#16
|
||||
|
||||
![]()
رائعه جدا ومشوقه ولا اطيق صبرا لاكمالها
دومت مبدعه يا نقاء ...وياريت ما تتأخريش علينا بباقى الفصول
__________________
![]() |
#17
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
![]() القصة حلوة .. بس لسه مادخلناش فى الدراما كل ده ![]() تم قراءة الفصل الخامس والسادس .. الف شكر |
#18
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
الاروع مرور حضرتك استاذتي
ان شاء الله انزلها اهو مرسي جداً لمرورك (: قراءة ممتعة ان شاء الله |
#19
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
ههههههه ![]() معلش هي طويلة حبتين ![]() بس حلوة ان شاء الله ![]() مرسي جداً لمرور حضرتك (: |
#20
|
|||
|
|||
![]() الفصل السابع
بعد أن فرغنا من أداء صلاتنا ؛ بادرني إياس .. إياس : إلى أين وصلنا ؟ ريّان : إلى فكرة إنشاء المجالس الطلابية ! إياس : آها .. جميل .. قلت لك أنها مجرد فكرة لدغدغة خيالاتنا ، وإلا فإن ثمة خطوات أولى من هذه الفكرة التي وُلدت خديجةً مشوهة ، وحتى هذه الفكرة - فكرة المجالس الطلابية - طغت عليها البيروقراطيةالمقيتة البغيضة ، حيث عينت إدارة الجامعة الأعضاء في تلك المجالس من عندها دون أدنى استشارة للطلاب ، وقد أحسنوا الاختيار - طبعاً أسخر ولست جاداً - ؛ حيث اختير الطلاب ذوو المصالح الشخصية أو أولئك الذين يخافون أكثر من اللازم من التعبير عن وجهات نظرهم . بعد هذه المهزلة لم أشأ السكوت ولم يشأ الكثيرون مثلي كذلك ، وبدأنا التفكير في تصعيد القضيّة إعلامياً على مستوى الجامعة بشكل ساخر ، وتعدّينا الخط الأحمر أيضاً من خلال الدخول الجماهيري على مدير الجامعة والاعتراض على طريقة اختيار الممثلين ، كان اعتراضنا على طريقة الاختيار مع بقاء احترامنا لمن اختيروا ؛ بل إن أحد المعينين كان من ضمن من اعترض على النظام معنا ، أبلَغَنا المدير أنه سينظر في الأمر . تم إجراء تحقيق سريع بعد تلك الأحداث واكتشاف الرؤوس المدبّرة للفتنة - زعموا - ، كنت أنا الضعيف النحيل المغلوب على أمره المسكين رأس الأفعى في ذلك التصعيد والذي كان مؤدباً جداً ويتخذ الطرق المشروعة مع الإبقاء على احترام الآخرين ، وعليه .. تم استدعائي لمجلس تأديبي أعضاؤه : مدير الجامعة ووكيلها وعميد كليتنا ورئيس أحد الأقسام وعميد القبول والتسجيل ، بعد مدولات ونقاش ساخن وأخذٍ وردٍ تم تقرير حرماني من دخول اختبار مادتين ثنتين في الكلية تأديباً لي مع إعطائي إنذاراً أحمراً بالطرد من الجامعة إن تكرر الأمر لاحقاً بشكل أو بآخر . ريّان : يا إلهي .. هذا القرار أشبه ما يكون بمحاكمة عسكرية وليس مجلساً تأديبياً لطالب جامعيّ اعترض على قرار ! إياس : لا أخفيك أن القرار كان صدمة ما كنت أتوقعه يوماً ، فهو إلى كونه سيؤخرني سنة كاملة وسيخسف بمعدلي كون أحد المادتين اللتين رُسّبتُ بهما تعادل ثماني ساعات ؛ أصابني بصدمة نفسية رهيبة كوني سأفارق دفعتي التي أحببتها وأحبتني وسأتخلّف في دفعة أخرى لا أصدقاء مقربين لي فيها ، لقد كان بإمكاني تصعيد الأمر إلى جهة عليا لكن آثرتُ أن أسكت وأكتفي بالضجة التي أحدثناها كونها لقنتهم درساً قاسياً . ريّان : طيب .. و ماذا حدث لك بعدها ؟ إياس : لا شيء سوى أني أكملت سنتي هذه بدون المادتين ، وسط حزن من والدتي التي تلومني باستمرار على جُرأتي في تصرفاتي ، وانتهت تلك السنة على خير حالٍ والحمد لله ونجحتُ بدرجة رائعة فيما بقي لي من مواد . ريّان : مع احترامي الشديد يا حبيبي وأخي وصديقي وجاري العزيز إياس ، ما دخل قصة طموحك وكفاحك ونضالك الجامعي بما نحن بصدده من الحديث عن قصتك مع تلك التي تسميها " رُؤى " ، ما مثلي ومثلك إلا كمن قصد المكتبة ليشتري كتاباً عن قصة روميو وجولييت فإذا به يجد الكتاب يتحدّث عن نضال جورج واشنطن ، ما علاقة هذا بهذا ؟ إياس : لا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكراً ! ريّان : لا تؤاخذني ..!! إياس : لمّا ابتدأتِ الإجازة الصيفية كان عليّ أرتّب لي جدول عمل ، خصوصاً وأني لن أدرس في السنة القادمة سوى مادتين ثنتين فقط بمعدل ثلاث محاضرات في الأسبوع فقط ، الأمر أشبه ما يكون بإجازة إجبارية وسط زحمة الدراسة ويجب استغلالها بشيء مفيد ، وكثيراً ما تواجهنا أوقات فراغ إجبارية في زحمة أعمالنا الحياتية يقف الناس منها موقفين .. موقف المستفيد المطوّر لنفسه وذاته ممن يبحث لنفسه عن مجالٍ آخر يختبرها فيه .. وموقف الكسول الراغب في الدعة واستغلال كل دقيقة في النوم والاسترخاء دون البحث عن مقومات بناء ذاتية ، وفي مثل تلك الأوقات يتمايز الناس فيما بينهم بين غني وفقير ومثقف وسطحي . بعد بدء الإجازة بأسبوع تماماً وجدتُ وظيفة بنظام الساعة في إحدى المؤسسات الإعلامية الرائدة ، وبحكم ميلي إلى الكتابة كان هذا العمل بمثابة المفاجئة الغير متوقعة ، سعدتُ بهذا العمل كثيراً ولا أخفيك أني بعد مدة زمنية فكّرت في ترك كليتي والانخراط في العمل الإعلامي ؛ إذ وجدتُ نفسي ومواهبي تتفجر هناك . خُضتُ مرحلة تجريبية مدة أسبوعين في تلك المؤسسة ، راقتهم طريقة عملي وانبهروا بحرصي الشديد على العمل ، كنتُ أحضر قبل الدوام بنصف ساعة تقريباً ولا أنصرف حتى أنهي ما في يدي حتى لو كلّف ذلك وقتاً إضافياً ، مما جعلهم يرفعون راتبي المتفق عليه إلى حوالي خمسة آلاف ريال . عُدتُ مسروراً إلى بيتنا أبشرُ والدتي بما كافؤوني به إذ بمجرّد عمل دام ثلاثة أسابيع صرتُ معروفاً في المؤسسة والكل يناديني باسمي حتى المدير العام عرفني شخصياً ، قبلتُ رأس أمي وجلستُ بجانبها مُسنداً رأسي على كتفها وبي نشوة عاطفية لربما تدفعني للبكاء في أي لحظة وبلا سبب ، كل ما أعرفه أنني كنت مبتهجاً أبتلع الهواء من فرحي وسعادتي ، بعدَ السؤال عن الحال .. ثم طرفتين سريعتين لجرّ البسمة على شفتي أمي .. قلتُ لها : |
#21
|
|||
|
|||
![]() تابع إياس : لدي لكِ مفاجأة حصلت لي اليوم في دوامي ! أم إياس : كل شيء لديّ مقبول وسيكون رائعاً إلا أن تكون قد جئت لتبشّرني بخيبة جديدة وأنهم طردوك كما أوشكت جامعتك أن تفعل إياس : ههههه ، لا .. ليس الأمر كذلك ، اليوم استدعاني المدير العام في المؤسسة وأثبتني موظفاً رسمياً ورفع راتبي ليصل إلى حدود الخمسة آلاف ريال ، ووعدني بالزيادة إن استمر عطائي على نفس هذا المنوال ، بل وبالاستمرار في الكتابة حتى بعد تركي للمؤسسة لإكمال دراستي . أم إياس : ما شاء الله .. إي وربي .. هذه هي الأخبار المفرحة التي تجعلني أفخر بك . إياس : بالمناسبة .. ألم يستجدّ جديد في موضوع بحثك لي عن زوجة يا أمي ؟ الآن أنا طالب في كلية الطب ولديّ مرتّب شهري ، والحمد لله حالتنا ميسورة بل وفوق الميسورة بكثير - اللهم لك الحمد - ، وفوق ذلك لدي أمّ كالشهد على قلب من ستكون زوجة لابنها . أم إياس : أنتَ تعلم يا ولدي أني ما قصرتُ في البحث ، بل وطرقتُ لك باب أكثر من ثمانِ فتياتٍ من قبل ولكن لم يُقدّر الله لك معهنّ نصيباً ، صدقني عندما يدق الجرس سنجد الفتاة التي كتبها الله لك تقف أمام باب بيتنا إن نحن لم نجدها ، وإن كنتُ أشك أن يقبل بك أحد إن علم بما جرى في الجامعة . إياس : ولمَ يا أمي .. والله ما فعلتُه لم يكن خاطئاً ولا سلوكاً سيئاً ، لكنه بطش من بيدهم الأمور وتشويه الصورة فحسب ، أنتِ تعرفينني أي أمّه أكثر منهم وأكثر من أيّ أحدٍ ، تعرفين ديني وأخلاقي وطيبة قلبي ، ألا يشفع هذا لي بأن أكون زوجاً صالحاً ؟ أم إياس : بلي يشفع لك ، ولو تقدّم إلى أختك من هو بمثل صفاتك لما ترددنا بالموافقة عليه ، لكن الناس الآن أصبحوا كالدجاج يريدون السلامة والدعة .. عملٌ وطعامٌ ونوم .. عملٌ وطعامٌ ونوم ؛ وهكذا دواليك ، لا أظن أحداً سيقبل بك زوجاً إلا حبيبك الدكتور خالد . إياس : الدكتور خالد وهل للدكتور خالد بنات ؟ ربما هذا رزقي الذي أبحث عنه منذ زمن ، ياااااه .. هل أنا في حلمٍ يا أمي ؟ أنتِ تعلمين أن الدكتور خالد هو قدوتي فلمَ لم تذكري لي بناته من قبل ؟ أرجوك يا أمي لا تضيعي وقتاً واسألي عنهم من الآن ! أم إياس : ما بالك هكذا انتشيت ؟ سأسأل .. سأسأل .. ابذل جُهدك وادعُ ربك .. وأنا أهتم بالباقي . إياس : وهكذا انتهى الحوار بيني وبين أمي وكلي نشوة .. كلي حُلم .. كلي أمل .. كلي فرحة وبهجة وسرور ، وكأني وجدتُ كنزاً كنتُ أبحث عنه منذ زمن ، لم أصدّق حقاً أنه يمكنني فعلاً الزواج من إحدى بنات دكتوري خالد ! ريّان : ومن يكون هذا الدكتور خالد ؟ إياس : تريدها من النهاية ؟ هو والد رُؤى بشحمه ولحمه ..!!
