اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 16-12-2010, 10:38 AM
الصورة الرمزية محب السنه
محب السنه محب السنه غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 263
معدل تقييم المستوى: 15
محب السنه is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samar saad مشاهدة المشاركة
العودة اللى الدين والتمسك بيه هو الحل الوحيد اللى لازم نعمله
واننا نتمسك بالعلم سلاح لابد منه جمب الدين وبكده بلادنا هيتصلح حالها
ونهتم بالنشء والاجيال الصاعده

جزاكم الله خيرا على الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد
__________________
  #32  
قديم 16-12-2010, 11:48 AM
العميل السرى العميل السرى غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 126
معدل تقييم المستوى: 18
العميل السرى is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك اخوي

محب السنه و aymaan noor


يبدو اننا جميعاً في هذا الموضوع اتفقنا علي الحل


ولكن


كلاً بطريقته وفكر كل شخص


وانا مع الاخ محب السنه في كلامه لان كلامه دة من كلام مشايخنا وعلمائنا فأذا مخدناش بكلامهم يبقي هنتووه في الدنيا دي


ولا احنا ناخد منهم الي متوافق مع اهواء كل شخص فقط والي مش متوافق علي مزاجه هيعمل الي هو عايزة ان كان حلال ام حرام


ليه ديماً مختلفين ومنجتمعش علي رأي ولو اجتمعنا علي الرأي برضة بيستمر الخلاف


وبما ان الموضوع اتجه للبطالة وخروج المرأة وعملها


فأنا مع عمل عمل المرأة
اذا كان العمل ملائماً
اذا
* خرجت بالزي الإسلامي كاملاً .....
ايه هو الزي الإسلامي ويعني اية واشمعنا ما اي زي تخرج بيه وخلاص .. ببساطة علشان احنا بنتكلم في نقطة حلال ام حرام .. يبقي تلبس الزي الحلال وتشوف المواصفات والزي الحلال في الشرع يعني احنا مبنقولش مواصفات معينة ولا متشددين في الملبس وطبعا لو بحثتو هتعرفو مواصفات الزي الاسلامي

* ان لا يسبب خروجها من منزلها اختلاط ....
لا في وسيلة مواصلات ... ولا في اثناء العمل

* ترجع بيتها معززة مكرمة ....
لو دة الي حصل يبقي مفيش مانع

انما احنا في عصر الفتن اخي الكريم


فأنا مع عمل المرأة في سن معين واعمال معينة .... امال لما هي تشتغل مين الي هيطبخ ويربي

ودة مش تقليل من المرأة دة تكريم ووقار ليها والمرأة نفسها بتعتز بمهمتها الاساسية في انها ازاي ربت اطفالها واصبحو رجالة وازاي شاطرة في الطبيخ والاكلات الشهية لزوجها وابنائها بعد عودتهم من العمل المرهق
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
  #33  
قديم 16-12-2010, 12:21 PM
GrEEn Goblen GrEEn Goblen غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
العمر: 32
المشاركات: 1
معدل تقييم المستوى: 0
GrEEn Goblen is on a distinguished road
افتراضي

مشكووووووووور
  #34  
قديم 16-12-2010, 01:56 PM
أبو إسراء A أبو إسراء A غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,315
معدل تقييم المستوى: 23
أبو إسراء A is a jewel in the rough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aliweeka1 مشاهدة المشاركة
أما هنا في المنتدي فالحديث في أمر يخص الدين
والتمسك بهذا الأمر يكون بناءاً علي الدليل من الكتاب والسنة وليس من الهوي
والفكر.
كلام طيب يكتب بماء الذهب ،فالكتابة فى أمر يخص الدين تكون بناءا على أدلة من الكتاب والسنة وفى نطاق أقوال العلماء المعتبرين ، فنحن يا أخوة لسنا مفتين ، وحتى يرتاح القارىء لما تكتب يجب أن تكون المعلومة موثقة ،أما جعل العقل حاكما على الشرع فهذا هو الضلال المبين ، وجمال البنا مثال .

جزاك الله خيرا يا أستاذ على

وجعل عملك لوجه خالصا .

__________________
المستمع للقرآن كالقارئ ، فلا تحرم نفسك أخى المسلم من سماع القرآن .

  #35  
قديم 16-12-2010, 10:39 PM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,986
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي

من فتاوى الشيخ القرضاوى
واليكم الموقع
http://www.qaradawi.net/site/topics/...6&parent_id=17

حرمان المرأة من العمل السياسي.. شبهات وردود
أفتى بعض العلماء بتحريم ممارسة المرأة للعمل السياسي وكان مما استندت إليه هذه الفتوى أن طبيعة المرأة وفطرتها التي فطرها الله عليها تحول دون ذلك، كما استندت إلى حديث "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" إلى آخر ما ورد فيها فهل ما جاء في هذه الفتوى هو الحق أم ماذا؟ أفيدونا أفادكم الله.

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فالإسلام لم يفرق بين المرأة والرجل في ممارسة الحقوق السياسية فهما على قدم سواء، وبالنسبة لتولي المرأة أماكن الصدارة والرياسة إذا توافرت فيها الشروط التي تؤهلها لذلك فقد انعقد إجماع الأمة على أنه لا يجوز للمرأة أن تتولى الإمامة العظمى وما في معناها من رئاسة الدولة -غير المؤسسية- بحيث تكون ذات إرادة نافذة في قومها، لا يرد لها حكم، ولا يبرم دونها أمر، وبذلك يكونون قد ولوها أمرهم حقيقة ، أي أن أمرهم العام قد أصبح بيدها وتحت تصرفها، ورهن إشارتها.

أما عدا الإمامة والخلافة وما في معناها من رئاسة الدولة - فهو مما اختلف فيه، وهذا ما خلص إليه الدكتور القرضاوي في رده على من أفتى بتحريم الحقوق السياسية على المرأة، وإليك نص فتواه:

لقد اطلعت على الفتوى التي أشار إليها الأخ السائل في رسالته وهي فتوى صدرت قديما لبعض علماء الأزهر والتي انتهت إلى تحريم الحقوق السياسية كلها على المرأة، وأولها حق الانتخاب، والشهادة لمرشح بقول " نعم " أو " لا "، ومن باب أولى منعها عن الترشيح للمجالس النيابية، ما دامت قد منعت من مجرد التصويت.

موقف نساء النبي وتطلعهن إلى الزينة :
ومما استندت إليه فتوى هؤلاء المانعين للمرأة من مزاولة الحقوق السياسية قولهم :
إن المرأة بمقتضى الخلق والتكوين مطبوعة على غرائز تناسب المهمة التي خلقت لأجلها، وهي مهمة الأمومة وحضانة النشء وتربيته، وهذه قد جعلتها ذات تأثر خاص بدواعي العاطفة.

ولا تعوزنا الأمثلة الواقعية التي تدل على أن شدة الانفعال والميل مع العاطفة من خصائص المرأة في جميع أطوارها وعصورها.

فقد دفعت هذه الغرائز المرأة في أسمى بيئة نسوية إلى تغليب العاطفة على مقتضى العقل والحكمة .
وآيات من سورة الأحزاب : تشير إلى ما كان من نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- وتطلعهن إلى زينة الدنيا ومتعتها، ومطالبتهن الرسول أن يغدق عليهن مما آتاه الله من الغنائم حتى يعشن كما تعيش زوجات الملوك ورؤساء الأمم.

لكن القرآن قد ردهن إلى مقتضى العقل والحكمة في ذلك: " يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحًا جميلا . وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرًا عظيمًا ". (الأحزاب : 29).

وآية أخرى من سورة التحريم : تتحدث عن غيرة بعض نسائه عليه الصلاة والسلام وما كان لها من الأثر في تغليبهن العاطفة على العقل، مما جعلهن يدبرن ما يتظاهرن به على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد ردهن القرآن إلى الجادة : " إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكم وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ". (التحريم :4).

هذه هي المرأة في أسمى البيئات النسوية لم تسلم من التأثر الشديد بدواعي العاطفة، ولم تنهض قوتها المعنوية على مغالبة نوازع الغيرة مع كمال إيمانها ونشأتها في بيت النبوة والوحي، فكيف بامرأة غيرها لم تؤمن إيمانها ولم تنشأ نشأتها وليس لها ما تطمع به أن تبلغ شأنها أو تقارب منزلتها ؟ ! . ا هـ.
هذا ما ذكره من ذكره في شأن نساء النبي.
ولكن فاته أن يذكر أنهن - حين خُيِّرن - اخترن جميعًا الله ورسوله والدار الآخرة .

على أن تطلعهن إلى الزينة ومتاع الحياة كسائر النساء وبخاصة نساء العظماء، لا يدل على قصور عقولهن، ولا عدم صلاحيتهن للتفكير في الأمور العامة، بل هو تطلع بحكم الفطرة البشرية، والطبيعة النسوية، سرعان ما تقشعت سحابته عندما نزلت آية التخيير.

وهل برئ الرجال تمامًا من مثل هذه المواقف التي يركنون فيها فترة إلى الدنيا، ثم تدركهم الصحوة، حينما ينبههم الوحي إلى خطئهم أو غفلتهم ؟.

ألم يقل القرآن في شأن الصحابة مخاطبًا الرسول الكريم: " وإذا رأوا تجارة أو لهوًا انفضوا إليها وتركوك قائمًا قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين ". (الجمعة : 11).

ألم ينزل الله تعالى عقب غزوة أحد آيات يعاتب فيها أصحاب رسوله - أفضل أجيال البشر - على ما بدر منهم من عصيان أمره، وترك مواقعهم والنزول لجمع الغنائم .... مما كان من عواقبه ما كان ؟ يقول عز وجل : " ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ". (آل عمران : 152).

