مدرب المنتخب الوطني حسن شحاته رجل مصري بسيط فطري و يمكنك أن تقرأ هذا في ملامحه المصرية و بشرته السمراء و انفعلاته العاطفية إنه يمثل المواطن المصري " ابن البلد " ليس من الدعاة و لا من العلماء و لكن مدرب المنتخب الوطني الذي حمل لقب " الفراعنة " لسنوات طوال ثم جاء حسن شحاته و معه مجموعة من اللاعبين الملتزمين دينيا " بمفهوم الالتزام العام " و استطاعوا أن يغيروا اسم المنتخب من خلال سجدتم الشهيرة في أرض الملعب مما اجبر وسائل الإعلام قاطبة أن تطلق عليهم لقب منتخب " الساجدين " .
بالمناسبة لا تعنيني الكرة كثيرا و لا اتابع أخبارها لكن هذه الظاهرة تستحق الدراسة و خاصة مع ارتباط عدد هائل من الشباب بلاعبي الكرة بل إن لاعبي الكرة بمثابة نماذج و قدوات لقطاع عريض من الشباب و لقد تأثر الكثير من شباب العالم العربي و الإسلامي بمحمد أبو تريكة عندما كتب على صدره عبارة " تعاطفنا مع غزة " و كذلك قام عدد ضخم من الشباب الغير ملتزم بشراء شريط قرآن بصوت أسامة حسني " لاعب فريق الأهلي " لأنه الاعب المفضل لديهم .
هناك عدد من المظاهر الطيبة في هذا المنتخب مثل المحافظة على صلاة الجماعة مما جعل عدد من اللاعبين الغير ملتزمين يحافظون على الصلاة أثناء معسكرات تدريب المنتخب و أثناء الدورات و قد ألمح حسن شحاته لهذا حيث قال أنه استطاع أن يقنع أحد لاعبي المنتخب بالمحافظة على صلاة الجماعة رغم أنه كان لا يصلي قبل هذا ... و كذا قراءة القرآن و حلقات التجويد كما أن المنتخب حريص على توزيع الأموال و المساعدات على الفقراء في دول أفريقيا ، و يبدو أن هذه الظواهر الإسلامية قد اثارت جنون التيار العلماني في مصر و خارج مصر مما جعل عدد من الصحف و وكالات الأنباء العالمية تصب هجوما لاذعا على حسن شحاته و على فريقه و تتهمه بالتمييز العنصري كما أن عدد القنوات التليفزيونية قد خصصت ساعات للهجوم على حسن شحاته مستنكرة " جريمته النكراء " إذا كيف أصبح الإسلام و الالتزام معيارا لاختيار لاعبي الكرة ؟! .
بعض الإعلاميين في مصر وجدوها فرصة مناسبة لإظهار مدى تمسكهم بالعلمانية و تبرئهم من تهمة الالتزام الديني عياذا بالله ، فلا دين في الكورة و لا كورة في الدين بل ربما نسمعهم يقولون يوما ما بملىء الأفواه لا دين في الدين .... تهافت الإعلاميون لمهاجمة حسن شحاته و نفي تهمة الالتزام عنه و عن المنتخب الوطني حتى طالب البعض بالعودة للاسم القديم " الفراعنة " و نبذ مسمى الساجدين لأنه صار مشين و لأن نكون منافقين أفضل بمئات المرات من أن نكون ملتزمين فتذكرت موقف المنافقين في غزوة الأحزاب حين نادوا مُخذلين صفوف المسلمين بقولهم ( وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ) فلم يقولوا يا أهل المدينة أو يا أهل طيبة و كأنهم يطالبون الموحدين بنبذ الإسلام و الرضا بما كانوا عليه من الجاهلية لينالوا رضا أهل الكفر و الضلال ( وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم ).
بل إن البعض ذهب لما هو أبعد فطالب حسن شحاته بعقد مؤتمر عالمي يوضح فيه حقيقة الأمر و أن المنتخب المصري لا علاقة له بالدينو أن قضية الالتزام هي علاقة خاصة بين العبد و ربه فالاختيارات تتم على أساس المهارة فقط و الكرة بريئة من تهمة الإرهاب . أظن ن التيار العلماني " الإنساني " يخشى على المنتخب المصري من جوانتما بعد أن صار منتخب الساجدين و السجود تهمة و جريمة نكراء عند بني علمان . اتخيل حسن شحاته في المؤتمر و هو ينفي عن فريقه تهمة الالتزام الديني يل يقر بأن فريقه هو فريق مدمني الهروين و أنه يضم خيرة الساقطين المفلسين كما أنهم أحفاد الفراعين و أنهم يتمنون من قلوبهم أن يحشروا مع فرعون في أسفل سافلين و كل هذا لإرضاء العلمانيين ...
إن حسن شحاته " رجل " شهم و لن يرضخ لهذه المطالب السخيفة بل سيمضي قدما علما بأن بعض النصارى استغلوا الموقف و اعتبروه من مظاهر التمييز العنصري ضد أقباط مصر و هذا ديدان المنافقين إذا وجدوا فرصة للطعن في الإسلام و أهله ركبوا الموجة فورا ....... فلك الله يا إسلام .