اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية

قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-09-2014, 08:16 PM
الصورة الرمزية حمدى حسام
حمدى حسام حمدى حسام غير متواجد حالياً
الفائز بالمركز الأول لأحسن موضوع فى ركن الأقسام المميزة ( مارس 2015 )
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 3,718
معدل تقييم المستوى: 16
حمدى حسام is on a distinguished road
افتراضي

يا اخى تمنى ان يلطف الله ببلدها وبنا يعنى رفضت السلطات استقبالها فى المطار وشنت عليها ابواق الامن حملة شعواء واتهموها بالخيانة والعمالة وتابعة لامريكا والان يتمنون سقوط اليمن نكاية فيها دة علشان قالت السيسى سيحول مصر لسجن كبير
يعنى نرقصها على تسلم الايادى علشان تعجب
__________________


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28-09-2014, 01:27 AM
أ/رضا عطيه أ/رضا عطيه غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 37,356
معدل تقييم المستوى: 0
أ/رضا عطيه is an unknown quantity at this point
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمدى حسام مشاهدة المشاركة
يا اخى تمنى ان يلطف الله ببلدها وبنا يعنى رفضت السلطات استقبالها فى المطار وشنت عليها ابواق الامن حملة شعواء واتهموها بالخيانة والعمالة وتابعة لامريكا والان يتمنون سقوط اليمن نكاية فيها دة علشان قالت السيسى سيحول مصر لسجن كبير
يعنى نرقصها على تسلم الايادى علشان تعجب

ترقص على الخيبة اللى عملتها فى بلدها

الحوثيون أزلام إيران يسيطرون على اليمن ---- وأهى شافت بعنيها معنى السجن الحقيقى

صنعت من بلادها لبنان جديدة ----

حزب الله تحارب اسرائيل لإثبا ت تواجد ه وسيطرته على الأرض ---

وأنصار الله فى اليمن هتحارب بلد الحرمين لإثبات سيطرتهم على الأرض

أنصحك بعد تدميرها لجيش بلدها وشرطتها تنسى تسلم الأيادى خالص

وتخليها تغنى مع رفاقها ( إرقصى يا أم خميس - احنا اللى خلعنا الرئيس )

(زغرتى يا أم رباب --- العيشة فى اليمن بقت هباب )

زصوَّتى يا بنت كرمان --- اليمن ضاعت م الإخوان )

هى كغيرها فى كل البلدان العربية

جاؤنا من المهجر بسيناريو التغيير ونسيوا يجيبوا معاهم سيناريو البديل

لأن سيناريو البديل دائما فى حقيبة أسيادهم من يرشح ومن يدعم وومن يزكى ومن يهلل لنوبل

حسبنا الله ونعم الوكيل

__________________
الحمد لله
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-10-2014, 10:18 PM
الصورة الرمزية حمدى حسام
حمدى حسام حمدى حسام غير متواجد حالياً
الفائز بالمركز الأول لأحسن موضوع فى ركن الأقسام المميزة ( مارس 2015 )
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 3,718
معدل تقييم المستوى: 16
حمدى حسام is on a distinguished road
افتراضي

بالفيديو.. "عكاشة": أنا من روجت لإشاعة انتماء الرئيس للإخوان ونقاب زوجته
http://www.el-balad.com/1173913
الإعلامي توفيق عكاشة

كتب : كريـم الـخطيب
الأربعاء 01.10.2014 - 12:26 ص



قال الإعلامي توفيق عكاشة، إنه أقنع الإخوان بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي ينتمي للجماعة وزوجته منتقبة، مؤكدًا أن معلومات وصلت إليه بأن الإخوان يريدون استقطاب الرئيس السيسي، لذلك قرّرت صناعة شيء يخدم الوطن فقمت بترويج هذه الإشاعة بأن الرئيس السيسي إخواني وزوجته ترتدي النقاب برغم أنه لا يوجد ضابط في الجيش زوجته منتقبة.

وأضاف "عكاشة" خلال حواره مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "القاهرة اليوم" الذي يذاع علي فضائية "اليوم" أن جماعة الإخوان ليس لديهم أي معلومات ولكنهم يظهرون دائما بأنهم يعرفون ويفهمون كل شيء

- See more at:
http://www.el-balad.com/1173913#sthash.JvlYt3wq.dpuf

ودة نسمية اية
__________________


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-10-2014, 10:54 AM
أ/رضا عطيه أ/رضا عطيه غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 37,356
معدل تقييم المستوى: 0
أ/رضا عطيه is an unknown quantity at this point
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمدى حسام مشاهدة المشاركة
بالفيديو.. "عكاشة": أنا من روجت لإشاعة انتماء الرئيس للإخوان ونقاب زوجته
http://www.el-balad.com/1173913
الإعلامي توفيق عكاشة

كتب : كريـم الـخطيب
الأربعاء 01.10.2014 - 12:26 ص



قال الإعلامي توفيق عكاشة، إنه أقنع الإخوان بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي ينتمي للجماعة وزوجته منتقبة، مؤكدًا أن معلومات وصلت إليه بأن الإخوان يريدون استقطاب الرئيس السيسي، لذلك قرّرت صناعة شيء يخدم الوطن فقمت بترويج هذه الإشاعة بأن الرئيس السيسي إخواني وزوجته ترتدي النقاب برغم أنه لا يوجد ضابط في الجيش زوجته منتقبة.

