اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-11-2011, 11:14 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

4- محمد العريفي العقوبة في الاسلام
http://youtu.be/eA7cLUd_dYo
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13-11-2011, 11:08 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الحدود الشرعية
الحد في اللغة: المنع. وسميت العقوبات حدودًا، لأنها تمنع من ارتكاب أسبابها كالزنى والسكر وغير ذلك، وأيضًا تسمى حدودًا؛ لأنها أحكام الله التي وضعها وحدها وقدرها.
والحد هو العقوبة المقدرة شرعًا، سواء أكانت حقَّا لله أم للعبد.
وقد حذَّر الله - تعالى- من اقتراف الحدود، فقال تعالى: (وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) [الطلاق:1].
وقال أيضًا: (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها)[النساء: 14].
وقال -جل شأنه-: (تلك حدود الله فلا تقربوها) [البقرة: 187].
وقال (: "حد يُعْمَل في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحًا)[النسائى، وابن ماجة].
وقد أمر الرسول ( بإقامة الحدود، فقال: (أقيموا حدود الله في القريب والبعيد،ولاتأخذكم في الله لومة لاِئم)[ابن ماجة].
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13-11-2011, 11:11 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الحدود رحمة:
إقامة حدود الله في الأرض رحمة للعباد، فلم يشرع في الكذب قطع اللسان ولا القتل، ولا في الزنى الخصاء، ولا في السرقة إعدام النفس، وإنما شرع لهم في ذلك ما هو موجب أسمائه وصفاته من حكمته ورحمته، ولطفه وإحسانه وعدله، لتزول النوائب، وتنقطع الأطماع عن التظالم والعدوان، ويقتنع كل إنسان بما آتاه الله مالكه وخالفه، فلا يطمع في أخذ حق الآخرين.ويحاول البعض من أعداء الإسلام أن يصوروا تطبيق الحدود على أنه تعذيب وقسوة وتنكيل، وهم حين يفكرون في ذلك الأمر، يفكرون في منظر تقطيع اليد، أو الجلد أو الرجم لمن أتى حدًا من حدود الله، ويتناسون نهائيا الأضرار التي نجمت عن ارتكابهم الحدود، من أموال الناس التي انتهبت، والتي ربما تسببت في فقر أصحابها، أو هتك الأعراض واختلاط الأنساب وفساد المجتمع، أليس من الأنفع للمجتمع أن تقطع يدٌ كلَّ عام، ويشيع الأمن بين الناس، ويطمئن الناس على أموالهم وأعراضهم، بدلا من إشاعة الخوف في نفوسهم وقلوبهم من أولئك الذين يرتكبون جرمًا في حق أنفسهم قبل أن يرتكبوا جرمًا أعظم في حق الناس.
ثم إن الناظر إلى تطبيق الحدود يعلم أن هذا التطبيق يمنع ارتكابه وتكرره مرة أخرى، وإن إقامة الحدود في عهد الرسول ( وعهد الخلفاء الراشدين لم يتعد حدود أصابع اليدين، ثم إن اللين لا يجدي في كل موقف من المواقف، بل القسوة والشدة لهما أثرهما في الإصلاح أحيانا كثيرة.
والإسلام حين وضع الحدود لم يكن يهدف من ورائها إشباع شهوة تعذيب الناس، بل يطبق الحدود في حدود ضيقة، فيدرأ الحد بأدنى شبهة، ولا يقام إلا إذا وصل إلى الحاكم المسلم، فإن لم يصل، فللذى ارتكب الحد أن يتوب إلى الله تعالى.
ولقد أخرج المجتمع الإسلامى الأول أناسا ارتكبوا حدودًا، وكان لهم أن يستروا على أنفسهم، لكنهم كانوا هم الذين يذهبون بأنفسهم لإقامة الحد عليهم، أفبعد ذلك كله، يأتى من يجهلون الإسلام ويقولون: إن الحدود تعذيب وقسوة ؟! بل إن الحدود حفاظ ورحمة
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13-11-2011, 11:16 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الحدود في الإسلام