|
#22
|
|||
|
|||
![]() الفصل الثامن
ريّان : هكذا إذاً ! أهو دكتور لك في الجامعة ؟ إياس : دكتور في الجامعة ؟ ههههه آخر عهده بالجامعة والجامعات قبل حوالي خمس عشرة سنة ، قبل أن يتم إعفاؤه من التدريس في الجامعة وإخراجه وطرده حتى من السكن الجامعي بطريقة بشعة وساخرة ووقحة ، وأوذي في الله كثيراً لا لشيء إلا أنه صادق مع نفسه قبل أن يكون صادقاً مع الآخرين ! ريّان : إذاً كيف تعرفت عليه ؟ إياس : التقيته أوّل مرة يوم أن كان عمري أربعة عشر عاماً ، لم أكن أسمع باسمه قبل ذلك حتى ، ولكن حصل أن حضرتُ مجلساً خاصاً مع والدي وأنا في تلك السنّ ، كان المجلس مليئاً بكبار الرجال ولم يحضره سوى ثلاثة فتية كنتُ رابعهم ، أذكر ذلك المجلس جيداً .. رجلٌ مهيب لا أذكر ملامحه جيداً يجلس في رأس المجلس ، والرجال جلوس حوله يتحدثون سوياً ، وبعد ربع ساعة التفت أحد الحضور وطلب منّا - نحن الفتية - الخروج للعب الكرة ، خرج الثلاثة وبقيتُ متعللاً أني لا أرغب اللعب في الوقت الذي أشار والدي بيده لصاحبنا أن دعه يبقى . بدأ الدكتور يتحدّث عن حياته ومواقف حصلت له وعن سبب طرده من الجامعة و .. و .. ؛ أشياء كثيرة كنت أستمع إليه يتحدّث عنها بثقة وكأنه جبل ، أذهلني شموخه وحديثه وشدّني صوته الحازم الغير متردد ، كنت أستمع إلى حديثه كأنه بطل شريف لم يقبل السكوت لأن يأكل البسكوت .. كان كُلما سئل عن شيء أجاب بأن عليه أن يقول الحق الذي يعتقده مهما كان ومهما كان ما ينتظره محتسباً على الله كل أذىً يصيبه ممن آذاه ، وهبته أذنيّ كليهما وأنا أسمع حديثه ؛ ولخشيتي أن يفوتني شيء أتبعتهما عينيّ اللتين لم يكن لهما شُغل إلا النظر إلى شفتيه وهو يتحدّث ! خرجتُ من ذلك المجلس صامتاً أفكّر في كل ما قاله ، عُدت إلى البيت وأنا أسأل والدي من يكون وهل تعرفه شخصياً وهل يمكنك أن تعرفني عليه أريد فقط أن أقبّل رأسه واسلّم عليه ، انبهرتُ به تماماً وأسر فكره فكري وشد وثاقه ، ربما لأني في تلك المرحلة العمرية كنتُ أبحث عن قدوة لي ، وهذه مزيّة لي أن جعل الله في طريقي قدوة كهذا الرجل ، إن كثيراً من أبناء المتوسطة والثانوية يبحثون عن تلك القدوة التي تبهرهم وتسترعي انتباههم وتلفتهم إليها ليكونوا شخصيّاتهم ، ولمّا كان الإعلام مسلّطاً على مجموعة مشاهير تافهين كان كثير من أبناء أمتنا تافهاً بسيط الاهتمامات . المهم .. ظللت منذ ذلك الوقت وأن أبحث في نتاج هذا الرجل وأتتبع كتاباته وخطاباته وتصريحاته باستمرار حتى يومي هذا بل وأتمنى الاقتراب منه أكثر وأكثر فله في قلبي مكانة لا يعلمها إلا الله ، والحق أني مدين له بالشكر لأن أحرفه وكلماته صنعت شخصيتي وأفكاري .. كوّنت لي قالباً قوياً أضع فيه معتقداتي ومن ثم أدافع عنها دون ألتفت ولا مجرد التفاتة عين إلى أولئك الساخرين أو حتى الكائدين حولي . ريّان : يبدو أنك معجب به حد الجنون يا إياس ! ألا تظنّ أنك تغلو فيه ؟ إياس : أتصدّق ؟ سألت نفسي هذا السؤال كثيراً خصوصاً عندما أجدني مندفعاً دوماً نحو خندقه مدافعاً عنه وعن أقواله وأفعاله هنا وهناك ، ولم أجد بعدُ إجابة .. لا أدري .. لكنني راضٍ عن نفسي حتى الآن ! ريّان : شوقتني للتعرف عليه أكثر .. نعود الآن لأمك ، أسألت عن بناته ؟ إياس : غفر الله لأمي .. من ساعتها وهي تسألُ عنهنّ من هو قريب من الدكتور ومن أهله ، حتى أتتني بعد خمسة أيام تخبرني أنها سألت عن عائلة الدكتور وأهله فإذا هم أناس في قمة التدين الخلق وعلى مستوى رفيع جداً من الذوق والأدب ، وأنهم نالوا إعجابها كثيراً ولم تكن تتوقعهم حسني السيرة لهذه الدرجة ، فسألتها : إياس : طيب .. أسألتِ عن بنات الدكتور ؟ أم إياس : لا تستعجل يا بني ؛ نعم نعم سألت فإذا الدكتور لديه الكثير من الفتيات ممن هنّ في سنّ الزواج ! إياس : صدقاً !؟ أم إياس : نعم .. ولكن شدتني ابنته الكبرى" رؤى " ، أثنى عليها كثيراً من سألته عنهم ، وأشار عليّ بها فهي أيضاً تناسبك وتناسب تفكيرك وديانتك ، لكن أمهلني قليلاً حتى أسأل عنها أكثر لنكون على بيّنة من أمرنا ، فالزواج والزوجة لا يجب التعامل معهما كألعاب اليانصيب وإن كانا في النتيجة متماثلين .. إمّا رابح أو خاسر .. ولا وسط . إياس : لكِ ذلك يا أمي .. ولكن أرجوكِ سريعاً سريعاً فأنا أخشى أن تذهب . إياس : وبقيتُ أنتظر ردّ أمي على أحرّ من الجمر ...! |
#23
|
|||
|
|||
![]()
قرات 7 فصول متوالية .. لربط القصة ببعضها ..
