|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#16
|
||||
|
||||
![]()
جزاك الله كل خير ياجميل
جعله الله فى ميزان حسناتكم |
#17
|
||||
|
||||
![]()
جزاكي الله خيرا موضوع رائع
__________________
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم |
#18
|
||||
|
||||
![]() |
#19
|
||||
|
||||
![]() |
#20
|
||||
|
||||
![]()
انتهت من قصِّ حكاية قبل النوم على مسامع (وفاء) الصغيرة ذات الخمس سنوات، والتي تزامن نومُها مع نهاية القصة بعد أن أخذت تدافع النوم الذي كان يداعب جفنيها أثناء سماع القصة، وكأنه يريد أن يحرمها من سماع انتصار البطل في نهاية القصة.
بسمة ارتسمت على شفتي أمها.. أخذت تملأ عينيها بمشهد البراءة النائمة، وكأنها ترتوي بالنظر إلى فلذة كبدها وأنيستها في هذا المنزل.. هذا المنزل الذي لا تعرف جدرانه منذ سنوات إلا (وفاء) وأمها.. قامت بهدوء سائرة على أطراف قدميها إلى باب الحجرة.. التفتت لتلقي نظرة على أميرتها الصغيرة النائمة.. مرَّ بخاطرها.. بسمته تداعب مخيلتها كأنها حلم جميل.. نظراته الحانية.. كلماته الرقيقة.. تذكرت يوم أن كان يحتضن يديها بين يديه و.. ويحلم.. نعم.. يحلم معها.. يقرآن القرآن سويًّا.. تحوطهما الملائكة فرحين بهما.. فرغ من قراءته.. التفت إليها وقال: "أريد أن أحيا بالقرآن يا شريكة العمر.. أتعينيني؟" نظرت إليه وقالت: "معك إن شاء الله.. أعاهدك أن نحيا ونموت لله..". ***** خرجت من حجرة (وفاء) الصغيرة متجهة إلى غرفة المعيشة.. فتحت أحد الأدراج وأخرجت منه كتابًا قديمًا.. ألقت جسدها الذي أنهكته الأحزان والآلام على أقرب مقعد لها. فتحت أولى صفحات الكتاب.. قرأت أول إهداء كتبه لها بخطه: إهداء إلى زوجتي الحبيبة... - جئتُ لكِ بهذا الكتاب، أعطيني قلمًا لأكتب لك إهداءً.. تناولت من يديه وردة رقيقة، وأمسكت الكتاب وطالعت عنوانه.. فتحت حقيبتها باحثة عن قلم. فتح الصفحة الأولى.. أمسك القلم.. إهداء إلى زوجتي الحبيبة لا يلزم أن يكون طريق السعادة مفروشًا بالورود.. ولكن قد تعتريه بعض الأشواك... زوجك ناولها الكتاب.. تعلقت عيناها بتلك الجملة التي ذيل بها إهداءه.. ورود وأشواك!!.. بدت على وجهها الحيرة.. نظر إليها قائلًا: "كثير من الناس يظن أن طريق السعادة طريق رحب واسع مفروش بالورود، فإذا وقع به بلاء في هذا الطريق ظن أنه قد ضل الطريق.. بل قد يظن أنه سار منذ البداية في الطريق الخاطئ.. ولم يدرك هؤلاء أن طريق السعادة به أشواك.. بل كثير من الأشواك..". سكت قليلًا ونظر إليها.. ما زالت عيناها متعلقتين بتلك الكلمات.. رفعت عينيها لتلتقي بعينيه.. أردف قائلًا: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر.. هكذا قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. وبالرغم من أنها سجن ـ عزيزتي ـ إلا أن المؤمن سعيد بربه عز وجل.. ويجب أن يعلم أن طريق الحق هو طريق السعادة، ولو مر بالشوك وآذاه.. فهو يمر على الشوك في سعادة.. ومن أشد ما يسعد المرء أن يجد مؤازرًا له في هذا الطريق يشد من أزره ويدفعه للأمام.. فهلَّا كنتِ؟ نظرت إليه وعبرة تترقرق في عينيها.. حاولت أن تمنعها لكنها أبت إلا أن تجري على وجنتيها.. كانت المرة الأولى التي تسمع منه هذه الكلمات.. كان دائمًا يحدثها عن سعادة الورود، ولم يحدثها من قبل عن سعادة الشوك.. حبيبتي.. إن من لوازم الحب في هذا الطريق ألا يستسلم أي من الطرفين.. وإن اشتد الألم من الأشواك.. وألا يدفعه طول الطريق وقسوته إلى أن يتخلى عن رفيق دربه.. وهذا عين الوفاء.. نحن على طريق بلاء وامتحان.. ألم يُبتلَ الأنبياء والمرسلين؟، فكيف لا يُبتلى أتباعهم ممن ورثوا عنهم وظيفتهم وهي دعوة الخلق وتعبيد الناس لربهم؟ انظري إلى الوردة التي بيدك.. كم هي جميلة ورقيقة.. ولكنها ستذبل يومًا ما.. أما الوفاء ـ حبيبتي ـ فهو الوردة التي لا تذبل.. مهما كان البلاء ومهما كانت الشدة يبقى الوفاء زاهيًا لا يذبل بحال.. هلَّا كنتِ؟ الدنيا منغَّصة.. وأَنَّى لحياة الورد أن تستمر.. سرعان ما أدمته الأشواك لأنه قال ربي الله وقال للناس اعبدوا ربكم.. نظر إليها، ونطقت عيناه: "ها هو الشوك يا رفيقة الدرب.. فهل أنتِ على وعدك؟" لملمت حروفها المبعثرة.. خرجت منها كلماتها المرتجفة: "أنتظرك.. وأنا على العهد.." كانت آخر كلمات سمعها منها، ثم كابد ظلمات سجون الدنيا، بينما كان جنينٌ يتحرك في ظلمات أحشائها.. مرت عليها الأيام.. وضعت وليدتها الصغيرة التي لم يشأ الله لأبيها أن يحملها بين يديه عند ولادتها.. سمَّتها (وفاء).. مرت الأيام.. الشهور.. السنون.. كبرت (وفاء) أمام عينيها يومًا بعد يوم.. تُلقي على مسامعها قصص البطولة عن أسلاف أبيها الذين باعوا الفانية بالباقية.. وتُترع فؤادها بالقرآن الذي عاهدت من قبلُ أن يكون نبراسها الذي تحيا وتموت عليه.. أخذ الشيب يدب في رأسها يومًا بعد يومٍ.. ذبلت الورود التي أهداها لها في بداية طريقهم.. وبدأت أيضًا زهرة شبابها في الذبول.. |
#21
|
||||
|
||||
![]() |
#22
|
||||
|
||||
![]()
في خبر مثير نشرته كل وسائل الإعلام المصرية يوم 25 أكتوبر، أعلن فيه عن القبض على مجموعة يتبادلون الأزواج والزوجات فيما بينهم، وقد اعترفوا أمام النيابة بواقعة الزنا بمحض اختيارهم، وأنهم كانوا يتبادلون الأزواج والزوجات، وأنهم أنشأوا موقعًا على الإنترنت خصيصًا لهذا الغرض، وكانت المفاجأة أن الذي أعانهم على إنشاء موقعهم الجنسي المنحرف يهودي كردي من شمال العراق، وهكذا اليهود وراء كل فساد في الأرض.