وأضاف "عكاشة" خلال حواره مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "القاهرة اليوم" الذي يذاع علي فضائية "اليوم" أن جماعة الإخوان ليس لديهم أي معلومات ولكنهم يظهرون دائما بأنهم يعرفون ويفهمون كل شيء

- see more at:
http://www.el-balad.com/1173913#sthash.jvlyt3wq.dpuf

ودة نسمية اية
نسميه إيه ؟

نقول من الأول

ليه بعض الإعلاميين بالذات يبغضهم الإخوان وكل من يدوروا فى فلكهم

الإخوان وأتباعهم برعوا فى التوغل داخل الغلابة فى المجتمع المصرى بكافة السبل والطرق الإنسانية والثعلبية كاتفاق شفهى مع النظام الأسبق

لنا الحكم والحكومة ولكم الشعب

فربحوا الأغلبية عن جدارة وفى فترة وجيزة فربحوا الأغلبية فى البرلمان

قوم إيه

خرج لهم من تحت الأرض راجل يسمى توفيق عكاشة والتانى اسمه أحمد موسى والتالت اسمه يوسف الحسينى

تركوا المثقفين ومدعى الثقافة ونخب الأحزاب والجامعات بعدما ثبت عدم جدواهم وشعبيتهم وانضمام بعضهم للإخوان بحثا عن المناصب والذى منه

فتوجه هؤلاء الإعلاميون للبسطاء المخدوعين بحقيقة النخب والإخوان وكل من تابعهم

فنجحوا فى قلب الطاولة على رؤس النخب وتجمهر الإخوان ونجحوا فى سحب البساط من تحت أقدامهم

ولو كان الرباط والترابط بين بسطاء الشعب وحلفاء الإخوان قويا متينا مانجح هؤلاء الإعلاميون من كسب تعاطف بسطاءالشعب لهم ولكن يبدو أن الرباط الإخوانى كان كخيوط العنكبوت لأنه نسج من خداع واستغلال

ورويدا رويدا صارت الكراهية لكل الإعلام بل والبلد كلها

ومع كل هذا فهذا الإعلامى هزيل الفكر وغريب الطباع نجح فى عمله ليحفظ وطنه مع أنه لم ينال حتى جائزة المعلم نوفل بتاع البطاطا

فمابال من نالت جائزة نوبل ونجحت فى هدم معبد بلادها على رؤس كل شعبها بهدم جيشها وعزل رجال أمنها

ومن نال جائزة نوبل وهرب أولا من الميدان قبل انتخابات الرئاسة الأولى ليفسح الطريق للإخوان وهرب ثانيا

من نائب الرئيس ليضع بلاده على حافة الهاوية ويبعث برسالة للغرب لينقلبوا على ثورة الشعب

هذا الإعلامى وزملائه لاينطبق عليهم سوى (يوضع سره فى أضعف خلقه )

وليس هذا من باب الإعجاب والدفاع عنهم

فليتفق من يتفق ويختلف من يختلف وممكن ترجعوا للفيديوهات التى حركت (حزب الكنبة ) والتى طالما رددها بعض ثوار الغفلة والفتنة ليعزلوا أغلبية الشعب وينصبوا أنفسهم عليهم متحدثا رسميا وهم من ثاروا من أجلهم وهم من يعرفوا مصلحتهم فين لأنه شعب أمى جاهل ؟

فخرج الطوفان فداسوا كل متكبر مغرور

وكانت هذه هى النقطة الثانية فى اجهاض الثورة إذا اعتبرنا هذا صحيحا (الغرور ومعايرة الشعب )

ولكن كيف تجهض ثورة نتج عنها ثورة أكبر وأعمق حمعت كل طوائف الشعب والتف فيها الكل حول بلده

وقانا الله من شر عبدة يناير المتربصين برفاقهم وشركاء تحريرهم من شعب يونيو العظيم




__________________
الحمد لله
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-10-2014, 12:25 AM
الصورة الرمزية حمدى حسام
حمدى حسام حمدى حسام غير متواجد حالياً
الفائز بالمركز الأول لأحسن موضوع فى ركن الأقسام المميزة ( مارس 2015 )
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 3,718
معدل تقييم المستوى: 16
حمدى حسام is on a distinguished road
افتراضي

إجهاض الثورة وإبقاء الفَورة (1/7) المواجهة مع الجنون يوسف زيدان

صار واضحاً لكل مَن يتأمل المشهد المصرى المعاصر، المتدفقة أحداثُه على نحو يُحَيِر العقول والأفهام، أن هناك توافقاً على إبقاء الفورة وإجهاض الثورة . بمعنى تغييب المفهوم العميق للثورة التى اندلعت أواخر يناير الماضى، واستمرار الفوران والهياج قائماً فى ربوع البلاد، لأسباب علنية، وأخرى خفية، وثالثة تآمرية. وهو الأمر الذى يظهر عبر عدة تجليات، منها مايلى: الترديدُ الأجوف لعبارة «الثورة المصرية لن تموت» من دون بيان لماهية هذه الثورة.. توالدُ ما صار يسمى «المطالب الفئوية»، التى هى أقل بكثير من الغايات السامية للثورة.. تفاقمُ الأزمات المفتعلة وتهييج السواكن لإشاعة القلاقل.. الاعتصاماتُ والاضطراباتُ والاستهاناتُ الفَجة بكل القواعد، ابتداءً بقواعد المرور حتى القوانين والأعراف الدولية. وهذه كلها دلائل على استبقاء الفوران، لأغراض متعددة لدى أصحاب المصالح، وهى فى الوقت ذاته استبعادٌ للقيمة الجوهرية للثورة المصرية وإجهاضٌ لها.
■ ■ ■
قامت الثورة المصرية أصلا، ضد حالة الاحتقار الحكومى للناس، وقد أثبت «الجمهور» من خلالها أنه أقوى من حكامه. كما قامت للقضاء على مشروع توريث الحكم (الجمهورى) وقد قُضى عليه، وللمطالبة بإزاحة رئيس الجمهورية عن الكرسى الذى التصق به، وقد أُزيح، ولمحاسبة رموز النظام السابق ومحاكمتهم، وهم الآن يُحاكمون. ثم أعلن جمهورُ الثائرين أنهم يطمحون إلى بناء دولةٍ تقوم على القيم الإنسانية: المساواة والعدل والحرية، وهو الأمر الذى يستلزم العمل الطويل الشاق لإصلاح ما أفسده الدهر خلال الثلاثين عاما (المباركية) والستين عاما (الضباطية الأحرارية).. ولكن بدلاً من التعاون من أجل هذا البناء، انتشر التنازع، فتوالى التخريب وصرنا نتدهور على الصعيد العام ونتقهقر يوماً بعد يوم.http://www.almasryalyoum.com/news/details/52835
__________________


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-10-2014, 09:44 AM
أ/رضا عطيه أ/رضا عطيه غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 37,356
معدل تقييم المستوى: 0
أ/رضا عطيه is an unknown quantity at this point
افتراضي

وفى هذه السباعية، نقوم بتحليل الأسس التى يعتمد عليها التخريب الثورى الهادف إلى إجهاض الروح الحقة للثورة، وإبقاء الفوران والتوتر المؤدِى إلى التدهور العام.. وأول هذه الأسس، فيما أرى، هو المعنى الذى جعلته عنواناً لهذه المقالة مُكرِراً به عنوان مقالةٍ كتبتها قبل سنوات.

