#211
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
انا معلقتش ومحاولتش انزل الخبر طالما انه مجهود حضرتك فياريت تتفضل وتنزله هنا كامل
__________________
اللهم اغفر لوالدى ووالدتى واصلح حالى وحال جميع المسلمين
|
#212
|
||||
|
||||
![]() مديريات التعليم تفتح باب تشغيل معلمين جدد حتى نهاية يناير الثلاثاء، 25 يناير 2011 - 16:28 ![]() د.أحمد زكى بدر كتب حاتم سالم ![]() ![]() قالت مصادر مطلعة بوزارة التربية والتعليم إن الوزارة فتحت الباب أمام المديريات التعليمية بالمحافظات لتشغيل معلمين جدد من خريجى كليات التربية أو الحاصلين على مؤهل تربوى سواء من سبق لهم العمل فى التدريس أو من لم يسبق. وأوضحت المصادر أن فرص تشغيل المعلمين الجدد موزعة على المديريات التعليمية، وأن آخر ميعاد للتقدم 31 يناير، غير أن المصادر أشارت إلى أن نوع التشغيل غير "معلن" حتى الآن وإن اعتبرت أنه لن يخرج عن احتمالين هما العمل بالأجر أو التعاقد المؤقت. وقال مسئول بـ"التعليم" إن اختيار من سيشغلون فرص العمل الجديدة سيتم وفق عدة اعتبارات أولها الحصول على المؤهل التربوى وثانيها التقدير الحاصل عليه المتقدم فى الشهادة الجامعية وفى حالة تساوى التقديرات سيتم الاحتكام إلى المجموع التراكمى. وأكد المصدر أن الوزارة تحاول من خلال فرص التشغيل الجديدة سد العجز فى المديريات خاصةً فيما يتعلق بأعداد مدرسى مواد الأنشطة، وأضاف أن ميزانية التشغيل وصلت إلى المحافظات، موضحاً أن المعلمين الجدد لن يؤثروا على من يعملون بالحصة حالياً. رابط الخبر :http://www.youm7.com/News.asp?NewsID...D=65&IssueID=0
__________________
اللهم اغفر لوالدى ووالدتى واصلح حالى وحال جميع المسلمين
|
#213
|
||||
|
||||
![]() بدر يشارك بتسليم جائزة دولية لخمس مدارس مصرية الثلاثاء، 25 يناير 2011 - 16:56 ![]() التعليم كتبت فاطمة خليل ![]() ![]() يشارك الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم فى الاحتفال الذى ينظمه المجلس الثقافى البريطانى، يوم الأحد المقبل الموافق 30 يناير فى تمام الساعة 12 ظهراً بساقية الصاوى، وذلك بمناسبة حصول 4 مدارس مصرية حكومية ومدرسة خاصة على جائزة المدرسة الدولية المقدمة من وزارة التربية والتعليم ببريطانيا. ويفتتح الحفل مدير المجلس الثقافى البريطانى بمصر مارك ستيفنز، فى حضور العديد من مديرى المدارس والإدارات التعليمية، والمدرسين، والطلاب ويأتى هذا الإحتفال فى إطار مشروع Connecting Classrooms والذى بدأه المجلس عام 2006، ويهدف إلى تمكين الحوار بين الثقافات وزيادة الوعى بالمجتمعات الأخرى من خلال التعاون مع العديد من المنظمات والمدارس فى مختلف البلدان. وقد تأهلت 5 مدارس من مصر هذا العام إلى الجائزة منهم 4 مدارس حكومية تجريبية من القاهرة والقليوبية إلى جانب إحدى المدارس الخاصة، كما انضمت العديد من المدارس الأخرى إلى البرنامج بتشجيع من وزارة التربية والتعليم. وقد بدأ برنامج جائزة المدرسة الدولية بالمملكة المتحدة سنة 1999 حيث إنضمت إلية 4000 مدرسة بريطانية منذ ذلك الحين، وفى عام 2003 انضمت الهند إلى هذه الجائزة، ثم ****انكا فى عام 2005، ومؤخراً كل من مصر، ولبنان، والأردن فى عام 2007. وتتضمن معايير المشاركة بالبرنامج تقديم سبعة أنشطة تعليمية يبرز فيها البعد الدولى كحد أدنى، وعمل جماعى مع مدرسة دولية فى نشاط واحد على الأقل خلال السنة الدراسية، كما يجب على المدارس المشتركة أن تقدم خطة عمل مستقبلية عند بداية السنة الدراسية علاوة على ملف بالأدلة والإنجازات الخاصة بالمشروع عند انتهاء السنة الدراسية. الجدير بالذكر أن 4 مدراس من القاهرة والإسكندرية قد فازت بجائزة المدرسة الدولية فى العام الماضى، والتى يدعمها المركز الثقافى البريطانى. رابط الخبر:http://www.youm7.com/News.asp?NewsID...97&IssueID=150
__________________
اللهم اغفر لوالدى ووالدتى واصلح حالى وحال جميع المسلمين
|
#214
|
||||
|
||||
![]()
هم يبكى وهم يضحك!!!
مواطن يستغل المظاهرات ويوزع منشور دعاية لترشحه لانتخابات الرئاسة الثلاثاء، 25 يناير 2011 - 17:20 استغل مواطن يدعى صبرى عبد العزيز خليل، المظاهرات اليوم، ووزع منشورات فى شكل كوبونات انتخابية كمرشح لرئاسة الجمهورية. أوضح المواطن من خلال المنشور اسمه وأرقام تليفوناته المحمولة تحت شعار مرشحكم لرئاسة الجمهورية، كما دعا فى الصفحة الثانية من المنشور إلى الترشح لرئاسة الجمهورية، موضحا أن الأوراق المطلوبة للترشيح شهادة قيد الميلاد والخدمة العسكرية أو الإعفاء منها وإقرار الذمة المالية وإقرار الجنسية وإقرار السكن. وأكد فى دعوته الصريحة للمواطنين، أن كل مرشح يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية من حقه الحصول على 500 ألف جنيه من دافعى الضرائب. رابط الخبر :http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=343567&
__________________
اللهم اغفر لوالدى ووالدتى واصلح حالى وحال جميع المسلمين
|
#215
|
||||
|
||||
![]() إنشاء مدرسة للمكفوفين بالأقصر بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير الثلاثاء، 25 يناير 2011 - 17:13 ![]() الأقصر ـ مصطفى جبر ![]() ![]() استقبل الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر، وفدا من مسئولى مؤسسة مصر الخير، التى يرأس مجلس الأمناء بها الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، وذلك للاتفاق والتنسيق على مساهمة المؤسسة ببعض من المشروعات فى الأقصر. وقام العميد محمد كمال صائب مدير مكتب مؤسسة مصر الخير بقنا والأقصر، بعرض عدد من مشروعات الجمعية التى تتناسب مع الأقصر، حيث تمت المباحثات الأولية حول ثلاثة مشروعات، وكان من أهمها مشروع إنشاء مزرعة لإنتاج الثروة الحيوانية لرفع مستوى الإنتاج الحيوانى، حيث تعتبر الاقصر مركز توزيع للحوم للعديد من المحافظات على مستوى الجمهورية، وقد تم الاتفاق المبدئى على تخصيص أراض بمنطقة الطود بمساحة 95 فدانا بتكلفة لا تقل عن 25 مليون جنيه تتكلفها المؤسسة بالكامل. من مشروعات المؤسسة بالأقصر أيضا تم الاتفاق على تولى المؤسسة مشروع مستشفى الاورام فى إطار استكمال مبادرة سوزان مبارك لانشاء مستشفى للأورام خارج القاهرة لاستيعاب أكبر عدد من أبناء المحافظات المختلفة. كما تم الاتفاق على إنشاء مدرسة للمكفوفين بالأقصر لتحقيق مبدأ التكافؤ الاجتماعى وإتاحة الفرصة لابنائنا باحقية التعليم، حيث وضعت مؤسسة مصر الخير نصب أعينها نحو صعيد مصر وهو المجتمع الأكثر احتياجا والأكثر فقرا لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين كافة أفراد المجتمع وعدم الاقتصار على فئة محددة. وأكد محافظ الأقصر تعاون كافة الجهات لانجاح هذه المشروعات وخاصة مشروع إنشاء مزرعة إنتاج اللحوم، لأنه ضرورى فى ظل أزمة ارتفاع الأسعار ونقص الثروة الحيوانية فى مصر. رابط الخبر :http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=343562&
__________________
اللهم اغفر لوالدى ووالدتى واصلح حالى وحال جميع المسلمين
|
#216
|
||||
|
||||
![]() محلى شمال سيناء يطالب بجامعة حكومية وقناة تليفزيونية الثلاثاء، 25 يناير 2011 - 17:32 ![]() العريش- عبد الحليم سالم ![]() ![]() عقد المجلس المحلى لمحافظة شمال سيناء أمس الاثنين، جلسة برئاسة سالم العكش العقيلى رئيس المجلس، بحضور اللواء مراد موافى محافظ شمال سيناء، ناقش خلال تقرير لجنتى الكهرباء والاستثمار. فى بداية الجلسة، أعلن المحافظ أنه تم تفويض المحافظة فى إصدار قرارات تركيب عدادات الكهرباء للآبار الزراعية بعد أن كانت الموافقة تتطلب موافقة وزارت الزراعة والكهرباء والرى، مما ييسر مهمة المزارعين. وأشار إلى وصول 1000 أنبوبة بوتاجاز من وزارة البترول لتوزيعها بالمجان على المواطنين، وتطرق إلى البدء فى تطوير ميناء العريش بتكلفة 250 مليونا، وفصله عن ميناء الصيد وإنشاء مدينة للصيادين وميناء صيد بتكلفة 85 مليونا من وزارة التعاون الدولى، وأعلن أنه يجرى الآن إقامة كوبريين رئيسيين بوادى العريش، لربط جهتى المدينة، حيث ينتهى العمل منهما خلال شهر أبريل المقبل، وقال خلال جلسة المجلس أنه تجرى دراسة إقامة كوبريين آخرين على أن ينتهى العمل بهما بعد 6 شهور أخرى. واستعرض تامر الشوربجى تقرير لجنة الاستثمار التى أوصت لدى المجلس بالاهتمام بالتصنيع المحلى بدل تصدير الخامات من سيناء للخارج، وبالتالى توفير مئات فرص العمل، وأوصت بأهمية استغلال والاستفادة من قدرات المحافظة الساحلية قرابة 200 كيلو على ساحل البحر المتوسط، فى القطاع السياحى، وطالبت بإنشاء قناة تليفزيونية لسيناء على غرار القنوات الإقليمية. إضافة إلى إنشاء جامعة لسيناء تكون حكومية مستقلة عن جامعة قناة السويس، مع الاهتمام بكافة الدراسات الخاصة بتنمية سيناء والاستفادة منها فى التنمية، وأوصت بأهمية تمليك أراضى أبناء سيناء لعدم إعاقة الاستثمار مع مخاطبة مجلس الوزراء، لإقامة مؤتمر استثمارى عالمى للتعريف بالمحافظة وتقديم حزمة حوافز مغرية للاستثمار فى سيناء. ووجهت اللجنة الشكر لرئيس مجلس الوزراء على إنشاء الجهاز الوطنى لتنمية سيناء مطالبة بسرعة الإعلان عن تشكيله، كما أوصت بسرعة إصدار قرار التمليك لمن استصلح وزرع الأراضى الصحراوية، وأوصت بتشغيل مطار العريش بصورة يومية بدلا من رحلة واحدة كل أسبوع، مع العمل على حل مشكلات المناطق الصناعية بالمساعيد والوسط وبئر العبد، والحماية من التعديات والسطو. وتساءلت اللجنة عن مصير مصنع "الصودا اش" أحد ثمار المؤتمر السابق للاستثمار، ووافق المجلس على التوصيات واستعرض حسن محمود سليمان تقرير لجنة الكهرباء التى أوصت بنقل خط الجهد المتوسط من داخل المدن والقرى، وهو مقام من 1980، وتعميم تركيب عدادات على الأعمدة بدلا من المحاسبة بالمقايسة، ونقل الأعمدة الداخلية بالقرب من التل السكنية لعدم تعرضها للسرقة على الطريق الدولى خاصة فى بئر العبد والعريش، وتعيين خفراء من القرى على الأعمدة. رابط الخبر :http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=343581&
__________________
اللهم اغفر لوالدى ووالدتى واصلح حالى وحال جميع المسلمين
|
#217
|
||||
|
||||
![]()
OK !!!
نسيب بقا اخبار التعليم شوية وهانزلكم حاجة تخلى الجهاز فوق الوصف!!! أولا / تغيير أعدادات الذاكرة الظاهرية : إذا تركت الويندوز يقوم بتحديدمقدار الذاكرة الظاهرية لديك فأنه غالبا ما يقوم بتغيير حجم ملف في القرص الصلبيدعى ملف المقايضة الذي يستخدمه الويندوز كذاكرة للجهاز وذلك لتشغيل التطبيقاتبسرعة أعلى وقد يستخدم الويندوز الحجم الحر الكلي للقرص الصلب في هذه العملية وليس هناك حجم معين لملف المقايضة لأنه يعتمد على عدد التطبيقات التي تعملبجهازك بنفس الوقت وعلى حجم الذاكرة الفعلية التي بجهازك ولكنه على الأقل يكون بحجمذاكرتك الفعلية فعلى سبيل المثال لو كان لديك 64 ميجابايت من الذاكرة في جهازكفلابد أن يكون حجم ملف المقايضة 64 ميجابايت أيضا وذلك لتقليل احتمالات ظهورالرسالة الشهيرة والتي تنص على عدم وجود ذاكرة كافية لإتمام العملية عن طريقاختيار حجم ملف المقايضة بنفسك يمكنك التحكم في سرعة جهازك وذلك عن طريق أختيار حجمثابت لملف المقايضة بجهازك وهذا لن يقلل من الوقت الذي يستغرقه الويندوز فيعملية تغيير حجم الملف فقط ولكن يخفض من عملية التجزئة لقرصك الصلب أذهب الى لوحة التحكم-- النظام -- الأداء -- الذاكرة الظاهرية Control Panal – System – Performance – Virtual Memory ومن هناك قم بتحديد حجم ملف المقايضةبنفسك وضع أعلى حد وأدنى حد للملف بنفسك وأفضل حجم يمكن وضعه هو ضعف حجمالذاكرة الفعلية لديك فأذا كان لديك 128 ميجابايت من الذاكرة فقم بجعل حجم ملفالمقايضة 256 ميجابايت أو على الأقل نفس حجم الذاكرة الفعلية بعد ذلك قم بإعادةتشغيل الجهاز ثانيا : أزالة الملفات الغير ضرورية من نظامك عند كل عمليةتشغيل للويندوز : مسح جميع الملفات غير الضرورية عند كل عملية تشغيل لجهازكفقط قم بأضافة هذا الأسطر الى ملف Autoexec.bat Echo Y|If Exist C:\Windows\Tempor~1\*.* Del \Windows\Tempor~1\*.* Echo Y|If Exist C:\Windows\Recent\*.* Del C:\Windows\Recent\*.* Echo Y|If Exist C:\Windows\Temp\*.* Del C:\Windows\Temp\*.* Echo Y|If Exist C:\Windows\____________s\*.* Del C:\Windows\____________s\*.* ويمكنك أيجادالملف المطلوب عن طريق الخطوات التالية أذهب إلى أبدأ -- تشغيل -- أكتب في مربعالتشغيل Sysedit وعند ذلك قم باختيار الملف المطلوب وإضافة الأسطر السابقةإليه السطر الأول : يعمل على مسح جميع ملفات الإنترنت المؤقتة بمجلد الويندوز السطر الثاني : يعمل على مسح الملفات الموجودة في المستندات بقائمة التشغيل السطر الثالث : يعمل على مسح الملفات المؤقتة بجهازك السطر الرابع : يعملعلى مسح ملفات الكوكيز من مجلد الويندوز ثالثا : التحكم بملفات النظاملتشغيل تطبيقات الملتيميديا بشكل أفضل : أذهب الى أبدا -- تشغيل -- ثم أكتبفي مربع التشغيل الكلمة التالية Regedit ومن ثم أذهب الى المفتاح التالي Hkey_Local_Machine\System\CurrentControlSet\Contro l\FileSystem ثم قم بأضافة المفتاح التالي "ContigFileAllocSize" بالقيمةالتالية "0x000001F4(500)" ثم قم بأعادة تشغيل جهازك رابعا : أجعلالمودم لديك يتصل بسرعة أعلى : أذهب الى أبدا -- لوحة التحكم -- وقم بالنقرمرتين على المودم -- ثم أختار خصائص وأّهب الى الأتصال -- ثم أختار خيارات متقدمة -- ثم قم بأضافة السطر التالي في مربع الأعدادات الأضافية s11=40 والرقم 40يشير الى سرعة الاتصال بالتون Tone بالملي ثانية اي الوقت بين كل دقة وأخرى وهذاالتعديل سيجعل جهازك يتصل بالسبع ارقام وكأنها رقم واحد من سرعته وبعض اجهزة المودملا تدعم السرعة العالية فيمكنك زيادة عدد الملي ثانية لكي تحصل على النتيجة المرجوة ملحوظة : كل ثانية = 100 ملي ثانية خامسا : تحسين أداء الذاكرة لديك : قم بالضغط بالزر الأيمن على جهاز الكمبيوتر وأختار خصائص ثم اذهب الىالأداء واختار ملف النظام من هناك وقم بتغييره من سطح المكتب الى سيرفر الشبكة وقبل ان تقوم بأعادة تشغيل جهازك اذهب الى محرر التسجيل عن طريق الأمر Regedit وأذهب الى المفتاح التالي HKEY_LOCAL_MACHINE\Software\Microsoft\Windows\Curr entVersion\FS Templates\Server\ وقم بالتأكد من أن أسم الكاش ومساره معزز بالقيم التالية NameCache - a9 0a 00 00 PathCache - 40 00 00 00 بعد ذلك قم بأعادةتشغيل جهازك هذه العملية سوف تحسن من أداء الذاكرة العلوية خاصة لمن لديهم جهازبذاكرة أعلى من 32 ميجابايت سادسا : تشغيل الويندوز في وقت أقل : قم بفتح الملف التالي في المفكرة c:\MSDOS.SYS وقم بأضافة السطرينالتالين Logo=0 Bootdelay=0 وقبل أن تقوم بحفظ التغييرات تأكد من أزالةخاصية القراءة فقط من الملف وذلك بالنقر بالزر الأيمن عليه وأزالة علامة الصح منأمام خيار للقراءة فقط وأزالة الأخفاء أيضا السطر الأول سيعمل على تشغيلالويندوز دون ضهور الواجهة الرسومية عند بدء تشغيله والسطر الثاني سيلغي تأخيربدء عملية الأستنهاض سابعا : أجعل الويندوز لديك يعمل بصورة أسرع : لقد أكتشفت بأنه يمكنك تسريع الويندوز بصورة ملحوظة وذلك عند فصل ملفالمقايضة عن قرص النظام فأذا كان الويندوز لديك يعمل من القرص الأول فقم بتحويلملف المقايضة الى محرك الأقراص الثاني أو قم بتقسيم القرص اذا كان لديك واحد فقط ومثال ذلك C: = System D: = SwapFile E: = Cd-Rom ويمكنك عملذلك بالضغط بالزر الأيمن على جهاز الكمبيوتر -- خصائص -- الأداء -- الذاكرةالضاهرية -- ومن هناك قم بتحديد محرك الأقراص الذي ترغب بوضع ملف المقايضة به وقم بجعل أعلى حجم لملف المقايضه 80% من حجم القرص الحر وكذلك ادنى حجم علىسبيل المثال لو كانت المساحة الحرة لديك بالقرص هي 400 ميجابايت قم بجعل اعلى وأدنىحجم لملف المقايضة هو 320 ميجابايت وذلك لتجنب ضهور رسالة تنظيف القرص وايضا تثبيتهللويندوز حتى لا يقوم بتغييره كل مرة وأذا كان لديك قرصين صلبين بجهازك وليسقرص واحد مقسم لأجزاء فذلك أفضل بكثير لأنه اسرع للجهاز ان ينقل الملفات من قرصلأخر لأن التوصيلات متوازية لديه وليس كنقل دبوس الكتابة في قرص واحد من رأس النظاموالبرامج الى رأس ملف المقايضة ثامنا : ترتيب الكمبيوتر : اذا كانلديك ذاكرة أكبر من عشرة ميجابايت فأنك تستطيع الحصول على سرعة اكبر بتغيير ترتيبالكمبيوتر من سطح المكتب الى شبكة السيرفر فأذا كان الترتيب لديك الى سطحالمكتب فأن الفات لديك يقوم بتخصيص جزء من الذاكرة لأخر 32 مجلد قمت بدخولها وآخر 677 ملف قمت بتشغيلها وبأستهلاك يقرب من 10 كيلوبايت من الذاكرة ولكن عندترتيبه الى شبكة السيرفر فأنه يقوم بتخصيص جزء من الذاكرة لتسجيل آخر 64 مجلد قمتبفتحها وآخر 2729 ملف قمت بتشغيلها بأستهلاك يقرب من 40 كيلو بايت من الذاكرةالفعلية لديك والثلاثون كيلو بايت الأضافية تهمل لصغر حجمها وللقيام بهذاالتغيير أذهب الى لوحة التحكم -- النظام -- الأداء -- نضام الملفات -- ومن ثم قمبالتغيير المطلوب تاسعا : أجعل قرصك الصلب يعمل بصورة أسرع : وذلكعن طريق زيادة الذاكرة المخصصة للقرص الصلب حيث ان الويندوز يعمل على تخصيص حد معينمن ذاكرة جهازك لتحسين أداء قرصك الصلب أذهب الى أبدأ ثم تشغيل وبعد ذلك أكتب Sysedit ثم أذهب الى الملف المسمى System.ini وقم بأضافة الأسطرالتالية MinFileCache= MaxFileCache= ChunkSize= وقم بمساواتها الى 25% من حجم ذاكرتك فعلى سبيل المثال 2048 For 8MB Ram 4096 For 16MB Ram 8192 For 32MB Ram وهكذا فالأعدادات التالية التالية مخصصة لمن لديه 64ميجابايت من الذاكرة [vcache] MinFileCache=16384 MaxFileCache=16384 ChunkSize=512 والأعدادات السابقة تمنع جهازك من أن يخصص حجما كبيرا منذاكرتك للقرص الصلب و بنفس الوقت توفر الوقت الذي يستغرقه الويندوز في عملية تغييرالحجم عاشرا : الزيادة من سرعة الشبكة لديك : أذهب الى لوحة التحكموأختار شبكة الأتصال وتأكد أنه يوجد لديك من ضمنها Client For Microsoft Networks فأذا لم تكن لديك فأعلم ان هذا هو السبب في عدم تمكنك من حفظ كلمةالمرور للأتصال دائما وبعد ذلك قم بالنقر على Dial-Up Adapter ومن هناكأختار خيارات متقدمة أو Advanced -- IP Packet Size وأختار منها الحجمالصغير أو المتوسط أو الكبير وانظر بنفسك أيهما يعمل بسرعة أكبر لجهازك وهنالكأيضا قيمة في محرر التسجيل للويندوز تدعى Slownet وغالبا ما تكون 01 فقط قمبتغييرها الى 00 بالخطوات التالية أذهب الى أبدأ ثم تشغيل وأكتب Regedit ومن ثم أذهب الى المفتاح التالي HKEY_LOCAL_MACHINE\System\CurrentControlSet\Servic es\Class\Net\0001 ومن ثم قم بالتغيير السابق ذكره وبعد ذلك أذهب الى جهاز الكمبيوتر و أضغطالزر الأيمن على أتصالك وأختار خصائص ومن ثم أذهب الى المربع Server وقمبأزالة علامة الصح من الأشياء التالية Log on to network أو ما يسمى بتسجيلالدخول الى شبكة الأتصال NetBEUI IPX/SPX احدى عشر : أجعل أعداداتالويندوز لديك متوافقة مع نوع المودم : هنالك نوعين من المودم النوعالأول يستخدم ذاكرة الجهاز نفسه ويسمى بـ PCI - SoftModem or "WinModem" والنوع الثاني يستخدم ذاكرته الخاصة والموجودة على نفس الكرت وهو ISA - or HardWare Modem وهي متشابهة في أغلب الأشياء ولكن الويندوز لديك لا يمكنهالتعرف على نوع المودم لديك وتحديد أي من النوعين هو حالما تعرف أي نوع لديك منالمودم يمكنك الذهاب الى جهاز الكمبيوتر -- لوحة التحكم -- النظام -- أدرارةالأجهزة -- ومن ثم النافذ Ports وقم بوضع منفذ المودم لديك الى 115,000باين في الثانية وأترك الأعدادات الباقية كما هي ويمكنك معرفة منفذ المودمبالخطوات التالية My computer - control Panal - Modems - Diagnotics - More info هذا في حالة أن لديك النوع الثاني من المودم أما لو كان لديك النوعالأول فقم بنفس الخطوات ولكن قم بأضافة الخيار Xon/Xoff اثنتي عشرة : قم بتسريع عملية الأستنهاض بألغاء مدقق التسجيل : في كل مرة تقوم فيهابتشغيل الويندوز لديك يعمل ما يسمى بمدقق التسجيل في جهازك ويأخذ عادة فترة طويلةلفحص الملفات ومن ثم أنشاء نسخة أحتياطية لها
__________________
اللهم اغفر لوالدى ووالدتى واصلح حالى وحال جميع المسلمين
|
#218
|
||||
|
||||
![]()
جزاكم الله كل خير
ونحن في الأنتظار |
#219
|
||||
|
||||
![]()
طبعا انا رافضة خالص..... ان الموضوع يبقى مش شامل كل حاجة ونفسى انزل كتب مميزة بس مشكلتى مع رفع الملفات لسه الاستاذ محمد ملقاش لها حل وان شاء الله اول ما اشوف حل للموضوع ده هانزل كل حاجة وبعدين الاجازة طويلة معانا.
__________________
اللهم اغفر لوالدى ووالدتى واصلح حالى وحال جميع المسلمين
|
#220
|
|||
|
|||
![]()
عم على عضاضلى شكرا لك ولكن
1- ربنا بيقول " وقال ربكم ادعونى استجب لكم " يعنى سيدتك عشان ادعى ربنا مش لازم يكون دعاء مأسور أما ماذكرته من أى حاجة تعملها لازم دليل ده كلام عار من الصحة لأنك ولو ببساطه شديدة درست أصول فقه لعلمت أن الأصل فى المعاملات الإباحة يبقى أساسا كل شئ مباح إلا اللى الشرع تناوله بالحجة والمنطق بإنه حرام أو مينفعش فأرجوك متكلمشى عن حاجه انت متعرفهاش من مصادرها الصحيحة خريج ازهرى |
#221
|
|||
|
|||
![]()
آسف كتبت مأثور خطأ نتيجة للسرعة فى الكتابة
|
#222
|
||||
|
||||
![]()
بارك الله فيكم
وعاجزين عن الشكر ربنا مايحرمكم من اللي بتحبوه أبدا وشكرا للتوضيح المهم الذي أسعدنا |
#223
|
||||
|
||||
![]()
على ما تنزل حاجة جديدة :
كتاب : افكار صغيرة لحياة كبيرة..........كريم الشاذلى ......... ومعلش الكتاب بصيغة وورد الاستهلالة .. يبدأ الكاتب بمقدمة عن الكتاب قائلا ..بسم الله .. والحمد لله .. والصلاة والسلام على أشرف خلق الله ، سيدنامحمد صلى الله عليه وسلم. وبعد .. أهلا بكصديق كم أحبه ، وأدين له بالكثير ..مع كل رحلة جديدة لقلمي ، أدعوا الله ألا أفقد قارئا ، ففقد الكاتب لأصدقائهالقراء فاجعة تستحق العزاء ، لذا أجدني دائما مطالباً بأن أبذل مزيدا من الجهدوالعمل .. والإخلاص .إلى منيقرأ لي لأول مرة ألف تحية ، ودعاء من القلب بأن تستفيدوا وتستمتعوا في رحلتكم بيندفتي هذا الكتاب ، أما أصدقائي القدامى فألفت انتباههم أن رحلتنا هذه المرة مختلفة .. جدا .فهذا الكتاب ليس بحثاأسهرني الليالي الطوال، ولا دراسةأرهقتني استبياناتها وجمع خيوطها ، هذه المرة أدعوكم بمصاحبتي إلى رحلة في عالميالخاصحيث أهديكمولكم يحلواالعطاءأثمن ما يعطي كاتب لأصدقائه .. أفكاره ، وتأملاته ، ورؤاه ..أحرفي هذه المرة مزيج من روح أيامي .. وألم تجربتي .. وصيدتأملاتي .. وسجل ذاكرتي . ثم يسأل سؤال غريب ومستفز ...!! كتابيُقرأ .. أم أوراق ينبغي أن تُحرق! ……………………كلا الأمرين جائز وأنت تتصفح محطات هذا الكتاب !فقد بذلت جهدي تعليمهمبادئ الثورة على أرفف المكتبات ، والتمردعلى أكوام الغبارالتي تغطي كتبا لم تُقرأ .وأعملت جهدي في تلقينه خطة الاستفزاز ! .نعم خطة استفزاز موجهة إلى عقل القارئ .. عقلك صديقيالعزيز ..غاية أملي من هذاالكتاب أن يطلق عصافير التأمل في سماء عقلك ، ويضع علامات الدهشة والاستفهام.. بلوالاستنكار في زوايا تفكيرك .لا زلت أرى وأؤكد أن الكتاب الذي لا يستفز عقل القارئ ليفكر ويستدعي الشواهدوالآياتلموافقة أو دحض كاتبه هو كتاب لم يؤدي مهمته .. فمهمة الكاتب هي طرق أبوابالعقل كي يظل نشطا .. حاضرا .. يقظا . كم تقرأ .. ليس هو السؤال الذي ينبغي أن نرهن به معدل ثقافة ووعي شخص ما ! . فليست العبرة بعدد الكتبالتي تصفحتها حدقة عينك ، ولا تقاس ثقافة امرؤ بعدد المجلدات التي تزين مكتبته ،إنما بعدد المرات التي طاف فيها مع كتاب ، وجلس مع كاتبه يأخذ ويرد .. يقبل ويرفض .. يثني وينقد .إن الكتابةعمل ثنائي يشترك فيه قلم الكاتب مع عقل القارئ لينتج معادلة النجاح .فإذا ما فشل أحدهمفي مهمته .. فقد فشلت المهمة برمتها .لعل هذا ما يجعلني متحيزا بشدة لما يسمى كتب التأملات ، والتي تتيح للقارئمساحة يغلق فيها عينيه ويسبح مع الفكرة المجردة في فضاء الفكر لتُنضج لديه حساوشعورا وعقلا وإحساسا .أبغضالتلقين وأكرهه ، وأرى أنه استهتارا بالعقل ، وتعطيلا للفكر ، وإرهاقا لطاقات ،وقتلا لموارد ،واعتداء على المواهب.لذا أجد نفسي حانقاعلى حالالتعليم في وطننا العربي ، والذي يُخرج لنا أجسادا ترتدي شهادات ، ولا استطراد فيمايؤجج مشاعر الألم .أعود لأكررأن هذا الكتاب عمل مشترك بين عقلي وعقلك .. قلمي ونظرك .. تحليلي وتفسيرك .والبيعان بالخيار مالميفترقا. ثم يعرفنا بنفسه قائلا .. المؤلف كاتب لا يزال واقفا : كنتوحتى عهد قريب أمارس عادة القراءة فقط للعمالقة والكبار ، الذين يبهرني عمق أفكارهم، وقوة طرحهم ، ووضوح الرؤية لديهم ، فهم النهر الذي لا يجب أن تحجبني عنه القنواتوالجداول الصغيرة . وكنت أنظرإلى ميراث المرء منهم قبل أن أقرأ له ، لأرى هل وقف ليعاني قبل أن يُصدر تجربته ،مؤمنا حينذاك بقول الفيلسوف الفرنسي هنري دافيد ثورو ( ما أتفه أن يجلس ليكتب من لميقف ليعيش ) .إلى أن تعرفت إلى صنفِآخر من الكُتاب الذين لا زالوا واقفين بشموخ ليعيشوا ، وهم في نفس الوقت يكتبواللعالم بقلم قد غُمس في محبرة الكفاح .يسودون الأوراق بموهبة رُزقوها ، ورؤية فكرية حصلوها بكثيرجهدِ وعناء .عندها قررت أنأكون تلميذا في مدرسة العظماء .. ومتدربا في مدرسة البسطاء والمكافحين .إن عناء رفع القلم لا يعرفهإلا كاتب يُقدر جيدا ثقل الأمانة التي يحملها بين جنبيه ، وعظم المسؤولية الملقاةعلى كاهله ، وإلا فهناك كُتاب يشوهون الأوراق البيضاء بأسطرِ ليتهم وفروا علىأنفسهم عناء كتابتها ، أسأل الله ألا أكون منهم . أما عن الكتاب نفسه فيقول .. الكتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة : التقاط لبعض معان الحياة، وتسجيلا لمواقف وصور ذات أهمية فيها .حكمة سمعتها .. قرأتها .. رأيتها . وخشيت أن تطير من ذهنيفقررت صيدها ، وتقديمها قرباناً لك ! .قصة رمزية تلخصحكمة ، أو تشحذ همة ، أو تُوجب عملا ً . وأحببت أن أدونها ليسبح معها ذوي الألباب ،ويستفيد من مغزاها طلاب الحكمة .عصير أيام من سبقوني .. وحرارة تجربة مرة بي .. وفكرة ترجمتها مواقف الحياةالمتكررة ، صاغت معالم هذا الكتاب . . وكده انتهت المقدمة والتعريف ..انتظرونا الحلقة القادمة .. وأولى الأفكار .. (1)حطم صنمك الانانية والكبر والغرور افات تحيل حياة المرء منا الى جحيم مستعر واللذين يعيشون ولديهم هذه الصفات لا ينعمون ابدا بالعيش الهانئ ولا يعرفون طعم السعادة التى يتذوقها من يعيش حياة البساطة والايثار ان ( الانا)ذلك الصوت السخيف بداخل المرء منا والذى يجعلنا دائما فى انتظار انبهار الاخرين بنا لهو شيئ مؤسف جدا. ذلك الدافع الذى يجعلنا دائما حريصين على ان يعرف الناس اننا افضل منهم واجمل منهم واكثر ايمانا وانجازا منهم لهو اشارة لخلل فى تركيبنا النفسى ومرض يحتاج الى علاج ولحظات صدق وتامل بين المرء ونفسه ومن عدالة الاقدار انها تضع المتكبر تحت ضغط نفسى متواصل فهو يخشى دائما ان يكتشف الاخرين انه اقل مما يدعى فيبذل المزيد من الجهد لاخفاء عيوبا او يبرز محاسنا تؤكد للجميع انه كما يقول........ على العكس من ذلك المتواضع يخفى من كنوز محاسنه تحت رمال تواضعه حتى اذا اكتشفها الناس ادركوا عظم واهمية وقوة الشخص الذى يتعاملون معه والذى ما تفتا الايام ان تخبرهم عن عظيم خصاله وكريم طباعه. ان النفس تهوى الاطراء والتمجيد لكن النفس التى يروضها صاحبها ويجبرها ان تتسم بالتواضع وتحاول دائما ان تظهر الجانب الخير عند الناس هى التى تستشعر بصدق حلاوة العطاء وسكينة التواضع. الغريب حقا ان الشخص الذى يئد كبريائه ويصفع غروره ويوقظ تواضعه هو شخص يتولى الحديث عن عظمته عمله. نعم اعماله العظيمة تتحدث عنه وتخبر الجميع بعظمته وجماله. واحسن تفسيرلهذا الامر تفسير وليم جيمس- ابو علم النفس –حين قال – ان تتخلى عن اعجابك بنفسك متعة تضاهى اقرار الناس بهذا الاعجاب ولكن الى ان تجرب طعم هذه المتعة ذق بعضا من تعب التعود على التواضع والبساطة . استمع دائما اخى الى الاخرين وكن شغوفا باشباع نزواتهم فى الحديث عن انفسهم اما اعمالك وانجازاتك وجميل صفاتك فاتركها تتحدث نيابة عنك..... فهى افصح منك لسانا..... غرورا اشراقه : ما يجعل غرور البعض غير محتمل هو تعارضه مع غرورنا الشخصى ........... فرانسوا دو لا روشفوكول (1)عش يومك ! . تابعوا معايا عشان نعرف ازاى نعيشيومنا؟ يقول ستيفن ليكوك : ما أعجب الحياة ! يقول الطفل:عندما اشبفأصبحغلاما . يقول الغلام:عندما اترعرع فأصبح شابا . ويقول الشاب:عندما أتزوج .. فانتزوج قال :عندما أصبح رجلا متفرغا . فإذا جاءته الشيخوخة تطلع إلى المرحلة التيقطعها منعمره فاذا هي تلوح وكان ريحا باردة اكتسحتها اكتساحا. إننا نتعلم بعدفواتالاوان أن قيمة الحياة في ان نحياها نحيا كل يوم منها وكل ساعه . إنالوقت الذي نحياه حقا هو تلك اللحظة الراهنة . أمس انتهى .. وغدا لا نملك ضمانا علىمجيئه ، اليوم فقط هو ما نملكه ، ونملك الاستمتاع به . لكننا ما نفتر نقسم يومنا إلى نصفين ، نصف نقضيه في الندم على ما فات، والنصف الآخر في القلق مما سيأتي ! ، ويضيع العمر بين مشكلات الماضي وتطلعاتالمستقبل ، وتنسل أحلامنا من بين أصابعنا !كُثر هم من يعيشون الحياة وكأنهابروفة لحياة أخرى قادمة ! والحقيقة أن دقائق الحاضر هي ما نملك ، وهي ما يجب أنننتبه إليها ونحياها بهناء وطمأنينة .رسولناينبهنا إلى معنىهام ورائع .فبرغم حثهللمرء منا علىالطموح والتطلع للأفضل وتدريب النفس على الارتقاء والنظر إلى معالي الأمور ، إلاأنه يؤكد أن الأرض التي يمكنك الانطلاق منها إلى العلياء هي ما تملكه من النذراليسير ، وانظر لقوله( من أصبح آمنافي سربه ، مُعافى في بدنه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) .يقولالشيخ محمد الغزالي رحمه الله ( إن الأمان والعافية وكفاية يوم واحد ، قوى تتيحللعقل النير أن يفكر في هدوء واستقامة تفكيرا قد يغير به مجرى التاريخ كله ) .إننا نرى من حولنا أناس طارت أفئدتهم لتسبق الأيام ، فهم يعيشونمشكلات الغد ، ويرهبون كوارث المستقبل ، ويعدون العدة لهزيمة الوحش القادم ! .فيمر اليوم على حين غفلة منهم ، ويضيع العمر وهم ذاهلين عن الاستمتاعبه والشعور بالمنح والأعطيات التي أعطاهم إياها الله .