اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #481  
قديم 04-03-2013, 09:53 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي



__________________
رد مع اقتباس
  #482  
قديم 04-03-2013, 09:08 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

النَّـهي عن التَّطـيُّر

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد:
الطيرة مايتشاءم به من الفأل الرديء وغيره ، واشتقاقها من الطَّير ، وكانت العرب تتطيَّر من الغراب، وتتشاءم به ، وترى أن ذلك مانع من الخير ، فنفى الإسلام ذلك ، وقال : "لا طيرة ".
والتطيُّر نوع من الشرك بالله- جل وعلا- بشرطه ، والشرك الذي يكون من جهة التطير مناف لكمال التوحيد الواجب ؛ لأنه شرك أصغر . وحقيقة التطير : أنه التشاؤم أو التفاؤل بحركة الطير من السوانح والبوارح ، أو النطيح والقعيد ، أو بغير الطير مما يحدث . فكانوا في الجاهلية إذا أراد أحد أن يذهب إلى مكان ، أو يمضي في سفر ، أو أن يعقد له خيارا ، استدل بما يحدث له من أنواع حركات الطيور ، أو بما يحدث له من الحوادث على أن هذا السفر سفر سعيد فيمضي فيه ، أو أنه سفر سيئ وعليه فيه وبال فيرجع عنه . وعلى هذا فضابط الطيرة الشركية التي من قامت في قلبه وحصل له شرطها وضابطها فهو مشرك الشرك الأصغر ، هو ما جاء في آخر الباب من قوله عليه الصلاة والسلام : « إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك » رواه أحمد، فالطيرة شرك ، وهي التي تقع في القلب ، ويبني عليها المرء مضاء في الفعل ، أو نكوصا عنه . فإذا خرج مثلا من بيته وهو ينوي سفرا ، أو رحلة ، أو ينوي القيام بصفقة تجارة ، أو نحو ذلك ، فحصل أمامه حادث ، فهذا الحادث الذي حصل أمامه من تصادم سيارة ، أو اعتداء من واحد على آخر ، أو نحو ذلك ، إن أوقع في قلبه شؤما، واستدل بهذا الحادث على أنه سيفشل في سفره أو في تجارته أو أنه سيصيبه مكروه في سفره ، ورجع ولم يمض فقد حصل له التطير الشركي ، أما إذا حصل ذلك في قلبه وحصل له نوع تشاؤم ، ولكنه مضى وتوكل على الله ، فهذا لا يكاد يسلم منه أحد ، كما جاء في حديث ابن مسعود « وما منا إلا ، ولكن الله يذهبه بالتوكل » كما سيأتي .

فهذه حقيقة التطير الشركي وضابطه ، وتبين أن التطير عام ليس خاصا بالطير وحركاتها, ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال : « ذُكِرَت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « أحسنها الفأل » . الطيرة : يعني التأثر بالكلمة ؛ لأننا ذكرنا أن الطيرة عامة تشمل الأقوال والأعمال التي تحصل أمام العبد ، فإذا كان ثم تطير فإن أحسنه الفأل ، يعني : أن يقع في قلبه أنه سيحصل له كذا وكذا من جراء كلمة سمعها ، أو من جراء فعل حصل له . وأحسن ذلك الفأل وغيره مذموم ، وإنما كان الفأل محمودا وممدوحا ومأذونا به ؛ لما ذكرنا من أنه إذا تطير متفائلا فإنه محسن الظن بالله- جل وعلا- لأن التفاؤل يشرح الصدر ، ويؤنس العبد ، ويذهب الضيق الذي يوحيه الشيطان ويسببه في قلب العبد ، والشيطان يأتي للعبد فيجعله يتوهم أشياء تضره وتحزنه فإذا فتح العبد على قلبه باب التفاؤل أبعد عن قلبه باب تأثير الشيطان في النفس .
هذا, وقد جاء في السنَّة أحاديث عدَّة تنفي الطيرة, وتدعو إلى عدم الالتفات إليها, ومنها:
عن عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «الطِّيرَةُ شِرْك ، الطِّيرةُ شرك ، الطِّيَرَةُ شِرْك - ثلاثا - وما منَّا إلا ، ولكنَّ اللَّه يُذهبُه بالتوكل». أخرجه أبو داود.
وعن بريدة -رضي اللَّه عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «كان لا يَتَطَيَّر من شيء، وكان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه ؟ فإذا أَعْجَبهُ فَرِحَ به ، وَرُئِيَ بِشْرُ ذلك في وجهه، وإن كَرِه اسَمه رُئِيَ كَرَاهِيةُ ذلك في وجهه ، وإذا دخل قَرية سأل عن اسمها؟ فإن أعجبه اسمها فرح بها ، وَرُئِيَ بِشْرُ ذلك في وجهه ، وإن كره اسمها رُئِيَ كراهية ذلك في وجهه» أخرجه أبو داود.
وعن عروة بن عامر القرشي قال : «ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : أَحْسَنُها الفألُ ، ولا تَرُدُّ مسلما ، فإذا رأى أحدُكم ما يكره فليقل : اللهم لا يأتي بالحسناتِ إلا أنتَ ، ولا يدفع السيئاتِ إلا أنت، ولا حولَ ولا قوة إلا بك» أخرجه أبو داود.
وعن أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «لا عَدْوى ، ولا طيرَةَ ، ويُعجِبْني الفَألُ ، قالوا : وما الفَأْلُ؟ قال : كلمة طيَّبة». أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري مثله ، وقال : «ويعجبني الفأُلُ الصَّالحُ : الكلمةُ الحسنةُ».
وعن قَطن بن قبيصة عن أبيه قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : «العيَافَةُ والطَّيرةَ والطَّرْقُ : من الجِبْتِ». أخرجه أبو داود.
والعيافة : زجر الطير والتفاؤل بها ،كما كانت العرب تفعله ، عاف الطير يعيفه : إذا زجره.
والطرق : الضرب بالعصا ، وقيل : هو الخط في الرمل ، كما يفعله المنجم لاستخراج الضمير ونحوه ، وقد جاء في كتاب أبي داود : «أن الطرق الزجر ، والعيافة الخط».
والجبت : كل ما عُبدَ من دون الله ، وقيل : هو الكاهن والشيطان.
وعن سعد بن مالك -رضي اللَّه عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول : «لا هامةَ ، ولا عدوى ، ولا طيرة ، وإن تكن الطَّيرَةُ في شيء : ففي الفرسِ ، والمرأةِ ، والَّدارِ».أخرجه أبو داود.
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك». قالوا: يا رسول الله فما كفارة ذلك؟ قال: «يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك،ولا طير إلا طيرك،ولا إله غيرك». قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف،وبقية رجاله ثقات.
وعن فضالة بن عبيد الأنصاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال" من ردته الطيرة ، فقد قارف الشِّرك " . السلسلة الصحيحة رقم .
قال الله جل وعلا : {أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ}[ الأعراف: 131]؛ فالله بيده الضر والنفع ، وبيده العطاء والمنع ، والطيرة لا أصل لها ، ولكنه شيء يجدونه في صدورهم ولا حقيقة له ، بل هو شيء باطل.
ولذا يجب على المسلم إذا رأى ما يتشاءم به : ألا يَرجِع عن حاجته ، فلو خرج ليسافر ، وصادفه شيء غير مناسب أو ما أشبه ذلك ، فلا يرجع ، بل يمضي في حاجته ويتوكَّل على الله ، فإن رَجَعَ فهذه هي الطيرة ، والطيرة قادحة في العقيدة ولكنها دون الشرك الأكبر ، بل هي من الشرك الأصغر . والله تعالى أعلم.
__________________
رد مع اقتباس
  #483  
قديم 04-03-2013, 09:16 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