عن عائشة رضي الله عنها أن قريشا أهمنهم المرأة المحرومة التي سرقت فقالوا: من يكلم فيها رسول صلى الله عليه و سلم؟ و من يجترئ عليه إلا أسامة حب رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ فكلم رسول الله فقال: "أتشفع في حد من حدود الله؟ ثم قام فخطب، قال: "يا أيها الناس إنما ضل من كان قبلكم انهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه و إذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد، و أيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها". رواه البخاري
عن الشائب بن يزيد قال: "كنا نؤتى بالشارب على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم، و إمرة أبي بكر، فصدرا من خلافة عمر، فنقوم إليه بأيدينا و نعالنا و أزديتنا، حتى كان آخر إمرة عمر، فجلد أربعين جلدة حتى إذا عنوا و فسقوا، جلد ثمانين". رواه البخاري
عن معاد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له لما أرسله إلى اليمن: "أيما رجل ارتد عن الإسلام فادعه، فإن عاد و إلا فاضرب عنقه، و أيما امرأة ارتدت عن الإسلام فادعها، فإن عادت و إلا فاضرب عنقها". (نيل الأوطار، ج. 7 ص 204)

يقول الله تعالى:
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ(2) الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ(3) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(5)
سورة النور الآيات :2-5
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21-11-2011, 08:06 PM
Observer Observer غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 8,627
معدل تقييم المستوى: 25
Observer is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيراً
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21-11-2011, 08:35 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohamad fawzy مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيراً
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللهم صلى وسلم وبارك على محمد
بارك الله فيك
__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09-12-2011, 07:07 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

حكم إقامة الحدود الشرعية:
قال تعالى: ﴿وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ [النساء: 14], وقد حذر الله تعالى من اقتراف الحدود، فقال تعالى: ﴿وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾ [الطلاق:1], وقال -جل شأنه-: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا﴾ [البقرة: 187](8) .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «حد يعمل في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا ثلاثين صباحًا »(9), وقد أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بإقامة الحدود، فقال: «أقيموا حدود الله في القريب والبعيد، ولا تأخذكم في الله لومة لائم»(10).
قال شيخ الإسلام: خاطب الله المؤمنين بالحدود والحقوق خطابًا مطلقًا كقوله: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللّهِ ﴾[المائدة: 38] وقوله: ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ﴾[النور: 2] وقوله: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً﴾[النور: 4]؛ لكن قد علم أن المخاطب بالفعل لا بد أن يكون قادرًا عليه والعاجزون لا يجب عليهم، وقد علم أن هذا فرض على الكفاية، وهو مثل الجهاد؛ بل هو نوع من الجهاد, فقوله: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ﴾ [البقرة: 216] وقوله: ﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ﴾[البقرة: 190] وقوله: ﴿إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ ﴾[التوبة: 39] ونحو ذلك هو فرض على الكفاية من القادرين و " القدرة " هي السلطان ؛ فلهذا: وجب إقامة الحدود على ذي السلطان ونوابه(11).
لقد شرع الله تعالى الحدود للانزجار عما يتضرر به العباد، وصيانة دار الإسلام عن الفساد والطهر من الذنب؛ ليست بحكمٍ أصلي لإقامة الحد؛ لأنها تحصل بالتوبة لا بإقامة الحد، ولهذا يقام الحد على الكافر ولا طهرة له(12).
إن حق الإمام في إسقاط الحد إذا وجد المسقط خاص بما هو حق لله تعالى، أو ما يغلب فيه حق الله، كحد الزنا والسرقة والشرب والحرابة, أما ما هو حق للعبد، أو يغلب فيه حق العبد فليس للإمام إسقاطه، وإنما يكون الإسقاط من صاحب الحق,ووجه ذلك كما يقول الفقهاء: أن حقوق الله تعالى مبنية على التسامح والعفو، فإذا وجد ما يسقطها، فالإمام نائب في الاستيفاء لحق الله تعالى فله إسقاطها. أما حقوق العباد، فإن مبناها على الشح والضيق، والعبد بحاجة إلى استيفاء حقه، فيتوقف الاستيفاء على طلبه(13).
كما إن الحدود الشرعية كما وجبت بنص شرعي، لا تسقط بعد وجوبها وثبوتها عند الإمام إلا بنص شرعي، أو إجماع، فلا بد فيها من التوقيف أو الاتفاق، فلا مجال فيها للأهواء الشخصية، والأغراض الدنيوية، وليس لذلك سبيل في إسقاط حد أو وجوبه. ومن هنا: شرع التثبت في الحكم على من فعل ما يوجب الحد؛ فشرع الإقرار الصريح، وتعدد الشهود والإمام مندوب إلى الاستفسار عن كل الملابسات الممكنة قبل إصدار الحكم, وفي ذلك تعظيم لأحكام الله، ووقوف عند حدوده، واحترام لحقوق الإنسان؛ لئلا يؤخذ البريء بذنب غيره، ولئلا يعاقب من لا يستحق العقوبة(14).
إن العقوبات الشرعية المقدرة تتفاوت من حيث الحق الغالب فيها: فقد يكون الاعتداء فيها على حق الجماعة، وأمر الله وشرعه غالبًا، ففي هذه الحالة يكون الغالب فيها حق الله تعالى، فيجب استيفاؤه ولا يحل لأحد إسقاطه, وقد يكون الاعتداء فيها –غالبًا- يخص الأفراد، وحقوق العباد، فيكون حق العبد هو الغالب، وفيها حق لله، وهو: مخالفة أمره، وتعدي حدوده، فمصلحة العقوبة فيها تعود إلى الأفراد، وفي هذه الحالة يصح للعبد إسقاط الحد، كما في حد القذف.
إن ورود النصوص الشرعية في وجوب تنفيذ الحدود معناه أن الإمام ملزم باستيفاء الحد، إذا توفرت الشروط وانتفت موانعه. وورود النص القطعي في وجوب استيفاء الحد، لا يمنع ورود الإسقاط على تلك الحدود، فإذا طرأ على الحد ما يسقطه، وترجح لدى الإمام إسقاطه، فله ذلك سواء قبل الحكم أم بعده.
__________________

آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 09-12-2011 الساعة 07:11 PM
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 09-12-2011, 07:09 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

مميزات الحدود في الشريعة الإسلامية:
إن الشريعة الإسلامية شريعة متكاملة، صالحة لكل زمان ومكان، عادلة في تشريعاتها وأحكامها، وهذا يتجلى في موازنة التشريع لأنواع العقوبات الشرعية بأنواع موجباتها، فجعل شدة العقاب مقابل شدة أثر الجريمة، وخطرها على المجتمع الإسلامي أفرادًا وجماعات, وهذا يتجلى لنا واضحًا في عقوبة الزاني المحصن، وعقوبة المحارب، فشدة العقوبة فيهما نظرًا لشدة الجريمة البشعة، وفي مقابل ذلك: عقوبة القذف، فهي أخف الحدود ضربًا، لأن جريمة القذف أقل أثرًا من الزنا والحرابة. ومن مميزات هذا التشريع: المساواة بين مستحقي العقوبة الشرعية المقدرة، فلا تسقط عن الشريف لمنـزلته بين الناس أو جاهه أو سلطانه، ولا تسقط عن الغني لكثرة أمواله، وهذا يتجلى لنا واضحًا في قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث:«لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»(21).
كما إن ورود الإسقاط على الحدود الشرعية لا يضعف من قطعيتها في الوجوب، ولا يؤدي إلى تعطيلها –كما يقوله بعض المتأخرين- وإنما الإسقاط الشرعي يعني: استثناء حالة الإسقاط من حكم النص الدال على وجوب الحد، وهذا أمر له شواهد كثيرة في الأحكام الشرعية؛ كما في الصلاة، والصيام والحج والكفارات، فمثلاً: الصلاة واجبة على كل مسلم ومسلمة، وتسقط عن المرأة في أيام حيضها فتركها للصلاة في هذه الفترة ليس تعطيلًا للنص الدال على الوجوب المطلق، وإنما تمشيًا مع النصوص الأخرى الدالة على استثناء هذه الحالة من الحكم العام. وهذا هو الشأن في الحدود إذا ورد ما يسقطها بنص أو إجماع(22), بالإضافة إلى أن الأخذ بقاعدة درء الحدود بالشبهات يؤدي غالبًا إلى تبرئة المتهم من الجريمة المنسوبة إليه، ودرء العقوبة الحدية عنه كأن تكون الشبهة قائمة في ركن من أركان الجريمة، أو في طرق إثباتها، وقد تستدعي الحال أحيانًا بعد درء الحد إلى استبدال ذلك بعقوبة تعزيرية بدلاً من الحد المشتبه فيه، كمن أقر بحد من الحدود الشرعية، ثم عدل عن إقراره لشبهة قوية، فإن الإمام يدرأ عنه الحد، وله أن يعاقبه عقوبة تعزيزية ليكون أبلغ في ردعه وزجره.
__________________
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-12-2011, 07:13 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الحدود في جميع الشرائع:
ثم إن هذه الحدود التي نتحدث عنها لم تكن بدعًا من الأمر ولا هي فقط في شريعتنا نحن المسلمين ليتصدى لها أعداء الإسلام؛ بل قد أمر الله تعالى بها في جميع الشرائع السماوية، فقد أمر الله بإقامة الحدود في التوراة المنزلة على موسى عليه السلام، فعن نافعٍ عن ابن عمر أنه قال: «إن اليهود جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا أن رجلاً منهم وامرأةً زنيا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تجدون في التوراة في شأن الرجم ؟" قالوا: نفضحهم ويجلدن, قال عبد الله بن سلامٍ: إن فيها لآية الرجم, فأتوا التوراة فنشروها, فوضع أحدهم يده على آية الرجم, فقرأ ما بعدها وما قبلها, فقال له عبد الله بن سلامٍ: ارفع يدك, فرفع يده, فإذا فيها آية الرجم، فقالوا: صدق يا محمد فيها آية الرجم، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما, قال عبد الله بن عمر: فرأيته رجلاً يجنأ على المرأة يقيها الحجارة»(23) .