قال ابن مسعود : " ما كنت أعلم أن فينا من يريد الدنيا، حتى نزلت هذه الآية " !.
هل يمكن أن يؤخذ من مثل هذه المواقف التي يضعف فيها بعض الرجال الأخيار وتغلب فيها أهواؤهم عقولهم: أن الرجال لا يصلحون للمهمات الكبار؟ !.

وفي غزوة بدر يسجل القرآن على بعض المؤمنين مثل هذه المواقف قبل المعركة وبعدها، يقول تعالى : " كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقًا من المؤمنين لكارهون . يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون . وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم .. ". (الأنفال : 5 - 7).
وبعد المعركة يقول في شأن موقفهم من الأسرى : " تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم . لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ". (الأنفال : 67، 68).


إن الضعف البشري يعتري الرجال والنساء جميعًا، والعبرة بالعاقبة.
ولماذا لا يذكر هنا مشورة أم سلمة للنبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم الحديبية، وقد كان من ورائها الخير والمصلحة ؟.


بل لماذا لم يذكر ما ذكره القرآن عن امرأة حكمت قومها بالعقل، وساستهم بالحكمة وقادتهم في أحرج الأوقات إلى ما فيه خيرهم في الدنيا والآخرة؟ ألا وهي ملكة سبأ، التي لخصت لقومها ما يصنعه الفاتحون المستعمرون إذا دخلوا بلدًا بعبارة في غاية الوجازة والبلاغة : "قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة ". (النمل : 34).

العوارض الطبيعية للمرأة وأثرها على مزاولة المرأة للعمل السياسي :
ويستند المانعون للنساء من التشريع بأن المرأة تعرض لها عوارض طبيعية من الدورة الشهرية وآلامها، والحمل وأوجاعه، والولادة وأسقامها، والإرضاع ومتاعبه، والأمومة وأعبائها .... كل هذا مما يجعلها غير قادرة بدنيًا ولا نفسيًا ولا فكريًا، على تحمل تبعة العضوية في مجلس يسن القوانين، ويراقب الحكومة.

ونقول: إن هذا صحيح، وليست كل امرأة صالحة للقيام بعبء النيابة، فالمرأة المشغولة بالأمومة ومتطلباتها لن تزج بنفسها في معترك الترشيح لهذه المهام، ولو فعلت لكان على الرجال والنساء أن يقولوا لها : لا.. أطفالك أولى بك.

ولكن المرأة التي لم ترزق الأطفال وعندها فضل قوة ووقت وعلم وذكاء، والمرأة التي بلغت الخمسين أو قاربت، ولم تعد تعرض لها العوارض الطبيعية المذكورة، وتزوج أبناؤها وبناتها، وبلغت من نضج السن والتجربة ما بلغت، وعندها من الفراغ ما يمكن أن تشغله في عمل عام، ما الذي يمنع من انتخاب مثلها في مجلس نيابي، إذا توافرت فيها الشروط الأخرى، التي يجب أن تتوفر في كل مرشح، رجلا كان أو امرأة ؟.

آية : " وقرن في بيوتكن " : وقد استدلت الفتوى على منع المرأة من الترشيح للانتخاب بقوله تعالى : (وقرن في بيوتكن ) (الأحزاب : 33) وللرد على ذلك نقول: .

من المعلوم الذي لا ينازع فيه أحد أن الآية خطاب لنساء النبي، كما يدل على ذلك السياق . ونساء النبي لهن أحكام خاصة من حيث مضاعفة العذاب لمن تأتي بفاحشة مبينة، ومضاعفة الأجر لمن تعمل صالحًا، وتحريم نكاحهن بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . وقد قال القرآن في نفس السياق : " يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ".

ولهذا أجاز المسلمون من غير نكير للمرأة في عصرنا أن تخرج من بيتها للتعلم في المدرسة، ثم في الجامعة، وأن تذهب إلى السوق، وأن تعمل خارج بيتها معلمة وطبيبة وممرضة، وغير ذلك من الأعمال المشروعة، في إطار الشروط والضوابط الشرعية.

على أن الآية الكريمة : " وقرن في بيوتكن " لم تمنع أم المؤمنين، أفقه نساء الأمة، عائشة رضي الله عنها، أن تخرج من بيتها، بل من المدينة المنورة، وأن تسافر إلى البصرة على رأس جيش فيه الكثير من الصحابة، وفيهم اثنان من العشرة المبشرين بالجنة، ومن الستة المرشحين للخلافة، أصحاب الشورى : طلحة والزبير، تطالب بما تعتقد أنه حق وصواب، من المبادرة بالقصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه.

وما يقال من أنها ندمت على هذا الخروج، فهذا ليس لأن خروجها كان غير مشروع، بل لأن رأيها في السياسة كان خطأ . وهذا أمر آخر.

على أن بعضهم اتخذ من آية : " وقرن في بيوتكن " حجة عامة على أن المرأة لا يجوز لها أن تخرج من بيتها إلا لضرورة أو حاجة تنزل منزلة الضرورة، حتى التعليم في المدرسة والجامعة توقفوا فيه ! ولا عجب أن حرموا عليها أن تشترك في الانتخابات بالتصويت، بأن تقول " نعم " أو " لا ".

وبهذا يعطل نصف الأمة عن الشهادة في هذا الجانب المهم .؟ وإن شئت التعبير عن الواقع، قلت : تعطل الصالحات من النساء عن أداء هذه الشهادة، على حين تذهب الأخريات لإعطاء أصواتهن للعلمانيين والمعادين لشريعة الإسلام.

وقد نسي هؤلاء أن بقية الآية الكريمة تدل بمفهومها على شرعية الخروج للمرأة من بيتها إذا التزمت الحشمة والأدب ولم تتبرج تبرج الجاهلية الأولى، فالنهي عن التبرج يفيد أن ذلك خارج البيت، فالمرأة في بيتها لا حرج عليها أن تتزين وتتبرج، فالتبرج المنهي عنه إذن لا يكون إلا خارج البيت.

حديث : " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " :
ومما استندت إليه الفتوى المذكورة في منع المرأة أن تكون ناخبة أو عضوا في مجلس نيابي الحديث الذي رواه البخاري وغيره عن أبي بكرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حين بلغه أن الفرس ولوا على ملكهم بنت كسرى بعد موته، قال : " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ".

ولنا مع هذا الاستدلال وقفات :
الأولى: هل يؤخذ الحديث على عمومه أو يوقف به عند سبب وروده ؟.
على معنى أنه أراد أن يخبر عن عدم فلاح الفرس، الذين فرض عليهم نظام الحكم الوراثي أن تحكمهم بنت الإمبراطور، وإن كان في الأمة من هو أكفأ منها وأفضل ألف مرة ؟.

صحيح أن أغلب الأصوليين قالوا : إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ولكن هذا غير مجمع عليه، وقد ورد عن ابن عباس وابن عمر وغيرهما ضرورة رعاية أسباب النزول، وإلا حدث التخبط في الفهم، ووقع سوء التفسير، كما تورط في ذلك الحرورية من الخوارج وأمثالهم، الذين أخذوا الآيات التي نزلت في المشركين فعمموها على المؤمنين. (وللشاطبي بحث مفيد في ذلك في كلامه عن "القرآن" في "الموافقات").

فدل هذا على أن سبب نزول الآية ومن باب أولى سبب ورود الحديث، يجب أن يرجع إليه في فهم النص، ولا يؤخذ عموم اللفظ قاعدة مسلمة.

يؤكد هذا في هذا الحديث خاصة: أنه - لو أخذ على عمومه - لعارض ظاهر القرآن، فقد قص علينا القرآن قصة امرأة قادت قومها أفضل ما تكون القيادة، وحكمتهم أعدل ما يكون الحكم، وتصرفت بحكمة ورشد أحسن ما يكون التصرف، ونجوا بحسن رأيها من التورط في معركة خاسرة، يهلك فيها الرجال، وتذهب الأموال، ولا يجنون من ورائها شيئَا.
تلك هي بلقيس التي ذكر الله قصتها في سورة النمل مع نبي الله سليمان، وانتهى بها المطاف إلى أن قالت : (رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين). (النمل : 44).


كما يؤكد صرف الحديث عن العموم : الواقع الذي نشهده، وهو أن كثيرًا من النساء قد كن لأوطانهن خيرًا من كثير من الرجال.

وإن بعض هؤلاء " النساء " لهو أرجح في ميزان الكفاية والمقدرة السياسية والإدارية من كثير من حكام العرب والمسلمين " الذكور " ولا أقول " الرجال " !.

الثانية: أن علماء الأمة قد اتفقوا على منع المرأة من الولاية الكبرى أو الإمامة العظمى، وهي التي ورد في شأنها الحديث ودل عليها سبب وروده، كما دل عليها لفظه "ولوا أمرهم" وفي رواية " تملكهم امرأة " فهذا إنما ينطبق على المرأة إذا أصبحت ملكة أو رئيسة دولة ذات إرادة نافذة في قومها، لا يرد لها حكم، ولا يبرم دونها أمر، وبذلك يكونون قد ولوها أمرهم حقيقة، أي أن أمرهم العام قد أصبح بيدها وتحت تصرفها، ورهن إشارتها.

أما ما عدا الإمامة والخلافة وما في معناها من رئاسة الدولة - فهو مما اختلف فيه.
فيمكن بهذا أن تكون وزيرة، ويمكن أن تكون قاضية، ويمكن أن تكون محتسبة احتسابًا عامًّا.

وقد ولى عمر بن الخطاب الشفاء بنت عبد الله العدوية على السوق تحتسب وتراقب، وهو ضرب من الولاية العامة.

