية والتحت أرضية كما هو الشأن في صهاريج رملة وصفرة بسوسة (الفترة ماقبل الإسلامية)، وسيصبح هذا العنصر من مميزات العمارة الساحلية بتونس. |
#4
|
|||
|
|||
![]() جامع القصبة - تونس ![]() جامع القصبة جامع أمر ببنائه السلطان الحفصي أبو زكرياء الأول بين عامي 629 هـ\1292 مو633 هـ\1296 م بمدينة تونس العتيقة، وكان يسمى في العهد الحفصي باسم جامع الموحدين.
بني جامع القصبة بأمر من مؤسس الدولة الحفصية بعد إعلانه الاستقلال عن الدولة الموحدية بمراكش، وذلك بداخل القصبة التي كانت تضم أيضا مقر الحكم والقصر.
كانت البناية في الأصل عبارة عن مسجد صغير لحي، لتتحول إلى جامع تقام فيه صلاة الجمعة، في الوقت الذي كانت فيه هذه الوظيفة تقتصر على جامع الزيتونة. وانطلاقا من القرن 16م، إبان الفترة العثمانية، أصبحت الصلاة تقام فيه حسب المذهب الحنفي الذي هو مذهب الحكام الجدد لبلاد إفريقية. تنقسم قاعة الصلاة العميقة إلى سبع بلاطات وتسع أساكيب، وهو شيء نادر في المساجد الإفريقية. يحتل رواقان يرتكزان على أعمدة ويطلان على صحنين، الجهات الشمالية والشرقية. ويغطي الجدران طلاءٌ جيري وألواحٌ حجرية وأخرى رخامية. وتحمل أعمدة ذات تيجان حفصية بواسطة أكتاف عقود، أقواسا مكسورة متجاوزة تعلوها أقبية متقاطعة. هذا في حين تغطي البنايات الخارجية سطوح ذات دعامات خشبية وألواح وقبة. ينتظم المحراب الملبس بألواح رخامية على شكل كوة تعلوها قبة ذات مقرنصات من الجص وتحدها أعمدة صغيرة ذات تيجان حفصية. شهد المسجد عدة أعمال للإصلاح والتجديد كما تشهد على ذلك التذهيبات التي تغطى تيجان المحراب. وخلال نفس الفترة (سنة 992م/1584م) وضع منبر من الطراز العثماني ملبس بالرخام، مكان المنبر الخشبي الحفصي. رغم تأثره بالعمارة الدينية الأجنبية، يتبع جامع القصبة طراز المساجد الإفريقية التي تتجلى من خلال قاعة الصلاة المعمدة والقبة ذات الحنيات الركنية الموجودة أمام المحراب. لكنه على الرغم من ذلك، يبقى أول مسجد بإفريقية يحمل مميزات العمارة الموحدية وخاصة بلاطه الأوسط المعادل لكل البلاطات. هذا التصميم نجده مجسدا في جامع حسان بالرباط (القرن 12م). ويبقى العنصر المثير الانتباه هو الصومعة التي تتخذ من خلال مكوناتها الزخرفية شكل الصوامع الموحدية المغربية والأندلسية. لكن هذا الزخرف مصنوع على الحجارة وليس فوق الآجر كما هو الحال في النماذج الأصلية المغربية. تتمدد الأقواس المتعددة الفصوص المنجزة بقاعدة الصومعة إلى الأعلى بواسطة تشبيكات ذات لون أمغر تغطي واجهات الصومعة بسلسلة من المعينات. أما الجزء العلوي فينفتح بأقواس ثلاثية متجاوزة ومحاطة بإطار من التلبيس الخزفي. يتوج الصومعة منور ذو تصميم مربع تزينه كوة ذات قوس متجاوز بكل واجهة. ختاما، تشكل هذه الصومعة النموذج الأصلي الذي احتدي به في تونس انطلاقا من هذه الفترة كما يظهر ذلك على سبيل المثال في الجامع الكبير لتستور (القرن 17م). |
#5
|
|||
|
|||
![]() مسجد ابن خيرون بالقيروان - تونس ![]()
عرف هذا المسجد الصغير أيضا باسم مسجد ابن خيرون، وقد بناه تاجر أندلسي مقيم بالقيروان، ويعد من أنذر المساجد التي وصلتنا من تلك الفترة.