الخبر يدل على قمة الانهيار والانحطاط الأخلاقي، وعمق الهاوية التي سقط فيها الكثيرون، وهو نذير شر لحالة الفساد الأخلاقي التي انتشرت في المجتمعات العربية والإسلامية، حتى وصلت أن يقدم الرجل زوجته إلى رجل آخر، ويتبادل معه زوجته التي كان ينبغي عليه الحفاظ على عرضها وشرفها، وكل ذلك الفساد بسبب تسهيل المعاصي، الذي قامت به فضائيات الخنا والرذيلة ومواقع الإنترنت الجنسية، تحت يافطة كاذبة تحمل عنوان واهم كاذب اسمه الحرية. وما حدث ذلك الانحطاط إلا بسبب البعد عن الدين والإيمان، وعدم تطبيق الشريعة الإسلامية، حيث أن القوانين الوضعية قاصرة عن علاج هذا الخلل والفساد الأخلاقي، بل ومشلولة تمامًا عن مواجهته؛ حيث وضعها بشر لا يستطيعون الإحاطة بالنفس الإنسانية ونوازعها، وكيفية ردعها ودفعها إلى الاستقامة وحفظ النظام العام. وبما أن جريمة الزنا جريمة لا تهدد فقط الأفراد بل تهدد المجتمع بأسره؛ فقد جاءت آيات القرآن الكريم تحذر من الاقتراب من الزنا، وذلك في قوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} [سورة النور: 30]، وقوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا} [سورة الإسراء: 3]، حتى جاء الحق بحكمه الحق في قوله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة النور: 2]. هذا حكم الله الحق البين الواضح الرادع لجريمة الزنا، وشتان بين نور حكم الله وما جاءت به ظلمات القوانين الوضعية، التي سهلت على الناس الفجور، وهونت من شأن جريمة الزنا بعقاب وقيود ما أنزل الله بها من سلطان. والمتأمل لقانون العقوبات المصري؛ يجد كم التساهل الكبير في العقاب، وهو من أكبر عوامل انتشار جريمة الزنا، فقد جاء في مواد قانون العقوبات المصري ما يلي: "ويقاس عليه معظم القوانين المعمول به في الدول الإسلامية عدا السعودية": فنجد مثلًا مادة 269 مكرر: "يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على شهر كل من وجد في طريق عام أو مكان مطروق يحرض المارة على الفسق، بإشارات أو أقوال، فإذا عاد الجاني إلى ارتكاب هذه الجريمة خلال سنة من تاريخ الحكم عليه في الجريمة الأولى؛ فتكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر وغرامة لا تجاوز خمسين جنيهًا، ويستتبع الحكم بالإدانة وضع المحكوم عليه تحت مراقبة الشرطة مدة مساوية لمدة العقوبة". مادة 273: "لا تجوز محاكمة الزانية إلا بناء على دعوى زوجها، إلا أنه إذا زنى الزوج في المسكن المقيم فيه زوجته كالمبين في المادة 277، لا تسمع دعواه عليها". مادة 274: "المرأة المتزوجة التي ثبت زناها يحكم عليها بالحبس مدة لا تزيد على سنتين، لكن لزوجها أن يوقف تنفيذ هذا الحكم برضائه معاشرتها كما كانت". مادة 277: "كل زوج زنى في منزل الزوجية، وثبت عليه هذا الأمر بدعوى الزوجة، يجازى بالحبس مدة لا تزيد على ستة شهور". مادة 278: "كل من فعل علانية فعلًا ناضجًا مخلًّا بالحياء؛ يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة وغرامة لا تتجاوز ثلاثمائة جنيه". باستعراض ما سبق من مواد قانون العقوبات المصري، وما وجهته النيابة من اتهامات إلى هؤلاء الزناة الديوثين الذين تبادلوا زوجاتهم؛ نجد أن النيابة اتهمتهم