وقراتها بتانى .. القصة مشوقة - اللغة فيها ممتعة- تسلسل الاحداث رغم مابه من شرح طويل لكنه جميل .. ريان دمه خفيف جدا .. ![]() فى قطع اضحكتنى . زى ريان وزوجته لما بيقول انتظر البطة .. ![]() وكانو هيتخا نقوا فى المستشفى .. ![]() وكمان لما بيقول لاياس انته هتعملى فيها جورج واشنطن ..ولما بيقوله نام ياروميو .. ![]() القطعة بتاعت الالقاب ده جميلة لما قال اياس لريان لاتنادينى دكتور واستدلاله جميل ومنطقى ..اعجبنى صراحة .. استدلاله باحاديث للرسول فى موضعها تماما جميل جدا .. اكتر جزء مبالغ لما والدة اياس بتقوله انا شفتلك 8 عرايس ![]() .. فى شىء فقط .. لو حضرتك تميزى بين الاشخاص فى الحديث بالالوان يبقى افضل .. بحيث نعرف اياس من ريان من خلال الالوان او والدته زى الفصل السابع .. انا بميز مابينهم من خلال سياق الكلام لكن الكلام متداخل فلو كده يبقى تمام اوى .. منتظرين الباقى ان شاء الله .. ممكن حضرتك تنزلى اكثر من جزء يعنى لو طويلة ..انا ممكن اقراها كلها مرة واحدة .. ![]() انا احيانا بقرا كتاب فى يوم ![]() بس يعنى كنت بهزر ![]() تسلم ايدك يادكتورة ..جزاكم الله خيرا .. |
#24
|
|||
|
|||
![]() الفصل التاسع
طال الانتظار على إياس كثيراً وسلب منه ما تبقى من تركيزه وعقله الذي لم يكن يستوعب تماماً كيف وصل به الأمر لأن يقترب من الزواج من ابنة الدكتور خالد .. بالرغم أن ذلك الانتظار لم يتجاوز الأسبوع الواحد ، كان كلّما عاد من مركز عمله استقبل غرفة أمّه واقتحمها عليها يسأل عن آخر المستجدات وأمّه لا تجيبه بشيء سوى ( انتظر بني .. لا تستعجل ) ، يقول د. إياس : إياس : بالرغم أني لا أعرف عنها شيئاً إلا أني بدأت أفكّر بها في كل وقت .. في كل دقيقة .. في كل مكان .. في كل زاوية من زوايا بيتنا وفي كل زقاق من أزقة العمل ، بدأتُ أرسم صفاتها كما أحب وكأنها ورقة بيضاء أمامي تنتظر ريشتي لأتخيّلها وأرسم فيها ما أريده وأتمنّاه في شريكة المستقبل . كنتُ كلّما عُدت من عملي .. من المسجد .. من الزملاء .. من أي مكان خارج البيت ؛ أول مكان أستقبله بعد دخولي هو غرفة أمي إذ أطرق الباب مستأذناً الدخول ليكون أول سؤال أسأله : ( ما الذي حدث ؟ أسألتِ عنهم ؟ ) ، فتبستم والدتي وتصمت ، وأحياناً تقتل صمتها بأمري بالصبر وعدم العجلة . كان أسبوعاً مملاً وطويلاً من ناحية الوقت والانتظار ، ولكنه في المقابل كان حالماً ومترعاً بالخيالات التي كنت أعيشها كأنها حقيقة لا جدال فيها ، كنت كثيراً ما أستلقي على أريكة صالة البيت أو على فراشي بل وصل الأمر أيضاً إلى أن يكون لسرير أمي نصيب من استلقائي ، كنت أتمدد واضعاً يدي خلف رأسي سارحاً وغارقاً في التفكير والتأمّل والعيش في الأحلام ، ولا تسأل عن ملامح وجهي التي كانت تعيش ما أتخيّله من أحداث .. مرة أبتسم .. ومرة أكفهرّ .. ومرة أتعجّب .. ومرات كثيرة تدمع عيني بدون أي سبب ! دخولاً خروجاً على غرفة أمي إلى أن بشّرتني بأنها سألت عن رؤى كثيراً فإذا هي دُرّة .. جوهرة .. لؤلؤة مكنونة ، أغرقتها والدتي مديحاً ، كانت تتحدّث عنها وكأنها رأت تلك التي رسمتها على صفحة أحلامي ، دين وخلق وجمال ونسب نقيّ وحسب شريف وفكرٌ مبهر وعقلٌ واعٍ وأعمال لها في كل مكان تُشير إلى التميّز ؛ أي شيء في فتاة ينقصها !؟ كان حديث أمّي عنها يُطربني ويشدني ، وكنت أستمع إليها بكل جوارحي إذ لا يكفي أن أشرّف سمعي وحده بالاستماع إلى الحديث عن رؤى ، حدّثتني أمّي عنها كثيراً في تلك الجلسة الدافئة بعد أن أقفلت الباب علينا لكنني لم أكن أشعر بالوقت يمضي وهي تحدّثني عنها ، انتهت والدتي من الحديث وأنا باقٍ على هيئتي أنتظرها أن تواصل كلامها عنها ، تبسّمت لمّا رأتني وضربتني بيدها مداعبةً لي على جبهتي معلنة نهاية تقرير اليوم الأول . أتظّن أني اكتفيتُ بذلك ؟ |
#25
|
|||
|
|||
![]() لا ، بل طلبتُ من أمّي أن تواصل السؤال عنها لاكتشافها أكثر والتعرّف على صفاتها بشكل أوسع ، كان ظاهر السؤال الرغبة في التأكد من الصلاحيّة ، ولكن الغرض منه في حقيقة الأمر كان الاستمتاع بالاستماع إلى خلالها التي لولا ثبوت قطعيتها في متون كثيرة جاءت بأسانيد مختلفة كلها ترقى إلى درجة الصحيح لقلت أن في المتن علّة أو شذوذاً .