يتميز المسجد بواجهته ذات الأبواب الثلاثة التي تعلوها أقواس متجاوزة والتي تعد أقدم واجهة مزخرفة لمسجد بالعالم الإسلامي. يحتمل أنها تستمد أصولها من واجهة أبو فتاتة بسوسة (224-226/838-841م) حيث نجد لأول مرة ببلاد إفريقية كتابة كوفية ذات نقش بارز على شريط مائل. تتوج الواجهة 24 حاملة إفريز مسننة قريبة من تلك الموجودة بالمدخل الشمالي لجامع القيروان. يوجد، مباشرة فوقها، شريطان تتوسطهما نقيشة مكتوبة بالخط الكوفي، تشير إلى اسم المؤسس وتاريخ البناء. تحيط النقيشة بإطار تتناوب فيه ألواح مستطيلة مؤثثة بورديات مزدوجة وبعناصر نباتية. وهناك أيضا شريط ثالث مكتوب بخط كوفي يعطي تاريخ إصلاح وترميم البناية سنة 844هـ/1440م خلال الفترة الحفصية (1228-1574). تحتل الواجهة ثلاث أبواب أوسطها أكثر اتساعا وأكثر علوا من الآخرين. تعلو هذه الأبواب عقود ترتكز على أعمدة رخامية ذات تيجان. أما الأركان فتزينها عدة زخارف نباتية تتشكل من أوراق ذات خمسة أو ثلاثة فصوص مفتوحة أو مغلقة. من خلال مكوناتها، تحمل هذه الواجهة عدة تشابهات بواجهة مسجد الباب المردوم (سان كريستو دي لالوز، طليطلة، القرن 10م) الذي يضم زخارف مصنوعة من الآجر ونقيشة كوفية تعلوها طنفات. ترتفع بالزاوية الشمالية-الشرقية صومعة ذات قاعدة مربعة تعود للفترة الحفصية. تخترق واجهتها عدة نوافذ مزدوجة تؤطرها تربيعات خزفية، وينبثق شكلها من طراز الصوامع الأندلسية التي انتشرت بتونس انطلاقا من الفترة الموحدية-الحفصية. نلج إلى قاعة الصلاة مباشرة من الشارع نظرا لكونها لاتتوفر على صحن. هي قاعة بسيطة تتكون من ثلاث بلاطات متوازية مع جدار القبلة ومن ثلاثة أساكيب تغطيها أقبية متقاطعة مصنوعة من الآجر وتدعمها أقواس دائرية ومتجاوزة تستند على أعمدة. ظلت هذه التشكيلة الهندسية معتمدة بتونس منذ الفترة الرومانية. وتجدر الإشارة إلى أن أحد أقواس قاعة الصلاة لازال يحتفظ بحاملة عقد خشبية تزينها زخارف نباتية منقوشة ومنمنمة شبيهة ببعض ألواح منبر جامع القيروان الذي يحمل أيضا تأثيرات أموية، وهو مايمكن من التأكيد على أن أصولها إفريقية وإن ظلت لمدة طويلة موضوع خلاف بين الباحثين. لكن هذا لاينكر تأثيرات بلاد الرافدين وشبهها بالزخارف المنقوشة على الخشب والتي أنجزت بالجهات الشرقية للعالم الإسلامي. |
#6
|
|||
|
|||
![]() جامع الترك بحومة السوق - تونس
![]() معلم يوجد وسط حومة السوق. كان في الأصل حنفي المذهب . وقد يعود, حسب بعض المصادر التاريخية, إلى أواخر القرن السادس عشر. حاليا هو مالكي وقد تعرض لعدة تغييرات مع محافظته على طابعه العثماني. يتكوّن المعلم من عدة وحدات معماريّة منها بيت الصّلاة, الميضأة, منارة مستقلة وعدد من المرافق. |
#7
|
|||
|
|||
![]() جامع الحاجية - تونس ![]() حومة البحريين او القصبين من قلالة وسمي باسم جامع الحاجية لان من بنته امراة حاجة .