وقفات مع قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}

يقول العلامة الأمين الشنقيطي في كتابه "أضواء البيان" عند قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}:

ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن هذا القرآن العظيم الذي هو أعظم الكتب السماوية ، وأجمعها لجميع العلوم ، وآخرها عهدا برب العالمين جل وعلا ، يهدي للتي هي أقوم ; أي الطريقة التي هي أسد وأعدل وأصوب . ف التي نعت لموصوف محذوف . على حد قول ابن مالك في الخلاصة :
وما من المنعوت والنعت عقل ... يجوز حذفه وفي النعت يقل
وقال الزجاج والكلبي والفراء : للحال التي هي أقوم الحالات ، وهي توحيد الله والإيمان برسله .
وهذه الآية الكريمة أجمل الله جل وعلا فيها جميع ما في القرآن من الهدى إلى خير الطرق وأعدلها وأصوبها ، فلو تتبعنا تفصيلها على وجه الكمال لأتينا على جميع القرآن العظيم لشمولها لجميع ما فيه من الهدى إلى خيري الدنيا والآخرة . ولكننا إن شاء الله تعالى سنذكر جملا وافرة في جهات مختلفة كثيرة من هدى القرآن للطريق التي هي أقوم بيانا لبعض ما أشارت إليه الآية الكريمة ، تنبيها ببعضه على كله من المسائل العظام ، والمسائل التي أنكرها الملحدون من الكفار ، وطعنوا بسببها في دين الإسلام ، لقصور إدراكهم عن معرفة حكمها البالغة .
فمن ذلك توحيد الله جل وعلا ، فقد هدى القرآن فيه للطريق التي هي أقوم الطرق وأعدلها ، وهي توحيده جل وعلا في ربوبيته ، وفي عبادته ، وفي أسمائه وصفاته . وقد دل استقراء القرآن العظيم على أن توحيد الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
الأول : توحيده في ربوبيته ، وهذا النوع من التوحيد جبلت عليه فطر العقلاء ، قال تعالى : ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله الآية [43 \ 87] ، وقال : قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون [10 \ 31] ، وإنكار فرعون لهذا النوع من التوحيد في قوله : قال فرعون وما رب العالمين [26 \ 23] تجاهل عن عارف أنه عبد مربوب ; بدليل قوله تعالى : قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر الآية [17 \ 102] ، وقوله : وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا [27 \ 14] ، وهذا النوع من التوحيد لا ينفع إلا بإخلاص العبادة لله ، كما قال تعالى : وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون [12 \ 106] ، والآيات الدالة على ذلك كثيرة جدا .
الثاني : توحيده جل وعلا في عبادته ، وضابط هذا النوع من التوحيد هو تحقيق معنى «لا إله إلا الله» وهي متركبة من نفي وإثبات ، فمعنى النفي منها : خلع جميع أنواع المعبودات غير الله كائنة ما كانت في جميع أنواع العبادات كائنة ما كانت . ومعنى الإثبات منها : إفراد الله جل وعلا وحده بجميع أنواع العبادات بإخلاص ، على الوجه الذي شرعه على ألسنة رسله عليهم الصلاة والسلام . وأكثر آيات القرآن في هذا النوع من التوحيد ، وهو الذي فيه المعارك بين الرسل وأممهم أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب [38 \ 5] .
ومن الآيات الدالة على هذا النوع من التوحيد قوله تعالى : فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك الآية [47 \ 19] ، وقوله : ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت [16 \ 36] ، وقوله : وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون [21 \ 25] ، وقوله : واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون [43 \ 45] ، وقوله : قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون [21 \ 108] ، فقد أمر في هذه الآية الكريمة أن يقول : إنما أوحي إليه محصور في هذا النوع من التوحيد ، لشمول كلمة : «لا إله إلا الله» لجميع ما جاء في الكتب ; لأنها تقتضي طاعة الله بعبادته وحده . فيشمل ذلك جميع العقائد والأوامر والنواهي ، وما يتبع ذلك من ثواب وعقاب ، والآيات في هذا النوع من التوحيد كثيرة .
النوع الثالث : توحيده جل وعلا في أسمائه وصفاته . وهذا النوع من التوحيد ينبني على أصلين :
الأول : تنزيه الله جل وعلا عن مشابهة المخلوقين في صفاتهم ، كما قال تعالى : ليس كمثله شيء [42 \ 11] .
والثاني : الإيمان بما وصف الله به نفسه ، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بكماله وجلاله ، كما قال بعد قوله : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير مع قطع الطمع عن إدراك كيفية الاتصاف ، قال تعالى : يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما [20 \ 110] ، وقد قدمنا هذا المبحث مستوفى موضحا بالآيات القرآنية «في سورة الأعراف» .
ويكثر في القرآن العظيم الاستدلال على الكفار باعترافهم بربوبيته جل وعلا على وجوب توحيد في عبادته ; ولذلك يخاطبهم في توحيد الربوبية باستفهام التقرير ، فإذا أقروا بربوبيته احتج بها عليهم على أنه هو المستحق لأن يعبد وحده ، ووبخهم منكرا عليهم شركهم به غيره ، مع اعترافهم بأنه هو الرب وحده ; لأن من اعترف بأنه هو الرب وحده لزمه الاعتراف بأنه هو المستحق لأن يعبد وحده .
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى : قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار [10 \ 31] إلى قوله : فسيقولون الله [10 \ 31] . فلما أقروا بربوبيته وبخهم منكرا عليهم شركهم به غيره ، بقوله : فقل أفلا تتقون [10 \ 31] .
ومنها قوله تعالى : قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله [23 \ 84 ، 85] ، فلما اعترفوا وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله : قل أفلا تذكرون [23 \ 85] ، ثم قال : قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله [23 \ 86 - 87] ، فلما أقروا وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله : قل أفلا تتقون [23 \ 87] ، ثم قال : قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله [23 \ 88 ، 89] ، فلما أقروا وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله : قل فأنى تسحرون [23 \ 89] .
ومنها قوله تعالى : قل من رب السماوات والأرض قل الله [13 \ 16] ، فلما صح الاعتراف وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله : قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا [13 \ 16] .
ومنها قوله تعالى : ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله [43 \ 87] ، فلما صح إقرارهم وبخهم منكرا عليهم بقوله : فأنى يؤفكون [43 \ 87] .
ومنها قوله تعالى : ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله [29 \ 61] ، فلما صح اعترافهم وبخهم منكرا شركهم بقوله : فأنى يؤفكون [29 \ 61] وقوله تعالى : ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله [29 \ 63] ، فلما صح إقرارهم وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله : قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون [29 \ 63] ، وقوله : ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله [31 \ 25] ، فلما صح اعترافهم وبخهم منكرا عليهم بقوله : قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون [31 \ 25] ، وقوله تعالى : آلله خير أم ما أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها [27 \ 59 - 60] ، ولا شك أن الجواب الذي لا جواب لهم البتة غيره : هو أن القادر على خلق السماوات والأرض وما ذكر معها ، خير من جماد لا يقدر على شيء . فلما تعين اعترافهم وبخهم منكرا عليهم بقوله : أإله مع الله بل هم قوم يعدلون [27 \ 60] ، ثم قال تعالى : أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا [27 \ 61] ولا شك أن الجواب الذي لا جواب غيره كما قبله ، فلما تعين اعترافهم وبخهم منكرا عليهم بقوله : أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون [27 \ 61] ، ثم قال جل وعلا : أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض [27 \ 62] ولا شك أن الجواب كما قبله . فلما تعين إقرارهم بذلك وبخهم منكرا عليهم بقوله : أإله مع الله قليلا ما تذكرون [27 \ 62] ، ثم قال تعالى : أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته [27 \ 63] ، ولا شك أن الجواب كما قبله ، فلما تعين إقرارهم بذلك وبخهم منكرا عليهم بقوله : أإله مع الله تعالى الله عما يشركون [27 \ 63] ، ثم قال جل وعلا : أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض [27 \ 64] ، ولا شك أن الجواب كما قبله ، فلما تعين الاعتراف وبخهم منكرا عليهم بقوله : أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين [27 \ 64] ، وقوله : الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء [30 \ 40] ، ولا شك أن الجواب الذي لا جواب لهم غيره هو : لا ، أي : ليس من شركائنا من يقدر على أن يفعل شيئا من ذلك المذكور من الخلق والرزق والإماتة والإحياء ، فلما تعين اعترافهم وبخهم منكرا عليهم بقوله : سبحانه وتعالى عما يشركون [30 \ 40] .
والآيات بنحو هذا كثيرة جدا ، ولأجل ذلك ذكرنا في غير هذا الموضع أن كل الأسئلة المتعلقة بتوحيد الربوبية استفهامات تقرير ، يراد منها أنهم إذا أقروا رتب لهم التوبيخ والإنكار على ذلك الإقرار ; لأن المقر بالربوبية يلزمه الإقرار بالألوهية ضرورة ; نحو قوله تعالى : أفي الله شك [14 \ 10] ، وقوله : قل أغير الله أبغي ربا [6 \ 164] ، وإن زعم بعض العلماء أن هذا استفهام إنكار ; لأن استقراء القرآن دل على أن الاستفهام المتعلق بالربوبية استفهام تقرير وليس استفهام إنكار ، لأنهم لا ينكرون الربوبية ، كما رأيت كثرة الآيات الدالة عليه .