ريّان : أظنّ أننا نتحدّث عن رؤاك لا مصطلح الحديث ! إياس : وهذا إشكال بحد ذاته .. أتصدق أننا نحتاج في أمور حياتنا المصيرية منها وحتى غير المصيرية إلى استخدام بعض آليّات علم المصطلح خصوصاً في تلقي الأخبار والوقائع وبالأخص تلك التي تمس أخلاقيّات الناس وأعراضهم وصفاتهم ، كثيرٌ من الناس لا يبالون أقالوا في غيرهم خيراً أوشراً مستبسطين الأمر لأنه - في رأيهم - لا يعدو أن يكون سوى حديث مجالس ، ونسوا أن ديننا رتب أحكاماً وحدوداً على تلك الكلمات الجائرة .. سواءاً أكان جورها على المتلقّي حين يسمع ثناءاً على من لا يستحق .. أم كان جورها على المتحدَّث عنه حين يوصف بما ليس فيه من سوء . ريّان : صدقت .. وما الذي حدث بعد ذلك ؟ إياس : كانت " رؤى " في عيني سابقاً أشبه ما تكون بقطعة اكسسوارة عادية سأقتنيها من بائع ذهب متخصص ، فهي وإن لم تكن ذهباً فستلقى عناية أرباب الذهب وستكتسب من الذهب بعض البريق ؛ يكفي أنني اقتنيتها من بين قطع ذهبية ، ولكن بعد تقارير أمي التي كانت تخبرني بها عنها بين فترة وأخرى أصبحت " رؤى " في عيني كألماسة مصقولة ذات بريق وشعاع آسر .. يسلب اللب ويسرق العين حتى من تلك القطع الذهبية التي اتكأت عليها بثقة . صرتُ أراها في كل مكان وأتخيّلها أمامي أينما سرتُ واتجهتُ ، وكلّما رأيتُ امرأة محتشمة قد أحسنت الاستتار بعباءتها ظننتها هي ، صحيح أني أصرف عيني عنها مباشرة لكني أحس بشعور غريب بداخلي يؤزني إلى أنها هي ، حتى تلك الفتاة التي التقيتها فجأة ولمرة واحدة عند باب المؤسسة التي أعمل بها لم تسلم من ظنّي هذا ! وهكذا بقيتُ طول تلك الإجازة أعمل في الصباح وحتى الظهيرة ، ثم إذا عُدتُ إلى بيتنا بدأت أسألُ أمي وأفكّر في تلك الـ " رؤى " ، في تلك الثلاثة الأشهر فعلتُ مع " رؤى " - في خيالي طبعاً - كل شيء ، زُرنا كل مطاعم المدينة الراقية ، وتضاحكنا على مائدة الطعام ، وسافرنا إلى تلك الدول البعيدة هناك ، حتى تلك التفاصيل الصغيرة الدقيقة التي يعيشها اثنان متحابان .. كالوقوف عند محل لبيع العصيرات الطازجة لنزهة على الطريق أو شراء قالب من الأيسكريم لتبريد الأجواء الساخنة أو ارتشاف كوب قهوة أمام شاطيء البحر .. كل تلك التفاصيل الهامشية لم أنسها ، عشتها كل في خيالي . وبعد العودة إلى الدراسة بأسبوع .. أخبرتني والدتي أنها ستخطب لي " رؤى " عن قناعة منها وأنها معجبة بها ، سعدتُ بموقف أمي .. فقد كنتُ أستحيي أن أطلب منها ذلك .. لكني طلبتُ منها أن تتمهّل قليلاً ولا تعجل في الخطبة ، كنتُ أخشى بعد تلك الأحلام أن أرد كما ردني من هم قبلها ، لم أكن متأثراً كثيراً بما مضى بقدر خشيتي من التأثر هذه المرة ، ففي المرّات السابقة كنت لا أعلم عن الفتاة إلا اسمها فقط وأترك لوالدتي البحث عمّا يناسبني مع بعض الشروط ، أمّا " رؤى " فقد عشتها وتشّربها قلبي ، لذا استسمحتُ والدتي أن تنتظر حتى يأتي رمضان - وكان قد بقي عليه شهران - فأنا أودّ أن أسأل ربي وأطلبه أن لا يصرفني عنها ولا يحرمني منها في عمرة في العشر الأواخر ! ريّان : كل الأمور تسير في صالحك حتى الآن قبلت بها والدتك عن قناعة .. وها أنت تنتظر رمضان لتسأل الله الإعانة والتوفيق .. وقبل ذلك وبعده أنك اكتشفتها جيداً وعلمتَ أنها قريبة منك ومن قلبك كثيراً . إياس : بل وأكثر من ذلك .. لن تصدق لو قلت لك أن " رؤى " كانت قريبـة مني كثيراً وأنا لا أشعر ، بل كانت أقرب إلي حتى من والدتي التي ألقاها في بيتنا كل يوم في الغداء والعشاء |
#26
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
تحليل حضرتك جميل جداً
واتفق معاك فيه .. بس انت حسدت المسكين ع 8 عرايس ![]() ماهو ياعيني اترفض ![]() ودا ال كتر عددهم ![]() حاضر ان شاء الله انا عملت كدا فالفصل التاسع الاسود كلام الكاتب البنفسجي اياس والبمبى ريان او مامت اياس ما شاء الله بس ننزلها شوية شوية احسن ![]() شكراً جزيلاً لمتابعة حضرتك ![]() ورد حضرتك الرائع ال اضاف للرواية بعد تاني |
#27
|
|||
|
|||
