اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #271  
قديم 04-11-2013, 03:50 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 32
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي


مسجد الحسن الثاني - المغرب









مسجد الحسن الثاني يقع بمدينة الدار البيضاء بالمغرب، شرع في بنائه سنة 1987 م تم أكمل بنائه ليلة المولد النبوي يوم 11 ربيع الأول 1414 / 30 أغسطس 1993، في فترة حكم ملك المغرب الحسن الثاني.

تتسع قاعة الصلاة بمساحتها ال 20,000 متر مربع ل 25,000 مُصلي إضافة إلى 80,000 في الباحة. يتوفر المسجد علي تقنيات حديثة منها السطح التلقائي (يفتح ويغلق آليًا) وأشعة الليزر يصل مداها إلى 30 كلم في إتجاه مكة المكرمة.

مسجد الحسن الثاني من بين أكبر مساجد العالم ، مئذنته أندلسية الطابع ترتفع 210 متر وهي أعلى بناية دينية في العالم.

مميزاته

استعملت التقنية إلى أقصى الحدود خدمة لصناعة البناء وللصناعة التقليدية المغربية ويقدر ذلك بـ 2,500 عامل و 10,000 صانع تقليدي و 50,000 ساعة عمل. وهكدا فإن رافعة الأثقال التي تعتبر أعلى رافعة في العالم قد صيغت لتتناسب مع العلو الكبير للصومعة ذات الفانوس والجامور اللامعين، البالغ ارتفاعها مائتي متر. واستعمل اسمنت ضوعف مفعوله اربعة لا لدعم نفق تحت المانش ولكن لإقامة صومعة لا مثيل لها.

ويتسع المسجد لما لا يقل عن ثمانين ألف شخص.

إن مسجد الحسن الثاني هو ثمرة لمجموعة متلاحقة من البنايات والمنشآت الإسلامية في سياق إحياء الثرات الأندلسي وتجديده. وبخاصة منها المغربية. وهو يستمد نبله ومظاهره الجميلة من جامع القرويين بفاس، ذلك الجامع الدي يبلغ من العمر أكثر من ألف سنة، كما أنه يرث كثيرا من رونق صومعة حسان بالرباط، وصومعة الكتبية بمراكش، والخيرالدة بإشبيلية وجميعها أقامها السلطان الموحدي يعقوب المنصور. وتشترك المدارس المرينية مع مسجد الحسن الثاني في توفر كل منهما على خزانة. لكن المتحف الذي يعتبر امتداداً للخزانة يجعل منه مركباً ثقافياً حقيقياً يضفي ثراء على مجموع البناية وهي تؤدي رسالتها الدينية.

ويرتبط مسجد الحسن الثاني يرتبط بالعنصر البحري الدي يضفي عليه طابعاً خاصا مع التركيز على إشعاع الإسلام في كل من المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، تم تصميمه بالاعتماد على الآية القرآنية { وكان عرشه على الماء }.

__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس
  #272  
قديم 04-11-2013, 03:58 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 32
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي

جامع وصومعة حسان - المغرب













صومعة حسان من المباني التاريخية المتميزة بالعاصمة المغربية الرباط، والتي شيدت في عصر دولة الموحدين. تم تأسيس "جامع حسان" بناءً على أمر يعقوب المنصور سنة 593 هـ (1197-1198 م) أضافت منظمة اليونسكو للتراث العالمي هذا الموقع لقائمة أولية 1 يوليو 1995 في فئة الثقافة.

لمحة تاريخية

شيد من طرف السلطان يعقوب المنصور الموحدي، وكان يعد من أكبر المساجد في عهده. لكن هذا المشروع الطموح توقف بعد وفاته سنة 1199، كما تعرض للاندثار بسبب الزلزال الذي ضرب الرباط سنة 1755م.

وتشهد آثاره على مدى ضخامة البناية الأصلية للمسجد، حيث يصل طوله 180 مترا وعرضه 140 مترا، كما تشهد الصومعة التي تعد إحدى الشقيقات الثلاث لصومعة الكتبية بمراكش، والخيرالدا بإشبيلية على وجود المسجد وضخامته. ويرى مؤرخون أن اختيار هذا المسجد الذي تتجاوز مساحته 2550م 2 بمدينة الرباط ليكون أكبر مساجد المغرب وليداني أكبر مساجد الشرق مساحة وفخامة، يدل على أن الموحدين كانوا يرغبون في أن يتخذوا من الرباط مدينة كبيرة تخلف في أهميتها مدينتي فاس ومراكش، وبالرغم من العناية التي بذلها كل من أبي يعقوب وأبي يوسف في إنشاء مدينة كبيرة بكل مرافقها لتخلد بذلك اسم الدولة الموحدية، فإن الرباط في الواقع لم تعمر بقدر ما كان يأمله منها أبو يوسف وخلفه.

وهذا الأمر قد يكون من أهم الأسباب التي أوقفت حركة البناء في هذا الجامع بالإضافة إلى موت أبو يوسف المنصور قبل إكمال بنائه، كما أنه كان يستنفذ موارد الدولة مع المرافق الأخرى للرباط. في عهد الدولة الموحدية نفسها وفي فترة احتضارها عمد السعيد الموحدي إلى أخشاب المسجد وأبوابه، فصنع منها أجفانا سنة 641هـ فما لبثت أن احترقت بنهر أم الربيع وبذلك فسح للعامة مجال النهب والسلب ليسطوا على بقية هذه الأخشاب التي كانت من أشجار الأرز. وتوالي السطو أيام المرينيين ثم السعديين بل حتى أيام العلويين عهد السلطان عبد الله بن إسماعيل حيث صنع القراصنة من سلا والرباط سفينة من أخشاب الجامع المذكور وسموها بسفينة ال****جية ثم انتزعها منهم السلطان محمد بن عبد الله. ولم تكن أحداث الطبيعة بأرحم من الناس على هذا الأثر، فقد كان زلزال لشبونة سنة 1169 (1755م) الذي عم أثره بعض أنحاء المغرب خاصةً مكناس والرباط، سببا في سقوط عدة أعمدة وأطراف من السور والمنار، كما تهدمت عدة منازل من الرباط ثم تلا هذا الزلزال حريق عظيم أتى على ما بقي من أخشاب المسجد التي تحولت رمادا، وكان للأمطار ورطوبة البحر وتقلبات الجو أثرها أيضا على هذا البناء الأثري حتى استحال الجانب المطل على نهر أبي رقراق من المنار رماديا كما يبدو ذلك حتى الآن.

موارد البناء

تتكون مواد البناء من مختلف المواد التي تشكل عادة البناء الأندلسي المغربي، كالحجر الرملي والآجر والحجر المنحوت والجص الذي كان يحتوي على قدر وافر من الجير ثم الرخام والخشب. وكانت تحادي سور القبلة عدة أبراج للزينة ولحفظ التوازن في آن واحد. وليس معروفًا تمامًا الطريقة التي اعتمد عليها الموحدون لامداد الجامع بالماء، بصرف النظر عن الآبار، ولكن من الثابت أن عين أغبولة (بالدشيرة) كانت المورد الرئيسي لإمداد المدينة كلها بالماء، بل ولإمداد سلا أيضا عن طريق اقنية تمتد على القنطرة الكبيرة التي بناها أبو يوسف المنصور بين العدوتين، وهي قنطرة كان يعبرها الجيش وعموم الناس وكانت مبنية بناء محكما حسبما نقله صاحب كتاب "المغرب ومدنه الأثرية".
__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس
  #273  
قديم 04-11-2013, 04:01 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 32
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي

منارة المسجد (الصومعة)

الصومعة مربعة الشكل ويصل علوها 44 مترا، ولها مطلع داخلي ملتو، يؤدي إلى أعلى الصومعة ويمر على ست غرف تشكل طبقات. وقد زينت واجهاتها الأربع بزخارف ونقوش مختلفة على الحجر المنحوت وذلك على النمط الأندلسي المغربي من القرن الثاني عشر. يبلغ عرض جدار المنار مترين ونصف، ومن شأن العرض أن يحفظ توازنه، كما يبلغ عرض الصور مترا ونصف، وعلوه تسعة أمتار. وكان يقابل المحراب في خط مستقيم بخلاف أكثر المنارات في المساجد المغربية الأخرى التي تنزوي عادة في أحد الركنين من الجدار المقابل لجدار المحراب. ومن شأن هذا التصميم أن يضفي على الجامع طابعا هندسيا مميزًا. يبلغ كل جانب من المنار 16 مترا عرضا. أما ارتفاعه. فيبلغ 65 مترا ولكنه لو تم لبلغ علوه تقدير بعض الخبراء 80 مترا. وأهم المميزات المعمارية في هذا المنار بناؤه من حجر صلد نضدت أجزاؤه بعناية بالغة، وليس من المستبعد أن تكون أحجار المنار قد اقتطعت من محاجر تقع بالرباط نفسها. تم اختيار موقع المنارة في أمتن البقاع وأقدرها تحملا لثقل هذا البناء المميز. أضف إلى هذه المميزات أن الصومعة سهلة الارتقاء بفضل الدرجات المنبسطة التي كانت ترقاها الدواب حاملة أدوات البناء من حجر وطين وغيره. ولولا هذه المتانة التي تميز بناء المنار لتداعى على أثر الزلزال سنة 1755 م. ويكاد يستحيل أن يتم أخذ نظرة حقيقية عن الفن الزخرفي المعقد الذي تتميز به المنارة، ولعل أهم مايميزها هو التصميم الزخرفي المختلف لكل وجه من أوجهها الأربع. فالعقود المتجاوزة التي نحتت على كل من جدران المنار تزينها المقرنصات التي يرجع اتخاذها بالمغرب إلى عهد المرابطين، ولكنها تطورت بعدهم مع تعاقب الدول حتى اتخذت أشكالاً مختلفة. أما المعينات المقرصنة بدورها فتمثل بداية لدخول هذا الشكل الهندسي في مختلف العناصر الزخرفية في فن البناء وغيره منذ عصر المرينيين، كما يستدل على ذلك من بوابات المدارس ونوافذ بيوت الطلبة والمصنوعات الجلدية.