بالآتي: نشر إعلانات خادشة للحياء، وتحريض على الفسق والفجور، والدعوة لممارسة الدعارة، واعتياد ممارسة الدعارة، ومع تلك الاتهامات ومواد القانون نجد أنه مع اعترافهم بالزنا لم يتهموا بالزنا، لأن الزوج والزوجة راضين بالجريمة، وهذا النص في قانون العقوبات وغيره نقل حرفيًّا من القانون الفرنسي، ثم أن الاتهامات الموجهة لهم عقوبتها طبقًا للمادتين 269 و278 من شهر إلى سنة سجن!! (وحكمهما عند الله باعترافهم الرجم)... ثم بعد ذلك يتساءل الناس عن تلك الجرائم القذرة لماذا تنتشر؟!... إنه بسبب القانون الوضعي القاصر، الذي بدلًا من أن يردع ويزجر عن الجريمة ويحفظ الآداب والنظام العام للمجتمع، نجده مشلولًا، بل يسهل الجريمة، ويسهل انتشارها، ولا يردع ولا يزجر، ويساعد في انتشار الفساد الأخلاقي. وأخيرًا يبقى أن المسلمين في أمسِّ الحاجة إلى شريعة ربهم، لتحفظ أمنهم ومجتمعاتهم، وتحفظ عليهم دينهم وأخلاقهم، وتردع كل من تسول له نفسه وشيطانه التجرؤ على الجريمة، وخاصة الزنا، وتجعله يفكر ألف مرة قبل التجرؤ على الفساد والإفساد، ويكفيه أن يسمع قوله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النور:2]، فقد شملت الآية عقوبات متعددة ولا تنفذ إلا بشروط مشددة,`ذلك حكم الله في الزاني غير المحصن أما الزاني المحصن (المتزوج) فحكم الله فيه الرجم، إنه حكم الله الخالق البارئ الحكيم العليم، {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [سورة الملك: 14]. |
#23
|
||||
|
||||
![]()
جمعتنا ليلة حبيبة إلى قلبي، وقلوب الصالحين، ذكرتنا أيامنا الخوالي، تلك الأيام والليالي التي كنا نتنفس فيها عبق الإسلام الندي، المعطر بذكر الله تعالى، ذلك أن أخانا الشيخ / فوزي بن أحمد السبتي الغامدي خرج بحمد الله تعالى، معافى بعد أن أُجريت له عملية جراحية صعبة، أجراها أخونا الطبيب العالمي، استشاري جراحة المخ والأعصاب الدكتور / أحمد عمار، الطبيب بمجمع الملك فهد الطبي العسكري بالظهران، وله الشهرة البالغة عالمياً في هذا التخصص، يشهد بذلك كبار الأطباء في كبرى المستشفيات، وقد سمعت من أخي الحبيب: يحيى بن علي الغزواني، أن اللواء الطبيب الفاضل: خلف بن ردن المطيري مدير مستشفى الرياض العسكري ، يثني عليه ثناء كبيراً .. أعجبني وفاء الشيخ / فوزي، وأخلاقه الإسلامية الرائعة، عندما علمت بأن هذه المناسبة هي تكريم لهذا الدكتور الفاضل.
ابتدأ الشيخ ليلتنا بكلمة طيبة، قصيرة في كلماتها، لكنها عظيمة في معانيها، أثنى فيها على الله تعالى، وأرجع الفضل كله لله، وما الدكتور أحمد إلا سببٌ جعل الله الشفاء على يديه (هكذا قال)، وكان مما قال أيضاً: إني لا أحتفي هذه الليلة بسعادة الدكتور أحمد عمار؛ لأنه شفاني، فإنما يشفي الله تعالى، ولا لأنه عالجني، فهذا واجبه وهذه مهنته، فهو يعالجني ويعالج غيري! وهذا عمله، ولكنني أحتفي به لما رأيت من أخلاقه العظيمة، ونبله، وشفقته عليّ وتعهده لي بالنصائح، وإن كان قد آذاني بطلبه مني المشي مبكراً قبل أن أستعيد توازني !