فقبل عشرين عاماً، مرت بنا حالةٌ من الإعتام الذهنى والذهول تشبه ما نمر به اليوم، لكنها كانت تجرى وقتها على نحوٍ أخفَ بكثيرٍ مما نعانيه اليوم ونعانى منه، لأن المصيبة التى وقعت آنذاك بدت لنا أخف وقعاً وأقل تأثيراً. فأيامها، فوجئ الناسُ بغزو «صدام» للكويت، وهو الأمر الذى تطوَر بسرعة إلى مواجهة عسكرية بين أمريكا (والحلفاء العرب والأوروبيين) والجيش العراقى بزعامة صدام.

فكانت المأساة المعروفةُ بحرب الخليج الثانية، على اعتبار أن حرب الخليج الأولى وقعت قبلها بسنوات بين صدام حسين ونظام الملالى وآيات الله فى إيران.. ومع أن عشرات الآلاف من العراقيين لقوا حتفهم أيامها، بغير حقٍ ولا هدىٍ ولا صراطٍ مستقيم، إلا أن بعضهم اعتبر ما يجرى على الساحة العراقية ليس حرباً، بل هو أقرب إلى ألعاب الفيديو (حيث يتخذ كل إنسان فى العالم موقعه الاستراتيجى أمام شاشة التليفزيون، كى يرى أنواراً تبرق فى الظلام، ثم يسمع عن عدد ال***ى، من دون أن يشاهد جندياً يقاتل الآخر على الأرض.. الفيلسوف الفرنسى «بودريارد» هو الذى كتب ذلك).

أيامها، أطلق صدام على الصحراوات الإسرائيلية صواريخ غير مؤثِرة إلا فى نفوس العرب، وهى التى وصفها الرئيسُ المصريُ المتنحى (المتنيح) مبارك آنذاك بأنها نوعٌ من «البمب» قاصداً بذلك السخرية منها، لأن حكام العرب عموماً لا يحبون محاربة إسرائيل، ولو كذباً وزوراً. المهم، أن المآسى التى كانت متوقعة من حرب العراق وقعت، ولاتزال تقع إلى اليوم، ولا يعلم إلا الله متى سوف تتوقف. وفى تلك الأيام سادت بمصر حالة من (التوهان) والاضطراب فى الإدراك، وتضاربت الآراء، وقلَ الفهم وكثر الكلام.. تماماً مثلما يحدث اليوم.

وأيامها، انعقد مؤتمران إسلاميان كبيران، أحدهما فى بغداد برعاية «صدام» والآخر فى الرياض برعاية حكام الخليج. وكان كلا المؤتمرين يهدف إلى بيان حكم الدين (الإسلامى) فى الحرب التى كانت على وشك الوقوع، وقد انتهى كلاهما إلى أن الدين القويم يقف إلى جانبه، والطرف الآخر خارج عن الشرع، و***انا فى الجنة و***اهم فى النار.. كلاهما قال ذلك، وقدم عليه الأسانيد الشرعية.

وأيامها، كتبت مقالةً فى جريدة الأهرام (يوم كانت الكتابة فى الأهرام شرفاً كبيراً)، وكان عنوان المقالة، هو عنوان مقالتى اليوم: المواجهة مع الجنون.. وهو أحد المفاهيم التى استعرتها، لفظا ومعنى، من فلسفة «ديكارت»، التى عرضها فى كتابه الشهير (التأملات)، واصفاً رحلته العقلية من الشك إلى اليقين، والمراحل التى قطعها، ابتداءً من افتراض أن كل ما نراه من حولنا هو وهمٌ وخيالٌ لا حقيقة فيه، لأن الحواس مضلِلة، وقد يكون هناك شيطان ماكر يسعى لتضليل العقل وتبديد اليقين، ومن ثم فإن الإنسان العاقل لابد له من الشك فى وجود العالم، والشك فى وجود الله، والشك فى وجود ذاته أيضاً.

وهنا تكون حالة «المواجهة مع الجنون» نظراً لانعدام اليقين فى كل الأمور، وعدم قدرة العقل على الإمساك بأى حقيقة فى غمرة الشكوك الكثيرة ثم يخرج ديكارت من ذلك، بخطوة يسميها دارسو الفلسفة (الكوجيتو) أو إثبات وجود الذات، وذلك على أساس القاعدة المشهورة : أنا أشك إذن أنا موجود. لأنه مهما أحاط بنا ظلام الشك، فهو لن يحجب عنا حقيقة أننا الآن نشك، أى نفكر، أى موجودون . ولأن الشك نقصٌ، فهذا يفترض وجود كائن كامل (إله)، وإلا ما كان من الممكن لنا إدراك هذا النقص الموجود فينا، إلا بالقياس على الوجود الإلهى الكامل . ولأن الله كامل، وعادل، فلن يسمح للشيطان الماكر بالسيطرة على عقولنا.

ومع أن هذه المسيرة العقلانية (الديكارتية) الممتدة من الشك إلى اليقين، تُعجب كثيرين، إلا أننى أراها أقرب إلى النزعة المسرحية «المسطحة» بأكثر مما هى قريبة من التفلسف العقلانى الأصيل. لكن الذى كان يهمنى منها قبل عشرين عاما، ويهمنى اليوم، هو تلك الحالة المسماة: المواجهة مع الجنون.. وهى الحالة التى تحدق بنا اليوم، مثلما أحاطت بنا قبل عشرين عاماً بدرجة أقل مما يجرى اليوم، وما سوف يجرى غداً.