عشيومك يا صاحبي ، استفد من تجارب الماضي بدون أن تحمل آلامها معك ، خطط لمستقبلك منغير أن تعيش مشاكله وهمومه ، ثق بخالقك الذي يعطي للطائر رزقه يوما بيوم ، هل سمعتعن طائر يملك حقلاً أو حديقة ؟! ، إنه اليقين بالله والتوكل عليه والثقة بما عنده .الأفضل قادم لا محالة شريطة أن تحسن الظن بخالقك ، ولا تضيع يومك . إشراقة : نحن لا نعيش أبداً... نحن دائماً على أمل أننعيش..................................................فولتير (2)لا تنشد السكون .. فلن يكون ! أنت مشغول إلى أقسى درجة ؟ .لا تجد الوقت حتى .. لتتنفس؟!قائمة أعمالكملئ بأشغال ، ومهام ، ومتطلبات ؟ أنت إذن من الصنف الذي يعتقد أنه إذا انتهى من قائمة الأعمال التيبين يديه ، وأداها على أكمل وجه فسيشعر بالهدوء ، والراحة والسكينة .. أليس كذلك؟وهيهات .. هيهاتأن يحدث هذا يا صاحبي !! فببساطة تثير الغيظ ما ان ينتهي بند إلا ويفتح الباب على عشراتالبنود التي تحتاج إلى كثير عمل وجهد ، وقد نرى أعمالنا تزداد حتى وإن بذلنا جهوداإضافية طلبا للراحة والسكينة .والحقيقة قارئي العزيز أن الركض خلف الانتهاء من قائمة المهاموالسعي المحموم كي نغلقها لن يزيد الأمر إلا توترا وإرهاقا .. والحل في أن نرىالأمر على حقيقته وهي أن قائمة أعمال المرء منا يجب ألا تكون فارغة أبدا ! . طالما أننا نحياونتنفس ، فنحن في حركة دءوبة ، وسير متواصل .. وعمل لا ينقطع .والإنسانالايجابي الفعال هو بطبيعة الحال إنسان مشغول ، والفراغ والسكون هما الهوايةالمفضلة للكسالى والفارغين وساكني القبور ..!وأمام هذه الحقيقة يجب أن نتعلم كيف نتعاملبهدوء وسكينة أمام ضغوطات الحياة ، وندرك أن الهوس بإنهاء الأعمال وتفريغ القائمةمن بنودها سيصيبنا بضغط الدم والسكر والعصبية الدائمة . لن يموت أحدنا وقد أتم قائمة أعماله، كلناستكون لدينا أعمال يتمها من بعدنا أبناء وأحفاد وخلفاء .وبخلاف الرسلوالأنبياء فلا أحد يموت وقد أنهى كل ما يأمل فيه ، فحنانيك قارئي الكريم . لا تركضوتلهث ، فتضيع منك لحظات السعادة والبِشر .إن الانهماك التام في العمل ، ومحاولة إنجاز كلشيء ، كفيل بأن يفقدك تركيزك ، ويسرق منك عمرك ، نعم كلنا لدينا مهام علينا إنجازها، ولكن بروية وتؤدة وتركيز . نُتم ما نستطيع إتمامه ، ونؤدي ما نقدر على تأديته ، وليس علينا أننكلف أنفسنا ما لا تطيق ، وأن نطالبها بما تعجز عنها طبيعتها ، فالله وهو خالقالنفس وعالم سرها يبشرنا أن ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) ، فلما نُكلف نحنأنفسنا بما لا تطيق وتقدر ؟! . إشراقة: لاتكن كمن عاش شطر حياته الأول يشتهي الشطر الثاني ، وعاش شطر حياته الثاني آسفا علىضياع شطر حياته الأول ! . (4) امتلك قطعة من الحياة هيا يا صديقي أحضر ورقة وقلم ، وتعال كي تكتب نعيك ! . أدري أنه مطلب شؤم ، لكن المغزى منه جد مهم ! . أحد الصالحين كان يجلس في حفرة ويقول ( ربارجعون لعلي أعمل صالحا ) ، ثم ينهض قائلاً لنفسه : ها قد عدت ، فأرنا ماذا تفعل ؟ ! . إنه يقوم بتمثيل دور المحتضر ، القادم على ربه بصحيفة عمله .والمحتضر يمر على ذهنه حال احتضاره شريط حياته ، فيود صادقا تغيير أحداث ومواقف ، ويأمل في أن يضيف لمشواره إضافات أخرى أكثر قوة وخيرية ونُبل .إستطاع الروائي غابريل ماركيز ، أن يعبر عن هذا المعنى جليا بعدما اكتشف إصابته بالمرض اللعين وشعر بظلال الموت تزحف لتنهي حياته الحافلةفكتب على موقعه على شبكة الانترنت رسالة موجهة إلى قرائه قال فيها : آه لو منحني الله قطعة أخرى من الحياة ! ، لاستمتعت بها ولو كانت صغيرة أكثر مما استمتعت بعمري السابق الطويل ، ولنمت أقل ، ولاستمتعت بأحلامي أكثر ، ولغسلت الأزهار بدموعي ، ولكنت كتبت أحقادي كلها على قطع من الثلج ، وانتظرت طلوع الشمس كي تذيبها ، ولأحببت كل البشر .ولما تركت يوما واحدا يمضي دون أن أبلغ الناس فيه أني أحبهم ، ولأقنعت كل رجل أنه المفضل عندي .كانت هذه قارئي الحبيب نصيحة رجل وقف على حافة الموت ، يتمنى أن يعود بقدميه للخلف كي يقتنص قطعة أخرى من الحياة ،وما أريده منك الآن أن تبصر بوضوح أن أمامك قطعة من الحياة تستطيع أن تفعل فيها الكثير .عندما أطالبك بأن تكتب نعيك أريدك أن تكون أكثر وضوحا لما تريده من حياتك المستقبلية .أكثر استفادة من تجارب الآخرين وخبراتهم . أقل أخطاء وعثرات .وتصور أن أولادك مثلا بعد ثلاثون عاما سيجلسون لكتابة نعيك ، ما الذي تود أن يكتبوه فيه ؟ .هل يكتبوا اسمك فحسب ، نظرا لأن حياتك لم يكن فيها ما يميزها ؟.أم أنه سيكتب في النعي صفة رنانة ( المربي الفاضل ، رائد العمل التطوعي ، رجل الأعمال الخلوق ) .لا تخرج من الحياة يا صديقي كما دخلتها ، صفراً من الإنجاز والتقدير .أمير الشعراء ( شوقي ) يلهب حماستك أن ( كنرجلاً إذا أتوا من بعده يقولون مر .. وهذا الأثر ..) . فأين أثرك الذي يدلل عليك ، أين معالم إنجازك ، وملامح عظمتك ؟ .و أسفاه على امرء ينظر إلى سنين عمره وقد طوتها الأيام طياً ، بلا إنجاز يذكر ، أو فعل يخلده .قم الآن قارئي الحبيب وأحضر ورقة بيضاء ، واسأل الله أن يهبك العمر المديد والعمل الصالح ، واكتب نعيك بنفسك ، وتعهد لذاتك بأن تحقق ما اخترته ليكون عملك الخالد الباقي .أنظر إلى آخر الطريق ، قبل أن تجد السير فيه ، وأتح لنفسك الفرصة كي ترى المستقبل ماثلا بوضوح أمامك ، وتذكر دائما قول خالقك ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد) . إشراقة: من يرى العالم وهو في الخمسين من عمره مثلما كان يراه وهو في العشرين فقد أضاع ثلاثين سنة من عمره... محمد علي كلاي (6)الحياةليست حالة طوارئ كم أتمنى أن أكتب هذه العبارة في كل ركن وزاوية من زوايا وأركان هذاالعالم المحموم ..!العمل .. لقمة العيش .. إلتزامات الأبناء .. الحوادثالطارئة ..كلها تجعلك تعيش الحياة وكأنك جالس على قنبلة زمنية ، ستنفجر إن لمتفعل كل شيء قبل مرور الوقت الازم لذلك . نعم .. يجب على المرء منا أن يفيبالتزاماته ومواعيده ، لكننا يجب أن نعلم أن لكل منا طاقة ، ومحاولة إلزام النفسبعمل ما لا تطيق ، سيكون مرده إلى تلك النفس وسيعمل عمله السلبي في تحطيمها،وربما انفجر الواحد منا من كثرة الالتزامات وقلة الوقت الازم لتحقيق مايريد . ولقد أضحكني أحد أصدقائي الناجحين جدا في عملهم المنهكين جدا فيحياتهمبقولهكنت أطمح في نجاح المشروع الذيتوليت الاشراف عليه ، كنت أتابعه باستمرار ، وتالله كأنني كنت أربي أسدا ما إن دارتعجلة النجاح و الأسد أي المشروع لا يدعني أهنأ ساعة من ليل ولا نهار!) . كلنا هذا الرجل ، نركض في عصبية نحاول الانتهاء من كل شيء كي نستريح .ولنينتهي كل شيء .. ولن نستريح .. ! وذلك ببساطة لأن هذه طبيعة الحياة ،يجب أن نعي هذا جيدا ، وأن نستمتع بها بدون أن نحولها إلى مارثون سباق محموم . إننا خبرا في تحويل الأشياء البسيطة إلى أشياء ضرورية واجبة التنفيذبالرغم من أن الأمر عكس ذلك ، إننا نخلق التزامات ونعاقب أنفسنا إن لم نفي بها ..استمتع بحياتك يا صديقي ، واطلب لعقلك وجسمك الراحة والترويح ، وعشالحياة بهدوء وسكينة .فإذا ما وجدت نفسك في مضمارها المحموم ، فالجأ لركنالله ، واسأله التوفيق والسداد ، ركعتين في جوف الليل ،ومناجاة لا يسمعهاسواه جل اسمه ولحظات تدبر وتأمل ، تنجيك من شرك الحياة الغدار . إشراقة: أنسب وقت للاسترخاء يكون عندما لا يكون لديك وقتللاسترخاء ..!......................................سيدنيهاريس (7) كن صاحب يد بيضاء التلذذ بالأخذ يشترك فيه معظم البشر ، لكن التلذذ بالعطاءلا يعرفه سوى العظماء وأصحاب الأخلاق السامية السامقة .يقولالأستاذ سيد قطب رحمه الله : ( لقد أخذت في هذه الحياة كثيراً ،أعني : لقد أعطيت !! .أحياناتصعب التفرقة بين الأخذ والعطاء ، لأنهما يعطيان مدلولاً واحداً في عالم الروح !في كل مره أعطيت لقد أخذت ، لست أعني أن أحداً قد أعطى لي شيئاً ،إنما أعني أنني أخذت نفس الذي أعطيت ، لأن فرحتي بما أعطيت لم تكن أقل من فرحةالذين أخذوا ) .إن بهجةالعطاء تفوق لذة الأخذ ، فالأولى روحانية خالصة ، تتملك وجدانك وأحاسيسك ، والثانيةمادية بحتة محدودة الشعور .يقولجورج برنارد شو : ( المتعة الحقيقية في الحياة ، تتأتى بأنتُصهر قوتك الذاتية في خدمة الآخرين ، بدلاً من أن تتحول إلى كيان أناني يجأربالشكوى من أن العالم لا يكرس نفسه لإسعادك ! ). فالمرءمنا حينما يكون دائم العطاء ، سيتملكه بعد فترة شعور بأنه يستمد من رب العزة أحدأسمى وأروع صفاته وهي صفات ( الجود والعطاء والكرم) ، وما أسعد الخالق حينما يتمثلأحد خلقه صفاته الجميلة الرائعة .إن أحدأسرار السعادة هو أن تكون صاحب يد عليا معطاءة ، فهي الأحب والأقرب إلى الله عز وجل .هذه اليدالمعطاءة هي وحدها القادرة على نقلك من عالمك المادي الضيق ، إلى عالم الروح الرحبالواسع ،فالنفس تحب أن تكنز وتجمع ، وصعب عليها أن تجود وتنفق ، فإذا ماعلمتها العطاء والجود ، كنت أحق الناس بالارتقاء والعلو والرفعة في الدنيا والآخرة .صعب علىعقل مادي أن يفهم معادلة العطاء السعيد ، لذا لا أجدني مبالغا حين أجزم أن أصحاباليد العليا هم نسيم الحياة وملائكة الإنسانية .أصحاباليد العليا هم رواد كل زمن ، ورموز كل عصر ، يجودون بالمال إن تطلب الأمر ، ويضحونبالنفس بنفوس راضية ،ويقدمون راحة غيرهم على راحتهم وهنائهمتعرفهمبسيماهم ، قلوب هادئة .. و ابتسامة راضية واثقة ..ونفوس مطمئنة مستكينة . هم أسعدأهل الأرض ، ولهم في السماء ذكرٌ حسن .. وأجر عظيم . إشراقة : لا تنسى وأنت تعطي أن تدير ظهرك عن من تعطيه كي لا ترى حيائه عارياأمام عينيك . …………جبران خليلجبران ( ) قلك............. لا مكانك هو ما يجب ان يتغير كثيرا ما تصيب احدنا كبوة فيفكر فى هجر المجتمع الذى عاصر كبوته ممنيا نفسه بالنجاح فى مكان اخر او يربط احدهم نجاحه بتغيير الظروف او المكان والحقيقة ان كل هذا هراء وان الذى يجب تغييره حقا هو العقل الذى يعتنق هذا التصور فمادام عقلك معك فلن يفيدك التغيير شيئا......توماس اديسون ( لن تستطيع حل مشكلة بنفس الذهن الذى اوجدها ) لذا يجب ان تطرد من ذهنك ان الظروف اذا ما تغيرت فستكون اكثر قدرة على الانتاج والعطاء..... كلا بل تستطيع الانتاج والعطاء من الان والا فلن تستطيع ابد ...... انا لا انكر ان تغيير البيئة فى بعض الاحيان يكون صحيا ولكن فى معظم الاوقات يكون حجة فارغة نهرب بها من مواجهة انفسنا ومواجهة الامور القائمة فى حياتنا ولقد كنت احد من وقع اسير هذا الاعتقاد لفترة من الزمن كنت اعتقد خلالها ان حل مشاكلى يكمن فى تغيير الواقع الذى احياه والمجتمع الذى يحيط بى وباننى اذا ما تغير الزمن والمكان ساكون افضل حالا وساجد مفتاح تفوقى ونجاحى وعندما حدث ما كنت ارجو واطمح وجدت نفسى وجها لوجه امام واقعى الذى لم يتغيرحينها تاكد لى ان التغيير يكمن داخل المرء نفسه لا فى الظروف التى تحيط به وان المرء ما هو الا نتاج افكاره ومعتقداته. يقول الفيلسوف الايرلندى جورج برنارد شو.........( الذين لا يستطيعون تغيير عقولهم لا يستطيعون تغيير اى شيئ ) ففى عقل الواحد منا تكمن الافكار المتفائلة الحماسية والاخرى التشاؤمية السوداء ومن عقولنا تتولد معتقداتنا وينشا سلوكنا وتصرفاتنا فاذا ما نحينا امر الفشل جانبا وانطلقنا فى طريق النجاح والارتقاء بدون انتظار تغيير المكان او الزمان ...... فاننا سنكون قد فعلنا الكثير ....والكثير اعود واكرر ان تغيير البيئة قد يصلح فى احيان كثيرة كعامل من عوامل النجاح لكننا لا يجب ان نرهن امرنا بهذا التغيير الذى قد ياتى وقد لا نراه فلنغير من افكارنا ومعتقداتنا..... نتسلح بالايجابية والاصرار.......... ونبدا فى مواجهة الحياة بصدر لا يخشى الهزيمة ( 9 )الشهيقالمنقذ في بعض الأوقات نفاجئ بكلمة أوعبارة قاسية موجهة إلى ذواتنا ..وفي أحيان كثيرة تكون لدينا الرغبة في الإطاحةبالمائدة فوق رؤوس الجالسين ،صارخين في وجوههم أننا نستطيع رد الصفعة بأحسنمنها ، والعبارة بأخت لها أكثر منها طولاً وأشد منها تأثيراً وإيلاما ! . فإذا ما أنفذنا تهديدنا تملك القلب حالة من الحنق ، ونفاجئ أننا علىعكس ما ظننا لم ترتح أفئدتنا ، ولم يشفي غليلنا سيل الكلمات المتدفقة على من أغاظناوأحنقنا .لذلك ينصح علماء النفس حال غضبك من شخص أن تستدعي أحد الجنودالمكلفين بحمايتك وهو جندي أول ( الشهيق المنقذ ) ، والذي هو عبارة عن دفقه أوكسجينتدخل الصدر فتطفئ ناره ، وتخرج حامله معها لهب الغيظ الذي بداخلك .. والتنفس فن يجب أن نتعلمهفأحدطرق خفض القلق والتوتر هي ان نتعلم كيف نتنفسبشكل صحيح،وأحد التمارين التي ينصح بها الأطباء كتمرين يومي هو تمرين ( تنظيفالرئة ) ويكون ذلك عن طريق الاستلقاء في مكان هادئ وارتداءملابسمريحة،ثم وضع اليد تحت عظام الصدر ثم سحب نفس عميق منالأفق وإخراجه من الفم معالتركيز على أن يخرج من الحجاب الحاجز وليس منالرئة فقط.. هذا التمرين عندما تتعود عليه سيمكنك استدعاؤهفي حالات الغضب والغيظ ، وسيعمل عمله في تهدئتك وتلطيف جسمك ! .و لا غرابة في ذلك .. فعندما يدخل الهواء بعمق ليصللآخر جزء في الرئة حيث يحدث تبادل الأكسجين مع ثانيأكسيد الكربون فان كل شيءيتغير..يقل معدل ضربات القلب وينخفض ضغط الدموتتراخيالعضلات ويتوقف القلق ويهدأ البال .إن المساحة بين أن تنفذ غضبك أوتكظمه بسيطة جدافي الوقت ( مقدار شهيق ) ،خطيرة جدا في الأثر ، فقد تسبب غضبة كوارث ،وقد يمنع كظمك لغيظك بلاءً عظيم . إشراقة : فكر مرتين ثم لا تقل شيء…………………………………………..مثلصيني ( 10 )لا تحمل كيسالبطاطا ذات يوم طلب أحد الأساتذة من طلابه أن يحضر كل منهم كيس نظيف،وعندما نفذوا ما أمرهم به طالبهم بأن يضعوا في هذا الكيس ثمرة بطاطاعن كل ذكرى سيئة لا يريدون محوها من ذاكرتهم ،وأن يكتبوا على كل ثمرة الموقفالسيئ وتاريخه .وبالفعل قام الطلاب بعمل ما أمرهم به الأستاذ ، وأصبح لدى كل منهمكيس لا بأس به ، حينها طالبهم الأستاذ ألا يتركوا هذا الكيس أبدا ، فهو معهم فيحلهم وترحالهم .نعم ..هو معهم في غرفة النوم ، والسيارة ، والسوق ، والنادي !! .وماأتعس من يحملون كماً كبيرا من الذكريات المؤلمة ، ترجموها إلى حبات بطاطا ، أرهقكاهلهم حملها بعدما تعبت منها نفوسهم ! .إن عبء حمل هذاالكيس طيلة الوقت أوضح أمامهمالعبء الروحي الذي يحملونه لذكراهم المؤلمة ، والثقل النفسي الذي تبعثه هذهالذكرى....وصارت البطاطا عبء مادي ثقيل فهميهتمون بها طول الوقت خشيةنسيانها فى أماكن قد تسبب لهم الحرج ،....وبطبيعة الحالتدهورتحالة البطاطا وأصبح لها رائحة كريهه مما جعل حملها شيء غيرلطيف. فلم يمر وقتطويل حتى كان كل واحد منهم قدقرر أن يتخلص من كيس البطاطا بدلا من ان يحمله فى كلمكانيذهب إليه .إن النسيان صديقي القارئ نعمة تستحق الشكر ،ودفن السيء من الذكريات هو أفضل ما يعيننا على العيش بسلام .أما اجترار الأحزان ،واستعادة ذكرياتنا المؤلمة ، فإنه ما يفتر يؤرق عيشنا ، ويضج مضجعنا ، ويعمل عملهفي هدم بنيان سعادتنا .إن حمل تجاربنا الحزينة معنا أينما حللنا لهوشيء مؤسف صعب ، والأصلح هو النسيان والتجاوز والتسامح والتغافر ..ألق عن كاهلك يا صديقي ذلك الثقل الروحي الرهيب الذي خلفته تجاربكالشخصية الغير موفقه ، ومشاريعك الفاشلة ، وعثراتك وكبواتك المختلفة .تعلم مهارة النسيان ، ونظف أرشيف عقلك باستمرار ، لا تحتفظ فيه إلابالجميل من الذكريات ، أما المؤلم منها ، فاقطف منه العبرة والحكمة وألقه في سلةالمهملات . إشراقة:أحب أنأنسى، ولكن أين بائع النسيان………………..زكي مبارك ( 11 )كنفطناً يقال أن فلاحا رأى ثعبانا يرقد تحت شجرة ظليلة ، فرفع فأسه عالياهاويا بها على رأس الثعبان ،لكن الثعبان كانأسرع منه حركة ففزع من رقدته واستدار بقوة وعلى فحيحه وهم بعض الفلاح الخائف .فما كان من الفلاح إلا أن قال بضعف : مهلا أيهاالثعبان ، إن قتلتني لم يفدك قتلي شيئا ،ولكن ما رأيك أننعقد صلحا فلا تؤذيني ولا أؤذيك ، والله يشهد على اتفاقنا .فقال الثعبان بعد برهة من التفكير : لا بأس أوافق على السلام وألا يؤذي أحدنا الآخر .ويمر بعض يوم ويأتي الفلاح للثعبان الغافيويحاول ثانية قطع رأسه غدرا وغيلة ، فيلتف الثعبان الحذر ، والشرر يتطاير من عينيه وقد هم بعض قاتله ،الذي بادر قائلا في هوان : سامحني ونتعاهد على ألا يؤذي أحدنا الآخر .فيقول له الثعبان : قل لي كيف أأمن لك وهذا أثرفأسك محتلا موضع رأسي !؟ .ثم يعضه عضةيموت على إثرها . يقول رسولنا الكريم( المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين )،وتقول حكمة الأجداد : إن خدعك أحدهم مرة فأنتطيب ، وإذا كرر خداعه فأنت أحمق .المؤمن كيسٌ فطن، قد يُخدع مرة لحسن ظنه ، أو كرم طبعه ، لكنه أبدا ليس بالغر الساذج .نصحني يوما شيخي وأستاذيالدكتور ( عمر عبدالكافي) ألا أترك حقا لي ،أو أقبل إهانة ولو كانت بسيطة ،خشية أن تلتصق قلة الحيلة والضعف و( الدروشة) بالمنتسبين إلى الحركة الإسلامية .أهاب بي وقتها بأن أكون المؤمنالقوي المتماسك ، الشجاع الصلب ، محذرني من أن يخدعني غر ساذج ، أو يتلاعب بيمرتزقة الحياة . وما بين حكمة الثعبان ، ونصيحةشيخي الجليل ، نتعلم يا صديقي فائدة أننتمتع بالذكاء الحاضر،والإدراك ، والنضج الاجتماعي ، والذي يعطيناالقدرة على استيعاب التجارب السابقة والتعلم منها ، واستدعاء الحذر والانتباه تجاهكل ما يتعرض لذواتنا .نعم نقبلالاعتذار ، ونعفو عمن أخطأ وأساء ، لكنه عفو المقتدر الكريم ، وسماحة القوي العزيز، والمؤمن القوي أحب عند الله من المؤمن الرخو الضعيف . إشراقة: الأحمق لا يسامح ولاينسى، الساذج يسامح وينسى، أما الحكيم فيسامح ولاينسى……………………..توماسشاز ( 12 )دويالأرقام الإنسان يألف النعمة، فيرتع فيها صباح مساء غير مؤدي حق الواهب عليه من شكر وامتنان ،بل قد يزدريها جهلاً وغرورا ، وما أكثر الذين يرفلون في نعم اللهناقمين غير حامدين ، فيبخسون حق الله عليهم ، ويصيبهم بلاء الجحود والنكران .لذا أحببت أن أتأمل معك عزيزي القارئ تلك الإحصائية التي نقلتهاوكالة الأنباء الفرنسية عن السعادة ، وأطمع منك ان تطالعها بتدبر وتأمل ، وتقف أمامأرقامها لبرهة .. فلأرقامها دوي هائل على نفس تتفكر .. إن استيقظت هذا الصباح وأنتِ معافَ في بدنك ، فأنت أسعد من مليونشخص سيموتون في الأيامالمقبلة إن لمتُعان أبداً من الحرب والجوع والعزلة، إذن أنت أسعد بكثيرمن500مليون شخص فيالعالم. *إن كان في استطاعتكِ ممارسةشعائرك الدينية بحرية ،من دون أن تكون مُرغَم على ذلك. ومن دون أنيتمّ إيقافك، أو قتلك، فأنت أسعدبكثير من ثلاثة مليارات شخص فيالعالم. * إن كان في ثلاجتك أكل، وعلى جسدكثوبوفوق رأسك سقف، فأنت إذن أغنى من %75 من سكانالأرض. *إن كنت تملك حساباًفيالبنك، أو قليلاً من المال في البيت، إذن أنت واحد من الثمانية فيالمئة الميسورينفي هذا العالم. * أَمَا وقدتمكّنت من قراءة هذه الإحصائية، فأنت محظوظ ، لأنكِلست في عِداد الملياري إنسان،الذين لا يُتقنون القراءة! إشراقة: (رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْرفَقِير )القصص أية 24 ( 13 )هل ستقضي عمرك في حل المشاكل ! يروى أنه في الأيام الأولى لتوليمحمد الفاتح (رحمه الله) الخلافة بعد موت أبيه،ثارت المشاكل في وجهه، وكان صغيرالسن، لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره ، وظن الناس أنهم يستطيعون التلاعب به. فبدأ الولاة في أثار المشاكل رغبة في الاستقلال فكانوا يجسون النبضليروا قدرة الخليفة الجديد على ضبط الأمور.وبدأ جيران الدولة وأعدائها فيالخارج يثيرون الزوابع ليرون إن كان قد حان الوقت ليقتطعوا بعض الأجزاء من الدولةالعثمانية ويضموها إلى دولهم أم لا.وبعض المشاكل أثارها ضعاف النفوسممن يرغبون في الحصول على عطايا ومنح السلطان ، وغيرها الكثير .و كان السلطان يناقش هذه المسائل مع وزيرهباستمرار، وفي إحدى جلسات النقاش الحامية اقترح الوزير على السلطان أن تُرتب هذهالمشاكل حسب أولويتها كي يشرع السلطان في معالجتها واحدة تلوالأخرى. هنا قال السلطان كلمة شديدة القوة والعجب ، قال : وهل سأقضي عمري كله في حل المشاكل ، أعطوني خرائط القسطنطينية ، الحصن الذي قهر كثير من الملوك والسلاطين ، وبدأ بالفعل في تجهيزالأمة لهذه الغاية النبيلة ، وتحقق الحلم ، وتبخرت مشاكلة الآنية أمام تيار عزمةوهدفه الكبير .ومن هذا الموقف نتعلم أن الهدف الكبير يقضي علىالمشكلات الصغيرة .. والغاية النبيلة تسحق ترهات الأيام .. والعظمة تجلب معها جيشا يأسر دناءة الهمة ، وصغر الطموح ، ومشاكلالحياة العادية .وهذه سنية كونية ، فبقدر الطموح يهب الله القوةوالقدرة ، فإذا ما ارتضى المرء منا لنفسه أن يكون كبيراً فسيهب الله له عزيمةالأبطال ، وقوة البواسل ، وستُسحق المصاعب التافهة من تلقاء نفسها تحت قدم همتكالعالية .أما الغارق في السفاسف فهمته همة فأر ، يضجنومه صدى هنا ، أو طرقة هناك . وتأسره مصيدة تافه تحوي قطعة جبن فاسدة . إشراقة : أنجز مهامك الصعبة أولاً... أما السهل منها فسوف يتم من تلقاء نفسه.............................ديلكارنيجي ( 14 )لا تركب القطار وهو يتحرك ! أن تركب القطاروهو يتحرك ، يعني أنك قد فشلت في تنظيم وقتك ، وأنك تركض في الوقت الضائع .جل العظماء ينظمون أوقاتهم ، ويتعاملون بحزم معمضيعات الوقت ، وتوافه الحياة المزعجة ! .إن التسويف يشيع الفوضى في حياة المرء منا ،ويجعلنا دائما سريعي الحركة في غير إنجاز ، كما يجعلنا أكثر توترا ..أكثر إنشغلا .. أقل عطاءً وإنتاجاً .تماما كامرء يجري ليلحق بالقطار بعدما تحرك ،قد تسقط منه حقيبة ، أو يتعثر على الرصيف ، وربما فاته القطار بعدما أنهكه التعبوالإرهاق .والفرق بين صاحبنا المتأخر ، وآخرركب القطار في موعده وجلس في هدوء يقرأ في الجريدة وهو يتناول مشروبه المفضل ، يعودإلى القليل من التنظيم للوقت .وما أكثرالأوقات التي تضيع منا ، لفشلنا في إدارة حياتنا بالشكل السليم .ماذا يضير المرء منا لو اتخذ لنفسه جدولا يكتبفيه مهامه وأولوياته ، ويرتب من خلاله أعماله والتزاماته . ماذا يفيد المرء منا حين يسوف ، ويعمد إلىتأجيل أعماله لأوقات أخرى لا لشيء إلا للتسويف والتأجيل ، بلا سبب أو داع . يتساءل بنيامين فرانكلين قائلا : هل تحب الحياة ؟ إذن لا تضيع الوقت، فذلك الوقت هو ما صنعت منهالحياة . وما أروع معادلةالحسن البصري حين ساوى(الإنسان) بأيام عمره فقال:(يا ابنآدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك) وكان يقول:(أدركتأقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم) . لا تؤجل عملا يا صديقي فأنت بهذاتسمح لدقائق حياتك بأن تتساقط وتضيع منك . ولا تقتل وقتك ، فأنت بهذا تقتل عمرك ، وتضيعأغلى وأثمن ما تملك في الحياة . كن حريصا علىوقتك أكثر من حرصك على درهمك ودينارك . وكن أول من يستقل القطار .. إشراقة : لا زلت أرى اليوم قصيراًجداً على كل الأفكار التي أود أن أفكر فيها، وكل الطرق التي أود أن أمشي فيها، وكلالكتب التي أود أن أقرأها، وكل الأصدقاء الذين أود أنأراهم........................................جونبوروف ( 15 )أغلى دقائق الحياة ما أسوء أن يعيش المرء منا في عالم يقدس القوةعلى حساب الرحمة ، والمادة على حساب المشاعر ، والربح المادي على حساب الربحالمعنوي ..وما أقسى أن نعيش في مجتمع يرىاللين ضعف ، والأخلاق مثالية زائدة ، والمشاعر الإنسانية ثغرة يجب معالجتها . إن أرواحنا يا صديقي أصبحت في أشدالحاجة إلى من يخفف عنها غربتها ووحشتها ، ويتفهم إحتياجها ومطلبها .إن أرواحنا في هذا الزمن صارتعطشى على الدوام !! .وتالله لا يرويظمئها شيء كقطرات الايمان ، ولن يحيي ذبولها سوى العيش في معية الله والشعور الدائمبه . هذا الإيمان الذي يولد لدينا روحالمبادرة والمقاومة والإصرار ، الذي ينير لنا البصيرة والبصر ، ويوفر لنا تفسيراأعمق لأسرار الحياة وحكمة القضاء والقدر .ولذة الإيمان يا صديقي لا تتأتىسوى بالتعبد الصادق ، والتفكر في نعم الله وحكمته الظاهرة في كل شيء حولنا . في سرعة الحياة توقف فجأة أخيالكريم ، وتابع قطرات الماء التي تتساقط من كفيك من أثر الوضوء ، توقف كي ترحلبداخلك قليلا وتعترف بضعفك واحتياجك إلى خالقك .لا تسمح للحياة السريعة أن تسرقمنك لحظات التعبد والطاعة ، لا تسمح لها بأن تجعل من صلاتك روتينا تؤديه في وقتمعين بلا روح أو وعي .هذه اللحظاتالتي تأبى على التفريط فيها هي زادك الذي تواجه به الحياة بقسوتها وشدتها وطغيانها .. اللحظات التي تختلي بها بذاتك لتُقيم فيها نفسك ، وتنظف فيها روحك من شوائبالحياة هي أغلى دقائق الحياة .. وأهمها . إشراقة : الحياة لولا الايمانلغزٌ لايفهم معناه . . مصطفىالسباعي ( 16 )لا تأكل نفسكِ يقول جون جوزيف : قرحة المعدة لا تأتي مماتأكله ، بل مما يأكلك . إنه القلقوالاكتئاب والهم والحزن هم ما يأكلون المرء منا يا صديقي ! .فالقلق يسبب توتر الأعصاب واعتلال المزاج .. وتوتر الأعصاب يحول العصارة الهاضمة في المعدة إلى عصارات سامة تنهش جدرانهافتصيبها بالقرحة ، وكثيرا من الأطباء يُرجع بعض الأمراض كالسكر وبعض أمراض القلبوبعض أمراض المخ إلى القلق والاكتئاب والخوف من المجهول .إن أكثر الأخطاء التي نرتكبها فيحق أنفسنا هي أن نُسلم هذه النفس إلى القلق والاكتئاب ومشاعر الإخفاق والإحباط .كثير منا يقفون مكتوفي اليد أمام أول عقبةتعترض طريقهم ، فيُسيلون الدمع مدرارا ، ويكتنفهم الحزن والألم ، وكأنهم ينتقمون منأنفسهم بالهم والأرق والاكتئاب .وبالرغم من أن عجلة الحياة تدور .. إلا أننا كثيرا ما نقف عند لحظات التعاسة والشقاء ، ولا نعبرها إلى أيام السعادةوالهناء ..نأخذ نصيبنا من الألم كاملا ولانصبر حتى ننال حظنا من السعادة .. ونأكل أنفسنا في شراهة عجيبة ! .كل البشر يواجهون مشاكل وعراقيل ، لكن تعاملهممع هذه المشاكل هو الذي يحدد معدن الرجال ، وعمق نضجهم .إن مما يروى من حكم الأولين أن ( لا تغضب منشيء لا تستطيع تغييره ) .إن عقبات الحياة لا يجب أننقابلها بضيق وقلق ، بل نأخذها على أنها دروس نتعلم منها .لقد طبقت هذا الأمر في حياتي وهالني حجمالفوائد التي تعود علي منه ، فكل تجربة غير موفقة هي درس ، وأي خسارة يجب أن نأخذهاعلى أنها مصل يقوينا ضد أزمات الحياة .ودروس الحياة يا صديقي ليستبالمجان ، لذا فلا تتأفف وتحزن حينما تدفع تكاليف تلك الدروس ، بل كن واعياً نبيهاً، وتقبل عن طيب نفس أن تدفع الضرائب نظير ما أخذت وتعلمت . وليكن ثأرك الحقيقي من ملماتالحياة ومشكلاتها هو النجاح الكاسح ، فلا ترضى بسواه بديلا ، ليكن ردك على الخسائربتكرار المحاولة وعدم اليأس .أما البكاء والقلق والخوف فتلكبضاعة قليلي الحيلة والضعفاء ، اتركها لهم .. و لينعموا بها . إشراقة : لاشئ يصيرنا عظماء مثلالألم العظيم... أحمدأمين ( 17 )التقارب المدروس يبدا ا.كريم الشاذلى بتلك القصة يُحكى أنه كان هناك مجموعة من القنافذ تعانيالبرد الشديد ، فاقتربت من بعضها وتلاصقت طمعا في شيء من الدفء ، لكن أشواكهاالمدببة آذتها ، فابتعدت عن بعضها فأوجعها البرد القارص ، فاحتارت ما بين ألم الشوكوالتلاصق ، وعذاب البرد ، ووجدوا في النهاية أن الحل الأمثل هو التقارب المدروس ! .بحيث يتحقق الدفء والأمان مع أقلقدر من الألم ووخز الأشواك .. فاقتربت لكنها لم تقترب الاقتراب المؤلم .. وابتعدت لكنها لم تبتعد الابتعاد الذي يحطمأمنها وراحتها .وهكذا يجب أن يفعل السائر في دنياالناس ! . فالناس كالقنافذيحيط بهم نوع من الشوك الغير منظور ، يصيب كل من ينخرط معهم بغير حساب ، ويتفاعلمعهم بغير انضباط . لذا وجب عليناتعلم تلك الحكمة من القنافذ الحكيمة ، فنقترب من الآخرين اقتراب من يطلب الدفءويعطيه ، ونكون في نفس الوقت منتبهين إلى عدم الاقتراب الشديد حتى لا ينغرس شوكهمفينا .نعم الواحد منا بحاجة إلى أصدقاءحميميون يبثهم أفراحه وأتراحه ، يسعد بقربهم ويفرغ في آذانهم همومه حينا .وطموحاته وأحلامه حينا آخر .لا بأس في هذا .. في أن يكون لكصفوة من الأصدقاء المقربين . لكن بشكل عام ،يجب لكي نعيش في سعادة أن نحذر الاقتراب الشديد والانخراط الغير مدروس مع الآخرين ،فهذا قد يعود علينا بآلآم وهموم نحن في غنى عنها .. وتذكر دائماحكمة القنافذ. إشراقة : الأصدقاء ثلاث طبقات: طبقة كالغذاء لا نستغنيعنه، و طبقة كالدواء لا نحتاج إليه إلا أحياناً، و طبقة كالداء لا نحتاج إليه أبداً ... طهحسين ( 18 ) اخطفه قبل أنيخطفك من تقاليد البحارة القدماء أنهم إذا وجدوا حوتاكانوا يلقون له قاربا فارغا ليشغلوه به ، حتى إذا استولى هذا القارب الفارغ علىتركيزه واهتمامه اصطادوه على حين غفلة منه .. بيسر وسهولة .وهذه الطريقة الفريدة ينصحك بهااليوم علماء النفس وأنت تواجه حيتان الهموم والآلام والأحزان ! . إنهم ينصحون المرء منا بدلاً منأن ينتظر حوت القلق أن يحاصره ، ويضيع من عمره ردحاً في مجابهته ومحاولة إبعاده عنه، أن يبادره بإلقاء قارب يأخذه بعيدا .. بعيداً ، ولا يجد معه حلاً ناجعاً .وأحد أهم هذه القوارب هو قاربالإيمان بالله ، التسليم بالقضاء والقدر ، والثقة بموعد الله وإحسان الظن به . فاي من هذه القوارب كفء بأن تأخذحوت القلق أو الحزن أو الخوف إلى ما لا نهاية ، وتترك كي تستمتع بالراحة والسكينةالنفسية . هيا يا صديقيامتلك قارباً أو أكثر من قوارب النجاة ..وابدء من الآنفي مضاحكة الأيام حتى وإن عبست في وجهك ..وشاكسها إذا خاصمتك .. ولوح لها بكفك إذا أدارتوجهها عنك .. اصطادها بصبرك وحلمك وإيمانك بأن النصر مع الصبر ..أخبرها أن مع العسر يسر قبل أن تغرس فيكأسنانها المؤلمة . واعلم أن فيالحياة حيتان كثير ، ولديك من القوارب الفارغة ما يؤهلك لمغالبتها ، بشرط أن تدركجيدا سر اللعبة ، وألا تلقي لها بجسمك بدلا من أن تعطيها قاربا فارغا تتلهى به . إشراقه : تجارب الحياة هي التيتحدد عمر الإنسان ، مثل الحلقات السنوية التي تحدد عمر الشجرة . هوبيفر ( 19 )راقبهم تغنم أحد أهم مدارس الحياة ، مدرسة مراقبة الآخرين ! .إن التأمل في أحوال الناس لغنيمة النبهاءوفائدة لأصحاب العقول الناضجة.لماذا تميز هذا ..؟! ، ولماذا فشلذاك ..؟! ، لماذا فلان محبوب ، ولماذا الآخر غير مرحب به؟كلها أسئلة تنير لك الطريق . وتتبع خطوات النجاح أو الفشل كفيلبأن يعلمنا الكثير من أسرار الحياة ، خاصة إذا علمنا أن خطوات النجاح والفشل ثابتةومكررة . وأن للحياة نواميس ومعادلات كونية ، لا تحابي أحد ، أو تتغير إرضاء لأيكائن كان .وهذه الطريقة قدأفادت كثير من العباقرة والعظماء ، فتتبعوا الأثر ، وحاكوا الناجحين حتى صاروا معهم .