ويقع على ربوة ويمتاز بالنسمة الباردة في الصيف . وقعت عليه عدة تغييرات فلم يعد مثل الصورة القديمة لاواخر القرن الماضي. |
#8
|
|||
|
|||
![]() جامع الهواء - تونس ![]() جامع الهواء جامع أمرت ببنائه الأميرة عَطْف، زوجة السلطان الحفصي أبو زكرياء الأول، في عهد ابنها السلطان أبي عبد الله محمد المستنصر في أواسط القرن القرن السابع الهجري\القرن الثالث عشر الميلادي .
وكان يسمى في العهد الحفصي باسم جامع التوفيق، وهو يوجد حاليًا بنهج جامع الهواء بالمدينة العتيقة بتونس. |
#9
|
|||
|
|||
![]() جامع القصر - تونس ![]() يمثل الجامع احد مرافق القصر وهو الإقامة الرئيسية لملوك بني خرسان (1156- 1063).
يبدو أن تاريخ المركب المتكون من القصر و الجامع يعود إلى عهد الأمير أحمد ابن خرسان (1100-1128) الذي عرف بتشييده لعدد هام من المباني. و حاليا تنتصب دار حسين بموقع القصر القديم. و تؤكد حكاية متوارثة جادة أن الجامع كان في الأصل كنيسة وقع تحويلها وهي فرضية دعمها غياب ذكر أي اسم لمؤسس لهذا المعلم في المصادر التاريخية رغم أن مثل هذه التحف المعمارية يندر أن لا يقع إسنادها إلى فاعل خير أو مناشدة منشئها برجوعها له. ويبدو بوضوح أن المحراب قليل العمق لم يصمم لهذه الوظيفة في الأصل فهو مجرد فراغ حفر في سمك الحائط. تضاف إلى ذلك حجج أخرى مثل عرض الجدران (2.5م ) و تواجد أحجار تحمل كتابات لاتينية بعدد من الأركان. يؤكد عدد من الجزئيات الطابع العتيق للمعلم فأرضيته لا تتطابق مع مستوى الطريق و أعمدته، بتيجانها القديمة، وقع إعادة استعمالها. تمتع الجامع بأشغال ترميم هامة مع إضافة فناء جانبي يعلو بوضوح مستوى قاعة الصلاة و تحيطه أروقة بأعمدة و تيجان تركية و ذلك حوالي سنة 1598 عندما قرر الأتراك استعمال المكان للصلاة حسب المذهب الحنفي. تمت إضافة منارة فريدة من نوعها إلى الجامع سنة 1622 وهي مئذنة دون قاعدة تنتصب مباشرة فوق جدران المصلى بفضل سمكها و صلابتها. |
#10
|
|||
|
|||
![]() جامع يوسف صاحب الطابع - تونس ![]() حكاية مملوك ثري وسخي كان مؤسس هذا الجامع، واسمه يوسف صاحب الطابع، مملوكا من أصل مولديفي كان اشتراه بكار الجلولي، قايد صفاقس، من اسطنبول و أهداه إلى حمودة باشا بمناسبة اعتلائه العرش. وهكذا ترعرع بالقصر وكان ذكيا عادلا وسخيا مما جعله يكسب إعجاب السلطان الذي عينه حافظ أختامه أو صاحب الطابع.