قال القاضي أبو بكر بن العربي جاءوا محكمين له في الظاهر ومختبرين في الباطن هل هو نبي حق أو مسامح في الحق فقبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إفتاءهم وتأمل سؤالهم وهذا يدل على أن التحكيم جائز في الشرع انتهى, كما أن فيه وجوب حد الزنا على الكافر, وبه قال الشافعي وأحمد وأبو حنيفة والجمهور ؛ قال ابن عبد البر: قال مالك وإنما رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهوديين ؛ لأنه لم تكن لليهود يومئذ ذمة وتحاكموا إليه ، وقال الطحاوي -لما ذكر كلام مالك- هذا: لو لم يكن واجبًا عليهم لما أقامه النبي صلى الله عليه وسلم قال وإذا كان من لا ذمة له قد حده النبي صلى الله عليه وسلم في الزنا فمن له ذمة أحرى بذلك(24).
__________________
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 24-12-2011, 09:46 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ما أحوجنا لحفظ الله ورعايته وصيانته في وقت كثرت فيه الفتن من شهوات وشبهات ومغريات، أمام طوفان هذه المغريات والفتن نحتاج أن نحتمي بحمى الحفيظ العليم -سبحانه وتعالى-: (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)، ولكن كيف نحتمي بحماه؟! وكيف ندخل تحت حفظه سبحانه وتعالى؟! دونك وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- الشهيرة التي ألقاها من فوق دابة ..
__________________
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 24-12-2011, 09:47 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
[آل عمران: 102]،
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
[النساء: 1]،
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
[الأحزاب: 70، 71].
__________________
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 24-12-2011, 09:50 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

إخوة الإسلام: ما أحوجنا لحفظ الله ورعايته وصيانته في وقت كثرت فيه الفتن من شهوات وشبهات ومغريات، أمام طوفان هذه المغريات والفتن نحتاج أن نحتمي بحمى الحفيظ العليم -سبحانه وتعالى-: (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف: 64]، ولكن كيف نحتمي بحماه؟! وكيف ندخل تحت حفظه سبحانه وتعالى؟! دونك وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- الشهيرة التي ألقاها من فوق دابة، لم يلقها في فندق ضخم، ولا صالة كبيرة، ألقاها من فوق ظهر دابة بكلمات موجزة فيها قواعد مهمة، يقول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه الترمذي في سننه وصححه جمع من أهل العلم منهم المحدث الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى-، يقول -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس: "إني أعلمك كلمات"، كلمات محدودات، والنبي أُعطي جوامع الكلم، تجدها كلمات ملغومة بمعانٍ كبيرة تعجز الأذهان عن تفسير ما فيها من معان عظيمة، "إني أعلمك كلمات"، والمقصود بالتعليم هنا ليس مجرد الثقافة، والتزود بالمعلومات، إنما ترجمتها إلى واقع، لذلك تعوذ النبي -صلى الله عليه وسلم- كما روى مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم: "تعوَّذ من علم لا ينفع"، بل ربما يكون العلم وبالاً، لا يتعدى فقط أنه لا ينفع، بل يتجاوزه أن يكون وبالاً على صاحبه، والقرآن حجة لك أو عليك. رواه مسلم.