ما زال يدأب في التاريخ يكتبهحتى غدا اليومفي التاريخمكتوباً ولقد توقفت أمامالسؤال الذي وجه إلى مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا، والذي صنع نهضة شاملة فيبلاده خلال زمن قياسي ، عن الطريقة التي استخدمها في إحداث هذه النهضة والذي أجابعنه ب : ( لا شيء، إنها المراقبة والتسجيل .. ! فقط كان معي دفترا صغيراً في جيبي ،وكلما ذهبت إلى مكان فيه شيء أعجبني كنت أكتبملاحظاتي عنه في هذا الدفتر ، فإذا قيل لي مثلا وأنا أزور سنغافورة أن فيها ثانيأكبر مطار في العالم أكتب في دفتري كيف بنوه،وإذا أخبروني وأنا أزور اليابان أن فيها ثانيأكبر مصنع سيارات في العالم كتبت هذا .. وأنا على يقين من أن بلادي سيكون فيها أكبرمطار .. وأطول ناطحة سحاب .. وأفضل طرق ،إننا وإن كنا لمنصل إلى أن نكون الأوائل في كل شيء حتى الآن ، إلا أننا اقتربنا إلى حد كبير من ذلك ) .إن هذا العبقري تتبع مدرسةالمراقبة ، وتسجيل الملاحظات ، فعادت عليه وعلى وطنه بفائدة كبيرة . وفي كتابه ( كيف تصبح ثريابطريقتك الخاصة) يرى بريان تراسي الكاتب والمحاضر الأبرز في مجال تنمية الشخصية أنتقليد الأفضل في المجال الذي تخصت فيه أمر بالغ الأهمية، وينصح المرء بأن يبحث عن الأفراد الناجحين منحيث الطرق التي يستخدمونها في التفكير والأداء ثم محاكاتهم . ويؤكد أن هذا السلوك سمة رئيسيةمن سمات الناجحين والمتفوقين في دنيا الأعمال . هناك فئة من البشر لا تتعلم حتى تذوق ألمالتجربة ، وهناك فئة أخرى أشد ذكاء يتعلمون من صروف الدهر وتقلباته وحوادثه التييرونها في كل ركن وزاوية من أركان وزوايا هذا العالم . أضف إلى ذلك فائدة عظيمة وهي أنمهارة مراقبة الآخرين والتعلم من تجاربهم وحياتهم ، تخلق لدينا احتراما للآخر ،وتقديرا لكل البشر . إن صائد الحكمةيعلم جيدا مقدار الصغير والكبير ، ولا يستصغر كائنا فربما أجرى الله الحكمة علىلسانه وألهمه التوفيق والسداد وحرم منه من هم ملء السمع والبصر. هل المراقبة والمحاكاة تعنيالتقليد الأعمى ؟ . سؤال أملاه الاستطراد والإجابة عنه ب لا الحكماء من يلتقطون الحكمة ويحاكوا العظماءبدون أن ينغمسوا في شخصياتهم انغماسا يُذهب هويتهم ، أو يتعدى من قريب أو بعيد علىاستقلالهم . الذكي هو منيستفيد من ثبوت خطوات النجاح ، والنواميس التي لا تتغير ، في التقاط الجميل والتعلممنه ، وصيد الجيد ومحاكاته . والسعيد من اتعظ بغيره .. إشراقة : التفكير من اكثر الأعمال صعوبة... ولذلك فإن القليلين يقومون به... ….هنريفورد ( 20 )عيب الزمان نحن نسمع كل يوم من ينعي هذا الزمان السيء ،الذي أصبحت فيه الشياطين هي المسيطرة على كل شيء ، ولم يعد فيه مكانا للطيبينوالشرفاء . ونجعل من الشكوىوالتذمر ذريعة نقتل بها الحماسة والخير في نفوسنا . إن في البشر عادة غريبة في صبغالأمور بصبغة سوداوية عجيبة .. هل تراني أبالغ ؟ . إذن إليك ما قيل من قبل : الأطفال اليوم صارو شياطين لا يجدي معهم شيئ ) أرسطو قبل آلآف السنين. ( ذهب الذينيعاش في أكنافهم ) الشاعر الجاهلي لبيد . (اسكتي يا فلانة فقد ضاعت الأمانة) رجل من أهلمكة بعد الهجرة . ( بطن الأرضاليوم خير من ظهرها ) يوم غزوة بدر . ولقد عثر العلماء على نصوص أدبية من العصرالروماني تنعي على الناس أخلاقهم التي تدهورت وفساد الذمم الذي استشرى .. وتدينظاهرة الانتحار ضيقا بالحياة ! . و سر في الارض يا صديقي ضارباطولها وعرضها ، فلن تجد سوى الشكوى قاسم مشترك بين كل البشر ، وستردد مع الشاعرحائرا : كل من ألقاه يشكو دهره ليت شعريهذه الدنيا لمن !ولله در الشافعيحين لخص المأساة ببيت شعر قال فيه :نعيب زماننا والعيب فينا .. وما لزماننا عيبسواناونهجو ذا الزمان بغير ذنب .. ولو نطق الزمانلنا هجاناإن للبشر عيوبومميزات ، ومكائد وتضحيات ، وأياد بيضاء وشراك خادعة . لكننا نستسهل الشكوى ،ونحترف التذمر والسخط ، كي نهرب من تعب مواجهة الأمر الواقع بواقعية ، والتعاملالإيجابي معه ، والكد والكدح في سبيل إصلاح ما يحتاج لإصلاح . نصيحتي لكِ أخي أن تدع التذمروالشكوى جانبا ، وتنطلق بعزم لتضع أمور حياتك في نصابها ، لا تنظر للناس على أنهمشياطين فتكون مثلهم ، ولا ملائكة فتصطدم بغير ذلك ، ولكن فيهم من يسير في موكبالشياطين ، ومن يحلق مع أسراب الملائكة .فلا تسب الزمان ، ولا تنعي الدهرلكونك قابلت أحد شياطين الإنس ، بل تخطى الكبوة ، واعبر المرحلة ، واغنم درس الحياةالتي لقنتك إياه .. وبهذا لا تملراحة البال من زيارتك أبدا .. إشراقة: لو أننا عدنا قرونًا إلى الوراء، وجُلنا العالم بطولهوعرضه؛لما رأينا أهل أيزمانراضين عن زمانهم. د. عبدالكريمبكار قرر أحد الثعابين يوما أن يتوب ويكف عن إيذاءالناس وترويعهم ، فذهب إلى راهب يستفتيه فيما يفعل ، فقال له الراهب : إنتحي من الأرض مكانا معزولا، واكتفي من الطعام النزر اليسير . ففعل الثعبان ما أُمر به ، لكن قضمضجعة أن بعض الصبية كانو يذهبون إليه ويرمونه بالحجارة ، وعندما يجدون منه عدممقاومة كانو يزيدون في إيذائه ،فذهب إلى الراهبيشكو إليه حاله ، فقال له الراهب : انفث في الهواء نفثة كل اسبوع ليعلم هؤلاءالصبية أنك تستطيع رد العدوان إذا أردت .. فعمل بالنصيحة وابتعد عنه الصبية .. و عاشبعدها مستريحا . كثير من الناس قارئي الحبيبيغرنهم الحلم ، ويغريهم الرفق والطيبة بالعدوان والإيذاء ،وكلما زاد المرء في حلمه زاد المعتدي في عدوانه، وقد يخيل إليه أن عدم رد العدوان هو ضعف واستكانة وقلة حيلة . هنا يأتي دور الثعبان ونفثته التيتخبر من غره حلم الحليم ، أن اليد التي لا تبطش قد ألجمها الأدب لا الضعف ، واللسانالعف استمد عفته من حسن الخلق لا من ضعف المنطق وقلة الحيلة .وأن مهانة المسيء هي التي منعتنامن مجاراته لا الرهبة منه أو خشيته .إن لنفثةالثعبان في زماننا هذا قيمة ..وإظهار العصابين الحين والآخر كفيل بإعلام الجهلاء أن أصحاب الضمائر الحية ، أقويا ، أشداء ،قادرين على الحفاظ على حقوقهم وخصوصياتهم .نعم قد نعفو عمن أخطاء فينا مرةأو أكثر ، وقد نتغاضى عن الإساءة فترة ، لكن أن يكون هذا مطية لتضييع كرامتناومهابتنا ,, فهذا ما لا يرضاه عقل أو منطق .. أو دين . إشراقة: في أدب العرب أن من أمنالعقوبة أساء الأدب . ( 22 )امتلك حلما ً لكل منا حلم يراوده بين الفينة والأخرى، فمنا من يحلم ببيت واسع،ومنا من يطمح في سيارة حديثة ، وومنا من يشتهي شهادة علمية أو تأسيس شركةناجحة.وما أجمل الأحلام حينما نجعلها وقودا لحياتنا ، ودافعا نحو التقدموالريادة والرقي . وكي تصبح أحلامنا حقيقية ، هناك خطوات عملية يجب الأخذ بها ، لكننيهاهنا أذكر نصيحة يوصينا بها علماء النفس ! . فهم ينصحون بأن يضع كل امرؤ منا حلمه أمامه ! .أن تضع صورة للبيت أو السيارة أو المشروع المنشود أمام عينيك .. تعلقها على جدران غرفتك أو أمام جهاز الكومبيوتر الخاص بك أو حتى على المرآه التيتنظر إليها صباح كل يوم .ويؤكدون على أهمية أن تكتب أحلامك وتجعلها أمام ناظريك على الدوام ! . ويفسرون ذلك بأن العقل الباطن يتعامل مع الصور الحقيقية أو المتخيلة بشكل أوضح،ورسمك أو كتابتك لهدفك والنظر إليه باستمرار يحفز العقل الباطن علىتنشيط وتذكير الذهن بهذا الهدف على الدوام ، حيث أننا وفي زحمة الأحداث اليومية قدنجنح بعيدا عن حلمنا ، وننسي في معترك الحياة أهدافنا لبعض الوقت ،لكن إذا ما وضعنا هذا الهدف أمامنا مكتوباً أو مرسوماً نكون متأهبينلإشعال جذوة الحماسة إذا ما انطفأت ، وتذكير العقل بأولوياته ، ومهامه الرئيسية . وجل الأشياء العظيمة ، كانت يوما ما مجرد أحلام في أذهان أصحابها .ودعني أعود معك بالزمن إلى الوراء لنراقب دخول إثنين من العبيدالسود إلى مصر ،ودعونا نقترب لنسمع الأول وهو يقول للثاني : ما حلمك ونحن نقف فيسوق النخاسة ننتظر من يشترينا ؟ .فقال له الثاني : حلمي أن أباع إلى طباخ لآكل ما شئت متى شئت . وأنتما حلمك ؟فقال له الأول : حلمي أن أملك هذه البلاد فأكون ملكها المتوج ،وصاحب الكلمة العليا فيها . فقهقة الثاني ساخراً ، وأقبل السادة يثمنون العبيد ، وبيع كل منهماإلى سيده ، وافترقا .ولنترك كتب التاريخ تتحدث ، وتحديدا الموضع الخاص بالملك كافورالاخشيدي .نعم .. إن العبد الذي تمنى أن يحكم البلاد صار ملكاً قوياً ، حكممصر وصار علامة بارزة فيها ،حتى أن الفاطميين متى فكروا في غزو مصر وتذكروا كافور قالوا « لننستطيع فتح مصر قبل زوال الحجر الأسود» يعنون كافورا. وكان من عدله أن الأغنياء متى أخرجوا زكاة مالهم لم يجدوا من يأخذهامنهم .أما كيف حدث هذا فأترك لكم كتب التاريخ تبحثون فيها عن الطريقة ،لكنني أتوقف على غايته وطموحه ، وكيف أنه كان يحلم ، ويرى حلمه ماثلا أمامه .ولا تسألوني عن صاحبه الذي حلم بان يكون طباخاً فلم تذكر لنا كتبالتاريخ قصته ، ولم تأبه به . قصة أخرى لقوة الاحلام يرويها الكاتب الأميركي (ستيف تشاندلر) أنهذهب لمقابلة شخص يدعى ( أرلوند شوارزنجر) في عام 1976 بحكم عمله الصحفي ،لم يكن وقتها أحد يعرف من هو (ارلوند) ، فهو رياضي سابق ، وقد قامببطولة فيلم سينمائي لكنه لم يحقق أي نجاح يذكر ، يقول ( تشاندلر) : كان أكثر مايعلق بالذهن من ذلك اليوم تلك الساعة التي قضيناها في تناول الغداء، حيث أخرجتكراستي وأخذت أسأل أسئلة المقال وأثناء الطعام وفي لحظة معينة سألته بشكل عارض "أماوقد اعتزلت رياضة كمال الأجسام، ما الذي تنوي فعله بعد ذلك؟ فما كان منه إلا أن أجابني بصوت هادئ كما لو كان يخبرني عن بعض منخطط سفرياته العادية، وقال لي "انني أنوي أن أكون النجم رقم واحد فيهوليود".يقول (تشاندلر) : ففاجئني حديثه الذي ليس له على أرض الواقع جذور ،فجسمه وقتها ضخم ، لهجته نمساوية ، فيلمه الأول لم ينجح ، فحاولت أن أخفي صدمتي وأنا أقول له : ( وهللديك خطط معينة للوصول لهذا الهدف ؟) .فأجابني قائلاً: ( بنفس الأسلوب الذي كنت أتبعه في كمال الأجسام وهوأن أتخيل الصورة التي أريد أن أكونها ثم أعيش هذه الصورة كما لو كانت واقعاً ).وقد أصبح ( أرلوند) بالفعل رقم(1) في هوليود ، والآن اتجه للسياسةليكون حاكم على ولاية كاليفورنيا الأمريكية ، وأسلوبه كما يقول (تخيل الحلم ) .في إحدى اجتماعات إدارة شركة ديزني ، قامت إحدى الحاضرات وقالت فيتأثر ، ليت والت ديزني حي بيننا اليوم ليرى إنجازاته الهائلة ،فرد عليها أحد الجالسين ، لقد رأى ديزني هذا بالفعل قبل أن يشرع فيه، وإلا ما أصبح حقيقة قائمة اليوم . لقد رأى أديسون المصباح .. والأخوان رايت الطائرة ، وهنري فوردالسيارة ، قبل أن يشرع أي منهم في خطوة واحدة ! . بل لم يحركهم أو يحفزهم سوى هذا الحلم الذي أضج مضجعهم وأهاجبداخلهم طوفان الطموح الجارف .ارسم حلمك يا صديقي..لونه .. اصنع منه مقاسا كبيرا لجدار غرفتك.. ونسخة صغيرة لمكتبك .. أكتبه على المرآة كي تراه صباحاً ..وأعلى فراشك كي يلقي عليك تحية المساء قبل أنتنام..والأحلام مقيدة بهمم أصحابها .. إشراقة: الخيال الجيد لايستخدم للهروب من الواقع وإنما لخلقه .....................................كولينويلسون ( 23 )فتح مخك عبارة أسمعها وأنا طفل صغير من أبي .. ومدرسي .. وأصدقائي ، كلماواجهني امتحان أو أمر يحتاج إلى تفكير و تمحيص .لم تكن تلك الجملة تتكئ على قاعدة علمية أو معلومة معتمدة آنذاك ،بل كانت عبارة بديهية تخرج عفو الخاطر ... أو هكذا كنت أظن حتى وقت قريب ! . فمنذ سنوات وأنا أتابع أساتذة الإدارة وهم يطالبوننا بجلسات ( التفكير المفتوح) ! . و(التفكير المفتوح) أشبه بتمرين يعتمدعلى قاعدة وهي : (فكر واكتب أفكارك ، واحذر فلا أفكار غبية أوتافهة أو سخيفة أو خيالية ). والأمر ببساطة هي أنه عندما تواجهك مشكلة تريد حلها ، أو هدفا تودتحقيقه أن تأتي بورقة وتكتب أعلاها مشكلتك أو هدفك ، ثم تدون وخلال مدة محددة أكثر من 15 فكرة لهذه المشكلة أو الهدف . كل ما يخطر على بالك أكتبه ، وكما قلنا لا تغفل أي فكرة أو طريقة بحجة أنها (سخيفة) أو خيالية ، أو غبية . أكتب ما لديك وبلا إبطاء . خلال 5 أيام سيكون لديك عشرات الأفكار ، منها الغريب ومنها المضحكومنها الخياليوستجد فيها كذلك المبدع والمبهر والجميل ، عندها تستطيع وضع دائرةحول الجيد من الأفكار ، وتجاهل ما لا يتناسب معك .الجميل في هذه الطريقة أنها تخرج بك خارج المألوف ، وتعمل على تنشيطجانب مخك الأيمن ، وتساعدك على وطء أراض جديدة بداخلك لم تطأها من قبل . كذلك حلقات ( التفكير المفتوح ) الجماعيةمفيدة جدا إذا ما واجهت الشركة التي تعمل بها مشكلة ما،أحد الأشخاص يدير اللقاء ويمسك ورقة ،وكل شخص يقول فكرة ، يا حبذا لو شمل الاجتماع كل أفراد الشركة،كلٌ فرد يُخرج ما لديه ، بلا تقيد ولا تحفظ .فلا يوجد أفكار تافهة أو سخيفة أو غبية كما قلنا من قبل .يمكنك استخدامها كذلك مع شريك عمرك ..وأصدقائك .. وأفراد عائلتك .وستجد الأمر ممتعا .. ومفيدا جدا .. فقط ( فتح مخك ) ..! إشراقة : العقل الإنساني كالمظلة... يعمل افضل وهومفتوح...والترجروبيوس ( 24)الناس كالسلحفاة يحكى أن أحد الأطفال كان لديه سلحفاة يطعمهاويلعب معها ، وفي إحدى ليال الشتاء الباردة جاء الطفل لسلحفاته العزيزة فوجدها قددخلت في غلافها الصلب طلبا للدفء .فحاول أن يخرجها فأبت .. ضربهابالعصا فلم تأبه به .. صرخ فيها فزادت تمنعا . فدخل عليه أبوه وهو غاضب حانقوقال له : ماذا بك يا بني ؟فحكى له مشكلته مع السلحفاة ، فابتسم الأب وقال لهدعها وتعال معي .ثم أشعل الأبالمدفئة وجلس بجوارها هو والابن يتحدثون ..ورويدا رويدا وإذ بالسلحفاة تقترب منهم طالبةالدفء . فابتسم الأبلطفله وقال : يا بني الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيكفأدفئهمبعطفك، ولا تكرههمعلى فعل ما تريد بعصاك . وهذه إحدى أسرارالشخصيات الساحرة المؤثرة في الحياة ، فهم يدفعون الناس إلى حبهم وتقديرهم ومن ثمطاعتهم عبر إعطائهم من دفء قلوبهم ومشاعرهم الكثير والكثير .المثل الإنجليزي يقول ( قد تستطيعأن تجبر الحصان أن يذهب للنهر ، لكنك أبدأ لن تستطيع أن تجبره أن يشرب منه) .كذلك البشر يا صديقي ، يمكنكإرهابهم وإخافتهم بسطوة أو مُلك ، لكنك أبدأ لن تستطيع أن تسكن في قلوبهم إلا بدفءمشاعرك ، وصفاء قلبك ، ونقاء روحك .رسولنايخبر الطامح لكسبقلوب الناس بأهمية المشاعر والأحاسيس ،فيقول: (إنكملن تسعوا الناس باموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) (1)قلبك هو المغناطيس الذي يجذبالناس ، فلا تدع بينه وبين قلب من تحب حائلاً .وتذكر أن الناس كالسلحفاة .. تبحثعن الدفء . اشراقة : حتى الصداقة تحتاج إلى موهبة كيتحافظ عليها……………….محمد مستجاب…….إسناده ضعيف. ( 25 )الطيور المهاجرة ألم تسأل نفسك يوما وأنت تنظر للسماء لماذاتهاجر الطيور على شكل 7 ..؟! ما أكثرالأشياء التي ألفناها ولم نعرف لها سببا ! . العلم يخبرناإلى أن كل طير عندما يضرب بجناحيه يعطي رفعة إلى أعلى للطائرالذييليه مباشرة , وعلى ذلك فإن الطيران على شكل الرقم 7 يمكن سربالطيور من أن يقطعمسافةإضافية قد تصل إلى ضعف المسافة التي يمكن أن يقطعها فيما لوطار كل طائر بمفرده ! .وإذا ما خرج أحد الطيور عن مسارالرقم7فإنهيواجه فجأة بسحب الجاذبية وشدةمقاومة الهواء,لذلك فإنه سرعانما يرجع إلى السرب ليستفيد من القوة والحمايةالتي تمنحها إياهالمجموعةسبحان الله حتى الطيور عرفت أن العمل الجماعيله أولوية ،وأن التعاون يخلق قوة ويوفر فيالوقت والجهد والإمكانات . ستفن كوفي يقول (الكل اكبر من مجموعأجزاءه ، لأن نتاج العمل من أجل المجموع سيكون أكبر وأكثرمن مجرد حاصل جمع نتاج أعضاءه.فمن خلال التعاونالخلاق يصبح 1+1=4 أو 7 وربما 1500 !! ) (*) والمؤمن ضعيفبنفسه قوي بإخوانه ، ولقد دلت التجربة على أن الفتور والسأم يزور الفرادى،أكثر مما يزور المجموعات ، وأن همة المجموعةأكبر وأكثر استقرارا من همة الفرد .ومهما آذاك الناس ، فلن تُعدمصديق وأخلاء مخلصين ، ترتمي في كنفهم ، تتناصحون ، وتتعاهدون على العطاء والخير .وفي بيتك ليكن عملك جماعيا ،فبدلا من أن تصلي وحدك نادي زوجتك وأبناءك، شجعا بعضكما إن غركم دفء الكسل ولذةالقعود ،اجعل من أسرتك فريق فعال لكممشاريعكم الخاصة البسيطة ( سواء مادية أو دعوية أو ثقافية) ،اقرأو سويا كتاب وناقشوه ، راجعوا الوردالقراءني ، اشتركوا في نشاط رياضي .حاول دائما يا صديقي أن تجنح إلىجماعة تأخذ بيدك للخير ، ولا تسلمك إلى الكسل والفتور وقلة الحماسة .. وحلق معالطير في جماعة . إشراقة: قد يكون المرء وحده أحمق أحياناً... ولكن لاحماقة تغلب العمل الجماعي..............................ماركتواين ( 26 )هز ظهرك وارتفع يبدا كريم الشاذلى بتلك القصة ذات يوم والفلاح عائد إلى بيته ، بعد يوم حافلبالعمل ، وحصانه يمشي بجواره وعلى ظهره شيئاً من ثمر أرضه، وإذا بالحصان يفزع فجأة ويركض نحو بئر عميقة ويسقطفيها ، أسرع الفلاح ليطالع فرسه الذي يئن في البئر والهلع يملاء جنانه ، فكر الفلاحفي حيلة يخرج بها حصانه ،فأعيته الحيلة ،فقرر بعد مهلة من التردد أن يترك الحصان في البئر ، بل لقد اهتدى إلى ما هو أبعد منذلك ،فالبئر جافة ، وقد يؤذى منها فلاح آخر ويسقط فيهاإحدى حيواناته ، فلما لا ينادي جيرانه من الفلاحين ، ويردم البئر،ويكون بذلك دفن الحصان بدلاً من أن تفوح رائحتهالنتنة بعد موته ، وفي نفس الوقت تخلص من تلك البئر التي لا فائدة منها .وهكذا نادى المزارع جيرانه, وطلب منهمالمساعدة في ردم البئر ، وأخبرهم بمراده من ردمه والفائدة المرجوة من ذلك فوافقوه .. وبدأو العمل. وما هو إلا وقت قليلا إلا وبدأ الترابينهال على ظهر الحصان القابع في البئر بلا حيله لم يمر وقت طويل حتى أدرك الحصانحقيقة ما يجري ,وأيقن أنه هالك لا محالة فارتفع صهيله في فزع وخوف،لكنه تأكد أن القوم قد أبرموا أمرهم ولن يعودوا فيه، حينها قرر أن يدبر أمراً هو الآخر ! .وبينما القوم مستمرون في إلقاءالأتربة في البئر بلا توقف ، وإذا بصوت الحصن ينقطع تماماً ، فلا عويل ولا صراخ ،ولا صهيل ألم وخوف . فقرر المزارعون بعد فترة أنيتوقفوا ليلقوا نظرة على الحصان الذي اختفى صهيله تماما،وحينها رأى القوم مشهدا عجيبا !! . فحينما كان المزارع ورفاقه منهمكونبإلقاء التراب على الحصان ، كان الحصان مشغولا بهز ظهره كلما سقطت عليه الأتربة، فيلقيها أرضا ويرتفع بمقدار سنتيمترات إلى الأعلى .واستمر الحال على هذا المنوال ، هذا يرمي بالأتربةوالأوساخ ،وذاك يلقيها من فوق ظهره ويرتفع فوقها، ورويدا رويدا وجد الجميع الحصان وقد أصبح قريبا من النور،وبدلا من أن تغرقه القاذورات وتدفنه ، اتخذها مسوغاليرتفع فوقها وينهض من خلالها ، إلى أن صار حراً ، والفضل يعود إلى ما كان يظنهشراً خالصا ! .ولك يا صديقي أتوجهبخاطرة ، فكم نحن بحاجة إلى أن نهز ظهورنا لنُسقط مشاكل الأيام ، ونريح الظهر منعبء حمل يوجعه . الأيام ما تفتر تلقيعلى ظهورنا بمشكلات وأوجاع لاعد لها ولا حصر ، ويكون الحل الوحيد حيال تلك المصائبالتي تنهال على ظهورنا هو هز الظهر والارتفاع فوقها . ليس الأمر مثاليا أو صعب التحقيق ،الحياة يا صديقي تختبرك ، فإما أن تحني رأسك وظهرك وتنتظر أن تدفنك ، وإما أن تكافحوترتفع سنتيمترات قد تكون قليلة ، لكنها ثابته وواثقة،والنور سيأتي حتما حينما تتغلب على القدر الكافي منالمشكلات التي ترتفع بك عاليا . إشراقة: معظم الأشياء الجديرة بالتنفيذ في هذا العالم تمإعلان أنها مستحيلة من قبل تنفيذها……………..لويسبرانديس ( 27 )اللسان كانت الأمور تسير طبيعية على مجموعة الضفادعالتي تتسابقبين أشجار الغابة ، قبل أن تسقطضفدعتان في حفرة ماء عميقة .تجمعت الضفادعلترى الضفدعتان المسكينتان ، وما إنطالعاتهما إلاوتأكدا من استحالة إنقاذهما ، فالحفرة عميقة جدا .فطالبت الضفادع من الضفدعتان أن يستسلما للموت، ويكتفيابالأيام التي عاشوها ، فلن تجديمحاولاتهما لإنقاذ نفسيهما شيئا . لم تستمع الضفدعتان لكلام الضفادع وحاولا أنيقفزا ويخرجا منهذه الحفرة السخيفة ، وباءتمحاولاتهما بالفشل ، ومع تصاعدصياح الضفادعبأن يكفا عن المحاولات اليائسة والاستسلاملمصيرهما المحتوم ، استسلمت بالفعل إحدىالضفدعتان ، وماتت في صمت .وظلت الضفدعةالأخرى في القفز مرة تلو مرة ، وجمهورالضفادع يطالبها بالاستسلام ، والموت بهدوء ! . لكنها لم تصغلهم وظلت في القفز ، إلى أن تحققالصعب ، ووصلت إلىالحافة ، ونالت حريتها بعدما ظنالجميع أنها في عداد الأموات . التف جمهورالضفادع حول الضفدعة الناجية يسألونها في لهفة :ما أروع تصميمك ، كيف صمدت رغم هتافنا بأنتستسلمي ،وتتركي المحاولة ؟ فأخبرتهمالضفدعة ببساطة أن لديها مشكلةفي السمع ، ولميكن تستطيع سماعهم بشكل سليم وهي فيالأسفل ، لذا لمتصل إليها هتافاتهم المثبطة المحبطة ، وبالتالي لمتتأثر بها ، بل على العكس من ذلك لقد كانت تظنأن هتافهموصراخهم كان تشجيعا لها ،وتحذيراً من اليأس والقنوت ،واعترفت لهم أنهذا كان له بالغ الأثر في محاولاتها المستمرة المضنية .إنه اللسان يا صديقي ، ذلك العضو الصغير القادرعلى هدمطموحات في نفوس أصحابها ، وتثبيطهمم ، وقتل أحلام ، ووئد مواهب وقدرات .كم من مواهب ماتت لأنها لم تجد من يحتضنها ،وواجهت في مقتبل عمرها لسانا لاذعا حطم ثقتها ، ودمرها . درسان تعلمتهما من هذه القصة ،وأطمح أن تتعلمهما معي يا صديقي ، أما الأول : فلاتسمح لأحد أن يمارس ضدك جريمة قتل معنوية ، بحديثه السلبي ونقده الهدام ، أخبرالجميع أنك غير قابل للهدم، وأن بنائكالنفسي قد تم كماله ، و لا تصغ لمن يحاول تحطيمك أو النيل منك . أما الشيء الثاني : كن أنت قطرةالماء للظمآن ، والمحفز للمحبط ، وصاحب الصوت المشجع المتفائل لكل من تعرفه . كن صاحب المواقف المشجعة ،والكلمات المحفزة ، والروح النضرة الجميلة التي تتمنى النجاح والتوفيق لكل البشر .امنح الأمل .. وأنشر التفاؤل .. وازرع الثقة ...........وكن الفجر بإشراقه وتجدده ونقاءه .. إشراقة : الفكرة الجديدة رقيقة... يمكن قتلها بالسخرية أو التثاؤب؛ يمكن طعنها بنكتة أو إقلاقها حتى الموت بعبوسة فيالحاجب الأيمن…….شارلزبراور ( 28 )لا تحاول تغيير العالم يحكى عن ملك كان يحكمدولة ممتدة الأطراف ، وأراد هذا الملك يوما أن يقوم برحلة برية تستغرق منه أياموليال طوال ، وبالفعل قام الملك بجولته ، لكنه وفي طريق العودة شعر بألم في قدميه ، وطالعهما فإذا هم متورمتان بشكل كبير ومؤلم ، بسبب الطريق ووعورته .فأصدر الملك مرسوماملكيا يقضي بتغطية شوارع المملكة كلها بالجلد ، كي لا تتورم قدماه مرة أخرى !! لكن المسألة كانت صعبة، فليس من السهل أن تُغطى كل المملكة بالجلد ، وهنا كلن لوزير الملك ذو العقلالنبيه رأي آخر ،فقال لسيده : مولاي ولما لا تغطي قدميك بالجلد ، وتحكمتغطيتهما فهذا أسهل وأيسر في التطبيق .وكانت هذه قصة أول نعل في العالم !! .ومن هذه القصة أقطفحكمة ، فحينما يكون العالم غير مهيأ للسير فيه، فلا تحاول أن تغير من طبيعته ، فهذاليس بالأمر السهل الهين ، بل غير من أساليبك ، فالتغيير حينما يكون في محيطك يكونممكنا، وأكثر تأثيرا .أما أن تحاول تغيير العالم ، وتطالبه بأن يعمل على التحرك وفق رؤيتكفهذا شيء صعب المنال . يقولالرافعي في وحي القلم : (ألاما أشبه الإنسان في الحياة بالسفينة في أمواجهذا البحر ! إن ارتفعت السفينة أو انخفضت أو مادت ، فليس ذلك منهاوحدها ، بل مما حولها . ولن تستطيع هذه السفينة أن تملك من قانون ما حولها شيئاً ،ولكن قانونها هي الثبات ، والتوازن والاهتداء إلى قصدها ونجاتها في قانونها . فلايعْتِبَنَّ الإنسان على الدنيا وأحكامها ،ولكن فليجتهد أن يحكم نفسه) . أنت ربانحياتك وقائدها ، والأعاصير لم تأت يوما بأمر بشر ، ولم تذهب إرضاء لأحد ، نحن مننحدد الوجهة ، ونوجه الشراع ، ونختار الاتجاه .حتى الذين كان لهم كلمة وأثر في تغيير بعض أحداث الحياة ،كانت سطوتهم أول الأمر ذاتية ، حتى إذا سيطروا على أنفسهم وملكوا زمامها ،حولوا وجهتهم إلى دائرة أوسع .. فأوسع .أما أن تصارع العالم ،صارخا فيه أن يكون كما تريد فهذا وهم وجرأة قد تدفع ثمنها غاليا . إشراقة : مهما كانت حياتك قاسية،تعايش معها: لا تلعنها أو تسبها. لا تنشغل بمحاولة الحصول على أشياء جديدة... فالأشياء لا تتغير، بل نحن من يتغير...............................هنريدافيدثورو ( 29 )غيرأسلوبك وكن مرنا على رصيف أحدالميادين جلس رجل أعمى واضعا قبعته أمامه ، وبجانبه لوحه مكتوب عليها ( أنا رجلأعمى ، ساعدوني ) . ومضى وقت غيرقليل وقبعته ليس بها إلا القليل من القروش .فمر به شخصووضع في قبعته بعض المال ،ثم طالع مليا في اللوحة ، وقرر تغيير العبارةالمكتوبة عليها ظناً منه أن هذا سبب عدم تعاطف الناس مع الأعمى المسكين .وبالفعل غيراللوحة بعبارة أخرى ، ومضى في حال سبيله ، ولم يمض وقت طويل حتى امتلأت قبعة الرجلبالأموال !! .فملأ الرجلالأعمى الفضول ليعرف ما الذي كتبه ذلك الرجل ، وصنع تأثيرا لدى الناس ودفعهملمساعدته بشكل أكبر . وبالفعل دفعباللوحة إلى أحد المارين فأخبره أن اللوحة مكتوب عليها عبارة ( نحن في فصل الربيع ، لكنني أعمى لا أستطيع رؤية جماله) ! . وهنا أدرك الأعمى السبب ..!هذا الرجلالمار علم الأعمى وعلمنا معه ، أن الأساليب والوسائل التي نستخدمها ، يجب أن يعادالنظر فيها إذا لم تسر الأمور بالشكل المناسب .لا بد من عملنقد ذاتي للنفس ، وإعادة النظر فيما نفعل ..خاصة إذا ما وجدنا أن عدم التوفيق قدطالت زيارته لنا . وهذا من سننالكون ، التجديد والإبداع والتغيير .. لكن لا يدركهذه السنن سوى العقلاء فقط ، وإلا فهناك من البشر من وصل إلى مرحلة من التخشب !! . يتغير العالم من حوله ، وهو متمسك بأفكاره وآراءه وأساليبه القديمة ،يتخطاه ويسبقه من هم دونه ،وهو ثابت لا يتحرك ، متمسكا بالقديم ، غيرآبه بتردي حالته وتدهورها .إن القيموالمبادئ عزيزي القارئ قد تكون ثابتة راسخة لا تتغير بسهولة ،لكنالوسائل والأساليب يجب أن تتغير دوما ووفقا للوضع والحالة القائمة ، وما استجد منأحداث .فاحذر أن تقعفي شباك الروتين والبيروقراطية ، أو أن تكون كهلاً في تفكيرك ، عصي على التغييروالتطوير والتجديد . بل كن دائمافي مقدمة ركب الإبداع والتميز .. ………..وغير من أساليبك ووسائلك كلما سنحتالفرصة لذلك . إشراقة: الشخص المبدع لديه القدرة على تحريرنفسه من شبكات الضغوط الاجتماعية التي يعلق باقي الناس فيها ، إنه قادر على الشك فيكل الافتراضات التي قبلناها جميعا كمسلمات……………………………جونغارندر ( 30 )الرضا في إحدى قرىالعالم الكبير ، كان هناك أسرة فقيرة صغيرة ، مكونة من أم وصغيرتها ذاتالثلاثة أعوام ، كانت معالم الرضا بادية على البيت بالرغم من حالة الفقر الشديدالذي تعاني منه الأسرة ، لم تكن الأم تطمع في شيء فكانت تعمل في بيوتالأغنياء طيلة النهار ، لتعود هي وطفلتها إلى منزلهما ومعهما مطعم ومشرب ، وفي بعضالأحيان ثمرتين من البرتقال ،يأكلانها وهم يشاهدون القمر من نافذةالمنزل ، والأم تحكي لصغيرتها إحدى قصصهاالمسلية.لم يكن يشغلبال الأم إلا تلك الشقوق التي تزحف في سقف الدار ، كانت تخشى يوما ينهمر فيهالمطر فيحيل البيت إلى بركة ماء ، فيغرقها هي و طفلتها الصغيرة .وجاء الشتاءحاملا معه غيم ملبد ، لم يلبث إلا وانهمر مطراً على القرية والبيت الصغير .ووجدت الأمبيتها وكأن سقفه قد انزاح من كثرة الماء المنهمر منه ، حاولت أن تحمي صغيرتها منالماء ، لكن المطر كان شديدا ، ومر وقت والأم تجري بطفلتها هنا وهناك،والصغيرة ترتجف من البرد .. والخوف.وبعد مدةاهتدت الأم لفكرة بسيطة ، فقامت وخلعت باب المنزل وأمالته على الجدار واحتمت تحتههي وصغيرتها .و حماهماالباب من انهمار المطر بعض الشيء .هنا التفتتالطفلة إلى أمها مبتسمة وقالت : الحمد لله يا أماه ، ترى ماذا يفعل الآن الفقراءالذين ليس لديهم باب يختبئون تحته من انهمار المطر !! . إشراقة: الخبز مشبعجداً لمن يغمسه في القناعة..............................محمد عبد الحليم عبدالله ( 32 )إنظرداخلك فيوحي القلميقول الرافعي ) إنالخطأ الأكبر أن تنظمالحياة من حولكوتترك الفوضى فيقلبك ) أن تضعالجداول ، وتهتم بترتيب مكتبك ،وأدواتك ، وعملك .ثم تذهل عن النظر إلىبنائك الداخلي لتنظف ما علق به من شوائب ،فهذا شيء يستحق العجب وإعادةالنظر .فمع زحمةالحياة وتوالي الأحداث على صفحة الكون غدت لحظة التأمل ،والنظر إلى الوجدان، واستشفاف القصور والعيوب لعلاجها عادة انفرد بها النبهاء والأذكياء وأصحابالضمائر الحية فقط .أنظر حولكترى العالم في سباق محموم ، وأكاد أجزم أن من حولنا أشخاص لم يقفوا ولو لبرهة واحدةكي يراجعوا مشوار حياتهم ويقيموا الجيد والحسن من سلوكهم وأفكارهم .و حياتك ياصديقي تستحق منك أن توليها كثير من الجهد والاهتمام ،تحتاج منك أن تقف بعدكل محطة في رحلتها لتقيم فيها نتائج المرحلة من مغنم ومغرم ، ولتثبيت الفؤادالذي قد يضطرب من سرعة وقوة تلك الحياة المائجة الجامحة .إن عُقدحياتنا ما يلبث ينفرط منا حبة حبة إذا ما لفنا ثوب الغفلة .خاصة وأنمعظم البشر يرهب مواجهة النفس ، ومراجعة المبدأ ، وتغيير السلوك والعادة .ولا يدرك أنقوته تكمن في قدرته على كسر شوكة عاداته السيئة ، وتحطيم صنم أفكارهومعتقداته الفاسدة ، والإنابة إلى جادة الطريق المستقيم .وهذا لن يكونإلا بتلك النظرة الموجهة إلى الداخل ، تلك النظرة الصارمة الحازمة التي لا تلينلسعادة دنيئة خاطفة ،ولا تغض الطرف عن مكسب سريع لايتوافق مع فطرتها .أنظر داخلك يا صديقي ، وأزل بيد طهور شوائب وعلائق ضارة .. وأرو بماء الحماسة واليقين بذور الخير والجمالوالتقدم .ولا يزهدنك في رحلة المكاشفة قلة الصاحب ووحشة الطريق .. فهكذا دروبالحق ! . إشراقة : جدي قال لي يوماً أن هناك نوعان من البشر: نوع يقوم بالعمل ونوع يحصل على التقدير... وقد قال لي أن أحاول أنأكون من النوع الأول حيث أن المنافسة فيه قليلة جداً.............................................إنديراغاندي ( 33 )لا تعتمد على الحظ هناك مِن البشر من يعيش منتظرا ضربة حظ تحقق له أمانيه وتطلعاته ..!وأمثال هؤلاء هم قيود الإنسانية ، ومصدر ضعفها وهمومها ، المرء منهم يعيش خاملا ساكنا ، في انتظار قطار الحظ عله يحضر معه زائر السعادة والفرح .. وهيهات . فالحظ أو التوفيق إن شئنا الدقة نادرا ما يزور الكسالى وعديمي الحيلة ، لكنه قد يفد عضد السائرين ، ويختصر مسافات الماضين .والحظ كما يعرفه بعض أساتذة علم النفس هو التقاء الفرصة الجيدة مع الاستعداد الجيد .والإنسان الصالح العاقل يؤدي واجبه المنوط به على أكمل وجه ، متسلحا بما يلزمه من قدرات وإمكانيات ، متشبعا بروح العمل والجد والكفاح ، فإذا ما شاءت الأقدار أن تعطيه من أعطياتها ما يقربه من هدفه ،وأنعمت عليه من كريم فيضها فيا حبذا .. وإن لم تعطي يكفيه ما قدم ، وكل يجني ثمار عمله .