ينتمي هذا الجامع، الذي مول صاحب الطابع بناءه إلى مجمع ببرنامج موسع يشمل مدرستين و تربة ملحقتين بمكان العبادة، حماما، صور به الفيلم التونسي ’حلفاوين، عصفور السطح‘، فندق، سوق و قصر صاحب الطابع الخاص الذي يطل على ساحة الحلفاوين. و يهدف انجاز هذا المركب الذي يمثل عملية عقارية كبرى إلى النهوض بالضاحية الشمالية للمدينة. وقد اختير هذا الحي لقربه من باردو، مقر الحكم حيث يتوجب على صاحب الطابع الانتقال يوميا ليساعد الباي في تصريف شؤون الدولة. ومن بعده، اختيار مماليك آخرون نفس الحي لتشيد قصورهم الخاصة مثل خزندار وقايد السبسي. نلاحظ التأثير الايطالي بوضوح في معالم مدينة تونس في القرن الثامن عشر ميلادي وهو ما يفسر باستخدام يد عاملة متكونة في أغلبيتها من عبيد من اصل ايطالي سقطوا بين أيادي القراصنة التونسيين خلال غزو جزيرة القديس بطرس السردينية في سنة سبتمبر 1798. ويضم الأرشيف الوطني لائحة من 27 عبدا ايطاليا وضعهم حمودة باشا على ذمة وزيره للمشاركة بحظيرة جامع الحلفاوين. وقد تم قطع الرخام خصيصا للمعلم و نقله من ليفورن إلى تونس على متن إحدى سفن صاحب الطابع وهي سفينة أهداها هذا الأخير إلى القبطان حسونة المرالي لشكره على خدماته بعد انتهاء أشغال البناء. تابع أمين البنائين ساسي بن فريجة الأشغال و سهر على احترام التصميم المعماري المستوحى من جامع حمودة باشا ألمرادي، بأروقته الثلاث التي تستبقها ساحات والتي تؤطر بيت الصلاة. وتغطي القاعة أقبية طولية تزينها نقائش جصية تمثل المرجعية الوحيدة للفن المحلي، فبكل ركن تتناغم المساحات الرخامية الفخمة: أعمدة بأخاديد ساطعة البياض، خشب مطعم بالعاج والأصداف يغطيه رخام وردي، محراب ومنبر مزوقان برخام احمر وبني... أما الساحة التي تضم رواقا مضاعفا ومحرابا، فهي تستعمل كفضاء للصلاة صيفا. وقد توقفت الأشغال دون إنهاء المنارة المثمنة الشكل سنة 1815 عندما قتـل مؤسس المعلم وبقيت منقوصة إلى حدود سنة 1968 بسبب تطير ينذر كل من يجرؤ على إنهائها بلقاء نفس المصير التراجيدي. |
#11
|
|||
|
|||
![]() جامع يوسف داي - تونس ![]() أهدى يوسف داي أول جامع حنفي المذهب إلى تونس سنة 1615، أي أربعون سنة بعد استقرار الأتراك بها (1574) وذلك بعد فترة إعادة التنظيم الإداري وبفضل تراكم الثروات التي حققها من المراهنة على السباق.