![]() الفصل العاشر ريّان : بِت أعتقد أنك تُزيّن قصتك يا إياس .. إسمح لي أظن أنك تبالغ كثيراً في وصف الأحداث وتزيد في بعضها لتجعلها أكثر تشويقاً وأكثر إثارة ، لستُ من طلاب الإثارة ولكني أريد أن أعرف حقيقة ما جرى لك ! إياس : وأنا أقسم لك أني أحكي الواقع . ريّان : كيف تكون حبيبتك المزعومة هذه قريبة منك دون أن تشعر ؟ إياس : سأخبرك .. لمّا ابتدأنا الدراسة أصبح لزاماً عليّ أن أحوّل موعد دوامي إلى الفترة المسائية ، إذ لدي في بعض الأيام صباحاً محاضرات يجب عليّ أن أحضرها ، وهكذا ذهبتُ إلى مدير القسم الذي أعمل به لأستأذن منه ليحوّل دوامي مساءاً كما كنّا قد اتفاقنا سابقاً ، ولمّا وصلتُ مكتب المدير وجدتُ بابه مغلقاً على غير العادة ، طرقته ثم فتحته فإذا بي أشاهد منظراً هزّني كثيراً ، وهكذا لا شعورياً أقفلتُ الباب وخرجتُ ، ثم استندتُ على الجدار في وقد غشتني حيرة وتعجب وازداد نبضي وتصبب العرق منّي بشكل غزير ! ريّان : وما الذي رأيت !!؟ إياس : كان معنا فتاة أشاهدها أحياناً في الدوام وهي في غاية الأدب والخلق والاحتشام ، لا تمشي إلا لصيقة الجدار ولا نرى منها شيئاً حتى إننا لا ندري أهي بيضاء أو سوداء ، تلك الفتاة المحتشمة رأيتها كاشفة لوجهها تضحك مع المدير وتمازحها وقد قام من كرسيّ مكتبه وجلس أمامهاا على أريكة في مكتبه ، لم أتبيّن وجه الفتاة ولم أره حتّى لكني لأول ما دخلتُ كانت قد ابتدرت نقابها وغطّت به وجهها . ريّان : أف ! وماذا فعلت ؟ إياس : وقفتُ عند الباب مرتبكاً لا أدري ماذا أفعل ، أأدخل عليهما مرة أخرى منكراً وناصحاً أم أن في الأمر سراً ، لم يمهلاني أتخذ قراراً حتى خرجت تلك الفتاة سريعاً من مكتب المدير ، تبعتها من بعيد فوجدتها تدخل المكتب الذي بجوار مكتبي مباشرة ، عدتُ إلى مديري فإذا بابه قد صار مفتوحاً كالعادة ، سلمتُ ودخلتُ عليه ووجهي ليس بالوجه الباسم الذي اعتاد عليه وتفكيري غارق كيف أفاتحه بالموضوع ؛ فلم يمهلني حتى ضحك ضحكة مدويّة وطلب مني أن أغلق الباب ، وقال ... المدير : أعلم سبب استنكارك وتغيّر ملامح وجهك ، لا عليك .. تلك الفتاة التي كانت هنا لم تكن سوى ابنة أختي ، لا أراها كثيراً في اجتماعاتنا العائلية فأستغل قدومها إلي وطلباتها منّي لأحدّثها وأقترب منها أكثر وأكثر ، أقول ذلك من باب سد الذريعة وكشف الشبهة وإغلاقاً لباب سوء الظن . إياس : جزاك الله خيراً ؛ بالفعل كنتُ قد أسأتُ الظن بكما معاً ، على أي حالٍ أتيتك هذه المرة لأغيّر موعد دوامي إلى الفترة المسائية كما كنت طلبت منكم سابقاً في المؤسسة ، وذلك لكوني ما زلتُ طالباً جامعياً . المدير : لا بأس ، بالمناسبة .. حتى هي طلبت تغيير فترة عملها للفترة المسائية . إياس : أعانها الله ، شكراً لك لتفهّمك لطلبي واستجابتك له . ... إياس : أتُصدّق يا ريّان ؟ أعجبني موقف المدير في كشف الأمر وإغلاق باب الشك وسوء الظن .. أعجبني تصرفه .. وأعجبتني أيضاً نفسيّته الواثقة والمطمئنة الغير غاضبة ، كثيراً ما نكون في مواقع مريبة فإذا ما سألنا أحد عن ذلك استشطنا غضباً واتهمناه بإساءة الظن بنا ، بينما الواجب أن ندرأ الشبه عن أنفسنا بأنفسنا لا أن نترك الأمر لضمائر الناس ولا لوساوس أنفسهم التي يجري فيها الشيطان بمجاري الدم ، ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة يوم أن ابتدر الأنصاريين بقوله : ( على رسلكما إنها صفيّة بنت حيي ) . ريّان : ما زلتُ أنتظر أن تبيّن لي كيف كانت " رؤى " قريبة منك ! إياس : بعد أسبوعين من الدوام المسائي دخلتُ إلى المؤسسة وكنت متلف الأعصاب منهكاً قابلاً للغضب ، فإذا من قد تم تغيير طريقة وضع الأثاث في مكتبي بطريقة لا أرضاها ، فخرجتُ غاضباً وأنا أصرخ أبحث عن المسؤول عن ذلك ، وفي المقابل كان مديري غاضباً - وأنا لا أعلم - وكنت متجهاً إليه لأوبّخه ، فإذا بتلك الفتاة المتدينة المحتشمة التي بجانب مكتبي تقف في طريقي على غير عادتها وتطلب مني العودة إلى مكتب بصوت مؤدب واضعة المسؤولية كلها عليها ، حمدتُ ربي لاحقاً أن جعلها في طريقي حتى لا تحدث مشكلة بيني وبين الإدارة وإن كنت أتعجب كيف امتصّت غضبي ! وبعد أيام .. أصدرت المؤسسة منشوراً يذكر المتميّزين فيها والناشطين لتكريمهم ، لمّا دخلتُ المؤسسة في ذلك اليوم كان يقف أمام الباب مديري مع مدير قسم آخر ، كانا يتحادثان ويتضاحكان ومعهما تلك المجلّة المصغّرة ، سلمتُ عليهما فأعطاني المدير المجلة لأطّلع عليها مخبراً إياي أنه لولا غضبتي ذلك اليوم لكنت متميزاً مع المتميزين ، وقد كانت الصفحة مفتوحة على أسماء الموظفين المتميّزين ، بدأت أقرأ الأسماء بسرعة ثم توقفت فجأة عند الاسم السابع ! كان الاسم : ( رؤى بنت خالد .... ) ، وبلا شعور ولا تمييز وبلا تركيز وكردّ فعل أشبه إلى الجنون التفت إليهما وقلت ... إياس : ما شاء الله .. ابنة الدكتور خالد معنا في المؤسسة ؟ التفتَ إلي المدير الآخر وقال : المدير الآخر : ألا تعلم أن مديرك هو خال ابنة الدكتور خالد ؟ إياس : ما شاء الله ! ... إياس : كنتُ كمن أصيب بحادث سيّارة أو ضرب على هامة رأسه بمطرقة ، إذاً تلك الفتاة التي كانت بمكتب مديري والتي تعمل بجانب مكتبي مدة ثلاثة أشهر هي " رؤى " ، تلك الفتاة التي استطاعت تهدئة غضبي هي " رؤى " ، ما كنت لأصدق ذلك أوّل مرّة وبقيتُ أفكّر في ذلك وأنا في طريقي إلى مكتبي . ارتميتُ على كرسيي وقد أسندتُ ظهره إلى الجدار وألصقته به ، ما كنتُ أتخيّل يوماً أن لا يفصلني عن تلك أحببتها من كل قلبي والتي سأخطبها قريباً سوى هذا الجدار الخشبي ، بدأت أسترجع الأحداث التي جمعتني بها في العمل وأنا أجهل من تكون ولا أعرف عنها سوى أنها فتاة تقيّة صالحة عفيفة لا تحب الاحتكاك بالرجال الغرباء قدر استطاعتها ، حتى عينيها لم أكن لأراهما يوماً ، كانت لي كملكة جمال الدنيا ! |
#28
|
|||
|
|||
![]() إن جمال المرأة يكمن في عفتها وحيائها وسترها وتدينها وحسن خُلقها ، لا في تقاطيع وجهها ولا تعرجات جسدها ولا في مساحيق تنشرها على مفاتنها ، إن المرأة تجمل في عين الرجل بصوتها الخافت ومشيتها الخجولة وعبائتها الفضفاضة ونقابها الذي لا يبين أي جزء من وجهها ، بل إنها تجمل أيضاً بقفازاتها التي تحكم عليها قبضة الستر . إن الرجل - ولو كان غير متدين - فإنه يميل إلى المرأة المستورة النقيّة التي يرى فيها مملكته الخاصة التي لا يمكن أن يطّلع عليها أحد ، تلك التي يرى فيها نبعاً للطهارة يغسل كل ما بدا من بعض عيوب مظهرها ، الغريب أن النساء يغفلن كثيراً عن هذا وينشغلن بأشياء أخرى هي أقرب ما تكون فاتنة للرجل الذي يرغب التمتع بها وبجسدها فقط ؛ فإذا قضى وطره منها رماها غير آسف على ما سيحلّ بها ، ولو أنهنّ التفنَ إلى ما ذكرته من وصفات الجمال لجاءهنّ الرجل ممن يرغبون أن يستوطنوهن ويسكنوا إليهنّ . لا أرى في " رؤى " إلا تلك المرأة التي يرغب الرجل أن يسكن إليها ، فقد رأيت منها وسمعتُ وعشتُ مواقفَ لا يمكن أن تُفسّر إلا بذلك ، بل بقيتُ بعد أن عرفتها أرقبها .. أرقب تصرفاتها .. أرقب ما تكتبه في تلك المجلات التي نصدرها ، فإذا هي امرأة تخاف الله وتخشاه وتعظّمه ، وإذا هي امرأة عاقلة رزينة ليست جانحة ولا ثقيلة ، لقد رأيت فيها ما كانت أمي تذكره عنها .. بل وزيادة ! ريّان : وماذا بعد ذلك ؟ إياس : كنت أودّ أن أخبر أمي بما قد رأيتُ من أمر " رُؤى " ، وأنها معي في دوامي وفي نفس مؤسستي بل وبجانب مكتبي ، لكني خشيتُ .. خشيتُ ماذا ؟ لا أدري ! ولكني كنتُ أخشى أن أخبر أمي بذلك ، بقيتُ هكذا أتابع " رؤى " وأستقصي أخبارها .. أزداد لها حباً وبها إعجاباً حتى جاء رمضان ، وفي الليلة الأولى منه وبينا أنا ووالدتي عائدين من صلاة التراويح ، أمسكتُ بيد والدتي وقلتُ لها ... ... إياس : أظن يا أمي أنه حان الوقت لنستخير ربنا في موضوع زواجي من رؤى ، وإني لأسأل الله أن يكون الخير وما يختاره فيما أتمنّاه وآمله وأرجو ، وهو أن يُيسر لي الزواج منها ويسعدني بها . أم إياس : والله يا ولدي ما صليت وتراً منذ أن علمت أنك ترغبها بعد سؤالنا عنها .. إلا ودعوت الله لك بأن يُهيّء لك من أمرك الرشد ، وأن يرزقك من حيث لا تحتسب ، وأن يُسعدك برؤى إن كان في سابق علمه - سبحانه - أن سعادتك معها . إياس : جزاك الله خيراً يا أمي .. أعلم أنك لم ولن تُقصّري يوماً في توفير ما يسعدني ويُقر عيني ، أسأل الله أن لا يحرمك جنته ، وأن لا يحرمني منك