والناظر في حال البشر قد يجد منهم من طاوعه التوفيق فرفعه درجات على أقرانه ، فهذا جعلته صفقة نادرا ما تتكرر من أثرى الأثرياء ، وهذا طالب نال منحة فأنهاها ليجد شركة كبرى تبحث عن شاب بمواصفات تنطبق عليه فأصبح موظفا مرموقا على صغر مشواره ، وهكذا .لكن المتأمل الذكي يدرك جيدا أنه لولا الاستعداد والانتباه التام لدى هؤلاء الأشخاص ، لكان قطار الحظ فاتهم وهم نائمين ليستقله غيرهم ، وينهلوا من خزائنه بدلا منهم . يقول الروائي أنطوان تشيكوف (منذ أربعين سنة ، وعندما كنت في الخامسة عشر من عمري ،عثرت في الطريق على ورقة مالية من فئة العشر روبلات ، ومنذ ذلك اليوم لم أرفع وجهي عن الأرض أبداً ، وأستطيع الآن أن أحصي حصيلة حياتي وأن اسجلها كما يفعل أصحاب الملايين فأجدها هكذا : 2917 زرارا ، 344172 دبوس ، 12 سن ريشة ، 3 أقلام ، 1 منديل .. وظهر منحن وحياة بائسة !! ) . لقد ظن المسكين أن سُنة الحياة هي ضربات الحظ ، فعاش منحنيا منتظرا أن يعطيه الحظ مال كما أعطاه في المرة الأولى ، لكنه نال المقابل العادل ظهر منحن .. وحياة بائسة .الطموحات والأحلام لا ترتوي سوى بعرق الجبين .. والحظ قد يأتيك ليوفر عليك بعضا من قطرات العرق ، أو يختصر لك مساحات الزمن .فاعمل يا صديقي بجد وعزم ، اضرب بفأس جهدك في أرض أحلامك لتطرح لك ثمار النجاح والراحة .. ولا تنتظر أعطيات الحظوظ فلعلها تتأخر أو لا تأتي أبدا ..!! إشراقة : الفرص الجميلة تمر علينا دون أن نستوقفها, لأنها تندس داخل ملابس بالية اسمها العمل الشاق .......................محمد مستجاب ( 34 )المشاكل الصغيرة أنا لا أخشى الكبوات الكبيرة ، فكثيرا ما كانت المأساة المفجعة بداية لإنجاز عظيم ! .والمتتبع لسير العظماء سيرى جليا كيف أن هناك كوارث حدثت في حياة أناس فكانت هذه الكارثة بمثابة المشهد الأول في قصة نجاحهم وتميزهم وعبقريتهم .لكن ما أخشاه حقا وأتهيبه هو تلك المشكلات الصغيرة المتراكمة التي لا نشعر بها ، والتي ما تلبث تحيط بنا حتى تغرقنا ونحن في غفلة من أمرنا .إن القطرات الصغيرة والتي لا يلقي معظمنا لها بال تفعل الأعاجيب . يحكى أن الصينيون كانوا يستخدمون إستراتيجية غريبة في التعذيب ، كانوا يجعلون السجين يستلقى على ظهره فوق لوح خشبي ويربطون يديه ويثبتونرأسه بواسطة كلابتين فلا يمكنه تحريك رأسه إطلاقاثم يضعون المسكين تحت صنبورمياه تنزل منه نقطة واحدة كل 10 ثواني بشكل رتيب بحيث تسقط النقطة في منطقة التقاء الأنف بالجبهة !!!!إنها مجرد نقطة مياه لا يمكن أن تلفت الانتباه ولكن الرتابةوالتكرار المستمر يجعلانها سلاحا مروعا فيجن المسكين خلال يومين على الأكثر ثمينهار جهازه العصبي ويموت !!!! في حياتنا الزوجية تنهمر تلك النقاط عبر مشكلات حياتية فتحيل العلاقة في لحظة إلى كارثة مشتعلة . في عالمنا المهني ، مع المدير ، أو الزملاء ، أو من هم تحت إمرتك ، قد تذيب تلك النقاط حبال المودة بيننا . في علاقتك مع الله ، قد تحاصرك تلك النقاط التافهة ، وتأخذك معها إلى عالم الغفلة والنسيان ، فتنسى حقوقا وواجبات مفروضة عليك . كل هذا ومعظمنا يستهين بتلك الأشياء البسيطة التافهة ، ولا يلقي لها بالا برغم تأثيرها المدمر. أنظر معي لقول الحبيب ( إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه ولكنه قد رضي بالمحقرات من أعمالكم ) ، ينبهنا إلى أن الشيطان ( والذي هدفه إضلال الناس) ، يعمل على تضليل البشر من خلال الذنوب البسيطة المتتالية ، والتي قد تصل بالمرء المفتون إلى درجات أعلى من الكفر والإلحاد والعياذ بالله .إننا بحاجة أخي الكريم أن ننتبه مليا إلى تلك الذنوب الصغيرة ، والمشكلات البسيطة ، ونتغلب عليها أولا بأول ، قبل أن تكبر وتصنع بيننا وبين من نحب سدا عاليا ..ولا تنسى أن عالي الجبال تكونت من صغير الحصى ، وأن نقطة الماء البسيطة تفتك بأشد الرجال قوة وضراوة . إشراقة : سعادة معظم الناس لا تهدمها الكوارث الكبرى أو الأخطاء القاتلة، بل بالتكرار البطيء للأشياء الصغيرة المدمرة.....أرنست ديمنت ( 35 )أعطهم الأمل في مذكراته يذكر الأستاذ عبدالوهاب المسيري قصة طريفة يقول : كانت الثالثة ظهرا عند جامع ابن طولون في الأسبوع الأخير من رمضان، ظل السائق الذييقف ورائي بسيارته يضغط علي الكلاكس ويطلب أن أتقدم «عجلة قدام والنبي» أي مسافة صغيرة جدا تعادل مدار عجلة واحدة فقت له: كلنا واقفون، فلم أتحرك هذه المسافة الصغيرة؟ فأجاب: كي تعطني بعض الأمل ! . من هذا الموقف الطريف انتبهت إلى أن الناس تبحث دائما عن الأمل ،وتهوى الركون إلى من ينثر على دنياهم عبق الأمل ، وتباشير التفاؤل .وتهرب وتنفر ممن يصبغ الحياة بفرشاة سوداء قاتمةفتعلمت أن أعطي الناس الأمل دائما ، حتى في أحلك الظروف .ومن عجيب قدر الله ، أن الأمل يتولد من الشعور بالأمل ، والتفاؤل يأتي بالخير .يقول رسول الله ( تفاءلوا بالخير تجدوه ) ،ويقول ربنا جل اسمه في الحديث القدسي ( أنا عند ظن عبدي بي .. فليظن بي ما يشاء ) ،فمن ظن به خيرا جنى الخير ، ومن ظن به سوء أُعطي نظير ظنه .فلما التشاؤم يا أخي وإساءة الظن في مقادير الله .إن علماء النفس يحذرون من ( النبؤة التي تحقق نفسها ذاتيا ) ، ويقصدون بها مجموعة التصورات والأفكار السيئة التي يحيط المرء منا نفسه بها مثل : أنا فاشل ………العالم مليء بالأشرار .. ………لا أمل في الناس ………القادم أسوء دائما…….الغيب مليء بالمصائب .. لن أحقق أهدافي .. يقول علماء النفس أن المرء يظل يردد هذا الأفكار إلى أن يقتنع بهاوينتهج لا إراديا الطرق والخطوات التي تحقق هذه التصورات ! .والدواء في التفاؤل وحسن الظن بالله ، حتى وإن أحاطت بك الملمات ، وحاصراتك المشكلات ،وتعلقت بك الهموم . قف في وجهها مبتسما ، متفائلا ، متقدا بالحب والأمل .وستجد الخير يأتيك راكضا .. والجمال يُقبل طاردا فلول المشاكل والهموم من حولك .وفوق هذا سترى الناس تنجذب إليك ، وتركن إلى جوارك ، طامعين فيما لديك من إشراق وبهاء .. وأمل . إشراقة : الأمل ينام كالدب بين ضلوعنا منتظراُ الربيع لينهض............................................. ..مارج بيرسي ( 36 )الركنالضعيف إن كنت ممن يطمح في الريادة وقيادة الناس ، فلا تعول عليهم كثيرا في الوقوف بجانبك حال الفتن والخطوب ! .فالبشر تهلل وتصفق ، لكنها إذا ارتفع السوط تلوذ بالفرار ولسان حالها نفسي .. نفسي .التقيت بشيخي وأستاذي الدكتور عمر عبدالكافي حفظه الله ، فدار بيننا حديث طويل تطرقنا فيه إلى محنته عندما حاربته جيوش العلمانية وأباطرة الشر في بداية التسعينات ، فقال لي معقبا : كان يصلي خلفي عشرات الآلاف وتبكي وتضرع إلى الله ، ويزدحمون حولي حال دخولي وخروجي ، حتى إذا جاءت المحنة ، لم أرى لهم موقفا أو أسمع لأحدهم صوتا.وحول هذا المعنى قال القائد الفرنسي الكبير ( نابليون بونابرت) لقواده: لا تخدعوا أنفسكم ، فالعامة لا ينصرون قضية .إن من يدرك هذا المعنى يعرف جيدا أهمية أن يرسم خططه ، على ما لديه من مقومات وأدوات ، وأن يعلم أن الناس عليه لا معه ،وأنه في سباق الريادة وحده ، وأن ناصره هو الله أولا ، وما قدمت يداه ثانيا ، وليس بعدهما ثالث . أحد قياصرة الروم اعتلى سدة الحكم ، وقد حُكم عليه في السابق بالإعدام ، وعندما رأى الجماهير من شرفة قصره قادمة تبارك له وقد كانت تلعنه في السابق قال : ( أهلا بالمصفقين لكل منتصر وغالب ) . إن الغوغاء لا ينصرون قضية ، وعامة الجماهير لا عقول لها ، تؤثر على قراراتهم واتجاهاتهم وسائل شتى ، فالإعلام قد يضللهم ، وصوت الخوف على لقمة العيش قد يكون هو الأعلى ، وصاحب الكفة الراجحة . القائد الحق ، يدرك جيدا أنه وحده صاحب القرار ، والمخول بإنهاء أموره .نعم يجب أن يكون له مخلصين وأتباع ، يؤمنون بفكره ، ويتفاعلون بهمة مع مبادئه ، لكن السواد الأعظم من البشر لن ينقاد له ويتبعه إلا حال رجاحة كفته على منافسيه وغرمائه . والناظر يرى أن أتباع النبي قبل فتح مكة كانوا معروفين ومخلصين ، حتى حينما يندس بينهما منافق ، كانوا يعرفونه ويتقونه ، لذلك كان النصر الدائم للدعوة ،أما بعد الفتح فكانوا ألوفا مؤلفه ، وفي حجة الوداع كان سوادهم يغطي الصحراء الممتدة ، بيد أن كثيرا منهم كانوا من صنف المصفقين للمنتصر ، ولا عجب أن يرتد منهم كُثر بعد وفاة النبي . استفد من هذا الدرس يا صديقي ، ولا يخدعنك التفاف الناس حولك ، أو هتافهم لك ، فتظن أنك قد ملكت ناصيتهم ، وأنهم قد أسلموا لك أمر حياتهم ………………..فما أسهل أن يتركوك وحدك في منتصف الطريق إذا ما جد خطب ، أو أقبلت محنة . إشراقة : في تاريخ الرومان أن الناس قد هتفوا ذات يوم لقائد ظافر ، وأحاطوا بمركبه مهللين ، فمال عليه حارسه وقال له : يا مولاي .. تذكر بأنك إنسان ! . ( 37 )نميثقافتك يقول الدكتور عبدالكريم بكار حفظه الله لا أرى أن هناك فرق كبير بين شخص متعلم لكنه لا يقرأ ، وشخص جاهل . وتالله لقد أصاب كبد الحقيقة بمقالته هذه ، فمع التطور الذي نحياه ، والسرعة التي تحرك كل شيء حولنا ، وظهور أبواب ومشارب متعددة للمعرفة والثقافة صارا لزاما على المرء أن يقرأ ويثقف نفسه كي يلحق بركب الحياة ، ويمتلك الرؤية الصحيحة للعيش .وللقراءة مبادئ وأسس ومفاهيم ، وللمفكرين فيها كلام حول ماهية الكتب التي يجب أن تقرأها ، وعددها ، وهل هي مناسبة لك أم لا .وهذا أمر قد تطرق له أساتذة أفاضل بكثير من التفصيل ، لكنني هاهنا وفي عجالة سريعة أضع بعض الإشارات على نقاط أرى أهميتها لكل قارئ وهي : (1) حدد مجالا تقرأ فيه ( علم النفس ، تربوي ، شرعي ، علمي ، سياسي ... ) ، واقرأ للرواد فيه ، ولتكن قراءتك فيه بمنهجية ، أي تسأل وتستشير المتخصصين في هذا المجال عن الكتب القيمة فيه ،إلى أن تجد أن العثور على معلومة جديدة في هذا المجال أصبح هدف يحتاج إلى جهد . (2) قسم قراءتك بين 50% في مجال تخصصك ، و50% في مجالات أخرى مهمة . (3) اجعل القراءة التزام ، فمما ييئسك في القراءة أن تبدأ في قراءة كتاب ثم تهمله ، لذا أنصحك أن تضع لنفسك التزاما وتفي به ، حتى لو بكتيبات صغيرة . (4) ضع جدولا للقراءة ، بأن تقرأ بشكل مستمر ، انهي كتابا كل أسبوع ، أو أسبوعين ، أو ثلاثة ،ضع برنامجا ثابتا ، قبل النوم مثلا ، في وقت الظهيرة ، اختار الوقت الذي تحب القراءة فيه واجعله وقتا مقدسا . (5) اقرأ في الأوقات الميتة ، وأقصد بالأوقات الميتة تلك الأوقات التي تضيع سدى في انتظار طبيب ، أو في وسائل المواصلات المختلفة . وهذه الأوقات يفضل فيها قراءة الكتب الصغيرة ( كتب الجيب ) والتي لا ترهق في حملها أو استيعابها . أضف إلى ذلك حاول أن تخالط دائما الأشخاص الذين لديهم حب للقراءة ، فما أروع و أمتع أن تصادق شخص وثالثكما كتاب ،كما أن للمكتبة التي تنشئها في بيتك مفعول السحر في دفعك وأهل بيتك للقراءة ، وأؤكد على أن المثقف ليس من يقرأ كثيرا ،بل من يقرأ الكتب الجيدة بشكل جيد ، يقرأها ويسبح مع كاتبها متأملا فيما قال ، منتبها للشواهد التي يذكرها ،لا يقبل المعلومة قبل أن يدرسها جيدا ويسبح فيها ومعها بذهنه وتفكيره . ومن نافلة القول لفت الانتباه إلى أهمية استغلال الأوقات التي نقضيها في عمل بدني بحت ،بحيث ننمي فيها أذهاننا ، فكثير منا قد يقضي وقت كبير جدا في قيادة السيارة يوميا ، فلماذا لا نضع استراتيجية لمثل هذا الوقت ، بسماع مجموعة صوتية مثلاً وما أكثر هذه المجموعات اليوم أو نضع بعض المحاضرات على جهاز mp3 كي نستمع إليها في ذهابنا وإيابنا ، فنستغل الأوقات التي تضيع سدى ، وننمي ونثقف من أنفسنا .إن قيمة المرء منا تحددها عوامل شتى ، يأتي على رأسها حجم وعيه وثقافته ، وعمق استنتاجاته لمختلف أحداث الحياة .لذا كن حريصاً يا صديقي على استغلال كل فرصة ترفع من مستوى ثقافتك وتفكيرك . ولا تكن قنوعاً أبداً في هذا الأمر ..! اشراقة : النجاح 20% مهارة و80% تخطيط استراتيجي. قد تعرف كيف تقرأ، لكن الأهم: ما الذي تخطط لقراءته ؟ ( 38 )قصقص حلمك في أحد البرامج التلفزيونية كنت أتناول الحديث عن الأحلام وأهميتها لكل واحد منا ،ووجدت أن هناك ثمة اختلاف بين المشاهدين في نقطة تحديد الحلم أو الرؤية المستقبلية ، وهل الأفضل أن يكون حلم المرء بسيط وقريب من واقعه ، أم يكون كبيرا براقاً ، وأجاب مويدي الرأي الأول بأن الحلم البسيط يكون واقعياً أكثر ، مما يحفزنا على تحقيقه ، بخلاف الحلم الكبير والذي يكون أقرب إلى الخيال مما يعطينا انطباعا باستحالة تحقيقه .بينما قال مؤيدي الرأي الثاني أن الأحلام البسيطة ليس لها سحر وجاذبية ، وأن الهدف الكبير يثير الحماسة ويجعلنا في حالة تحفيز دائم . وعندما جاء دوري للتعليق قلت : يجب أن يكون حلمنا كبيرا ، لكننا يجب أن نتعلم كيف نجزءه ونحوله إلى أهداف صغيرة .. ومرحلية . نعم الأهداف الكبيرة تحفزنا وتشحذ من همتنا وتزيد من فاعليتنا ، لكن الكثير منا يخشى من وضع خطة طموحة كي لا تكون خيالية صعبة أو مستحيلة التطبيق .هنا يأتي دور تجزءة الأحلام ، وتقطيعها جزءا جزءا، وهذا المفهوم ليس من بنات أفكاري بل هو قاعدة إدارية عتيدة .فأساتذة التخطيط يقولون ( فكر عالميا ، وتصرف محليا ) ، أي يجب أن تفكر بشكل شامل واسع ، تستطيع من خلاله تقييم قدراتك ، وتحديد موقعك على خارطة أحلامك بدقة . لكن حينما تبدأ العمل ، يجب أن تصرف اهتمامك إلى تلك الأشياء الصغيرة التي تستطيع إنجازها والتي تُحسب في خانة إنجازاتك ، إن الهدف الجزئي يكون ممكننا نظرا لسهولة القيام به ، لكن الهدف الكبير يكون خياليا نظرا لشكنا في إمكانية القيام به ، وكثيرا ما تصبح الأحلام الكبيرة مجرد أمنيات في عقل أصحابها لأنهم لم يجزئوها ، وينجزوها مرحلة تتبعها أخرى . وما أروع مقالة الشاعر العربي ( علي الكاتب) حين أجمل ما فصلناه في بيت شعر قال فيه : لا يؤيسنكَ من مجدٍ تباعُدُهُ فإِن للمجدِ تدريجًا وترتيبًا فالأحلام الكبيرة ، والأمجاد العظيمة ممكنة ، ونقدر عليها ،بشرط أن نخطط لها جيدا ، ونجزءها إلى مراحل ، ونضع لكل مرحلة خطة عمل ، ووقت للبدء والانتهاء .. وعلى هذا جرت عادة الناجحين والعباقرة . ( 40 )لا تخدعنك المظاهر في كتابه ( أعط الصباح فرصة ) يحكي الأستاذ عبدالوهاب مطاوع رحمه الله قصة طريفة كان شاهدا على أحداثها ، وخبرها أن أحد أصدقاءه ذهب لإجراء جراحة مؤلمة ، وكان الأستاذ مطاوع حاضرا معه ، وكانت تلك الجراحة في ذاك الوقت تصيب المرء بآلام فظيعة ، يصرخ منها أشد الرجال قوة واحتمالا كالأطفال الصغار ، فقام الصديق بإجراء الجراحة وتبعه مريض آخر لديه نفس الداء ، يقول الأستاذ مطاوع ( وكان مع المريض الآخر أخاه ، فما أن استيقظ هذا المريض واستعاد الشعور إلا وداهمته الآلام المبرحة ، فأخذ يصرخ بشدة طالبا النجدة ، فانزعج الأخ بشدة وذهب إلى الطبيب فطمئنه إلى أن هذه الأعراض طبيعية ، وسيظل هكذا حتى الليل وسيأتي لإعطائه حقنة مروفين ، فذهب الأخ لطمأنة أخاه فوجد صراخه قد على واشتد ، فعاد أدراجه إلى الطبيب يستجديه أن هناك خلل ما في العملية ،ولم يتركه إلا وقد أحضره معه ، فقام بتوقيع الكشف عليه وأخبره ثانية إلى أن هذه الأعراض طبيعية وسيصرخ هكذا حتى حلول المساء ! .وذهب الطبيب ولم يتوقف صراخ وتوسل الأخ المريض ، وعندما بلغت الحيرة مداها عند الأخ المرافق ، تذكر صديقي ، فحدثته نفسه أن يذهب إليه في الغرفة المجاورة ليرى هل يتألم مثل أخاه فيطمئن إلى أن هذا الألم طبيعي ، أم أن هناك مشكلة يحاول الطبيب إخفائها ! .وجاء إلى صديقي المريض ولم أكن وقتها في الغرفة ، فاستأذن فوجد صديقي يرقد ساكنا ويطالعه بهدوء ، فسلم عليه فرد عليه السلام ،وقال له : كيف حالك يا أستاذ فلان ؟فأجابه صديقي في هدوء : الحمد لله ! .فقال له ، كأنما يتأكد من مخاوفه : هل أنت بخير ؟فأجابه صديقي في وقار : نعم والحمد لله ! .فعاد يسأله من باب المجاملة والتعاطف ، خاصة وقد وجده وحيدا في غرفته : هل تريد شيئا قبل أن أنصرف صديقي بنفس الوقار والهدوء : نعم .. أريد أن أموت !فلم يستطع الرجل من أن يمنع نفسه من الانفجار في هستريا من الضحك ، وقال لصديقي : يبقى خير ! . ثم ربت على رأسه مشجعا ، وهو في قمة الابتهاج بعدما تبددت مخاوفه .وفي الممر التقينا وروى لي ما حدث وضحكنا معا ، وسألني أين كنت فرويت له أنني كنت في مكتب الطبيب المقيم للمرة العاشرة منذ الصباح أرجوه أن يأتي معي ليطمئن صديقي إلى أن كل شيء على ما يرام ،بعد أن ظل يصرخ بلا توقف ويستغيث بلا انقطاع ، فإذا كنت قد وجدته حين زرته ساكنا لا يصرخ فليس معناه أنه لا يتألم ، بل يتألم إلى حد العجز عن الصراخ والعويل ، وما هي إلا لحظات ويعاود الصراخ مرة أخرى ! .)وفي هذا الموقف درس غاية في الأهمية وهو ألا ننخدع بالمظاهر ، فُرب ضاحك والألم يعتصر كبده اعتصارا ، وآخر هادئ الجنان لكن السعادة والحبور تحمله على جناحيها وتطير به في عوالمها . وكم انخدعنا في أشخاص كنا نظن أنهم سعداء منبهرين بابتسامة مرسومة على شفاههم ، وأناقة بادية عليهم .. لكننا عندما سبرنا أغوارهم وجلسنا واستمعنا إليهم وجدنا حياتهم أتعس بكثير مما نظن ، وأنهم مساكين حقا فلا يخدعنك يا صديقي ضحكة ضاحك ، ولا مظاهر كاذبة .وعش في الحياة ناظرا دائما للجوهر لا للمظهر .ولا تحكم على أحد قبل أن تسبر أغواره جيدا . إشراقة : لا تنخدع بضحكهم فإنهم لا يضحون ابتهاجا وإنما .. تفاديا للانتحار………………………………… !!!فولتير ( 41 )الحياة في سبيل الله يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله : ( إنني أريد إفهام المؤمنين أن الحياة في سبيل الله كالموت في سبيل الله جهاد مبرور، وأن الفشل في كسب الدنيا يستتبع الفشل في نصرة الدين، إن السلبية لا تخلق بطولة؛ لأن البطولة عطاء واسع ومعاناة أشد ) . وتالله لقد صدق وأصاب بدقة ومهارة بالغة أحد أهم الثغرات في حياة المسلمين ! .فلدى المسلمون للأسف الشديد توترا في المزج بين حياتهم الدنيوية والأخروية ،بالرغم من أن الهدف الأهم لخلق الإنسان في الشريعة الإسلامية بعد عبادة الله هو إعمار الأرض ، ونشر الخير والجمال والفضائل فيها ، إلا أننا نجد وللأسف الشديد أن المسلمون في مؤخرة ركب التميز ويعيشون على هامش الحياة معتمدين على ما يستوردونه ، متكلين على ثروات بلدانهم الطبيعية ،متناسين دورهم الريادي في الحياة .شيء مخزي أن يكون أبناء الإسلام عالة على غيرهم ، والأكثر خزيا أن يلصق هذا بالورع والزهد ! .فعش يا صديقي حياتك في سبيل الله ، كن نجما بارزا في دنيا الناس ، تألق وارتفع لتُري العالم كيف يكون المسلم الحق . قدم للإنسانية إنجازا يكتب باسمك ، أعد للحياة شيئا من عبق ابن سينا أو ابن البيطار ، أو ابن رشد . كن الطبيب الماهر ، أو المهندس العبقري ، أو عالم الذرة الفذ ،أو الموظف الأمين ،أو العامل المجتهد .استمتع يا صديقي بنعم الله ، فما خلق الله الجمال إلا لنستمتع به ، شريطة أن نؤدي ثمن النعمة من شكر واعتراف بفضل الله علينا . ( الموت في سبيل الله ) مصطلح جهادي يتملك المسلم الصادق حال الشدة والمغالبة ومحاربة من يريد التعرض إلى ديننا ومعتقدنا ، لكننا اليوم في اشد الحاجة إلى تغليب مصطلح ( الحياة في سبيل الله ) ، يجب أن تفكر وتتأمل قارئي الحبيب عن الطريقة المثلى التي يجب أن تعيش بها الحياة . الرافعي في وحي القلم ينبهنا أنه ……………………إن لم نزد شيئا في الدنيا كنا نحن زائدين عليها ) ، وما أكثر من أتو وأثقلوا الحياة بهمومهم ومشاكلهم بدون أن يضيفوا شيئا ، مسيئين لسيرتهم .. ودينهم ! .نعم ودينهم أيضا ، فالعالم اليوم غير قابل لتصديق مقولة أن ديننا العظيم ينجب أبناء فشلة ،رصيدنا للأسف الشديد من الإنجاز والبحث العلمي ، بل ومن الخلق الحسن والسلوك الطيب فقير جداً . أعلم أن المشكلة ليست في الإسلام ، وأن ديننا جميل .. رائع .الإسلام بضاعة رائجة مطلوبة ، خاصة في حياتنا المادية القاسية التي نعيشها اليوم ، لكننا للأسف أسوء مندوبي مبيعات لتلك البضاعة ، فشله في الترويج لكنوزنا الكثيرة والتي لا تحتاج إلا لمن يطبقها كي تنطق معرفة نفسها عش يا صديقي حياتك في سبيل الله .. فإنه الجهاد .. وأي جهاد . إشراقة : يخطئ من يظن أن غاية الحياة هي القيام بأعمال دينية بحته فقط ، فإن من غاية الحياة أيضا الحصول على السعادة التي أرادها لنا الله بطرق مشروعة فمن يطلبها بوسائلها الشريفة فإنما يحقق أيضا إرادة الله . الأديب الروسي : تولوستوي ( 42 )الخوف منالحرية هل يتصور أحد أن هناك من يخشى الحرية ويُغلق دونها باب قلبه! ؟للأسف كثر هم من يخافون الحرية ويحذرونها وذلك لأنها تضعهم وجها لوجه أمام اتخاذ القرار وتحديد المصير .كثر ويا للعجب يرهبون النجاح والتفرد ، ويركنون إلى حائط الدعة والخمول طلبا لهدوء نسبي . فللنجاح متطلبات ودوافع وتكاليف ، وللحرية ضريبة . وليس كل البشر قادرين على تحمل تلك الضرائب والتكاليف .هناك من يرهب النجاح خوفاً من أن يرفع هذا النجاح طلباته وتوقعاته من نفسه وكذلك طلبات وتوقعات المحيطين به منه.وهناك من يخشى الحرية لأنها تزيد من إحساسه بالمسؤولية ، وتُحمله تبعات قراره .وليس هناك أدل على ذلك من ذهاب كثير من العبيد الذين حررهم ( إبراهام لينكولن) محرر العبيد في أميركا إلى سادتهم طالبين الرق ، رافضين حياة الحرية !! . وذلك لأنهم قد تعودوا على الحياة بدون فاعلية ، بل هناك من لم يتخذ طوال حياته قرارا واحداً ، حتى وإن كان بسيطاً هيناً .والحرية كما يُطلق عليها الأديب الأيرلندي جورج برنارد شو هي ( مرادف للمسئولية )، ولذلك يفزع منها معظم الناس. نعم ..إنها المسؤولية عزيزي القارئ ما يخشاه كثير من الناس ، فإن من يتحملون تبعات قرارهم في شجاعة ،ويقفون بشموخ أمام تيارات الحياة المختلفة بحلوها ومرها هم فقط الأحرار.فلا يتملكك العجب إذن حينما ترى صديقك لا تحركه حماسة شديدة رغم ما يملك من موهبة أو قوة ما ، فإنه يرهب الحرية والنجاح .ولا تعجب كذلك حينما ترى إنسان متواضع في قدراته ، لكن باله لا يهدأ أو يستقر أمام جموح طموحه الشديد ، فإنه حرٌ من صُلب أحرار .ما أريد قوله يا صديقي أن بيننا مبدعين وعباقرة ، لكن قلوبهم راضية بقيود الرق والاستعباد ، لذا لا يسمع بهم أحد ، ويموتون في صمت . وعلى الجانب الآخر هناك بسطاء أحرار ، يسمع بهم العالم ، ويسطرون بجرأتهم وإقدامهم أسمائهم في سجل التاريخ .فكن حراً ، مقداماً ، مبادراً . أخبر قلبك أنه حرٌ ، لا يعرف الضيم أو الاستعباد .ولا تخشى من اقتحام الصعب ، أو منازلة المستحيل ، فلا مستحيل أمام الأحرار . إشراقة : معروف في تاريخ الرجال أن الهمم الكبيرة تدوخ أصحابها وأن القلوب الحية تكلف الأجساد ما لا تطيق …………محمد الغزالي ( 43 )لاتستصغر نفسك يُحكى عن المفكر الفرنسي ( سان سيمون ) ، أنه علم خادمه أن يوقظه كل صباح في فراشه وهو يقول انهض سيدي الكونت .. فإن أمامك مهام عظيمة لتؤديها للبشرية ! ) . فيستيقظ بهمة ونشاط ، ممتلئً بالتفاؤل والأمل والحيوية ، مستشعراً أهميته ، وأهمية وجوده لخدمة الحياة التي تنتظر منه الكثير .. والكثير ! . المدهش أن ( سان سيمون ) ، لم يكن لديه عمل مصيري خطير ليؤديه ، فقط القراءة والتأليف ، وتبليغ رسالته التي تهدف إلى المناداة بإقامة حياة شريفة قائمة على أسس التعاون لا الصراع الرأسمالي والمنافسة الشرسة .لكنه كان يؤمن بهدفه هذا ، ويعد نفسه أمل الحياة كي تصبح مكانا أجمل وأرحب وأروع للعيش . فلماذا يستصغر المرء منا شأن نفسه ويستهين بها !؟ . لماذا لا نضع لأنفسنا أهدافاً في الحياة ، ثم نعلن لذواتنا وللعالم أننا قادمون لنحقق أهدافنا ، ونغير وجه هذه الأرض أو حتى شبر منها للأفضل . شعور رائع ، ونشوة لا توصف تلك التي تتملك المرء الذي يؤمن بدوره في خدمة البشرية والتأثير الإيجابي في المجتمع . ولكن أي أهداف عظيمة تلك التي تنتظرنا !! ؟ سؤال قد يتردد في ذهنك عزيزي القارئ . وأجيبك وكلي يقين بأن كل امرء منا يستطيع أن يجد ذلك العمل العظيم الرائع ، الذي يؤديه للبشرية . إن مجرد تعهدك لنفسك بأن تكون رجلا صالحا ، هو في حد ذاته عمل عظيم .. تنتظره البشرية في شوق ولهفة . أدائك لمهامك الوظيفية ، والاجتماعية ، والروحانية .. عمل عظيم ، قل من يؤديه على أكمل وجه . العالم لا ينتظر منك أن تكون أينشتين آخر ، ولا أديسون جديد ، ولا ابن حنبل معاصر . فلعل جملة مهاراتك ومواهبك لا تسير في مواكب المخترعين و عباقرة العلم . لكنك أبدا لن تُعدم موهبة أو ميزة تقدم من خلالها للبشرية خدمات جليلة . يلزمك أن تُقدر قيمة حياتك ، وتستشعر هدف وجودك على سطح هذه الحياة ، كي تكون رقما صعبا فيها . وإحدى معادلات الحياة أنها تعاملك على الأساس الذي ارتضيته لنفسك ! . فإذا كانت نظرتك لنفسك أنك عظيم ، نظرة نابعة من قوة هدفك ونبله . فسيطاوعك العالم ويردد ورائك نشيد العزة والشموخ . أما حين ترى نفسك نفرا ليس ذو قيمة ، مثلك مثل الملايين التي يعج بهم سطح الأرض ، فلا تلوم الحياة إذا وضعتك صفرا على الشمال ، ولم تعبأ بك أو تلتفت إليك . قم يا صديقي واستيقظ ..! فإن أمامك مهام جليلة كي تؤديها للبشرية . إشراقة : عندما تطمح في شيء وتسعى جاداً في الحصول عليه ، فإن العالم بأسره يكون في صفك ………………………باولوكويلو ( 44 )حاصرقلقك القلق داء عضال ، يهجم على النفس فيخنقها ، ولا يدعها إلا ركام وأطلال .ولقد بحث ذوي الألباب والأفهام عن دواء لهذا المرض الفتاك ، وأفنوا أعمارهم في تتبع آثاره ودوافعه ، باحثين عن الطريقة المثلى لزهقه والتغلب عليه ، يحكي الباحث الأميركي ديل كارنيجي حكايته مع هذا المرض ويقول: (عشتُ في نيويورك أكثرمن سبع وثلاثين سنة , فلم يحدث أن طرق أحدٌ بابي ليحذِّرني من مرض يدعى القلق , هذا المرض الذي سبب في الأعوام السبعة والثلاثين الماضية من الخسائر أكثرمما سببه الجدري بعشرة آلاف ضعف ,نعم لم يطرق أحدٌ بابي ليحذرني أنَّ شخصاً من كلِّ عشرة أشخاص من سكان أمريكا معرّض للإصابة بانهيار عصبي مرجعه في أغلب الأحوال إلى القلق!!.) . وأمضى كارنيجي حياته في مساعدة البائسين ، صرعى القلق والاضطراب ، إلى أن خلص في الأخير إلى روشتة ذهبية نصح بها كل من يبحث عن دواء للقلق وهي: انشغل دائما ، واهرب من فخ الفراغ ..لا تحزن علي ما فات..لا تبالغ في الخوف والاهتمام بما سيأتي.. ويؤكد منهجه هذا قائلا: إن من مبادئ علم الطبيعة.. أن الطبيعة ضد الفراغ وأنك لو ثقبت مصباحا كهربائيا مفرغا من الهواء.. فإن الهواء يتسلل إليه علي الفور ويملأ كل فراغه، وكذلك العقل فهو إذا خلا مما يشغله تسللت إليه الهموم وتمكنت منه. يتفق مع كارنيجي المفكر الأيرلندي جورج برنارد شو حيث يجيب على سؤال عن القلق والتعاسة وكيفية التغلب عليهما بقوله : (إن سر الإحساس بالتعاسة والاضطراب هو أن يتوافر لديك الوقت لتتساءل هل أنت شقي أم سعيد ! ) . تؤكد هذه النظرية تجربة عاشها أحد الجنرالات أثناء أحد الحروب حيث وجد نفسه فجأة وحيدا بين ثلوج القطب الجنوبي فيقول : في الليل قبل أن أطفئ المصباح لآوي إلى فراشي كنت أرسم لنفسي سيناريو لعمل الغد ، فأخطط في خيالي جدولا فأقول : سأقتطع ساعتين لتنظيف الثلوج من أمام خيمتي ، وساعة أخرى لعمل نفق خلف الخيمة ، وساعة لعمل منضدة للطعام ، وساعتين لإصلاح الزحافة .. ، ولا أدع لنفسي دقيقة فراغ واحدة .ولو لم أفعل ذلك ، لكن الثمن حياتي .. أو عقلي .ولقد أثبتت الإحصائيات أن حالات الانتحار تقل كثيرا أثناء الحروب وذلك لشعور الناس أن هناك مهمات وتحديات يجب عليهم مواجهتها ، ويضعف لديهم الشعور بالفراغ ووحشة الوقت . إن الانشغال بمهامك العظيمة صديقي القارئ ، والتركيز على أدوارك في الحياة والاهتمام الخالص بها ، كفيل بألا يسلمك إلى القلق والتوتر والضغط العصبي .والإنسان منا كلٌ لا يتجزأ ، لديه احتياج روحاني ، ومادي ، واجتماعي ، وجسدي ، فإذا ما رتبت حياتك ،بحيث تعطي لكل جانب من جوانب حياتك حقها من الاهتمام والعناية والدأب والعمل ، فثق يقينا أن القلق لن يطرق باب قلبك أبدا .لن يرضى الله عنك إذا انقطعت في مسجد ساجدا راكعا ، مهملا واجبك تجاه الناس والإنسانية ، كما لن يرضى عنك كذلك إذا ما هجرت جانبه ، ونسيت حقه عليك ، وانشغلت بالكسب المادي فقط . إن الروشتة العظيمة للتغلب على القلق ، أن تضع لنفسك أهداف سامية وتنشغل بالوفاء بها ، أن تحاصر جيوش ( التوتر ، وضيق الصدر ، والاكتئاب ) قبل أن تهجم عليك ، أو تقترب من أسوار حياتك .الراحة في أن تعيش حياة متزنة ، معطيا لكل ذي حق حقه ، ناثرا من عرق جهدك على أرض أحلامك ما يكفي لإنعاش بذور الطمأنينة والرضا وراحة البال بداخلك. اشراقة : قلة الحركة تثمر الشك والخوف. كثرة الحركة تثمر الثقة والشجاعة. إذا أردت قهر الخوف، لا تقبع في بيتك مفكرا فيه،بل اخرج واشغل نفسك …………………..ديل كارنيجي ( 45 )لعبة المال كلنا يطمح في أن يملك أطراف الدنيا بين يديه .ومعظمنا يوجز كل أحلامه وأمانيه ومنتهى غايته وأمله في المال ، ويرجع بؤسه وألمه واضطراب حياته إلى قلة موارده المادية . يقول أحد من أفنوا حياتهم في جمع المال ، الملياردير الأمريكي الشهير( بول جيتي) : إن المال لا يستطيع شراء الصحة ولا السعادة ولا الحنان ولا سهولة الهضم ) ! . ما أخطر ( لعبة المال ) ، والتي تجبرنا أن نصرف جل تفكيرنا واهتمامنا وجهدنا في الحصول عليه ، ظانين أننا في النهاية سنمتلك السعادة التي نطمح إليها .. وهيهات . لن يستطيع أحد إنكار ما للمال من أهمية وقوة ، أو إغفال ما له من تأثير وسحر ، وأنه يدعم بلا شك من يريد أن يكون سعيدا . لكنه أبدا ليس جوهر السعادة ومنبعها ، وليس هناك أبسط من أن تقلب ناظريك في الحياة لترى كثر من أصحاب الملايين ، تخاصمهم السعادة ، ويرافقهم البؤس والشقاء في كل خطوة من خطواتهم . نعم هناك أغنياء سعداء ، لكنك لو فتشت لديهم لوجدت المال عنصرا ضئيلا جدا في منظومة السعادة ، وأن المحرك الأول ،والمحور الأهم هو الرضا والقناعة وطمأنينة النفس وهنائها . والرسول ، يخبرنا بسر خطير من أسرار لعبة المال ، من فقهه وأحسن فهمه وإدراكه كان في السباق متصدرا ، يقول : (من كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه شمله، ثم أتته الدنيا وهيراغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق عليه شمله، ولن يأته منالدنيا إلا ما قُدر له ) . وليس المقصود ب (الآخرة همه) هو ترك الدنيا وزهد الحياة ، وإنما في الارتقاء في الطلب والترفع عن الركض اللاهث خلف الدرهم والدينار ، فإحدى حكم الأيام أن الدنيا وزينتها كالمرأة اللعوب تأتيك إذا ما أعطيتها ظهرك ، و تجافيك إذا أقبلت عليها في لهفة وشوق . وكلما كان المرء منا شديد الثقة في الله ، مطمئنا إلى أن رزقه لن يذهب لغيره ، مدركا لفلسفة الرزق ، متيقنا بأن نعم الله لا يمكن النظر إليها من الزاوية المادية فحسب ، كلما كان نصيبه من كعكة السعادة أوفر .