مكن اعتماد تصميم الجامع المعلق، أي المنشأ بطابق أول، من بناء سلسلة من الحوانيت بالطابق الأرضي و ضمت سوق البشامقة، أي صانعي البشماق (حذاء تركي). واعتبرت مداخيل الدكاكين من الكراء حبسا على الجامع يستخدم لتمويل مصاريف الاعتناء بالمعلم. تعتبر المنارة المنتصبة فوق قاعدة مربعة الشكل أول مثال لبرج مثمن بمدينة تونس، وقع نسخه أو التأثر به بعد ذلك في كل منارات المساجد التركية التي لحقته. تنتهي المنارة في قمتها بشرفة دائرية الشكل مغطاة بواق خشبي يحمي المؤذنين من سوء الأحوال الجوية، ويكلل المجموعة فنار صغير اسطواني بسقف هرمي مغطى بالقرميد الأخضر. أما التربة التي تحوي ضريح يوسف داي وعائلته فتعتبر بحق تحفة فنية لعمارة القرن السابع عشر. يتوسط صف كبير من الأقواس كل واجهة من واجهاتها بالإضافة إلى طابقين من الفوهات على شكل محاريب. تمكن الأعمدة الموضوعة بالأركان على مستوى الطابقين من إعطاء صورة اقل تكتلا لهذا المكعب الرخامي الأبيض والأسود بسقفه الهرمي الأخضر. ويمتد ثراء وترف الفضاء إلى داخله، فالواجهات الداخلية مزوقة بالرخام الموضوع بتقنية تناوب اللونين تحت سقف خشبي بنمط مغاربي. |
#12
|
|||
|
|||
![]() مسجد إبراهيم الرياحي - تونس
![]() شيدت الزاوية حول قبر إبراهيم الرياحي، المتوفى سنة 1850، و كان ذلك سنة 1854 بأمر من أحمد باي و لكن الأشغال لم تنتهي حتى سنة 1878 تحت حكم الصادق باي. ولد إبراهيم الرياحي بتستور سنة 1766. التحق بالجامع الكبير بالعاصمة لمواصلة تعليمه واضطر بالتالي، ككل الطلبة غير القاطنين بالمدينة، إلى السكن بالمدرسة العاشورية ثم بمدرسة بير الحجار المتواجدتين في حي الباشا حيث استقر طيلة حياته وحتى مماته. أنهى دراسته بتفوق وحصل بسرعة على اعتراف الجميع به كأحد أكبر علماء عصره. تحول، باعتباره شاعرا وصوفيا، إلى المغرب الأقصى ليتلقى تعاليم الطريقة التيجانية و ليدرجها بعد عودته في الولاية التونسية. وقد أسس زاويته على مبدأ نشر التيجانية. لكن مشاغله الروحانية لم تمنعه من تحمل مهام عليا فقد كان مدرسا ثم مفتيا و إماما أولا بالجامع الكبير. كما أدى كذلك عددا من المهمات الدبلوماسية لدى ملك المغرب والسلطان التركي باسطنبول. توفي في أوت 1850 بعد تعرضه لمرض الطاعون و بعد بضعة أشهر من وفاة ابنه بنفس المرض. وصف المكان يقود المدخل المصمم على شكل سقيفة إلى باحة مغطاة كليا بالرخام الايطالي المجلوب من كراز، انطلاقا من الأرضية ومرورا بأطر الأبواب والنوافذ وانتهاء إلى الأعمدة ذات التيجان بأشكالها الحلزونية الأيونية الطابع والحاملة لأقواس الرواقين المتقابلين. وتتوزع الغرف حول الفناء لاستقبال الزوار الوافدين على الزاوية للصلاة أملا في تحقيق الأماني، كما توجد كذلك ميضأة مفتوحة للجميع. على الجانب الأيمن توجد قاعة كبرى تغطيها قبة وهو المكان المخصص للاجتماعات الطقوسية الروحانية أو ما يسمى الميعاد والتي تجمع المنتمين إلى الطريقة التيجانية كل يوم جمعة، وهذه القبة المحمولة على جذوع تعد احدى درر العمارة الاسبانية المغربية وقد تم جلب حرفيين خصيصا من المغرب لنقش ونحت الجبس، ويوجد ضريح الولي الصالح داخل قاعة صغرى مقابلة للمحراب ويعلو فوق منصة التابوت النعش الملفوف بأقمشة حريرية ذات ألوان فاقعة تم إهداؤها للزاوية من طرف أتباع التيجانية وبعض الزوار الذين تحققت أمنياتهم. |