والقرآن هو أساس العلم.
__________________
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 24-12-2011, 09:52 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

"إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك"، هذا الذي يهمنا من الحديث، والحديث بإمكاننا تسنيده إن شئتم، "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك"، وفي رواية عند أحمد صحيحة: "تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة". هذه رواية أحمد. "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف".

فضاء كوني شرعي محسوم لا يقبل التغير: (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) [ق: 29]، احفظ الله يحفظك، أسأله -سبحانه وتعالى- أن يبارك في هذه الدقائق لنقل ما خلف هذه الكلمة من معانٍ عظيمة.

احفظ الله يحفظك، يقول -سبحانه وتعالى- ممتدحًا العفيفات حفيظات الفروج: (حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) [النساء: 34]، في قراءة: (لما حفظ الله)، أي إن الله حفظهن بحفظ الله لهن، وبتفسيرها بقراءة أخرى ثابتة كذلك أي بسبب توحيدهن وحفظهن التوحيد بلا رياء ولا سمعة حفظهن الله -عز وجل-.

(حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ): حافظات أزواجهن في غيباهن، لم يقربن الزنا ولم يطلعن لشخص آخر في حفظ الله لهن، في قراءة الضم.

"احفظ الله يحفظك"، إذن حفظ الله -سبحانه وتعالى- ليس في حفظه ذاته، فالله هو الحفيظ: (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) نحفظ ماذا؟! نحفظ شرعه، نعظم دينه، نحفظ أوامره، نحفظ قلوبنا عن أن تفسد بالمعاصي، هذا هو حفظ الله -سبحانه وتعالى-.

فإذا حَفِظْنَا الله -عز وجل- حَفِظَنَا الله، عهد وميثاق، والله قال: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) [البقرة: 40].

"احفظ الله يحفظك"، فالله لا يخلف الميعاد، والمنافقون يخلفون الميعاد، إذا وعد أخلف، والله إذا وعد وفّى سبحانه وتعالى: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ)، (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)، يقول: اذكروني فقط وأنا أذكركم، بالحفظ بالرعاية بالتوفيق بالتسديد، لذلك قال بالمعنى العام: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) [النحل: 97]، حفظه الله بحياة علم وسعادة، حياة طيبة بما تحمل الكلمة من معنى، ليست حياة رخيصة ذليلة: (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ -هذا في الدنيا- أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). رزقنا الله وإياكم حفظه.

نحفظه بماذا؟! نحفظه بالتوحيد كما سمعتم، الحافظ الله، حفظنا الله بالتوحيد، اللهم -سبحانه وتعالى- استأمنا على التوحيد، أعظم حفظ نحفظه أن نحفظه بالتوحيد، لذلك جعله عهدًا وميثاقًا في صُلب أبينا آدم وأخذ علينا العهد: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) [الأعراف: 172].

إذًا عهد التوحيد، لذلك ضمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، في حديث معاذ وعند غيره "أن من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة"، توحيد نقي، ما فيه ملوثات، ليس توحيدًا منقوصًا ربما يورث المفاسد والمهالك، نعوذ بالله.

حفظ التوحيد أن نعظم الله، أن نعرف قدر الله، أن لا نخشى إلا لله، أن لا نصدق إلا لله، أن لا نصلي إلا لله.

نحفظ الله -سبحانه وتعالى- بعد التوحيد في الصلاة، أكثر من آية في موضوع الصلاة من أشهرها: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون: 1، 2]، (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) [المؤمنون: 9]، (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة: 238]، ففي حديث الترمذي الشهير: "خمس صلوات فرضها الله علينا في اليوم والليلة، من حافظ عليهن كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليهن لم تكن له نورًا ولا برهانًا ولا نجاة يوم القيامة، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه".

يتخلف عن الصلاة، تارة يصلي وتارة لا يصلي، أما الذي لا يصلي فهو كافر أصلاً، وإن سُمِّي عبد الله ومحمدًا فهو ليس من عباد الله، هو من عباد الشياطين، ليس قدوته محمدًا –صلى الله عليه وسلم، بل قدوته التافهون الذين يعيشون حياة رخيصة.

