#496
|
||||
|
||||
![]() التوبة بعد الظلم عائض القرني علم الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه النظام والأدب والتآخي والاجتماع وكان دليلهم إلى صراط الله المستقيم. ولقد أطاع المؤمنون رسولهم صلى الله عليه وسلم، ورضوا بأحكامه، لأن هذا الرضا شرط في إيمان المؤمنين.على أن هذا لا يعني سلامة الصف الإسلامي تماماً من الشواذ ومن في صدورهم حرج؛ فقد شهدت تلك الأيام الذهبية أناساً خرجوا عن طاعة الله ورسوله يعيشون -على انحرافهم- مع تلك الصفوة من البشر الذين رضي الله عنه وأرضاه الله لهم الهداية ورضي عنهم. بعض مظاهر النظام والالتزام المسارعة بالاستغفار وطاعة الرسول بعد ظلم النفس ![]() وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أشكركم على هذا الاجتماع الطيب العطر بوجودكم، وأشكر صاحب الفضيلة الدكتورمسفر بن دماس على الدعوة المسبقة وعلى إتاحة هذه الفرصة، وأعتذر إن لم يكن هناك شيء من الترتيب قبل أن ألتقي بكم، فما كنت أدري بظروف الامتحان أو بترتيب المحاضرات؛ ولكن يشفع لي عندكم الحب الذي أتى بي إليكم. وأول من أتى بهذا الحب هو معلم البشر عليه الصلاة والسلام، وهي معجزته الكبرى، فإنه عاش بين الناس رجلاً، وبين الرجال بطلاً، وبين الأبطال مثلاً. أتى عليه الصلاة والسلام بالحب، أول ما هبطت دعوتُه إلى الأرض هبطت بالحب، والله يعلمه ما هو إنتاجه الحضاري في الناس، فأخبره وقال: ![]() ![]() ![]() ![]() |
#497
|
||||
|
||||
![]() المسارعة بالاستغفار وطاعة الرسول بعد ظلم النفس
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() وقفنا على الباب يا ذا الملك وصرنا ببابك والحمد لك وهذه شجون العبد، أن يقف بباب الله عزَّ وجلَّ، فيتلفت الإنسان هل يغفر الله الذنوب وهي كثيرة؟! فيقول عليه الصلاة والسلام: {لَلَّهُ أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم كان على راحلته عليها طعامه وشرابه، فنام تحت شجرة، فضلت منه، فالتمسها فلم يجدها فعاد فنام وأيس منها، فلما استيقظ وجدها عند رأسه، فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح } فالله أشد فرحاً من هذا، فرحاً يليق بجلاله، قال: ![]() ![]() ![]() ![]() مَن مِن طائعي العصر الذي إذا أخطأ خطأًً يذهب إلى القاضي أو الإمام أو الشيخ ويقول: طهرني بالحد؟! من هو الذي لو شهد شهادة زور أو شرب خمراً أو سرق أو زنى أو خان أو غش ذهب يطلب التطهير؟! لا أحد؛ لكن أتى هذا الصحابي فقال: {... يا رسول الله! أصبتُ حداً فأقمه عليَّ، قال: أصليتَ معنا؟ قال: نعم، قال: اذهب، فقد غفر الله لك } يقول الشراح: من الممكن أن يكون هذا ليس بحد، وظن الصحابي أن فيه حداً، وربما كان قبل أن تنزل الحدود، فقال: {اذهب، فقد غفر الله لك }.قال: ![]() ![]() |
#498
|
||||
|
||||
![]() اقتران الإيمان بالرضا بأحكام الرسول صلى الله عليه وسلم
ثم أتى سبحانه وتعالى بمسألة كبرى تغيب عن أذهان الناس، خاصة أن الجيل الذي يُنتظر منه -من أمثالكم- توجيه الأمة، وترشيد الجيل، وبناء هذه الصحوة على المنهج الرباني الذي أتى به محمد عليه الصلاة والسلام، يُنتظر منه أن يكون هذا المنهج حياً في ذهنه. يقول سبحانه وتعالى: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() والذي نفسي بيده! لا يمكن أن يكون الإنسان مخلصاً لله حتى يرضى بالرسول عليه الصلاة والسلام في عقيدته وعبادته، وأخلاقه وسلوكه، وليله ونهاره، وأن يرضى به شيخاً ومعلماً ومربياً وموجهاً عليه الصلاة والسلام، وأن يسلم له قياد حياته، وأن يجعله نصب عينيه، وأن يرضى بما رضي به الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن يغضب لما غضب منه الرسول عليه الصلاة والسلام، وفوق ذلك كله يعلن عليه الصلاة والسلام لأجياله ولشبابه ولأتباعه، فيقول: {والذي نفسي بيده! لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين } فهل يسأل أحدٌ منا نفسه بالله: هل الرسول صلى الله عليه وسلم أحب من أبيه وأمه إليه؟! إن كان ذلك فليحمد الله، وإن لم يكن ذلك فليَبْكِ على نفسه، إلى درجة أن تحب الرسول صلى الله عليه وسلم وتقدمه على نفسك. أما قصة الآية وسببها كما رواه البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن الزبير أن رجلاً من الأنصار كانت له مزرعة، وكانت مزرعة الأنصاري تحت مزرعة الزبير ، والزبير ابن صفية بنت عبد المطلبعمة الرسول صلى الله عليه وسلم، والزبير مهاجري، وصاحب المزرعة التي تحت مزرعة الزبير أنصاري، فدعوا الرسول صلى الله عليه وسلم ليصلح بينهما بحجة أن الزبير كان يغلق الماء ولا يتركه يمر إلى مزرعة الأنصاري، فحضر المعصوم عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى ولا تأخذه في الله لومة لائم، الذي يعلن للبشرية وللدنيا كل الدنيا على المنبر وهو يهز أعواده التي تتباكى تحت يديه، يسمعها مَن يسمعها، ويقبلها مَن يقبلها، ويعلمها مَن يعلمها، ويجهلها مَن يجهلها، ويقول