|
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]()
|
#3
|
||||
|
||||
![]()
|
#4
|
||||
|
||||
![]() فهده عشرة حقوق ذكرها الله - سبحانه - في هذه الآية : ------------------------ أولها : حق الله - سبحانه وتعالى - وكما في سورة الإسراء التي ذكر الله فيها خمسة عشر حقًّا، أولها : حق الله في قوله - تعالى - : * }لا تَجعَلْ مَعَ اللهِ إلهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا * {، إلى قوله: * }ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى في جَهَنَّمَ مَلُومًَا مَدْحُورًا *{ [الإسراء: 32] فختم الآيات بما بدأها به، وهو حق الله على عباده أن يعبدوه، ولا يكفي هذا : أن يعبدوه، بل ولا يشركوا به شيئًا؛ لأن العبادة لا تكون عبادة إلا إذا خلصت من الشرك، أما إذا خالطها شرك؛ فإنها لا تكون عبادة لله؛ لأن الشرك يبطل العبادة، ويبطل سائر الأعمال، ولا يصحُّ معه عمل، مهما كلّف الإنسان نفسه بالعبادات، إذا كان عنده شيء من الشرك الأكبر ؛ فإن عبادته تكون هباءً منثورًا : * }كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا *{ [النور:39] قال - تعالى - : * }وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِــنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَــنَّ عَمَلُـكَ وَلَتَكُـونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ *{ [الزمر:65] ، وقال - تعالى - لما ذكر الأنبياء في سورة الأنعام : *} وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ * { [الأنعام : 184] إلى آخر الأنبياء الذين ذكرهم الله ، قال - جلَّ وعلا -: * }وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* { [الأنعام: 88] ، فالشرك يحبط الأعمال، ولهذا كثيرًا ما يأتي الأمر بالعبادة مقرونًا بالنهي عن الشرك : *} وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا * {[النساء:36] ، * }أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا * {[الأنعام: 151] . وهذا هو معنى لا إله إلاَّ الله ؛ لأن لا إله إلاَّ الله تشتمل على النفي : (لا إله) ، وعلى الإثبات : (إلا الله) ، النفي : نفى الشرك ، والإثبات : إثبات التّوحيد . |
#5
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#6
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#7
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#8
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#9
|
||||
|
||||
![]() العبادة العبادة هي الحكمة التي خلق الله الإنسان من أجلها، فما أعظمها من حكمة وما أجَلَّها من غاية.. قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات:56] ولما كان وجود الإنسان في هذه الحياة من أجل أن يكون عبدًا لله، كانت العبادة هي الدعوة التي نادى بها كل نبي قومه. قال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله } [النحل:36]. وقال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} [الأنبياء:25]. وقال تعالى: {ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله} [_المؤمنون:23]. وقال تعالى: {وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه} [_العنكبوت:16] . وقال تعالى: {وإلى عاد أخاهم هودًا قال يا قوم اعبدوا الله}[_الأعراف:65]. وقال تعالى: {وإلى ثمود أخاهم صالحًا قال يا قوم اعبدوا الله} [الأعراف:73]. وقال: {وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم} [_المائدة: 72]. والإنسان ليس العابد الوحيد في هذا الكون، فكل شيء في هذا الوجود يعبد الله ويطيعه، قال تعالى: {ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء} [الحج:18] وقال تعالى: {واذكر عبدنا داوود ذا الأيد إنه أواب . إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق . والطير محشورة كل له أواب} [ص:17-19]. وهكذا يظهر لنا أن جميع المخلوقات خُلِقَتْ للعبادة والطاعة، والإنسان أحد المخلوقات في هذا الكون، وعلى ذلك فالإنسان إذا سار في طريق العبادة فإنه يكون سعيدًا لأنه يسير مع هذا الكون الذي يعبد الله، أما إذا انحرف عن هذا الطريق المستقيم؛ فسوف يعيش شقيًا؛ لأنه خالف الحقيقة الكبرى التي لأجلها خلق، كما أن مخلوقات الله في هذا الكون تعجب من الإنسان الخارج عن طاعة الله، فهذا هدهد سليمان -عليه السلام-تعجب عندما رأي ملكة سبأ وقومها يسجدون للشمس، فإن الهدهد لم يكن يظن أن هناك من يعبد غير الله، وخاصة الإنسان الذي كرمه الله وسخر له كل ما في الكون؛ ليكون له معينًا على طاعة الله. قال تعالى على لسان الهدهد: {وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون . ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون . الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم} [_النمل:24-26]. وعبادة الله سبحانه هي أعظم منزلة يتطلع إليها الإنسان في هذا الوجود، فقد وصف الله بها أكرم خلقه وهم الأنبياء، كما كانت أعظم كلمة يقولها كل نبي عن نفسه، يقول تعالى: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} _[الصافات:17]. وقال الله تعالى: {ذرية من خلقنا مع نوح إنه كان عبدًا شكورًا} [_الإسراء:3]. وقال تعالى: {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار} [ص:45]. وقال تعالى: {ذكر رحمت ربك عبده زكريا} [مريم:2]. وقال تعالى:: {ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنه أواب} [ص: 31]. ويقول تعالى عن أيوب -عليه السلام-: {إنا وجدناه صابرًا نعم العبد إنه أواب} [ص:44]. ويقول عيسى -عليه السلام-: {إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبيًّا} [مريم:13]. ولقد وصف الله -عز وجل-نبيه وخليله محمدًا بالعبودية في أجلِّ المواقف وأعظمها؛ ففي رحلة الإسراء والمعراج قال تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده} [الإسراء:1] وقال: {فأوحى إلى عبده ما أوحى} [النجم:10] وفي مجال الدعوة إلى الله وتبليغ رسالته، قال تعالى: {وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا} [الجن:19] وإذا تأملنا حياة رُسُلِ الله -عز وجل- وجدناها كلها عبادة وطاعة لله -سبحانه- لذلك استحقوا تكريم الله لهم. ولقد كان نبينا محمد ( خير العابدين الطائعين، فقد كانت حياته كلها طاعة لله، تلك الحياة التي صورها هذا النداء الخالد في قوله تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين . لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} [_الأنعام:162-163].. لقد كان لسانه ( دائمًا رطبًا بذكر الله، وكان يصوم حتى يظن من حوله أنه لا يُفْطِر وكان يصلي حتى تتورم قدماه، ويكثر من السجود بين يدي الله سبحانه، وكان ينفق ويعطى عطاء من لا يخشى الفقر. وقف ( ذات ليلة يصلي بين يدي ربه، وأطال الوقوف حتى تورمت قدماه، فأشفقت عليه زوجته السيدة عائشة -رضي الله عنها- وبعد أن أتم الصلاة قالت له: هَوِّنْ عليك يا رسول الله، فقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال (: (أفلا أكون عبدًا شكورًا) [متفق عليه].. إنها لذة العبادة والطاعة لله -سبحانه وتعالى- التي تهون في مقابلها الدنيا كلها، وما أحسن قول الشاعر: يا إلهي شاقني هـذا الوجــود عز قدري بك في ظل الســجود أنت إن ترضَ كفاني مـغنمـًا ليس بعد اللـــه لي من مغنــم عبادات المسلم: يقوم الإسلام على أركان خمسة لا يتم إسلام المرء إلا بها، قال (: (بني الإسلام على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان) [متفق عليه] وهذه هي العبادات المفروضة على كل مسلم، فإن أداها كاملة كان من أهل الجنة، فقد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: جاء رجل من أهل البادية، فقال: يا محمد، أتانا رسولك (من أرسلته إلينا) فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك! قال: (صدق). قال: فمن خلق السماء؟ قال: (الله). قال: فمن خلق الأرض؟ قال: (الله). قال: فمن نَصَب هذه الجبال، وجعل فيها ما جعل؟ قال: (الله). قال: فبالذي خلق السماء وخلق الأرض، ونصب هذه الجبال، آلله أرسلك؟ قال (: (نعم). قال: وزعم رسولك أن علينا خمسَ صلوات في يومنا وليلتنا. قال: (صدق). قال: فبالذي أرسلك، آلله أمرك بهذا ؟ قال: (نعم). قال: وزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا. قال: (صدق). قال: فبالذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟ قال (نعم). قال: وزعم رسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سنتنا. قال: (صدق). قال: فبالذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟ قال: (نعم). قال: وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلاً. قال: (صدق).. قال: ثم ولى (أي انصرف الرجل) وهو يقول: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن، فقال النبي (: (لئن صدق ليدخُلَنَّ الجنة) [مسلم]. وليست العبادات مقصورة على الأركان الواردة في الحديث، ولكن هذه هي العبادات الكبرى في الإسلام، فهناك أبواب أخرى كثيرة من العبادات والطاعات يستطيع المسلم أن يقوم بها، وكلما أكثر الإنسان منها ازداد حب الله له. يقول تعالى في الحديث القدسي: (من عادى لي وليًّا، فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرَّب إلىَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبْصر به، ويده التي يَبْطش بها، ورجله التي يمشى بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذ بي لأعيذنَّه، وما ترددتُ عن شيء أنا فاعله تردُّدِي عن نفس المؤمن يكره الموت، وأنا أكره مَسَاءَتَه)_[البخاري]. خصائص العبادة الصحيحة : 1 -أن تكون العبادة موافقة للسنة الشريفة، فقد سئل الفضيل بن عياض عن معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيكم أحسن عملاً} [_الملك:2] فقال: أحسن العمل أخلصه وأصوبه. قيل: فما أخلصه وأصوبه؟ قال: أخلصه ألا تشرك مع الله غيره، وأصوبه ما وافق السنة. 2 -توفُّر الإخلاص لله -سبحانه- فالإخلاص هو رأس العبادات، وميزان قبول الأعمال، قال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} [البينة:5]. وقال (: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه) [متفق عليه] فعلى المسلم أن ينقي قلبه من الرياء، وأن يجعل عبادته لله وحده، قال تعالى:{فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا} [الكهف:110] فما أسعد الإنسان عندما يتمكن الإخلاص لله من قلبه!! وعلى المسلم أن يكثر من العبادة والاشتغال بها، فهو كلما أكثر منها؛ امتلأ قلبه بحب الله، وهذا هو حال المؤمنين، فأحب شيء إلى نفوسهم أن يكونوا دائمًا في عبادة الله، وكلما داوم الإنسان على العبادات والطاعات؛ تمكنت حلاوة الإيمان من قلبه، وازداد حب الله له، فقد قال (: (وإن أحب الأعمال إلى الله -عز وجل-أدومه وإن قل) [متفق عليه]. |
#10
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#11
|
||||
|
||||
![]() ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4))
|
#12
|
||||
|
||||
![]()
. فنؤمن بربوبية الله تعالى أي بأنه الرب الخالق الملك المدبر لجميع الأمور
قال الله تبارك وتعالى ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) |
#13
|
||||
|
||||
![]()
قوله تعالى: ( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً ) ([51])
وقوله تعالى: ( إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) ([52] وقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) وقال الله تعالى ( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) |
#14
|
||||
|
||||
![]() وقال تعالى ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) ([60]) قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: «... ﴿ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً ﴾ أي ما كان موافقاً لشرع الله ﴿ وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ﴾ وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له، وهذا ركنا العمل المتقبل، لا بد أن يكون خالصاً، صواباً على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ([61]) وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن إخلاص العبادة لله وحده حق له سبحانه على عباده. فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال: {يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من يشرك به شيئاً...}([62]) قال الله تعالى ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ) ([63])
قال ابن كثير –رحمه الله-: «هذه الآية أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله» ([64]) وقال تعالى ( وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ([65]) وقال تعالى ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ ) ([66]) فمن حقق الإيمان بالله بالكيفية التي أرادها الله سبحانه، ووضحها لنا نبينا صلى الله عليه وسلم جنى ثمرات الإيمان والتي منها: · محبة الله ، وتعظيمه، وطاعته، والسعادة في الدارين. قال الله تعالى ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) |
#15
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم وبعد.. أخي الحبيب سؤال أردده على مسامعك: ماذا تريد من نعيم، أموال، أولاد، جنات، أنهار، حوريات؟ وسأعرض عليك بعض هذه الأمنيات لتختار ما تشاء موضحاً لك الطريقة المثلى للحصول على رغبتك فنحن نُعينك بإذن الله على تحقيق رغباتك التي سنذكرها لك ولكن لا بد أن تتوفر الشروط الآتية: 1-أن تؤمن بالله ولا تشرك به شيئاً. 2-أن تؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وتعمل بسنته. 3-أن تكون أعمالك خالصة لوجه الله تعالى. 4-أن لا يدخل في عملك الرياء والمن والعجب. 5-أن تطبق الإسلام تطبيقاً عملياً في جميع أعمالك. 6-أن تأمر بالمروف وتنهى عن المنكر. 7-أن تبر والديك وتصل أرحامك. 8-أن تتخلق بالأخلاق الحميدة. 9-أن تؤدي ما عليك من فروض وواجبات في أوقاتها. 10-أن تحرص على تقديم النفع والمساعدة للمسلمين. فمـــاذا تريــــد؟ هـــــل تريــــــد..؟ هل تريد أن ترجع من ذنوبك كيوم ولدتك أمك؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه». هل تريد أن تغفر لك كل الذنوب السالفة؟ قال صلى الله عليه وسلم «من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يُحدث فيهما نفسه غُفر له ما تقدم من ذنبه». هل تريد أن تنال محبة الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من أحب الأنصار أحبه الله». هل تريد كثرة الحسنات؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من احتبس فرساً في سبيل الله إيماناً بالله وتصديقاً بوعده، فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة». هل تريد حسنات أمثال الجبال؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من تبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً، وكان معه حتى يصلي عليها ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط من الأجر». هل تريد عشر حسنات؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها». هل تريد مائة حسنة؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من قتل ورغاً من أول ضربة فله مائة حسنة». هل تريد أن يُفرج همك وتخرج من الضيق وقلة الرزق؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب». هل تريد أن يُغفر ذنبك أولاً بأول؟ قال صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يذنب ذنباً فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له». هل تريد أن تكون قريباً من الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء». هل تريد أن تسير يوم القيامة ومن فوقك ظُلّة، وأن يوسع لك الطريق وسط الخلائق؟ قال صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما». هل تريد أن تأخذ أجر قراءة ثلث القرآن في دقيقة واحدة؟ قال صلى الله عليه وسلم: «أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن». قالوا يا رسول الله: وكيف يقرأ ثلث القرآن، قال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]. هل تريد العصمة من الفتن ومن الدجال بالذات ونحن في آخر الزمان؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من فتنة الدجال». هل تريد منافع في الدنيا كطول العمر وسعة الرزق؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من أحبّ أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه». هل تريد معافاة من البلاء كل يوم؟ قال صلى الله عليه وسلم: «تقول حين تمسي وحين تصبح: اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي». وقال صلى الله عليه وسلم: «من رأى مبتلى فقال: الحمدلله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً، لم يصبه ذلك البلاء». هل تريد حراسة وحفظاً من الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله». هل تريد أن يدعو لك مخلوق لم يذنب أبداً ولم يعص؟ قال صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد مسلم يدعو لأخيه يظهر الغيب إلا قال الملك، ولك بمثله». هل تريد براءة من النفاق ومن النار؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من صلى لله أربعين يوماً في جماعة، يدرك التكبيرة الأولى، كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق». هل تريد أجر عتق رقبة؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من طاف بالبيت سبعاً، وصلى ركعتين، كان كعتق رقبة». وقال صلى الله عليه وسلم: «من قال لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل». هل تريد الشهادة في سبيل الله وأنت لم تخرج للجهاد؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من طلب الشهادة صادقاً أعطيها ولو لم تصبه». هل تريد أن تحصل على أجور أعمال لم تتعب فيها ولم تقم بها؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من دعا إلى هدى كان له الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً». وقال صلى الله عليه وسلم: «الدّال على الخير كفاعله». هل تريد النجاة من عذاب الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «ما عمل ابن آدم عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله». هل تريد أجر من ينفق الذهب والفضة، ويجاهد في سبيل الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقكم ويضربوا أعناقكم، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذكر الله». هل تريد أن تثقل ميزان حسناتك عند الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «كلمتان خفيفتان على اللسان، حبيبتان إلى الرحمن، ثقيلتان في الميزان، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم». هل تريد الله سبحانه وتعالى أن يصلي عليك؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من سلك يلتمس علماً، سهل الله له به طريقاً إلى الجنة». هل تريد أن يصلك الله ويقربك منه؟ قال صلى الله عليه وسلم: «الرَّحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله». هل تريد أن تتطهر من الخطايا؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه، من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره». هل تريد أن تُفتح لك أبواب الجنة تدخل من أيها شئت؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء». هل تريد أن يضمن لك النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الجنة؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه، حلت له شفاعتي يوم القيامة». هل تريد أن يزيد رزقك وعمرك؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من أحبّ أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه». هل تريد تكفير الخطايا يومياً وأسبوعياً وسنوياً؟ قال صلى الله عليه وسلم: «الصلوات الخمس والجمعة ورمضان إلى رمضان مفكرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر». هل تريد أن تنفق على زوجتك وعيالك وأهلك ويكتب لك صدقة؟ قال صلى الله عليه وسلم: «إذا أنفق المسلم نفقة على أهله، وهو يحتسبها كانت له صدقة». هل تريد بيتاً في الجنة؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من بنى مسجداً لله، بنى الله له في الجنة مثله». وقال صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة، تطوعاً غير فريضة، إلا بنى الله له بيتاً في الجنة». هل تريد أنواع اللباس والحلل يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من ترك اللباس تواضعاً لله، وهو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، حتى يخبره من أي حلل الإيمان يلبسها شاء». هل تريد الزواج؟ هل تشتاق إلى النساء؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من كظم غيظاً، وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، حتى يخبره من أي الحور شاء». هل تريد أن تدخل الجنة؟ قال صلى الله عليه وسلم: «اتقوا الله ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا أمراءكم، تدخلوا جنة ربكم». وقال صلى الله عليه وسلم: «من صلى البردين، دخل الجنة». هل تريد أن يرفع الله درجاتك عنده؟ قال صلى الله عليه وسلم: «عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة». هل تريد أن تكون من خيار الناس؟ قال صلى الله عليه وسلم: «خير الناس من طال عمره وحسن عمله». هل تريد أن يُعد الله لك نزلاً في الجنة؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له نزلاً في الجنة كلما غدا أو راح». هل تريد أن تتقلب في الجنة؟ قال صلى الله عليه وسلم: «لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة، في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي الناس». هل تريد أن تمحو جميع خطاياك وترفع درجاتك عند الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟». قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذالكم الرباط فذلكم الرباط». هل تريد حسنات بلا حساب؟ قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10] قال صلى الله عليه وسلم: «من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار». هل تريد أن تتقي النار يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشق تمرة». هل تريد مرافقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة؟ قال صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا؟» وقال بإصبعيه بالسبابة والوسطى. هل تريد أعمالاً تدخلك الجنة وتبعدك عن النار؟ قال رجل: يا رسول الله أخبرني بعمل يدنيني من الجنة ويباعدني عن النار؟ فقال: «تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل ذا رحمك». هل تريد أجر عمل سنة بدون تعب كثير منك؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من اغتسل يوم الجمعة، وغسل وبكر وابتكر، ودنا واستمع وأنصت، كان له بكل خطوة يخطوها أجر سنة، صيامها وقيامها». هل تريد أن تكون لك مكانة رفيعة في الدنيا؟ قال صلى الله عليه وسلم: «وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله». هل تريد حرزاً من الشيطان؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من قال: لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي». هل تريد أن يصلي عليك سبعون ألف ملك؟ قال صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يعود مسلماً غدوة إلاّ صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي وإن عاده عشية إلاّ صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له خريف في الجنة». هل تريد وصفة مضمونة لدخول الجنة؟ سئل صلى الله عليه وسلم: عن أكثر ما يدخل الجنة فقال: «تقوى الله وحسن الخلق». هل تريد أن يكتب لك أجر صيام عمرك بالكامل؟ قال صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال، كان كصوم الدهر». هل تريد.. هل تريد.. هل تريد...؟ كل ما تريده وأكثر وعد الله به الرسول صلى الله عليه وسلم في الدنيا قبل الآخرة، فهيّا إلى العمل حتى تحصل على ما تريد. وابدأ الآن وكن متيقناً من النتيجة. فهذه ليست وعوداً بشرية تحيط بها المعوقات، وإنما هي وعود رب البشرية وبلغها عنه رسوله صلى الله عليه وسلم. نسأل الله أن يوفقنا وإيّاكم إلى طريق الهداية والرشاد. اللهم صلِّ على نبينا محمد، وعلى أصحابه وأتباعه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين. |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|