إن العقل الجمعى فى مصر، والعقل الفردى أيضاً، صار يواجه فى الفترة الأخيرة حالةً مريرة من انعدام الفهم، وفقدان القدرة على الإدراك، والعمى عن الرؤية الكلية للوقائع. وهو ما يقود بالضرورة إلى حالة «المواجهة مع الجنون»، التى تتجلى فى قولنا لبعضنا بعضا، بالعامية: «ماحدش فاهم حاجة، إحنا مُش عارفين رايحين على فين، هىَ شكلها كده باظت، ياعم مفيش فايدة، الثورة دى خربت بيوتنا، دى أصلاً مُش ثورة، مبارك لسَه بيحكم مصر».. إلى آخر هذه التعبيرات وأمثالها.. ثم تزداد حالة الخبل العام، وغياب الإدراك، مع انتشار صيغ التشتيت الذهنى، التى يقوم الإعلامُ بدورٍ كبيرٍ فى زيادة طينها بلَة.

وهناك كثيرٌ من الدلائل والشواهد على فقدان المنطق فى الأحداث التى تجرى اليوم من حولنا، وتقودنا إلى حالة «المواجهة مع الجنون» فمن ذلك، على سبيل المثال لا الحصر: أَمانُ الكنائس فى الأيام الأولى للثورة وأثناء انهيار الشرطة، والتحام المصريين أقباطاً ومسلمين آنذاك، ثم انفجار أحداث الفتنة بعد ذلك، كلما كادت الأحوال العامة تستقر.. حدوثُ الأزمات لأسبابٍ واهيةٍ أو وهمية.. تهديد العمل بقانون الطوارئ، مع عدم استعماله.. الاحتراق والاختراق المفاجئ لمقار أمن الدولة، ثم حلها، ثم الإبقاء عليها تحت اسم جديد.. الجاسوس الإسرائيلى (العلنى) الذى يظهر فى وسائل الإعلام، ثم تسليمه بعد القبض عليه فى صفقة غير مفهومة.. إسرائيل تصبح وديعة جداً، فجأة.. امتلاء وسائل الإعلام بكلام مرشحى الرئاسة، مع أن «الترشيح» لم يُعلن أصلاً عن موعدٍ له.. تعليق بعض الحملات الانتخابية للرئاسة، واحتدام بعضها الآخر، مع أن أحداً لم يتقدم أصلاً للترشح الذى لم يفتح بابه..

لا أحد يعلم متى يُفتح الباب، ومتى يُترك موارباً، ومتى يغلق.. تعلية الأدوار المخالفة لقوانين البناء فى الإسكندرية (مائة ألف مخالفة) مع ارتفاع أسعار الشقق بهذه الأدوار الآيلة للسقوط.. هدم مبنى محافظة الإسكندرية وهروب المحافظ، ثم تعيينه من جديد محافظاً (بناءً على طلب الجماهير).. إقالة «شفيق» رئيس وزراء مصر بجرَة قلم، فجأة، والإبقاء على المديرين الذين يعتبرهم الناس فلولاً.. اعتبار كل متعامل مع النظام السابق (فلول)، مع أن المجلس العسكرى ورئيس الوزراء الحالى، ومعظم وزرائه، كانوا يعملون فى ظل النظام السابق ويتعاملون معه.. خروج خمسين ألف «سلفى» يتظاهرون لنصرة شيخهم الذى شتم شيخ الأزهر ومفتى الديار..

مؤشر البورصة ينهار بالأمس والتداول يفقد خمسة مليارات، مؤشر البورصة يرتفع اليوم والتداول يحقق ثمانية مليارات.. الاقتصادُ ينهار والناسُ تطلب مزيداً من المزايا الوظيفية.. إضراب العاملين بالمطارات ممن تتراوح رواتبهم بين أرقام يحلم بها معظم الناس.. إغلاق مكتبة الإسكندرية.. ولا تكاد تنتهى هذه الأمثلة الدالة على الهوس الجماعى، و«الجنون» الذى يجتاح البلاد والعباد.

■ ■ ■

ومن المعروف أن «الجنون» هو فى واقع الأمر مفهوم اجتماعى، لا يمكن تحديده إلا فى إطار البنية الثقافية السائدة، وهو الأمر الذى عرض له الفيلسوف الفرنسى المعاصر «ميشيل فوكوه» فى دراسته البديعة (تاريخ الجنون فى العصر الكلاسيكى)، التى أظهرت أن الحكم على الفعل الإنسانى بالجنون، يرتبط بالمفاهيم العامة السائدة بين الجماعة. ولذلك فإن الشخص الذى يُعدُ مجنوناً فى مجتمع، قد يكون فى مجتمع غيره شخصاً عادياً، وربما يعتبر فى مجتمع آخر مبدعاً، أو ولياً من أولياء الله، أو عبقرياً.. ومن هنا تأتى ضرورة ُ التحديد الدقيق لما أقصده هنا من كلمة (الجنون) وضرورةُ التنبيه إلى خطورته على المجتمع المصرى فى هذه الفترة الحرجة، جداً، وضرورةُ طرح بعض السبل للخروج مما نحن فيه.. وفى ذلك أقول والله المستعان:

أما معنى (الجنون)، الذى يواجه العقل المصرى المعاصر فى أيامنا الحالية، فهو عدم القدرة على إعمال المنطق فى الأحداث الجارية، والعجز عن فهمها، بسبب ما يسمى «الضبابية» أو بسبب تضارب الآراء حول كل صغيرة وكبيرة، أو بسبب الصخب الدائم الذى يحول دون التبصٌر فى مجريات الأمور.. وهو الأمر الذى تظهر آثاره كل لحظة فى نشرات الأخبار، وفيما نراه عياناً من فوضى فى الشارع المصرى، وغير ذلك من الآثار التى أشرنا لأمثلة منها.

ما خطورة الأمر؟ هذا سؤال ساذج، تكفى للإجابة عنه حقيقة واحدة يعلمها كل إنسان فى مصر، هى أن انتخابات مجلسى الشعب والشورى (الوشيكة) سوف تكون مسرحاً دموياً، ولن تنجو البلاد من فوضاها إذا جرت فى الظروف الحالية. ومع ذلك نمضى قُدُماً إليها دون الإعلان عن ضوابط لها، كمن يُساقون إلى الموت وهم ينظرون! بالمناسبة، رأيت مؤخراً لافتات انتخابية مؤيدة، تحمل اسم أشهر بلطجية مصر قاطبة، على مرأى ومسمع من الجميع.

إذن، لا مجال للجدال حول خطورة حالة «المواجهة مع الجنون» ولا معنى للتقليل من شأنها، لانشغال الناس وانهماكهم فى أمورٍ عجيبةٍ، ما توصف به، هو أنها أمور تافهةٌ، وليس لطرحها الآن أى مشروعية، بينما البلاد تتجه بقوة إلى شفا هاوية الانهيار.