صلى الله عليه وسلم: {وايم الله! لو أنفاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها } قال الزهري : وحاشاها أن تسرق. من يستطيع أن يتحدى أنظمة الأرض والدنيا والوساطات والشفاعات وأسر الأرض في امرأة مخزومية سرقت ويريدون أن يشفعوا فيها، فيقول: {وايم الله -وتالله وبالله- لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها } هذه العدالة كل العدالة. الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقف على المنبر في مرض الموت، فيكشف صلى الله عليه وسلم عن جيبه، فتبدو منه صلى الله عليه وسلم أضلاعُه، أنهكته الأمراض بأبي هو وأمي وبنفسي، ويبدو العرق يتحدَّر كالجُمان والدر من تحت أضلاعه التي أنهكتها الحمى، حتى إنه يقول: {إني لأوعَك كما يوعك الرجلان منكم} يقول: تصيبني الحمى وأمرض مثلما يمرض رجلان منكم، فيقول: {يا أيها الناس! مَن ضربتُه -سبحان الله! كم ضرب عليه الصلاة والسلام!- أو من شتمتُه، أو من أخذتُ من ماله شيئاً فليقتص مني الآن قبل ألا يكون درهم ولا دينار... } فبماذا يرد الناس؟ وماذا يستطيع أن يقول المهاجرون والأنصار له وهو على المنبر؟ أتدرون بماذا ردوا له؟ ردوا بالبكاء، يقول أنس : {... فكان المسجد له خنين }. فإذا رحمت فأنت أمٌّ أو أبٌّ هذان في الدنيا هما الرحماءُ وإذا سخوت بلغت بالجود المدى وفعلت ما لا تفعل الأنواءُ وإذا غضبت فإنما هي غضبة في الحق لا كِبْر ولا ضغناءُ وإذا سعيت إلى العدا فغضنفر وإذا جريت فإنك النكباء فيذهب إلى الأنصاري ليصلح بينه وبين ابن عمته صلى الله عليه وسلم؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعرف ابن عم، ولا يعرف ابن خال؛ لأنه ميزان من الله، أنزله بالقسط، وأنطقه بالحق، فلا يضل ولا يغوى، ولا يلابسه الشيطان، حتى إنه يقول: {ما منكم من أحد إلا ومعه قرين، قالوا: حتى أنت يا رسول الله؟! قال: حتى أنا، لكن أعانني الله عليه فأسلم } أعلن إسلامه، فلا يأمره شيطانه إلا بخير، لا ينام قلبه إذا نامت قلوب الناس، يقول: {تنام عينيَّ ولا ينام قلبي } لا يحتلم، ولا يلعب عليه الشيطان، ولا يتثاءب، فطيلة عمرِه ثلاثٌ وستون سنة ما تثاءب. فيحضر المزرعة عليه الصلاة والسلام ومعه كبار الصحابة، فأراد صلى الله عليه وسلم صلحاً بلا حكم؛ لأن الصلح خير، والصلح أحسن، وأراد أن يبر بالأنصاري وأن يكرمه، فقال: يا زبير! اترك الماء حتى يصل إلى الكعب، ثم اتركه يمر إلى مزرعة الأنصاري -وهذا في مصلحة الأنصاري، وهو خيرٌ منه عليه الصلاة والسلام وتفضُّل- قال الزبير بن العوام : سمعاً لك وطاعة يا رسول الله! فغضب الأنصاري وقال: أئن كان ابن عمتك؟ -أي: حكمت له؟ وهذه كلمة تكاد تهتز لها الجبال- فقام عمر وقال: دعني أضرب عنقه، قال صلى الله عليه وسلم: دعه، ثم أتى بالحكم الشرعي عليه الصلاة والسلام فقال: يا زبير ! اترك الماء حتى يعود إلى الجدر، ثم سيِّبْه -ما دام أنه رفض الصلح فهذا هو الحكم- فلما مضى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو في الطريق نزل عليه جبريل بالآية: ![]() ![]() والحرج هذا يعيشه بعض الناس في المعتقد، فتجده لا يسلِّم بالرسالة للرسول عليه الصلاة والسلام، وبعضُهم يقول حتى من أبناء المسلمين ممن يسكن أرضنا ويشرب ماءنا ويستنشق هواءنا: الرسول صلى الله عليه وسلم صحيح، والدين في المسجد، وفي أمور الصلاة والعبادة وصلاة الاستغفار والكسوف، أما أن تُطور الدين ليكون للاقتصاد والإعلام والحياة فهذا ليس بصحيح، فهؤلاء ما قبلوا بالرسول عليه الصلاة والسلام حكماً ولا إماماً، ولا رضوا بمنهجه، ولا اتبعوه كما أراد عليه الصلاة والسلام، وفي قلوبهم حرج.ومنهم من لا يرضون بالرسول صلى الله عليه وسلم في العبادة، فتجده يعبد الله عزَّ وجلَّ لكن على غير السنة، له صلوات وأذكار وأمور على غير سنة الرسول عليه الصلاة والسلام: ![]() ![]() ![]() ![]() |
#499
|
||||
|
||||
![]() طاعة الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم وأمثلة على ذلك
ابن رواحة ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ابن رواحة بعد صلاة الجمعة ألقى صلى الله عليه وسلم كلمة وقال: {يا أيها الناس! اجلسوا } فأتى ابن رواحة وهو على الرصيف خارج المسجد في شمس المدينة فجلس مكانه، قال الصحابة: ما لك يا بن رواحة ؟ قال يقول عليه الصلاة والسلام: اجلسوا، فجلستُ مكاني، لا يجوز لي أن أتعدى مكاني، ما دام أنه أمر صلى الله عليه وسلم. عبد الله بن عبد الله بن أبي أتاه عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول قال: {يا رسول الله! سمعتُ أنك تريد *** أبي، فإن كنت تريد *** أبي لا ترسل أحداً من الناس، فإني لا أستطيع أن أعيش وقاتل أبي يمر على الأرض؛ لكن أرسلني لآتيك برأسه، والله يا رسول الله! إن أمرتني أن أ***ه وأ*** أبنائي ل***تهم } ووالله لو أمره عليه الصلاة والسلام أن ي*** أطفاله ل***هم أمامه.