ثم ذكر رحمه الله ما يستفاد من الآية من وجوه هداية القرآن للتي هي أقوم, ولولا الإطالة لسردته, فليراجعه من أراد الاستزادة والفائدة.

وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وسلّم.
__________________
رد مع اقتباس
  #484  
قديم 04-03-2013, 09:21 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

(لا إله إلا الله) المفهوم والحقيقة (1)

الحمد لله وكفى ، وسلام على عباده الذين اصطفى ، أما بعد :



مقـدمة :
كلمة الإخلاص لا إله إلا الله هي أصل دين الإسلام ومفتاح دار السلام ، وهي العروة الوثقــى وكلمة التقوى ، وهي الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام ، فطر الله عليها جميع المخلوقات وبها قامت الأرض والسموات ، ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب ، ولأجلها جردت سيوف الجهاد و بها أمر الله جميع العباد ، وهي أساس الفرض والسنة ، وعليها أسست الملة ونصبت القبلة ، وهي الفارق بين الإسلام والكفر ، من استمسك بها فقد سلم ومن اعتصم بها فقد عصم , فلا إله إلا الله قد جمعت الدين كله، وهنا لابد من التنبيه إلى أمرين مهمين :
الأول:

إذا كانت لا إله إلا الله بهذه المنزلة العالية والمرتبة الرفيعة في دين الله ؛ فليعلم أنَّ فرض معرفة شهادة أن لا إله إلا الله مقدم على معرفة فرض الصلاة والصيام ؛ فيجب على العبد أن يبحث عن معنى ذلك أعظم من بحثه عن معاني الصلاة والصيام .
الثاني:

قد تفاوت الناس في هذه الكلمة بحسب حالهم علماً واعتقاداً وعملاً، فمنهم من يقولها وهو يجهل مدلولها ومقتضاها، ومنهم من يقولها وهو لا يجهل مضمونها ومقتضاها لكن يمنعه من قصد ما دلت عليه من الحق والعمل به موانع من آفات النفوس، ومنهم من يقولها ويظن أنه قد أتى بمضمونها ومقتضاها وهو قد وقع فيما يناقضها قولاً وعملاً ، ومنهم من يقولها عن علم ويقين صادقاً مخلصاً من قلبه قد أدى حقوقها وعمل بمقتضاها واستقام على ذلك ولم يأت بما يبطلها فهؤلاء هم المؤمنون حقاً والموحدون صدقاً.


فإليك يا أخي الكريم - ثبتنا الله وإيَّاك على الإسلام والسنة- بعضاً من الإشارات والشذرات حول هذه الكلمة العظيمة.
أولاً:

( فضل لا إله إلا الله )
لو لم يكن في بيان فصلها إلا كونها علماً على الإيمان في الشرع؛ تعصم الدماء والأموال إلا بحقها، وكون إيمان الكافر موقوفاً على النطق بها لكان كافياً للعقلاء ،كيف وقد وردت النصوص الكثيرة في بيان فضلها وعظيم أجرها، ومن ذلك :
1- أنَّها الكلمة العظيمة التي شهد الله بها لنفسه وشهد بها له ملائكته وأولو العلم من خلقه، قال تعالى ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
فتضمنت هذه الآية أجل شهادة وأعظمها وأعدلها وأصدقها من أجل شاهد بأجل مشهود به .
2- أنَّ أعظم آية في كتاب الله - وهي آية الكرسي - افتتحها سبحانه بذكر كلمة التوحيد , قال تعالى ( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ..) الآية
3- أنَّ الله وصفها في القرآن بأنَّها الكلمة الطيّبة، قال الله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ).
قال ابن عباس- رضي الله عنهما -(مثلا كلمة طيبة) شهادة أن لا إله إلا الله.
4- قال تعالى (يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ )
فعندما عدد الله سبحانه على عباده النعم في هذه السورة التي تسمى سورة النعم (وهي سورة النحل) بدأ بذكر التوحيد ، قال سفيان بن عيينة -رحمه الله - ( ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله، وإنَّ لا إله إلا الله لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا).
و من النصوص الواردة في السنـة :
1- ما جاء في الصحيحين عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله علــــيه و سلم -قال:( من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنَّ محمداً عبده ورسوله وأنَّ عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأنَّ الجنة حق والنار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء ).
2- وفي الصحيحين عن عِتبان بن مالك- رضي الله عنه- عن النبي- صــلى الله عليـــه و سلم -قال:( إنَّ الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله).
3- عن أنس بن مالك-رضي الله- قال:(كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُغِيرُ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ ، وكان يَتَسَمَّعُ الأَذَانَ ، فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ ، وَإِلاَّ أَغَارَ ، فَسَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : عَلَى الْفِطْرَةِ ، ثُمَّ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ. فَنَظَرُوا فَإِذَا هُوَ رَاعِي مِعْزًى) رواه مسلم.
والنصوص كما تقدم في هذا الباب كثيرة جداً ، وما سبق ذكره يكفي - إن شاء الله - في هذه العجالة .