الثالثة: أن المجتمع المعاصر في ظل النظم الديمقراطية حين يولي المرأة منصبًا عامًا كالوزارة أو الإدارة أو النيابة، أو نحو ذلك، فلا يعني هذا أنه ولاها أمره بالفعل، وقلدها المسئولية عنه كاملة.

فالواقع المشاهد أن المسئولية جماعية والولاية مشتركة، تقوم بأعبائها مجموعة من المؤسسات والأجهزة، والمرأة إنما تحمل جزءًا منها مع من يحملها.

فليست هي الحاكمة المطلقة التي لا يعصى لها أمر، ولا يرفض لها طلب، فهي إنما تترأس حزبًا يعارضه غيره، وقد تجري هي انتخابات فتسقط فيها بجدارة، كما حدث لأنديرا في الهند، وهي في حزبها لا تملك إلا صوتها، فإذا عارضتها الأغلبية غدا رأيها كرأي أي إنسان في عرض الطريق.

والله أعلم.
  #36  
قديم 16-12-2010, 11:04 PM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,986
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي

حول تولى المراة للقضاء
الموقع : http://www.qaradawi.net/site/topics/...mplate_id=105#
تعليق الشيخ القرضاوي

لقرضاوي
أريد أن أعلق فقط على رأي المستشار أحمد أبو الفضل بالنسبة لأنه لم يوجد في السوابق التاريخية الإسلامية أن هناك امرأة تولت القضاء لو حكَّمنا هذا، فلن نجز للمرأة أن تكون طبيبة لأنه لم يوجد طبيبات من النساء أو مهندسة أو أستاذة جامعية أو وزيرة كما رأينا، فقد قال أن الدكتورة عائشة هي وزيرة ممتازة وسفيرة ممتازة، ولكنها لا تصلح أن تكون قاضية، الذي جعل المرأة تصلح لهذه الأمور رغم عاطفيتها، تصلح للأمور الأخرى، ولكن الذي أقوله هنا أنه لا ينبغي أن نفتح الباب على مصرعيه وإنما تحد ذلك الحاجة، إذا وجدت الحاجة إلى أن تتولى المرأة هذا المنصب في بعض المواقع المعينة ووجدت المرأة المؤهلة لذلك، المستوفية للشروط من حيث السن والتجربة والناحية العقلية، والمقابلة التي يقول عنها الدكتور عاطف بحيث أننا لا نمنع هذا، أعتقد أن هذا هو المنهج الوسط في هذه القضية.
  #37  
قديم 16-12-2010, 11:07 PM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,986
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي

لمقدم
بالنسبة للوظائف العامة كالوزارة أو النيابة البرلمانية هناك أيضاً من يقول أن المرأة تختلط بالرجال بشكل كبير وهذا يهيئ لنسبة من الفساد في المجتمع وأن المرأة كيف يكون لها أن تذهب إلى الرجال وتقول لهم: انتخبوني، مثلاً: إذا كانت مرشحة عنهم في برلمان أو في مجلس بلدي أو في غيره.

القرضاوي
هذا ممكن بالنشرات وبالأشرطة وبكل الوسائل، فالممنوع بالنسبة للمرأة أمران الخلوة بالرجال أو التبرج، إنما إذا المرأة لم تختل إذا اجتمعت بمجموعة من الرجال، عملت اجتماع وشرحت برنامجها وهناك رجال ونساء ولكن بدون اختلاط تماس، ووضحت موقفها فهذا يجوز إلا عند من يقول أن صوت المرأة عورة، يعني هناك أناس يقولون أن صوتها عورة ولا يجوز لها أن تتكلم الكلام العادي، فهذا طبعا يمنع، ولكن نحن نقول الممنوع هو الخضوع بالقول (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً) فإذا كان القول معروف فهذا أمر مشروع وحتى أجيز لنساء النبي وعليهن من التغليظ ما ليس على غيرهن (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب) ومعروف أن السيدة عائشة خرجت في معركة الجمل وقادت الرجال وكان لها موقف.
  #38  
قديم 16-12-2010, 11:09 PM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,986
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي

لقرضاوي
أول شيء بالنسبة لآراء العلماء في القضايا المستجدة بعضها ردود فعل وبعضها اقتضتها تطورات الحياة، لماذا قال علماؤنا أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والعرف والحال، معناها أن الفقه متبدل، وأن الفقه يعالج الواقع ولا يعيش منعزلاً، ليس مطلوباً من الفقيه أن يعيش في صومعة منعزلة أو في برج عال ويعيش مع الكتب ولا يعرف عن الدنيا ماذا يستجد فيها .. لا، هذا لا يجوز، بل لابد أن يعايش الواقع وتساؤلات الناس، فالناس تتساءل عن هذه الأشياء، هناك أشياء يفرضها الواقع ولم تكن موجودة عند السابقين ولم تخطر ببال الفقهاء في أيام عصور الاجتهاد وأعتقد أنها لو كانت على أيام الاجتهاد لأعطوا فيها رأي، هذا من ناحية، من ناحية أخرى نحن لم نخالف إجماعاً، فأنا قلت قضية خلافية، الجمهور له فيها رأي وهناك أقلية من الفقهاء لهم فيها رأي إنما لم يمنعنا نص ولا إجماع، فلم نخالف نصاً ولا إجماعاً، فالقضية مادام ليس فيها نص ولا إجماع أصبحت في المنطقة المفتوحة ليست في المنطقة المغلقة، فهناك منطقة لا يدخلها اجتهاد، وفيها نصوص قطعية الثبوت، ونحن ليس عندنا نص قطعي الثبوت، ولا قطعي الدلالة ولا إجماع في هذه القضية، أما قضية أن الرجل يمنع المرأة، فإذا كان الرجل تزوجها على هذا الشرط لا يجوز له أن يمنعها لا في القضاء ولا في غيره، فهل يجوز أن يتزوج امرأته وهي مدرسة ويقول لها لا تخرجي، فمن يدرس البنات، فهي ملتزمة بهذا فالمسلمون عند شروطهم (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم) فإذا تزوج المرأة على أن تشتغل كمعلمة أو طبيبة أو ممرضة أو قاضية، أو أي شيء لا يجوز له أن يمنعها متى شاء لأن هذا إخلال بجوهر الالتزام الذي التزمته المرأة مع المؤسسة أو الجهة التي تعمل فيها، وحتى وإن كانت المرأة زوجة فليس لزوجها سلطة عليها.

http://www.qaradawi.net/site/topics/...e_id=105#تعليق الشيخ القرضاوي
  #39  
قديم 16-12-2010, 11:10 PM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,986
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي

مشاهد من الدوحة
نحن نعلم أن الإسلام قد كرم المرأة وأعطاها حقوق كثيرة بل وجعلها شقيقة الرجل يقول النبي صلى الله عليه وسلم "إنما النساء شقائق الرجال" ويقول الله تعالى (أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى) فهو يحثها على العمل كما حثها على التعلم بشروط التصوف والعفة، سؤالي من شقين هل الخوف من عمل المرأة في سلك القضاء لأنها تخطئ بسبب تغليب العاطفة على العقل، أم لأنها مشغولة دائماً ببيتها وزوجها وأولادها، وما يشغل خاصة نفسها من حيض ونفاس وولادة وغير ذلك، ونحن نعلم أن سيدنا داود عليه السلام حينما حكم في قضية الحرب وتدخل سليمان ابنه عليه السلام ورجح الله تعالى حكم سليمان في القضية، ثم النبوة والرسالة كانت قاصرة على الرجال وجزء من مهمات الرسالة والنبوة، القضاء فسيدنا داود كان يحكم وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يحكم ويفصل بين المتخاصمين، فما الذي يشير إليه هذا؟ هل يعني ذلك عدم اكتراث بالمرأة التي لم تكن هناك نبية أو رسولة؟

المقدم
السؤال الأخير هو من أهم الأسئلة الآن، فإذا كانت النبوة والرسالة قاصرة على الرجال وأيضاً كانت تقتضي القضاء معها فأيضا ربما يدخل هذا في شرط الذكورة الذي ربما أشار إليه الفقهاء في هذه المسألة فما تعليق سيادتكم على هذا؟

القرضاوي
أولاً ابن حزم يقول أن المرأة يمكن أن تكون نبية ورأى ابن حزم أن مريم عليها السلام كانت نبية وأن أم موسى (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه) فقال أن المرأة يجوز أن تكون نبية، والأخ استدل ببعض الأشياء مهمة جداً أن الإسلام جعل المرأة من الرجل، والرجل من المرأة، الآية الكريمة التي ذكرها ولم يكملها (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض) يعني الرجل من المرأة والمرأة من الرجل، فمادام أن كل واحد منهما يكمل الآخر فالمرأة تستطيع أن تقوم ببعض المهام التي يقوم بها الرجل، وليس معنى هذا أن الرجل والمرأة هما شيء واحد، هما جنسان مختلفان يكمل بعضهما البعض، والحديث الذي أشار إليه الأخ "إنما النساء شقائق الرجال" والآية الكريمة (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) وهذه آية جعلت الوظائف الاجتماعية وعلى رأسها الأمر بالمعروف وظائف مشتركة بين الرجال والنساء أو بين المؤمنين والمؤمنات فهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
http://www.qaradawi.net/site/topics/...e_id=105#تعليق الشيخ القرضاوي
  #40  
قديم 17-12-2010, 12:13 AM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aymaan noor مشاهدة المشاركة
لمقدم
بالنسبة للوظائف العامة كالوزارة أو النيابة البرلمانية هناك أيضاً من يقول أن المرأة تختلط بالرجال بشكل كبير وهذا يهيئ لنسبة من الفساد في المجتمع وأن المرأة كيف يكون لها أن تذهب إلى الرجال وتقول لهم: انتخبوني، مثلاً: إذا كانت مرشحة عنهم في برلمان أو في مجلس بلدي أو في غيره.