ما الحل؟

ذكرت ُفى مقالات سابقة، ما قاله أطباؤنا القدامى (الحكماء) من أن هناك فرقاً بين الأسباب والعلامات، أو بين المرض والعَرَض. وقد أكَدوا فى كتاباتهم المبهرة على مسائل مهمة، منها ضرورة تدبير (علاج) المرض لا العَرَض، أو السبب لا العلامة.. ومنها أن الأمراض تُعالج بأضدادها، بمعنى أن الإصابة بالبرد مثلاً، يكون علاجها بالتدفئة.. ومنها ضرورة المبادرة إلى المرض الأ*** (الأشد ضرراً) إذا ما اجتمعت على البدن عدة أمراض فى الوقت ذاته.. ومنها ضرورة التداوى أولاً بالأغذية، ثم الأغذية الدوائية، ثم الأدوية المفردة، ثم الأدوية المركبة، ثم الجراحة إن لزم الأمر.

وفى ضوء ما سبق، وتنزيلاً على الحالة المصرية (المرضية) الحالية، فإن الحلَ فيما يتعلق بمواجهة العقل المصرى (الجمعى) للجنون، بالمعنى الذى أشرنا إليه، هو الاستمساك بالمنطق قبل أى شىء.. فلا (الديمقراطية هى الحل) ولا (الإسلام هو الحل) ولا (الكنيسة هى الحل) ولا (أمريكا هى الحل) ولا غير ذلك من الشعارات والأفكار النمطية، سوف تخرج بنا من الحالة الحالية.. وهذا ليس نقضاً لهذه الشعارات والأفكار، فى حدِ ذاتها، وإنما هو تبيان لعدم ملاءمة واحدٍ منها، لسبب بسيط هو أنها لا ترتبط بالحالة التى تشكو منها البلاد.

إن الهوس الجماعى علاجه التعقل، والجنون السارى فى جميع المسالك علاجه المنطق، والخبل العام الذى ساد مؤخراً علاجه التَريث.. الآن سوف يثور معترض (وكلنا اليوم ثائرون ومعترضون) فيقول إن هذا الكلام نظرىٌ، ولا ارتباط له بما يجرى فى الواقع.. وفى الواقع، فإن أى حلٍ عملى لابد أن يسبقه إطارٌ نظرى، وإلا وقع الناس مجدداً فى حقل التجارب الذى ظل منصوباً بعموم البلاد منذ ستين سنة، تحت حجة «التجربة الثورية، التجربة الديمقراطية، التجربة الاقتصادية المفتوحة على البحرى...إلخ، وهو ما أدى إلى اهتراء البدن العام من كثرة التجريب.

كيف يكون الحلُ (النظرى) السابق ذكره، أساساً للحلول العملية؟.. يكون بنقيض الحالة العملية السائدة المرضية. فإذا كانت من أسبابها مثلاً، كثرة المطالبات وهيجان المزايدات وتوالى الاعتصامات، خرجنا من ذلك بفقه الأولويات، بمعنى أن ننظر منطقياً فى الأهم ثم المهم ثم الأقل أهمية ثم التوافه. فلا نسارع إلى الاهتمام بحشد عشوائى كهذا الذى قام به العاملون بشركة العامرية للغزل، وأدى إلى قطع كورنيش الإسكندرية منذ أسبوع، للمطالبة بأمرين لا معنى للجمع بينهما: إقالة مجلس إدارة الشركة، صرف 210 جنيهات شهرياً بدل وجبة غداء! وبينما المرور متوقف، سألت أحد الثائرين إن كان يصح تعطيل مصالح الناس على هذا النحو، فقال إن مصالحهم معطلة ولا يهمهم الآن الآخرون، قلتُ له يمكن للحكومة أن تعطيكم المبلغ الذى تطلبون، لكنه لن يُغنى عن شىء لأن التضخم سوف يأكل الزيادة، وزيادة، قال ساعتها سوف نطالب من جديد بالمزيد!

وإذا كان من أسباب الحالة الحالية، الاستهبال، عالجنا ذلك بالحزم. وإذا كان من أسبابها التشويش الإعلامى على العقول، عالجنا ذلك بالانصراف عن برامج الهرج الإعلامى إلى خطط العمل وإعمال العقل والمنطق فى الوقائع والأخبار . وإذا كانت كثرة الكلام سبباً، فالعلاج الصمت.. وعلى هذا النحو نسير على درب تدبير (علاج) المرض بضده.

■ ■ ■

ومن صيغ «إجهاض الثورة وإبقاء الفورة» ما سوف تتوقف عنده مقالة الأسبوع القادم التى سيكون عنوانها: الهروب إلى الله، هرولةً.. فإلى لقاء.





هذا الرجل الطيب تاعب نفسه وكاتب لك مجلد فى صورة مقالة صحفية

تقوم انت تختصر مايتوافق معك وتترك الباقى تحت شعار (لاتقربوا الصلاة )

صدقنى هذه المقالة من بدايتها لنهايتها تشخيص للمرض الحقيقى وتدفع الجميع للبحث عن العلاج

أما مقولة إجهاض الثورة فهذا وهم يسوقه عبدة يناير وهم لايدركون أن عزوف الشعب عنها هم من تسطحوا على قطارها

من تجاهلوا ملايين الشباب العامل فى مجالات الحياة ونصّبوا القلة منهم متحدثا باسم الشعب

من أثبتت الأيام أن البعض ربط واشترط أن يكون الشاب الثائر هو من يشارك او شارك فى الحرق والتدمير لمؤسسة أمنية أوحربية أوقضائية أودينية أو علميه كالمجمع العلمى مثلا وخرج متباهيا بفعلته

اعتبروهم أبطالا وكان مستر أوباما نفسه هو المحامى لهم



دا كلام ياعبد السلام ؟
__________________
الحمد لله
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-10-2014, 01:01 PM
الصورة الرمزية حمدى حسام
حمدى حسام حمدى حسام غير متواجد حالياً
الفائز بالمركز الأول لأحسن موضوع فى ركن الأقسام المميزة ( مارس 2015 )
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 3,718
معدل تقييم المستوى: 16
حمدى حسام is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جدو عبده مشاهدة المشاركة
وفى هذه السباعية، نقوم بتحليل الأسس التى يعتمد عليها التخريب الثورى الهادف إلى إجهاض الروح الحقة للثورة، وإبقاء الفوران والتوتر المؤدِى إلى التدهور العام.. وأول هذه الأسس، فيما أرى، هو المعنى الذى جعلته عنواناً لهذه المقالة مُكرِراً به عنوان مقالةٍ كتبتها قبل سنوات.