يقول سيد قطب : حتى أنهم بلغوا أن ***وا نفوسهم أمام الرسول صلى الله عليه وسلم ليرضى الله ثم يرضى رسوله عليه الصلاة والسلام، فيقول صلى الله عليه وسلم: {بل نترحم ونصبر على أبيك }. ويأتي أبوه يريد دخول المدينة ، فيأتيه فيعترضه بالسيف أمام أنفه؛ لأن أباه يقول في غزوة: ![]() ![]() فأذن له الرسول صلى الله عليه وسلم فدخل }. أبو عبيدة ي*** أباهأبو عبيدة فيما يُروى في السير مرَّ به أبوه، فأشاح عنه -وأبوه كافر وأبو عبيدة مسلم- فاعترضه أبوه، ف***ه أبو عبيدة، لماذا؟ لأنها نفوس أسلمت لله، ليس للشيطان فيها حظ، وقدموا أرواحهم دون الرسول عليه الصلاة والسلام. طلحة بن عبيد الله يتلقى الطعنات عن الرسول عليه الصلاة والسلام وقرأت في سيرة طلحة بن عبيد الله ، يقول: [[والله الذي لا إله إلا هو ما في جسمي موضع شبر إلا ضُرب يوم أحد ، قال أبو بكر : أما يوم أحد فقد ذهب بهطلحة]] كان يأتي السهم الطائش يريد أن يقع في جسم الرسول صلى الله عليه وسلم فيقبل عليه طلحة فيقع في صدره، ويُضرب الرسول صلى الله عليه وسلم بالرمح فيضع طلحة يده فيقع الرمح في يده، ويأتي السيف ليأخذ من جسم الرسول صلى الله عليه وسلم فيقفز عليه كالأسد فيتلقى ضربة السيف، حتى أصبح مجدَّعاً وشُلَّ في يوم أحد ، أصبح مشلولاً، ولا تتحرك منه إلا يده اليسرى ورجله اليسرى.. وطرفه الأيسر، فهل قدمنا مثل هذا؟ أو معشار عُشر هذا؟ويأتي أحدهم أمام الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول: [[اللهم خذ مني هذا اليوم حتى ترضى ]]. عبد الله بن أنيس و***ه خالد بن سفيان وخالد بن سفيان الهذلي في عرفة جمع قبائل هذيل وهم قرابة ألف مقاتل، ودربهم على السلاح والاغتيال وقال: أ***ُ محمداً فأريح العرب قاطبة، ولكن الله ي***ه، فإن الله يقول: ![]() ![]() فمهمتك أن تبلغ (لا إله إلا الله) وتغرسها في قلوب الجيل، وتبني صروحها في نفوس الناس، ولكنك لن تُ*** بإذن الله.فأتى خالد هذا يريد *** الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه ألف مقاتل، قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه في المسجد: {من ي*** خالد بن سفيان الهذلي وله الجنة؟... } فسكت الناس، فالأمر ليس بالسهل، أن يرسلك صلى الله عليه وسلم وحدك ثم تذهب إلى رجل في عرفة ، من المدينة إلى مكة ، ثم تأتي إليه وهو في ألف مقاتل يريدون اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم، فلن تستطيع، قال: من يذهب وأنا أضمن له الجنة؟ قال عبد الله بن أنيس وهو شاب: أنا يا رسول الله.فذهب عبد الله بن أنيس وكان ينام النهار ويمشي الليل، حتى اقترب من عرفة ، فلما نام ذاك قام عليه فقطع رأسه، ثم أخذ معه الرأس علامة، وهو أكبر علامة، لأنه إذا أتى بالرأس فمعناه أنه قُتل، أي عليها شاهد: ![]() ![]() أي صدق وأي اتباع يبلغ هذا المبلغ؟! ابن عتيك وابن بشر ي***ان يهودياً ذهب منهم ابن عتيك وعباد بن بشر إلى رجل من اليهود كانت له جارية تغني بسب الرسول صلى الله عليه وسلم، يشرب هذا اليهودي الخمر ويأمر الجارية أن تضرب الدف وتسب الرسول صلى الله عليه وسلم بقصائد ينْظُمُها اليهود، فقال صلى الله عليه وسلم: {مَن ي***ه منكم؟ قالوا: نحن يا رسول الله، وماذا تعطينا؟... } والرسول صلى الله عليه وسلم ليس عنده دنيا، كما يقول أبو الحسن الندوي : لم يكن يعرض على أصحابه قصوراً ولا ذهباً ولا فضة، وهو ما شبع أصلاً من خبز الشعير، وكان ينام صلى الله عليه وسلم على الحصير فيؤثر في جنبه، من أين له جوائز ورُتب ونجوم وأوسمة يعطيها هذا الجيل؟ ولو فعل صلى الله عليه وسلم لانحرفت قلوبهم إلى الدنيا وتركت الآخرة، قال: {... أنا أضمن لكم الجنة، فذهبوا، فصرخ ابن عتيك وصرخ عباد بن بشر لهذا فخرج من على رأس الدرج، فلما خرج لطموه بالسيوف ف***وه، فنزل ابن عتيك-وقيل:محمد بن مسلمة- فعثر فانكسرت رجله، فأتى يسحبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ابسطها أمامي، فبسطها فنفث صلى الله عليه وسلم وقال: باسم الله، فعادت وما كأن بها كسراً، قال: ما خبركم؟ قال عباد بن بشر : يا رسول الله! ائذن لي أن أتحدث بخبرنا -وكان شاعراً وهو من سادات الأنصار ومن أشجعهم، *** يوم اليمامة ، وهو من الشهداء الكبار عند الله، وكان يصلي فيبكي في المسجد ويبكي ببكائه نساء الرسول صلى الله عليه وسلم داخل البيت- قال: اعطنا خبرك، فقال عباد بن بشر يلقي قصة اغتيال اليهودي: صرختُ له فلم يعلم بصوتي وأقبل طالعاً من رأس جدرِفعدتُ له فقال مَن المنادي فقلت: أخوك عباد بن بشر فأقبل نحونا يهوي سريعاً فقطَّعه أبو عبد بن جبريهوي، أي: اليهودي، وأبو عبد بن جبر: من الأنصار، *** من قريش في حومة وراء شجرة ثمانية.وأرداه ابن مسلمة بسيف شديد الصوت في الكفار يسري وكان الله خامسنا فعدنا بأعظم مِنَّة وعظيم نصرِقال صلى الله عليه وسلم: وجبت لكم الجنة }. |
#500
|
|||
|
|||
![]()
جزاكم الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتكم |
#501
|
||||
|
||||