مكونات المسجد

يبلغ طول المسجد 183م و 40 ر 139م عرضا. كما تبلغ مساحة قاعة الصلاة وحدها أزيد من 1932 متر مربع أي 139 x 139 وهي مساحة غير معهودة في قاعات الصلاة بالمساجد الأخرى. وليس للمسجد صحن واحد كباقي المساجد المغربية بل له صحن كبير قرب المنار وصحنان جانبيان ووسطه كله تثفله الأعمدة التي تتفاوت علوا من 25 ر 3م إلى 50 ر 6م، وتتميز البلاطات المقاربة للأسوار بعلو أعمدتها المستديرة الشكل. على أن استدارة الأعمدة كلها أمر غير عادي في عامة مساجد المغرب. ولضمان متانة السقوف، فقد اختيرت الأعمدة من الحجر والرخام الذي لا يعرف بالضبط مصدره ولكنه مجلوب من خارج الرباط. كما أن كل عمود يتكون من عدة قطع كثير منها غير منسجم انسجاما تاما ولكن لا يبعد أن تكون نية المصمم قد اتجهت إلى تلبيس أو زخرفة هذه الأعمدة فيما بعد، وإن كان من المعتاد لدى الموحدين وسابقيهم المرابطين الاهتمام بعنصر الضخامة والبساطة أكثر من الاهتمام بعنصر الزخرفة. وككل مساجد المغرب تقريبا فإن عقود جامع حسان كانت على ما يحتمل تتجه نحو القبلة.

بيت الصلاة

ويشكل بيت الصلاة تصميما على شكل T ولكن الغريب أن أكثر الأساكيب الكبرى هي التي تحادي الصحن المجاور للمنار. ويبلغ مجموع أساكيب بيت الصلاة 18 منها ثلاثة في الجنوب وسبعة في الشمال تحتوي على تسع عشرة بلاطة. أما الأساكيب الوسطى التي يجاورها صحنان صغيران فتشتمل على إحدى عشرة بلاطة وهذا بقطع النظر عن الأروقة الجانبية. وفي داخل بيت الصلاة يمكن مشاهدة أعمدة صغيرة بين الأعمدة الأساسية، وهي من الآجر ويرتفع علوها إلى 40 سنتمترا تقريبا. وكان الغرض من هذه الأعمدة الصغيرة حفظ القوالب التي شيدت عليها العقود والتي ضاع أثرها.ويوجد جنوب الصحنين الصغيرين ثلاث بلاطات صغيرة وثلاث أكاسيب يفصلها عن باقي بيت الصلاة أعمدة صغيرة.

أعمدة المسجد

تبلغ أعمدته حوالي أربعمائة، كما كان عدد أبوابه 16، ستة منها في الجانب الغربي وأربعة في الجانب الشرقي واثنان جنوبا وأربعة في الجانب الشمالي. على أن تساقط أعمدة الجامع سنة 1755م ثم إعادة وضعها في عهد الحماية الفرنسية قد يثير بعض الشك في التصميم الأصلي لأعمدة المسجد. ولعل هذا هو السبب في عدم تناسق قطعيا تناسقا تاما.

محراب المسجد

أما محراب المسجد فيبلغ ثلاثة أمتار عرضا وثلاثة طولا. ولكن لم يبق إلا مكانة تهدم أعلاه.ويحيط بالمسجد سور عظيم يبدو من جهة المحراب مزدوجا، بدليل أن بعض أجزاء هذه الجهة قد سقط منها السور الداخلي، وبقي السور الخارجي مائلا. وقد عمل في هذا المسجد سبعمائة أسير من أسارى الأفرنج مثل كثير من المساجد الأخرى بالمغرب. وقد وصفه صاحب الروض المعطار بأنه من أعظم مساجد الإسلام وأحسنها شكلا وأفسحها مجالا وأنزهها منظرا. ويلاحظ أن المحراب الذي يقع في أقصى البلاطة المركزية لا يتجه نحو الجنوب الشرقي، فجدار القبلة ينحرف كثيرا نحو الشرق، وهو مربع الشكل بخلاف باقي المساجد المغربية. ويتجه الصحنان الجانبيان عبر ثمانية أساكيب وثلاث بلاطات ويحيط بهما أعمدة ترتفع عليها عقود.

أبواب المسجد

بقايا السور المحيط بالجامع، ويظهر أفراد من الحرس الملكي المغربي على البوابة ونظرا لارتفاع البناء فإن بعض أبواب المسجد كان يصعد إليها بدرجات لم يبق منها الآن إلا سافلها يحيط بها جدران من الجص وكانت سبعة من هذه الأبواب تشرف على الصحن. وكانت الأبواب في غاية الضخامة حسب تقدير بعض الخبراء. فقد كان ارتفاعها يتجاوز ارتفاع الجدار نفسه أي 10 أمتار، كما كان عرضها يداني عشرة أمتار ونصفا. أما تيجان الأعمدة فتختلف زخرفته، فبعضها يشبه تيجان باب الرواح وبعضها يشبه تيجان أعمدة مسجد قرطبة.

صحن المسجد

ويمتد الصحن الكبير على مسافة 139 x 139م. ويشمل على آبار تغطيها عدة عقود. وتقع الآبار في وسط الصحن المذكور ويبلغ طولها 69م وعرضها 28م ونصفا بينما يتجاوز عمقها سبعة أمتار.وتحادي الصحن الكبير أروقة تمتد على جانب سور الجامع من الشرق إلى الغرب، كما يمتد رواق مزدوج جهة الجنوب.

الفن الزخرفي لهذا المسجد

ويستمد جامع حسان فنه في الجملة من مساجد الأندلس والقيروان والشرق الإسلامي. وهكذا يأخذ الجامع شكله العام من هندسة الجوامع الأندلسية، ومن بين مؤثراته الشرقية السدفتان المواجهتان لجدار القبلة، ومن مؤثرات القيروان عقود المنار المتجاوزة، وكذلك عدم تساوي الأعمدة ولو أنها كانت عن قصد في جامع حسان، ربما لترفع فوق صغارها قباب تتساوى في ارتفاعها مع السقف المنصوب فوق الأعمدة الكبيرة، ولكي لا يضفي تساوي العقود على المسجد طابعا رتيبا.

قنوات الماء

يحتوي المسجد على آبار داخلية لحفظ المياه وتصريفها وبالتالي للاستعانة بها بالإضافة إلى مياه القنوات الخارجية التي لا يبدو لها مع ذلك أثر، كما لا نشاهد أثرا لفسقيات الوضوء التي يبدو من تصميم الجامع أنه لم يكن لها مكان في وسطه الذي كان معدا للتسقيف كمعظم مساحة الجامع. ولقنوات الماء منافذ متباعدة تسدها بلاطات حجرية. وتمتد قناة أسفل أرض كل صحن على عمق ثلاثة أمتار وقد بنيت كلها من الجص إلا في بعض الأماكن حيث تتشكل أقواسها من الآجر. وعلى مسافة من أركان الآبار في الحاجز الشمالي تمتد قنوات أخرى محاذية لجوانب الصومعة. وهذه القنوات أسفل الأرض كسابقتها.
__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس
  #274  
قديم 04-11-2013, 04:05 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 32
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي

مسجد ثقسفت ندهار - المغرب









يوجد مسجد ثقسفت ندهار في وسط القرية في منطقة مرتفعة بحيث يمكن رؤيته من أي مكان في القرية وخارجها .

وقد بني هذا المسجد منذ زمن بعيد وفي الثمانينات تم بناء الصومعة التي تشبه إلى حد كبير إحدى منارات الحرم المكي .

ويتميز هذا المسجد ببنائه على الطريقة العصرية ويتوفر على قاعة للصلاة تتسع لأزيد من ألف مصلي مجهزة بسجاد أرضي يحمي من البرد ومروحيات هوائية تساعد على التخفيف من درجة الحرارة أثناء الصيف .

ويتوفر المسجد أيضا على قاعة للوضوء مجهزة بأحدث التجهيزات ويوجد في هذا المسجد أيضا العديد من البيوت منها بيت خاص للفيقه وبيوت للطلبة وبيت للمطبخ و بيت للتعليم يستخدم لتعليم الأطفال الصغار الذين لم يحن بعد موعد تسجيلهم بالمدرسة.