أنا أتكلم عن المحافظة الآن، حافظوا عليها بأركانها، بشروطها، بواجباتها، بروحها، بخشوعها، هؤلاء يحفظهم -سبحانه وتعالى-، وتكون لهم نورًا ومنهاجًا وطريقًا واضحًا ونجاة يوم القيامة، والصلاة الوسطى مخصوصة بالحفظ -صلاة العصر-، اللهم اجعلنا ممن يحافظون على صلواتهم.
__________________
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 24-12-2011, 09:54 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الوضوء مقدمة الصلاة، يقول -عليه الصلاة والسلام-: "لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن"، فالعلماء حكموا على الوضوء تارة يكون واجبًا، وتارة يكون مستحبًا، الواجب أن تؤدي الصلاة في وضوء، أن تغتسل من الجنابة، وهذا هو الواجب، والمستحب أن تكون على وضوء دائمًا، تتوضأ عند نومك، عند سفرك، تتوضأ في الضحى وتصلي ما كُتب لك، هذا من المحافظة على الوضوء وليس واجبًا بل هو مستحب، فإذا لقي الله -عز وجل- يكون في أحسن أحواله، نسأله -سبحانه وتعالى- أن يجعلكم ممن يعنَوْنَ بطهارة الباطن والظاهر.

حفظ البطن وحفظ الرأس، يقول -عليه الصلاة والسلام- في حديث أحمد الصحيح: "الاستحياء من الله حق الحياء: أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى". حديث صحيح.

من يستطيع أن يحفظ رأسه وبطنه؟! إنه تحدٍّ كبير، النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: "من يحفظ ما بين فكيه -وفي رواية لحييه- وما بين رجليه دخل الجنة".

من يستطيع أن يحفظ ما بين فكيه؟! أن يحبس هذا اللسان، الذي قال الصديق قديمًا: "ما رأيت أحق بطول سجن من هذا اللسان". أحسن سجن هذا، سجن مبارك.

يقول -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي هريرة الثابت عن مسلم: "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت". إذا ما قدرت أن تقول خيرًا فالله يعذرك، احفظ ما بين فكيك من الغيبة، من النميمة، من السخرية، من الكلام الفارغ الذي يولد المهالك، وقديمًا قال -صلى الله عليه وسلم-: "وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفًا".

وعندما سأل معاذ أعلم الناس بالحلال والحرام عن أصول الإسلام سأل عن أشياء كثيرة، ثم أراد النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يودعه بوصية جامعة، قال: "أنا أخبرك بملاك ذلك كله"، فقال: بلى يا رسول الله، قال: "كف عليك هذا"، وفي رواية: "أمسك عليك هذا"، قال: أو نحن مأخوذون بما نتكلم به يا رسول الله؟! معاذ يسأل هذا السؤال، قال: "ثكلتك أمك يا معاذ"، يعني هلكت إن كنت لا تعرف هذا المعني، فقال: "وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم". نعوذ بالله.

من يحفظ لي ما بين فكيه وما بين رجليه دخل الجنة: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ) [المؤمنون: 5]، نفس السياق، سياق سورة المؤمنون التي هي خاصة بالمؤمنين، الإيمان ليس شعار، ليس المؤمن عبد الله: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ -من هم يا ربي- الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) [المؤمنون: 1، 2]، (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) [المؤمنون: 5، 6].

إذًا ملومون في اللواط، في الزنا، في السحاق، في العادة السرية، هكذا علماء السنة، علماء الفقه، علماء الشريعة، وليس علماء الفضائيات، وليس كلهم في سلة واحدة، علماء السنة، علماء القرآن يقولون: كل من تعدى هذا المطلب الشرعي فهو معتدٍ: (فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) [المؤمنون: 7].

احفظ فرجك، لذلك قال -سبحانه وتعالى-: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) [النور: 30]، ليتك تحفظ فرجك وتغض بصرك، لا تحفظ mbc عندك الله يحفظك، الملابس الساخنة والقبلات الساخنة، أنت مخطئ، الله يقول: أنت مخطئ، والواقع والعقل يقول كذلك، أغلق هذا البصر عن مواقع النت الخبيثة والمواقع ال*****ة، وأبشر بسكون الشهوات: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ).