#13
|
|||
|
|||
![]() الجامع الجديد - تونس
![]() تم بناؤه بأمر من حسين بن علي مؤسس الدولة الحسينية سنة 1139ه/172م. وهو جزء من مركب عمراني يشتمل إضافة إلى الجامع على مدرسة وضريح دفن به "سيدي قاسم الصبابطي" وقد أقيمت أول صلاة به في 14 شعبان 1139هـ/1726م. ومن بين الأئمة الخطباء الذين تداولوا على هذا الجامع نذكر خاصة الشيخ أحمد بن علي مصطفى النميسي الحنفي ، كما نذكر من بين المدرسين الشيخ حمدة بن محمد بن أحمد الشريف. وقد تم توريد الخزف الذي يكسو الجدران من تركيا. |
#14
|
|||
|
|||
![]() مسجد الكوثر - الجزائر
![]() يقع مسجد الكوثر وسط المدينة وبالتحديد بساحة بن مراح المعروفة بساحة التوت الشهيرة بالبليدة. يتميز المسجد بفساحته إذ يستقطب أكثر من 12 ألف مصلٍ بالمناسبات الدينية. تأسس المسجد سنة 1533 على يد الشيخ سيدي احمد الكبير وبني بفضل تبرعات اهل المنطقة، وككل المساجد في الجزائر تعرض مسجد الكوثر إبان الحقبة الاستعمارية إلى انتهاك حرمته وتهديمه من قبل المستعمر الفرنسي سنة 1830 وبعدها بني في مكانه كنيسة للفرنسيين، وظلت إلى ما بعد الاستقلال حتى سنة 1974 حين قامت السلطات الولائية بالتنسيق مع مفتشية الشؤون الدينية بولاية البليدة بتهديم الكنيسة وإعادة بناء مسجد الكوثر وتوسيعه، وسمي بالكوثر، استنادا لما ورد في الأثر الإسلامي . فتح المسجد رسميا لأداء الصلوات الخمس سنة 1981 وحوالي سنة بعد فتحه دشن المسجد وأصبحت تؤدى به كل صلوات المناسبات الدينية، صلاة التراويح في شهر رمضان والأعياد الدينية• وتعاقب على مسجد الكوثر كبار الأئمة بالجزائر كالشيخ علي الشرفي، الشيخ الزبير ومحيي الدين تشاتشان. يتربع مسجد الكوثر ككل على مساحة 12000 م2 وبه قاعة الصلاة بالطابق العلوي مساحتها حوالي 4000 م2 وتتسع لـ 8000 مصلٍ ترتكز على 25 عمودا منها الأعمدة المزدوجة، ويضم المسجد بالطابق السفلي مدرسة قرآنية، قاعة المحاضرات تضم 550 مقعد، بيوتا للوضوء ومكتبتين داخلية وخارجية تحوي كتبا من مختلف المجالات ويوجد بالمسجد المركز الثقافي الإسلامي. وأكثر ما يلفت الانتباه بمسجد الكوثر هو قبته الكبيرة التي تعد من أكبر قباب المساجد بالجزائر وكذلك مئذناته الأربع التي تظهر بمجرد أن ترفع رأسك إلى الأعلى والتي اعتمد المهندسون في بنائها على الشكل الثماني ويبلغ طول كل مئذنة 60 متراً. وتعرضت مؤخرا قبة المسجد إلى تصدعات في زلزال بومرداس وهي الآن في مرحلة الترميم، وطبيعة بناء المسجد تصميم قديم وبناء حديث يوجد بداخله محراب منقوشة عليه آيات قرآنية بالجبس ومنبر ثابت مبني بالرخام• تركز التعبير الفني بالمسجد على كتابة المصحف الشريف على بلاطات تحيط بالمسجد من الداخل والخارج من سورة الفاتحة إلى سورة الناس وبمراقبة كبار أئمة ولاية البليدة. |
#15
|
|||
|
|||
![]() زاوية محرز - تونس