![]() نماذج من أهل الجنة
كانت مفاتيح الجنة بيده عليه الصلاة والسلام منحه الله إياها؛ لأن الله عرض عليه مفاتيح الذهب والفضة في الدنيا فأبى، فأعطاه الله مفاتيح الجنة. يصلي الفجر عليه الصلاة والسلام بالصحابة فيقول: {أين بلال ؟ فيأتي بلال-يقولون كان كأنه الصقر، خفيف اللحم، ليس على جسمه من اللحم شيء، وكان أندى الناس صوتاً، فيقف بكسائه، لا يملك من الدنيا غيره- قال: يا بلال ! سمعتُ دفّ نعليك في الجنة البارحة -دخل صلى الله عليه وسلم البارحة إلى الجنة، رآها ورأى قصورها وبساتينها وثمارها- فما كنتَ تصنع؟ قال: يا رسول الله! لستُ بكثير صيام ولا صلاة ولا صدقة لكن ما توضأت في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت ركعتين... } وهذا عمل فريد بإمكان الواحد منا أن يعمله، حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية قال: فيه أنه بعد الوضوء حتى في وقت النهي صلاة ركعتين، حتى بعد العصر وبعد الفجر لك أن تتوضأ وتصلي ركعتين، كلما توضأت صلِّ ركعتين تكون مع بلال من طريق بلال ؛ لأنه ليس هناك انفراد للصحابة في الأعمال؛ لكن الانفراد في المنزلة، وإذا فعلت فعل الصحابي كسبت ككسبه، بل تضاعف العمل حتى بأجر خمسين من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام.قال صلى الله عليه وسلم: ورأيت الرميصاء البارحة في الجنة } وهي أم أنس ، بم دخلت الجنة؟ {أتت بـأنس بعد أن غسَّلَتْه وطيَّبَتْه ورسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل من المدينة فقالت: يا رسول الله! الدنيا ذاهبة وما عندي أحب منأنس ، فهذا أنس يخدمك، فادعُ الله له، فدعا له صلى الله عليه وسلم } فأهدت له ابنها رضي الله عنها وأرضاها. |
#502
|
||||
|
||||
![]() أنموذج ممن في صدورهم حرج
وهناك قصص كثيرة كثيرة تشهد أن الصحابة أطاعوا الرسول عليه الصلاة والسلام، فلم يكن في صدورهم حرج. لكن تعال إلى نماذج ممن في صدره حرج، فهناك الكثير من الناس، ونحن لو حققنا أنفسنا لعدنا إلا أنَّا تركنا كثيراً من السنن، لأننا نتحرج من بعض إقامتها، وبعض الناس ما ترك السنة إلا للتحرج، حتى إنك تجد مَن يصانع الناس في المجالس بأموره وتقواه وعبادته من أجل ألا يحرج الناس، حتى يترك السنة من أجل ألا يحرج الناس، فيُحرج نفسَه، فيكون في نفسه حرج مما أُنزل على الرسول عليه الصلاة والسلام.الجد بن قيس أحد المنافقين، ذهب صلى الله عليه وسلم إلى تبوك يغزو، فأتى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في قلبه حرج من الهداية، وقد أعطاه الله من الدنيا، قال: {ائذن لي، فأنا لا أستطيع أن أذهب إلى تبوك ، قال صلى الله عليه وسلم: ولِمَه؟ قال: أنا رجل إذا رأيت بنات الروم وقعن في قلبي وافتتنت } وهذا كذب، أيترك الجهاد خوفاً من الفتنة؟! أيعصي الرسول صلى الله عليه وسلم خوفاً من الفتنة؟ وهذا يسميه ابن تيمية : الورع البارد، فبعض الناس يعتذر لمعصيته بأمور، فيعتذر لمعصيته بقوله: لولا كذا لفعلتُ كذا، وبعضهم يترك بعض السنن ويقول: تأليفاً للناس، وبعضهم يأتي بعض المعاصي ويقول: تأليفاً للقلوب، وهذا مثلما قال الجد بن قيس فعذره عليه الصلاة والسلام وتركه، فقال الله سبحانه وتعالى: ![]() ![]() قال: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() يقول ابن القيم : ما هُدد الناس بمثل هذه الآية: ![]() ![]() فلما عاد صلى الله عليه وسلم أتى ثمانون كلهم كَذَبَة يستأذنون من الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: يا رسول الله! والله لقد مرضت زوجتي ولولا مرضها لخرجتُ معك، قال: أذنتُ لك. قال الثاني: أما أنا فقد خفتُ من بنات بني الأصفر، قال: أذنتُ لك. قال الثالث: أصابني عرج، قال: أذنتُ لك -كلهم أهل حيل- فلما أذن للثمانين نزل جبريل على الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد بقول الله: ![]() ![]() ![]() ![]() وكان قد ذهب صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية ومعه الجد بن قيس ، قال صلى الله عليه وسلم: تعالوا بايعوني، فعلى ماذا بايعوه تحت الشجرة، يقول بعض الكتبة في السِّيَر: هل بايعوه على حكومة مستقلة يتولون إدارتها؟ هل بايعوه على قصور يقتسمونها وعلى حدائق يتوزعونها؟ لا. بل بايعوه على الموت؛ لأنه أرسل عثمان بن عفان حيث أفطر بـمكة عند بني أمية قرابته، فأتى نائح يصيح من آخر الجبال -جبال بني قبيس - يقول: قُتل عثمان بن عفان ، فغضب صلى الله عليه وسلم وجلس تحت الشجرة وقال: بايعوني على الموت، أي: ندخل مكة فلا يعود أحد مادام أن عثمان قُتل، قال سلمة بن الأكوع : والله الذي لا إله إلا هو لقد أخذتُ بالأغصان عن وجه الرسول صلى الله عليه وسلم ورفعتُها وهو يبايع الناس -كانت الشجرة من سلم -وقيل: من سَمُرَ كما قال ابن كثير وهو الصحيح- فرفع الشوك عنها- قال: بايعني يا سلمة ! فبايعتُه على الموت، فلما انتصف الناس قال: بايعني يا سلمة ! قلتُ: بايعتُك يا رسول الله! قال: وأيضاً، فبايعتُه، فلما انتهى الناس قال: بايعني يا سلمة ! قلت: بايعتك يا رسول الله! قال: وأيضاً، فبايعته، فلما انتهى قال صلى الله عليه وسلم: {اللهم هذه عن عثمان بن عفان ، فجعل يسراه الكريمة صلى الله عليه وسلم في يمناه } بايعه عن عثمان أي يقاتل هو عن عثمان ، فمادام عثمان قد *** فإنه يقوم صلى الله عليه وسلم مقامه. قال سيد قطب في الظلال : اسمع إلى بشرى الله، وتصور نفسك أنك ممن جلس مع الرسول تحت الشجرة، ثم تجلس معهم ثم يبايعون، ثم تنتهي البيعة، ثم يهبط جبريل ويقول عن الله الذي مَلَكَ السماوات والأرض والذي مقاليد الأمور بيده يقول: ![]() ![]() ![]() ![]() وهذا وصف مقرب، تحت الشجرة، وكلٌّ يعرف تحت الشجرة. غاب الجد بن قيس وعنده جمل أحمر يبحث عنه في جبال مكة ، فنُوْدِي. سبحان الله! منهم من يريد الدنيا ومنهم من يريد الآخرة، وأهل السعادة وُفِّقوا للسعادة، وتجد الإنسان عَيِيَّاً شقياً مبهذلاً وراء الدنيا لا نافلة ولا ذكر ولا اتباع للسنة، وتجد هذا حمامة في بيوت الله، لأن الله أراد أن يدخل هذا الجنة، وأراد هذا أن يشقى بماله. يا عامراً لخراب الدار مجتهداً بالله هل لخراب الدار عمرانُ ويا حريصاً على الأموال تجمعها أقصر فإن سرور المال أحزانُ فذهب إليه الصحابة وقالوا: يا جد بن قيس ! تعال بايع الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: والله الذي لا إله إلا هو لحصولي على جملي أفضل من بيعتكم، وهذه يتكلم بها كثير من الناس، حتى إنك إذا دعوت بعض الناس إلى محاضرة أو ندوة أو درس قال: جلوسنا أنفع، والحمد لله الخير كثير ومنتشر وليس هناك ناقص والحمد لله؛ فيضيع ما هو خير له في حياته في جلسة واحدة، حتى إن عطاء بن أبي رباح يقول: [[مجلس الذكر يكفر سبعين مجلساً من مجالس اللغو ]] يقول عطاء وكان يبكي عند قوله تعالى ![]() ![]() ![]() ![]() |
#503
|
||||
|
||||
![]() السعادة كل السعادة في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
وملخص الكلام أني أقول: إن كنتَ تريد أو أنا أريد أو أي مسلم يريد أن ينجو من عذاب الدنيا ومن خزي وعذاب الآخرة ومن الشقاء والانحراف فوالذي لا إله إلا هو ليس هناك نفع مستقل عن نفعه عليه الصلاة والسلام، ولو بلغ مهما بلغ المتعلم من علمه؛ فإن العلم بلا تقوى خزي وندامة: ![]() ![]() أيها الإخوة الكرام: يا أساتذة الجيل! يا أمل المستقبل! يا موجهي الأمة! يا مربي شباب محمد صلى الله عليه وسلم! إن السعادة كل السعادة في اتباعه؛ أن تجعله إمامك منذ أن تصبح إلى أن تمسي، فتترسم خطاه، وتنتهج مسلكه صلى الله عليه وسلم، وتتأمل سيرته حتى تسعد بشفاعته عليه الصلاة والسلام.اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لِمَا اختُلِف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. |
#504
|
||||
|
||||
![]() الأسئلة
حكم أخذ الأجرة على القرآن ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() حكم أخذ الأجرة على القرآن السؤال: فضيلة الشيخ: سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، لقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن من أحب إنساناً أن يخبره، وأنا -والله- أحببتُك قبل أن أراك، والسؤال: لقد سمعتُ حديثين: أحدهما فيما معناه: أنه: {خير ما أكلتم به القرآن } والثاني: {تعلموا القرآن ولا تأكلوا به، ولا تجافوا عنه، ولا تغالوا فيه } فهل هذان الحديثان صحيحان؟ وفي حالة صحتهما كيف نوفق بين الأكل بالقرآن وعدم الأكل به، علماً بأن الأكل قد يكون بتعليمه أو بقراءته في المآتم أو المحافل أو العمل في الحكومة بتعليمه؟ جعلكم الله خيراً مما نظن فيكم.الجواب: الحمد لله، أحبك الله الذي أحببتنا فيه.أما الحديث الأول فهو فيصحيح البخاري لكن ليس بهذا اللفظ، فاللفظ هو: {إن خير ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله عزَّ وجلَّ } وأتى هذا الحديث في قصة أبي سعيد يوم سافر مع طائفة من الصحابة فنـزلوا في قبيلة من قبائل العرب فطلبوا منهم ضيافة فلم يضيفوهم، فلُدِغ شيخ الحي، فقالوا: {إن شيخ الحي سليم -أي: ملدوغ- فهل منكم أحدٌ يعالجه مما فيه ويرقيه؟ قالأبو سعيد : فرَقَيْتُ بالفاتحة، فأعطوهم قطيعاً من الغنم فأخذوه، فذهبوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال لـأبي سعيد : بِمَ رَقَيْتَ؟ قال: بالفاتحة، قال: وما يدريك أنها رُقْيَة؟ قال: وأخذنا يا رسول الله! هذا الغنم، قال: خذوا واضربوا لي معكم بسهم، إن خير ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله } قال أهل العلم: معنى ذلك أن من قصد بالقرآن وجه الله عزَّ وجلَّ، وعلم لوجه الله عزَّ وجلَّ، ثم أتاه رزق بسبب هذا القرآن، وما طلبه هو وما حرص عليه وما كان معتمده في عمله فليأخذه، وأضربُ على ذلك أمثلة لأجمع بين الحديثين وهي: أن من تخرج مثلاً أو درس أو تعلم وقصده أن ينشر هذا الدين ثم علَّم الناس فأتاه رزق أو راتب، لا أنه هو يطلب الراتب أو لا يعلِّم القرآن إلا من أجل الراتب؛ فهذا يأخذ ذاك الراتب، والفاصل في ذلك أنه لو مُنع عنه هذا الراتب أو الدخل أنه يستمر في عمله، فهذا مأجور على ما فعل ومشكور، وقد فعل بعض أئمةالسلف ذلك، وما قصدهم المال ولكن أتاهم سبب أو عارض من العوارض.