فقبل عشرين عاماً، مرت بنا حالةٌ من الإعتام الذهنى والذهول تشبه ما نمر به اليوم، لكنها كانت تجرى وقتها على نحوٍ أخفَ بكثيرٍ مما نعانيه اليوم ونعانى منه، لأن المصيبة التى وقعت آنذاك بدت لنا أخف وقعاً وأقل تأثيراً. فأيامها، فوجئ الناسُ بغزو «صدام» للكويت، وهو الأمر الذى تطوَر بسرعة إلى مواجهة عسكرية بين أمريكا (والحلفاء العرب والأوروبيين) والجيش العراقى بزعامة صدام.

فكانت المأساة المعروفةُ بحرب الخليج الثانية، على اعتبار أن حرب الخليج الأولى وقعت قبلها بسنوات بين صدام حسين ونظام الملالى وآيات الله فى إيران.. ومع أن عشرات الآلاف من العراقيين لقوا حتفهم أيامها، بغير حقٍ ولا هدىٍ ولا صراطٍ مستقيم، إلا أن بعضهم اعتبر ما يجرى على الساحة العراقية ليس حرباً، بل هو أقرب إلى ألعاب الفيديو (حيث يتخذ كل إنسان فى العالم موقعه الاستراتيجى أمام شاشة التليفزيون، كى يرى أنواراً تبرق فى الظلام، ثم يسمع عن عدد ال***ى، من دون أن يشاهد جندياً يقاتل الآخر على الأرض.. الفيلسوف الفرنسى «بودريارد» هو الذى كتب ذلك).

أيامها، أطلق صدام على الصحراوات الإسرائيلية صواريخ غير مؤثِرة إلا فى نفوس العرب، وهى التى وصفها الرئيسُ المصريُ المتنحى (المتنيح) مبارك آنذاك بأنها نوعٌ من «البمب» قاصداً بذلك السخرية منها، لأن حكام العرب عموماً لا يحبون محاربة إسرائيل، ولو كذباً وزوراً. المهم، أن المآسى التى كانت متوقعة من حرب العراق وقعت، ولاتزال تقع إلى اليوم، ولا يعلم إلا الله متى سوف تتوقف. وفى تلك الأيام سادت بمصر حالة من (التوهان) والاضطراب فى الإدراك، وتضاربت الآراء، وقلَ الفهم وكثر الكلام.. تماماً مثلما يحدث اليوم.

وأيامها، انعقد مؤتمران إسلاميان كبيران، أحدهما فى بغداد برعاية «صدام» والآخر فى الرياض برعاية حكام الخليج. وكان كلا المؤتمرين يهدف إلى بيان حكم الدين (الإسلامى) فى الحرب التى كانت على وشك الوقوع، وقد انتهى كلاهما إلى أن الدين القويم يقف إلى جانبه، والطرف الآخر خارج عن الشرع، و***انا فى الجنة و***اهم فى النار.. كلاهما قال ذلك، وقدم عليه الأسانيد الشرعية.

وأيامها، كتبت مقالةً فى جريدة الأهرام (يوم كانت الكتابة فى الأهرام شرفاً كبيراً)، وكان عنوان المقالة، هو عنوان مقالتى اليوم: المواجهة مع الجنون.. وهو أحد المفاهيم التى استعرتها، لفظا ومعنى، من فلسفة «ديكارت»، التى عرضها فى كتابه الشهير (التأملات)، واصفاً رحلته العقلية من الشك إلى اليقين، والمراحل التى قطعها، ابتداءً من افتراض أن كل ما نراه من حولنا هو وهمٌ وخيالٌ لا حقيقة فيه، لأن الحواس مضلِلة، وقد يكون هناك شيطان ماكر يسعى لتضليل العقل وتبديد اليقين، ومن ثم فإن الإنسان العاقل لابد له من الشك فى وجود العالم، والشك فى وجود الله، والشك فى وجود ذاته أيضاً.

وهنا تكون حالة «المواجهة مع الجنون» نظراً لانعدام اليقين فى كل الأمور، وعدم قدرة العقل على الإمساك بأى حقيقة فى غمرة الشكوك الكثيرة ثم يخرج ديكارت من ذلك، بخطوة يسميها دارسو الفلسفة (الكوجيتو) أو إثبات وجود الذات، وذلك على أساس القاعدة المشهورة : أنا أشك إذن أنا موجود. لأنه مهما أحاط بنا ظلام الشك، فهو لن يحجب عنا حقيقة أننا الآن نشك، أى نفكر، أى موجودون . ولأن الشك نقصٌ، فهذا يفترض وجود كائن كامل (إله)، وإلا ما كان من الممكن لنا إدراك هذا النقص الموجود فينا، إلا بالقياس على الوجود الإلهى الكامل . ولأن الله كامل، وعادل، فلن يسمح للشيطان الماكر بالسيطرة على عقولنا.

ومع أن هذه المسيرة العقلانية (الديكارتية) الممتدة من الشك إلى اليقين، تُعجب كثيرين، إلا أننى أراها أقرب إلى النزعة المسرحية «المسطحة» بأكثر مما هى قريبة من التفلسف العقلانى الأصيل. لكن الذى كان يهمنى منها قبل عشرين عاما، ويهمنى اليوم، هو تلك الحالة المسماة: المواجهة مع الجنون.. وهى الحالة التى تحدق بنا اليوم، مثلما أحاطت بنا قبل عشرين عاماً بدرجة أقل مما يجرى اليوم، وما سوف يجرى غداً.