![]() سلطان المدينة أعطى سكان مدينة تونس الولي الصالح سيدي محرز لقب سلطان المدينة أي القائد الروحي لتونس ولذلك فان الزاوية التي تضم ضريحه لا تخلو أبدا من الزوار. ولد محرز بن خلف بأحواز مدينة أريانة حيث بدأ بمزاولة وظيفة سلمية ألا وهي مهنة المؤدب. ثم انتقل إلى تونس ليشتري منزلا قرب باب سويقة وهو البيت الذي دفن فيه سنة 1022 و الذي تم تحويله بفضل الإيمان الشعبي المتجذر وسخاء السلاطين إلى زاوية شديدة البذخ. عرف الشاعر، التقي والفاضل سيدي محرز خاصة بالتزامه في الصراع ضد المذهب الشيعي الذي ادخله الفاطميون وفرضوه كمذهب رسمي على بلد بتقاليد سنية مالكية متجذرة. كما كان له أيضا دور اقتصادي هام فهو من اقنع و دفع السكان إلى إعادة بناء صور مدينة تونس بعد التخريب الذي عاشته في سبتمبر 945 بقيادة أبو يزيد الخارجي. كما يسند لهو بإجماع، تأسيس الحي اليهودي الحارة القريب من زاويته و الهدف من ذلك إقناع هذه المجموعة الاجتماعية الناشطة بالبقاء بالبلاد حتى يستفاد الاقتصاد من وجودها. فقبل هذه البادرة كان عالا اليهود مغادرة المدينة ليلا إلى مساكنهم المتواجدة بحي قرب الملاسين. والأسطورة تؤكد كذلك اعتماد الولي الصالح لقدراته الغير عادية لإنقاذ مدينة تونس مثل مساهمته عن بعد في موت الأمير زريد ابن باديس، إذ يحكى انه يوم انتشر عدد هائل من الخيام قرب السيجومي، ارتعش سكان مدينة تونس خوفا ولكن سيدي محرز طمئنهم ومن فوق قمة هضبة القصبة، دعي الولي الله أن يحمي تونس وأن يفنى باديس. وفي الغد وجد الأمير مقتولا داخل خيمته الحريرية، مطعونا بسيفه الخاص. وهو ما جعل خليفته المعز يصدر ظهيرا يأمر فيه أن السلطات تسهر على أن لا يقرب احد سيدي محرز لا أملاكه، لا شخصه ولا أملاك أنصاره. تعدت سمعة الولي الصالح حدود افريقية وترسخت للأبد. ويذكر الجغرافي الهواري (المتوقي بالألب سنة 1215) في دليله حول أماكن الحج والأضرحة :’ معبد سيدي محرز الذي يبتهل له البحارة عندما تسوء حالة البحر ويدعونه لتحقيق رغباتهم‘. يواصل سكان تونس وغيرهم زيارة زاوية سيدي محرز لتقديم الابتهالات والهدايا وطلب تحقيق الأماني وهو ما يشمل أيضا اليهود، سكان الحارة، الذين يكنون لسلطان المدينة نفس الشعور. وقد كانت الزاوية تعتبر ملجأ يمنح الحصانة الكاملة لكل شخص حتى إن كان أخطر المجرمين ولم تنكسر هذه العادة حتى سنة 1888، عندما نظمت العدالة عملية إيقاف مجرم وأخرجه أعوانها غصبا من الزاوية لتقديمه للمحاكمة. تحوي الزاوية فناءا تم تغيير بعض أجزاءه في الثمانينات ويستبق هذا الفضاء قاعة تغطيها قبة محمولة على جذوع، وهي تحوي البئر المباركة التي لا تعتبر الزيارة تامة ما لم يشرب من مائها. تقضي العادة في تونس إحضار الصبيان يوم ختانهم وكذاك الفتيات ليلة زفافهن للشرب وغسل الوجه واليدين بمياه هذه البئر المنعشة والتي تضمن السكينة لمواجهة طقوس عبور مراحل الحياة بسلام. يعود تاريخ هذه القاعة، مع غرفة الضريح، إلى نهاية القرن التاسع عشر ميلادي تحت حكم الصادق باي. وتتميز غرفة الضريح بقبتها بيضاوية الشكل وزخرفها الجصي الذي يمتزج به نقش الأرابيسك برسوم المزهرية وباقات الأزهار. ويحمي شريط حديدي مشبك مع درابزين من الخشب، النعش الخشبي المنقوش. |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|