أما الحديث الثاني فإن بعض ألفاظه صحيحة وبعضهم يحسنها، وبعض ألفاظه ليست بثابتة؛ لكن على فرض صحته وحُسن هذا الحديث كما بيَّن بعض أهل العلم، فالمعنى أنه لا يُطلب القرآن لجمع المال، ولا للأكل به، كما هو ثابت في صور من المجتمع:مثل من يحفظه الآن ليشحذ به من الناس، وقد وقع ما أخبر به بعض السلف : أن منهم من يأخذ بالقرآن، كما ترون في الحرم من يجلس عند الأبواب ويقرأ القرآن ويلحِّنه ويشحذ به، فهذا ممن يأكل بالقرآن.أو يحفظ القرآن ليحضر به المواسم، والمراسيم والأعياد، والمآتم والأعراس، فيأخذ عليه أجرة من أجل أن يُعطى بهذا فقط، فإذا لم يُعطَ أجرة فإنه لا يقرأ ولا يحضر ولا يمكن أن يقرأ على الناس.فهو من أجل أجرته يقرأ، فهذا مما نهى عنه عليه الصلاة والسلام.فلذلك ننْزِل الناس على هذه المنازل.وهذا في نظري جمع إن شاء الله بين الحديثين، وأسأل الله التوفيق والهداية. أفضل الجلساء في هذا الزمان السؤال: من هو أفضل الجلساء في هذا الزمان، على الرغم من أن شباب الصحوة والحمد لله كثير، ولكن من هم الأفضل؟ وهل مجالسة السيئين فيها خير مع الدعوة إلى الله؟ الجواب: سؤال الأخ: من أفضل الناس ممن نجلس معهم في هذا الوقت، عن ال*** لا عن الشخص، لأنه لا يمكن أن يحدد شخص باسمه أنه فلان؛ لكن ال*** قد وصفه سبحانه وتعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام، فقال سبحانه وتعالى: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() مظاهر محبة الرسول صلى الله عليه وسلم السؤال: ما هي أهم مظاهر محبته صلى الله عليه وسلم؟الجواب: تكمن في أمور، ربما تكون في أربعة:الأمر الأول: كثرة الصلاة والسلام على النبي عليه الصلاة والسلام، فإنها شفاء للقلوب، ودواء للأرواح، وزينة للمجالس، فأوصي نفسي وإياكم بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، يقول بعض أهل العلم: وأفضل صيغ الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم هي: الصلاة الإبراهيمية: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ في العالمين إنك حميد مجيد.الأمر الثاني: حبه حباً -كما سلف في المحاضرة- يستولي على مشاعرك وأحاسيسك وكل أمر يأتيك.الأمر الثالث: العمل بسنته صلى الله عليه وسلم، أن تطبق سنته، فلا تصدق الذين خالفوا سنته في الظاهر أو في الباطن وقالوا: إنا نحبه، ولو حلفوا، فلو كانوا يحبونه لاتبعوه.الأمر الرابع: أن تنشر سنته في الناس، فتعلم الناس سنته واتباعه صلى الله عليه وسلم في كل دقيق وجليل. على من تجب الدعوة إلى الله السؤال: هل لكل واحد أن يدعو إلى الله عزَّ وجلَّ؟ وما هي شروط الدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ؟ وإذا وجَد معارضة من الناس فماذا يفعل؟ الجواب: أما الدعوة فإنها واجبة على المستطيع من الناس كلٌّ بحسبه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عمَّمها، وليست الدعوة -أيها الإخوة- كالفُتيا، لأن بعض الإخوة يتهيَّب من الدعوة ويقول: أنا ما بلغت المستوى وليس عندي علم، والدعوة تختلف عن الفُتيا، فالفتوى لأناس بلغوا من العلم مبلغاً، أما الدعوة فلكل من يستطيع أن يفهم آية أو حديثاًَ، قال صلى الله عليه وسلم: {بلِّغوا عني ولو آية } وقال: {نضَّر الله امرءاً سمع مني مقالة فوعاها فأداها كما سمعها، فرب مبلَّغ أوعى من سامع } هذه مسألة.أما شروطها: فهو الالتزام بالسنة، ولا يُشترط عند أهل العلم أن يكون الإنسان خالياً من العيوب والنقائص والمعاصي فإن هذا لا يكون، وهذا في الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، أما في الناس فمن انتظر حتى يكمُل فلن يكمُل أحد، والشيطان يدخل على بعض الناس فيقول: إذا أتممتُ استقامتي وأتممتُ علمي أدعو إلى الله، فيضيع نفسه ويضيع دعوته ويبقى مكانه، بل مما يعين على الالتزام: الدعوة، فإنها تعينك على نفسك وتجعل نفسك دائماً في حياء وفي خجل حتى تستقيم على أمر الله عزَّ وجلَّ.المقصد: أنك تدعو بما تيسَّر، ولو أن تعلِّم الناس الفاتحة. وقد رأيت في ترجمة الخليل بن أحمد الفراهيدي وهو زهراني -كما قال أهل العلم، وصاحب سير أعلام النبلاء ذكر ذلك- وهو من فراهيد ، وقد كان الخليل من أذكياء العالَم، يقول: لأعملن حساباً أجعل الجارية -البنت الصغيرة- تذهب إلى البقَّال فلا يظلمها شيئاً، وهو الذي اكتشف ستة عشر بحراً في العَروض والقافية، وجلس يفكر، وكان يغمض عينيه في التفكير حتى اصطدم بسارية المسجد فمات، والخطأ منه وليس من السارية.فهذا الخليل بن أحمد من أذكى الناس، وكان عابداً ناسكاً، أتى بالعَروض والقوافي والبحور ينَظِّمُها، فلما توفي رئي في المنام، قيل: ما فعل الله بك؟ قال: ما نفعتني العَروض ولا القافية ولا علم اللغة، إنما كنتُ أعلم عجائز في قريتي الفاتحة فأدخلني الله بها الجنة.فالتعليم يكون بتعليم الفاتحة، وتعليم أركان الإسلام، وتعليم (لا إله إلا الله) وغير ذلك. حكم المقصرين من أهل العلم السؤال: يا شيخ: بعض الناس من أهل التفسير والحديث والقرآن لا يطبقون السنة في المظهر، فما جزاؤهم وهم قدوة؟ الجواب: من انتقص شيئاً من السنة فهو بـحسبه عند الله: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() مشكلة اقتناع المسلم بالأفكار الغربية السؤال: هناك من أبناء الأمة من عنده قناعة بالأفكار الغربية، فما هو تعليقك على هذا؟الجواب: قال المعصوم عليه الصلاة والسلام: {لتتبعن سنن من كان قبلكم -كلمة (سَنَن) تُضْبَط عند أهل الحديث سَنَن وسُنَن، والسَّنَن: الطرق، والسُّنَن المعروفة: جمع سُنة- حذو القُذَّة بالقُذَّة، حتى لو دخلوا جُحر ضب لدخلتموه، قالوا: اليهود والنصارى؟ قال: فمن الناس إلا هم! } قال ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم في كلام ما معناه: فمن فسد من علمائنا ففيه شبه باليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه بالنصارى. ولذلك تجد ممن يتعلم العلم حتى يحمل الدكتوراه ويدرس في الخارج أو في الداخل من نكس الله فكره وقلبه، فهو كالكوز مجخياً، يفهم كل شيء إلا هذا الدين، وختم الله على قلبه، حتى إن بعضهم يقرأ ثمان ساعات من أربع وعشرين ساعة، لكن قراءته لا في الكتاب ولا في السنة، كلها كتب غربية وشرقية، المتردية والنطيحة وما أكل السبع: ![]() ![]() أي: أنه لو ترك القرآن لكان أحسن، حتى إن الله سبحانه وتعالى يقول: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() هل يأخذ المصلى حكم المسجد السؤال: هذا المصلى الذي لا تقام فيه جميع الصلوات، فمثلاً صلاة الفجر لا يصلي فيه أحد، وإن كانت جميع الفروض الأخرى تصلى فيه، فهل يأخذ حكم المسجد من تحية المسجد وغيرها؟ الجواب: أولاً: الرسول عليه الصلاة والسلام بيَّن أن من دخل المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين، والمسجد هو ما تُعُورِف أنه مكان للصلاة، وهذا مثلما ذكر الأخ أنه يُصلى فيه بقية الفروض باستمرار فأصبح مسجداً، وقبل هذا وأنا داخل المسجد كنت أظن أنه لا يُصلى فيه إلا الظهر أحياناً، وظننت أنه مصلى، وإلا لو علمتُ بذلك لكان عليَّ حسب السنة أن أصلي ركعتين قبل الجلوس.وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 21-03-2013 الساعة 09:52 AM |
#505
|
||||
|
||||
![]() |
#506
|
||||
|
||||
![]() في ذكر الموت
وإذا ألمّ بيَ الألمْ * وعرفت أني للعدمْ فإلى الإله نهايتي * فهو الغفورُ لما ألَمّ وهو الكريم يجيبني * ويريجني من كل غمّ وهو المقيل لعثرتي * وهو المزيل لكل طمّ يا ربُّ فاغفر زلّتي * واحفظ فؤادي من مذمّ أنت المًرجّى في الحيا * ة وفي الممات وماأهمّ واهد السبيل فإنني * بك أستجير وأعتصمْ ولقد أتيتك تائباً * مِن قبلِ توبتيَ الندمْ فاقبل إلهي توبتي * وامحُ المساوي من أمَمْ هبني الجنان تفضّلاً * يا واهباً كلّ النّعمْ واجعل مقامي دانياً * لنبينا خيرِ النَّسَمْ ولصاحبيه وَمن يَلي * والكلُّ في الجُلّى قممْ ![]() |
#507
|
||||
|
||||
![]() ![]() { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } الأحزاب ( 56 ) اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه
![]() قال صلى الله عليه وسلم:- "من صلى على حين يصبح عشرا وحين يمسى عشرا أدركته شفاعتى يوم القيامة" (رواه الطبرانى عن أبى الدرداء رضى الله عنه). اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه ![]() قال صلى الله عليه وسلم:- "من صلى على واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات" (رواه أبوداود عن أبى هريرة رضى الله عنه ). اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه ![]() قال صلى الله عليه وسلم:- "إن أولى الناس بى يوم القيامة أكثرهم على صلاة" (رواه النسائى وابن حبان عن ابن مسعود رضى الله عنه ). اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه ![]() قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : "أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة و ليلة الجمعة ، فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا." رواه أنس بن مالك وحسنه الألبانى اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه |
#508
|
||||
|
||||
![]() |
#509
|
||||
|
||||
![]() سماحة الإسلام