وما أجمل قول نبي الرحمة ، وهو يهيب بكل جازع أن يهدأ ويستكين ، ويطمئن جنانه إلى أن نصيبه من الرزق لن يأخذه غيره ، وأنه آتيه لا محالة ، إذ يقول : (ليس الغنى عن كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس. وإن الله عز وجل يؤتي عبده ما كُتب له من الرزق ، فأجملوا في الطلب ، خذوا ما حل ودعوا ما حرم ) . ما أشد ما يعتصر قلبي من ألم وحزن وأنا أرى صديقا لي ، أوتي من نعيم الدنيا الشيء الكثير ، فهو في عيون أقرانه الأغنى والأكثر نفوذا ، والأسعد حظا .لكن قلبه يقطر ألما وهو ينظر للأطفال وقد حُرم من الإنجاب .وأكاد أجزم أنه لن يتواني لحظة في التضحية بما لديه من نعم الحياة ، من أجل كلمة ( أبي) يرددها على سمعة طفل من صُلبه . حمدا لله ، على قلب ينبض ، وعين ترى النور ، ويد تصرف الأمور ، وقدم تحملنا إلى حاجتنا بدون مساعدة من أحد .حمدا لله على زوجة نأوي إليها ، وبيت يضمنا بين زواياه ، وعمل يكفينا مذلة السؤال . الحمد لله على ستره الجميل ، وعطائه الجزيل ، وكرمه الممدود . هل تريد أن تدرك يا صديقي سر المال ؟ . سل من قُطعت يده ، بكم يشتري يداً ؟. ومن فقد قدما ، بكم يشتري قدما ؟. ومن حُرم الأبناء بكم يشتري طفلا ؟ ستعرف وقتها ، أن تأنقك في الحياة ، ومشيك مختالا بصحتك الوارفة ، هازا زراعيك في الهواء ، رافعا رأسك في ثقة لا يقدر بثمن . وأن لعبة المال .. لا يربح فيها أحد . إشراقة : إن رجلاً بلا مال هورجل فقير، ولكن الأفقر منه إذا أردنا أن نغوص نحو الأعماق رجل ليس لديه إلاَّ المال . د. عبدالكريم بكار (46)الحقيقة دائما ما يرفض غروري الاقتناع بأن الحياة ستمضي طبيعية جدا ، حينما أرحل عنها وأوارى التراب ، صعب على نفس أحبت الدنيا وتعلقت بها أن تؤمن أن الحياة لن تتوقف دقيقة أو حتى ثانية من أجل رحيله ، فالكون دائر ، والبشر ماضون ، وكلٌ على حاله .كل ما هنالك أنني لست موجود .. قد يقف البعض حزنا علي لبرهة من الزمن ، لكنهم سيمضون إلى أعمالهم ومشاغلهم ، وكل ما يربطني بهم .. ذكرى وتالله إنها الحقيقة التي نحتاج أن نذكر بها نفوسنا بين حين وآخر .. فمهما كبرنا وعلونا وحزنا من المكانة والرفعة والشرف ، إلا أن الحياة لن تتخبط بدوننا وتضطرب . والقبور مليئة بأشخاص خيل لهم الغرور والكبر أن الحياة لن تمضي بدونهم ، وها هي الحياة تسير بروتينها المعهود ، وهم مجرد تاريخ سابق ، يدلل عليه شاهد رخامي مكتوب عليه اسم ولقب وتاريخ وفاة . وخير لي ولك قارئي الحبيب أن ندرك أن الدنيا مزرعة الآخرة ، فحينها سنطفئ جزع النفس الطامحة في الخلود ، ونطمئنها أن هناك حياة أروع وجنة عرضها السموات والأرض .سنرتاح كثيرا حينما يقر في وجداننا أن تلك الحياة والتي لا نود مفارقتها ، ليست سوى صورة خادعة براقة ،وأن النعيم الحق ، والخلود الدائم ، في جنة لا تنال إلا برضوان الله وطاعته .سنزهد وقتها في طلب الخلود ، وسنجتهد في غرس بذور الخير هنا ، كي نرى ثماره يانعة هناك ، ونجد السير هنا كي نرتاح هناك . كان أبو بكر -رضي الله عنه- يقول: "لا تغبطوا الأحياء إلا على ما تغبطون عليه الأموات" . فهل يمكن أن نغبط ميتاً على مال ورثه ، أو أراضٍ خلفها ، أو عقار يتقاسمه ورثته في سعادة وحبور ..!؟ إن ما نغبطه عليه حقا هو عمل عظيم يعيش بعد موته ينافح عنه ، ويدخل معه قبره ليؤنسه إذا ما ذهب عنه أهله وأصحابه . إن العقل الإنساني متى ما وُهب الحكمة ، سيدرك جيداً أن الدنيا بطولها وعرضها ظل زائف ، وأن التعامل الأمثل معها لا يكون إلا في تسخيرها من أجل الأعمال العظيمة التي توضع في صندوق الحسنات والأعمال الطيبة . وأنظر معي لقول وليم جيمس أبو علم النفس الحديث إذ يقول ( إن الاستغلال العظيم للحياة هو أن نقضيها في عمل شيء ما يبقى معنا بعد الحياة )………………………طف بعقلك في المشرق والمغرب ، ولن تجد حكيما أو فيلسوفا ، إلا وأدرك تلك الحكمة ووعاها .. أن الدنيا مزرعة الآخرة . بعد كل هذا .. أعود لأسأل نفسي ثانية : هل ستستمر الحياة بعد موتي ؟! و أجيب بطمئنينة بال : نعم ستستمر بكل تأكيد . لكنني لن أجزع لذلك ، طالما أحمل معي زادي من التقى واليقين والعمل الصالح . إشراقة : سر على الأرض هونا فقد عاشت هذه الأرض بدونك ملايين السنين ، وأغلب الظن أنها سوف تفعل ذلك مرة أخرى . ( 47 ) انتقي خلانك من منا يستطيع العيش بلا أصدقاء وخلان وندماء ! . أي بهجة للحياة إن خلت من أصدقاء يشاركوننا إياها ، نأنس بهم ونؤنسهم ، نعطيهم ونأخذ منهم ، نهب إليهم لنشكو قسوة الأيام وتقلبات الدهر . وقد أفرد الفلاسفة والحكماء في سمات الخليل ، وعددوا له صفات يجب أن يتحلى بها ، قبل أن نركن إليه ونسمه بالوفاء . لكنني أحببت أن أحذرك يا صديقي من صنف من الأصدقاء ، يهبط معهم الواحد منا ولا يرتفع ، ينغصون عليه حياته ، ويصبغون أيامه بلون داكن قاتم كئيب . نعم .. هناك صديق قادر في جلسة واحدة على تعكير صفو أيامك بآرائه المعوجة ، وتضييق صدرك بشكوكه السوداء ، وخلق مساحة من التشاؤم في نفسك بقدرة عجيبة خارقة ! . وهذا الصديق تعرفه بأوصاف عدة فهو كاره للبشر بصفة عامة ، قد يكون ناجح في عمله أو غير ذلك ، لكنه يقيننا أفشل الخلق في علاقاته الاجتماعية ، لا يستفيد منه من يعرفه شيئا سوي تسميم روحه بالعداء للبشر.. وسوء الظن فيهم...وتوقع الشر قبل الخير منهم، إلي جانب تشويه القيم وإنكار فضائل الآخرين..إننا حينما نتحدث مع أشخاص متشائمون يحدث شيء عجيب ، حيث تختفي دائما أي بوادر للأمل وتنتشر فوق الرؤوس سحب التشاؤم واليأس ، و لا تجود القريحة بأي شيء من التفاؤل أو المرح أو الأفكار والخطط الجديدة المبدعة . فاهرب من هذا الصنف يا صاحبي وابتعد عنه ، وابحث عن ذلك الصديق الذي تحلق معه في آفاق الجمال ، الذي يبث فيك كل حسن ، ويلهب مشاعرك دوما بكريم طباعه وأخلاقه .ابحث عن الصديق الذي عناه الكاتب الأمريكي إيمرسون بقوله : إنني أنشدُ صديقا يحرك حماستي وتفاؤلي تجاه الحياة ، ويشجعني علي أن أصنع ما أستطيع صُنعه، ولست أريد صديقا يثبط عزيمتي بخمود روحه ويأسه من كل شئ فأنكص عن أداء ما أستطيع أداءاه لو تحليت بصفة الحماس!. ومما روي عن يوليوس قيصر أنه لم يكن يستقبل في بلاطه سوى أصحاب الوجوه الضاحكة المستبشرة ، وكان حجته في ذلك أن الابتهاج عدوى كما أن الاكتئاب عدوى كذلك ! . فانتقي أصدقائك يا صاحبي ، ولا تلقي بنفسك في فلك امرء متشائم ، سيء الطلعة والطالع . فيضيق عليك حياتك الرحبة ، ويغطي عينيك عن رؤية جمال الكون وروعته . إشراقة : ابتعد عن صغار الناس الذين يقللون من شأن طموحاتك، لأن عظماء الناس هم من سيجعلونك تشعر أنك قادر على تحقيق ما هو أكثر من طموحاتك هذه. ( )ليس مستحيل أن تكون مليونيرا ..! كريستوفر و ليندا زوجان مُحبان ، تزوجا وعاشا سنوات زواجهما الأولى في كفاح مع الحياة ومصاعبها .وعندما قرر الزوجان القيام بمشروع خاص صغير نصحهما أحد الأصدقاء بأن يشتريا بكل مدخراتهما أجهزه طبية خاصة بعمل الأشعة للمرضى ،وأخبرهما أن كريستوفر يستطيع بمهارته الشخصية تسويق تلك الأجهزة والحصول على أرباح خيالية .وبناءً على نصيحة الصديق اشترى الزوج الأجهزة ، وأصبح أمام عمله الجديد ! .وللأسف لم يستطع كريستوفر بيع جهاز واحد طيلة الثلاث أشهر الأول ! ،واكتشف كم كان غر ساذج عندما اشترى جهازا قد انتهى زمنه ، وأن الشركة التي صنعته ، قد طرحت بديلا عنه أفضل منه في الإمكانات وأقل منه في الثمن !! . وتعرضت الأسرة لكارثة اقتصادية حقيقية ، وتراكمت عليها الديون ، مما دعا بالزوجة أن تعمل في عملين متتاليين يقضيان على ساعات يومها بالكامل .وحاول الزوج التخلص من الأجهزة بأي ثمن كي يستطيع إعالة زوجته وطفله ذو الخمسة أعوام فلم يستطع ،وشيئاُ فشيئاً ومع تدهور الأحوال وازدياد الديون ،أصاب الزوجة اليأس فقررت أن تهجر زوجها ،و لم يستطع الزوج المحطم عمل شيء ليحافظ على أسرته الممزقة سوى الاحتفاظ بالطفل معه بالرغم من ظروفه السيئة ، وتتركه زوجته وتزداد الأمور سوء .. لم يستطع كريستوفر دفع إيجار المنزل ، فطردهما صاحب البيت ، ليجد نفسه وطفله في الشارع مشردين ضائعين ،ينامان في الحمامات العامة ودور الإيواء ، بل وفي أوقات كثيرة في أقسام الشرطة .وفي وسط هذا الجو المشحون القاتم ، قرر كريستوفر أن يقبل تحدي الحياة ! ،فبدأ في بث الأمل والتفاؤل في نفسه و صغيره ( كريس) ، ثم أخذ في تحديد مصيره !!! . فتش كريستوفر في حقيبة أحلامه ، فوجد حلما طالما راوده في صحوه ومنامه ، وهو العمل في سوق الأوراق المالية ! . وبالفعل تقدم لدورة تدريبية في إحدى شركات البورصة ، التي أعلنت أن الأول في الدورة سيتم توظيفه فيها ، لكن المشكلة الكبرى أن فترة التدريب ثمانية أشهر بدون أجر ...........قرر كريستوفر حينها أن يفعل المستحيل ، أن يستنفر كل نقطة عزم وإرادة وقوة في وجدانه ، يعمل نهارا ويذاكر ليلا ! .........الرجل الذي فشل في العمل يريد أن يعمل ويدرس !!!!! ثمانية أشهر من التحدي ، يخرج كريستوفر راكضا في الصباح ليلحق بالعمل ، ويركض في الظهيرة ليلحق بالدورة التدريبية ، ويركض في المغيب لإحضار طفله من المدرسة ، ويركض مساء كي يهنأ ببعض الضوء في الملجأ ليذاكر عليها قبل أن يطفئوا الأنوار ... ترى هل أنهى كريستوفر دورته ، وفاز بالوظيفة ؟ هل انتهت آلامه وأحزانه ومشاكله ، وصار لديه بيتا يأويه هو وطفله ؟ أي شخص اليوم يتسنى له زيارة نيويورك يستطيع زيارة شركة (CEO of Christopher Gardner International ) ، والتي يملكها كريستوفر الابن ، ويستطيع أن يرى بنفسه حجم الأعمال والأرباح التي تدرها الشركة . لقد نجح كريستوفر في الاختبار وفاز بالمركز الأول ، ولم يتوقف طموحه ، فتدرج في عمله ، وخطا خطوات واسعة ، حتى كون ثروة تقدر بالملايين ! .إنها العزيمة التي لا تعترف بيأس ، والطموح الذي لا تهزه رياح التعب ، والإيمان بقوة الهدف ، والسعي إليه .لن تكون في بؤس كريستوفر ، وبالتأكيد لم تعاندك الأيام كما عاندته . هل نمت في حمامات عامة ، أو ملجأ للمشردين ؟هل هجرتك زوجتك يأسا من حالتك ؟هل تخبطت وطفلك في الشوارع تبحثون عن ركن دافئ يقيكم برد الشتاء وأعين الشرطة ؟في أقسى درجات الشدة والمعاناة واليأس ، قرر بطلنا أن يكون مليونيرا .. ونجح . في أحلك فترات عمره وأشدها قسوة قرر أن يكون شيئا ذو قيمة .. وأصبح .هدفك الواضح .. تصميمك الراسخ .. صبرك الجميل .. إيمانك بالله .. ثقتك في قدراتك .هي أدواتك كي تصبح مليونيرا إن أحببت .ومهما كان موضعك أو موقفك من الحياة .. تستطيع أن تفعلها كما فعلها كريستوفر . إشراقة : شر المال ما لزمك الإثم في كسبه وحرمت الأجر في إنفاقه..................................
__________________
اللهم اغفر لوالدى ووالدتى واصلح حالى وحال جميع المسلمين
|
#224
|
||||
|
||||
![]()
على ما تنزل حاجة جديدة :
كتاب : افكار صغيرة لحياة كبيرة..........كريم الشاذلى ......... ومعلش الكتاب بصيغة وورد الاستهلالة .. يبدأ الكاتب بمقدمة عن الكتاب قائلا ..بسم الله .. والحمد لله .. والصلاة والسلام على أشرف خلق الله ، سيدنامحمد صلى الله عليه وسلم. وبعد .. أهلا بكصديق كم أحبه ، وأدين له بالكثير ..مع كل رحلة جديدة لقلمي ، أدعوا الله ألا أفقد قارئا ، ففقد الكاتب لأصدقائهالقراء فاجعة تستحق العزاء ، لذا أجدني دائما مطالباً بأن أبذل مزيدا من الجهدوالعمل .. والإخلاص .إلى منيقرأ لي لأول مرة ألف تحية ، ودعاء من القلب بأن تستفيدوا وتستمتعوا في رحلتكم بيندفتي هذا الكتاب ، أما أصدقائي القدامى فألفت انتباههم أن رحلتنا هذه المرة مختلفة .. جدا .فهذا الكتاب ليس بحثاأسهرني الليالي الطوال، ولا دراسةأرهقتني استبياناتها وجمع خيوطها ، هذه المرة أدعوكم بمصاحبتي إلى رحلة في عالميالخاصحيث أهديكمولكم يحلواالعطاءأثمن ما يعطي كاتب لأصدقائه .. أفكاره ، وتأملاته ، ورؤاه ..أحرفي هذه المرة مزيج من روح أيامي .. وألم تجربتي .. وصيدتأملاتي .. وسجل ذاكرتي . ثم يسأل سؤال غريب ومستفز ...!! كتابيُقرأ .. أم أوراق ينبغي أن تُحرق! ……………………كلا الأمرين جائز وأنت تتصفح محطات هذا الكتاب !فقد بذلت جهدي تعليمهمبادئ الثورة على أرفف المكتبات ، والتمردعلى أكوام الغبارالتي تغطي كتبا لم تُقرأ .وأعملت جهدي في تلقينه خطة الاستفزاز ! .نعم خطة استفزاز موجهة إلى عقل القارئ .. عقلك صديقيالعزيز ..غاية أملي من هذاالكتاب أن يطلق عصافير التأمل في سماء عقلك ، ويضع علامات الدهشة والاستفهام.. بلوالاستنكار في زوايا تفكيرك .لا زلت أرى وأؤكد أن الكتاب الذي لا يستفز عقل القارئ ليفكر ويستدعي الشواهدوالآياتلموافقة أو دحض كاتبه هو كتاب لم يؤدي مهمته .. فمهمة الكاتب هي طرق أبوابالعقل كي يظل نشطا .. حاضرا .. يقظا . كم تقرأ .. ليس هو السؤال الذي ينبغي أن نرهن به معدل ثقافة ووعي شخص ما ! . فليست العبرة بعدد الكتبالتي تصفحتها حدقة عينك ، ولا تقاس ثقافة امرؤ بعدد المجلدات التي تزين مكتبته ،إنما بعدد المرات التي طاف فيها مع كتاب ، وجلس مع كاتبه يأخذ ويرد .. يقبل ويرفض .. يثني وينقد .إن الكتابةعمل ثنائي يشترك فيه قلم الكاتب مع عقل القارئ لينتج معادلة النجاح .فإذا ما فشل أحدهمفي مهمته .. فقد فشلت المهمة برمتها .لعل هذا ما يجعلني متحيزا بشدة لما يسمى كتب التأملات ، والتي تتيح للقارئمساحة يغلق فيها عينيه ويسبح مع الفكرة المجردة في فضاء الفكر لتُنضج لديه حساوشعورا وعقلا وإحساسا .أبغضالتلقين وأكرهه ، وأرى أنه استهتارا بالعقل ، وتعطيلا للفكر ، وإرهاقا لطاقات ،وقتلا لموارد ،واعتداء على المواهب.لذا أجد نفسي حانقاعلى حالالتعليم في وطننا العربي ، والذي يُخرج لنا أجسادا ترتدي شهادات ، ولا استطراد فيمايؤجج مشاعر الألم .أعود لأكررأن هذا الكتاب عمل مشترك بين عقلي وعقلك .. قلمي ونظرك .. تحليلي وتفسيرك .والبيعان بالخيار مالميفترقا. ثم يعرفنا بنفسه قائلا .. المؤلف كاتب لا يزال واقفا : كنتوحتى عهد قريب أمارس عادة القراءة فقط للعمالقة والكبار ، الذين يبهرني عمق أفكارهم، وقوة طرحهم ، ووضوح الرؤية لديهم ، فهم النهر الذي لا يجب أن تحجبني عنه القنواتوالجداول الصغيرة . وكنت أنظرإلى ميراث المرء منهم قبل أن أقرأ له ، لأرى هل وقف ليعاني قبل أن يُصدر تجربته ،مؤمنا حينذاك بقول الفيلسوف الفرنسي هنري دافيد ثورو ( ما أتفه أن يجلس ليكتب من لميقف ليعيش ) .إلى أن تعرفت إلى صنفِآخر من الكُتاب الذين لا زالوا واقفين بشموخ ليعيشوا ، وهم في نفس الوقت يكتبواللعالم بقلم قد غُمس في محبرة الكفاح .يسودون الأوراق بموهبة رُزقوها ، ورؤية فكرية حصلوها بكثيرجهدِ وعناء .عندها قررت أنأكون تلميذا في مدرسة العظماء .. ومتدربا في مدرسة البسطاء والمكافحين .إن عناء رفع القلم لا يعرفهإلا كاتب يُقدر جيدا ثقل الأمانة التي يحملها بين جنبيه ، وعظم المسؤولية الملقاةعلى كاهله ، وإلا فهناك كُتاب يشوهون الأوراق البيضاء بأسطرِ ليتهم وفروا علىأنفسهم عناء كتابتها ، أسأل الله ألا أكون منهم . أما عن الكتاب نفسه فيقول .. الكتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة : التقاط لبعض معان الحياة، وتسجيلا لمواقف وصور ذات أهمية فيها .حكمة سمعتها .. قرأتها .. رأيتها . وخشيت أن تطير من ذهنيفقررت صيدها ، وتقديمها قرباناً لك ! .قصة رمزية تلخصحكمة ، أو تشحذ همة ، أو تُوجب عملا ً . وأحببت أن أدونها ليسبح معها ذوي الألباب ،ويستفيد من مغزاها طلاب الحكمة .عصير أيام من سبقوني .. وحرارة تجربة مرة بي .. وفكرة ترجمتها مواقف الحياةالمتكررة ، صاغت معالم هذا الكتاب . . وكده انتهت المقدمة والتعريف ..انتظرونا الحلقة القادمة .. وأولى الأفكار .. (1)حطم صنمك الانانية والكبر والغرور افات تحيل حياة المرء منا الى جحيم مستعر واللذين يعيشون ولديهم هذه الصفات لا ينعمون ابدا بالعيش الهانئ ولا يعرفون طعم السعادة التى يتذوقها من يعيش حياة البساطة والايثار ان ( الانا)ذلك الصوت السخيف بداخل المرء منا والذى يجعلنا دائما فى انتظار انبهار الاخرين بنا لهو شيئ مؤسف جدا. ذلك الدافع الذى يجعلنا دائما حريصين على ان يعرف الناس اننا افضل منهم واجمل منهم واكثر ايمانا وانجازا منهم لهو اشارة لخلل فى تركيبنا النفسى ومرض يحتاج الى علاج ولحظات صدق وتامل بين المرء ونفسه ومن عدالة الاقدار انها تضع المتكبر تحت ضغط نفسى متواصل فهو يخشى دائما ان يكتشف الاخرين انه اقل مما يدعى فيبذل المزيد من الجهد لاخفاء عيوبا او يبرز محاسنا تؤكد للجميع انه كما يقول........ على العكس من ذلك المتواضع يخفى من كنوز محاسنه تحت رمال تواضعه حتى اذا اكتشفها الناس ادركوا عظم واهمية وقوة الشخص الذى يتعاملون معه والذى ما تفتا الايام ان تخبرهم عن عظيم خصاله وكريم طباعه. ان النفس تهوى الاطراء والتمجيد لكن النفس التى يروضها صاحبها ويجبرها ان تتسم بالتواضع وتحاول دائما ان تظهر الجانب الخير عند الناس هى التى تستشعر بصدق حلاوة العطاء وسكينة التواضع. الغريب حقا ان الشخص الذى يئد كبريائه ويصفع غروره ويوقظ تواضعه هو شخص يتولى الحديث عن عظمته عمله. نعم اعماله العظيمة تتحدث عنه وتخبر الجميع بعظمته وجماله. واحسن تفسيرلهذا الامر تفسير وليم جيمس- ابو علم النفس –حين قال – ان تتخلى عن اعجابك بنفسك متعة تضاهى اقرار الناس بهذا الاعجاب ولكن الى ان تجرب طعم هذه المتعة ذق بعضا من تعب التعود على التواضع والبساطة . استمع دائما اخى الى الاخرين وكن شغوفا باشباع نزواتهم فى الحديث عن انفسهم اما اعمالك وانجازاتك وجميل صفاتك فاتركها تتحدث نيابة عنك..... فهى افصح منك لسانا..... غرورا اشراقه : ما يجعل غرور البعض غير محتمل هو تعارضه مع غرورنا الشخصى ........... فرانسوا دو لا روشفوكول (1)عش يومك ! . تابعوا معايا عشان نعرف ازاى نعيشيومنا؟ يقول ستيفن ليكوك : ما أعجب الحياة ! يقول الطفل:عندما اشبفأصبحغلاما . يقول الغلام:عندما اترعرع فأصبح شابا . ويقول الشاب:عندما أتزوج .. فانتزوج قال :عندما أصبح رجلا متفرغا . فإذا جاءته الشيخوخة تطلع إلى المرحلة التيقطعها منعمره فاذا هي تلوح وكان ريحا باردة اكتسحتها اكتساحا. إننا نتعلم بعدفواتالاوان أن قيمة الحياة في ان نحياها نحيا كل يوم منها وكل ساعه . إنالوقت الذي نحياه حقا هو تلك اللحظة الراهنة . أمس انتهى .. وغدا لا نملك ضمانا علىمجيئه ، اليوم فقط هو ما نملكه ، ونملك الاستمتاع به . لكننا ما نفتر نقسم يومنا إلى نصفين ، نصف نقضيه في الندم على ما فات، والنصف الآخر في القلق مما سيأتي ! ، ويضيع العمر بين مشكلات الماضي وتطلعاتالمستقبل ، وتنسل أحلامنا من بين أصابعنا !كُثر هم من يعيشون الحياة وكأنهابروفة لحياة أخرى قادمة ! والحقيقة أن دقائق الحاضر هي ما نملك ، وهي ما يجب أنننتبه إليها ونحياها بهناء وطمأنينة .رسولناينبهنا إلى معنىهام ورائع .فبرغم حثهللمرء منا علىالطموح والتطلع للأفضل وتدريب النفس على الارتقاء والنظر إلى معالي الأمور ، إلاأنه يؤكد أن الأرض التي يمكنك الانطلاق منها إلى العلياء هي ما تملكه من النذراليسير ، وانظر لقوله( من أصبح آمنافي سربه ، مُعافى في بدنه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) .يقولالشيخ محمد الغزالي رحمه الله ( إن الأمان والعافية وكفاية يوم واحد ، قوى تتيحللعقل النير أن يفكر في هدوء واستقامة تفكيرا قد يغير به مجرى التاريخ كله ) .إننا نرى من حولنا أناس طارت أفئدتهم لتسبق الأيام ، فهم يعيشونمشكلات الغد ، ويرهبون كوارث المستقبل ، ويعدون العدة لهزيمة الوحش القادم ! .فيمر اليوم على حين غفلة منهم ، ويضيع العمر وهم ذاهلين عن الاستمتاعبه والشعور بالمنح والأعطيات التي أعطاهم إياها الله .عشيومك يا صاحبي ، استفد من تجارب الماضي بدون أن تحمل آلامها معك ، خطط لمستقبلك منغير أن تعيش مشاكله وهمومه ، ثق بخالقك الذي يعطي للطائر رزقه يوما بيوم ، هل سمعتعن طائر يملك حقلاً أو حديقة ؟! ، إنه اليقين بالله والتوكل عليه والثقة بما عنده .الأفضل قادم لا محالة شريطة أن تحسن الظن بخالقك ، ولا تضيع يومك . إشراقة : نحن لا نعيش أبداً... نحن دائماً على أمل أننعيش..................................................فولتير (2)لا تنشد السكون .. فلن يكون ! أنت مشغول إلى أقسى درجة ؟ .لا تجد الوقت حتى .. لتتنفس؟!قائمة أعمالكملئ بأشغال ، ومهام ، ومتطلبات ؟ أنت إذن من الصنف الذي يعتقد أنه إذا انتهى من قائمة الأعمال التيبين يديه ، وأداها على أكمل وجه فسيشعر بالهدوء ، والراحة والسكينة .. أليس كذلك؟وهيهات .. هيهاتأن يحدث هذا يا صاحبي !! فببساطة تثير الغيظ ما ان ينتهي بند إلا ويفتح الباب على عشراتالبنود التي تحتاج إلى كثير عمل وجهد ، وقد نرى أعمالنا تزداد حتى وإن بذلنا جهوداإضافية طلبا للراحة والسكينة .والحقيقة قارئي العزيز أن الركض خلف الانتهاء من قائمة المهاموالسعي المحموم كي نغلقها لن يزيد الأمر إلا توترا وإرهاقا .. والحل في أن نرىالأمر على حقيقته وهي أن قائمة أعمال المرء منا يجب ألا تكون فارغة أبدا ! . طالما أننا نحياونتنفس ، فنحن في حركة دءوبة ، وسير متواصل .. وعمل لا ينقطع .والإنسانالايجابي الفعال هو بطبيعة الحال إنسان مشغول ، والفراغ والسكون هما الهوايةالمفضلة للكسالى والفارغين وساكني القبور ..!وأمام هذه الحقيقة يجب أن نتعلم كيف نتعاملبهدوء وسكينة أمام ضغوطات الحياة ، وندرك أن الهوس بإنهاء الأعمال وتفريغ القائمةمن بنودها سيصيبنا بضغط الدم والسكر والعصبية الدائمة . لن يموت أحدنا وقد أتم قائمة أعماله، كلناستكون لدينا أعمال يتمها من بعدنا أبناء وأحفاد وخلفاء .وبخلاف الرسلوالأنبياء فلا أحد يموت وقد أنهى كل ما يأمل فيه ، فحنانيك قارئي الكريم . لا تركضوتلهث ، فتضيع منك لحظات السعادة والبِشر .إن الانهماك التام في العمل ، ومحاولة إنجاز كلشيء ، كفيل بأن يفقدك تركيزك ، ويسرق منك عمرك ، نعم كلنا لدينا مهام علينا إنجازها، ولكن بروية وتؤدة وتركيز . نُتم ما نستطيع إتمامه ، ونؤدي ما نقدر على تأديته ، وليس علينا أننكلف أنفسنا ما لا تطيق ، وأن نطالبها بما تعجز عنها طبيعتها ، فالله وهو خالقالنفس وعالم سرها يبشرنا أن ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) ، فلما نُكلف نحنأنفسنا بما لا تطيق وتقدر ؟! . إشراقة: لاتكن كمن عاش شطر حياته الأول يشتهي الشطر الثاني ، وعاش شطر حياته الثاني آسفا علىضياع شطر حياته الأول ! . (4) امتلك قطعة من الحياة هيا يا صديقي أحضر ورقة وقلم ، وتعال كي تكتب نعيك ! . أدري أنه مطلب شؤم ، لكن المغزى منه جد مهم ! . أحد الصالحين كان يجلس في حفرة ويقول ( ربارجعون لعلي أعمل صالحا ) ، ثم ينهض قائلاً لنفسه : ها قد عدت ، فأرنا ماذا تفعل ؟ ! . إنه يقوم بتمثيل دور المحتضر ، القادم على ربه بصحيفة عمله .والمحتضر يمر على ذهنه حال احتضاره شريط حياته ، فيود صادقا تغيير أحداث ومواقف ، ويأمل في أن يضيف لمشواره إضافات أخرى أكثر قوة وخيرية ونُبل .إستطاع الروائي غابريل ماركيز ، أن يعبر عن هذا المعنى جليا بعدما اكتشف إصابته بالمرض اللعين وشعر بظلال الموت تزحف لتنهي حياته الحافلةفكتب على موقعه على شبكة الانترنت رسالة موجهة إلى قرائه قال فيها : آه لو منحني الله قطعة أخرى من الحياة ! ، لاستمتعت بها ولو كانت صغيرة أكثر مما استمتعت بعمري السابق الطويل ، ولنمت أقل ، ولاستمتعت بأحلامي أكثر ، ولغسلت الأزهار بدموعي ، ولكنت كتبت أحقادي كلها على قطع من الثلج ، وانتظرت طلوع الشمس كي تذيبها ، ولأحببت كل البشر .ولما تركت يوما واحدا يمضي دون أن أبلغ الناس فيه أني أحبهم ، ولأقنعت كل رجل أنه المفضل عندي .كانت هذه قارئي الحبيب نصيحة رجل وقف على حافة الموت ، يتمنى أن يعود بقدميه للخلف كي يقتنص قطعة أخرى من الحياة ،وما أريده منك الآن أن تبصر بوضوح أن أمامك قطعة من الحياة تستطيع أن تفعل فيها الكثير .عندما أطالبك بأن تكتب نعيك أريدك أن تكون أكثر وضوحا لما تريده من حياتك المستقبلية .أكثر استفادة من تجارب الآخرين وخبراتهم . أقل أخطاء وعثرات .وتصور أن أولادك مثلا بعد ثلاثون عاما سيجلسون لكتابة نعيك ، ما الذي تود أن يكتبوه فيه ؟ .هل يكتبوا اسمك فحسب ، نظرا لأن حياتك لم يكن فيها ما يميزها ؟.أم أنه سيكتب في النعي صفة رنانة ( المربي الفاضل ، رائد العمل التطوعي ، رجل الأعمال الخلوق ) .لا تخرج من الحياة يا صديقي كما دخلتها ، صفراً من الإنجاز والتقدير .أمير الشعراء ( شوقي ) يلهب حماستك أن ( كنرجلاً إذا أتوا من بعده يقولون مر .. وهذا الأثر ..) . فأين أثرك الذي يدلل عليك ، أين معالم إنجازك ، وملامح عظمتك ؟ .و أسفاه على امرء ينظر إلى سنين عمره وقد طوتها الأيام طياً ، بلا إنجاز يذكر ، أو فعل يخلده .قم الآن قارئي الحبيب وأحضر ورقة بيضاء ، واسأل الله أن يهبك العمر المديد والعمل الصالح ، واكتب نعيك بنفسك ، وتعهد لذاتك بأن تحقق ما اخترته ليكون عملك الخالد الباقي .أنظر إلى آخر الطريق ، قبل أن تجد السير فيه ، وأتح لنفسك الفرصة كي ترى المستقبل ماثلا بوضوح أمامك ، وتذكر دائما قول خالقك ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد) . إشراقة: من يرى العالم وهو في الخمسين من عمره مثلما كان يراه وهو في العشرين فقد أضاع ثلاثين سنة من عمره... محمد علي كلاي (6)الحياةليست حالة طوارئ كم أتمنى أن أكتب هذه العبارة في كل ركن وزاوية من زوايا وأركان هذاالعالم المحموم ..!العمل .. لقمة العيش .. إلتزامات الأبناء .. الحوادثالطارئة ..كلها تجعلك تعيش الحياة وكأنك جالس على قنبلة زمنية ، ستنفجر إن لمتفعل كل شيء قبل مرور الوقت الازم لذلك . نعم .. يجب على المرء منا أن يفيبالتزاماته ومواعيده ، لكننا يجب أن نعلم أن لكل منا طاقة ، ومحاولة إلزام النفسبعمل ما لا تطيق ، سيكون مرده إلى تلك النفس وسيعمل عمله السلبي في تحطيمها،وربما انفجر الواحد منا من كثرة الالتزامات وقلة الوقت الازم لتحقيق مايريد . ولقد أضحكني أحد أصدقائي الناجحين جدا في عملهم المنهكين جدا فيحياتهمبقولهكنت أطمح في نجاح المشروع الذيتوليت الاشراف عليه ، كنت أتابعه باستمرار ، وتالله كأنني كنت أربي أسدا ما إن دارتعجلة النجاح و الأسد أي المشروع لا يدعني أهنأ ساعة من ليل ولا نهار!) . كلنا هذا الرجل ، نركض في عصبية نحاول الانتهاء من كل شيء كي نستريح .ولنينتهي كل شيء .. ولن نستريح .. ! وذلك ببساطة لأن هذه طبيعة الحياة ،يجب أن نعي هذا جيدا ، وأن نستمتع بها بدون أن نحولها إلى مارثون سباق محموم . إننا خبرا في تحويل الأشياء البسيطة إلى أشياء ضرورية واجبة التنفيذبالرغم من أن الأمر عكس ذلك ، إننا نخلق التزامات ونعاقب أنفسنا إن لم نفي بها ..استمتع بحياتك يا صديقي ، واطلب لعقلك وجسمك الراحة والترويح ، وعشالحياة بهدوء وسكينة .فإذا ما وجدت نفسك في مضمارها المحموم ، فالجأ لركنالله ، واسأله التوفيق والسداد ، ركعتين في جوف الليل ،ومناجاة لا يسمعهاسواه جل اسمه ولحظات تدبر وتأمل ، تنجيك من شرك الحياة الغدار . إشراقة: أنسب وقت للاسترخاء يكون عندما لا يكون لديك وقتللاسترخاء ..!......................................سيدنيهاريس (7) كن صاحب يد بيضاء التلذذ بالأخذ يشترك فيه معظم البشر ، لكن التلذذ بالعطاءلا يعرفه سوى العظماء وأصحاب الأخلاق السامية السامقة .يقولالأستاذ سيد قطب رحمه الله : ( لقد أخذت في هذه الحياة كثيراً ،أعني : لقد أعطيت !! .أحياناتصعب التفرقة بين الأخذ والعطاء ، لأنهما يعطيان مدلولاً واحداً في عالم الروح !في كل مره أعطيت لقد أخذت ، لست أعني أن أحداً قد أعطى لي شيئاً ،إنما أعني أنني أخذت نفس الذي أعطيت ، لأن فرحتي بما أعطيت لم تكن أقل من فرحةالذين أخذوا ) .إن بهجةالعطاء تفوق لذة الأخذ ، فالأولى روحانية خالصة ، تتملك وجدانك وأحاسيسك ، والثانيةمادية بحتة محدودة الشعور .يقولجورج برنارد شو : ( المتعة الحقيقية في الحياة ، تتأتى بأنتُصهر قوتك الذاتية في خدمة الآخرين ، بدلاً من أن تتحول إلى كيان أناني يجأربالشكوى من أن العالم لا يكرس نفسه لإسعادك ! ). فالمرءمنا حينما يكون دائم العطاء ، سيتملكه بعد فترة شعور بأنه يستمد من رب العزة أحدأسمى وأروع صفاته وهي صفات ( الجود والعطاء والكرم) ، وما أسعد الخالق حينما يتمثلأحد خلقه صفاته الجميلة الرائعة .إن أحدأسرار السعادة هو أن تكون صاحب يد عليا معطاءة ، فهي الأحب والأقرب إلى الله عز وجل .هذه اليدالمعطاءة هي وحدها القادرة على نقلك من عالمك المادي الضيق ، إلى عالم الروح الرحبالواسع ،فالنفس تحب أن تكنز وتجمع ، وصعب عليها أن تجود وتنفق ، فإذا ماعلمتها العطاء والجود ، كنت أحق الناس بالارتقاء والعلو والرفعة في الدنيا والآخرة .صعب علىعقل مادي أن يفهم معادلة العطاء السعيد ، لذا لا أجدني مبالغا حين أجزم أن أصحاباليد العليا هم نسيم الحياة وملائكة الإنسانية .أصحاباليد العليا هم رواد كل زمن ، ورموز كل عصر ، يجودون بالمال إن تطلب الأمر ، ويضحونبالنفس بنفوس راضية ،ويقدمون راحة غيرهم على راحتهم وهنائهمتعرفهمبسيماهم ، قلوب هادئة .. و ابتسامة راضية واثقة ..ونفوس مطمئنة مستكينة . هم أسعدأهل الأرض ، ولهم في السماء ذكرٌ حسن .. وأجر عظيم . إشراقة : لا تنسى وأنت تعطي أن تدير ظهرك عن من تعطيه كي لا ترى حيائه عارياأمام عينيك . …………جبران خليلجبران ( ) قلك............. لا مكانك هو ما يجب ان يتغير كثيرا ما تصيب احدنا كبوة فيفكر فى هجر المجتمع الذى عاصر كبوته ممنيا نفسه بالنجاح فى مكان اخر او يربط احدهم نجاحه بتغيير الظروف او المكان والحقيقة ان كل هذا هراء وان الذى يجب تغييره حقا هو العقل الذى يعتنق هذا التصور فمادام عقلك معك فلن يفيدك التغيير شيئا......توماس اديسون ( لن تستطيع حل مشكلة بنفس الذهن الذى اوجدها ) لذا يجب ان تطرد من ذهنك ان الظروف اذا ما تغيرت فستكون اكثر قدرة على الانتاج والعطاء..... كلا بل تستطيع الانتاج والعطاء من الان والا فلن تستطيع ابد ...... انا لا انكر ان تغيير البيئة فى بعض الاحيان يكون صحيا ولكن فى معظم الاوقات يكون حجة فارغة نهرب بها من مواجهة انفسنا ومواجهة الامور القائمة فى حياتنا ولقد كنت احد من وقع اسير هذا الاعتقاد لفترة من الزمن كنت اعتقد خلالها ان حل مشاكلى يكمن فى تغيير الواقع الذى احياه والمجتمع الذى يحيط بى وباننى اذا ما تغير الزمن والمكان ساكون افضل حالا وساجد مفتاح تفوقى ونجاحى وعندما حدث ما كنت ارجو واطمح وجدت نفسى وجها لوجه امام واقعى الذى لم يتغيرحينها تاكد لى ان التغيير يكمن داخل المرء نفسه لا فى الظروف التى تحيط به وان المرء ما هو الا نتاج افكاره ومعتقداته. يقول الفيلسوف الايرلندى جورج برنارد شو.........