وفي هذا المسجد يتم أداء الصلوات الخمس وخطبة الجمعة وصلاة العيد أيضا كما يستخدم أيضا لمزيد من المصالح العامة للناس.
__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس
  #275  
قديم 05-11-2013, 12:05 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 32
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي

مسجد مولاي إدريس زرهون بمكناس - المغرب









تاريخ المبنى:


الفترة الإدريسية (القرن 3 - 4 الهجري / 9 - 10 الميلادي)؛ الفترة المرينية (القرن 7 - 9 الهجري / القرن 13- 14 الميلادي)؛ الفترة العلوية (القرن 11 - القرن 15 الهجري / القرن 17 - 20 ميلادي)

الفترة/الأسرة الحاكمة:

الفترات الإدريسية والمرينية والعلوية.




راعي المبنى:


مولاي إدريس الثاني (حكم في الفترة 188 - 213 هجري / 803 - 829 ميلادي). كما قام السلطان مولاي عبد الرحمان، في عام 1240 هجري / 1824 ميلادي، ببناء مسجد جديد مرتبط بالضريح.



المعمارون أو معلمو البناء أو الحرفيون الذين شاركوا في تصميم المبنى أو تنفيذه:



قام مفتي فاس، الحاج المبارك، بإدارة الأعمال في عام 1308 هجري / 1890 ميلادي.



الوصف:



يشكل المسجد الذي يقع في قلب المدينة، والذي يحتضن قبر إدريس الثاني، مؤسس فاس والمعروف عموماً بزاوية مولاي إدريس، مع مسجد القرويين، الصرح الأشهر والأكثر زيارة في المدينة. تنتظم حوله شبكة من الأزقة، الواصلة إلى الأسواق والمدارس وأبواب المدينة.



يشكل الضريح جزءاً من مجموعة حضرية تضم:


- دار القيطون، وهي المسكن الأول، الذي سكنه المولى إدريس، في البدايات الأولى لبناء المدينة.
- مسجد الأشراف حيث كان مؤسس المدينة يؤدي الصلاة.
- دار الوضوء.
حمل هذا المركب كله اسم "الحٌرم".

يشكل هذا الضريح بالتحديد مسجدا واسعا وجميلا، شيد خلال تأسيس المدينة، وتقام فيه صلاة يوم الجمعة (مسجد جامع). وقد عرفت البناية تعديلات عديدة وترميمات
وتوسيعات، وخاصة خلال حكم المرينيين والوطاسيين والسعديين والعلويين.


ففي القرن 3 الهجري / القرن 9 الميلادي وبعد بناء مسجد القرويين ونقل خطبة يوم الجمعة إليه، فَقَدَ الضريحُ جزءا من إشعاعه. لكن الصرح سيحافظ على مخططه الأصلي، وعناصره البنيوية والمعمارية، حتى القرن 8 الهجري / القرن 14 الميلادي.

وفي عام 707 هجري / 1308 ميلادي، إبان حكم المرينيين، قام الشرفاء الأدارسة، سليلي إدريس الثاني، بإعادة بنائه بمبادرة من مفتي فاس، الحاج

وبما أن المبارك. وفي القرن 9 الهجري / القرن 15 الميلادي، شرع الوطاسيون في أعمال ترميم المسجد، فاكتشفوا في عام 841 هجري / 1437 ميلادي تابوت إدريس الثاني، وتعرف العلماء ورجال الدين لذلك العهد شرعيا على رفاته الجليلة.

ضريح المولى إدريس قد أضحى محجاً، فإن عددا من السلاطين عملوا على توسيع وتزيين المزار والمسجد؛ لكن التحولات الأكثر أهمية لم تحصل قبل حكم السلطان المولى إسماعيل (1083 - 1140 هجري / 1672 - 1727 ميلادي).

فقد جهز السلطانُ البنايةَ بالقبة الكبيرة الهرمية الشكل والخضراء اللون، التي تحتضنُ القبرَ الإدريسي، المغطى بقبة من الخشب المنحوت، والمرصع بترصيعات نحاسية وذهبية، والمحاط بعدة عواميد من الرخام الأسود والأبيض، وزَيَّنَ – المولى إسماعيل - الصحن بنافورة بديعة. كما شُيدتْ مئذنةٌ كبيرةٌ وجميلة متعددة الألوان، تُعدُّ أعلى مئذنة في المدينة العتيقة بأكملها. ووفقا للأسطورة والروايات التاريخية، فإن إنجاز الأعمال قد تم على يد متطوعين.

وقد أولى فيما بعد السلطان، المولى عبد الرحمان، عناية خاصة بالضريح، وبنى به المسجدَ الجديد في عام 1240 هجري / 1824 ميلادي، في موضع منزل شقشاق.


يتميز السجل الزخرفي للمسجد بالتنوع، لكنه يتواجد بشكل رئيس في الداخل؛ ولاتبدو في الخارج إلا بعض الزخارف. وتوجد على العقد المركزي للبوابة نقيشة كتابية حسنة التنسيق، ألوانها متعددة براقة ومتموجة تذكر بمجد الله ونبيه.


وقد قام بأغلبية الترميمات، التي يمكن للزائر أن يراها، الملك محمد الخامس، بعد عام 1956 ميلادي.

__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس
  #276  
قديم 05-11-2013, 12:22 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 32
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي

مسجد الأندلس - المغرب









في أيام يحيى بن محمد بن إدريس فكرت أسرة قيروانية كانت تسكن عدوة القروانيين، تتكون من رجل اسمه محمد الفهري القيرواني ومن ابنتين له إحداهما اسمها فاطمة والثانية اسمها مريم. فلما مات هذا الأب خلف مالا كثيرا ففكرت فاطمة في بناء جامع القرويين بهذا المال الموروث. وفكرت أختها مريم في بناء جامع الأندلس وشرعتا في ذلك سنة (245هـ).




عدوة فاس وعدوة القرويين


إن المولى ادريس حينما كان بمدينة وليلي وفد عليه عدد وافر من الأندلسيين والقيروانيين فكان من الضروري أن يفكر في تأسيس مدينة تضم الوافدين وتجمع أسرهم وتلائم أحوالهم فما كان منه إلا أن بنى مدينة فاس.

كانت المدينة أول الأمر صغيرة وكان البناء فيها يقتصر على ناحية كرواوة وما جاورها حيث بنى المولى ادريس مسجدا صغيرا سماه مسجد الأشياخ ولكن الوفود كانت تتوالى عليه وتنضم إلى دولته وتستظل بحمايته فضاقت المدينة وعمد إلى بناء الضفة الأخرى حيث بنى دورا للسكنى ومسجدا آخر عرف فيما بعد بمجد الشرفاء.


إن العدوة الأولى كانت مسكنا للأندلسين الذين التجأوا إلى المغرب بعد فرارهم من الحكم بن هشام الذي أوقع بالفقهاء فنسبت إليهم وأما العدوة الثانية فقد استقر بها المولى ادريس مع بعض القيروانيين فعرفت بعدوة القروانيين.


إن هاته الهجرة التي قام بها القيروانيون والأندلسيون إلى مدينة فاس كانت سببا في نهضتها العلمية والاقتصادية وسببا في ازدهارها وترقيتها وعاملا فعالا في نشر اللغة العربية بين أرجائها وتعميم هاته اللغة من بعد في بلاد المغرب.


وإن الاهتمام الذي أولاه المولى ادريس لهؤلاء المهاجرين جعل الهجرة إلى هاته المدينة يعلو رقمها يوما فيوما وجعلها تستمر ولو بعد وفاته حتى بلغ رقما قياسيا أيام حفيده يحيى بن محمد الذي تولى الملك سنة 234هـ.



تطور العمران والحاجة إلى الزيادة في بناء المساجد


إن كثرة الوافدين على مدينة فاس أيام هذا الملك كانت سببا في عمرانها وحيويتها وتمكين نفوذها في باقي أجزاء المملكة ولكن ليس من المعقول أن تظل المدينة كما كانت من قبل لأن الضرورة أصبحت تدعو إلى زيادة فيها والى توسيعها والى تهييء المساجد الكافية للصلاة والتعليم فقد كان في بلاد الإسلام يعتبر مركزا ثقافيا يتلقى فيه المسلمون دروس دينهم ولغتهم بعد أن يؤدوا فيه صلواتهم ولم يعد المسجدان اللذان كانا بالمدينة كافيين لهذا الحجم الغفير من السكان بل أصبح الواقع يدعو إلى التفكير في بناء مساجد أخرى وكانت أريحية المسلمين تدعوهم إلى الاهتمام بشؤون دينهم وإلى العمل على تركيز أسسه والى إنفاق الأموال في سبيل ذلك ولكنهم كانوا يخشون أن ينفقوا مالا حراما في شيء من هذا لذلك كانوا ينتظرون الفرصة حتى يملكوا مالا لا شبهة فيه وحينئذ تطمئن قلوبهم إلى أن يحققوا بعض المشاريع الدينية وهذا ما وقع بالفعل أيام يحيى بن محمد بن ادريس فإن أسرة قيروانية كانت تسكن عدوة القروانيين تتكون من رجل اسمه محمد الفهري القيرواني ومن ابنتين له إحداهما اسمها فاطمة والثانية اسمها مريم فلما مات هذا الأب خلف مالا كثيرا ففكرت فاطمة في بناء جامع القرويين بهذا المال الموروث وفكرت أختها مريم في بناء جامع الأندلس وشرعتا في ذلك سنة 245هـ.