في جنته ، فإن كان في الجنة نعيم بعد لقاء الله ورسوله فهو لقياك أنتِ يا غالية . أم إياس : رفع الله قدرك يا ولدي .. غداً تأتي حبيبة القلب فتأكلك لقمة واحدة لا تبقي لنا منك ولا حتى الفتات ، لكني أحسن الظن بربي وأسأله أن لا يحرمنا منك وأن يجعلك لي ولوالدك قرّة عين ومصدر أنسٍ وسعادة . إياس : حفظك الله لي ولا أبقى من يصرفني عنكِ ، على أي حالٍ .. من الآن سأنقطع إلى عبادة ربي ودعاءه مُخلياً بالي من أي شيء ، فإن أتى شوّال فاتّصلي بأهل رؤى واخطبيها لي منهم دون أن تخبريني بذلك ، واجعلي موافقتـهم لي مفاجأة ، فإني أحسن الظن بربي وهو - سبحانه - لا يرد داعيه وطرق بابه . ... إياس : ومنذ دخل رمضان وأنا أدعو ربّي في كل وقت .. في كل وقت دون استثناء وأتحرّى أوقات الإجابة ، أرفع يديّ إلى السماء في آخر الليل .. وفي السّحر .. وعند الفطور .. في سجود التراويح والقيام ، بل ووالله العظيم أني كنت أحياناً أتذكّرها فأرفع يديّ وأنا عند إشارة المرور ، وكم مرة دمعت عيني رافعاً سبابتي أثني على الله وأنا أسير في سيارتي وأسأله بأسمائه أن يجيب دعائي . حتى جاءت العشر الأواخر من رمضان .. كان صدري مليئاً بالحاجات والمطالب التي لا طاقة لبشرٍ بها ، و لا ينبغي لمخلوقٍ أن يسمعها ، ليس غير الله يقـدر على استقبال بوحي وتلك الشكوى ، فقصدتُ مكة مع رفقة أريد أداء العمرة وكأني لأوّل مرة أعتمر ، هي الحاجة إلى الله إذا عصفت بالقلب جعلت منه مستكيناً خاضعاً يستشعر كل خطوة يخطوها إلى الله ! عشتُ عمرة طويلة لا أظن أن يتكرر وقتها أو ما عشت فيها إذ استغرقت مني ست ساعات ، طفتُ كُليَ بالبيت سبع أشواط ، وقلبي لا يعرف سوى العظيم الذي لا ترد عند بابه حاجاتنا ، كنتُ أهتف باسمه دون شعوري ، ورغم الزحام الشديد إلا أني كنت أشعر بأني كنت وحيداً معه ، كأنه ينظر إليّ وأنا ألبي دعوتـه ؛ وقد خلعت كل الألبسة والأسمال ورميت الخلق ورائي ظِهرياً ،وانتزعت كبرياء نفسي .. وعفنها ،يكفيني للقائه ما يسترني من إزار ورداء سألف بهما إن مُت ،وتكفيني معيّته التي تغشاني ، وأبيتُ - بعد الشوط السابع - إلا أن أستلم الحجر الأسود ، فزاحمتُ وزاحمتُ حتى بلغته ، قبلته تعبـداً لله واقتداء برسوله وأداءاُ لسنة نبوية محمديّـة وطيفُ " عُمر " ماثلٌ أمامي . وفي مكانٍ لا ترُد في الدعـوات ، حيث " مُلتزم الكعبة " - وهو ما بين الحجر الأسـود والباب - ؛ كان اللقاء بالذي وسعت كل شيء رحمته وقهرت كل شيء قدرته وأحاط بكل شيء علمه ، من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يُجـار عليه ، طرقتُ بابـه .. سألتُه .. دعوتُه .. استغثتُه .. شكوتُ إليه .. نثرت كل ما في قلبي بين يديه .. حتى أحسست ببرد السكينة تغمرني وبالرضـا يغسل فؤادي .. لكني كلّما تذكرتُ ذلك الموقف .. تعجبتُ .. عجباً لأقدامي إذ استطاعت حملي في حضرة الحي القيوم ، عجباً لقلبي إذ لم يتوقف مهابةً وإجلالاً وتعظيمـاً وتقديسـاً .. وهو يناجي ملك الملوك ، عجباً لدموع عيني لم تجفّ إذ هي بباب القريب المجيب .. وفي غمرة حديثنا انفجرَ إياس يبكي وهو يحدّثني ويردد ( سبحانه .. سبحانه .. سبحانه ) !
|
#29
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
ومعلش انا عارف انى تعبت حضرتك بموضوع الالوان بس هيبقى افضل .. وبجد القصة جميلة جدا .. واياس ده شخصية جميلة وعاقلة .. ولما اتكلم عن صاحب والده اللى اتعلم منه صفات .. فكرنى بشخصية زيه تقريبا غيرت حاجات فيا كتير .. واتعلمت منه كتير .. من اجمل مافى هذه القصة الواقعية .. حتى كلامه عن المراة ..كلام موزون وواقعى .. وبعد السناريو ده اكيد هتحصل حاجة غير متوقعة .. هتخليه لايرتبط برؤى .. توقعى يعنى .. ![]() لان الشخصيتين حسب القصة مناسبين اوى لبعض .. مستنين الباقى وشوقتينا يا نقاء ![]() جزاكم الله خيرا .. ![]() |
#30
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
لا ابداً ، وزي ماحضرتك قولت هيبقى افضل
واريح للعين .. هنشوف اياس هيوصل لفين ![]() جزانا واياكم شكراً جزيلاً لمتابعة حضرتك ![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|