( الذين لا يستطيعون تغيير عقولهم لا يستطيعون تغيير اى شيئ ) ففى عقل الواحد منا تكمن الافكار المتفائلة الحماسية والاخرى التشاؤمية السوداء ومن عقولنا تتولد معتقداتنا وينشا سلوكنا وتصرفاتنا فاذا ما نحينا امر الفشل جانبا وانطلقنا فى طريق النجاح والارتقاء بدون انتظار تغيير المكان او الزمان ...... فاننا سنكون قد فعلنا الكثير ....والكثير اعود واكرر ان تغيير البيئة قد يصلح فى احيان كثيرة كعامل من عوامل النجاح لكننا لا يجب ان نرهن امرنا بهذا التغيير الذى قد ياتى وقد لا نراه فلنغير من افكارنا ومعتقداتنا..... نتسلح بالايجابية والاصرار.......... ونبدا فى مواجهة الحياة بصدر لا يخشى الهزيمة ( 9 )الشهيقالمنقذ في بعض الأوقات نفاجئ بكلمة أوعبارة قاسية موجهة إلى ذواتنا ..وفي أحيان كثيرة تكون لدينا الرغبة في الإطاحةبالمائدة فوق رؤوس الجالسين ،صارخين في وجوههم أننا نستطيع رد الصفعة بأحسنمنها ، والعبارة بأخت لها أكثر منها طولاً وأشد منها تأثيراً وإيلاما ! . فإذا ما أنفذنا تهديدنا تملك القلب حالة من الحنق ، ونفاجئ أننا علىعكس ما ظننا لم ترتح أفئدتنا ، ولم يشفي غليلنا سيل الكلمات المتدفقة على من أغاظناوأحنقنا .لذلك ينصح علماء النفس حال غضبك من شخص أن تستدعي أحد الجنودالمكلفين بحمايتك وهو جندي أول ( الشهيق المنقذ ) ، والذي هو عبارة عن دفقه أوكسجينتدخل الصدر فتطفئ ناره ، وتخرج حامله معها لهب الغيظ الذي بداخلك .. والتنفس فن يجب أن نتعلمهفأحدطرق خفض القلق والتوتر هي ان نتعلم كيف نتنفسبشكل صحيح،وأحد التمارين التي ينصح بها الأطباء كتمرين يومي هو تمرين ( تنظيفالرئة ) ويكون ذلك عن طريق الاستلقاء في مكان هادئ وارتداءملابسمريحة،ثم وضع اليد تحت عظام الصدر ثم سحب نفس عميق منالأفق وإخراجه من الفم معالتركيز على أن يخرج من الحجاب الحاجز وليس منالرئة فقط.. هذا التمرين عندما تتعود عليه سيمكنك استدعاؤهفي حالات الغضب والغيظ ، وسيعمل عمله في تهدئتك وتلطيف جسمك ! .و لا غرابة في ذلك .. فعندما يدخل الهواء بعمق ليصللآخر جزء في الرئة حيث يحدث تبادل الأكسجين مع ثانيأكسيد الكربون فان كل شيءيتغير..يقل معدل ضربات القلب وينخفض ضغط الدموتتراخيالعضلات ويتوقف القلق ويهدأ البال .إن المساحة بين أن تنفذ غضبك أوتكظمه بسيطة جدافي الوقت ( مقدار شهيق ) ،خطيرة جدا في الأثر ، فقد تسبب غضبة كوارث ،وقد يمنع كظمك لغيظك بلاءً عظيم . إشراقة : فكر مرتين ثم لا تقل شيء…………………………………………..مثلصيني ( 10 )لا تحمل كيسالبطاطا ذات يوم طلب أحد الأساتذة من طلابه أن يحضر كل منهم كيس نظيف،وعندما نفذوا ما أمرهم به طالبهم بأن يضعوا في هذا الكيس ثمرة بطاطاعن كل ذكرى سيئة لا يريدون محوها من ذاكرتهم ،وأن يكتبوا على كل ثمرة الموقفالسيئ وتاريخه .وبالفعل قام الطلاب بعمل ما أمرهم به الأستاذ ، وأصبح لدى كل منهمكيس لا بأس به ، حينها طالبهم الأستاذ ألا يتركوا هذا الكيس أبدا ، فهو معهم فيحلهم وترحالهم .نعم ..هو معهم في غرفة النوم ، والسيارة ، والسوق ، والنادي !! .وماأتعس من يحملون كماً كبيرا من الذكريات المؤلمة ، ترجموها إلى حبات بطاطا ، أرهقكاهلهم حملها بعدما تعبت منها نفوسهم ! .إن عبء حمل هذاالكيس طيلة الوقت أوضح أمامهمالعبء الروحي الذي يحملونه لذكراهم المؤلمة ، والثقل النفسي الذي تبعثه هذهالذكرى....وصارت البطاطا عبء مادي ثقيل فهميهتمون بها طول الوقت خشيةنسيانها فى أماكن قد تسبب لهم الحرج ،....وبطبيعة الحالتدهورتحالة البطاطا وأصبح لها رائحة كريهه مما جعل حملها شيء غيرلطيف. فلم يمر وقتطويل حتى كان كل واحد منهم قدقرر أن يتخلص من كيس البطاطا بدلا من ان يحمله فى كلمكانيذهب إليه .إن النسيان صديقي القارئ نعمة تستحق الشكر ،ودفن السيء من الذكريات هو أفضل ما يعيننا على العيش بسلام .أما اجترار الأحزان ،واستعادة ذكرياتنا المؤلمة ، فإنه ما يفتر يؤرق عيشنا ، ويضج مضجعنا ، ويعمل عملهفي هدم بنيان سعادتنا .إن حمل تجاربنا الحزينة معنا أينما حللنا لهوشيء مؤسف صعب ، والأصلح هو النسيان والتجاوز والتسامح والتغافر ..ألق عن كاهلك يا صديقي ذلك الثقل الروحي الرهيب الذي خلفته تجاربكالشخصية الغير موفقه ، ومشاريعك الفاشلة ، وعثراتك وكبواتك المختلفة .تعلم مهارة النسيان ، ونظف أرشيف عقلك باستمرار ، لا تحتفظ فيه إلابالجميل من الذكريات ، أما المؤلم منها ، فاقطف منه العبرة والحكمة وألقه في سلةالمهملات . إشراقة:أحب أنأنسى، ولكن أين بائع النسيان………………..زكي مبارك ( 11 )كنفطناً يقال أن فلاحا رأى ثعبانا يرقد تحت شجرة ظليلة ، فرفع فأسه عالياهاويا بها على رأس الثعبان ،لكن الثعبان كانأسرع منه حركة ففزع من رقدته واستدار بقوة وعلى فحيحه وهم بعض الفلاح الخائف .فما كان من الفلاح إلا أن قال بضعف : مهلا أيهاالثعبان ، إن قتلتني لم يفدك قتلي شيئا ،ولكن ما رأيك أننعقد صلحا فلا تؤذيني ولا أؤذيك ، والله يشهد على اتفاقنا .فقال الثعبان بعد برهة من التفكير : لا بأس أوافق على السلام وألا يؤذي أحدنا الآخر .ويمر بعض يوم ويأتي الفلاح للثعبان الغافيويحاول ثانية قطع رأسه غدرا وغيلة ، فيلتف الثعبان الحذر ، والشرر يتطاير من عينيه وقد هم بعض قاتله ،الذي بادر قائلا في هوان : سامحني ونتعاهد على ألا يؤذي أحدنا الآخر .فيقول له الثعبان : قل لي كيف أأمن لك وهذا أثرفأسك محتلا موضع رأسي !؟ .ثم يعضه عضةيموت على إثرها . يقول رسولنا الكريم( المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين )،وتقول حكمة الأجداد : إن خدعك أحدهم مرة فأنتطيب ، وإذا كرر خداعه فأنت أحمق .المؤمن كيسٌ فطن، قد يُخدع مرة لحسن ظنه ، أو كرم طبعه ، لكنه أبدا ليس بالغر الساذج .نصحني يوما شيخي وأستاذيالدكتور ( عمر عبدالكافي) ألا أترك حقا لي ،أو أقبل إهانة ولو كانت بسيطة ،خشية أن تلتصق قلة الحيلة والضعف و( الدروشة) بالمنتسبين إلى الحركة الإسلامية .أهاب بي وقتها بأن أكون المؤمنالقوي المتماسك ، الشجاع الصلب ، محذرني من أن يخدعني غر ساذج ، أو يتلاعب بيمرتزقة الحياة . وما بين حكمة الثعبان ، ونصيحةشيخي الجليل ، نتعلم يا صديقي فائدة أننتمتع بالذكاء الحاضر،والإدراك ، والنضج الاجتماعي ، والذي يعطيناالقدرة على استيعاب التجارب السابقة والتعلم منها ، واستدعاء الحذر والانتباه تجاهكل ما يتعرض لذواتنا .نعم نقبلالاعتذار ، ونعفو عمن أخطأ وأساء ، لكنه عفو المقتدر الكريم ، وسماحة القوي العزيز، والمؤمن القوي أحب عند الله من المؤمن الرخو الضعيف . إشراقة: الأحمق لا يسامح ولاينسى، الساذج يسامح وينسى، أما الحكيم فيسامح ولاينسى……………………..توماسشاز ( 12 )دويالأرقام الإنسان يألف النعمة، فيرتع فيها صباح مساء غير مؤدي حق الواهب عليه من شكر وامتنان ،بل قد يزدريها جهلاً وغرورا ، وما أكثر الذين يرفلون في نعم اللهناقمين غير حامدين ، فيبخسون حق الله عليهم ، ويصيبهم بلاء الجحود والنكران .لذا أحببت أن أتأمل معك عزيزي القارئ تلك الإحصائية التي نقلتهاوكالة الأنباء الفرنسية عن السعادة ، وأطمع منك ان تطالعها بتدبر وتأمل ، وتقف أمامأرقامها لبرهة .. فلأرقامها دوي هائل على نفس تتفكر .. إن استيقظت هذا الصباح وأنتِ معافَ في بدنك ، فأنت أسعد من مليونشخص سيموتون في الأيامالمقبلة إن لمتُعان أبداً من الحرب والجوع والعزلة، إذن أنت أسعد بكثيرمن500مليون شخص فيالعالم. *إن كان في استطاعتكِ ممارسةشعائرك الدينية بحرية ،من دون أن تكون مُرغَم على ذلك. ومن دون أنيتمّ إيقافك، أو قتلك، فأنت أسعدبكثير من ثلاثة مليارات شخص فيالعالم. * إن كان في ثلاجتك أكل، وعلى جسدكثوبوفوق رأسك سقف، فأنت إذن أغنى من %75 من سكانالأرض. *إن كنت تملك حساباًفيالبنك، أو قليلاً من المال في البيت، إذن أنت واحد من الثمانية فيالمئة الميسورينفي هذا العالم. * أَمَا وقدتمكّنت من قراءة هذه الإحصائية، فأنت محظوظ ، لأنكِلست في عِداد الملياري إنسان،الذين لا يُتقنون القراءة! إشراقة: (رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْرفَقِير )القصص أية 24 ( 13 )هل ستقضي عمرك في حل المشاكل ! يروى أنه في الأيام الأولى لتوليمحمد الفاتح (رحمه الله) الخلافة بعد موت أبيه،ثارت المشاكل في وجهه، وكان صغيرالسن، لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره ، وظن الناس أنهم يستطيعون التلاعب به. فبدأ الولاة في أثار المشاكل رغبة في الاستقلال فكانوا يجسون النبضليروا قدرة الخليفة الجديد على ضبط الأمور.وبدأ جيران الدولة وأعدائها فيالخارج يثيرون الزوابع ليرون إن كان قد حان الوقت ليقتطعوا بعض الأجزاء من الدولةالعثمانية ويضموها إلى دولهم أم لا.وبعض المشاكل أثارها ضعاف النفوسممن يرغبون في الحصول على عطايا ومنح السلطان ، وغيرها الكثير .و كان السلطان يناقش هذه المسائل مع وزيرهباستمرار، وفي إحدى جلسات النقاش الحامية اقترح الوزير على السلطان أن تُرتب هذهالمشاكل حسب أولويتها كي يشرع السلطان في معالجتها واحدة تلوالأخرى. هنا قال السلطان كلمة شديدة القوة والعجب ، قال : وهل سأقضي عمري كله في حل المشاكل ، أعطوني خرائط القسطنطينية ، الحصن الذي قهر كثير من الملوك والسلاطين ، وبدأ بالفعل في تجهيزالأمة لهذه الغاية النبيلة ، وتحقق الحلم ، وتبخرت مشاكلة الآنية أمام تيار عزمةوهدفه الكبير .ومن هذا الموقف نتعلم أن الهدف الكبير يقضي علىالمشكلات الصغيرة .. والغاية النبيلة تسحق ترهات الأيام .. والعظمة تجلب معها جيشا يأسر دناءة الهمة ، وصغر الطموح ، ومشاكلالحياة العادية .وهذه سنية كونية ، فبقدر الطموح يهب الله القوةوالقدرة ، فإذا ما ارتضى المرء منا لنفسه أن يكون كبيراً فسيهب الله له عزيمةالأبطال ، وقوة البواسل ، وستُسحق المصاعب التافهة من تلقاء نفسها تحت قدم همتكالعالية .أما الغارق في السفاسف فهمته همة فأر ، يضجنومه صدى هنا ، أو طرقة هناك . وتأسره مصيدة تافه تحوي قطعة جبن فاسدة . إشراقة : أنجز مهامك الصعبة أولاً... أما السهل منها فسوف يتم من تلقاء نفسه.............................ديلكارنيجي ( 14 )لا تركب القطار وهو يتحرك ! أن تركب القطاروهو يتحرك ، يعني أنك قد فشلت في تنظيم وقتك ، وأنك تركض في الوقت الضائع .جل العظماء ينظمون أوقاتهم ، ويتعاملون بحزم معمضيعات الوقت ، وتوافه الحياة المزعجة ! .إن التسويف يشيع الفوضى في حياة المرء منا ،ويجعلنا دائما سريعي الحركة في غير إنجاز ، كما يجعلنا أكثر توترا ..أكثر إنشغلا .. أقل عطاءً وإنتاجاً .تماما كامرء يجري ليلحق بالقطار بعدما تحرك ،قد تسقط منه حقيبة ، أو يتعثر على الرصيف ، وربما فاته القطار بعدما أنهكه التعبوالإرهاق .والفرق بين صاحبنا المتأخر ، وآخرركب القطار في موعده وجلس في هدوء يقرأ في الجريدة وهو يتناول مشروبه المفضل ، يعودإلى القليل من التنظيم للوقت .وما أكثرالأوقات التي تضيع منا ، لفشلنا في إدارة حياتنا بالشكل السليم .ماذا يضير المرء منا لو اتخذ لنفسه جدولا يكتبفيه مهامه وأولوياته ، ويرتب من خلاله أعماله والتزاماته . ماذا يفيد المرء منا حين يسوف ، ويعمد إلىتأجيل أعماله لأوقات أخرى لا لشيء إلا للتسويف والتأجيل ، بلا سبب أو داع . يتساءل بنيامين فرانكلين قائلا : هل تحب الحياة ؟ إذن لا تضيع الوقت، فذلك الوقت هو ما صنعت منهالحياة . وما أروع معادلةالحسن البصري حين ساوى(الإنسان) بأيام عمره فقال:(يا ابنآدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك) وكان يقول:(أدركتأقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم) . لا تؤجل عملا يا صديقي فأنت بهذاتسمح لدقائق حياتك بأن تتساقط وتضيع منك . ولا تقتل وقتك ، فأنت بهذا تقتل عمرك ، وتضيعأغلى وأثمن ما تملك في الحياة . كن حريصا علىوقتك أكثر من حرصك على درهمك ودينارك . وكن أول من يستقل القطار .. إشراقة : لا زلت أرى اليوم قصيراًجداً على كل الأفكار التي أود أن أفكر فيها، وكل الطرق التي أود أن أمشي فيها، وكلالكتب التي أود أن أقرأها، وكل الأصدقاء الذين أود أنأراهم........................................جونبوروف ( 15 )أغلى دقائق الحياة ما أسوء أن يعيش المرء منا في عالم يقدس القوةعلى حساب الرحمة ، والمادة على حساب المشاعر ، والربح المادي على حساب الربحالمعنوي ..وما أقسى أن نعيش في مجتمع يرىاللين ضعف ، والأخلاق مثالية زائدة ، والمشاعر الإنسانية ثغرة يجب معالجتها . إن أرواحنا يا صديقي أصبحت في أشدالحاجة إلى من يخفف عنها غربتها ووحشتها ، ويتفهم إحتياجها ومطلبها .إن أرواحنا في هذا الزمن صارتعطشى على الدوام !! .وتالله لا يرويظمئها شيء كقطرات الايمان ، ولن يحيي ذبولها سوى العيش في معية الله والشعور الدائمبه . هذا الإيمان الذي يولد لدينا روحالمبادرة والمقاومة والإصرار ، الذي ينير لنا البصيرة والبصر ، ويوفر لنا تفسيراأعمق لأسرار الحياة وحكمة القضاء والقدر .ولذة الإيمان يا صديقي لا تتأتىسوى بالتعبد الصادق ، والتفكر في نعم الله وحكمته الظاهرة في كل شيء حولنا . في سرعة الحياة توقف فجأة أخيالكريم ، وتابع قطرات الماء التي تتساقط من كفيك من أثر الوضوء ، توقف كي ترحلبداخلك قليلا وتعترف بضعفك واحتياجك إلى خالقك .لا تسمح للحياة السريعة أن تسرقمنك لحظات التعبد والطاعة ، لا تسمح لها بأن تجعل من صلاتك روتينا تؤديه في وقتمعين بلا روح أو وعي .هذه اللحظاتالتي تأبى على التفريط فيها هي زادك الذي تواجه به الحياة بقسوتها وشدتها وطغيانها .. اللحظات التي تختلي بها بذاتك لتُقيم فيها نفسك ، وتنظف فيها روحك من شوائبالحياة هي أغلى دقائق الحياة .. وأهمها . إشراقة : الحياة لولا الايمانلغزٌ لايفهم معناه . . مصطفىالسباعي ( 16 )لا تأكل نفسكِ يقول جون جوزيف : قرحة المعدة لا تأتي مماتأكله ، بل مما يأكلك . إنه القلقوالاكتئاب والهم والحزن هم ما يأكلون المرء منا يا صديقي ! .فالقلق يسبب توتر الأعصاب واعتلال المزاج .. وتوتر الأعصاب يحول العصارة الهاضمة في المعدة إلى عصارات سامة تنهش جدرانهافتصيبها بالقرحة ، وكثيرا من الأطباء يُرجع بعض الأمراض كالسكر وبعض أمراض القلبوبعض أمراض المخ إلى القلق والاكتئاب والخوف من المجهول .إن أكثر الأخطاء التي نرتكبها فيحق أنفسنا هي أن نُسلم هذه النفس إلى القلق والاكتئاب ومشاعر الإخفاق والإحباط .كثير منا يقفون مكتوفي اليد أمام أول عقبةتعترض طريقهم ، فيُسيلون الدمع مدرارا ، ويكتنفهم الحزن والألم ، وكأنهم ينتقمون منأنفسهم بالهم والأرق والاكتئاب .وبالرغم من أن عجلة الحياة تدور .. إلا أننا كثيرا ما نقف عند لحظات التعاسة والشقاء ، ولا نعبرها إلى أيام السعادةوالهناء ..نأخذ نصيبنا من الألم كاملا ولانصبر حتى ننال حظنا من السعادة .. ونأكل أنفسنا في شراهة عجيبة ! .كل البشر يواجهون مشاكل وعراقيل ، لكن تعاملهممع هذه المشاكل هو الذي يحدد معدن الرجال ، وعمق نضجهم .إن مما يروى من حكم الأولين أن ( لا تغضب منشيء لا تستطيع تغييره ) .إن عقبات الحياة لا يجب أننقابلها بضيق وقلق ، بل نأخذها على أنها دروس نتعلم منها .لقد طبقت هذا الأمر في حياتي وهالني حجمالفوائد التي تعود علي منه ، فكل تجربة غير موفقة هي درس ، وأي خسارة يجب أن نأخذهاعلى أنها مصل يقوينا ضد أزمات الحياة .ودروس الحياة يا صديقي ليستبالمجان ، لذا فلا تتأفف وتحزن حينما تدفع تكاليف تلك الدروس ، بل كن واعياً نبيهاً، وتقبل عن طيب نفس أن تدفع الضرائب نظير ما أخذت وتعلمت . وليكن ثأرك الحقيقي من ملماتالحياة ومشكلاتها هو النجاح الكاسح ، فلا ترضى بسواه بديلا ، ليكن ردك على الخسائربتكرار المحاولة وعدم اليأس .أما البكاء والقلق والخوف فتلكبضاعة قليلي الحيلة والضعفاء ، اتركها لهم .. و لينعموا بها . إشراقة : لاشئ يصيرنا عظماء مثلالألم العظيم... أحمدأمين ( 17 )التقارب المدروس يبدا ا.كريم الشاذلى بتلك القصة يُحكى أنه كان هناك مجموعة من القنافذ تعانيالبرد الشديد ، فاقتربت من بعضها وتلاصقت طمعا في شيء من الدفء ، لكن أشواكهاالمدببة آذتها ، فابتعدت عن بعضها فأوجعها البرد القارص ، فاحتارت ما بين ألم الشوكوالتلاصق ، وعذاب البرد ، ووجدوا في النهاية أن الحل الأمثل هو التقارب المدروس ! .بحيث يتحقق الدفء والأمان مع أقلقدر من الألم ووخز الأشواك .. فاقتربت لكنها لم تقترب الاقتراب المؤلم .. وابتعدت لكنها لم تبتعد الابتعاد الذي يحطمأمنها وراحتها .وهكذا يجب أن يفعل السائر في دنياالناس ! . فالناس كالقنافذيحيط بهم نوع من الشوك الغير منظور ، يصيب كل من ينخرط معهم بغير حساب ، ويتفاعلمعهم بغير انضباط . لذا وجب عليناتعلم تلك الحكمة من القنافذ الحكيمة ، فنقترب من الآخرين اقتراب من يطلب الدفءويعطيه ، ونكون في نفس الوقت منتبهين إلى عدم الاقتراب الشديد حتى لا ينغرس شوكهمفينا .نعم الواحد منا بحاجة إلى أصدقاءحميميون يبثهم أفراحه وأتراحه ، يسعد بقربهم ويفرغ في آذانهم همومه حينا .وطموحاته وأحلامه حينا آخر .لا بأس في هذا .. في أن يكون لكصفوة من الأصدقاء المقربين . لكن بشكل عام ،يجب لكي نعيش في سعادة أن نحذر الاقتراب الشديد والانخراط الغير مدروس مع الآخرين ،فهذا قد يعود علينا بآلآم وهموم نحن في غنى عنها .. وتذكر دائماحكمة القنافذ. إشراقة : الأصدقاء ثلاث طبقات: طبقة كالغذاء لا نستغنيعنه، و طبقة كالدواء لا نحتاج إليه إلا أحياناً، و طبقة كالداء لا نحتاج إليه أبداً ... طهحسين ( 18 ) اخطفه قبل أنيخطفك من تقاليد البحارة القدماء أنهم إذا وجدوا حوتاكانوا يلقون له قاربا فارغا ليشغلوه به ، حتى إذا استولى هذا القارب الفارغ علىتركيزه واهتمامه اصطادوه على حين غفلة منه .. بيسر وسهولة .وهذه الطريقة الفريدة ينصحك بهااليوم علماء النفس وأنت تواجه حيتان الهموم والآلام والأحزان ! . إنهم ينصحون المرء منا بدلاً منأن ينتظر حوت القلق أن يحاصره ، ويضيع من عمره ردحاً في مجابهته ومحاولة إبعاده عنه، أن يبادره بإلقاء قارب يأخذه بعيدا .. بعيداً ، ولا يجد معه حلاً ناجعاً .وأحد أهم هذه القوارب هو قاربالإيمان بالله ، التسليم بالقضاء والقدر ، والثقة بموعد الله وإحسان الظن به . فاي من هذه القوارب كفء بأن تأخذحوت القلق أو الحزن أو الخوف إلى ما لا نهاية ، وتترك كي تستمتع بالراحة والسكينةالنفسية . هيا يا صديقيامتلك قارباً أو أكثر من قوارب النجاة ..وابدء من الآنفي مضاحكة الأيام حتى وإن عبست في وجهك ..وشاكسها إذا خاصمتك .. ولوح لها بكفك إذا أدارتوجهها عنك .. اصطادها بصبرك وحلمك وإيمانك بأن النصر مع الصبر ..أخبرها أن مع العسر يسر قبل أن تغرس فيكأسنانها المؤلمة . واعلم أن فيالحياة حيتان كثير ، ولديك من القوارب الفارغة ما يؤهلك لمغالبتها ، بشرط أن تدركجيدا سر اللعبة ، وألا تلقي لها بجسمك بدلا من أن تعطيها قاربا فارغا تتلهى به . إشراقه : تجارب الحياة هي التيتحدد عمر الإنسان ، مثل الحلقات السنوية التي تحدد عمر الشجرة . هوبيفر ( 19 )راقبهم تغنم أحد أهم مدارس الحياة ، مدرسة مراقبة الآخرين ! .إن التأمل في أحوال الناس لغنيمة النبهاءوفائدة لأصحاب العقول الناضجة.لماذا تميز هذا ..؟! ، ولماذا فشلذاك ..؟! ، لماذا فلان محبوب ، ولماذا الآخر غير مرحب به؟كلها أسئلة تنير لك الطريق . وتتبع خطوات النجاح أو الفشل كفيلبأن يعلمنا الكثير من أسرار الحياة ، خاصة إذا علمنا أن خطوات النجاح والفشل ثابتةومكررة . وأن للحياة نواميس ومعادلات كونية ، لا تحابي أحد ، أو تتغير إرضاء لأيكائن كان .وهذه الطريقة قدأفادت كثير من العباقرة والعظماء ، فتتبعوا الأثر ، وحاكوا الناجحين حتى صاروا معهم .ما زال يدأب في التاريخ يكتبهحتى غدا اليومفي التاريخمكتوباً ولقد توقفت أمامالسؤال الذي وجه إلى مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا، والذي صنع نهضة شاملة فيبلاده خلال زمن قياسي ، عن الطريقة التي استخدمها في إحداث هذه النهضة والذي أجابعنه ب : ( لا شيء، إنها المراقبة والتسجيل .. ! فقط كان معي دفترا صغيراً في جيبي ،وكلما ذهبت إلى مكان فيه شيء أعجبني كنت أكتبملاحظاتي عنه في هذا الدفتر ، فإذا قيل لي مثلا وأنا أزور سنغافورة أن فيها ثانيأكبر مطار في العالم أكتب في دفتري كيف بنوه،وإذا أخبروني وأنا أزور اليابان أن فيها ثانيأكبر مصنع سيارات في العالم كتبت هذا .. وأنا على يقين من أن بلادي سيكون فيها أكبرمطار .. وأطول ناطحة سحاب .. وأفضل طرق ،إننا وإن كنا لمنصل إلى أن نكون الأوائل في كل شيء حتى الآن ، إلا أننا اقتربنا إلى حد كبير من ذلك ) .إن هذا العبقري تتبع مدرسةالمراقبة ، وتسجيل الملاحظات ، فعادت عليه وعلى وطنه بفائدة كبيرة . وفي كتابه ( كيف تصبح ثريابطريقتك الخاصة) يرى بريان تراسي الكاتب والمحاضر الأبرز في مجال تنمية الشخصية أنتقليد الأفضل في المجال الذي تخصت فيه أمر بالغ الأهمية، وينصح المرء بأن يبحث عن الأفراد الناجحين منحيث الطرق التي يستخدمونها في التفكير والأداء ثم محاكاتهم . ويؤكد أن هذا السلوك سمة رئيسيةمن سمات الناجحين والمتفوقين في دنيا الأعمال . هناك فئة من البشر لا تتعلم حتى تذوق ألمالتجربة ، وهناك فئة أخرى أشد ذكاء يتعلمون من صروف الدهر وتقلباته وحوادثه التييرونها في كل ركن وزاوية من أركان وزوايا هذا العالم . أضف إلى ذلك فائدة عظيمة وهي أنمهارة مراقبة الآخرين والتعلم من تجاربهم وحياتهم ، تخلق لدينا احتراما للآخر ،وتقديرا لكل البشر . إن صائد الحكمةيعلم جيدا مقدار الصغير والكبير ، ولا يستصغر كائنا فربما أجرى الله الحكمة علىلسانه وألهمه التوفيق والسداد وحرم منه من هم ملء السمع والبصر. هل المراقبة والمحاكاة تعنيالتقليد الأعمى ؟ . سؤال أملاه الاستطراد والإجابة عنه ب لا الحكماء من يلتقطون الحكمة ويحاكوا العظماءبدون أن ينغمسوا في شخصياتهم انغماسا يُذهب هويتهم ، أو يتعدى من قريب أو بعيد علىاستقلالهم . الذكي هو منيستفيد من ثبوت خطوات النجاح ، والنواميس التي لا تتغير ، في التقاط الجميل والتعلممنه ، وصيد الجيد ومحاكاته . والسعيد من اتعظ بغيره .. إشراقة : التفكير من اكثر الأعمال صعوبة... ولذلك فإن القليلين يقومون به... ….هنريفورد ( 20 )عيب الزمان نحن نسمع كل يوم من ينعي هذا الزمان السيء ،الذي أصبحت فيه الشياطين هي المسيطرة على كل شيء ، ولم يعد فيه مكانا للطيبينوالشرفاء . ونجعل من الشكوىوالتذمر ذريعة نقتل بها الحماسة والخير في نفوسنا . إن في البشر عادة غريبة في صبغالأمور بصبغة سوداوية عجيبة .. هل تراني أبالغ ؟ . إذن إليك ما قيل من قبل : الأطفال اليوم صارو شياطين لا يجدي معهم شيئ ) أرسطو قبل آلآف السنين. ( ذهب الذينيعاش في أكنافهم ) الشاعر الجاهلي لبيد . (اسكتي يا فلانة فقد ضاعت الأمانة) رجل من أهلمكة بعد الهجرة . ( بطن الأرضاليوم خير من ظهرها ) يوم غزوة بدر . ولقد عثر العلماء على نصوص أدبية من العصرالروماني تنعي على الناس أخلاقهم التي تدهورت وفساد الذمم الذي استشرى .. وتدينظاهرة الانتحار ضيقا بالحياة ! . و سر في الارض يا صديقي ضارباطولها وعرضها ، فلن تجد سوى الشكوى قاسم مشترك بين كل البشر ، وستردد مع الشاعرحائرا : كل من ألقاه يشكو دهره ليت شعريهذه الدنيا لمن !ولله در الشافعيحين لخص المأساة ببيت شعر قال فيه :نعيب زماننا والعيب فينا .. وما لزماننا عيبسواناونهجو ذا الزمان بغير ذنب .. ولو نطق الزمانلنا هجاناإن للبشر عيوبومميزات ، ومكائد وتضحيات ، وأياد بيضاء وشراك خادعة . لكننا نستسهل الشكوى ،ونحترف التذمر والسخط ، كي نهرب من تعب مواجهة الأمر الواقع بواقعية ، والتعاملالإيجابي معه ، والكد والكدح في سبيل إصلاح ما يحتاج لإصلاح . نصيحتي لكِ أخي أن تدع التذمروالشكوى جانبا ، وتنطلق بعزم لتضع أمور حياتك في نصابها ، لا تنظر للناس على أنهمشياطين فتكون مثلهم ، ولا ملائكة فتصطدم بغير ذلك ، ولكن فيهم من يسير في موكبالشياطين ، ومن يحلق مع أسراب الملائكة .فلا تسب الزمان ، ولا تنعي الدهرلكونك قابلت أحد شياطين الإنس ، بل تخطى الكبوة ، واعبر المرحلة ، واغنم درس الحياةالتي لقنتك إياه .. وبهذا لا تملراحة البال من زيارتك أبدا .. إشراقة: لو أننا عدنا قرونًا إلى الوراء، وجُلنا العالم بطولهوعرضه؛لما رأينا أهل أيزمانراضين عن زمانهم. د. عبدالكريمبكار قرر أحد الثعابين يوما أن يتوب ويكف عن إيذاءالناس وترويعهم ، فذهب إلى راهب يستفتيه فيما يفعل ، فقال له الراهب : إنتحي من الأرض مكانا معزولا، واكتفي من الطعام النزر اليسير . ففعل الثعبان ما أُمر به ، لكن قضمضجعة أن بعض الصبية كانو يذهبون إليه ويرمونه بالحجارة ، وعندما يجدون منه عدممقاومة كانو يزيدون في إيذائه ،فذهب إلى الراهبيشكو إليه حاله ، فقال له الراهب : انفث في الهواء نفثة كل اسبوع ليعلم هؤلاءالصبية أنك تستطيع رد العدوان إذا أردت .. فعمل بالنصيحة وابتعد عنه الصبية .. و عاشبعدها مستريحا . كثير من الناس قارئي الحبيبيغرنهم الحلم ، ويغريهم الرفق والطيبة بالعدوان والإيذاء ،وكلما زاد المرء في حلمه زاد المعتدي في عدوانه، وقد يخيل إليه أن عدم رد العدوان هو ضعف واستكانة وقلة حيلة . هنا يأتي دور الثعبان ونفثته التيتخبر من غره حلم الحليم ، أن اليد التي لا تبطش قد ألجمها الأدب لا الضعف ، واللسانالعف استمد عفته من حسن الخلق لا من ضعف المنطق وقلة الحيلة .وأن مهانة المسيء هي التي منعتنامن مجاراته لا الرهبة منه أو خشيته .إن لنفثةالثعبان في زماننا هذا قيمة ..وإظهار العصابين الحين والآخر كفيل بإعلام الجهلاء أن أصحاب الضمائر الحية ، أقويا ، أشداء ،قادرين على الحفاظ على حقوقهم وخصوصياتهم .نعم قد نعفو عمن أخطاء فينا مرةأو أكثر ، وقد نتغاضى عن الإساءة فترة ، لكن أن يكون هذا مطية لتضييع كرامتناومهابتنا ,, فهذا ما لا يرضاه عقل أو منطق .. أو دين . إشراقة: في أدب العرب أن من أمنالعقوبة أساء الأدب . ( 22 )امتلك حلما ً لكل منا حلم يراوده بين الفينة والأخرى، فمنا من يحلم ببيت واسع،ومنا من يطمح في سيارة حديثة ، وومنا من يشتهي شهادة علمية أو تأسيس شركةناجحة.وما أجمل الأحلام حينما نجعلها وقودا لحياتنا ، ودافعا نحو التقدموالريادة والرقي . وكي تصبح أحلامنا حقيقية ، هناك خطوات عملية يجب الأخذ بها ، لكننيهاهنا أذكر نصيحة يوصينا بها علماء النفس ! . فهم ينصحون بأن يضع كل امرؤ منا حلمه أمامه ! .أن تضع صورة للبيت أو السيارة أو المشروع المنشود أمام عينيك .. تعلقها على جدران غرفتك أو أمام جهاز الكومبيوتر الخاص بك أو حتى على المرآه التيتنظر إليها صباح كل يوم .ويؤكدون على أهمية أن تكتب أحلامك وتجعلها أمام ناظريك على الدوام ! . ويفسرون ذلك بأن العقل الباطن يتعامل مع الصور الحقيقية أو المتخيلة بشكل أوضح،ورسمك أو كتابتك لهدفك والنظر إليه باستمرار يحفز العقل الباطن علىتنشيط وتذكير الذهن بهذا الهدف على الدوام ، حيث أننا وفي زحمة الأحداث اليومية قدنجنح بعيدا عن حلمنا ، وننسي في معترك الحياة أهدافنا لبعض الوقت ،لكن إذا ما وضعنا هذا الهدف أمامنا مكتوباً أو مرسوماً نكون متأهبينلإشعال جذوة الحماسة إذا ما انطفأت ، وتذكير العقل بأولوياته ، ومهامه الرئيسية . وجل الأشياء العظيمة ، كانت يوما ما مجرد أحلام في أذهان أصحابها .ودعني أعود معك بالزمن إلى الوراء لنراقب دخول إثنين من العبيدالسود إلى مصر ،ودعونا نقترب لنسمع الأول وهو يقول للثاني : ما حلمك ونحن نقف فيسوق النخاسة ننتظر من يشترينا ؟ .فقال له الثاني : حلمي أن أباع إلى طباخ لآكل ما شئت متى شئت . وأنتما حلمك ؟فقال له الأول : حلمي أن أملك هذه البلاد فأكون ملكها المتوج ،وصاحب الكلمة العليا فيها . فقهقة الثاني ساخراً ، وأقبل السادة يثمنون العبيد ، وبيع كل منهماإلى سيده ، وافترقا .ولنترك كتب التاريخ تتحدث ، وتحديدا الموضع الخاص بالملك كافورالاخشيدي .نعم .. إن العبد الذي تمنى أن يحكم البلاد صار ملكاً قوياً ، حكممصر وصار علامة بارزة فيها ،حتى أن الفاطميين متى فكروا في غزو مصر وتذكروا كافور قالوا « لننستطيع فتح مصر قبل زوال الحجر الأسود» يعنون كافورا. وكان من عدله أن الأغنياء متى أخرجوا زكاة مالهم لم يجدوا من يأخذهامنهم .أما كيف حدث هذا فأترك لكم كتب التاريخ تبحثون فيها عن الطريقة ،لكنني أتوقف على غايته وطموحه ، وكيف أنه كان يحلم ، ويرى حلمه ماثلا أمامه .ولا تسألوني عن صاحبه الذي حلم بان يكون طباخاً فلم تذكر لنا كتبالتاريخ قصته ، ولم تأبه به . قصة أخرى لقوة الاحلام يرويها الكاتب الأميركي (ستيف تشاندلر) أنهذهب لمقابلة شخص يدعى ( أرلوند شوارزنجر) في عام 1976 بحكم عمله الصحفي ،لم يكن وقتها أحد يعرف من هو (ارلوند) ، فهو رياضي سابق ، وقد قامببطولة فيلم سينمائي لكنه لم يحقق أي نجاح يذكر ، يقول ( تشاندلر) : كان أكثر مايعلق بالذهن من ذلك اليوم تلك الساعة التي قضيناها في تناول الغداء، حيث أخرجتكراستي وأخذت أسأل أسئلة المقال وأثناء الطعام وفي لحظة معينة سألته بشكل عارض "أماوقد اعتزلت رياضة كمال الأجسام، ما الذي تنوي فعله بعد ذلك؟ فما كان منه إلا أن أجابني بصوت هادئ كما لو كان يخبرني عن بعض منخطط سفرياته العادية، وقال لي "انني أنوي أن أكون النجم رقم واحد فيهوليود".يقول (تشاندلر) : ففاجئني حديثه الذي ليس له على أرض الواقع جذور ،فجسمه وقتها ضخم ، لهجته نمساوية ، فيلمه الأول لم ينجح ، فحاولت أن أخفي صدمتي وأنا أقول له : ( وهللديك خطط معينة للوصول لهذا الهدف ؟) .فأجابني قائلاً: ( بنفس الأسلوب الذي كنت أتبعه في كمال الأجسام وهوأن أتخيل الصورة التي أريد أن أكونها ثم أعيش هذه الصورة كما لو كانت واقعاً ).وقد أصبح ( أرلوند) بالفعل رقم(1) في هوليود ، والآن اتجه للسياسةليكون حاكم على ولاية كاليفورنيا الأمريكية ، وأسلوبه كما يقول (تخيل الحلم ) .في إحدى اجتماعات إدارة شركة ديزني ، قامت إحدى الحاضرات وقالت فيتأثر ، ليت والت ديزني حي بيننا اليوم ليرى إنجازاته الهائلة ،فرد عليها أحد الجالسين ، لقد رأى ديزني هذا بالفعل قبل أن يشرع فيه، وإلا ما أصبح حقيقة قائمة اليوم . لقد رأى أديسون المصباح .. والأخوان رايت الطائرة ، وهنري فوردالسيارة ، قبل أن يشرع أي منهم في خطوة واحدة ! . بل لم يحركهم أو يحفزهم سوى هذا الحلم الذي أضج مضجعهم وأهاجبداخلهم طوفان الطموح الجارف .ارسم حلمك يا صديقي..لونه .. اصنع منه مقاسا كبيرا لجدار غرفتك.. ونسخة صغيرة لمكتبك .. أكتبه على المرآة كي تراه صباحاً ..وأعلى فراشك كي يلقي عليك تحية المساء قبل أنتنام..والأحلام مقيدة بهمم أصحابها .. إشراقة: الخيال الجيد لايستخدم للهروب من الواقع وإنما لخلقه .....................................