الأنشطة العلمية لجامع الأندلس

إن هذا الشعور الديني الذي شع من هاتين المرأتين ليعد بحق مفخرة من مفاخر المرأة العربية المسلمة وليعتبر من أقوى مظاهر الرقي الفكري عند نسائنا في الماضي وان تفكير السيدة مريم القيروانية لنستدل به على الانسجام الذي كان سائدا بين سكان فاس أيام الأدارسة وعلى التآلف الحاصل بين عدوتيها وأن ما وقع من التناحر أيام المغراويين بين هاتين العدوتين إنما كان أساسه الخلاف الحاصل بين الحاكمين.


ولما تم المسجد بالبناء أقبل الناس عليه واهتموا به إلا أنه لم يصبح مسجدا جامعا تقام فيه الخطبة إلا في أيام الزناتيين الموالين للأمويين بالأندلس سنة 345هـ بعد مائة عام من تأسيسه فقد زاد فيه الأمير أحمد ابن أبي بكر الزناتي زيادة كثيرة نقل إليه الخطبة من مسجد الأشياخ.

وبعد نقل الخطبة إليه أصبح له دور سياسي خطير لأن منبر المسجد كان يوجه الشعب حسب آراء الدولة الحاكمة ويشرح للرعايا نظام الحكم الجديد ويحلل لهم المبادئ والخطط التي يسير عليها الملوك الحاكمون خصوصا في تلك الفترة الحاسمة التي كان المغرب يعيش فيها مهدد الجانبين وتحاول كل من الدولة الفاطمية التي كانت قد تأسست بتونس سنة 297هـ والدولة الأموية بالأندلس أن يكون تحت قبضتهما وكلما حاول الاستقلال عنهما أو الصمود في وجهيهما لقي الأهوال والشدائد فهذا يحيى بن ادريس بن عمر ابن ادريس أعظم الأدارسة صيتا وأقدرهم على مجابهة الأهوال وتسيير الدولة مني بهجوم العبيديين عليه سنة 305هـ ورغم مقاومته لهم فقد اضطر إلى أن يقيم معاهدة صلح معهم على شرط ذكرهم في المنابر والدعاء لهم في المساجد ورغم هذه الشروط فقد رجع إليه العبيديون مرة أخرى سنة309هـ وبقي سجينا في يد موسى بن أبي العافية ما يزيد على العشرين سنة.


تراجع هذا الدور


ورأى الأمويون أن سلطتهم بالأندلس ستنهار إذا ما استمر العبيديون بالمغرب لأنهم سيجعلونه ممرا إلى غزوهم ولذلك ارتأى نظرهم أن يحتلوه ويشجعوا فيه الفتن حتى إذا جاؤوا إليه وجدوه طائعا لينا واستخدموا دهاءهم السياسي فأفسدوا العلاقة بين موسى بن أبي العافية والعبيديين سنة 320هـ، وضيقوا الخناق على الدولة الادريسية التي انتقلت إلى شمال المغرب وتمكن عبد الرحمن الناصر من سبتة وطنجة وجعلهما مبدأ انطلاقه لاحتلال البلاد وأصبح يقاتل البربر حينا ويستميلهم أحيانا حتى أصبحوا تحت طاعته وما هي إلا أيام حتى احتل مدينة فاس وجعل عليها وليا من الزناتيين هو محمد بن الخير ثم ولى من بعده ابن عمه أحمد بن أبي بكر الذي أبعد الرأي العام عن المسجدين الأولين اللذين كانت تنبعث منهما الدعوة للعبيديين والأدارسة ووجه عنايته إلى اصلاح مسجد الأندلس ومسجد القرويين ونقل الخطبة إليهما.


وكادت فاس تعرف في أيامه نوعا من الاستقرار السياسي وتأمن غوائل الفتن التي كانت تتعاقب عليها وكاد السكان ينسون ما لاقوه من محن وأصبحوا يهتمون من جديد بالثقافة وأصبح مسجد الأندلس منبعا لما يأوي إليه الطلاب من كل صوب وحدب ينهلون منه غذائهم الفكري ويستفتون فيه عن قضاياهم الدينية بل كاد يصبح مركزا للفقه المالكي نظرا لما يقوم به علماء المذهب من نشاط تعليمي حينذاك يقول الجزنائي في كتابه زهرة الآس
أن جماعة من الصلحاء والعباد التزموا جامع الأندلس وتفرغوا فيه للعبادة بعد تحصيل العلم ويقصدهم الناس للفتاوي وطلب العلم والأدب والتماس الدعاء وذكر منهم الفقيه جبر الله بن القاسم نزيل عدوة الأندلسيين بفاس فقال: وهو ممن أدخل علم مالك إليها وهو من مشاهير فقهائها ومتقدميهم لقي أصبغ بن الفرج وسمع منه… وهو ممن لحق دراس بن اسماعيل رحمه الله. كان جبر الله هذا مطلعا على الفقه المالكي اطلاعا متينا حتى أنه استطاع أن يجيب دراسا عن كل ما تضمنه كتاب ابن المواز.


وشاء القدر لهاته النهضة العلمية أن يكبح جماحها ولهذا المسجد أن يفقد نشاطه العلمي حين أرسل العبيديون جيشا عظيما سنة 349هـ بقيادة قائدهم جوهر فدخل فاسا عنوة وقتـل عددا من أبنائها وعلمائها وأسر أميرها أحمد بن أبي بكر الزناتي وخمسة عشر من أعيان البلاد وحملهم إلى القيروان وهم في أقفاص من خشب وطاف بهم ثم حملهم بعد ذلك إلى المهدية حيث سجنوا إلى أن ماتوا في السجن.

__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس
  #277  
قديم 05-11-2013, 12:28 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 32
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي


من مركز ثقافي إلى مقر سياسي

إن مسجد الأندلس بعد هاته الوقعة فقد مركزه الثقافي وأصبح مقرا سياسيا يوجه السكان إلى خطط جديدة خصوصا بعد أن استقلت العدوة عن الأخرى وذلك حينما حاول الأمويون إيعاد شبح العبيديين عن المغرب مرة أخرى فقد أعطوا أمرهم لزيري بن عطية المغراوي باحتلال المغرب فأرسل قائده عسكلان الذي احتل عدوة الأندلس سنة 375هـ، واستغل منبر جامع الأندلس للدعاية لبني أمية وأعلن البيعة لعبد الرحمن الناصر في حين أن عدوة القرويين بقيت في يد العبيديين إلى سنة 376هـ. ثم وقع ذلك مرة أخرى حينما استقل فتوح ابن دوناس المغراوي بعدوة الأندلس وأخوه عجيسة بعدوة القرويين.

إن هذا الاضطراب افقد البلاد ازدهارها وأطفأ شعلتها وزال لمسجد الأندلس مكانته الثقافية ولم يسلم المغرب من هذا الاضطراب إلا حينما استولى المرابطون على المغرب بقيادة يوسف بن تاشفين الذي دخل مدينة فاس سنة 462هأ، بعد حصار طويل وبعد أن قتـل من أهلها عددا كبيرا وذكر ابن أبي زرع أن ابن تاشقين قتـل بجامع القرويين وبجامع الأندلس ما يزيد على ثلاثة آلاف.


وفي أيامه استتب الأمن في البلاد لأنه كان مشتهرا بالحزم والجرأة في مجابهة المخالفين ولقد عمل على نشر المهب المالكي بكل الوسائل وعمر المساجد وأعطى الأوامر بعقاب الذين لا يبنونها بإحيائهم لذلك كثرت وانتشرت فلا تمر إلا خطوات حتى تجد مسجدا يذكر فيه اسم الله أو يعلم فيه كتابه أو يلقن فيه درس في الثقافة العامة.


جامع الأمويين في عهد المرابطين


إلا أن الملاحظ يرى أن جامع الأندلس في أيام المرابطين فقد تلك المكانة التي كان يمتاز بها من قبل وأصبح مسجدا عاديا وتوجهت عناية الدولة إلى جامع القرويين فهذا على بن يوسف بن تاشفين قد وسع مسجد القرويين وزينه بكثير من النقوش ووشى جدرانه بالزخارف البديعة في حين أنه لم يفعل شيئا من ذلك في مسجد الأندلس ولعل السبب يرجع إلى الظاهرة الجديدة التي أصبحت عليها مدينة فاس بعد احتلالها من طرف يوسف بن تاشفين لأن هدم الأسوار التي كانت تحجز بين العدوتين وصير المدينتين مدينة واحدة فقد سئم من تلك الوضعية التي كانت عليها البلاد لأنها كانت تجر دائما إلى التفرقة والثورة ويكفي فاسا ما قاسته أيام المغراويين ويكفيها ما شاهدته من الأهوال أيام تنافس العبيديين والأمويين وأن المصلحة تقضي الوحدة بين جزئيها ولم شتاتها وتوجيه سكانها إلى مسجد واحد يدرسون به وتكون له الأهمية الكبرى في البلد فقر رأيهم أن يكون هذا المسجد هو جامع القرويين ولذلك لا نجد لمسجد الأندلس في عهدهم شخصية يمتاز بها دون غيره.