، قالها على سبيل الدعابة، ثم ختم كلمته بالثناء على الله عز وجل، والدعاء لهذا الطبيب بأن يوفقه الله في الدنيا والآخرة، وتقديم درع تذكاري بهذه المناسبة. قلت في نفسي: ليت الدكتور أحمد يتحفنا بكلمة ولو لمدة خمس دقائق، فما كدت أنتهي من تفكيري حتى تنحنح الدكتور وتكلم بكلام أحسب أني سمعته بكل مسامات جلدي، وليس بأذنيّ فحسب !، كلام يقطر منه الأدب الجمّ، والإخلاص الناصع، والهدوء والاتزان، والغيرة على الإسلام، والأخلاق الإسلامية للطبيب المسلم، أتريدون أن أُسمعكم ماذا قال !، فاقرؤوا إذن ! قال الدكتور: " الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أشكر الشيخ فوزي على ما بذل، ولقد لفت انتباهي في كلمته قوله: "إنما يشفي الله تعالى" ...يا إخوة ! كنت أدرس جراحة المخ والأعصاب في السويد عام 1979م أي قبل ست وعشرين سنة، وفي ذات يومٍ طلبني أحد كبار الأطباء هناك في المستشفى الذي أعمل فيه؛ لنقوم بإجراء عملية جراحية لاستئصال ورم سرطاني في دماغ امرأة قد جاوزت الأربعين من عمرها، فاستعنت الله تعالى وقمت بمساعدة هذا الطبيب في إجراء العملية، وقد استغرقت منا وقتاً ليس بالقصير؛ حتى تمكنّا ولله الحمد من إزالة الورم، وشفيت المرأة بفضل الله ... ثم بعد عشرة أيام دخلت عليها في غرفتها؛ لأقوم بنزع (الغرز) من رأسها، وبينما أنا أعمل على إزالتها حركتُ مرفقي بلا شعور مني فدفعتُ صورة كانت بجوارها فوقعتْ على الأرض، فأهويت لكي أرفعها فإذا هي صورة كلب! فرفعتها على كُرهٍ مني! فرأيت الامتعاض في وجهها، فقلت لها: إنه كلب!، فقالت: نعم؛ ولكنه الشخص الوحيد الذي ينتظر عودتي إلى البيت!. فعلمت أنه ليس في حياتها من يفرح لفرحها أو يحزن لحزنها إلاّ هذا الكلب!، فسألتني: من أين أنت؟! فقلت: من مصر، عربيٌ مسلم!، فأخذت تسمعني الازدراء لوضع المرأة عندنا، وكبت حريتها كما زعمت.. فقلت: إن المرأة عندنا مكرمة مصونة، فهي كالجوهرة الغالية النفيسة، كلٌ يخدمها ويحوطها، زوجها يخدمها، وأبوها، وأخوها، وابن أخيها، وابن أختها، ... كلهم في خدمتها، ولا تخرج إلى سوق أو عمل إلا ومعها أحد هؤلاء، حفاظاً عليها.. ليس شكاً فيها فحاشاً وكلا *** غير أنّا نريدها في علاها نجمة لا تنالها أعيُنُ الناس *** تراها مصونة في سماها جعل لها الإسلام مكانة ليست لنساء الدنيا كلها، وما حفاظنا عليها إلا لعظيم قدرها في قلوبنا، لا لشكٍ فيها، فهي محل الثقة، لكنها كالوردة الجميلة التي لا يجوز لكل الناس أن يشموها حتى لا تفسد! وإذا مرضت ... فإنها تجد أهلها كلهم حولها، يحفون بها، ويخدمونها، ويراقبون أنفاسها، ويعتنون بها غاية العناية، ولا تكادين تجدين موطأ قدم في غرفتها لكثرة من يقوم بخدمتها من أقربائها، وإذا خرجت من المستشفى فإن هناك جيشاً من أهلها في انتظارها؛ فيفرحون لفرحها، ويسعدون لسعادتها؛ وليس كلباً في انتظارها كحالك!. فغضبت.. واتهمتني بأنني متخلف وسطحي، وليس لدي من مقومات الحضارة شيء.. فابتسمت وخرجتُ من غرفتها بعد أن أنهيت عملي!. ثم فوجئتُ بأن تلك المرأة تشكوني إلى كبير الأطباء وتطلب منه عدم دخولي عليها مرة أخرى!، بل وترغب في الخروج من المستشفى. فقلت: لابد من بقائها يومين على الأقل حتى أتمكن من إنهاء علاجها وأعمل لها تحاليل طبية. فأصرت على الخروج وخرجتْ نسيت أنا ذلك الموقف تماماً، فليست أول غربيٍ أسمع منه هذا الكلام، ولن تكون الأخيرة!. وفي ليلةٍ، فوجئت باتصال من الطبيب المناوب بقسم الطوارئ يخبرني بوجود حالة غريبة لا يعرف كيف يتصرف معها، فسألته: ما هي؟ ... فأخبرني أنها امرأة لديه حالة تشنج مستمر، يأتيها بمعدل كل خمس دقائق .. فأسرعت إلى المستشفى في منتصف الليل، ففوجئت بأن المريضة هي نفسها تلك المرأة ! وكنت قد نسيتُ موقفها معي تماماً، فأدخلتها غرفة العمليات، وقمت بإجراء عملية لها في الدماغ، استغرقت وقتاً طويلاً، وتمت بنجاح والحمد لله، ثم.. دخلت عليها بعد إفاقتها، فرفعت رأسها ونظرت إليّ، وتكلمت بلسان ثقيل: - أنت الذي أجريت لي العملية ؟ - نعم. - وسهرت بجواري طوال الليل. - نعم؛ لأن هذا واجبي - يعني هذا أنك أنت الذي شفيتني! - لا - من إذن؟ هل كان معك أحد؟. - نعم، إنه الله عز وجل، هو الذي شفاك، وإنما أنا سبب، أنا الذي عالجتُ فقط. - أنت لا تزال رجعياً، تؤمن بالخرافات، وما وراء الطبيعة، أعجب لك وأنت طبيب مثقف كيف تصدق مثل هذه الأمور؟ - وأنا أعجب لك وأنت تدعين الثقافة، كيف لا تقرئين عن الإسلام، وتجوزين لنفسك إلقاء التهم جزافاً..؟! ..وغضبت جداً من كلامها ولكن أملي كان يحدوني تجاه تحملها علها تهتدي، ثم ودعتها وانصرفت، وبعد أيام خرجتْ – تلك المرأة من المستشفى، وبعد قرابة ستة أشهر، أخبرني أحد العاملين معنا أن هناك امرأة تريدني على الهاتف ... رفعتُ السماعة .. - نعم ، من المتحدث؟ فإذا بها تلك المرأة نفسها، وقد تبدلت نبرة حديثها، لكنها تطلب مني أمراً غريباً.. - أريد أن أراك... هل تستطيع أن تطلب إجازة من عملك، وتأتي إلينا في (لوند) لمدة يومين؟ - فاعتذرت؛ لأن عملي متواصل دائماً بلا انقطاع. فألَحّت عليّ، فامتنعتُ، فطلبت مني طلباً غريباً: - ما اسم أمك؟ "فقلت في نفسي: لعل هذا من آثار العمليات الجراحية التي أجريت لها، هل سببت لها خللاً في التفكير؟" - لماذا تريدين اسم أمي؟ - قالت بصوت متهدج لأني: أشهد ألا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.. وأنا أسلمت، وعرفت طريق الحق .. وأنت لك حقٌ عليّ، وأريد أن أسمي نفسي باسم أمك.. أنت الذي دللتني على الطريق الحق ... ومن حقك أن أذكرك دائماً بخير.. (فضج مجلسنا بالتكبير والتهليل ).. قال الدكتور : فكادت سماعة الهاتف تسقط من يدي، ثم سكت فجأة .. فالتفتُ إليه فإذا عيناه تفيضان بالدمع ! وأخذته بحةٌ في صوته ، فأكمل حديثه بصعوبة بالغة .. قال: فذهبت إلى رئيسي في المستشفى؛ لأطلب منه إجازة يومين . فقال لي: أنت يا دكتور أحمد الطبيب الوحيد الذي لم يحصل على إجازة منذ سنتين ! خذ أكثر. قلت: لا .. يومان كفاية . فذهبت إليها، فإذا هي امرأة غير تلك المرأة التي كانت تعظم صورة كلبٍ بجوار رأسها في المستشفى، امرأة تبدلت وتبدل فيها كل شيء، كلامها، ولبسها، نظرتها للحياة.. ذهبت معها إلى المحكمة، برفقة زميلين لي؛ لنشهد إشهار إسلامها، وهناك وسط قاعة المحكمة صدحت بكلمة الإسلام: أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله.. وقرأت الفاتحة قراءة ملؤها البراءة والطهر.. فانفجرت بالدموع العيون، وخشعت النفوس، وبكينا بكاء الطفل، من شدة الفرح، وكيف لا نفرح وقد شهدنا ميلادها الحقيقي، وخروجها من الظلمات إلى النور،.. وكيف لا أبكي فرحاً