كولينويلسون ( 23 )فتح مخك عبارة أسمعها وأنا طفل صغير من أبي .. ومدرسي .. وأصدقائي ، كلماواجهني امتحان أو أمر يحتاج إلى تفكير و تمحيص .لم تكن تلك الجملة تتكئ على قاعدة علمية أو معلومة معتمدة آنذاك ،بل كانت عبارة بديهية تخرج عفو الخاطر ... أو هكذا كنت أظن حتى وقت قريب ! . فمنذ سنوات وأنا أتابع أساتذة الإدارة وهم يطالبوننا بجلسات ( التفكير المفتوح) ! . و(التفكير المفتوح) أشبه بتمرين يعتمدعلى قاعدة وهي : (فكر واكتب أفكارك ، واحذر فلا أفكار غبية أوتافهة أو سخيفة أو خيالية ). والأمر ببساطة هي أنه عندما تواجهك مشكلة تريد حلها ، أو هدفا تودتحقيقه أن تأتي بورقة وتكتب أعلاها مشكلتك أو هدفك ، ثم تدون وخلال مدة محددة أكثر من 15 فكرة لهذه المشكلة أو الهدف . كل ما يخطر على بالك أكتبه ، وكما قلنا لا تغفل أي فكرة أو طريقة بحجة أنها (سخيفة) أو خيالية ، أو غبية . أكتب ما لديك وبلا إبطاء . خلال 5 أيام سيكون لديك عشرات الأفكار ، منها الغريب ومنها المضحكومنها الخياليوستجد فيها كذلك المبدع والمبهر والجميل ، عندها تستطيع وضع دائرةحول الجيد من الأفكار ، وتجاهل ما لا يتناسب معك .الجميل في هذه الطريقة أنها تخرج بك خارج المألوف ، وتعمل على تنشيطجانب مخك الأيمن ، وتساعدك على وطء أراض جديدة بداخلك لم تطأها من قبل . كذلك حلقات ( التفكير المفتوح ) الجماعيةمفيدة جدا إذا ما واجهت الشركة التي تعمل بها مشكلة ما،أحد الأشخاص يدير اللقاء ويمسك ورقة ،وكل شخص يقول فكرة ، يا حبذا لو شمل الاجتماع كل أفراد الشركة،كلٌ فرد يُخرج ما لديه ، بلا تقيد ولا تحفظ .فلا يوجد أفكار تافهة أو سخيفة أو غبية كما قلنا من قبل .يمكنك استخدامها كذلك مع شريك عمرك ..وأصدقائك .. وأفراد عائلتك .وستجد الأمر ممتعا .. ومفيدا جدا .. فقط ( فتح مخك ) ..! إشراقة : العقل الإنساني كالمظلة... يعمل افضل وهومفتوح...والترجروبيوس ( 24)الناس كالسلحفاة يحكى أن أحد الأطفال كان لديه سلحفاة يطعمهاويلعب معها ، وفي إحدى ليال الشتاء الباردة جاء الطفل لسلحفاته العزيزة فوجدها قددخلت في غلافها الصلب طلبا للدفء .فحاول أن يخرجها فأبت .. ضربهابالعصا فلم تأبه به .. صرخ فيها فزادت تمنعا . فدخل عليه أبوه وهو غاضب حانقوقال له : ماذا بك يا بني ؟فحكى له مشكلته مع السلحفاة ، فابتسم الأب وقال لهدعها وتعال معي .ثم أشعل الأبالمدفئة وجلس بجوارها هو والابن يتحدثون ..ورويدا رويدا وإذ بالسلحفاة تقترب منهم طالبةالدفء . فابتسم الأبلطفله وقال : يا بني الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيكفأدفئهمبعطفك، ولا تكرههمعلى فعل ما تريد بعصاك . وهذه إحدى أسرارالشخصيات الساحرة المؤثرة في الحياة ، فهم يدفعون الناس إلى حبهم وتقديرهم ومن ثمطاعتهم عبر إعطائهم من دفء قلوبهم ومشاعرهم الكثير والكثير .المثل الإنجليزي يقول ( قد تستطيعأن تجبر الحصان أن يذهب للنهر ، لكنك أبدأ لن تستطيع أن تجبره أن يشرب منه) .كذلك البشر يا صديقي ، يمكنكإرهابهم وإخافتهم بسطوة أو مُلك ، لكنك أبدأ لن تستطيع أن تسكن في قلوبهم إلا بدفءمشاعرك ، وصفاء قلبك ، ونقاء روحك .رسولنايخبر الطامح لكسبقلوب الناس بأهمية المشاعر والأحاسيس ،فيقول: (إنكملن تسعوا الناس باموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) (1)قلبك هو المغناطيس الذي يجذبالناس ، فلا تدع بينه وبين قلب من تحب حائلاً .وتذكر أن الناس كالسلحفاة .. تبحثعن الدفء . اشراقة : حتى الصداقة تحتاج إلى موهبة كيتحافظ عليها……………….محمد مستجاب…….إسناده ضعيف. ( 25 )الطيور المهاجرة ألم تسأل نفسك يوما وأنت تنظر للسماء لماذاتهاجر الطيور على شكل 7 ..؟! ما أكثرالأشياء التي ألفناها ولم نعرف لها سببا ! . العلم يخبرناإلى أن كل طير عندما يضرب بجناحيه يعطي رفعة إلى أعلى للطائرالذييليه مباشرة , وعلى ذلك فإن الطيران على شكل الرقم 7 يمكن سربالطيور من أن يقطعمسافةإضافية قد تصل إلى ضعف المسافة التي يمكن أن يقطعها فيما لوطار كل طائر بمفرده ! .وإذا ما خرج أحد الطيور عن مسارالرقم7فإنهيواجه فجأة بسحب الجاذبية وشدةمقاومة الهواء,لذلك فإنه سرعانما يرجع إلى السرب ليستفيد من القوة والحمايةالتي تمنحها إياهالمجموعةسبحان الله حتى الطيور عرفت أن العمل الجماعيله أولوية ،وأن التعاون يخلق قوة ويوفر فيالوقت والجهد والإمكانات . ستفن كوفي يقول (الكل اكبر من مجموعأجزاءه ، لأن نتاج العمل من أجل المجموع سيكون أكبر وأكثرمن مجرد حاصل جمع نتاج أعضاءه.فمن خلال التعاونالخلاق يصبح 1+1=4 أو 7 وربما 1500 !! ) (*) والمؤمن ضعيفبنفسه قوي بإخوانه ، ولقد دلت التجربة على أن الفتور والسأم يزور الفرادى،أكثر مما يزور المجموعات ، وأن همة المجموعةأكبر وأكثر استقرارا من همة الفرد .ومهما آذاك الناس ، فلن تُعدمصديق وأخلاء مخلصين ، ترتمي في كنفهم ، تتناصحون ، وتتعاهدون على العطاء والخير .وفي بيتك ليكن عملك جماعيا ،فبدلا من أن تصلي وحدك نادي زوجتك وأبناءك، شجعا بعضكما إن غركم دفء الكسل ولذةالقعود ،اجعل من أسرتك فريق فعال لكممشاريعكم الخاصة البسيطة ( سواء مادية أو دعوية أو ثقافية) ،اقرأو سويا كتاب وناقشوه ، راجعوا الوردالقراءني ، اشتركوا في نشاط رياضي .حاول دائما يا صديقي أن تجنح إلىجماعة تأخذ بيدك للخير ، ولا تسلمك إلى الكسل والفتور وقلة الحماسة .. وحلق معالطير في جماعة . إشراقة: قد يكون المرء وحده أحمق أحياناً... ولكن لاحماقة تغلب العمل الجماعي..............................ماركتواين ( 26 )هز ظهرك وارتفع يبدا كريم الشاذلى بتلك القصة ذات يوم والفلاح عائد إلى بيته ، بعد يوم حافلبالعمل ، وحصانه يمشي بجواره وعلى ظهره شيئاً من ثمر أرضه، وإذا بالحصان يفزع فجأة ويركض نحو بئر عميقة ويسقطفيها ، أسرع الفلاح ليطالع فرسه الذي يئن في البئر والهلع يملاء جنانه ، فكر الفلاحفي حيلة يخرج بها حصانه ،فأعيته الحيلة ،فقرر بعد مهلة من التردد أن يترك الحصان في البئر ، بل لقد اهتدى إلى ما هو أبعد منذلك ،فالبئر جافة ، وقد يؤذى منها فلاح آخر ويسقط فيهاإحدى حيواناته ، فلما لا ينادي جيرانه من الفلاحين ، ويردم البئر،ويكون بذلك دفن الحصان بدلاً من أن تفوح رائحتهالنتنة بعد موته ، وفي نفس الوقت تخلص من تلك البئر التي لا فائدة منها .وهكذا نادى المزارع جيرانه, وطلب منهمالمساعدة في ردم البئر ، وأخبرهم بمراده من ردمه والفائدة المرجوة من ذلك فوافقوه .. وبدأو العمل. وما هو إلا وقت قليلا إلا وبدأ الترابينهال على ظهر الحصان القابع في البئر بلا حيله لم يمر وقت طويل حتى أدرك الحصانحقيقة ما يجري ,وأيقن أنه هالك لا محالة فارتفع صهيله في فزع وخوف،لكنه تأكد أن القوم قد أبرموا أمرهم ولن يعودوا فيه، حينها قرر أن يدبر أمراً هو الآخر ! .وبينما القوم مستمرون في إلقاءالأتربة في البئر بلا توقف ، وإذا بصوت الحصن ينقطع تماماً ، فلا عويل ولا صراخ ،ولا صهيل ألم وخوف . فقرر المزارعون بعد فترة أنيتوقفوا ليلقوا نظرة على الحصان الذي اختفى صهيله تماما،وحينها رأى القوم مشهدا عجيبا !! . فحينما كان المزارع ورفاقه منهمكونبإلقاء التراب على الحصان ، كان الحصان مشغولا بهز ظهره كلما سقطت عليه الأتربة، فيلقيها أرضا ويرتفع بمقدار سنتيمترات إلى الأعلى .واستمر الحال على هذا المنوال ، هذا يرمي بالأتربةوالأوساخ ،وذاك يلقيها من فوق ظهره ويرتفع فوقها، ورويدا رويدا وجد الجميع الحصان وقد أصبح قريبا من النور،وبدلا من أن تغرقه القاذورات وتدفنه ، اتخذها مسوغاليرتفع فوقها وينهض من خلالها ، إلى أن صار حراً ، والفضل يعود إلى ما كان يظنهشراً خالصا ! .ولك يا صديقي أتوجهبخاطرة ، فكم نحن بحاجة إلى أن نهز ظهورنا لنُسقط مشاكل الأيام ، ونريح الظهر منعبء حمل يوجعه . الأيام ما تفتر تلقيعلى ظهورنا بمشكلات وأوجاع لاعد لها ولا حصر ، ويكون الحل الوحيد حيال تلك المصائبالتي تنهال على ظهورنا هو هز الظهر والارتفاع فوقها . ليس الأمر مثاليا أو صعب التحقيق ،الحياة يا صديقي تختبرك ، فإما أن تحني رأسك وظهرك وتنتظر أن تدفنك ، وإما أن تكافحوترتفع سنتيمترات قد تكون قليلة ، لكنها ثابته وواثقة،والنور سيأتي حتما حينما تتغلب على القدر الكافي منالمشكلات التي ترتفع بك عاليا . إشراقة: معظم الأشياء الجديرة بالتنفيذ في هذا العالم تمإعلان أنها مستحيلة من قبل تنفيذها……………..لويسبرانديس ( 27 )اللسان كانت الأمور تسير طبيعية على مجموعة الضفادعالتي تتسابقبين أشجار الغابة ، قبل أن تسقطضفدعتان في حفرة ماء عميقة .تجمعت الضفادعلترى الضفدعتان المسكينتان ، وما إنطالعاتهما إلاوتأكدا من استحالة إنقاذهما ، فالحفرة عميقة جدا .فطالبت الضفادع من الضفدعتان أن يستسلما للموت، ويكتفيابالأيام التي عاشوها ، فلن تجديمحاولاتهما لإنقاذ نفسيهما شيئا . لم تستمع الضفدعتان لكلام الضفادع وحاولا أنيقفزا ويخرجا منهذه الحفرة السخيفة ، وباءتمحاولاتهما بالفشل ، ومع تصاعدصياح الضفادعبأن يكفا عن المحاولات اليائسة والاستسلاملمصيرهما المحتوم ، استسلمت بالفعل إحدىالضفدعتان ، وماتت في صمت .وظلت الضفدعةالأخرى في القفز مرة تلو مرة ، وجمهورالضفادع يطالبها بالاستسلام ، والموت بهدوء ! . لكنها لم تصغلهم وظلت في القفز ، إلى أن تحققالصعب ، ووصلت إلىالحافة ، ونالت حريتها بعدما ظنالجميع أنها في عداد الأموات . التف جمهورالضفادع حول الضفدعة الناجية يسألونها في لهفة :ما أروع تصميمك ، كيف صمدت رغم هتافنا بأنتستسلمي ،وتتركي المحاولة ؟ فأخبرتهمالضفدعة ببساطة أن لديها مشكلةفي السمع ، ولميكن تستطيع سماعهم بشكل سليم وهي فيالأسفل ، لذا لمتصل إليها هتافاتهم المثبطة المحبطة ، وبالتالي لمتتأثر بها ، بل على العكس من ذلك لقد كانت تظنأن هتافهموصراخهم كان تشجيعا لها ،وتحذيراً من اليأس والقنوت ،واعترفت لهم أنهذا كان له بالغ الأثر في محاولاتها المستمرة المضنية .إنه اللسان يا صديقي ، ذلك العضو الصغير القادرعلى هدمطموحات في نفوس أصحابها ، وتثبيطهمم ، وقتل أحلام ، ووئد مواهب وقدرات .كم من مواهب ماتت لأنها لم تجد من يحتضنها ،وواجهت في مقتبل عمرها لسانا لاذعا حطم ثقتها ، ودمرها . درسان تعلمتهما من هذه القصة ،وأطمح أن تتعلمهما معي يا صديقي ، أما الأول : فلاتسمح لأحد أن يمارس ضدك جريمة قتل معنوية ، بحديثه السلبي ونقده الهدام ، أخبرالجميع أنك غير قابل للهدم، وأن بنائكالنفسي قد تم كماله ، و لا تصغ لمن يحاول تحطيمك أو النيل منك . أما الشيء الثاني : كن أنت قطرةالماء للظمآن ، والمحفز للمحبط ، وصاحب الصوت المشجع المتفائل لكل من تعرفه . كن صاحب المواقف المشجعة ،والكلمات المحفزة ، والروح النضرة الجميلة التي تتمنى النجاح والتوفيق لكل البشر .امنح الأمل .. وأنشر التفاؤل .. وازرع الثقة ...........وكن الفجر بإشراقه وتجدده ونقاءه .. إشراقة : الفكرة الجديدة رقيقة... يمكن قتلها بالسخرية أو التثاؤب؛ يمكن طعنها بنكتة أو إقلاقها حتى الموت بعبوسة فيالحاجب الأيمن…….شارلزبراور ( 28 )لا تحاول تغيير العالم يحكى عن ملك كان يحكمدولة ممتدة الأطراف ، وأراد هذا الملك يوما أن يقوم برحلة برية تستغرق منه أياموليال طوال ، وبالفعل قام الملك بجولته ، لكنه وفي طريق العودة شعر بألم في قدميه ، وطالعهما فإذا هم متورمتان بشكل كبير ومؤلم ، بسبب الطريق ووعورته .فأصدر الملك مرسوماملكيا يقضي بتغطية شوارع المملكة كلها بالجلد ، كي لا تتورم قدماه مرة أخرى !! لكن المسألة كانت صعبة، فليس من السهل أن تُغطى كل المملكة بالجلد ، وهنا كلن لوزير الملك ذو العقلالنبيه رأي آخر ،فقال لسيده : مولاي ولما لا تغطي قدميك بالجلد ، وتحكمتغطيتهما فهذا أسهل وأيسر في التطبيق .وكانت هذه قصة أول نعل في العالم !! .ومن هذه القصة أقطفحكمة ، فحينما يكون العالم غير مهيأ للسير فيه، فلا تحاول أن تغير من طبيعته ، فهذاليس بالأمر السهل الهين ، بل غير من أساليبك ، فالتغيير حينما يكون في محيطك يكونممكنا، وأكثر تأثيرا .أما أن تحاول تغيير العالم ، وتطالبه بأن يعمل على التحرك وفق رؤيتكفهذا شيء صعب المنال . يقولالرافعي في وحي القلم : (ألاما أشبه الإنسان في الحياة بالسفينة في أمواجهذا البحر ! إن ارتفعت السفينة أو انخفضت أو مادت ، فليس ذلك منهاوحدها ، بل مما حولها . ولن تستطيع هذه السفينة أن تملك من قانون ما حولها شيئاً ،ولكن قانونها هي الثبات ، والتوازن والاهتداء إلى قصدها ونجاتها في قانونها . فلايعْتِبَنَّ الإنسان على الدنيا وأحكامها ،ولكن فليجتهد أن يحكم نفسه) . أنت ربانحياتك وقائدها ، والأعاصير لم تأت يوما بأمر بشر ، ولم تذهب إرضاء لأحد ، نحن مننحدد الوجهة ، ونوجه الشراع ، ونختار الاتجاه .حتى الذين كان لهم كلمة وأثر في تغيير بعض أحداث الحياة ،كانت سطوتهم أول الأمر ذاتية ، حتى إذا سيطروا على أنفسهم وملكوا زمامها ،حولوا وجهتهم إلى دائرة أوسع .. فأوسع .أما أن تصارع العالم ،صارخا فيه أن يكون كما تريد فهذا وهم وجرأة قد تدفع ثمنها غاليا . إشراقة : مهما كانت حياتك قاسية،تعايش معها: لا تلعنها أو تسبها. لا تنشغل بمحاولة الحصول على أشياء جديدة... فالأشياء لا تتغير، بل نحن من يتغير...............................هنريدافيدثورو ( 29 )غيرأسلوبك وكن مرنا على رصيف أحدالميادين جلس رجل أعمى واضعا قبعته أمامه ، وبجانبه لوحه مكتوب عليها ( أنا رجلأعمى ، ساعدوني ) . ومضى وقت غيرقليل وقبعته ليس بها إلا القليل من القروش .فمر به شخصووضع في قبعته بعض المال ،ثم طالع مليا في اللوحة ، وقرر تغيير العبارةالمكتوبة عليها ظناً منه أن هذا سبب عدم تعاطف الناس مع الأعمى المسكين .وبالفعل غيراللوحة بعبارة أخرى ، ومضى في حال سبيله ، ولم يمض وقت طويل حتى امتلأت قبعة الرجلبالأموال !! .فملأ الرجلالأعمى الفضول ليعرف ما الذي كتبه ذلك الرجل ، وصنع تأثيرا لدى الناس ودفعهملمساعدته بشكل أكبر . وبالفعل دفعباللوحة إلى أحد المارين فأخبره أن اللوحة مكتوب عليها عبارة ( نحن في فصل الربيع ، لكنني أعمى لا أستطيع رؤية جماله) ! . وهنا أدرك الأعمى السبب ..!هذا الرجلالمار علم الأعمى وعلمنا معه ، أن الأساليب والوسائل التي نستخدمها ، يجب أن يعادالنظر فيها إذا لم تسر الأمور بالشكل المناسب .لا بد من عملنقد ذاتي للنفس ، وإعادة النظر فيما نفعل ..خاصة إذا ما وجدنا أن عدم التوفيق قدطالت زيارته لنا . وهذا من سننالكون ، التجديد والإبداع والتغيير .. لكن لا يدركهذه السنن سوى العقلاء فقط ، وإلا فهناك من البشر من وصل إلى مرحلة من التخشب !! . يتغير العالم من حوله ، وهو متمسك بأفكاره وآراءه وأساليبه القديمة ،يتخطاه ويسبقه من هم دونه ،وهو ثابت لا يتحرك ، متمسكا بالقديم ، غيرآبه بتردي حالته وتدهورها .إن القيموالمبادئ عزيزي القارئ قد تكون ثابتة راسخة لا تتغير بسهولة ،لكنالوسائل والأساليب يجب أن تتغير دوما ووفقا للوضع والحالة القائمة ، وما استجد منأحداث .فاحذر أن تقعفي شباك الروتين والبيروقراطية ، أو أن تكون كهلاً في تفكيرك ، عصي على التغييروالتطوير والتجديد . بل كن دائمافي مقدمة ركب الإبداع والتميز .. ………..وغير من أساليبك ووسائلك كلما سنحتالفرصة لذلك . إشراقة: الشخص المبدع لديه القدرة على تحريرنفسه من شبكات الضغوط الاجتماعية التي يعلق باقي الناس فيها ، إنه قادر على الشك فيكل الافتراضات التي قبلناها جميعا كمسلمات……………………………جونغارندر ( 30 )الرضا في إحدى قرىالعالم الكبير ، كان هناك أسرة فقيرة صغيرة ، مكونة من أم وصغيرتها ذاتالثلاثة أعوام ، كانت معالم الرضا بادية على البيت بالرغم من حالة الفقر الشديدالذي تعاني منه الأسرة ، لم تكن الأم تطمع في شيء فكانت تعمل في بيوتالأغنياء طيلة النهار ، لتعود هي وطفلتها إلى منزلهما ومعهما مطعم ومشرب ، وفي بعضالأحيان ثمرتين من البرتقال ،يأكلانها وهم يشاهدون القمر من نافذةالمنزل ، والأم تحكي لصغيرتها إحدى قصصهاالمسلية.لم يكن يشغلبال الأم إلا تلك الشقوق التي تزحف في سقف الدار ، كانت تخشى يوما ينهمر فيهالمطر فيحيل البيت إلى بركة ماء ، فيغرقها هي و طفلتها الصغيرة .وجاء الشتاءحاملا معه غيم ملبد ، لم يلبث إلا وانهمر مطراً على القرية والبيت الصغير .ووجدت الأمبيتها وكأن سقفه قد انزاح من كثرة الماء المنهمر منه ، حاولت أن تحمي صغيرتها منالماء ، لكن المطر كان شديدا ، ومر وقت والأم تجري بطفلتها هنا وهناك،والصغيرة ترتجف من البرد .. والخوف.وبعد مدةاهتدت الأم لفكرة بسيطة ، فقامت وخلعت باب المنزل وأمالته على الجدار واحتمت تحتههي وصغيرتها .و حماهماالباب من انهمار المطر بعض الشيء .هنا التفتتالطفلة إلى أمها مبتسمة وقالت : الحمد لله يا أماه ، ترى ماذا يفعل الآن الفقراءالذين ليس لديهم باب يختبئون تحته من انهمار المطر !! . إشراقة: الخبز مشبعجداً لمن يغمسه في القناعة..............................محمد عبد الحليم عبدالله ( 32 )إنظرداخلك فيوحي القلميقول الرافعي ) إنالخطأ الأكبر أن تنظمالحياة من حولكوتترك الفوضى فيقلبك ) أن تضعالجداول ، وتهتم بترتيب مكتبك ،وأدواتك ، وعملك .ثم تذهل عن النظر إلىبنائك الداخلي لتنظف ما علق به من شوائب ،فهذا شيء يستحق العجب وإعادةالنظر .فمع زحمةالحياة وتوالي الأحداث على صفحة الكون غدت لحظة التأمل ،والنظر إلى الوجدان، واستشفاف القصور والعيوب لعلاجها عادة انفرد بها النبهاء والأذكياء وأصحابالضمائر الحية فقط .أنظر حولكترى العالم في سباق محموم ، وأكاد أجزم أن من حولنا أشخاص لم يقفوا ولو لبرهة واحدةكي يراجعوا مشوار حياتهم ويقيموا الجيد والحسن من سلوكهم وأفكارهم .و حياتك ياصديقي تستحق منك أن توليها كثير من الجهد والاهتمام ،تحتاج منك أن تقف بعدكل محطة في رحلتها لتقيم فيها نتائج المرحلة من مغنم ومغرم ، ولتثبيت الفؤادالذي قد يضطرب من سرعة وقوة تلك الحياة المائجة الجامحة .إن عُقدحياتنا ما يلبث ينفرط منا حبة حبة إذا ما لفنا ثوب الغفلة .خاصة وأنمعظم البشر يرهب مواجهة النفس ، ومراجعة المبدأ ، وتغيير السلوك والعادة .ولا يدرك أنقوته تكمن في قدرته على كسر شوكة عاداته السيئة ، وتحطيم صنم أفكارهومعتقداته الفاسدة ، والإنابة إلى جادة الطريق المستقيم .وهذا لن يكونإلا بتلك النظرة الموجهة إلى الداخل ، تلك النظرة الصارمة الحازمة التي لا تلينلسعادة دنيئة خاطفة ،ولا تغض الطرف عن مكسب سريع لايتوافق مع فطرتها .أنظر داخلك يا صديقي ، وأزل بيد طهور شوائب وعلائق ضارة .. وأرو بماء الحماسة واليقين بذور الخير والجمالوالتقدم .ولا يزهدنك في رحلة المكاشفة قلة الصاحب ووحشة الطريق .. فهكذا دروبالحق ! . إشراقة : جدي قال لي يوماً أن هناك نوعان من البشر: نوع يقوم بالعمل ونوع يحصل على التقدير... وقد قال لي أن أحاول أنأكون من النوع الأول حيث أن المنافسة فيه قليلة جداً.............................................إنديراغاندي ( 33 )لا تعتمد على الحظ هناك مِن البشر من يعيش منتظرا ضربة حظ تحقق له أمانيه وتطلعاته ..!وأمثال هؤلاء هم قيود الإنسانية ، ومصدر ضعفها وهمومها ، المرء منهم يعيش خاملا ساكنا ، في انتظار قطار الحظ عله يحضر معه زائر السعادة والفرح .. وهيهات . فالحظ أو التوفيق إن شئنا الدقة نادرا ما يزور الكسالى وعديمي الحيلة ، لكنه قد يفد عضد السائرين ، ويختصر مسافات الماضين .والحظ كما يعرفه بعض أساتذة علم النفس هو التقاء الفرصة الجيدة مع الاستعداد الجيد .والإنسان الصالح العاقل يؤدي واجبه المنوط به على أكمل وجه ، متسلحا بما يلزمه من قدرات وإمكانيات ، متشبعا بروح العمل والجد والكفاح ، فإذا ما شاءت الأقدار أن تعطيه من أعطياتها ما يقربه من هدفه ،وأنعمت عليه من كريم فيضها فيا حبذا .. وإن لم تعطي يكفيه ما قدم ، وكل يجني ثمار عمله .والناظر في حال البشر قد يجد منهم من طاوعه التوفيق فرفعه درجات على أقرانه ، فهذا جعلته صفقة نادرا ما تتكرر من أثرى الأثرياء ، وهذا طالب نال منحة فأنهاها ليجد شركة كبرى تبحث عن شاب بمواصفات تنطبق عليه فأصبح موظفا مرموقا على صغر مشواره ، وهكذا .لكن المتأمل الذكي يدرك جيدا أنه لولا الاستعداد والانتباه التام لدى هؤلاء الأشخاص ، لكان قطار الحظ فاتهم وهم نائمين ليستقله غيرهم ، وينهلوا من خزائنه بدلا منهم . يقول الروائي أنطوان تشيكوف (منذ أربعين سنة ، وعندما كنت في الخامسة عشر من عمري ،عثرت في الطريق على ورقة مالية من فئة العشر روبلات ، ومنذ ذلك اليوم لم أرفع وجهي عن الأرض أبداً ، وأستطيع الآن أن أحصي حصيلة حياتي وأن اسجلها كما يفعل أصحاب الملايين فأجدها هكذا : 2917 زرارا ، 344172 دبوس ، 12 سن ريشة ، 3 أقلام ، 1 منديل .. وظهر منحن وحياة بائسة !! ) . لقد ظن المسكين أن سُنة الحياة هي ضربات الحظ ، فعاش منحنيا منتظرا أن يعطيه الحظ مال كما أعطاه في المرة الأولى ، لكنه نال المقابل العادل ظهر منحن .. وحياة بائسة .الطموحات والأحلام لا ترتوي سوى بعرق الجبين .. والحظ قد يأتيك ليوفر عليك بعضا من قطرات العرق ، أو يختصر لك مساحات الزمن .فاعمل يا صديقي بجد وعزم ، اضرب بفأس جهدك في أرض أحلامك لتطرح لك ثمار النجاح والراحة .. ولا تنتظر أعطيات الحظوظ فلعلها تتأخر أو لا تأتي أبدا ..!! إشراقة : الفرص الجميلة تمر علينا دون أن نستوقفها, لأنها تندس داخل ملابس بالية اسمها العمل الشاق .......................محمد مستجاب ( 34 )المشاكل الصغيرة أنا لا أخشى الكبوات الكبيرة ، فكثيرا ما كانت المأساة المفجعة بداية لإنجاز عظيم ! .والمتتبع لسير العظماء سيرى جليا كيف أن هناك كوارث حدثت في حياة أناس فكانت هذه الكارثة بمثابة المشهد الأول في قصة نجاحهم وتميزهم وعبقريتهم .لكن ما أخشاه حقا وأتهيبه هو تلك المشكلات الصغيرة المتراكمة التي لا نشعر بها ، والتي ما تلبث تحيط بنا حتى تغرقنا ونحن في غفلة من أمرنا .إن القطرات الصغيرة والتي لا يلقي معظمنا لها بال تفعل الأعاجيب . يحكى أن الصينيون كانوا يستخدمون إستراتيجية غريبة في التعذيب ، كانوا يجعلون السجين يستلقى على ظهره فوق لوح خشبي ويربطون يديه ويثبتونرأسه بواسطة كلابتين فلا يمكنه تحريك رأسه إطلاقاثم يضعون المسكين تحت صنبورمياه تنزل منه نقطة واحدة كل 10 ثواني بشكل رتيب بحيث تسقط النقطة في منطقة التقاء الأنف بالجبهة !!!!إنها مجرد نقطة مياه لا يمكن أن تلفت الانتباه ولكن الرتابةوالتكرار المستمر يجعلانها سلاحا مروعا فيجن المسكين خلال يومين على الأكثر ثمينهار جهازه العصبي ويموت !!!! في حياتنا الزوجية تنهمر تلك النقاط عبر مشكلات حياتية فتحيل العلاقة في لحظة إلى كارثة مشتعلة . في عالمنا المهني ، مع المدير ، أو الزملاء ، أو من هم تحت إمرتك ، قد تذيب تلك النقاط حبال المودة بيننا . في علاقتك مع الله ، قد تحاصرك تلك النقاط التافهة ، وتأخذك معها إلى عالم الغفلة والنسيان ، فتنسى حقوقا وواجبات مفروضة عليك . كل هذا ومعظمنا يستهين بتلك الأشياء البسيطة التافهة ، ولا يلقي لها بالا برغم تأثيرها المدمر. أنظر معي لقول الحبيب ( إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه ولكنه قد رضي بالمحقرات من أعمالكم ) ، ينبهنا إلى أن الشيطان ( والذي هدفه إضلال الناس) ، يعمل على تضليل البشر من خلال الذنوب البسيطة المتتالية ، والتي قد تصل بالمرء المفتون إلى درجات أعلى من الكفر والإلحاد والعياذ بالله .إننا بحاجة أخي الكريم أن ننتبه مليا إلى تلك الذنوب الصغيرة ، والمشكلات البسيطة ، ونتغلب عليها أولا بأول ، قبل أن تكبر وتصنع بيننا وبين من نحب سدا عاليا ..ولا تنسى أن عالي الجبال تكونت من صغير الحصى ، وأن نقطة الماء البسيطة تفتك بأشد الرجال قوة وضراوة . إشراقة : سعادة معظم الناس لا تهدمها الكوارث الكبرى أو الأخطاء القاتلة، بل بالتكرار البطيء للأشياء الصغيرة المدمرة.....أرنست ديمنت ( 35 )أعطهم الأمل في مذكراته يذكر الأستاذ عبدالوهاب المسيري قصة طريفة يقول : كانت الثالثة ظهرا عند جامع ابن طولون في الأسبوع الأخير من رمضان، ظل السائق الذييقف ورائي بسيارته يضغط علي الكلاكس ويطلب أن أتقدم «عجلة قدام والنبي» أي مسافة صغيرة جدا تعادل مدار عجلة واحدة فقت له: كلنا واقفون، فلم أتحرك هذه المسافة الصغيرة؟ فأجاب: كي تعطني بعض الأمل ! . من هذا الموقف الطريف انتبهت إلى أن الناس تبحث دائما عن الأمل ،وتهوى الركون إلى من ينثر على دنياهم عبق الأمل ، وتباشير التفاؤل .وتهرب وتنفر ممن يصبغ الحياة بفرشاة سوداء قاتمةفتعلمت أن أعطي الناس الأمل دائما ، حتى في أحلك الظروف .ومن عجيب قدر الله ، أن الأمل يتولد من الشعور بالأمل ، والتفاؤل يأتي بالخير .يقول رسول الله ( تفاءلوا بالخير تجدوه ) ،ويقول ربنا جل اسمه في الحديث القدسي ( أنا عند ظن عبدي بي .. فليظن بي ما يشاء ) ،فمن ظن به خيرا جنى الخير ، ومن ظن به سوء أُعطي نظير ظنه .فلما التشاؤم يا أخي وإساءة الظن في مقادير الله .إن علماء النفس يحذرون من ( النبؤة التي تحقق نفسها ذاتيا ) ، ويقصدون بها مجموعة التصورات والأفكار السيئة التي يحيط المرء منا نفسه بها مثل : أنا فاشل ………العالم مليء بالأشرار .. ………لا أمل في الناس ………القادم أسوء دائما…….الغيب مليء بالمصائب .. لن أحقق أهدافي .. يقول علماء النفس أن المرء يظل يردد هذا الأفكار إلى أن يقتنع بهاوينتهج لا إراديا الطرق والخطوات التي تحقق هذه التصورات ! .والدواء في التفاؤل وحسن الظن بالله ، حتى وإن أحاطت بك الملمات ، وحاصراتك المشكلات ،وتعلقت بك الهموم . قف في وجهها مبتسما ، متفائلا ، متقدا بالحب والأمل .وستجد الخير يأتيك راكضا .. والجمال يُقبل طاردا فلول المشاكل والهموم من حولك .وفوق هذا سترى الناس تنجذب إليك ، وتركن إلى جوارك ، طامعين فيما لديك من إشراق وبهاء .. وأمل . إشراقة : الأمل ينام كالدب بين ضلوعنا منتظراُ الربيع لينهض............................................. ..مارج بيرسي ( 36 )الركنالضعيف إن كنت ممن يطمح في الريادة وقيادة الناس ، فلا تعول عليهم كثيرا في الوقوف بجانبك حال الفتن والخطوب ! .فالبشر تهلل وتصفق ، لكنها إذا ارتفع السوط تلوذ بالفرار ولسان حالها نفسي .. نفسي .التقيت بشيخي وأستاذي الدكتور عمر عبدالكافي حفظه الله ، فدار بيننا حديث طويل تطرقنا فيه إلى محنته عندما حاربته جيوش العلمانية وأباطرة الشر في بداية التسعينات ، فقال لي معقبا : كان يصلي خلفي عشرات الآلاف وتبكي وتضرع إلى الله ، ويزدحمون حولي حال دخولي وخروجي ، حتى إذا جاءت المحنة ، لم أرى لهم موقفا أو أسمع لأحدهم صوتا.وحول هذا المعنى قال القائد الفرنسي الكبير ( نابليون بونابرت) لقواده: لا تخدعوا أنفسكم ، فالعامة لا ينصرون قضية .إن من يدرك هذا المعنى يعرف جيدا أهمية أن يرسم خططه ، على ما لديه من مقومات وأدوات ، وأن يعلم أن الناس عليه لا معه ،وأنه في سباق الريادة وحده ، وأن ناصره هو الله أولا ، وما قدمت يداه ثانيا ، وليس بعدهما ثالث . أحد قياصرة الروم اعتلى سدة الحكم ، وقد حُكم عليه في السابق بالإعدام ، وعندما رأى الجماهير من شرفة قصره قادمة تبارك له وقد كانت تلعنه في السابق قال : ( أهلا بالمصفقين لكل منتصر وغالب ) . إن الغوغاء لا ينصرون قضية ، وعامة الجماهير لا عقول لها ، تؤثر على قراراتهم واتجاهاتهم وسائل شتى ، فالإعلام قد يضللهم ، وصوت الخوف على لقمة العيش قد يكون هو الأعلى ، وصاحب الكفة الراجحة . القائد الحق ، يدرك جيدا أنه وحده صاحب القرار ، والمخول بإنهاء أموره .نعم يجب أن يكون له مخلصين وأتباع ، يؤمنون بفكره ، ويتفاعلون بهمة مع مبادئه ، لكن السواد الأعظم من البشر لن ينقاد له ويتبعه إلا حال رجاحة كفته على منافسيه وغرمائه . والناظر يرى أن أتباع النبي قبل فتح مكة كانوا معروفين ومخلصين ، حتى حينما يندس بينهما منافق ، كانوا يعرفونه ويتقونه ، لذلك كان النصر الدائم للدعوة ،أما بعد الفتح فكانوا ألوفا مؤلفه ، وفي حجة الوداع كان سوادهم يغطي الصحراء الممتدة ، بيد أن كثيرا منهم كانوا من صنف المصفقين للمنتصر ، ولا عجب أن يرتد منهم كُثر بعد وفاة النبي . استفد من هذا الدرس يا صديقي ، ولا يخدعنك التفاف الناس حولك ، أو هتافهم لك ، فتظن أنك قد ملكت ناصيتهم ، وأنهم قد أسلموا لك أمر حياتهم ………………..فما أسهل أن يتركوك وحدك في منتصف الطريق إذا ما جد خطب ، أو أقبلت محنة . إشراقة : في تاريخ الرومان أن الناس قد هتفوا ذات يوم لقائد ظافر ، وأحاطوا بمركبه مهللين ، فمال عليه حارسه وقال له : يا مولاي .. تذكر بأنك إنسان ! . ( 37 )نميثقافتك يقول الدكتور عبدالكريم بكار حفظه الله لا أرى أن هناك فرق كبير بين شخص متعلم لكنه لا يقرأ ، وشخص جاهل . وتالله لقد أصاب كبد الحقيقة بمقالته هذه ، فمع التطور الذي نحياه ، والسرعة التي تحرك كل شيء حولنا ، وظهور أبواب ومشارب متعددة للمعرفة والثقافة صارا لزاما على المرء أن يقرأ ويثقف نفسه كي يلحق بركب الحياة ، ويمتلك الرؤية الصحيحة للعيش .وللقراءة مبادئ وأسس ومفاهيم ، وللمفكرين فيها كلام حول ماهية الكتب التي يجب أن تقرأها ، وعددها ، وهل هي مناسبة لك أم لا .وهذا أمر قد تطرق له أساتذة أفاضل بكثير من التفصيل ، لكنني هاهنا وفي عجالة سريعة أضع بعض الإشارات على نقاط أرى أهميتها لكل قارئ وهي : (1) حدد مجالا تقرأ فيه ( علم النفس ، تربوي ، شرعي ، علمي ، سياسي ... ) ، واقرأ للرواد فيه ، ولتكن قراءتك فيه بمنهجية ، أي تسأل وتستشير المتخصصين في هذا المجال عن الكتب القيمة فيه ،إلى أن تجد أن العثور على معلومة جديدة في هذا المجال أصبح هدف يحتاج إلى جهد . (2) قسم قراءتك بين 50% في مجال تخصصك ، و50% في مجالات أخرى مهمة . (3) اجعل القراءة التزام ، فمما ييئسك في القراءة أن تبدأ في قراءة كتاب ثم تهمله ، لذا أنصحك أن تضع لنفسك التزاما وتفي به ، حتى لو بكتيبات صغيرة . (4) ضع جدولا للقراءة ، بأن تقرأ بشكل مستمر ، انهي كتابا كل أسبوع ، أو أسبوعين ، أو ثلاثة ،ضع برنامجا ثابتا ، قبل النوم مثلا ، في وقت الظهيرة ، اختار الوقت الذي تحب القراءة فيه واجعله وقتا مقدسا . (5) اقرأ في الأوقات الميتة ، وأقصد بالأوقات الميتة تلك الأوقات التي تضيع سدى في انتظار طبيب ، أو في وسائل المواصلات المختلفة . وهذه الأوقات يفضل فيها قراءة الكتب الصغيرة ( كتب الجيب ) والتي لا ترهق في حملها أو استيعابها . أضف إلى ذلك حاول أن تخالط دائما الأشخاص الذين لديهم حب للقراءة ، فما أروع و أمتع أن تصادق شخص وثالثكما كتاب ،كما أن للمكتبة التي تنشئها في بيتك مفعول السحر في دفعك وأهل بيتك للقراءة ، وأؤكد على أن المثقف ليس من يقرأ كثيرا ،بل من يقرأ الكتب الجيدة بشكل جيد ، يقرأها ويسبح مع كاتبها متأملا فيما قال ، منتبها للشواهد التي يذكرها ،لا يقبل المعلومة قبل أن يدرسها جيدا ويسبح فيها ومعها بذهنه وتفكيره . ومن نافلة القول لفت الانتباه إلى أهمية استغلال الأوقات التي نقضيها في عمل بدني بحت ،بحيث ننمي فيها أذهاننا ، فكثير منا قد يقضي وقت كبير جدا في قيادة السيارة يوميا ، فلماذا لا نضع استراتيجية لمثل هذا الوقت ، بسماع مجموعة صوتية مثلاً وما أكثر هذه المجموعات اليوم أو نضع بعض المحاضرات على جهاز mp3 كي نستمع إليها في ذهابنا وإيابنا ، فنستغل الأوقات التي تضيع سدى ، وننمي ونثقف من أنفسنا .