ثانياً:

(معنى لا إله إلا الله)
كلمة التوحيد لا تنفع إلا من كان عارفا لمعناها عاملا بمقتضاها، وأخلص لله ولم يشرك به شيئا فهذا تنفعه ،و أما من قالها من غير علم بمعناها ولا اعتقاد ولا عمل بمقتضاها بل أشرك بالله واتخذ الوسائط والشفعاء من دون الله وفعل لهم ما يفعله أهل الجاهلية من المشركين فهذا لا تنفعه بالإجماع بل هي حجة عليه بلا ريب .
وليعلم أنًّ أول واجب على الإنسان هو معرفة معنى هذه الكلمة، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم (فاعلم أنه لا إله إلا الله)، وقال تعالى ( إلا من شهد بالحق ) أي بلا إله إلا الله (وهم يعلمون) أي بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم ، فأفرض الفرائض معرفة معنى هذه الكلمة ثم التلفظ بها والعمل بمقتضاها .
ولعظم هذا الأمر وأهميته فقد بيَّن الله تعالى في مواضع من القرآن الكريم معنى كلمة الإخــلاص لا إله إلا الله، ولم يكل عباده في بيان معناها إلى أحد سواه .
فمعنى لا إله إلا الله نفي الإلهية عما سوى الله تبارك وتعالى ،وإثباتها كلها لله وحده لا شريك له، ليس فيها حقاً لغيره لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل .
فلا إله إلا الله تعني لا معبود بحق إلا الله، هذا هو التفسير الذي دلت عليه النصوص ومن ذلك قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) فعبر عن معنى لا إله بقوله (إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ) وعبر عن معنى إلا الله بقوله ( إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي).
وقوله تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) فقوله (أَلَّا تَعْبُدُوا) هو معنى لا إله، وقوله (إِلَّا إِيَّاهُ) هو معنى إلا الله، ونظائر هذه الآيات في القرآن كثيرة ، فتبين بذلك أن معنى لا إله إلا الله هو البراءة من عبادة كل ما سوى الله، وإخلاص العبادة بجميع أنواعها لله تعالى ، وهذا واضح جلي لمن جعل الله له بصيرة ولم تتغير فطرته، فالقرآن كله في تقرير معنى لا إله إلا الله، وما تقتضيه، وما تستلزمه، والله اعلم

وللكلام بقية يأتي - إن شاء الله - في المقال القادم
والحمد لله رب العالمين
__________________
رد مع اقتباس
  #485  
قديم 04-03-2013, 09:27 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

(لا إله إلا الله) المفهوم والحقيقة (2)

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، أما بعد :
ثالثاً: (شروط لا إله إلا الله)
لا إله إلا الله وما ورد في فضلها حق ثابت يجب الإيمان به ، لكنها جاءت مقيدة بالقيود الثقال التي لابد من الإتيان بجميعها قولاً واعتقاداً ، قال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته ما أعددت لهذا اليوم؟ قال شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن نِعم العُدة لكن لـ (لا إله إلا الله) شروطاً، فإياك وقذف المحصنات ، وقال وهب بن منبه لمن سأله أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك .
وحاصل ذلك : أنَّ لا إله إلا اللّه سبب لدخول الجنة، والنجاة من النار، ومقتضٍ لذلك، ولكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه، وانتفاء موانعه، فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه، أو لوجود مانع.
وقد ذكر أهل العلم لكلمة التوحيد سبعة شروط وهي كالتالي :
1- (العلم ) بمعناها المراد منها، نفياً وإثباتاً، المنافي للجهل بذلك ، قال تعالى (إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) أي بلا إله إلا الله وهم يعلمون بقلوبهم معنى ما نطقوا بألسنتهم ، وقال تعالى (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)، وفي الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة " رواه مسلم .
2- (اليقين ) بأن يكون قائلها مستيقناً بمدلول هذه الكلمة يقيناً جازماً ، وهذا ينافي الشك ، قال الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)
فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا ، أي لم يشكوا ، وفي الصحيح من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة " رواه مسلم.
3- (الانقياد ) لما دلت عليه ظاهراً وباطناً، قال الله عز وجل (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) أي بلا إله إلا الله ، ومعنى ( يُسلم وجهه) أي ينقاد .
4- (القبول ) لها فلا يرد شيئاً من لوازمها ومقتضياتها ، قال تعالى في شأن من لم يقبلها (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ) إلى قوله (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ، وأصاب منها طائفة أُخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تُنبت كلأً فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه مابعثني الله به فعلم وعلّم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أُرسلت به " .متفق عليه .
5- (الإخلاص ) فيها ، قال تعالى (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) وقال تعالى (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) و عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه " رواه البخاري.
6- (الصدق) من صميم القلب لا باللسان ، قال تعالى (فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) وعن النبي صلى الله عليه وسلم " ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار " رواه البخاري.
7- (المحبة) لها ولأهلها ، والموالاة والمعادة لأجلها ، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) وقال سبحانه (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) وعن الني -صلى الله عليه وسلم- قال ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ...) الحديث ، متفق عليه .
رابعاً: (مفاهيم خاطئة حول لا إله إلا الله)
رغم البيان الذي جاءت به النصوص في تحديد المراد من كلمة لا إله إلا الله - وهو البيان الذي ليس فوقه بيان - فقد وقع الخطأ والميل عن الصواب من بعض الناس في معنى هذه الكلمة فمن ذلك :
1- قول بعضهم معنى لا إله إلا الله أي القادر على الاختراع، أو المستغني عما سواه المفتقر إليه ما عداه ، ومعلوم أن المشركين من العرب الذي بعث إليهم محمد- صلى الله عليه وسلم- لم يكونوا يخالفون في هذا المعنى بل كانوا يقرون بذلك ، قال تعالى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) وقال تعالى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) إلى غير ذلك من الآيات ، وهذا الإقرار منهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الإسلام لمَّا جحدوا ما دلت عليه لا إله إلا الله من إخلاص العبادة لله ، والعجيب أن المشركين قد عرفوا المعنى الحقيقي لكلمة التوحيد ، ولهذا لما قال لهم الني -صلى الله عليه وسلم- قالوا لا إله إلا الله قالوا (أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) فلا خير في رجل جهال الكفار أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله.
(وقفـــة):
إنَّ من أعظم ما يعين على تفهم ومعرفة معنى لا إله إلا الله ؛هو معرفة حال المشركين الذين نزل فيهم القرآن، وماذا كانوا يعتقدون، وبماذا كفروا ، وما الذي أوردهم أودية الباطل، ووحل الوثنية .
2- وقول بعضهم معنى لا إله إلا الله هو تحكيم شريعة الله، ويقصدون بذلك التحاكم إلى شرع الله في أمور الخصومات والمنازعات وجميع مسائل القضاء الأخرى ، لكنهم لا يدخلون في ذلك إفراد الله بالحكم في مسألة العبادة والتوحيد التي هي أساس الملة والشرع , والحق أنَّ هذا التفسير فيه قصور عن المعنى الكلي الذي جاءت به لا إله إلا الله ، فالحاكمية داخلة في معنى لا إله إلا الله وهي جزء منها وليست هي الأصل لهذه الكلمة العظيمة، فقصر معنى لا إله إلا الله على مسألة الحاكمية فيه إخراج لبقية معاني الإلهية , لذلك يلاحظ على القائلين بهذا التفسير أمران :
الأول : أنَّ جهدهم منصب على هذه القضية مع إغفال جوانب التوحيد الأخرى .
الثاني : أنَّ هؤلاء يدعون إلى تحكيم شرع الله في أمور المنازعات والخصومات وسائر المعاملات كما تقدم ، وهذا أمر لا ينازع فيه أحد ويؤيدون عليه ، لكنهم في أمور العقائد يتلاشى عندهم هذا المبدأ ؛ فتجد فيهم ومن بينهم من قد عرف ببدعته وضلاله بل بتلبسه بالشرك الصريح وانحرافه عن المنهج القويم والصراط المستقيم، ومع ذلك يغضون الطرف عنه ، وهذا من التناقض الفاضح !!.
3- قول بعضهم معنى لا إله إلا الله هو إخراج اليقين الفاسد من القلب على الأشياء، وإدخال اليقين الصحيح على ذات الله أنَّه لاخالق إلا الله ولا رازق إلا الله ولا مدبر إلا الله ، فيقال هذا أيضاً لم يزد أصحابه على إعادة تقرير توحيد المعرفة والإثبات (الربوبية) الذي أقر به المشركون كما تقدم .
تنبــيه :
الأول : عقيدة التوحيد والحمد لله ليست بحاجة إلى من يأتي لها بمصطلحات حادثة ،وألفاظ مجملة، أو عبارات قاصرة غير وافية، يندس من خلالها أهل البدع والخرافة .
الثاني : كل من أعرض عن المشروع فإنه يبتلى ولا محالة بالوقوع في الممنوع ،لهذا تجد من أكثر من سماع القصائد بقصد صلاح قلبه نقصت رغبته في سماع القرآن، ومن أكثر من الصلاة والدعاء عند المشاهد القبور قلت رغبته في الدعاء والصلاة في المساجد ، وهكذا من أعرض عن ألفاظ النصوص الشرعية وما دلت عليه فأنه يبتلى بهذه الألفاظ المحدثة التي لا تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، بل تزيد صاحبها حيرة وضلالاً،و يُنفَذُ من خلالها إلى إبطال معاني الأدلة الشرعية والله المستعان .
وختاماً :
فإن لا إله إلا الله شجرة السعادة ، إن غرستها في منبت التصديق، وسقيتها من ماء الإخلاص، ورعيتها بالعمل الصالح ،رسخت عروقها ،وثبتت ساقها، واخضرت أوراقها، وأينعت ثمارها ، وتضاعف أكلها، وإن غرست هذه الشجرة في منبت التكذيب والشقاق ، وسقيتها بماء الرياء والنفاق، وتعاهدتها بالأعمال السيئة ، والأقوال القبيحة تناثرت ثمارها، وتساقطت أوراقها، وتقطعت عروقها، وهبت عليها عواصف القذر ومزقتها كل ممزق،،،