إن العقل الجمعى فى مصر، والعقل الفردى أيضاً، صار يواجه فى الفترة الأخيرة حالةً مريرة من انعدام الفهم، وفقدان القدرة على الإدراك، والعمى عن الرؤية الكلية للوقائع. وهو ما يقود بالضرورة إلى حالة «المواجهة مع الجنون»، التى تتجلى فى قولنا لبعضنا بعضا، بالعامية: «ماحدش فاهم حاجة، إحنا مُش عارفين رايحين على فين، هىَ شكلها كده باظت، ياعم مفيش فايدة، الثورة دى خربت بيوتنا، دى أصلاً مُش ثورة، مبارك لسَه بيحكم مصر».. إلى آخر هذه التعبيرات وأمثالها.. ثم تزداد حالة الخبل العام، وغياب الإدراك، مع انتشار صيغ التشتيت الذهنى، التى يقوم الإعلامُ بدورٍ كبيرٍ فى زيادة طينها بلَة.

وهناك كثيرٌ من الدلائل والشواهد على فقدان المنطق فى الأحداث التى تجرى اليوم من حولنا، وتقودنا إلى حالة «المواجهة مع الجنون» فمن ذلك، على سبيل المثال لا الحصر: أَمانُ الكنائس فى الأيام الأولى للثورة وأثناء انهيار الشرطة، والتحام المصريين أقباطاً ومسلمين آنذاك، ثم انفجار أحداث الفتنة بعد ذلك، كلما كادت الأحوال العامة تستقر.. حدوثُ الأزمات لأسبابٍ واهيةٍ أو وهمية.. تهديد العمل بقانون الطوارئ، مع عدم استعماله.. الاحتراق والاختراق المفاجئ لمقار أمن الدولة، ثم حلها، ثم الإبقاء عليها تحت اسم جديد.. الجاسوس الإسرائيلى (العلنى) الذى يظهر فى وسائل الإعلام، ثم تسليمه بعد القبض عليه فى صفقة غير مفهومة.. إسرائيل تصبح وديعة جداً، فجأة.. امتلاء وسائل الإعلام بكلام مرشحى الرئاسة، مع أن «الترشيح» لم يُعلن أصلاً عن موعدٍ له.. تعليق بعض الحملات الانتخابية للرئاسة، واحتدام بعضها الآخر، مع أن أحداً لم يتقدم أصلاً للترشح الذى لم يفتح بابه..

لا أحد يعلم متى يُفتح الباب، ومتى يُترك موارباً، ومتى يغلق.. تعلية الأدوار المخالفة لقوانين البناء فى الإسكندرية (مائة ألف مخالفة) مع ارتفاع أسعار الشقق بهذه الأدوار الآيلة للسقوط.. هدم مبنى محافظة الإسكندرية وهروب المحافظ، ثم تعيينه من جديد محافظاً (بناءً على طلب الجماهير).. إقالة «شفيق» رئيس وزراء مصر بجرَة قلم، فجأة، والإبقاء على المديرين الذين يعتبرهم الناس فلولاً.. اعتبار كل متعامل مع النظام السابق (فلول)، مع أن المجلس العسكرى ورئيس الوزراء الحالى، ومعظم وزرائه، كانوا يعملون فى ظل النظام السابق ويتعاملون معه.. خروج خمسين ألف «سلفى» يتظاهرون لنصرة شيخهم الذى شتم شيخ الأزهر ومفتى الديار..

مؤشر البورصة ينهار بالأمس والتداول يفقد خمسة مليارات، مؤشر البورصة يرتفع اليوم والتداول يحقق ثمانية مليارات.. الاقتصادُ ينهار والناسُ تطلب مزيداً من المزايا الوظيفية.. إضراب العاملين بالمطارات ممن تتراوح رواتبهم بين أرقام يحلم بها معظم الناس.. إغلاق مكتبة الإسكندرية.. ولا تكاد تنتهى هذه الأمثلة الدالة على الهوس الجماعى، و«الجنون» الذى يجتاح البلاد والعباد.

■ ■ ■

ومن المعروف أن «الجنون» هو فى واقع الأمر مفهوم اجتماعى، لا يمكن تحديده إلا فى إطار البنية الثقافية السائدة، وهو الأمر الذى عرض له الفيلسوف الفرنسى المعاصر «ميشيل فوكوه» فى دراسته البديعة (تاريخ الجنون فى العصر الكلاسيكى)، التى أظهرت أن الحكم على الفعل الإنسانى بالجنون، يرتبط بالمفاهيم العامة السائدة بين الجماعة. ولذلك فإن الشخص الذى يُعدُ مجنوناً فى مجتمع، قد يكون فى مجتمع غيره شخصاً عادياً، وربما يعتبر فى مجتمع آخر مبدعاً، أو ولياً من أولياء الله، أو عبقرياً.. ومن هنا تأتى ضرورة ُ التحديد الدقيق لما أقصده هنا من كلمة (الجنون) وضرورةُ التنبيه إلى خطورته على المجتمع المصرى فى هذه الفترة الحرجة، جداً، وضرورةُ طرح بعض السبل للخروج مما نحن فيه.. وفى ذلك أقول والله المستعان:

أما معنى (الجنون)، الذى يواجه العقل المصرى المعاصر فى أيامنا الحالية، فهو عدم القدرة على إعمال المنطق فى الأحداث الجارية، والعجز عن فهمها، بسبب ما يسمى «الضبابية» أو بسبب تضارب الآراء حول كل صغيرة وكبيرة، أو بسبب الصخب الدائم الذى يحول دون التبصٌر فى مجريات الأمور.. وهو الأمر الذى تظهر آثاره كل لحظة فى نشرات الأخبار، وفيما نراه عياناً من فوضى فى الشارع المصرى، وغير ذلك من الآثار التى أشرنا لأمثلة منها.

ما خطورة الأمر؟ هذا سؤال ساذج، تكفى للإجابة عنه حقيقة واحدة يعلمها كل إنسان فى مصر، هى أن انتخابات مجلسى الشعب والشورى (الوشيكة) سوف تكون مسرحاً دموياً، ولن تنجو البلاد من فوضاها إذا جرت فى الظروف الحالية. ومع ذلك نمضى قُدُماً إليها دون الإعلان عن ضوابط لها، كمن يُساقون إلى الموت وهم ينظرون! بالمناسبة، رأيت مؤخراً لافتات انتخابية مؤيدة، تحمل اسم أشهر بلطجية مصر قاطبة، على مرأى ومسمع من الجميع.