إن قيمة المرء منا تحددها عوامل شتى ، يأتي على رأسها حجم وعيه وثقافته ، وعمق استنتاجاته لمختلف أحداث الحياة .لذا كن حريصاً يا صديقي على استغلال كل فرصة ترفع من مستوى ثقافتك وتفكيرك . ولا تكن قنوعاً أبداً في هذا الأمر ..! اشراقة : النجاح 20% مهارة و80% تخطيط استراتيجي. قد تعرف كيف تقرأ، لكن الأهم: ما الذي تخطط لقراءته ؟ ( 38 )قصقص حلمك في أحد البرامج التلفزيونية كنت أتناول الحديث عن الأحلام وأهميتها لكل واحد منا ،ووجدت أن هناك ثمة اختلاف بين المشاهدين في نقطة تحديد الحلم أو الرؤية المستقبلية ، وهل الأفضل أن يكون حلم المرء بسيط وقريب من واقعه ، أم يكون كبيرا براقاً ، وأجاب مويدي الرأي الأول بأن الحلم البسيط يكون واقعياً أكثر ، مما يحفزنا على تحقيقه ، بخلاف الحلم الكبير والذي يكون أقرب إلى الخيال مما يعطينا انطباعا باستحالة تحقيقه .بينما قال مؤيدي الرأي الثاني أن الأحلام البسيطة ليس لها سحر وجاذبية ، وأن الهدف الكبير يثير الحماسة ويجعلنا في حالة تحفيز دائم . وعندما جاء دوري للتعليق قلت : يجب أن يكون حلمنا كبيرا ، لكننا يجب أن نتعلم كيف نجزءه ونحوله إلى أهداف صغيرة .. ومرحلية . نعم الأهداف الكبيرة تحفزنا وتشحذ من همتنا وتزيد من فاعليتنا ، لكن الكثير منا يخشى من وضع خطة طموحة كي لا تكون خيالية صعبة أو مستحيلة التطبيق .هنا يأتي دور تجزءة الأحلام ، وتقطيعها جزءا جزءا، وهذا المفهوم ليس من بنات أفكاري بل هو قاعدة إدارية عتيدة .فأساتذة التخطيط يقولون ( فكر عالميا ، وتصرف محليا ) ، أي يجب أن تفكر بشكل شامل واسع ، تستطيع من خلاله تقييم قدراتك ، وتحديد موقعك على خارطة أحلامك بدقة . لكن حينما تبدأ العمل ، يجب أن تصرف اهتمامك إلى تلك الأشياء الصغيرة التي تستطيع إنجازها والتي تُحسب في خانة إنجازاتك ، إن الهدف الجزئي يكون ممكننا نظرا لسهولة القيام به ، لكن الهدف الكبير يكون خياليا نظرا لشكنا في إمكانية القيام به ، وكثيرا ما تصبح الأحلام الكبيرة مجرد أمنيات في عقل أصحابها لأنهم لم يجزئوها ، وينجزوها مرحلة تتبعها أخرى . وما أروع مقالة الشاعر العربي ( علي الكاتب) حين أجمل ما فصلناه في بيت شعر قال فيه : لا يؤيسنكَ من مجدٍ تباعُدُهُ فإِن للمجدِ تدريجًا وترتيبًا فالأحلام الكبيرة ، والأمجاد العظيمة ممكنة ، ونقدر عليها ،بشرط أن نخطط لها جيدا ، ونجزءها إلى مراحل ، ونضع لكل مرحلة خطة عمل ، ووقت للبدء والانتهاء .. وعلى هذا جرت عادة الناجحين والعباقرة . ( 40 )لا تخدعنك المظاهر في كتابه ( أعط الصباح فرصة ) يحكي الأستاذ عبدالوهاب مطاوع رحمه الله قصة طريفة كان شاهدا على أحداثها ، وخبرها أن أحد أصدقاءه ذهب لإجراء جراحة مؤلمة ، وكان الأستاذ مطاوع حاضرا معه ، وكانت تلك الجراحة في ذاك الوقت تصيب المرء بآلام فظيعة ، يصرخ منها أشد الرجال قوة واحتمالا كالأطفال الصغار ، فقام الصديق بإجراء الجراحة وتبعه مريض آخر لديه نفس الداء ، يقول الأستاذ مطاوع ( وكان مع المريض الآخر أخاه ، فما أن استيقظ هذا المريض واستعاد الشعور إلا وداهمته الآلام المبرحة ، فأخذ يصرخ بشدة طالبا النجدة ، فانزعج الأخ بشدة وذهب إلى الطبيب فطمئنه إلى أن هذه الأعراض طبيعية ، وسيظل هكذا حتى الليل وسيأتي لإعطائه حقنة مروفين ، فذهب الأخ لطمأنة أخاه فوجد صراخه قد على واشتد ، فعاد أدراجه إلى الطبيب يستجديه أن هناك خلل ما في العملية ،ولم يتركه إلا وقد أحضره معه ، فقام بتوقيع الكشف عليه وأخبره ثانية إلى أن هذه الأعراض طبيعية وسيصرخ هكذا حتى حلول المساء ! .وذهب الطبيب ولم يتوقف صراخ وتوسل الأخ المريض ، وعندما بلغت الحيرة مداها عند الأخ المرافق ، تذكر صديقي ، فحدثته نفسه أن يذهب إليه في الغرفة المجاورة ليرى هل يتألم مثل أخاه فيطمئن إلى أن هذا الألم طبيعي ، أم أن هناك مشكلة يحاول الطبيب إخفائها ! .وجاء إلى صديقي المريض ولم أكن وقتها في الغرفة ، فاستأذن فوجد صديقي يرقد ساكنا ويطالعه بهدوء ، فسلم عليه فرد عليه السلام ،وقال له : كيف حالك يا أستاذ فلان ؟فأجابه صديقي في هدوء : الحمد لله ! .فقال له ، كأنما يتأكد من مخاوفه : هل أنت بخير ؟فأجابه صديقي في وقار : نعم والحمد لله ! .فعاد يسأله من باب المجاملة والتعاطف ، خاصة وقد وجده وحيدا في غرفته : هل تريد شيئا قبل أن أنصرف صديقي بنفس الوقار والهدوء : نعم .. أريد أن أموت !فلم يستطع الرجل من أن يمنع نفسه من الانفجار في هستريا من الضحك ، وقال لصديقي : يبقى خير ! . ثم ربت على رأسه مشجعا ، وهو في قمة الابتهاج بعدما تبددت مخاوفه .وفي الممر التقينا وروى لي ما حدث وضحكنا معا ، وسألني أين كنت فرويت له أنني كنت في مكتب الطبيب المقيم للمرة العاشرة منذ الصباح أرجوه أن يأتي معي ليطمئن صديقي إلى أن كل شيء على ما يرام ،بعد أن ظل يصرخ بلا توقف ويستغيث بلا انقطاع ، فإذا كنت قد وجدته حين زرته ساكنا لا يصرخ فليس معناه أنه لا يتألم ، بل يتألم إلى حد العجز عن الصراخ والعويل ، وما هي إلا لحظات ويعاود الصراخ مرة أخرى ! .)وفي هذا الموقف درس غاية في الأهمية وهو ألا ننخدع بالمظاهر ، فُرب ضاحك والألم يعتصر كبده اعتصارا ، وآخر هادئ الجنان لكن السعادة والحبور تحمله على جناحيها وتطير به في عوالمها . وكم انخدعنا في أشخاص كنا نظن أنهم سعداء منبهرين بابتسامة مرسومة على شفاههم ، وأناقة بادية عليهم .. لكننا عندما سبرنا أغوارهم وجلسنا واستمعنا إليهم وجدنا حياتهم أتعس بكثير مما نظن ، وأنهم مساكين حقا فلا يخدعنك يا صديقي ضحكة ضاحك ، ولا مظاهر كاذبة .وعش في الحياة ناظرا دائما للجوهر لا للمظهر .ولا تحكم على أحد قبل أن تسبر أغواره جيدا . إشراقة : لا تنخدع بضحكهم فإنهم لا يضحون ابتهاجا وإنما .. تفاديا للانتحار………………………………… !!!فولتير ( 41 )الحياة في سبيل الله يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله : ( إنني أريد إفهام المؤمنين أن الحياة في سبيل الله كالموت في سبيل الله جهاد مبرور، وأن الفشل في كسب الدنيا يستتبع الفشل في نصرة الدين، إن السلبية لا تخلق بطولة؛ لأن البطولة عطاء واسع ومعاناة أشد ) . وتالله لقد صدق وأصاب بدقة ومهارة بالغة أحد أهم الثغرات في حياة المسلمين ! .فلدى المسلمون للأسف الشديد توترا في المزج بين حياتهم الدنيوية والأخروية ،بالرغم من أن الهدف الأهم لخلق الإنسان في الشريعة الإسلامية بعد عبادة الله هو إعمار الأرض ، ونشر الخير والجمال والفضائل فيها ، إلا أننا نجد وللأسف الشديد أن المسلمون في مؤخرة ركب التميز ويعيشون على هامش الحياة معتمدين على ما يستوردونه ، متكلين على ثروات بلدانهم الطبيعية ،متناسين دورهم الريادي في الحياة .شيء مخزي أن يكون أبناء الإسلام عالة على غيرهم ، والأكثر خزيا أن يلصق هذا بالورع والزهد ! .فعش يا صديقي حياتك في سبيل الله ، كن نجما بارزا في دنيا الناس ، تألق وارتفع لتُري العالم كيف يكون المسلم الحق . قدم للإنسانية إنجازا يكتب باسمك ، أعد للحياة شيئا من عبق ابن سينا أو ابن البيطار ، أو ابن رشد . كن الطبيب الماهر ، أو المهندس العبقري ، أو عالم الذرة الفذ ،أو الموظف الأمين ،أو العامل المجتهد .استمتع يا صديقي بنعم الله ، فما خلق الله الجمال إلا لنستمتع به ، شريطة أن نؤدي ثمن النعمة من شكر واعتراف بفضل الله علينا . ( الموت في سبيل الله ) مصطلح جهادي يتملك المسلم الصادق حال الشدة والمغالبة ومحاربة من يريد التعرض إلى ديننا ومعتقدنا ، لكننا اليوم في اشد الحاجة إلى تغليب مصطلح ( الحياة في سبيل الله ) ، يجب أن تفكر وتتأمل قارئي الحبيب عن الطريقة المثلى التي يجب أن تعيش بها الحياة . الرافعي في وحي القلم ينبهنا أنه ……………………إن لم نزد شيئا في الدنيا كنا نحن زائدين عليها ) ، وما أكثر من أتو وأثقلوا الحياة بهمومهم ومشاكلهم بدون أن يضيفوا شيئا ، مسيئين لسيرتهم .. ودينهم ! .نعم ودينهم أيضا ، فالعالم اليوم غير قابل لتصديق مقولة أن ديننا العظيم ينجب أبناء فشلة ،رصيدنا للأسف الشديد من الإنجاز والبحث العلمي ، بل ومن الخلق الحسن والسلوك الطيب فقير جداً . أعلم أن المشكلة ليست في الإسلام ، وأن ديننا جميل .. رائع .الإسلام بضاعة رائجة مطلوبة ، خاصة في حياتنا المادية القاسية التي نعيشها اليوم ، لكننا للأسف أسوء مندوبي مبيعات لتلك البضاعة ، فشله في الترويج لكنوزنا الكثيرة والتي لا تحتاج إلا لمن يطبقها كي تنطق معرفة نفسها عش يا صديقي حياتك في سبيل الله .. فإنه الجهاد .. وأي جهاد . إشراقة : يخطئ من يظن أن غاية الحياة هي القيام بأعمال دينية بحته فقط ، فإن من غاية الحياة أيضا الحصول على السعادة التي أرادها لنا الله بطرق مشروعة فمن يطلبها بوسائلها الشريفة فإنما يحقق أيضا إرادة الله . الأديب الروسي : تولوستوي ( 42 )الخوف منالحرية هل يتصور أحد أن هناك من يخشى الحرية ويُغلق دونها باب قلبه! ؟للأسف كثر هم من يخافون الحرية ويحذرونها وذلك لأنها تضعهم وجها لوجه أمام اتخاذ القرار وتحديد المصير .كثر ويا للعجب يرهبون النجاح والتفرد ، ويركنون إلى حائط الدعة والخمول طلبا لهدوء نسبي . فللنجاح متطلبات ودوافع وتكاليف ، وللحرية ضريبة . وليس كل البشر قادرين على تحمل تلك الضرائب والتكاليف .هناك من يرهب النجاح خوفاً من أن يرفع هذا النجاح طلباته وتوقعاته من نفسه وكذلك طلبات وتوقعات المحيطين به منه.وهناك من يخشى الحرية لأنها تزيد من إحساسه بالمسؤولية ، وتُحمله تبعات قراره .وليس هناك أدل على ذلك من ذهاب كثير من العبيد الذين حررهم ( إبراهام لينكولن) محرر العبيد في أميركا إلى سادتهم طالبين الرق ، رافضين حياة الحرية !! . وذلك لأنهم قد تعودوا على الحياة بدون فاعلية ، بل هناك من لم يتخذ طوال حياته قرارا واحداً ، حتى وإن كان بسيطاً هيناً .والحرية كما يُطلق عليها الأديب الأيرلندي جورج برنارد شو هي ( مرادف للمسئولية )، ولذلك يفزع منها معظم الناس. نعم ..إنها المسؤولية عزيزي القارئ ما يخشاه كثير من الناس ، فإن من يتحملون تبعات قرارهم في شجاعة ،ويقفون بشموخ أمام تيارات الحياة المختلفة بحلوها ومرها هم فقط الأحرار.فلا يتملكك العجب إذن حينما ترى صديقك لا تحركه حماسة شديدة رغم ما يملك من موهبة أو قوة ما ، فإنه يرهب الحرية والنجاح .ولا تعجب كذلك حينما ترى إنسان متواضع في قدراته ، لكن باله لا يهدأ أو يستقر أمام جموح طموحه الشديد ، فإنه حرٌ من صُلب أحرار .ما أريد قوله يا صديقي أن بيننا مبدعين وعباقرة ، لكن قلوبهم راضية بقيود الرق والاستعباد ، لذا لا يسمع بهم أحد ، ويموتون في صمت . وعلى الجانب الآخر هناك بسطاء أحرار ، يسمع بهم العالم ، ويسطرون بجرأتهم وإقدامهم أسمائهم في سجل التاريخ .فكن حراً ، مقداماً ، مبادراً . أخبر قلبك أنه حرٌ ، لا يعرف الضيم أو الاستعباد .ولا تخشى من اقتحام الصعب ، أو منازلة المستحيل ، فلا مستحيل أمام الأحرار . إشراقة : معروف في تاريخ الرجال أن الهمم الكبيرة تدوخ أصحابها وأن القلوب الحية تكلف الأجساد ما لا تطيق …………محمد الغزالي ( 43 )لاتستصغر نفسك يُحكى عن المفكر الفرنسي ( سان سيمون ) ، أنه علم خادمه أن يوقظه كل صباح في فراشه وهو يقول انهض سيدي الكونت .. فإن أمامك مهام عظيمة لتؤديها للبشرية ! ) . فيستيقظ بهمة ونشاط ، ممتلئً بالتفاؤل والأمل والحيوية ، مستشعراً أهميته ، وأهمية وجوده لخدمة الحياة التي تنتظر منه الكثير .. والكثير ! . المدهش أن ( سان سيمون ) ، لم يكن لديه عمل مصيري خطير ليؤديه ، فقط القراءة والتأليف ، وتبليغ رسالته التي تهدف إلى المناداة بإقامة حياة شريفة قائمة على أسس التعاون لا الصراع الرأسمالي والمنافسة الشرسة .لكنه كان يؤمن بهدفه هذا ، ويعد نفسه أمل الحياة كي تصبح مكانا أجمل وأرحب وأروع للعيش . فلماذا يستصغر المرء منا شأن نفسه ويستهين بها !؟ . لماذا لا نضع لأنفسنا أهدافاً في الحياة ، ثم نعلن لذواتنا وللعالم أننا قادمون لنحقق أهدافنا ، ونغير وجه هذه الأرض أو حتى شبر منها للأفضل . شعور رائع ، ونشوة لا توصف تلك التي تتملك المرء الذي يؤمن بدوره في خدمة البشرية والتأثير الإيجابي في المجتمع . ولكن أي أهداف عظيمة تلك التي تنتظرنا !! ؟ سؤال قد يتردد في ذهنك عزيزي القارئ . وأجيبك وكلي يقين بأن كل امرء منا يستطيع أن يجد ذلك العمل العظيم الرائع ، الذي يؤديه للبشرية . إن مجرد تعهدك لنفسك بأن تكون رجلا صالحا ، هو في حد ذاته عمل عظيم .. تنتظره البشرية في شوق ولهفة . أدائك لمهامك الوظيفية ، والاجتماعية ، والروحانية .. عمل عظيم ، قل من يؤديه على أكمل وجه . العالم لا ينتظر منك أن تكون أينشتين آخر ، ولا أديسون جديد ، ولا ابن حنبل معاصر . فلعل جملة مهاراتك ومواهبك لا تسير في مواكب المخترعين و عباقرة العلم . لكنك أبدا لن تُعدم موهبة أو ميزة تقدم من خلالها للبشرية خدمات جليلة . يلزمك أن تُقدر قيمة حياتك ، وتستشعر هدف وجودك على سطح هذه الحياة ، كي تكون رقما صعبا فيها . وإحدى معادلات الحياة أنها تعاملك على الأساس الذي ارتضيته لنفسك ! . فإذا كانت نظرتك لنفسك أنك عظيم ، نظرة نابعة من قوة هدفك ونبله . فسيطاوعك العالم ويردد ورائك نشيد العزة والشموخ . أما حين ترى نفسك نفرا ليس ذو قيمة ، مثلك مثل الملايين التي يعج بهم سطح الأرض ، فلا تلوم الحياة إذا وضعتك صفرا على الشمال ، ولم تعبأ بك أو تلتفت إليك . قم يا صديقي واستيقظ ..! فإن أمامك مهام جليلة كي تؤديها للبشرية . إشراقة : عندما تطمح في شيء وتسعى جاداً في الحصول عليه ، فإن العالم بأسره يكون في صفك ………………………باولوكويلو ( 44 )حاصرقلقك القلق داء عضال ، يهجم على النفس فيخنقها ، ولا يدعها إلا ركام وأطلال .ولقد بحث ذوي الألباب والأفهام عن دواء لهذا المرض الفتاك ، وأفنوا أعمارهم في تتبع آثاره ودوافعه ، باحثين عن الطريقة المثلى لزهقه والتغلب عليه ، يحكي الباحث الأميركي ديل كارنيجي حكايته مع هذا المرض ويقول: (عشتُ في نيويورك أكثرمن سبع وثلاثين سنة , فلم يحدث أن طرق أحدٌ بابي ليحذِّرني من مرض يدعى القلق , هذا المرض الذي سبب في الأعوام السبعة والثلاثين الماضية من الخسائر أكثرمما سببه الجدري بعشرة آلاف ضعف ,نعم لم يطرق أحدٌ بابي ليحذرني أنَّ شخصاً من كلِّ عشرة أشخاص من سكان أمريكا معرّض للإصابة بانهيار عصبي مرجعه في أغلب الأحوال إلى القلق!!.) . وأمضى كارنيجي حياته في مساعدة البائسين ، صرعى القلق والاضطراب ، إلى أن خلص في الأخير إلى روشتة ذهبية نصح بها كل من يبحث عن دواء للقلق وهي: انشغل دائما ، واهرب من فخ الفراغ ..لا تحزن علي ما فات..لا تبالغ في الخوف والاهتمام بما سيأتي.. ويؤكد منهجه هذا قائلا: إن من مبادئ علم الطبيعة.. أن الطبيعة ضد الفراغ وأنك لو ثقبت مصباحا كهربائيا مفرغا من الهواء.. فإن الهواء يتسلل إليه علي الفور ويملأ كل فراغه، وكذلك العقل فهو إذا خلا مما يشغله تسللت إليه الهموم وتمكنت منه. يتفق مع كارنيجي المفكر الأيرلندي جورج برنارد شو حيث يجيب على سؤال عن القلق والتعاسة وكيفية التغلب عليهما بقوله : (إن سر الإحساس بالتعاسة والاضطراب هو أن يتوافر لديك الوقت لتتساءل هل أنت شقي أم سعيد ! ) . تؤكد هذه النظرية تجربة عاشها أحد الجنرالات أثناء أحد الحروب حيث وجد نفسه فجأة وحيدا بين ثلوج القطب الجنوبي فيقول : في الليل قبل أن أطفئ المصباح لآوي إلى فراشي كنت أرسم لنفسي سيناريو لعمل الغد ، فأخطط في خيالي جدولا فأقول : سأقتطع ساعتين لتنظيف الثلوج من أمام خيمتي ، وساعة أخرى لعمل نفق خلف الخيمة ، وساعة لعمل منضدة للطعام ، وساعتين لإصلاح الزحافة .. ، ولا أدع لنفسي دقيقة فراغ واحدة .ولو لم أفعل ذلك ، لكن الثمن حياتي .. أو عقلي .ولقد أثبتت الإحصائيات أن حالات الانتحار تقل كثيرا أثناء الحروب وذلك لشعور الناس أن هناك مهمات وتحديات يجب عليهم مواجهتها ، ويضعف لديهم الشعور بالفراغ ووحشة الوقت . إن الانشغال بمهامك العظيمة صديقي القارئ ، والتركيز على أدوارك في الحياة والاهتمام الخالص بها ، كفيل بألا يسلمك إلى القلق والتوتر والضغط العصبي .والإنسان منا كلٌ لا يتجزأ ، لديه احتياج روحاني ، ومادي ، واجتماعي ، وجسدي ، فإذا ما رتبت حياتك ،بحيث تعطي لكل جانب من جوانب حياتك حقها من الاهتمام والعناية والدأب والعمل ، فثق يقينا أن القلق لن يطرق باب قلبك أبدا .لن يرضى الله عنك إذا انقطعت في مسجد ساجدا راكعا ، مهملا واجبك تجاه الناس والإنسانية ، كما لن يرضى عنك كذلك إذا ما هجرت جانبه ، ونسيت حقه عليك ، وانشغلت بالكسب المادي فقط . إن الروشتة العظيمة للتغلب على القلق ، أن تضع لنفسك أهداف سامية وتنشغل بالوفاء بها ، أن تحاصر جيوش ( التوتر ، وضيق الصدر ، والاكتئاب ) قبل أن تهجم عليك ، أو تقترب من أسوار حياتك .الراحة في أن تعيش حياة متزنة ، معطيا لكل ذي حق حقه ، ناثرا من عرق جهدك على أرض أحلامك ما يكفي لإنعاش بذور الطمأنينة والرضا وراحة البال بداخلك. اشراقة : قلة الحركة تثمر الشك والخوف. كثرة الحركة تثمر الثقة والشجاعة. إذا أردت قهر الخوف، لا تقبع في بيتك مفكرا فيه،بل اخرج واشغل نفسك …………………..ديل كارنيجي ( 45 )لعبة المال كلنا يطمح في أن يملك أطراف الدنيا بين يديه .ومعظمنا يوجز كل أحلامه وأمانيه ومنتهى غايته وأمله في المال ، ويرجع بؤسه وألمه واضطراب حياته إلى قلة موارده المادية . يقول أحد من أفنوا حياتهم في جمع المال ، الملياردير الأمريكي الشهير( بول جيتي) : إن المال لا يستطيع شراء الصحة ولا السعادة ولا الحنان ولا سهولة الهضم ) ! . ما أخطر ( لعبة المال ) ، والتي تجبرنا أن نصرف جل تفكيرنا واهتمامنا وجهدنا في الحصول عليه ، ظانين أننا في النهاية سنمتلك السعادة التي نطمح إليها .. وهيهات . لن يستطيع أحد إنكار ما للمال من أهمية وقوة ، أو إغفال ما له من تأثير وسحر ، وأنه يدعم بلا شك من يريد أن يكون سعيدا . لكنه أبدا ليس جوهر السعادة ومنبعها ، وليس هناك أبسط من أن تقلب ناظريك في الحياة لترى كثر من أصحاب الملايين ، تخاصمهم السعادة ، ويرافقهم البؤس والشقاء في كل خطوة من خطواتهم . نعم هناك أغنياء سعداء ، لكنك لو فتشت لديهم لوجدت المال عنصرا ضئيلا جدا في منظومة السعادة ، وأن المحرك الأول ،والمحور الأهم هو الرضا والقناعة وطمأنينة النفس وهنائها . والرسول ، يخبرنا بسر خطير من أسرار لعبة المال ، من فقهه وأحسن فهمه وإدراكه كان في السباق متصدرا ، يقول : (من كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه شمله، ثم أتته الدنيا وهيراغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق عليه شمله، ولن يأته منالدنيا إلا ما قُدر له ) . وليس المقصود ب (الآخرة همه) هو ترك الدنيا وزهد الحياة ، وإنما في الارتقاء في الطلب والترفع عن الركض اللاهث خلف الدرهم والدينار ، فإحدى حكم الأيام أن الدنيا وزينتها كالمرأة اللعوب تأتيك إذا ما أعطيتها ظهرك ، و تجافيك إذا أقبلت عليها في لهفة وشوق . وكلما كان المرء منا شديد الثقة في الله ، مطمئنا إلى أن رزقه لن يذهب لغيره ، مدركا لفلسفة الرزق ، متيقنا بأن نعم الله لا يمكن النظر إليها من الزاوية المادية فحسب ، كلما كان نصيبه من كعكة السعادة أوفر .وما أجمل قول نبي الرحمة ، وهو يهيب بكل جازع أن يهدأ ويستكين ، ويطمئن جنانه إلى أن نصيبه من الرزق لن يأخذه غيره ، وأنه آتيه لا محالة ، إذ يقول : (ليس الغنى عن كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس. وإن الله عز وجل يؤتي عبده ما كُتب له من الرزق ، فأجملوا في الطلب ، خذوا ما حل ودعوا ما حرم ) . ما أشد ما يعتصر قلبي من ألم وحزن وأنا أرى صديقا لي ، أوتي من نعيم الدنيا الشيء الكثير ، فهو في عيون أقرانه الأغنى والأكثر نفوذا ، والأسعد حظا .لكن قلبه يقطر ألما وهو ينظر للأطفال وقد حُرم من الإنجاب .وأكاد أجزم أنه لن يتواني لحظة في التضحية بما لديه من نعم الحياة ، من أجل كلمة ( أبي) يرددها على سمعة طفل من صُلبه . حمدا لله ، على قلب ينبض ، وعين ترى النور ، ويد تصرف الأمور ، وقدم تحملنا إلى حاجتنا بدون مساعدة من أحد .حمدا لله على زوجة نأوي إليها ، وبيت يضمنا بين زواياه ، وعمل يكفينا مذلة السؤال . الحمد لله على ستره الجميل ، وعطائه الجزيل ، وكرمه الممدود . هل تريد أن تدرك يا صديقي سر المال ؟ . سل من قُطعت يده ، بكم يشتري يداً ؟. ومن فقد قدما ، بكم يشتري قدما ؟. ومن حُرم الأبناء بكم يشتري طفلا ؟ ستعرف وقتها ، أن تأنقك في الحياة ، ومشيك مختالا بصحتك الوارفة ، هازا زراعيك في الهواء ، رافعا رأسك في ثقة لا يقدر بثمن . وأن لعبة المال .. لا يربح فيها أحد . إشراقة : إن رجلاً بلا مال هورجل فقير، ولكن الأفقر منه إذا أردنا أن نغوص نحو الأعماق رجل ليس لديه إلاَّ المال . د. عبدالكريم بكار (46)الحقيقة دائما ما يرفض غروري الاقتناع بأن الحياة ستمضي طبيعية جدا ، حينما أرحل عنها وأوارى التراب ، صعب على نفس أحبت الدنيا وتعلقت بها أن تؤمن أن الحياة لن تتوقف دقيقة أو حتى ثانية من أجل رحيله ، فالكون دائر ، والبشر ماضون ، وكلٌ على حاله .كل ما هنالك أنني لست موجود .. قد يقف البعض حزنا علي لبرهة من الزمن ، لكنهم سيمضون إلى أعمالهم ومشاغلهم ، وكل ما يربطني بهم .. ذكرى وتالله إنها الحقيقة التي نحتاج أن نذكر بها نفوسنا بين حين وآخر .. فمهما كبرنا وعلونا وحزنا من المكانة والرفعة والشرف ، إلا أن الحياة لن تتخبط بدوننا وتضطرب . والقبور مليئة بأشخاص خيل لهم الغرور والكبر أن الحياة لن تمضي بدونهم ، وها هي الحياة تسير بروتينها المعهود ، وهم مجرد تاريخ سابق ، يدلل عليه شاهد رخامي مكتوب عليه اسم ولقب وتاريخ وفاة . وخير لي ولك قارئي الحبيب أن ندرك أن الدنيا مزرعة الآخرة ، فحينها سنطفئ جزع النفس الطامحة في الخلود ، ونطمئنها أن هناك حياة أروع وجنة عرضها السموات والأرض .سنرتاح كثيرا حينما يقر في وجداننا أن تلك الحياة والتي لا نود مفارقتها ، ليست سوى صورة خادعة براقة ،وأن النعيم الحق ، والخلود الدائم ، في جنة لا تنال إلا برضوان الله وطاعته .سنزهد وقتها في طلب الخلود ، وسنجتهد في غرس بذور الخير هنا ، كي نرى ثماره يانعة هناك ، ونجد السير هنا كي نرتاح هناك . كان أبو بكر -رضي الله عنه- يقول: "لا تغبطوا الأحياء إلا على ما تغبطون عليه الأموات" . فهل يمكن أن نغبط ميتاً على مال ورثه ، أو أراضٍ خلفها ، أو عقار يتقاسمه ورثته في سعادة وحبور ..!؟ إن ما نغبطه عليه حقا هو عمل عظيم يعيش بعد موته ينافح عنه ، ويدخل معه قبره ليؤنسه إذا ما ذهب عنه أهله وأصحابه . إن العقل الإنساني متى ما وُهب الحكمة ، سيدرك جيداً أن الدنيا بطولها وعرضها ظل زائف ، وأن التعامل الأمثل معها لا يكون إلا في تسخيرها من أجل الأعمال العظيمة التي توضع في صندوق الحسنات والأعمال الطيبة . وأنظر معي لقول وليم جيمس أبو علم النفس الحديث إذ يقول ( إن الاستغلال العظيم للحياة هو أن نقضيها في عمل شيء ما يبقى معنا بعد الحياة )………………………طف بعقلك في المشرق والمغرب ، ولن تجد حكيما أو فيلسوفا ، إلا وأدرك تلك الحكمة ووعاها .. أن الدنيا مزرعة الآخرة . بعد كل هذا .. أعود لأسأل نفسي ثانية : هل ستستمر الحياة بعد موتي ؟! و أجيب بطمئنينة بال : نعم ستستمر بكل تأكيد . لكنني لن أجزع لذلك ، طالما أحمل معي زادي من التقى واليقين والعمل الصالح . إشراقة : سر على الأرض هونا فقد عاشت هذه الأرض بدونك ملايين السنين ، وأغلب الظن أنها سوف تفعل ذلك مرة أخرى . ( 47 ) انتقي خلانك من منا يستطيع العيش بلا أصدقاء وخلان وندماء ! . أي بهجة للحياة إن خلت من أصدقاء يشاركوننا إياها ، نأنس بهم ونؤنسهم ، نعطيهم ونأخذ منهم ، نهب إليهم لنشكو قسوة الأيام وتقلبات الدهر . وقد أفرد الفلاسفة والحكماء في سمات الخليل ، وعددوا له صفات يجب أن يتحلى بها ، قبل أن نركن إليه ونسمه بالوفاء . لكنني أحببت أن أحذرك يا صديقي من صنف من الأصدقاء ، يهبط معهم الواحد منا ولا يرتفع ، ينغصون عليه حياته ، ويصبغون أيامه بلون داكن قاتم كئيب . نعم .. هناك صديق قادر في جلسة واحدة على تعكير صفو أيامك بآرائه المعوجة ، وتضييق صدرك بشكوكه السوداء ، وخلق مساحة من التشاؤم في نفسك بقدرة عجيبة خارقة ! . وهذا الصديق تعرفه بأوصاف عدة فهو كاره للبشر بصفة عامة ، قد يكون ناجح في عمله أو غير ذلك ، لكنه يقيننا أفشل الخلق في علاقاته الاجتماعية ، لا يستفيد منه من يعرفه شيئا سوي تسميم روحه بالعداء للبشر.. وسوء الظن فيهم...وتوقع الشر قبل الخير منهم، إلي جانب تشويه القيم وإنكار فضائل الآخرين..إننا حينما نتحدث مع أشخاص متشائمون يحدث شيء عجيب ، حيث تختفي دائما أي بوادر للأمل وتنتشر فوق الرؤوس سحب التشاؤم واليأس ، و لا تجود القريحة بأي شيء من التفاؤل أو المرح أو الأفكار والخطط الجديدة المبدعة . فاهرب من هذا الصنف يا صاحبي وابتعد عنه ، وابحث عن ذلك الصديق الذي تحلق معه في آفاق الجمال ، الذي يبث فيك كل حسن ، ويلهب مشاعرك دوما بكريم طباعه وأخلاقه .ابحث عن الصديق الذي عناه الكاتب الأمريكي إيمرسون بقوله : إنني أنشدُ صديقا يحرك حماستي وتفاؤلي تجاه الحياة ، ويشجعني علي أن أصنع ما أستطيع صُنعه، ولست أريد صديقا يثبط عزيمتي بخمود روحه ويأسه من كل شئ فأنكص عن أداء ما أستطيع أداءاه لو تحليت بصفة الحماس!. ومما روي عن يوليوس قيصر أنه لم يكن يستقبل في بلاطه سوى أصحاب الوجوه الضاحكة المستبشرة ، وكان حجته في ذلك أن الابتهاج عدوى كما أن الاكتئاب عدوى كذلك ! . فانتقي أصدقائك يا صاحبي ، ولا تلقي بنفسك في فلك امرء متشائم ، سيء الطلعة والطالع . فيضيق عليك حياتك الرحبة ، ويغطي عينيك عن رؤية جمال الكون وروعته . إشراقة : ابتعد عن صغار الناس الذين يقللون من شأن طموحاتك، لأن عظماء الناس هم من سيجعلونك تشعر أنك قادر على تحقيق ما هو أكثر من طموحاتك هذه. ( )ليس مستحيل أن تكون مليونيرا ..! كريستوفر و ليندا زوجان مُحبان ، تزوجا وعاشا سنوات زواجهما الأولى في كفاح مع الحياة ومصاعبها .وعندما قرر الزوجان القيام بمشروع خاص صغير نصحهما أحد الأصدقاء بأن يشتريا بكل مدخراتهما أجهزه طبية خاصة بعمل الأشعة للمرضى ،وأخبرهما أن كريستوفر يستطيع بمهارته الشخصية تسويق تلك الأجهزة والحصول على أرباح خيالية .وبناءً على نصيحة الصديق اشترى الزوج الأجهزة ، وأصبح أمام عمله الجديد ! .وللأسف لم يستطع كريستوفر بيع جهاز واحد طيلة الثلاث أشهر الأول ! ،واكتشف كم كان غر ساذج عندما اشترى جهازا قد انتهى زمنه ، وأن الشركة التي صنعته ، قد طرحت بديلا عنه أفضل منه في الإمكانات وأقل منه في الثمن !! . وتعرضت الأسرة لكارثة اقتصادية حقيقية ، وتراكمت عليها الديون ، مما دعا بالزوجة أن تعمل في عملين متتاليين يقضيان على ساعات يومها بالكامل .وحاول الزوج التخلص من الأجهزة بأي ثمن كي يستطيع إعالة زوجته وطفله ذو الخمسة أعوام فلم يستطع ،وشيئاُ فشيئاً ومع تدهور الأحوال وازدياد الديون ،أصاب الزوجة اليأس فقررت أن تهجر زوجها ،و لم يستطع الزوج المحطم عمل شيء ليحافظ على أسرته الممزقة سوى الاحتفاظ بالطفل معه بالرغم من ظروفه السيئة ، وتتركه زوجته وتزداد الأمور سوء .. لم يستطع كريستوفر دفع إيجار المنزل ، فطردهما صاحب البيت ، ليجد نفسه وطفله في الشارع مشردين ضائعين ،ينامان في الحمامات العامة ودور الإيواء ، بل وفي أوقات كثيرة في أقسام الشرطة .وفي وسط هذا الجو المشحون القاتم ، قرر كريستوفر أن يقبل تحدي الحياة ! ،فبدأ في بث الأمل والتفاؤل في نفسه و صغيره ( كريس) ، ثم أخذ في تحديد مصيره !!! . فتش كريستوفر في حقيبة أحلامه ، فوجد حلما طالما راوده في صحوه ومنامه ، وهو العمل في سوق الأوراق المالية ! . وبالفعل تقدم لدورة تدريبية في إحدى شركات البورصة ، التي أعلنت أن الأول في الدورة سيتم توظيفه فيها ، لكن المشكلة الكبرى أن فترة التدريب ثمانية أشهر بدون أجر ...........قرر كريستوفر حينها أن يفعل المستحيل ، أن يستنفر كل نقطة عزم وإرادة وقوة في وجدانه ، يعمل نهارا ويذاكر ليلا ! .........الرجل الذي فشل في العمل يريد أن يعمل ويدرس !!!!! ثمانية أشهر من التحدي ، يخرج كريستوفر راكضا في الصباح ليلحق بالعمل ، ويركض في الظهيرة ليلحق بالدورة التدريبية ، ويركض في المغيب لإحضار طفله من المدرسة ، ويركض مساء كي يهنأ ببعض الضوء في الملجأ ليذاكر عليها قبل أن يطفئوا الأنوار ... ترى هل أنهى كريستوفر دورته ، وفاز بالوظيفة ؟ هل انتهت آلامه وأحزانه ومشاكله ، وصار لديه بيتا يأويه هو وطفله ؟ أي شخص اليوم يتسنى له زيارة نيويورك يستطيع زيارة شركة (CEO of Christopher Gardner International ) ، والتي يملكها كريستوفر الابن ، ويستطيع أن يرى بنفسه حجم الأعمال والأرباح التي تدرها الشركة . لقد نجح كريستوفر في الاختبار وفاز بالمركز الأول ، ولم يتوقف طموحه ، فتدرج في عمله ، وخطا خطوات واسعة ، حتى كون ثروة تقدر بالملايين ! .إنها العزيمة التي لا تعترف بيأس ، والطموح الذي لا تهزه رياح التعب ، والإيمان بقوة الهدف ، والسعي إليه .لن تكون في بؤس كريستوفر ، وبالتأكيد لم تعاندك الأيام كما عاندته . هل نمت في حمامات عامة ، أو ملجأ للمشردين ؟هل هجرتك زوجتك يأسا من حالتك ؟هل تخبطت وطفلك في الشوارع تبحثون عن ركن دافئ يقيكم برد الشتاء وأعين الشرطة ؟في أقسى درجات الشدة والمعاناة واليأس ، قرر بطلنا أن يكون مليونيرا .. ونجح . في أحلك فترات عمره وأشدها قسوة قرر أن يكون شيئا ذو قيمة .. وأصبح .هدفك الواضح .. تصميمك الراسخ .. صبرك الجميل .. إيمانك بالله .. ثقتك في قدراتك .هي أدواتك كي تصبح مليونيرا إن أحببت .ومهما كان موضعك أو موقفك من الحياة .. تستطيع أن تفعلها كما فعلها كريستوفر . إشراقة : شر المال ما لزمك الإثم في كسبه وحرمت الأجر في إنفاقه..................................
__________________
اللهم اغفر لوالدى ووالدتى واصلح حالى وحال جميع المسلمين
|
#225
|
|||
|
|||
![]()
اعمل اعتصام
اعمل اعتصام اعمل اعتصام ميعادنا يوم الأحد 30/01/2011 ميعادنا يوم الأحد 30/01/2011 |
العلامات المرجعية |
|
|