إذًا حفظ الفرج، حفظ اللسان، وحفظ البصر، وحفظ السمع، كل ذلك داخل في حفظ الله، مجمع الحواس، مجمع منافذ المعرفة، طل على القرآن، لا تطل على الفحشاء والمنكر، اسمع الكلام الطيب قبل أن تقول لو كنا نسمع الكلام الطيب ما كنا في أصحاب السعير: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [الإسراء: 36].

حفظ اليمين: (وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ) [المائدة: 89]، الحديث عن اليمين يطول، ويحتاج إلى خطبة كاملة، وأسوأ اليمين ما فيه أخذ حق المسلمين، وما به كذب على رب العالمين، وهذا تعريف اليمين الغموس عند العلماء، الذي يؤخذ به الحقوق أو الذي يُكذب به على الله، يكذب ثم يحلف، والله صار كذا وما صار، ما أجرأ هؤلاء على الله!! يمين غموس تغمسهم في الإثم، تغمسهم في جهنم، اليمين الغموس غير الحلف على شيء مستقبل، والله إن حصل كذا لتأكلن ذبيحة، وهكذا، فهذا إن قام بها وإلا كفّر عن يمينه وانتهى الموضوع، لكن اليمين الغموس لا ينفع معها ألف كفارة ولا مليون كفارة؛ لأنه حلف على خلاف الواقع، تحتاج إلى توبة صادقة، فما إلا أن تقطع قلوبهم التوبة، تقطعها التوبة، يشعر بعظمة الجريمة كيف يحلف على كذب!!

(وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ): مِنْ حِفْظ اليمين أن لا تحلف بكذب في قضية لا تحلف إلا في الحقوق، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: "لو يعطى الناس بدعواهم، لادعى رجال أموال قوم ودماءهم، لكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر".

يقول: أنا أرفع الظلم عن نفسي، أنا أرفع الاتهام، أنا مضطر أحلف، هذا يدل على رقة الديانة، لا تعرض بالله إلا في أشياء توجب ذلك من تعظيم الله، من تعظيم شعائر الله، من تعظيم الأيمان.

(وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ): وقال عنهم: (وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ) نعوذ بالله من الحلف الكذب.

نسأله -سبحانه وتعالى- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يحفظنا وإياكم بحفظه، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
__________________
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 24-12-2011, 09:56 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

إذا حفظنا الله -عز وجل- حفظنا، في ماذا؟! يحفظنا في أنفسنا، يحفظنا في عقولنا، يحفظنا في أموالنا، يحفظنا في صحتنا، يحفظنا في ذريتنا، يحفظنا في دنيانا، في ديننا، في آخرتنا، لعموم قوله -صلى الله عليه وسلم-: "احفظ الله يحفظك"، النص مطلق، الحفظ فيه يتواصل حتى تصل إلى الجنة، أسأله -سبحانه وتعالى- أن يحفظنا وإياكم بحفظه.

لذلك فإن أحد شيوخ الإسلام المحب الطبري -وكان شيخًا كبيرًا قيل: وصل الثمانين وقيل: المائة- أراد أن يركب البحر، فقفز من الشاطئ إلى السفينة، فتعجب طلابه، قالوا: يا إمام: هذه قفزة شاب، قال: "هذه الجوارح حفظناها في الصغر فحفظها -عز وجل- في الكبر"، حُفظت بأن كانت تمشي إلى المساجد، ما كانت تمشي إلى أماكن أخرى!

الحفظ من كيد الأعداء، حفظ إبراهيم بحفظه للتوحيد: (وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ) [الأنبياء: 70]، بنى النمرود نارًا عظيمة عانقت رؤوس الجبال، ولم يكن إبراهيم بحاجة إلى هذه النيران، كانت تكفيه حزمة حتى يحترق، ولكنه الطغيان، ألقوه من بُعد وهو يهوي وينتظر أن تبتلعه ألسنة النار، ينزل عليه جبريل بأمر الله أعظم ملك، وسأله: تريد مني شيئًا؟! هل من حاجة؟! قال الموحد صاحب الحنيفية الذي ارتبط التوحيد باسمه: "أما منك فلا، أما من الله فنعم"، فأطلق الكلمة الملغومة بالتوحيد: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، حسبك الله، فقال خالق النار وخالق الإحراق فيها: (كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ) [الأنبياء: 69]، فيسقط في النار وألسنة النار بجانبه وهو في جو مشبع بالبرودة بأمر الله -سبحانه وتعالى-.
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:50 AM.