القرضاوي
هذا ممكن بالنشرات وبالأشرطة وبكل الوسائل، فالممنوع بالنسبة للمرأة أمران الخلوة بالرجال أو التبرج، إنما إذا المرأة لم تختل إذا اجتمعت بمجموعة من الرجال، عملت اجتماع وشرحت برنامجها وهناك رجال ونساء ولكن بدون اختلاط تماس، ووضحت موقفها فهذا يجوز إلا عند من يقول أن صوت المرأة عورة، يعني هناك أناس يقولون أن صوتها عورة ولا يجوز لها أن تتكلم الكلام العادي، فهذا طبعا يمنع، ولكن نحن نقول الممنوع هو الخضوع بالقول (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً) فإذا كان القول معروف فهذا أمر مشروع وحتى أجيز لنساء النبي وعليهن من التغليظ ما ليس على غيرهن (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب) ومعروف أن السيدة عائشة خرجت في معركة الجمل وقادت الرجال وكان لها موقف.

لن أقدح في الشيخ القرضاوي ولا في رأيه , بل أذكر الأدلة علي تحريم الاختلاط في الاسلام :-
يحدث هذا في بلاد المسلمين :

- محاربة غطاء الوجه.. ولو كان الاختلاط حاصلا.

- محاربة غطاء الرأس، ولو كان الوجه مكشوفا، والاختلاط حاصل.

والناس معترضون..!!..

على أي شيء يعترضون؟..

يعترضون على منعها من غطاء الوجه، ومنعها من غطاء الرأس..

لكن أين اعتراضهم على الاختلاط ؟؟!!..

هل هؤلاء يفهمون ما معنى الحجاب، ولم شرع، ولم أمرت به المرأة، ولم أمر الرجل بأمر وليته بذلك؟..

الحجاب هو الحاجز، الذي يفصل بين الشيئين ، وحجاب المرأة هو ما يحجزها عن نظر الرجل إلى بدنها..

والغرض معلوم: هو صون المرأة، وتزكية الرجل، وحفظ المجتمع من انتشار الرذيلة.. ذلك أن انجذاب الرجل إلى المرأة، والعكس، من القوة بحيث إذا لم يوضع هذا الحاجز، خيف عليهما من الوقوع في المحرم.

فالحجاب إذن مقصوده ستر محاسن المرأة عن الرجل، فلا يقع نظره على ما يفتنه منها..وأتم ذلك وأحسنه حجاب البيت، وهو قرارها في بيتها، قال تعالى: {وقرن في بيوتكن}..

لكن لما كان من الضرورة أن تخرج المرأة في حاجاتها، كان لها الإذن في ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذن لكن أن تخرجن لحاجتكن)، لكن بشرط الحجاب الذي يحقق لها الستر والصون، ولن يكون ذلك إلا بأمرين:

- أن يكون الحجاب في نفسه يحقق الستر، وذلك بأن يكون سابغا لكل البدن، وأن يكون واسعا: لا يبدي شيئا من المفاتن، وأن يكون صفيقا: لا يشف عما وراءه.

- وأن تبتعد قدر الإمكان عن طريق الرجال، فلا تتعرض لهم، إلا بقدر الحاجة إن احتاجت، كبيع وشراء، ونحو ذلك، فلا تمكث أمام نظر الرجل من الزمن ما يمكنه فيها من تأمل حسنها..

فإذا كان هذا هو معنى الحجاب، فإن من يعترض على منع المرأة من ستر وجهها أو رأسها، ولا يعترض على اختلاطها بالذكور، إنما يأخذ من معنى الحجاب ظاهره، وهو اللباس، دون أن ينفذ إلى المعنى الحقيقي وهو: منع افتتان الرجل بالمرأة، وصيانة المرأة من عدوان الرجل..

فإن كل من يفهم هذا المعنى من الحجاب، فلا يمكن أن يرضى للفتاة أن تشارك الفتى في مقاعد الدراسة، ولا يمكن أن يرضى للمرأة أن تشارك الرجل في مقاعد العمل..

فالحجاب في أخص وأعمق معناه هو: الفصل بين الجنسين فصلا تاما.. فلا يلتقيان إلا لعرض طارئ لا بد منه، لا أن تيسر السبل، وتفتح الطرق لأجل وقع هذا الالتقاء.

وعلى هذا، وبهذا جاءت الشريعة:

- قال تعالى: { وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن}..

فمنع السؤال إلا من وراء حجاب.. أي يكون ثمة حائل بين المرأة والرجل.. وهذا منع للاختلاط..

- قال تعالى: { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن}.

فأمر بغض البصر.. وغض البصر محال في الاختلاط.. فدل على تحريم الاختلاط..

- قال عليه الصلاة والسلام: ( المرأة عورة).. وكونها عورة.. أي لا يجوز النظر إلى زينتها وشيء من جسدها.. والاختلاط معناه النظر إلى كل ذلك..

- صفوف النساء كانت في مؤخرة المسجد خلف صفوف الرجال، فالنساء كن يصلين مع بعضهن، ولم يكن يشاركن الرجال في الصف.. والرجال مع بعضهم، لا تجد رجلا داخلا في صفوف النساء، ولو كان الاختلاط مباحا، لكانت صفوف الصلاة أولى وأحسن مكان لذلك، حيث إن كل مصل إنما يأتي ليطلب المغفرة والرضوان، لا لأمر دنيوي..

فلم جرى الفصل بين الجنسين بهذه الطريقة، حتى في هذا المكان المقدس، الطاهر؟..

- كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته صبر ولم يلتفت إلى الناس، والناس مثله، فإذا التفت إليهم كان ذلك إيذانا لهم بالإنصراف، كان يفعل ذلك حتى ينصرف النساء أولا، ثم الرجال ثانيا، حتى لا يقع الاختلاط عند باب المسجد، وفي الطريق..

- كان للنساء يوم يأتيهن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلمهن أمور دينهن، وله مع الرجال أيام يتعلمون فيها..

فلم لم يجمع الرجال والنساء، ليتلقوا جميعا؟..

- لما رأى النساء يمشين في وسط الطريق قال: ( ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافته).. أي ليس للمرأة أن تسير وسط الطريق، بل تدعه للرجال.. وهذا منع للاختلاط حتى في الطرقات..

- قال عليه الصلاة والسلام: ( ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء)..

والاختلاط معناه اجتماع المرأة والرجل في مكان واحد.. وهذا مناف لمعنى الحديث:

فكيف يجمع بين الفاتن والمفتون في مكان واحد؟…

كل هذه الأدلة وغيرها لا تدل إلا على شيء واحد: هو أن الشريعة جاءت بالفصل التام بين الجنسين، وهو ما نسميه بالاصطلاح الحادث: منع الاختلاط.

بعد ذلك يأتي المتحذلقون ليقولوا:

- إن كلمة الاختلاط ليست شرعية..

- وأن الاختلاط كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

- وأن المحرم إنما هو الخلوة.؟؟!!!..
وكل إنسان يعلم حقيقة نفسه، فالرجل يعلم ويدرك كيف هو عند نظره إلى المرأة؟.. كيف إن غريزته تتحرك تلقائيا، دون إرادة منه؟..
هذا أمر لا يجادل فيه إنسان، لكن العجب كل العجب، أن تجد مع ذلك رجلا كامل الرجولة، يفهم فهم الأصحاء، ويدرك حقيقة المرأة، يرضى، ويأذن، ويدفع بمحارمه: زوجته، ابنته، أخته؛ للعمل في مكان مختلط، بين الرجال، أو للدراسة مع الذكور..

وهؤلاء على صنفين:

- صنف غافل ، بلغ في الغفلة غاية مذمومة، أنساه الشيطان، ولعب به، حتى عمي عن إدراك الآثار الخطيرة من وراء تفريطه في عرضه.. وهذا الصنف للأسف موجود، ولا أدري حقيقة كيف يفكر، وكيف يقدر؟!!..

- وصنف آخر ضعفت الغيرة نفسه، وهان عليه أن يرى محارمه في مواطن الخطر..

والأعجب من ذلك كله: أن تجد المرأة في الموقف السلبي، لا تتقدم بشيء، بل تنظر ما يأذن به وليها فتفعله، فإن أغراها بالاختلاط، وزين لها الدراسة أو العمل مع الذكور، سارعت وبادرت، بدعوى أن وليها أذن لها..

نعم من الجميل أن تطيع المرأة وليها، لكن ذلك ليس بإطلاق: (إنما الطاعة في المعروف)، فإذا أمرها بمعصية، أو أذن لها في معصية، مثل الاختلاط، فعليها الرفض، وإعلان ذلك بوضوح، فإذا كان وليها لا يهتم بشأنها، وإذا كان قد تخلى عن صيانتها، فالواجب عليها عقلا وشرعا أن تصون نفسها، وتبتعد عن كل ما يؤذيها في نفسها، أو بدنها، أو دينها، أو خلقها.
الأمم الغربية بدأت تعمل على الفصل بين الجنسين في كليات كثيرة بلغت المائة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبلغت أعدادا كثيرة في أوربا، عدا المدارس العامة..

وذلك الفصل جاء بعد وقوف كامل على المشاكل التي جنيت من وراء الاختلاط، من:

زنا وشذوذ جنسي، لواط وسحاق، وأمراض، وانتهاك لمكانة المرأة، من قبل من لا ينظر إليها إلا نظر شهوة.

ثم يأتي بعد هذا من بني جلدتنا من يدعو إلى الاختلاط ويزين ذلك ويتساءل عن الحكم، ويطلب الدليل ...