بعث دور الجامع في عهد الموحدين


فلما انقضى عهدهم وتولى الكم أصحاب المهدي بن تومرت رجعت مكانته لحاجة الموحدين إلى المساجد يشرحون فيها نظريتهم التي يدعون إليها ويبينون للناس مدى الفرق بين التحرر الفكري الذي يسبرون عليه وبين ما كان عليه الفقهاء أيام المرابطين لقد استغلوا المساجد حينذاك في شرح العقيدة الأشعرية وشجعوا المجددين الذين يعملون على نشرها واشترطوا في الخطباء أن يكونوا عارفين باللغة البربرية بعيدين عن التقيد بمذهب مالك وأصبح مسجد الأندلس يشارك بدوره في توجيه الأفكار ضد المذهب المالكي سيرا مع الدولة الحاكمة التي قاومته بكل نشاط خصوصا أيام الناصر الذي بويع له سنة 595هـ قال عبد الواحد المراكشي في كتابه المعجب: وفي أيامه انقطع علم الفروع وخافه الفقهاء وأمر بإحراق كتب المذهب بعد أن يحرر ما فيها من حديث رسول الله ص والقرآن ففعل ذلك وأحرق منها جملة في سائر البلاد كمدونة سحنون ونوادر ابن أبي زيد ومختصره وكتاب التهذيب للبرادعي وواضحة ابن حبيب وما جانس هذه الكتب ونحا نحوها قال ولقد شهدت منها وأنا يومئذ بمدينة فاس يؤتى منها بالاحمال فتوضع ويطلق فيها النار ثم قال وكان قصده في الجملة محو مذهب مالك وإزالته من المغرب مرة وحدة وحمل الناس على الظاهر من القرآن والحديث وهذا المقصد بعينه كان مقصد أبيه وجده إلا أنهما لم يظهره وأظهره يعقوب هذا
.


ولا شك أن مثل هذا التضييق على مذهب مالك فيه الضغط والإكراه بل يحتاج أيضا إلى تبيين ذلك على أسس العلم والمعرفة وتلك مهمة العلماء في المساجد وإذا كان مسجد الأندلس في تاريخه مرتبطا بحلقات دروس الفقهاء المالكيين فلماذا لا يرجع أيام الموحدين مركزا للدراسات الجديدة؟ لذلك استقر رأي الناصر الموحدي على تجديده وادخل فيه من الإصلاحات ما بقي خالدا إلى الآن ويكفيه فخرا أنه هو الذي بنى أعظم أبوابه وأحسنها زخرفة تلك هي الباب المدرجة التي توجد في جنوب المسجد.


إدخال إصلاحات ه
ا
مة تطال جامع فاس


قال الناصري
وفي سنة 604هـ، أمر الناصر ببناء دار الوضوء والسقاية بإزاء الجامع وجلب إليها الماء من العين التي ارج باب الحديد وأمر ببناء الباب الكبير المدرج الذي بحصن الجامع وانفق عن ذلك كله من بيت المال.


وأصبح المسجد بعد هذا الإصلاح من أعظم مساجد فاس وتهافت الناس على التعبد فيه والاستماع إلى العلماء والخطباء من منبره خصوصا في السنوات الأولى بعد إصلاحه أن مدة ازدهاره لن تدم نظرا لوفاة الناصر الذي كان حريصا على نشر العلم ونظرا للسبيل العظيم الذي جرف عدوة الأندلس سنة 626هـ فهدم من جامعها ثلاثة بلاطات وهدم دورا كثيرة وفنادق متعددة ونظرا للحالة التي كانت عليها البلد حينذاك فإن الدولة الموحدية كانت في حالة احتضار بعد موت الناصر سنة610هـ، ولم يبق لها الفراغ للعمل على رتق ما فسد إنما كانت تقضي أيامها في الحروب الداخلية التي منيت بها بسبب الخلاف الحاصل بين أفرادها وبسبب اكتساح بني مرين لنواحي فاس وسبب استقلال الدولة الحفصية بتونس وبسبب المحاولة التي قام بها بنو عبد الواد في الجزائر ليستقلوا عن حكم الموحدين لذلك بقي مسجد الأندلس مهدما في بعض الجوانب لا تقام الصلاة إلا في جزء منه حتى إذا كانت سنة695هـ، في أيام المرينيين عرف خطيبه وإمامه الشيخ أبو عبد الله محمد بن مونة الأمير أبا يعقوب ابن أبي يوسف بن عبد الحق بحالته فجدد وأصلحه من مال الأوقاف.


وبعد هذا الإصلاح أصبح المسجد كلية تكاد مختصة بدراسة الفقه المالكي وتحليل كتبه لأن رد الفعل من بني مرين كان في منتهاه ضد الموحدين وأصبحوا يحيون من جديد جميع الكتب التي أحرقت في أيامهم وقام العلماء بتدريس ذلك في جامع الأندلس فهذا أبو الربيع سليمان الونشريسي الفاسي المتوفى في سنة 705هـ، كان يدرس بهذا المسجد كتاب التفريع لابن الجلاب والمدونة يقوم عليهما أتم قيام ولأهمية دروسه كان يحضره علماء البلد الأكفاء فقد كان يحضر مجلسه خلف الله المجاصي
الذي كان يحفظ المقدمات والتحصيل والبيان لابن رشد والقاضي أبو سالم ابراهيم اليزناسني.


ازدهار هذا الجامع في عهد المرينيين



وفي عهد المرينيين بلغ ازدهار هذا المسجد أوجه لأنهم كانوا يعتنون بالعلم عناية فائقة ويعملون على نشره بكل الوسائل خصوصا في أيام أبي سعيد عثمان وأبي الحسن وأبي عنان فلقد بنى أبو الحسن مدرسة الصهريج بإزائه ليقرب على الطلبة مشقة اليسر وليجعل مأواهم قرب المسجد الذي يدرسون به وكذلك بنى مدرسة السبعين وجعلها خاصة للروايات السبع في القرءان.


ورغم أن مسجد الأندلس كان يدرس به في هذا العهد بعض فطاحل العلماء ويخطب به فضلاؤهم فقد كان يعتبره بعض الخطباء دون جامع القرويين لذلك نرى أن ابن الحباك المكناسي المتوفى سنة870هـ حينما كان خطيبا بالقرويين وأزيل من الخطبة طولب بعد ذلك بالإمامة بجامع الأندلس فأبى وقال إذا كان خلعي عن تجريح فأنا لا أصلح لإمامة الأندلس أيضا وإن كان ير ذلك فقبولي من قلة الهمة
وعلق ابن زيدان على هاته الملاحظة فقال لأن منصب الخطابة بالقرويين أشرف من منصب الإمامة بالأندلس.


ربما أن البحث قد جرنا إلى ذكر بعض الخطباء والمدرسين بجامع الأندلس فإني أرى واجبا على أن أذكر من بينهم العلامة الفاضل عليا بن عبد الرحمن الأنفاسي المتوفى سنة860هـ لقد كان مطلعا على الفقه المالكي وانتفع به في قراءة المدونة جماعة من العلماء كالشيخ زروق والأستاذ الصغير النيجي والعلامة ابن غازي ذكره في سلوة الأنفاس فقال: حكي أن الناس احتاجوا في أيامه للمطر فسألوه أن يستغيت لهم ويستسقي والحوا عليه في ذلك فوعدهم ليوم ثالث من يومئذ ولما كان الغد أخرج ما عنده من الزرع وصيره صيرة في صحن جامع الأندلس ثم تصدق به وقال لهم الآن ابكي كبكاء المسلمين فاستقسى لهم فسقوا
وبعد وفاته تولى الخطابة بالمسجد تلميذه أبو عبد الله محمد بن الحسين بن محمد بن حمامة الأوربي النيجي المعروف بالصغير ذكر ابن غازي أنه لازمه كثيرا وقرأ عليه القرءان ثلاث ختمات آخرها للقراءات السبعة وذكر المنجور في فهرسته إنه ختم عليه القرءان بالقراءات السبعة ثلاثمائة طالب وتوفي سنة 887هـ، وبعد وفاته تولى الخطابة أبو الحسن علي بن القاسم التجيبي الشهير بالزقاق صاحب النظم المعروف بالزقاقية توفي سنة 912هـ.


وإذا تتبع الباحث هؤلاء الخطباء أيام بني مرين وبني وطاس فإنه سيجدهم من العلماء المبرزين ويكفيك دليلا على ذلك أن من بينهم رواية المغرب ومفتي فاس أبا محمد عبد الله بن علي بن أحمد العاصمي المعروف بسقين لقد كان مشتهرا بعلمه في الشرق والمغرب رحل إلى المشرق سنة 909هـ وزار بلاد السودان وروى الحديث بمصر عن القلقشندي وزكرياء الأنصاري والسخاوي ورواه بمكة عن ابن فهد وكلهم ن الحافظ بن حجر لذلك اجتمع له من العلم بالحديث ما لم يتسير لغيره من أهل فاس
خطب بجامع الأندلس سنة 944 إلى أن توفى سنة 956هـ، وهي السنة التي استولى فيها محمد الشيخ السعدي على فاس.


لقد رأى محمد الشيخ أن الدولة السابقة كانت تعتني بجامع الأندلس فتختار لها من العلماء والخطباء ذوي الكفاءة والفضل فسار على نهجهم ولما وفد على فاس العالم التلمساني أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمان المغراوي قلده السلطان منصب الفتوى والتدريس المغراوي خطيبا بمسجد الأندلس فاستمر به مدة ثماني سنوات ثم انتقل بعد ذلك إلى الخطبة بجامع القرويين.