فيها أيها الراجي ســـلامة دينــه *** عليك بتقوى الله ذي العرش تهـتد
وإن رمت أن تنجو من النـــار سالماً *** وتحظى بجــنات وـلد مؤبــد
وروح وريحـــان وأرغــد حبرة *** وحور حســان كاليواقيت خرد
فحقق لتــوحيد العـبادة مخلصــاً *** بأنواعـها لله قصـداً وجـــرد


والحمد لله رب العالمين
__________________
رد مع اقتباس
  #486  
قديم 06-03-2013, 04:55 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الاستغفار هو طلب المغفرة


والمغفرة هي وقاية شر الذنوب مع سترها ،
أي أن الله عز وجل يستر على العبد فلا يفضحه في الدنيا
ويستر عليه في الآخرة فلا يفضحه في ***اتها ويمحو عنه عقوبة ذنوبه بفضله ورحمته . وقد كثر ذكر الاستغفار في القرآن ، فتارة يؤمر به

كقوله تعالى

(وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(المزمل/20)

وتارة يمدح أهله

كقوله تعالى :

(وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ)(آل عمران/17) ،

وتارة يذكر الله عز وجل أنه يغفر لمن استغفره

كقوله تعالى :

(وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً) (النساء/110) .

وكثيرًا ما يقرن الاستغفار بذكر التوبة فيكون الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان ، والتوبة عبارة عن الإقلاع عن الذنوب بالقلب والجوارح ، وحكم الاستغفار كحكم الدعاء ، إن شاء الله أجابه وغفر لصاحبه لاسيما إذا خرج من قلب منكسر بالذنوب ، أو صادف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبار الصلوات ، وأفضل الاستغفار أن يبدأ بالثناء على ربه ، ثم يثني بالاعتراف بذنبه ، ثم يسأل ربه بعد ذلك المغفرة ، كما في حديث شداد بن أوس عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني ، وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ، ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك عليَّ ، وأبوء بذنبي ، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "(رواه البخاري) .


__________________
رد مع اقتباس
  #487  
قديم 06-03-2013, 05:35 PM
الصورة الرمزية محمد محمود بدر
محمد محمود بدر محمد محمود بدر غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 23,998
معدل تقييم المستوى: 38
محمد محمود بدر is just really nice
افتراضي




جزاكم الله خيرا


رد مع اقتباس
  #488  
قديم 06-03-2013, 07:05 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد محمود بدر مشاهدة المشاركة


جزاكم الله خيرا

بارك الله فيكم
__________________
رد مع اقتباس
  #489  
قديم 16-03-2013, 01:06 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أحبابنا في الله:
الإسلام هو الدين القيم الذي فيه صلاح البلاد والعباد، وهو أعظم المنن التي منّ بها الكريم الوهاب، وقد تكفل الله لمن سلكه بسعادة الدنيا والآخرة، فيه المبادئ السامية، والأخلاق العالية، والنظم العادلة. إنه الدين الذي ينبغي لنا أن نفتخر به، وأن نتشرف بالانتساب إليه، فمن لم يتشرف بهذا الدين ويفخر به ففي قلبه شك وقلة يقين.
إن الحق يخاطب حبيبه قائلاً: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْـأَلُونَ [الزخرف:44]. أي: شرف لك وشرف لقومك وشرف لأتباعك إلى يوم القيامة.