ونحن نقول بصراحة ووضوح: من الذي نهى عن الاختلاط؟.. الجواب:

الله جل شأنه.
قد يحتج بعضهم بما يحدث في الطواف، وفي الأسواق، وخروج النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم للتمريض.. ومع أنه لا حجة في ذلك بوجه.. إذ الأصل هو النص، لا أحوال الناس.. فأحوال الناس تعتريها أمور كثيرة، إلا أننا نقول:

- الأصل في الطواف طواف النساء من وراء الرجال..

هكذا طاف نساء المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. أي الأقرب إلى البيت هم الرجال، ثم النساء من ورائهم.. قال عطاء:

" لم يكن يخالطن، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حَجْرة (معتزلة) من الرجال لا تخالطهم، فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين، قالت: انطلقي عنكِ، وأبت.

يخرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال، ولكنهن كن إذا دخلن البيت قمن حتى يدخلن وأخرج الرجال" رواه البخاري في الحج.

وقال عليه الصلاة والسلام لأم سلمة: ( طوفي من وراء الناس وأنت راكبة).. المصدر السابق.

فما يحدث اليوم خلاف الأصل.. ومع كونه خلاف الأصل.. إلا أن الطواف على هذا النحو المحدث (بالرغم من خطئه) لا يقارن بما يدعو إليه دعاة الاختلاط.. إذ يدعون إلى الاختلاط في التعليم والعمل..

وأين اختلاط محدود، في وقت محدود، كما في الطواف، من اختلاط دائم، مفتوح.. في التعليم والعمل؟..

- أما الخروج للأسواق.. فالمرأة تخرج لقضاء حوائجها، من بيع وشراء، تمر بين الرجال، ثم تمضي إلى بيتها، وليس هذا اختلاط، إنما الاختلاط المقصود هو:

أن يرتفع الحاجز بين المرأة والرجل، حتى تعود العلاقة بينهما كما تكون العلاقة بين الرجل والرجل، وكما بين المرأة والمرأة، فتكون زميلته، ويكون زميلها، في الدراسة أو العمل..

ويلحق بهذا المعنى دخول النساء بين الرجال، لأجل اللهو، فإذا كان الشارع قد أذن في مرور النساء بين الرجال في الأسواق، ونحو ذلك، لقضاء حوائجهن، لكونها ضرورة، فإنه لم يأذن في مثل ذلك لأجل أن تلهو، فهذه ليست ضرورة، بل هي ضارة.

- أما التمريض في الحروب.. فلا أدري كيف يحتجون به؟..

فالاحتجاج به باطل من وجوه:

1- أنهن كن يخرجن مع محارمهن، بحجابهن.

2- لم يكن يباشرن التمريض، بل كن يهيئن الأدوية.

3- أن خروجهن كان سببه قلة الرجال، وكن في الغالب من كبيرات السن.

فلا حجة في هذا أبدا لمن احتج به على جواز الاختلاط.. فليس فيه اختلاط أصلا، بالمعنى الذي سبق آنفا، بل هو مشاركة، والمشاركة لا تلزم منها الاختلاط..

وأين هذا الذي يحدث في الحرب من خروج النساء للمعونة، مما يحدث في المستشفيات من اختلاط؟..

وهل تصح المقارنة بين حالة الضرورة، وحالة اللاضرورة؟، فإن قيل: فمن يمرض النساء؟.

قيل: فما المانع من فصل النساء عن الرجال في المستشفيات؟..

حاصل الأمر ليس لدى هؤلاء حجة إلا اتباع الهوى..!!!..

فحذار أن تخدعـــــــوا...... فالاختلاط محرم.. ولو كان بحجـــــاب..
  #41  
قديم 17-12-2010, 12:21 AM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

وهذا هو رأي فضيلة الشيخ الشعراوي في عمل المرأة :-
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ وكفى؛ وصَلاةً وسَلامًا على عِبادِه الذين اصْطفى؛ وبَعْدُ:

مقال للامام العلامة المفسر المجدد محمد متولي الشعراوي رحمة الله
يقول الشيخ الشعراوي قدّس الله روحه :
[{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "1"} (سورة النساء)]
ما من قضية أثارت جدلاً في كل بيت مسلم .. وفي كل بيت غير مسلم .. مثل قضية الأحكام الخاصة بالمرأة في القرآن الكريم .. وما حورب الإسلام من المستشرقين ومن سار على دربهم .. مثلما حورب بقضايا المرأة في تعدد الزوجات .. وميراثها .. الذي يبلغ نصف ميراث الرجل .. أيضا شهادتها .. حيث إن شهادة الرجل بشهادة امرأتين .. وغير ذلك من الأحكام التي تعمدوا فيها القول بالباطل والمفاهيم الخاطئة .. لإثارة الناس .. ولو علموا ما تجاهلوا.
لكن فجأة .. وبعد أن طحنت التجربة المرأة في أوروبا وأمريكا .. وبعد أن أصيبت مجتمعاتهم بأمراض عضوية وخلقية .. إذا بهم لا يجدون طريقاً إلا الطريق الإسلامي .. مضطرين إليه اضطرارا .. بعد أن بينت لهم التجربة النتائج المدمرة التي يمكن أن تحدث عندما يشرع الناس لأنفسهم .. ويتركون ما شرعه الله لهم ..
لقد قالوا: لا طلاق .. زواج كاثوليكي .. امرأة واحدة فقط .. وأخذوا يتباهون أنهم وجدوا الحل الأمثل للحياة .. وإذا بالكنيسة الكاثوليكية نفسها ـ التي تبنت هذا القانون ـ هي التي تلغيه تحت ضغط المشاكل الهائلة التي حدثت منه .. وإذا بهم يوم إلغاء هذه الأبدية وإباحة الطلاق .. تقام أربعون ألف قضية طلاق .. في يوم واحد .. في روما وحدها!! وذلك نتيجة للإرهاب الفكري المتسلط.
وقالوا: لا ترضعوا أولادكم .. وأنشأوا شركات تصنع اللبن للطفل .. مدعين أن هذا اللبن الذي يصنعونه هو افضل من لبن الأم .. الذي خلقه الله سبحانه وتعالى .. وهو العليم بخلقه .. وما يصلح، أو ما لا يصلح لهم ..
ثم مرت السنوات .. وللأسف الشديد .. الدول الإسلامية قلدت دول الغرب .. وقلد أطباؤنا أطباءهم .. ثم ماذا حدث؟ .. أثبتت الأبحاث أن لبن الأم .. هو الذي يعطي الطفل المناعة طوال حياته .. وأن البعد عن لبن الأم انشأ أجيالاً مريضة جسدياً ونفسياً وعقلياً.
وأفاقت المجتمعات الغربية .. فأخذت تصيغ قصائد المدح في لبن الأم وفوائده .. وما يفعله في الطفل .. وإذا بكل وسائل الدعاية .. تدعو الأمهات لإرضاع أطفالهن .. لأن الطفل لا يأخذ من ثدي أمه اللبن فقط .. ولا الصحة فقط .. ولكن يأخذ منه الحنان .. والشعور بالأمان والانتماء للأسرة .. وكل ما هو طيب في هذه الحياة.
||الفكر المرفوض||
ونحن لأننا نجري ونلهث، وراء الحياة المادية الغربية، التي بهرتنا بقشورها، وكما لهثنا وراءهم، في بيان مزايا ألبان الأطفال التي تنتجها الشركات، لهثنا وراءهم ندعو المرأة إلى ضرورة إرضاع طفلها عامين كاملين، ونسينا القرآن الكريم الذي أمرنا بذلك منذ أربعة عشر قرناً، ونسينا قول الله سبحانه وتعالى:
[{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ .. "233"} (سورة البقرة)]
وهكذا عاد العالم كله، مكرهاً إلى شرع الله، لم يعد عن إيمان، ولا عن اعتناق للدين، ولكنه عاد بعد تجارب عديدة وأليمة، أراد الله سبحانه وتعالى برحمته أن يقينا شرها .. ولكننا تركنا حكم الله، ثم عدنا مكرهين إليه لأن الحياة لا تستقيم بدونه.
وتحدث الغرب عن حرية الجنس .. وكيف أن المرأة لابد أن تكون لها الحرية في أن تفعل ما تشاء، على أنها حرية شخصية، وقد وصل الحد بدولة كبريطانيا، أنها أباحت الشذوذ الجنسي، واعتبرته أمراً مشروعاً ومباحاً .. ثم ماذا حدث؟!
اكتشفوا مرض الإيدز الذي لا علاج له .. وإذا بأبواق بالإباحة في العالم، ودعاة الحرية الشخصية وغير ذلك .. يقولون: إنه لا علاج لهذا المرض إلا بالتمسك بالفضيلة .. وأن مرض الإيدز لا يصيب الزوج وزوجته إذا ما اكتفى كل منهما بالآخر، ولكنه يصيب كل من يتجاوز هذه الحدود.
وعاد العالم يدعو إلى التزام الفضيلة والتمسك بها، وهو ما أمر به الله تبارك وتعالى.. ولكن المجتمعات الغربية بعدت عنه بدعوى الحرية الشخصية .. وإذا بها تعود .. ليس عن إيمان كما قلت، ولكن لأنها قاست النتائج المرة لمنهج حياة البشر .. وإذا بها تعود وتطالب بالفضيلة .. وتحث الناس عليها .. ولكن لأسباب دنيوية .. وليس لأسباب دينية.
وهكذا في كل شيء، خالف الناس فيه شرع الله في أمور الدنيا .. حتى نظام البنوك التي يستخدم فيه الربا .. أوجد من المشاكل الاقتصادية في العالم ما جعل الدول الغنية تزداد غنى، والدول الفقيرة تزداد فقراً، حتى وجد من كبار رجال الاقتصاد الغريبين .. من يقول: إن اقتصاد العالم أن يعتدل، إلا إذا كانت الفائدة تساوي صفراً، ولو أنه قرأ القرآن الكريم، لوجد أن الله تعالى قد أخبرنا بذلك منذ أربعة عشر قرناً، ولكننا نبذنا ما قاله الله .. ووضعنا نظاما بشريا .. أصاب الدنيا بالكوارث ..
||المرأة قبل الإسلام||
هذه مجرد إشارات لموضوعات سنتناولها بالتفصيل في هذا الكتاب؛ لنرد على كل ما يقال .. عن أحكام المرأة في الشريعة الإسلامية، سواء كان الذين يقولونه ينتمون زيفاً إلى الإسلام، أو كانوا ممن يحاربونه علناً.
وقبل أن نبدأ الحديث .. لابد أولاً أن نستعرض كيف كانت حالة المرأة قبل الرسالة ثم نبين بعد ذلك كيف أن الإسلام أعاد للمرأة كرامتها وشخصيتها .. وأنزلها مكانة عالية .. لم تكن القوانين الوضعية في ذلك الوقت .. وقد وصلت ولو إلى جزء منها؟
إننا لو أخذنا مثلاً قوانين اليونان نجد أن المرأة كانت تدخل ضمن ممتلكات ولي أمرها، فهي قبل الزواج .. ملك لأبيها أو أخيها، أو من يلي أمرها .. وهي بعد الزواج ملك لزوجها .. فليس لها تصرف في نفسها .. وهي لا تملك ذلك .. لا قبل الزواج ولا بعده .. وهي تباع لمن يشتريها .. والذي يقبض الثمن هو ولي الأمر!
وفي القانون الروماني .. كانت المرأة تعامل كالطفل أو كالمجنون، أي لا أهلية لها، وكان لرب الأسرة أن يبيع من يشاء من النساء، ممن هن تحت ولايته، وتظل المرأة تحت سلطان ولي أمرها، سواء كان أباً أو زوجاً حتى الموت .. وله حق البيع والنفي والتعذيب، بل والقتل!
وفي شريعة اليهود .. تعتبر المرأة في منزلة الخادم عند بعض فرق اليهود، وتحرم الأنثى من الميراث، سواء كانت أماً أو زوجة إذا ما كان للميت ذكور، وهذا موجود في الأصحاح 21 من سفر التكوين.
إن قوانين الأحوال الشخصية للإسرائيليين تقول: إذا توفى الزوج ولا ذكور له .. تصبح أرملته زوجة لشقيق زوجها، أو لأخيه من أبيه، ولا تحل لغيره إلا إذا تبرأ منها ورفض الزواج بها.
وفي القانون الصيني .. كانت القاعدة أن النساء لا قيمة لهن .. ويجب أن يعطين أحقر الأعمال، وفي القوانين الهندية .. لا يحق للمرأة في أي مرحلة من مراحل حياتها أن تجري أي أمر وفق مشيئتها ورغبتها، وأن المرأة في مراحل طفولتها تتبع والدها، وفي مراحل شبابها تتبع زوجها، فإذا مات الزوج تبعت أولادها.
||المرأة المفترى عليها بين جهل البشر وتكريم الإسلام||
وفي أوربا .. كانت المرأة وقت ظهور الإسلام سلعة .. تباع وتشترى وتعذب .. وتأخذ أشق الأعمال بأقل الأجور.
تلك لمحة سريعة .. عن بعض الأحوال والقوانين التي كانت تخضع لها المرأة قبل الإسلام .. ولقد كتب الفيلسوف الإنجليزي "هيربرت سبنسر" في كتابه علم الاجتماع: إن الرجال كانوا يبيعون الزوجات في إنجلترا، فيما بين القرن الخامس، والقرن الحادي عشر الميلادي ..
لقد وضعت محاكم الكنيسة قانوناً يعطي الزوج الحق في أن يعطي زوجته لرجل آخر لمدة محددة بأجر أو بغير أجر! وظل هذا القانون مطبقاً حتى ألغي، وفي عام 1933 .. باع إنجليزي زوجته بمبلغ خمسمائة جنيه إسترليني، وألغى القضاء هذا البيع!
ولم يكن للمرأة في أوربا، حتى فترة قصيرة، حق الحضور أمام القضاء، أو حق إبرام العقود، ولا تملك البيع أو الهبة، بغير مشاركة زوجها في العقد بموافقة مكتوبة.
وحتى عام 1942 .. كان الزوج هو المتصرف في أموال زوجته، ثم عدل هذا، بأن تتصرف الزوجة في أموالها، بعد أن تثبت أنها ليست أموالاً مشتركة بينها وبين زوجها.
على أننا ونحن نورد هذه الأمثلة، إنما نتحدث عن قليل من كثير .. فنحن في هذا الكتاب ليس هدفنا مقارنة أوضاع المرأة في الإسلام بأوضاعها في دول العالم غير المسلمة، ولكننا نقول: إنه إذا كانت المرأة قد حصلت حديثاً في أوبا وأمريكا على حقوق ومساواة. فإن الإسلام كان أول من أعطى المرأة حقوقها، وأعاد إليها كرامتها، وأعطاها الحرية في أن ترفض أو تختار زوجها بحريتها، ولا يتم زواج الفتاة دون استئذانها وموافقتها وبشاهدين، ولها أن توكل والدها، ولها أن ترفض الزوج، ولها أن تخلعه إذا استحالت المعيشة.
إن المرأة في الإسلام تحتفظ بشخصيتها القانونية المستقلة، ولها حق التملك وحق التجارة، وقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها تعمل بالتجارة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل زواجه منها يعمل في تجارتها، ويرعى لها أموالها.
||التكامل بين الرجل والمرأة||
وقبل أن نبدأ .. في مناقشة الموضوع تفصيلاً .. لابد أن نحدد قضية الخلاف على الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة، ذلك أن هذا الخلاف يثار دائماً لعدم فهم طبيعة الخلق من الله سبحانه وتعالى ذلك لأن الناس تحسب أن الرجل والمرأة خلقا متنافسين، ولكنهما في الحقيقة خلقاً متكاملين، أي يكمل كل منهما الآخر. اقرأ قول الحق سبحانه وتعالى:
[{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى "1" وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى "2" وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى "3" إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى "4"} (سورة الليل)]
لقد أراد الله تبارك وتعالى أن يلفتنا إلى قضية التكامل بين الرجل والمرأة، كقضية التكامل بين الليل والنهار .. الليل والنهار مختلفان في الطبيعة .. فالنهار يملؤه الضوء .. وهو وقت السعي وراء الرزق والحركة، والليل تملؤها الظلمة وهو وقت السكون والراحة والنوم.
كلاهما (أي الليل والنهار) يختلفان في طبيعة مهمتهما في الكون، ولكنهما مع ذلك متكاملان في هذه المهمة، أي يكمل أحدهما الآخر..
فلو أن الله سبحانه وتعالى جعل الدنيا كلها نهارا، لتعب الناس لأنهم لا يجدون وقتاً تسكن فيه النفوس وتطمئن القلوب، ولا يجدون الراحة التي توفر لهم الاستعداد لاستقبال الحركة في الحياة.