جامع الأندلس في عهد السعديين


وسار السعديون على النهج رغم اشتغالهم بالحروب ومحافظة الثغور ومعارضة التدخل الأجنبي لأن اهتمامهم بالعلم كان من أسس سيرتهم خصوصا في أيام أحمد المنصور الذهبي الذي تولى الملك سنة 986هـ بعد الانتصار العظيم الذي حصل عليه بوادي المخازن وبعد القضاء على كل سعي يحاول الأجنبي القيام به لاحتلال البلاد من جديد.


وفي أيامه كان المتولي لخطابة الأندلس والتدريس به العالم الشهير يحيى بن محمد السراج الأندلسي وهو حفيد الشيخ يحيى السراج
صاحب ابن عباد وكان ماهرا في علوم الفقه مدرسا يعرف المدونة ويدرسها توفي سنة 1007هـ.



ورغم اعتناء السعديين بالدراسة في هذا المسجد واختبار أحسن الخطباء له فهم لم يهتموا ببنايته ولم يصلحوه لذلك وجده العلويون في حاجة إلى عنايتهم فقام المولى إسماعيل فخر الدولة العلوية ومحرر المهدية والعرائش من يد الاسبان وطنجة من يد الانجليز بتجديده وترصيفه يقول ابن زيدان في كتاب الدرر الفاخرة حين تحدثه عن المولى إسماعيل: وفي عام 1093هـ جدد مسجد الأندلس ورصف صحنه بالزليج يشهد بذلك ما هو منقوش في الخشب خارج قبة السقاية هناك ولفظه:

مولاي اسماعيل البسني البها *** فسحــبت ذيلي فوق كــل نـفيس
زهوي ببيت الله حسبي مفخرا*** إذ صـرت أجلي فيه جلو عروس
فرفعت فوق السلسبيل سرادفا ***في عام 1093 يحمل شاهد تأسيسي


وكان ابتداء العمل فيه عام تسع وثمانين وألف هـ
.
__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس
  #278  
قديم 05-11-2013, 12:30 PM
الفايق الفايق غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 163
معدل تقييم المستوى: 16
الفايق is on a distinguished road
افتراضي

مشكووووووووووووور
__________________
[CENTER][SIZE=4][B]اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك
أ/ أحمد فايق
رد مع اقتباس
  #279  
قديم 05-11-2013, 12:43 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 32
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفايق مشاهدة المشاركة
مشكووووووووووووور


شكراً علي المرور الكريم
__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس
  #280  
قديم 05-11-2013, 12:53 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 32
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي

مسجد النور بأزرو - المغرب








مسجد النور- العهد العلوي بعد الإستقلال - آزرو.


شيد مسجد النور بآزرو من طرف المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه.
__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس
  #281  
قديم 05-11-2013, 01:02 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 32
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي

جامع بن يوسف بمراكش - المغرب











بني مسجد بن يوسف بمراكش على يد علي بن يوسف اللمتوني سنة 525 هـ، على قطعة أرضية مساحتها 5000 م²، وأعاد بناءه المولى سليمان سنة 1235 هـ 1819 -1820ميلادية.



مقدمة:


في الوقت الذي كانت فيه أوروبا ترتع في رِبْقَةِ الجهل، وتتقلب في ظُلُمات الانحطاط والتأخر - كانت الحضارة الإسلاميَّة في أوج مَجدها وعظمتها في شَتَّى ألوان الآداب والعلوم والفنون، مؤلفة الكتب في كُلِّ علم، ومُسطِّرة التقدم في كل مضمار، ومُشيدة لتلك القصور والنَّوادي والمراكز والجوامع في كل صقع، فكان جامع القرمللى بطرابلس، وجامعة القيروان، وجامع الزيتونة وتلمسان..

وعلى الرَّغم من البعد الجغرافي للمغرب الأقصى عن الشَّرق، فقد ظل حضاريًّا قريبًا منه، بفضل المراكز العلميَّة التي كانت مقصد طلاب العلم من مختلف الأصقاع، فاشتهرت بها الحواضر والمدن التي احتضنتها.

فإذا كانت مدينة "فاس" بالمغرب قد اشتهرت بجامع القرويين، فإنَّ مراكش عاصمة الجنوب قد اشتهرت أيضًا بجامع ابن يوسف، وابن يوسف هذا هو أبو الحسن علي، الابن الأكبر ليوسف بن تاشفين الصنهاجي اللمتوني، مُقعِّد قواعد دولة المرابطين، ومُؤسس مدينة مراكش الحمراء، الذي عرف بالحزم والصَّرامة، حيثُ باشر أمورَ المغرب الأقصى بقوة، بمجرد تسلُّمه مقاليد الحكم من أبيه، وكان في بداية حكمه شديدَ الحرص على توحيد جهات المغرب.

أولاً: في مفهوم الجامع وأهميته

ولا بُدَّ من الإشارة في البداية إلى أنَّ مصطلح الجامع دالٌّ على المسجد الكبير، الذي تقام فيه صلاة الجمعة، بَيْدَ أنَّه لم ترد هذه التسمية في القرآن الكريم، وإنَّما وردت فيه عبارة المسجد، فيقال: "مسجد مكة"، و"مسجد المدينة"، و"مسجد قباء"، وصفًا للمسجد، وجدير بالذِّكْر أنَّه ورد الجامع في الحديث؛ إذ ترجم البخاري في الصَّحيح: "باب الاستسقاء في المسجد الجامع".

لقد وجد في المغرب المسجد والجامع، واسْتُعْمِلَ فيه الاسمان معًا دون أن يكون بينهما حدٌّ فاصل، إلاَّ أن الجامع أخذ اهتمامًا أكبر في كتب التاريخ والحوليَّات والحوالات الوقفيَّة؛ لأهميته، وسعته، وتعدد مرافقه، وزخارفه، ووفرة ريع أوقافه في أغلب الأحيان.

وقد حقَّ ما قاله المستشرق (ليفي بروفنسال) عن أهميَّة الجامع في الحضارة الإسلاميَّة؛ حيثُ قال: المركز الحقيقي الذي يُعَدُّ قلب المدينة الخفَّاق هو المسجد الجامع، وما يلاصقه في أي مدينة إسلاميَّة لها شيء من الأهمية، ذو منزلة تُغني على كل إطناب، ذلك بأنه ليس بيت العبادة فحسب، ولكنَّه المركز الذي تدور حوله الحياة الدينية، والعقلية، والسياسية للمدينة.

إلى درجة قوله: المسجد الجامع - لا مَقَر الحكومة - هو الذي يَجب أن يتخذ مِفْتاحًا لكل دراسة طبوغرافيَّة أو تاريخيَّة، في أي مدينة إسلاميَّة، والواقع أنه من النَّادر أن يصف جغرافِيٌّ عربي مدينة دون أن يبدأ بجملة من الأخبار عن المسجد الجامع فيها.

وعليه؛ فالمسجدُ الجامع هو القلب النابض الذي تنطلق منه الدقات الحضارية؛ فهو مجال التعبد أولاً، ومكان التواصل والتآلف ثانيًا.

وعليه؛ فإنَّ الحديث عن مسجد ابن يوسف، كصرح شامخ، ومنارة للهدى عبر العصور، ومركز للإشعاع المعرفي، وحقل لصقل المواهب والعبقريَّات، وحرم جامعي خالد ومتميز - حديثٌ يستدعي الوقوف والتأمُّل لاستخلاص الدُّروس والعبر.

ثانيًا: ابن يوسف والتأسيس والإصلاحات

لقد جعلت بعضُ الوقائع التاريخيَّة الدولةَ المرابطيَّة في مواجهة من القوى الإقليميَّة الكبرى، وكان اللِّقاء التاريخي بموقعة الزلاقة الفاصلة، فزادَ الدَّولة بهذا النصر فخرًا آخرَ، ومكسبًا جديدًا، وقد أرادت الدولة المرابطية أن تعزز هذا السبق العسكري بسبق علمي ومعرفي، فكان التفكير في تأسيس معلمة تنبعث منها أنوارُ الهداية، وتَخرج منها المعارف الإسلاميَّة، ولم تَكُن ثَمرة ذلك سوى جامع ابن يوسف.

وقد اختلفت المصادر التاريخيَّة في سنة تأسيسه، فذهب ابن القطان والزَّركشي وصاحب الحلل إلى نهاية سنة 520 هـ.

بَيْدَ أنَّ ما يجعلنا نستبعد هذا التاريخ أنَّ صاحب "الحلل الموشية" نفسه يعودُ فيؤكد: أن محمدَّ بن تومرت نَاظَرَ فقهاء المالكيَّة مناظرته الشهيرة، بمسجد ابن يوسف سنة 515 هـ، وهذا يدُلُّ على أنه كان قائمَ الدَّعائم، قبل السنة التي حددتها تلك المصادر، ويُؤكد ذلك محمد بن عثمان المراكشي بقوله: "ولما انتهى الإمام المرابطي من تشييده سنة 514 هـ، زوَّده بحظ أوفر من عنايته، وجَلَبَ أهل العلم والفَضْل لساحته، وجمع رجالَ الفكرِ والأدب بجانبه، فوَطِئته أقدامُ الأندلس، وحلَّت به ركابه الأولى، وتدفق فيه علمها وآدابها.