إذن، لا مجال للجدال حول خطورة حالة «المواجهة مع الجنون» ولا معنى للتقليل من شأنها، لانشغال الناس وانهماكهم فى أمورٍ عجيبةٍ، ما توصف به، هو أنها أمور تافهةٌ، وليس لطرحها الآن أى مشروعية، بينما البلاد تتجه بقوة إلى شفا هاوية الانهيار.

ما الحل؟

ذكرت ُفى مقالات سابقة، ما قاله أطباؤنا القدامى (الحكماء) من أن هناك فرقاً بين الأسباب والعلامات، أو بين المرض والعَرَض. وقد أكَدوا فى كتاباتهم المبهرة على مسائل مهمة، منها ضرورة تدبير (علاج) المرض لا العَرَض، أو السبب لا العلامة.. ومنها أن الأمراض تُعالج بأضدادها، بمعنى أن الإصابة بالبرد مثلاً، يكون علاجها بالتدفئة.. ومنها ضرورة المبادرة إلى المرض الأ*** (الأشد ضرراً) إذا ما اجتمعت على البدن عدة أمراض فى الوقت ذاته.. ومنها ضرورة التداوى أولاً بالأغذية، ثم الأغذية الدوائية، ثم الأدوية المفردة، ثم الأدوية المركبة، ثم الجراحة إن لزم الأمر.

وفى ضوء ما سبق، وتنزيلاً على الحالة المصرية (المرضية) الحالية، فإن الحلَ فيما يتعلق بمواجهة العقل المصرى (الجمعى) للجنون، بالمعنى الذى أشرنا إليه، هو الاستمساك بالمنطق قبل أى شىء.. فلا (الديمقراطية هى الحل) ولا (الإسلام هو الحل) ولا (الكنيسة هى الحل) ولا (أمريكا هى الحل) ولا غير ذلك من الشعارات والأفكار النمطية، سوف تخرج بنا من الحالة الحالية.. وهذا ليس نقضاً لهذه الشعارات والأفكار، فى حدِ ذاتها، وإنما هو تبيان لعدم ملاءمة واحدٍ منها، لسبب بسيط هو أنها لا ترتبط بالحالة التى تشكو منها البلاد.

إن الهوس الجماعى علاجه التعقل، والجنون السارى فى جميع المسالك علاجه المنطق، والخبل العام الذى ساد مؤخراً علاجه التَريث.. الآن سوف يثور معترض (وكلنا اليوم ثائرون ومعترضون) فيقول إن هذا الكلام نظرىٌ، ولا ارتباط له بما يجرى فى الواقع.. وفى الواقع، فإن أى حلٍ عملى لابد أن يسبقه إطارٌ نظرى، وإلا وقع الناس مجدداً فى حقل التجارب الذى ظل منصوباً بعموم البلاد منذ ستين سنة، تحت حجة «التجربة الثورية، التجربة الديمقراطية، التجربة الاقتصادية المفتوحة على البحرى...إلخ، وهو ما أدى إلى اهتراء البدن العام من كثرة التجريب.

كيف يكون الحلُ (النظرى) السابق ذكره، أساساً للحلول العملية؟.. يكون بنقيض الحالة العملية السائدة المرضية. فإذا كانت من أسبابها مثلاً، كثرة المطالبات وهيجان المزايدات وتوالى الاعتصامات، خرجنا من ذلك بفقه الأولويات، بمعنى أن ننظر منطقياً فى الأهم ثم المهم ثم الأقل أهمية ثم التوافه. فلا نسارع إلى الاهتمام بحشد عشوائى كهذا الذى قام به العاملون بشركة العامرية للغزل، وأدى إلى قطع كورنيش الإسكندرية منذ أسبوع، للمطالبة بأمرين لا معنى للجمع بينهما: إقالة مجلس إدارة الشركة، صرف 210 جنيهات شهرياً بدل وجبة غداء! وبينما المرور متوقف، سألت أحد الثائرين إن كان يصح تعطيل مصالح الناس على هذا النحو، فقال إن مصالحهم معطلة ولا يهمهم الآن الآخرون، قلتُ له يمكن للحكومة أن تعطيكم المبلغ الذى تطلبون، لكنه لن يُغنى عن شىء لأن التضخم سوف يأكل الزيادة، وزيادة، قال ساعتها سوف نطالب من جديد بالمزيد!

وإذا كان من أسباب الحالة الحالية، الاستهبال، عالجنا ذلك بالحزم. وإذا كان من أسبابها التشويش الإعلامى على العقول، عالجنا ذلك بالانصراف عن برامج الهرج الإعلامى إلى خطط العمل وإعمال العقل والمنطق فى الوقائع والأخبار . وإذا كانت كثرة الكلام سبباً، فالعلاج الصمت.. وعلى هذا النحو نسير على درب تدبير (علاج) المرض بضده.

■ ■ ■

ومن صيغ «إجهاض الثورة وإبقاء الفورة» ما سوف تتوقف عنده مقالة الأسبوع القادم التى سيكون عنوانها: الهروب إلى الله، هرولةً.. فإلى لقاء.





هذا الرجل الطيب تاعب نفسه وكاتب لك مجلد فى صورة مقالة صحفية

تقوم انت تختصر مايتوافق معك وتترك الباقى تحت شعار (لاتقربوا الصلاة )

صدقنى هذه المقالة من بدايتها لنهايتها تشخيص للمرض الحقيقى وتدفع الجميع للبحث عن العلاج

أما مقولة إجهاض الثورة فهذا وهم يسوقه عبدة يناير وهم لايدركون أن عزوف الشعب عنها هم من تسطحوا على قطارها

من تجاهلوا ملايين الشباب العامل فى مجالات الحياة ونصّبوا القلة منهم متحدثا باسم الشعب

من أثبتت الأيام أن البعض ربط واشترط أن يكون الشاب الثائر هو من يشارك او شارك فى الحرق والتدمير لمؤسسة أمنية أوحربية أوقضائية أودينية أو علميه كالمجمع العلمى مثلا وخرج متباهيا بفعلته

اعتبروهم أبطالا وكان مستر أوباما نفسه هو المحامى لهم



دا كلام ياعبد السلام ؟
وضعت رابط المقالة
__________________


رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:22 AM.