وممـا زادني شـرفاً وتيهـاً وكدت بإخمصي أطأ الثريا


دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبياً

إن الشرف أن تكون من عباد الله الصالحين، وأن تعمل الصالحات وتجتنب المحرمات.
إن الشرف أن تدعو لهذا الدين، وأن تتبع سنة خير المرسلين ، لقد أدرك سلفنا الأول عظمة هذا الدين، فقدموا أنفسهم وأموالهم رخيصة لهذا الدين.
لقد كان الإسلام هو شرفهم الأول وغاية آمالهم، فهذا عبد الله بن أم مكتوم – رضي الله عنه الذي يقول له النبي : ((مرحباً بالذي عاتبني فيه ربي)) – لما أتى داعي الجهاد في سبيل الله، وارتفعت راية الإسلام، ونادى النفير للجهاد، فيقول له الصحابة: إنك معذور، أنت أعمى، وذلك لقوله تعالى: لَّيْسَ عَلَى ٱلاْعْمَىٰ [الفتح:17]. فيجيبهم: لا والله، والله يقول: ٱنْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً [التوبة:41].
فلما حضرت المعركة أعطوه الراية، وقالوا: إياك أن نؤتى من قبلك فقال رضي الله عنه: بئس حامل القرآن إن أتيتم من قبلي، فوقف مكانه حتى ***، فكان قبره تحت قدميه رضي الله عنه وأرضاه.
وهذا فارس آخر من فرسان الإسلام العظام، الذين تربوا على يد محمد ، فقدموا للبشرية الشرف العظيم في انتمائهم للإسلام وتشرفهم به، إنه جليبيب رضي الله عنه، ذلك الصحابي الذي لم يكن يملك من الدنيا إلا الإيمان الذي ملأ قلبه، فأضاء له الدنيا.
جاء جليبيب إلى رسول الله ، فتبسم عليه الصلاة والسلام لما رآه، وقال: ((يا جليبيب أتريد الزواج))؟ فقال: يا رسول الله، من يزوجني ولا أسرة عندي ولا مال ولا دار ولا شيء من متاع الدنيا؟! فقال عليه الصلاة والسلام: ((اذهب إلى ذلك البيت من بيوت الأنصار، فأقرئهم مني السلام، وقل لهم: إن رسول الله يأمركم أن تزوجوني))، فذهب وطرق عليهم الباب، فخرج رب البيت، ورأى جليبيباً، فقال له: ماذا تريد؟ فأخبره الخبر، فعاد إلى زوجته، فشاورها، ثم قالوا: ليته غير جليبيب، لا نسب ولا مال ولا دار، فشاروا الفتاة، فقالت: وهل نرد رسول رسول الله فتزوج بها.
وحضر النبي غزوة من الغزوات، فلما كتب لهم النصر قال النبي لأصحابه: ((هل تفقدون من أحد))؟ قالوا: نعم، فلاناً وفلاناً وفلاناً، ثم قال : ((لكني أفقد جليبيباً، فاطلبوه))، فطلب في ال***ى، فوجدوه إلى جنب سبعة قد ***هم، ثم ***وه، فأتى النبي فوقف عليه، فقال: ((*** سبعة ثم ***وه، هذا مني وأنا منه))، ثم وضعه على ساعديه، ليس له إلا ساعدا النبي ، ثم حفر له ووضع في قبره. [المسند: 4/422، مسلم: 4/1918].
فانظروا – رحمكم الله – إلى هذا الرجل الذي يفتخر به النبي ، ويضع ساعده الشريف وسادة له حتى يحفر له القبر إكراماً له، مع أنه من الفقراء في المال، لكنه من الأعزاء بالإسلام المتشرفين بالانتساب له.
إنهم عظماء؛ لأنهم عاشوا في كنف محمد .
واستمعوا إلى قصة عظيمة، إنها قصة عمر رضي الله عنه حينما خرج إلى القدس ليتسلم مفاتيح بيت المقدس – أسأل الله أن يعيده إلينا – يخرج عمر على حاله المعروفة، فيستعرض الجيش الإسلامي العظيم، ويقول قولته المشهورة: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله. ثم يقترب من أبي عبيدة فيعانقه، ويبكي طويلاً، فيقول عمر: يا أبا عبيدة، كيف بنا إذا سألنا الله يوم القيامة ماذا فعلنا بعد رسولنا ؟ فيقول أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين، تعالى نتباكى، ولا يرانا الناس، فانحرفا عن الطريق والجيوش تنظر إليهما، فاتجها إلى شجرة، ثم بكيا طويلاً رضوان الله عليهم أجمعين.
ترى هل سأل أحد منا نفسه ماذا فعلنا بعد رسول الله ؟ هل حافظنا على سنته؟ هل اتبعنا ملته؟ ألم نفرط أو نضيع؟ ومع ذلك لا نرى فينا باكياً.
اللهم إنا نشكو إليك قسوة قلوبنا، فارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
__________________
رد مع اقتباس
  #490  
قديم 16-03-2013, 01:07 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

إخوة الإسلام أتباع محمد عليه أفضل الصلاة والسلام:
لقد عرف سلفنا – رضوان الله عليهم – أن الحياة إنما تصرف في مرضاة الله وطاعته، وأن عزهم في دينهم وتمسكهم به، وأن ارتباطهم إنما هو بالله الواحد الأحد.
حج هشام بن عبد الملك، فلما كان في الطواف رأى سالم بن عبد الله وهو يطوف وحذاؤه في يديه، وعليه ثياب لا تساوي ثلاثة عشر درهماً، فقال له هشام: يا سالم، أتريد حاجة أقضيها لك؟ قال سالم: أما تستحي من الله، تعرض عليّ الحوائج وأنا في بيت من لا يُعوز إلى غيره؟! فسكت هشام، فلما خرجا من الحرم قال له: هل تريد شيئاً؟ قال سالم: أمن حوائج الدنيا أو الآخرة؟ فقال: من حوائج الدنيا. فقال سالم: والله الذي لا إله إلا هو ما سألت حوائج الدنيا من الذي يملكها تبارك وتعالى، فكيف أسألها منك؟
إنه الإيمان الذي ربى القلوب على التعلق بالله والنزول في حماه والالتجاء إليه والاعتصام به.
إخوة الإسلام: هذه نماذج رائعة أذكرها لكم لكي يكون لنا فيها الأسوة والقدوة في التشرف بالإسلام، والاعتزاز به، والاعتماد على الله، والتوكل عليه، والسير على نهجه، والالتزام بسنة نبيه ، فاتقوا الله عباد الله، واعرفوا الإسلام حق المعرفة، واسلكوا طريقه تفلحوا وتسعدوا.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بالآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


__________________
رد مع اقتباس
  #491  
قديم 16-03-2013, 01:08 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

إخوة الإسلام:
لكي ينشأ أبناؤنا على تعاليم الإسلام وشرائعه، يجب علينا أن نعظم شعائر الله في قلوبهم، يجب أن نربي أبناءنا على تعظيم الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وأن نشعرهم بأن الخير من الله، ولا يدفع الشر سواه، وأن أمورنا إنما تكون بأمره سبحانه، فهو المتصرف كيف يشاء، وأن ننزل حاجاتنا به فهو المؤمل سبحانه، يأكل باسم الله، يخرج متوكلاً على الله، يدرس ابتغاء مرضاة الله.
كما يجب أن نعظم في قلوبهم القرآن الكريم حفظاً وتلاوة، ونشعرهم بعظمة هذا القرآن وما فيه من خير وسعادة.
ومما يجب أن يعظم في نفوسهم حب رسول الله ، وذكر سيرته وجهاده ورحمته وشفقته وشفاعته وإحسانه، وأنه الرحمة المهداة، وذلك بكثرة الصلاة والسلام عليه، وتقديم حبه على كل شيء.
إن المسئولية في هذا ملقاة على عواتق أولياء الأمور، فليتقوا الله في ذلك، وليحسنوا التربية حتى تخرج الثمار المباركة. اللهم وفقهم لما تحبه وترضى.
ثم صلوا على الحبيب المصطفى والنبي المجتبى، فقد أمركم بذلك مولانا في محكم التنزيل فقال: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
__________________
رد مع اقتباس
  #492  
قديم 16-03-2013, 02:21 PM
الصورة الرمزية عبدالرحمن محمد فؤاد
عبدالرحمن محمد فؤاد عبدالرحمن محمد فؤاد غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 70
معدل تقييم المستوى: 12
عبدالرحمن محمد فؤاد is on a distinguished road
افتراضي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الليل لساعة، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيرا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة "

[صحيح مسلم]
رد مع اقتباس
  #493  
قديم 16-03-2013, 02:25 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن محمد فؤاد مشاهدة المشاركة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الليل لساعة، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيرا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة "

[صحيح مسلم]
صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيك اخى الكريم
__________________
رد مع اقتباس
  #494  
قديم 21-03-2013, 08:42 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


الظلم ظلمات يوم القيامة
دار القاسم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فإن ظاهرة انتشرت في بعض الناس ذكرها القرآن الكريم والسنة النبوبة المطهرة، إما على سبيل الذم، أو على سبيل بيان سوء عاقبة من فعلها.
إنها ظاهرة الظلم، وما أدراك ما الظلم، الذي حرمه الله سبحانه وتعالى على نفسه وحرمه على الناس، فقال سبحانه وتعالى فيما رواه رسول الله في الحديث القدسي: { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا } [رواه مسلم].
وعن جابر أن رسول الله قال: { أتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم } [رواه مسلم].
والظلم: هو وضع الشيء في غير محله باتفاق أئمة اللغة.

وهو ثلاثة أنواع:

النوع الأول: ظلم الإنسان لربه، وذلك بكفره بالله تعالى، قال تعالى: وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:254]. ويكون بالشرك في عبادته وذلك بصرف بعض عبادته لغيره سبحانه وتعالى، قال عز وجل: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13].
النوع الثاني: ظلم الإنسان نفسه، وذلك باتباع الشهوات وإهمال الواجبات، وتلويث نفسه بآثار أنواع الذنوب والجرائم والسيئات، من معاصي لله ورسوله. قال جل شأنه: وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [النحل:33].
النوع الثالث: ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته، وذلك بأكل أموال الناس بالباطل، وظلمهم بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء، والظلم يقع غالباً بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار.
صور من ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته:
غصب الأرض: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: { من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين } [متفق عليه].
مماطلة من له عليه حق: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { مطل الغني ظلم } [متفق عليه].
منع أجر الأجير: عن أبي هريرة عن النبي قال: { قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة...،...، ورجل أستأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره } [رواه البخاري].
وأذكر هنا قصة ذكرها أحد المشايخ في كلمة له في أحد المساجد بمكة، قال: ( كان رجل يعمل عند كفيله فلم يعطه راتب الشهر الأول والثاني والثالث، وهو يتردد إليه ويلح وأنه في حاجة إلى النقود، وله والدان وزوجة وأبناء في بلده وأنهم في حاجة ماسة، فلم يستجب له وكأن في أذنيه وقر، والعياذ بالله. فقال له المظلوم: حسبي الله؛ بيني وبينك، والله سأدعو عليك، فقال له: أذهب وأدعوعلي عند الكعبة (انظر هذه الجرأة) وشتمه وطرده. وفعلا استجاب لرغبته ودعا عليه عند الكعبة بتحري أوقات الإجابة، على حسب طلبه، وبريد الله عز وجل أن تكون تلك الأيام من أيام رمضان المبارك وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ [الشعراء:227]، ومرت الأيام، فإذا بالكفيل مرض مرضاً شديداً لا يستطيع تحريك جسده وانصب عليه الألم صباً حتى تنوم في إحدى المستشفيات فترة من الزمن. فعلم المظلوم بما حصل له، وذهب يعاوده مع الناس. فلما رآه قال: أدعوت علي؟ قال له: نعم وفي المكان الذي طلبته مني. فنادى على ابنه وقال: أعطه جميع حقوقه، وطلب منه السماح وأن يدعو له بالشفاء ).
الحلف كذباً لإغتصاب حقوق العباد: عن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي أن رسول الله قال: { من اقتطع حق امرىء مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة }، فقال رجل: وإن كان شيـئاً يسيراً يا رسول الله؟ فقال: { وإن قضيباً من أراك } [رداه مسلم].
السحر بجميع أنواعه: وأخص سحر التفريق بين الزوجين، قال تعالى: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ [البقرة:102]. وعن أبي هريرة عن النبي قال: { اجتنبوا السبع الموبقات }، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: { ... والسحر، و*** النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات } [رواه البخاري ومسلم].
عدم العدل بين الأبناء: عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال:{ نحلني أبى نحلاً فقالت أمى عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد عليه رسول الله ، فجاءه ليشهده على صدقتي فقال: "أكل ولدك نحلت مثله" قال: لا، فقال: "اتقوا الله واعدلوا في أولادكم"، وقال: "إني لا أشهد على جور"، قال: فرجع أبي فرد تلك الصدقة } [متفق عليه].
حبس الحيوانات والطيور حتى تموت: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: { عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعًا فدخلت فيها النار} [رواه البخاري ومسلم]. حبستها: أي بدون طعام.
شهادة الزور: أي الشهادة بالباطل والكذب والبهتان والافتراء، وانتهاز الفرص للإيقاع بالأبرار والانتقام من الخصوم، فعن انس قال: ذكر رسول الله الكبائر فقال: { الشرك بالله، وعقوق الوالدين و*** النفس، وقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قول الزور، أو قال: "شهادة الزور" } [متفق عليه].
وأكل صداق الزوجة بالقوة ظلم.. والسرقة ظلم.. وأذيه المؤمنين والمؤمنات والجيران ظلم... والغش ظلم... وكتمان الشهادة ظلم... والتعريض للآخرين ظلم، وطمس الحقائق ظلم، والغيبة ظلم، ومس الكرامة ظلم، والنميمة ظلم، وخداع الغافل ظلم، ونقض العهود وعدم الوفاء ظلم، والمعاكسات ظلم، والسكوت عن قول الحق ظلم، وعدم رد الظالم عن ظلمه ظلم... إلى غير ذلك من أنواع الظلم الظاهر والخفيى.