كما استدل العلاَّمة الرحالي الفاروق على أنَّ سنة تأسيسه كانت سنة 514 هـ؛ استنادًا إلى ما ذكره ابن خَلْدون حول مناظرة المهدي، والفقهاء اللمتونيين، التي تَمَّت في ظل الجامع عام 515 هـ.

وعليه؛ فالرَّاجح أنَّ النواة الأولى لهذه الجامعة - جامع ابن يوسف - تأسست عام 514هـ، في وسط المدينة، على مساحة فسيحة تبلغ نحو 10000 متر مربع؛ ليكونَ دار علم ومعرفة، وتقلصت هذه المساحة مع مرور الزَّمن، ووصف الحسن الوزان المعروف بليون الإفريقي في كتابه "وصف إفريقيا" عن مشاهدة جامع ابن يوسف قائلاً : "إنَّه في غاية الحسن".

وقد عرف الجامع عدَّة إصلاحات وتجديدات عبر القرون؛ هَدَفَ بعضٌ منها إلى طمس معالم مؤسسه الأول، وفي هذا الصَّدد يذكر الحسن الوزان تبعًا لمؤرخين سابقين أن: "عبدالمؤمن بن علي مؤسس الدولة الموحدية هَدَمَ هذا الجامع، وأعاد بناءه؛ ليمحوَ اسمَ مُؤسسه علي بن يوسف، ويَجعل اسمه هو مكانه"، بَيْدَ أن عمله ذهب سُدًى، والدليل على ذلك أنَّه لا يجري على ألسنة النَّاس إلى الآن إلا الاسم القديم: "جامع ابن يوسف".

وقد تقلَّصت مساحته أثناء عمليَّة التَّرميم، وكان آخر من جدَّده السلطانُ المولى سليمان عام 1236 - 1820 بناه بناء ضخمًا، وأزال منارته الأصليَّة التي كانت له قديمًا، ولا زال آثارها ظاهرًا، وشيد منارة أخرى بديعة الحسن رائعة الصنعة - حَسَبَ تَعبير صاحب "الاستقصاء" - كما أنَّ الملك محمد الخامس أمر بتنظيم الدِّراسة فيه على غرار مسجد القرويين، وذلك في 1938م، وهو إلى اليوم يحتفظ بنفس الشكل الذي وصفه المستشرق الفرنسي كاستون دوفيردان Gaston Deverdun.
__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس
  #282  
قديم 05-11-2013, 01:05 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 32
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي


ثالثًا: ابن يوسف قِبْلَة أهل العلم وحاضن المناظرة الكبرى


لقد جعل جامع ابن يوسف من مراكش مَحجًّا للعلماء وطلاب العلم، بشكل جعل العاصمة المرابطيَّة منبرًا للدَّعوة إلى الله، وقلعة من قلاع الشريعة الإسلاميَّة، ونشرًا لمبادئها وأصولها، ومنهلاً للمعرفة، ومنتدًى للثقافة الإسلاميَّة، ومركزًا لإثبات دعائم الدولة الفَتِيَّة.

فقد شهد الجامع إجراءَ المناظرة التاريخيَّة الكبرى بين ابن تومرت المُسَمَّى بالمهدي وفقهاء المرابطين، التي أسفرت عن تطورات سياسية ومذهبية أشغلت الغربَ الإسلامي كُلَّه، طوال ثلاثة قرون، وأدَّت إلى قيام الدولة المعروفة في التاريخ بدولة الموحدين، والتَّخلي عن المذهب المالكي وإحراق كتبه، والاجتهاد في أمور الدِّين، وازدهار العلوم الفلسفيَّة والحكمية وسائر المعقولات.

ومن بين مَن وَفَد عليه وزاول مُهمة التدريس فيه منذ عهد التأسيس: علماء كبار من المغرب والأندلس؛ إذ من المعلوم أنَّ الإمبراطوريَّة المرابطية كانت تَمتد من حوض السنغال جنوبًا إلى شمال إسبانيا، وتشمل شرقًا معظم المغرب الأوسط، ومن أشهر الشخصيات العلمية التي عرفها جامع ابن يوسف في مراحله الأولى: أبو الوليد ابن رُشد الجد رأس فقهاء الأندلس، وحفيده أبو الوليد ابن رشد إمام الفلاسفة والحكماء، كما كانت جنبات الجامع تعجُّ بفطاحل العلماء من أمثال: ابن زهر، ومالك بن وهيب، وابن عطيَّة، وابن القصيرة، وابن أبي الخصال وغيرهم.

كما أنَّ الجامع خَرَّجَ عددًا من العلماء الكبار، هم مصدر فخر واعتزاز للذاكرة المغربية، من أمثال: أبي علي المراكشي، وعبدالواحد المراكشي، والقاضي عياض، وابن البناء العالم الرِّياضي، وابن طفيل الطبيب الأندلسي، والمنصور السعدي، والنبيل زيدان، وابن القاضي، واليفراني، وجماعة لا يستهان بهم من رجال العلم والأدب.

وبذلك أصبحت مدينة مراكش بفضل هذا الجامع الكبير قِبْلَةً لطلاب العلم والعلماء، شأنها في ذلك شأن باقي كُبْرَيات العواصم الإسلاميَّة في ذات الوقت، كما أصبحَ هذا الجامع مهبطًا لوحي الأفكار، وملتقى أهل المعرفة والأخبار، تنبعث منه أنوار الهداية والعرفان، ومنطلقًا إلى مختلف جهات المغرب وإلى الأقطار المجاورة؛ ليستَمِرَّ إشعاعُ المركز العلمي الأوَّل بمراكش مدة طويلة.

بل استَمَرَّ إلى العصر الحديث حيثُ ساهم جامع ابن يوسف في نشر وإذكاء الرُّوح الوطنية إبَّان فترة الحماية والاستعمار، بل إنَّه كان سبَّاقًا إلى إيقاظ الحس الوطني في نفس كل مواطن مغربي، في مختلف الشرائح الاجتماعيَّة؛ أساتذة وطلبة، وتجار، وحرفيين، وتكفي الإشارة إلى أنَّ علماء الجامع كانوا وراء تفجير شرارة الاحتجاج على ظهير 30 مايو 1930، وكان على رأس مُفَجِّريها: السيد التهامي المعروفي، والعلاَّمة المختار السوسي، إضافة إلى ما أقدم عليه طلبة مدرسة بن يوسف سنة 1937 بمناسبة زيارة المقيمِ العامِ لمدينتهم - من فضحٍ لأوضاع البُؤْسِ والحرمان والمعاناة، التي حاولَ حُكَّام مراكش إخفاءها عن عين المُقيم، وكان من نتائجها انتفاضة طلابية كان من نتائجها تعرُّض عدد منهم للاعتقال والنَّفي.

وكان ممن وقع على وثيقة المطالبة بالاستقلال، في 11 يناير 1944 من علماءَ وطلبةِ ابن يوسف: السيد مبارك الغراس، السيد الحسين الوزاني، السيد عبدالله إبراهيم، والطالب الغراس، والطالب عبدالنبي بن العادل.



"مدرسة ابن يوسف: الكتاب المفتوح لتأريخ الفن المغربي"

لابُدَّ من الإشارة إلى أنَّه لم تكد تخلو مدينة مغربيَّة من مدارسه العلميَّة البديعة، التي حَظِيَت بالعناية والاهتمام، ومن بين هذه المدارس مدرسة ابن يوسف، التي أخذت هذا الاسم لوقوعها بالقُرب من جامع ابن يوسف، وارتبطت به ارتباطًا وثيقًا، لدرجةٍ لا يُمكن الحديث عن المدرسة إلاَّ مقرونة بجامع ابن يوسف، الذي تعطَّلت مهامه زهاء الثَّلاثين سنة، من فترة الحُكم الموحدي، وهناك إشاراتٌ تاريخيَّة محدودة إلى تَعَرُّض جُملة من المساجد المُرابطيَّة للتَّخريب من قِبَل الموحدين، وبناء أخرى.

ولَمَّا استعادت مراكش مركزها كعاصمة للدولة مع الشرفاء السَّعديين، جدَّدَ السلطان عبدالله الغالب مدرسة ابن يوسف، كما روى المؤرخ الإسباني مارمول كرباخال، وقد بالغ في زخرفتها وتأنيقها، بالشكل الرائع الذي توجد عليه الآن؛ تقربًا إلى الله - تعالى - وطلبًا للشفاء من مرض البطنة، وكتب اسمه في جدرانها؛ ليطمسَ أَثَرَ مؤسسها المريني الأَوَّل - مثلما فعل عبدالمؤمن من قبل - ولكنَّ الذَّاكرة الشعبية أَبَتْ إلاَّ أن تظلَّ وفيَّة للمُؤسِّس الحقيقي لأضخم مؤسسة تعليميَّة بعاصمة الجنوب بمراكش، ولا تُردِّد ألسنتُها حتَّى اليوم سوى جامع ابن يوسف ومدرسة ابن يوسف.