ولو أن الله سبحانه وتعالى خلق الكون كله ليلاً، ما استطاع الناس الحركة ولا العمل، ولا السعي على الرزق إلا بصعوبة. واقرأ قول الحق جل جلاله:
[{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ "71" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ "72"} (سورة القصص)]
إن الله سبحانه وتعالى يلفتنا إلى أن مهمة الليل والنهار في الكون هي مهمة متكاملة، وليست متعاندة، أي لا يعاند بعضها بعضاً، ولكن يكمل بعضها بعضاً وهذا واضح من حركة الحياة.
الإنسان إذا لم يسترح ويسكن ليلاً، لا يستطيع السعي والعمل نهاراً، والإنسان الذي تضطره ظروفه مثلا .. أن يواصل العمل ليلاً ونهاراً، لا يمر عليه يومان إلا ويكون قد فقد القدرة على العمل والحركة، ولابد أن ينام فترة توازي فترة ليل اليومين اللذين قضاهما مستيقظاً.
النوم بالليل هو الذي يعطي الراحة الحقيقية للجسم، ذلك أن حركة الحياة تهدأ ليلا، مما يتيح للإنسان نوماً عميقا .. فضلاً عن ذلك فإن النوم ليلاً ـ كما ثبت من الأبحاث الطبية الحديثة ـ يعطي الجسد راحة لا يعطيها له نوم النهار.
كذلك لا يستطيع أحد أن يقول: إن الليل والنهار متعاندان .. بل هما متكاملان .. يكمل كل منهما الآخر. ولكي تستقيم الحياة، لا يستغني الإنسان عن ليل أو نهار.
أيضاً الرجل والمرأة خلقهما الله سبحانه وتعالى متكاملين وليسا متعاندين. الرجل له وظيفته في السعي على الرزق، ورعاية زوجته وأولاده، وتوفير أسباب الحياة لهم. والمرأة لها مهمتها في رعاية البيت وإنجاب الأولاد .. وتكون سكناً للزوج عندما يعود إلى بيته متعباً من حركة الحياة، تستقبله بابتسامة تمسح له شقاء اليوم، ويجد كل ما يحتاج في بيته معداً، ولذلك قال الله تبارك وتعالى:
[{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "21"} (سورة الروم)]
وهكذا حدد الله سبحانه وتعالى المهمة المتكاملة للرجل والمرأة، فكلاهما يكمل بعضه بعضاً، لا الرجل يصلح لمهمة المرأة في إنجاب الأطفال ورعاية البيت، وتربية الأولاد والعناية بهم، ولا المرأة مهمتها الأساسية أن تسعى في سبيل الرزق؛ لتوفير لقمة العيش للرجل، وليس هذا على مستوى الأفراد والأمم فقط، ولكنه شمول للكون وما فيه ومن فيه، وإن كانت هناك نساء تسعين على الرزق، فإن ذلك يكون في حدود إمكاناتها واستعدادها الفطري مع شمولها بالكرامة، وإحاطتها بكامل الرعاية.
لا يوجد رجل يبقى في البيت وامرأته تعوله وهو قادر على الكسب، إلا نال احتقار الناس بما فيهم زوجته، ولا توجد امرأة إلا تتمنى أن تعيش في حماية رجل يوفر لها كل شيء ويرعاها.
تلك هي سنة الله في كونه بصرف النظر عن الإيمان وعدم الإيمان، ومن تمام الحياة، أن يؤدي كل إنسان مهمته فيها، أما قلب الموازين، فلا ينجم عنه إلا الشقاء للإنسان.
ولكن ما الذي حدث؟ .. أخذت القضية غير مسارها .. وأصبح هناك شبه معركة بين الرجل والمرأة، فلا المرأة قنعت بدورها ومهمتها، ولا الرجل رضى بمهمة المرأة في الحياة، بل كلاهما دخل في معركة متعاندة. وهذا هو الذي أوجد القضية التي ما كان يجب أن توجد لو أن كلاً منهما رضى بمهمته في الحياة.
إنها فتنة صنعها الحاقدون على أنفسهم وعلى كل القيم النبيلة بغية الظهور العارض والالتفاف للذات لإثبات وجودهم، ولو كان الإثبات على خطأ.
لكن المرأة أصرت على أن تزاحم الرجل في العمل والرجل استسلم لمزاحمة المرأة، بل ودفعها إلى ذلك، فما الذي حدث؟ .. حدث اختلاف في المجتمع. بعض الناس يقول: إن الضرورة قضت عمل المرأة.
ونحن لا نتحدث هنا عن وضع متفرد يمثل ظاهرة عارضة تعالج بمعرفتها القيم على طول الزمن ومر الأيام، ولكننا نتحدث عن الأمور الطبيعية التي يقرها العقل، وينادي بها الشرع وتحيا بها الحياة في ظل أسرة كريمة.
|عمل المرأة في الميزان||
إن قضية عمل المرأة .. قد أضاعت الأجيال من الأولاد .. فافتقد الابن حنان الأم ورعايتها، ونشأ في حالة اضطراب نفسي .. نشهدها الآن في الأجيال الشابة التي بعدت عن حنان الأم ورعايتها، وتعليم أولادها القيم في الحياة.
قد يقال: إن دور الحضانة قد حلت هذه المشكلة، وأن المرأة يمكنها أن تترك أولادها في دور الحضانة في رعاية مشرفات مثقفات. نقول: إن هذا كلام لا يتفق مع الواقع. فلا توجد امرأة تستطيع أن تعطي حنانها، واهتمامها لمائة طفل، ذلك أنها إذا أعطت هذا الحنان والاهتمام لطفلين أو ثلاثة فإنها ستهمل باقي الأطفال، فضلاً عن أن حنان الأم عاطفة طبيعية .. وضع الله سبحانه وتعالى فيها من مقومات الرعاية والحب والاهتمام ما يحتاجه الطفل، ولا يمكن لأي امرأة أن تعطي لأطفال غيرها نفس الحنان الذي تعطيه لأولادها.
ومن هنا مهما ارتقت مشرفة الحضانة .. فإنها لا تستطيع أن تعطي الطفل حنان الأمومة، بل يبقى الشيء ناقصاً. ولعل الحيرة النفسية التي يعانيها جيل الشباب في العالم كله، إنما تعطينا صورة لما يمكن أن يحدث عندما يبتعد الطفل عن حنان أمهن فهو ينشأ قاسياً عليها، فاقد الإحساس بالانتماء إليها. روابط الأسرة عنده مفككة، فاقد القيم الاجتماعية، ولشعور التضامن والانتماء وغير ذلك. وينتج عن ذلك رعيل متشرد، كما نراه على مسرح الأحداث والحوادث.
وفضلاً عن هذا كله .. تكون قد حملنا المرأة فوق طاقتها .. لأنها مكلفة بأعباء البيت وأعباء العمل، فهي لا تجد وقتاً لإعداد الطعام. ولذلك نجد عدداً من الزوجات يقمن بإعداد الخضار في مكاتبهن (!!) مشغولات وهن في العمل بما يتطلبه البيت من طعام ورعاية وغير ذلك.
الواحدة منهن تعود من عملها متعبة لتجد أنها لابد أن تعد الطعام، وترعى شئون بيتها وأولادها. فإذا انتهت من هذا كله، وعاد الزوج إلى البيت، وجد زوجته في غاية الإرهاق، والزوج له مطالب .. وأهم هذه المطالب أن يجد سكناً في بيته، وامرأة تستقبله لتمحو من نفسه تعب النهار وشقاءه ..
ولكنه بدلاً من ذلك يجد زوجة مرهقة، لا هي سكن ولا هي مستريحة الأعصاب، ولا هي قادرة على أن تستقبل زوجها بابتسامة، مهمتها قد فسدت. كل هذا لأننا خرجنا عن المفهوم الحقيقي لمهمة المرأة في الحياة.
ولو نظرنا إلى عمل المرأة لأشفقنا عليها، لأنه في هذه الحالة ستكون مهمتها أصعب وأشق من مهمة الرجل؛ لأن عمل الرجل هو السعي في سبيل الرزق، ثم الراحة بعد ذلك، أما عمل المرأة فهو السعي في سبيل الرزق .. ثم الحمل، وأثناء الحمل المرأة تعاني .. بحيث لا تجد للحياة استقراراً ولا أمناً. والله سبحانه وتعالى يقول:
[{حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا .. "15"} (سورة الأحقاف)]
وهكذا نرى أن الحمل للأم، يجعلها تعاني، ويجعلها محتاجة إلى رعاية خاصة وقت الحمل، ولذلك فهو شيء ليس محبباً لأن فيه مكاره. فالأم الحامل ليست كالزوجة غير الحامل في نشاطها وحركتها وتمتعها بالحياة .. بل تحس أنها ثقيلة في حركاتها .. وكلما تقدم الحمل أحست بالثقل؛ لأن هناك إنساناً آخر يتكون في داخلها.
ويلفتنا الحق جل جلاله إلى هذه الحقيقة في قوله تعالى:
[{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ "189"} (سورة الأعراف)]
وهكذا نرى أن حمل المرأة يبدأ خفيفاً، ثم بعد ذلك يثقل عليها، وبهذا تصبح حركتها صعبة، ويكون العمل عليها ثقيلاً، وكلما زادت شهور الحمل، كان العمل على المرأة أكثر مشقة، والمرأة بطبيعتها مخلوق ضعيف .. ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى:
[{حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ .. "14"} (سورة لقمان)]
في هذه الآية يلفتنا الله تبارك وتعالى إلى أن المرأة بحكم خلقها ضعيفة، وأن الحمل يزيدها ضعفا على ضعف. إذن فهذه مشقة تتحملها المرأة بالإضافة إلى مشقة العمل في البيت وفي الوظيفة، فتزيدها إرهاقاً، حتى إذا وضعت فهي محتاجة إلى فترة طويلة لتستعيد قواها؛ لذلك فهي تلازم الفراش عدة أسابيع بعد الولادة.
ثم يأتي الطفل وهو محتاج أيضاً إلى رعاية وعناية .. من رضاعة وتغيير مستمر لملابسه الداخلية والخارجية، وإعداد الطعام له على فترات قصيرة، وتذهب الأم إلى عملها، وقلبها مشغول بطفلها، لا تستطيع أن تعمل، ولا أن تفكر تفكيراً سليماً، ولا أن تعطي انتباهها للعمل، لأنها مشغولة بشيئين، والله سبحانه لم يجعل لأحد منا قلبين في جوفه، وتعود إلى بيتها لتجد طفلها محتاجاً إلى أن تعد له أشياء، وتجد زوجها محتاجاً إلى أن تعد له أشياء، وإذا كان لها أولاد آخرون، فهم محتاجون أيضاً منها إلى أشياء تعدها لهم.
وهكذا نرى أن الحمل عليها يكون ثقيلاً جداً أكثر من حمل الرجل؛ وهذا يجعلها مرهقة ويخرجها عن مهمتها في الحياة، وهي أن تكون سكنا لزوجها، والله سبحانه وتعالى يقول:
[{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا .. "189"} (سورة الأعراف)]
إذن: السكن هنا .. وهو المهمة الأساسية .. للمرأة في الحياة قد ضاع، وضاع معه السلام والاستقرار في البيت والأسرة، وحملنا المرأة فوق طاقتها.
إن الإسلام .. قد وضع شروطاً لعمل المرأة، ووضع مهاما لابد أن يقوم بها المجتمع ليعاونها في عملها. وهذا ما سنتعرض له إن شاء الله في فصل قادم من هذا الكتاب .. عن قصة موسى وابنتي شعيب، وكيف حددت لنا هذه القصة ظروف عمل المرأة، وواجب المجتمع نحوها.
وبإجمال نقول: إن الإسلام حين جاء رفع مكانة المرأة بالنسبة للأحوال التي كانت سائدة في العالم حينذاك، وأنه أعطاها حريتها وكفل لها شخصيتها المستقلة، وكفل لها كرامتها، وأن الرجل والمرأة في الحياة، يكمل كل منهما الآخر. وأنهما ليسا متعاندين، بل متساندان، وأن اختلال هذا التساند، هو الذي يوجد الشقاء في المجتمع، ويحمل المرأة فوق ما تطيق.
وأمام تكريم الإسلام للمرأة وإنصافها. نلمس ذلك جلياً في هذه المقارنة، المرأة في ظل الإسلام في حصانة نفسها حتى تجد الزوج المناسب، وفي ظل الفكر الغربي الوافد تستسلم المرأة للرجل لغرض عارض.
في الإسلام المعايشة مستمرة وتدوم بالمعروف، وهي مسئولة وقلبها على بيتها بالهدوء الساكن مع عطف يظلل الأسرة والأولاد.
وفي ظل الفكر الوافد تعاشر المرأة الرجال بالمال والعشق المؤقت، مهملة بدون مسئولية، قلبها موزع بين العشاق، مرهقة محرومة من الولد مفصولة عن الانتماء.
  #42  
قديم 17-12-2010, 12:23 AM
أ/رضا عطيه أ/رضا عطيه غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 37,356
معدل تقييم المستوى: 0
أ/رضا عطيه is an unknown quantity at this point
افتراضي