فيا أيها الظالم لغيره:

اعلم أن دعوة المظلوم مستجابة لا ترد مسلماً كان أو كافراً، ففي حديث أنس قال: قال رسول الله : { اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً؛ فإنه ليس دونها حجاب }. فالجزاء يأتي عاجلاً من رب العزة تبارك وتعالى، وقد أجاد من قال:

لاتظلمن إذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم

فتذكر أيها الظالم: قول الله عز وجل: وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء [ابراهيم:43،42]. وقوله سبحانه: أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى [القيامة:36]. وقوله تعالى: سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [القلم:45،44]. وقوله : { إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته }، ثم قرأ: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102]، وقوله تعالى: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ [الشعراء:227].
وتذكر أيها الظالم: الموت وسكرته وشدته، والقبر وظلمته وضيقه، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأحواله، والنشر وأهواله. تذكر إذا نزل بك ملك الموت ليقبض روحك، وإذا أنزلت في القبر مع عملك وحدك، وإذا استدعاك للحساب ربك، وإذا طال يوم القيامة وقوفك.
وتذكر أيها الظالم: قول الرسول : { لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء } [رواه مسلم]. والاقتصاص يكون يوم القيامة بأخذ حسنات الظالم وطرح سيئات المظلوم، فعن أبي هريرة عن النبي قال: { من كانت عنده مظلمة لأخيه؛ من عرضه أو من شيء، فليتحلله من اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه } [رواه البخاري]. وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: { أتدرون ما المفلس، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم وطرحت عليه، ثم طرح في النار } [رواه مسلم].

ولكن أبشر أيها الظالم:

فما دمت في وقت المهلة فباب التوبة مفتوح، قال : { إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها } [رواه مسلم]. وفي رواية للترمذي وحسنه: { إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر }. ولكن تقبل التوبة بأربعة شروط:
1- الإقلاع عن الذنب.
2- الندم على ما فات.
3- العزم على أن لا يعود.
4- إرجاع الحقوق إلى أهلها من مال أو غيره.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
__________________
رد مع اقتباس
  #495  
قديم 21-03-2013, 08:55 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الظلم واثره في هلاك الامم


بسم الله الرحمن الرحيم

الظلم وأثره في
هلاك الأمم

السماوات و الأرض قامت على العدل
لولا العدل لم تدم الحياة
من سنن الله بقاء الأمم العادلة و إن كانت كافرة فكفرها على نفسها أما عدلها فإنه يبقيها
يهلك الله سبحانه الأمم الظالمة و إن كانت مسلمة ساجدة وراكعة لكنها تظلم

سنة إلهية ومن قرأ التاريخ تيقن بهذا
قال [إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ]
وفي الحديث القدسي
(يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) .

أمم بادت و قرى أهلكت و أمراء ورؤساء وملوك صاروا كالجرذان ,
ما السبب؟ الظلم


ملوك الأندلس ملكوا حضارات عظيمة لمئات السنين ثم صاروا يباعون في الطرقات كالعبيد

حتى قال ابن لأبيه وهو ذليل حقير بعد أن كان عزيز ذو سلطان
قال يا أبي لما حصل لنا كل هذا .... بعد العز صار لنا هذا الذل
قال له أبوه الملك المقهور والعزيز المذلول: يا بني دعوة مظلوم سرت في جوف الليل ليس بينها وبين الله حجاب

بعض ابناء الإسلام الركع السجد يهربون إلى ديار الكفر لينالوا شيئا من العدالة
بعض المسلمين لا يبالي لأنه قوي لأنه غني
أبنائك الذين هم من صلبك لا يحق لك أن تظلمهم
زوجتك لا يحق لك أن تظلمها
فمن ظلم يأتي يوم القيامة وشقه مائل مفضوح عند الله عز وجل

الناس الذين يعملون بالشهرين والثلاث لا يحصلون من راتبهم على شي

بكى عندي كثيرون واشتكى إلي أكثر من ظلم بعض مدرائهم و مسئوليهم وأرباب العمل عندهم ممن يقهره ويظلمه حقه بأي حق هذا
أتظنون أن الله عز وجل غافل ؟
( ولا تحسبن الله غافلا عن ما يعمل الظالمون ).
(إنما السبيل على الذين يظلمون الناس )
قطة لو ظلمتها قد تدخل النار . . كيف بإنسان ؟ . . . كيف بمسلم ؟
الله حرم علينا ظلم الكفار


( ولا يجرمنكم شنئان قوم على إلا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )


عمر بن الخطاب
لما لبس ثوب أطول من الناس حوسب وعوتب
حتى نادى ابنه عبد الله قال يا بني اخبرهم
فاخبر الابن أنني تبرعت بنصيبي لأبي تبرعا منه فرضي الناس عن عمر

فتاة بدون ***ية
تبكي لي فتاة على الهاتف
تقول والله تركنا المدارس كلنا أنا وأخواتي
لماذا؟
تقول كنا من المتفوقات والأوائل ممن يضرب بنا المثل في المدارس لكننا ضحينا بالدراسة
قلت : لما
قالت ما عندنا معاش نأكل به ونشرب أبي منع من العمل
أبي طرد . . لأن المصلي الراكع الساجد الصائم قائم الليل ليس عنده ورقة تثبت هويته يعمل بها

بعض الناس فيه حب للظلم


تعرف لما ؟!
فيه كبر فيه غرور
يظن أن له حقا ليس لغيرة
ويظن ان الرزق له ولأولاده لا يحق للناس أن يشاركوه

مسئول الزكاة
يقول أحد مسئولي الزكاة عندنا يقول والله أن هناك عندنا أسر تبحث عن الطعام في القمامات وهناك أناس يأكلون بملاعق ذهب وفضة

أرأيت ..
أين حق الله
(إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم )
عامل جاءني
قال : منعت من معاشي ثلاثة شهور
وكلما طالبناهم قالوا بعدين بعدين
يقول : عندي فقراء ويتامى عندي أطفال ينتظرون طعامهم كل يوم
فلما اضطررت أن اشتكي عليه أنا ومجموعة من رفقائي
قال صاحب العمل : سوف أسفركم
قلت : ولما ارجع إلى بلادي بعد هذا الكد والتعب بلا مال اجنيه بعرق جبيني
قال : إن اردتم وإلا حولت إقامتكم
قلنا : لا بأس حول إقامتنا على أي شخص آخر قال بشرط أن تكتبوا لي أنكم استلمتم معاشكم ثلاثة شهور
أم السجين
تتصل إمرأه على إحدى البرامج على الهواء مباشرة
تقول الأم : أبني مسجون في أحد بلاد المسلمين منذ 20 عاما ظلما
, تعرفون ماذا تريد لا تريد أن يخرج
تريد إن تعرف مصيرة فقط أحي هو فتنتظر أو هو ميت فينسى

الظلم إذا انتشر آذن الله بهلاك الأمم
قالت أنهلك وفينا الصالحون
قال نعم إذا كثر الخبث . . ومن الخبث الظلم
حتى قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه - يعني منعوه من
الظلم - أوشك الله أن يعمهم بعذاب من عنده , ومن العذاب أن يلبسهم شيعا تحدث الفتن والطائفية والحزبية والطبقية ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )

من نصر مظلوما نصره الله يوم القيامة
انصر أخاك ظالما أو مظلوما
الكفار لا يرضى الله عز وجل على ظلمهم ,
ظلم أن يعطى ناس من المال ويحرم غيرهم

النصارى واليهود
كانوا يعيشون في ظل الشريعة الاسلاميه أفضل حياة

قيل قديما :

أما والله إن الظلم شؤم وما زال المسئ هو الظلوم

إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم


__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الاسلام, دين, نبينا


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:04 AM.