وتَحتلُّ المدرسة مساحةً تُقَدَّر بحوالي 1680 مِتْرًا، وهي ذات شكل مربع، وكانت على امتداد أربعة قرون قِبْلَة العلماء وطلاب العلم، قبل أن تتحول في السَّنوات الأخيرة إلى مَزارٍ سياحي يَحرص زُوَّار مراكش على الاستمتاع بتحفه الأثريَّة الرَّائعة، وهي - حقيقةً - علامة شاهدة على الازدهار الحضاري الإسلامي بالمغرب.

وللإشارة؛ لم تكن الدُّروس تلقى بالمدرسة نفسها، ولكن بداخل مسجد بن يوسف المجاور، وهذا سِرٌّ من أسرار ارتباط المدرسة بالجامع؛ حيثُ كانت عبارة عن "حي جامعي"، بالمفهوم المتعارف عليه اليوم، لسكن الطلبة، وتضم حوالي 132 غرفة؛ حيثُ كان يعيش الطلبة ويراجعون دروسهم، في حين كان الجامع يُستعمل لأداء الواجب الديني والدروس.

معالم فنية آيات في السحر والجمال
لم يكن التفرد في استقطاب العلماء وكبار الأساتذة من السِّمات المميزة لهذه المعلمة الحضاريَّة فقط؛ بل كان المعمار وجماليَّته أيضًا من سماتِها المميزة، فقبل الولوج إلى داخل بِنايَة المدرسة، تسترعي انتباه الزائر قُبَّة مزخرفة بالجبس و النقوش، أما باب المعلمة، فمغطى بالبرونز المنقوش، ويتمُّ الولوج إلى المدرسة عَبْرَ ممر مغطى تتخلله فتحات هندسية تضيء المكان، ثم يجد المرء نفسه بعد ذلك في دهليز يؤدِّي إلى مختلف أنحاء البناية.

أما في وسط المدرسة فتوجد قاعة الصلاة، ومكونة من ثلاث بلاطات عرضية، يفصلها صَفَّان من الأعمدة الرُّخامية، وتتوفر على خزانات خشبية كانت تستعمل مكتبات خاصة بنُزلاء المدرسة.

أما المحراب، فهو الآية البديعة، بموادِّها المتنوعة؛ مثل: الرخام، والخشب، والجبس بألوانه المختلفة، وهو مزود بشرفات خماسيَّة الأضلاع مُقوسة، ومدعومة بأربعة أعمدة صغيرة ومُزَيَّنة بالرخام، وتُغطيه قبَّة صغيرة مزينة بالجبس، ويُشكِّلُ المحراب - حقيقةً - أحدَ عناصر غنى هذه المعلمة الخالدة، وبجانبه عمودان منقوشان بالرُّخام الإيطالي؛ الذي استعمل بكثرة في المدرسة - أرضيَّة المدرسة وغرف الطلبة وصحونها - إلى جانب الجبس المنقوش يدويًّا؛ إذ لا تكاد جدران المدرسة تَخلو من لوحات فنيَّة، يكون الجبسُ بألوانه الزَّاهية مادتها الأساسية، وتزداد المعلمة رونقًا وجمالاً باستعمال الزليج بألوانه المتنوعة وأشكاله الهندسيَّة وتقنياته المختلفة؛ إذ يُغطي أسفلَ الجدران وكذا الأعمدة، وأمَّا الطَّابق العلوي، فيُفضَى إليه عَبْر درج تقليد البناية والهندسة، وهو يُفضي إلى غرف الطلبة.

أما قباب هذه المعلمة، فمصنوعة من خشب الأرز من جبال الأطلس بالمغرب، وتبقى قُبَّته الكبرى من المعالم التاريخيَّة، التي تكاد تكون الوحيدة في المغرب الباقية كاملة من العمارة المرابطيَّة؛ وهي تتكون من جزأَيْن: القبة التي تُغطي حوضًا مستطيلاً كان يُستعمَلُ للطهارة، ومجمعًا مائيًّا يضمُّ بقايا مراحيض، ومطفية لخزن الماء وتوزيعه، وقنوًا من الطين لتصريف هذه المياه، وتتميَّز هندسة القبة في كونها تُقدِّم مستطيلاً يتحول في الأعلى إلى مُربع داخلي، ثُم على شكل مُثَمَّن الأضلاع ترسو فوقه القبة، ومن الدَّاخل تكمُن روعة هذه القبة في مرور ثمانية أضلاع كبيرة على إفريز مَنقوش بالكتابة، وعلى توريق عربِي، تبرزها أربعة مَجالات فارغة في الزوايا.

إنَّ تنوع مواد البناء وتعدد الزخارف الهندسية يجعل هذه المعلمة تُحفة فَنِّيَّة من المعمار المغربي الإسلامي الأصيل، وسجلاً حيًّا يؤرخ لتتمازج اللَّمسات الفنية الأندلسيَّة بالمغربية، فابن يوسف مُنحدر من أم أندلسية، ومولود بسبتة؛ لذا حَضَرَ التخطيط الأندلسي في كثير من مبانيه المعمارية.

أما خزانة ابن يوسف الشهيرة حتَّى أيَّامنا هذه، فتعد ثاني الخزائن المغربية العتيقة، المليئة بالمخطوطات النَّفيسة، ويرجع تاريخُ تأسيسها إلى أوائل القرن الثاني عشر، حين شيد علي بن يوسف بن تاشفين، ثاني ملوك الدَّولة المرابطية، ومقعد قواعدها - الجامع الكبير بمراكش، وجعلت الخزانة العلميَّة بأحد مقاصيره، وبعد المرحلة الصَّعبة التي قطعها جامع ابن يوسف وخزانته في عهد الموحدين، الذين عملوا على طَمْس جميع آثار المرابطين - استعادت خزانة ابن يوسف مع الجامع حياة نشيطة، وازدهرت بالخصوص مع الشرفاء السَّعديين الذين اتخذوا من مراكش عاصمة لهم، وتنافسوا في تزويد الخزائن العلميَّة بحاضرتهم بمختلف المؤلفات الثَّمينة القديمة والحديثة.

وأخيرًا: اعتنى الحسن الأول ببناء مركز جديد لخزانة ابن يوسف، ووضع ابنه عبدالحفيظ عندما كان خليفة لأخيه السلطان عبدالعزيز بمراكش فهرسًا لهذه الخزانة الجديدة سنة 1953، وجهزت بالوسائل اللاَّزمة إلى أن نقلت سنة 1960 إلى قصر "الأكلاوي"، حيثُ ما تزال فيه حتى اليوم، ومخطوطاتها الباقية تناهز ألفي مخطوط، بعضها قديم لا يوجد في غيرها من الخزائن المغربية والأجنبية.

وهكذا تبقى مؤسسات ابن يوسف منذ تأسيسها - وعلى رأسها الجامع الكبير - لها الدَّور الكبير في الإشعاع العلمي والثقافي لمراكش، الذي تأرجح مجاله بالوضعية السياسية للمغرب، فعندما كانت الحاضرة العاصمة المركزية امتَدَّ إلى مَجالات قاريةٍ شاسعة، ثم تَحول الإشعاع إلى مُستوى إقليمي باضمحلال الإمبراطوريَّة المغربيَّة، وفقدان مراكش مكانتها كعاصمة سياسية للبلاد، بَيْدَ أن جامع يوسف ظلَّ على الدوام أحد المعالم العلميَّة والحضارية الشاهدة على عبقرية مؤسسيها ومُشيديها، وظَلَّت على مَرِّ العصور تدافع عن تراثِ الإسلام واللُّغة العربية في أقصى نقطة من غرب العالم الإسلامي، بتمسكها بالتعليم الأصيل تلقينًا وتكوينًا، كما قدمت لنا نماذج من كفاح أساتذتها وطُلاَّبها في سبيل إحقاق الحق، ضد الضلال والفساد، والعمل على نشر الخير والفضيلة، ونبذ ما يَمس القيم الإسلامية والمبادئ الإنسانية، والدعوة إلى التربية الإسلامية بالقدوة والعمل قبل القول.

خاتمة:

وفي كلمة أخيرة، يُمكن القول: إنَّ هذه المؤسسة لعبت دورًا رياديًّا في مجال العلم والمعرفة، وكانت بذلك إحدى أشهر جوامع العالم الإسلامي صحبة للمسجد النَّبوي، والحرم المكي، ومسجد قرطبة، وجامع الزيتونة.

وعليه؛ فيَحِقُّ لهذه المؤسسة أن تفخر بإنجابها لمختلف الأعلام العلمية، وبدورها البطولي في مقاومة الاستعمار، وتحقيق الحرية والاستقلال.
__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس
  #283  
قديم 05-11-2013, 04:57 PM
الصورة الرمزية ~Pearl-Knight~
~Pearl-Knight~ ~Pearl-Knight~ غير متواجد حالياً
طالب بالمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 464
معدل تقييم المستوى: 16
~Pearl-Knight~ is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيرا
__________________
بسم الله الرحمن الرحيم



رد مع اقتباس
  #284  
قديم 06-11-2013, 06:33 AM
Young7952 Young7952 غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 1
معدل تقييم المستوى: 0
Young7952 is on a distinguished road
افتراضي

معلومات لطيفة، وذلك بفضل لتقاسم.
رد مع اقتباس
  #285  
قديم 06-11-2013, 02:15 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 32
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة pearlknight مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا



وجزاك مثله إن شاء الله تعالي .

شكراً علي المرور الكريم
__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:35 AM.