وقد أراني الله تعالى من كنتُ سبباً في إسلامها، وإنقاذها من النار .. قمت وزميليّ وصلينا ركعتين شكراً لله، وصلت هي خلفنا بصلاتنا ! قالت لي: أتذكر يا دكتور أحمد تلك الصورة لذلك الكلب الذي كدتُ أكتب له كل ثروتي ؟! قلت: نعم قالت: فإني أتلفتها، وأنفقت كل أموالي في سبيل الله .. وبنيت منها أكبر مركز إسلامي هنا .. * * * هنا .. وضع الدكتور أحمد يده على عينيه .. يصارع دمعاً يريد أن يقفز من محاجره.. وقد بدا عليه التأثر.. وأنهى كلامه بهذه الجملة . نظرت إلى الحضور ، وقد شع نور الإيمان من وجوههم، وأخذوا في الثناء والدعاء لهذا الطبيب المسلم الذي ما نسي ثوابته حتى في أحلك الظروف، في الغربة في أقصى الأرض، هذه أخلاق الطبيب المسلم وحب هداية الناس، تمثلت هذه الليلة في هذا الطبيب المعتز بإسلامه.. أما أنا فأحسست بغصة في حلقي، ثم تشجعت وطلبت من الدكتور أن يأذن لي بكتابة هذه القصة، فأذن لي .. |
#24
|
||||
|
||||
![]()
جزاكى الله كل خير وانشاء الله ربنا يجعله فى ميزان حسناتك
__________________
![]() انى احبكم فى الله ويارب اكون صديقه مخلصه |
#25
|
||||
|
||||
![]()
أسأل الله لنا ولكم الجنان والثبات عند السؤال
وان يثبت قلوبنا على طاعته بالدنيا والآخرة اللهمّ اجعلنا ممن يعطون كتابهم بيمينهم .. اللهمّ ارحم موتانا وموتى المسلمين اللهمّ ارحمنا إذا صرنا لما صاروا إليه اللهمّ ارحمنا إذا غسلونا وعلى الأكتاف حملونا .. اللهمّ ارحمنا يوم لا ينفع مالاً ولا بنون اللهمّ إني أسألك ان تجعل قبورنا روضة من رياض الجنة ولا تجعلها حفرة من حفر النيران اللهمّ أسالك بعزتك وجلالك أن تغفر لوالدى وترحمهما وتجعل في قبرهما نورا وتسكنهما الفردوس الأعلى بكرمك ومنـّك يا أرحم الراحمين .. اللهم امين يارب العالمين جزاكي الله كل خير يا حبيبتي علي هذا الموضوع الذي يغفل عنه الكثير بارك الله فيكي
__________________
ياواهب الانسان اسباب الهدى يا من بحمد العالمين تفردا لى عند بابك دعوه فيها رجا احشر احبتى تحت عرشك سجدا ثم اسقهم بيد الحبيب محمدا ماءا هنيئا سلسبيلا طيبا آخر تعديل بواسطة ريم البنا ، 12-12-2008 الساعة 05:49 PM |
#26
|
||||
|
||||
![]()
لا إله إلا الله محمد رسول الله
اللهم اهدنا و اهد بنا و اغفر يا رب و ارحم و تجاوز عم انت به اعلم اللهم انا احباء حبيبك و تابعيه نلجأ اليك و ذنوبنا فوق ظهورنا و انت ياربى الأعز الأكرم الرحمن الرحيم الغفار الكريم |
#27
|
||||
|
||||
![]()
أسأل الله لنا ولكم الجنان والثبات عند السؤال
وان يثبت قلوبنا على طاعته بالدنيا والآخرة اللهمّ اجعلنا ممن يعطون كتابهم بيمينهم .. اللهمّ ارحم موتانا وموتى المسلمين اللهمّ ارحمنا إذا صرنا لما صاروا إليه اللهمّ ارحمنا إذا غسلونا وعلى الأكتاف حملونا .. اللهمّ ارحمنا يوم لا ينفع مالاً ولا بنون اللهمّ إني أسألك ان تجعل قبورنا روضة من رياض الجنة ولا تجعلها حفرة من حفر النيران اللهمّ أسالك بعزتك وجلالك أن تغفر لوالدى وترحمهما وتجعل في قبرهما نورا وتسكنهما الفردوس الأعلى بكرمك ومنـّك يا أرحم الراحمين .. اللهم امين والله ان عينى لتدمع
__________________
![]() قل موتوا بغيظكم
|
العلامات المرجعية |
|
|