مشكووووووووور
  #43  
قديم 17-12-2010, 12:26 AM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

وهذا هو رأي الشيخ عبد العزيز بن باز في عمل المرأة :-
السؤال:

ما حكم عمل المرأة في الإسلام؟

ما حكم الإسلام في عمل المرأة وخروجها بزيها الذي نراه في الشارع والمدرسة والبيت هكذا . وعمل المرأة الريفية مع زوجها في الحقل ؟

يجيب فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:

لا ريب أن الإسلام جاء بإكرام المرأة والحفاظ عليها وصيانتها عن ذئاب بني الإنسان ، وحفظ حقوقها ورفع شأنها ، فجعلها شريكة الذكر في الميراث وحرم وأدها وأوجب استئذانها في النكاح وجعل لها مطلق التصرف في مالها إذا كانت رشيدة وأوجب لها على زوجها حقوقا كثيرة وأوجب على أبيها وقراباتها الإنفاق عليها عند حاجتها وأوجب عليها الحجاب عن نظر الأجانب إليها لئلا تكون سلعة رخيصة يتمتع بها كل أحد ، قال تعالى في سورة الأحزاب : وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ الآية ، وقال سبحانه في السورة المذكورة : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا وقال تعالى في سورة النور : قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ الآية . . فقوله سبحانه إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا فسرة الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بأن المراد بذلك الملابس الظاهرة . لأن ذلك لا يمكن ستره إلا بحرج كبير ، وفسره ابن عباس رضي الله عنهما في المشهور عنه بالوجه والكفين ، والأرجح في ذلك قول ابن مسعود لأن آية الحجاب المتقدمة تدل على وجوب سترهما ولكونهما من أعظم الزينة فسترهما مهم جدا ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : كان كشفهما في أول الإسلام ثم نزلت آية الحجاب بوجوب سترهما ، ولأن كشفهما لدى غير المحارم من أعظم أسباب الفتنة ومن أعظم الأسباب لكشف غيرهما ، وإذا كان الوجه والكفان مزينين بالكحل والأصباغ ونحو ذلك من أنواع التجميل كان كشفهما محرما بالإجماع ، والغالب على النساء اليوم تحسينهما وتجميلهما ، فتحريم كشفهما متعين على القولين جميعا ، وأما ما يفعله النساء اليوم من كشف الرأس والعنق والصدر والذراعين والساقين وبعض الفخذين فهذا منكر بإجماع المسلمين لا يرتاب فيه من له أدنى بصيرة والفتنة في ذلك عظيمة والفساد المترتب عليه كبير جدا .
فنسأل الله أن يوفق قادة المسلمين لمنع ذلك والقضاء عليه والرجوع بالمرأة إلى ما أوجب الله عليها من الحجاب والبعد عن أسباب الفتنة .
ومما ورد في هذا الباب قوله سبحانه : وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وقوله سبحانه : وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ فأمر الله سبحانه النساء في الآية الأولى بلزوم البيوت . لأن خروجهن غالبا من أسباب الفتنة ، وقد دلت الأدلة الشرعية على جواز الخروج للحاجة مع الحجاب والبعد عن أسباب الريبة ، ولكن لزومهن للبيوت هو الأصل وهو خير لهن وأصلح وأبعد عن الفتنة ، ثم نهاهن عن تبرج الجاهلية وذلك بإظهار المحاسن والمفاتن وأباح في الآية الثانية للقواعد وهن العجائز اللاتي لا يرجون نكاحا وضع الثياب بمعنى عدم الحجاب بشرط عدم تبرجهن بزينة ، وإذا كان العجائز يلزمن بالحجاب عند وجود الزينة ولا يسمح لهن بتركه إلا عند عدمها وهن لا يفتن ولا مطمع فيهن فكيف بالشابات الفاتنات ، ثم أخبر سبحانه أن استعفاف القواعد بالحجاب خير لهن ولو لم يتبرجن بالزينة وهذا كله واضح في حث النساء على الحجاب والبعد عن السفور وأسباب الفتنة والله المستعان .
أما عمل المرأة مع زوجها في الحقل والمصنع والبيت فلا حرج في ذلك وهكذا مع محارمها إذا لم يكن معهم أجنبي منها ، وهكذا مع النساء ، وإنما المحرم عملها مع الرجال غير محارمها .
لأن ذلك يفضي إلى فساد كبير وفتنة عظيمة كما أنه يفضي إلى الخلوة بها وإلى رؤية بعض محاسنها ، والشريعة الإسلامية الكاملة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها وسد الذرائع الموصلة إلى ما حرم الله في مواضع كثيرة ، ولا سبيل إلى السعادة والعزة والكراهة والنجاة في الدنيا والآخرة إلا بالتمسك بالشريعة والتقيد بأحكامها والحذر مما خالفهما والدعوة إلى ذلك والصبر عليه . وفقنا الله وإياكم وسائر إخواننا إلى ما فيه رضاه ، وأعاذنا جميعا من مضلات الفتن إنه جواد كريم .

المصدر: مجموع فتاوى ومقالات ورسائل الشيخ عبد العزيز بن باز.



واذا رغبت في علماء أخرين , فسوف أذكر لك رأيهم مؤيداً بالدليل والحجة .
  #44  
قديم 17-12-2010, 12:36 AM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,986
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي

سوف يكون لى تعقيبا على كل جزئية من كلامك
ولكن كتعقيب عام ، أنت سألتنى عن دليلى فيما أقول ، وأنا كما قلت لك لا أدعى ولا أسمح لنفسى أن أفتى فى دين الله بلا علم ، لأن كل كلمة نقولها نحاسب عليها ، لذلك بحثت لك عن أراء وفتاوى لواحد من علماء المسلمين ، يتفق الجميع على علمه ، وأنا لا أدافع أو أهاجم الشيخ القرضاوى ، لانه مما لا شك فيه هو أعلم منى و منك بامور الدين ،
ولكن من الواضح أن المشكلة فيك أنت ، فأنت تتحدث وكأنك عالم دين ، تسمح لنفسك أن تسرد رأيك الشخصى وتفسر آيات القرآن وأحاديث الرسول وفقا لوجهة نظرك ، وأنت حر فى هذا
أما أنا فلا أملك لا القدرة ولا القوة ، أن أقول على الله وأن أقول عن الرسول ، لأنى مسلم أخاف الله فيما أقول ، ولكن حين عرضت وجهة نظرى كنت من البدء أقول أنها وجهة نظرى أنا ، والآن أتيتك برأى عالم دين .
باأخى الحبيب ، اعلم اننا محاسبون على أفعالنا وأقوالنا ، الا تشعر ولو للحظة بأنه من الممكن أن يكون ما تقوله خطأ ، كيف تتجرأ وتسمح لنفسك أن تخوض فى شرح أيات من كتاب الله ومن سنة الرسول وأنت غير مؤهل لهذا ، يا أخى الحبيب استحلفك بالله أن تتوقف عما تفعله ، فأنت لست عالم دين حتى تحلل وتحرم
وأخيرا يبدو أنك لا تقرأ جيدا ، فلو استوعبت كلام الشيخ القرضاوى ، وهو عالم دين وليس مثلك أو مثلى ، ستجده يقر ويعترف أن هذه من الأمور الخلافية لفقهاء المسلمين ،
ألا نتعلم أبدا ، هل سنظل على تحجرنا العقلى والفكرى ، ونغلق عقولنا وقلوبنا عن أقوال غيرنا ، هل سيظل الدين ألعوبه فى يد انصاف المتدينين يحللون ويحرمون كما يشاؤؤن دون وازع من ضمير ، يجعلهم على الأقل ينهون كلامهم ، بأن الله أعلم ورسوله
من أين لك بكل هذه الجرأة فى دين الله ،
أخى الحبيب هذا ديننا ، فلا يحق لنا العبث به بهذه الطريقة
مرة ثانية استحلفك بالله ، الا تحلل أو تحرم ، قل هذا صواب وهذا خطأ ، وكفى .
هدانا الله واياكم الى الخير والهدى
وانتظر تعليقا آخر على كلامك ، ولكن لتعلم أن تعليقى لك سيكون من جانب العقل والمنطق وليس الدين ، بالنسبة للدين أنا لا استطيع تحمل مسئولية التحليل والتحريم ، لذلك أوردت لك كلام أحد علماء الدين
  #45  
قديم 17-12-2010, 12:43 AM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

مرة أخري تدعي بأن هذا هو كلامي ورأيي أنا !!!
لقد جئت بالأدلة للعلماء والفقهاء , وهذا يكفي .
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:42 PM.