الحمدُ لله الذي تكرَّم على العالمين بدينِ الإسلام، وجعل السماحةَ فيه منهجًا للأنام، ويسر شرائعَه وبيَّن الأحكام، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شرفنا بهذا الدينِ، وأمرنا باتباعِ هديه المبين، وأعزَّ مَنْ آمن وعمل صالحًا وكان من المتقين، وأشهد أنَّ سيدنا وحبيب قلوبنا محمَّدًا عبدُه ورسوله، بعثه رحمة للعالمين، واصطفاه نورًا يضيء دربَ السالكين، اللهمَّ صلِّ وسلِّم عليه في الأوِّلين والآخرين، وارض اللهمَّ على آلهِ الطَّاهرين، وعلى صحابتِه الغر الميامين، وعلى مَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أمَّا بعد، فيا إخوةَ الإيمان والعقيدة، إن الله الذي خلق الإنسانَ وخلقَ فيه رغبةً ورهبة؛ خلق فيه الرغبةَ للدِّين كما خلقَ فيه الرهبةَ من الوجود، فجبله على ضرورةِ الاحتماء بربٍّ عظيم، فنرى الإنسانَ في جاهليتِه يعبدُ قوى الطبيعةِ؛ يعبد الريح، ويعبد الرَّعدَ والبرق، ويعبد الشمسَ والنَّار؛ لما يراه فيها من قوةٍ، فالدين حاجة في باطنِ الإنسان وضرورة يطمئنُّ إلى وجودِها في حياتِه، والإنسان الذي لا دينَ له إنسانٌ شاذ خالف طبيعةَ خلقِه، والدين أقدم أمر رافق الإنسانَ، وكلما حاد الإنسانُ عن هذا الرَّفيقِ أرسل الله له من يعيدُه إليه؛ فالإسلام دينُ الله وصنع الله، والله أعلم بما يصلحُ لنا ويصلحنا، وأعلم بما يضمنُ سعادتَنا؛ (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[الملك: 14]، فالإسلامُ هو دين الله الكامل، الدين التام، وهو الدين الذي ارتضاه الله لنا؛ فقال - جل جلاله -: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[المائدة: 3]؛ ارتضاه الله للإنسانِ منذ وُجِدَ الإنسانُ والزَّمان، فهو أمرُ الله لأولِ الرسل نوح -عليه السلام- الذي قال في كتابِ الله العزيز: (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[يونس: 72]، وهو دعاءُ جدِّنا إبراهيم وأبينا إسماعيل - عليهما السلام - وهما يرفعانِ جدرانَ الكعبةِ المشرفة: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ)[البقرة: 127، 128]، وهو دينُ إسحاق ويعقوب وأبناء يعقوب يوسف وأخوته؛ يقولُ الله - جلَّ جلاله -: (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)[البقرة: 133]، وهو دينُ موسى - عليه السلام - الذي دعا بني إسرائيل أن يكونوا مسلمين؛ قال -تبارك وتعالى-: (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ)[يونس: 84]، وهو دينُ عيسى - عليه السلام - ودينُ أنصارِه؛ قال الله -تبارك وتعالى-: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 52]، هذا دينُ الله عبر الزمان، أكَّد ذلك ربُّ العزةِ - عز وجل - فقال: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)[آل عمران: 19]؛ من حادَ عن هذا الدِّينِ خسر الدنيا والآخرة، ومن تديَّنَ بغيرِه لن يقبلَ الله منه؛ قال -تبارك وتعالى-: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[آل عمران: 85]، فلا يجوزُ في أي زمانٍ أن يُطرحَ الإسلامُ على مائدةِ النقاش؛ هل نكونُ من المسلمين أم لا؟! هل نرضى بالإسلامِ شرعًا في حياتِنا أم لا؟! هل نجعله دين الدولة أم لا؟! هذا الطرحُ ناتجٌ عن فراغٍ فكري غيَّب عن الأذهانِ معالِمَ هذا الدينِ القيم؛ لأنَّ الجيلَ الذي يتناقش اليومَ هو جيلٌ جفَّفَ النِّظامُ الأول منابعَ إسلامِه، وأغلق دونه أبوابَ المعرفة الدينية، فحرمه من ارتباطِه بخالقِه، وحل به النظام الثاني فزاد في إبعادِه عن الدِّين وخوَّفَه منه، والواقع أنَّ الإسلامَ ليس نظريةً طرحَها فيلسوف حتى نناقشها، وليس معتقدًا رتبه صاحبُ فكرٍ حتى نتبادلَ حوله الرأي، الإسلام أوجده صانع الإنسان لسعادة الإنسان، الإسلام قدرٌ خلَقَ الله من أجلِه الإنسانَ؛ يقول ربنا وخالقنا - جلَّ جلاله -: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[الذاريات: 56]. وبالعودةِ لتاريخنا نرى أمَّةَ الإسلامِ كلَّما اقترنتْ بدينِها سادت وقادتْ، وكلَّما ابتعدتْ عن إسلامِها فشلتْ وانهزمت، مَنْ بنى حضارةً منذ وُجِد الإنسانُ على الأرضِ بمثل ما بنى الإسلامُ حضارةَ العالمين؟ وما بلغ الغربُ أوجَ تقدمِّه إلا بعلومِ المسلمين، فلا مجالَ لطرحِ الإسلام للنقاشِ، فهو المجرَّبُ النافع، وهو الذي اختاره الله لنا منهجًا وسبيلاً، أمَّا الذي يمكن لنا أن نناقشَه وبلادنا تتحسَّسُ طريقَها، وتقف بين مفترقِ طرق هو كيفية السيرِ على منهجِ الإسلام؛ كيف نجعلُ الإسلامَ شريعةً تحملنا إلى خير دنيانا وسلامةِ أخرانا؟ فالإسلامُ ليس ***ًا، والإسلامُ لا يحمل ظلمًا ولا اعتداءً، وفي كتابِ ربنا العزيز دررٌ وعِبر ما عرف إليها الإنسانُ قبل ذلك سبيلاً، فالذي ساوى بين النَّاسِ هو من خلقَ النَّاس؛ فقال: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)[الحجرات: 13]، وهو الذي أوحى إلى رسولِه - صلى الله عليه وسلم - في خطبةِ حجةِ الوداع بالقولِ: ((أيها الناس، ألا إنَّ ربَّكم واحد، ألا إنَّ أباكم واحد، ألا لا فضلَ لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأسود على أحمر، ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى))، فأي حضارة إلى يومِ الناس هذا حقَّقتْ مبدأ المساواةِ الحقة والعدالةِ الراشدة بين النَّاس؟ الإسلامُ ساوى بين بلالٍ الحبشي وحمزةَ القرشي، ورفع سلمانَ الفارسي لإيمانه، ووضعَ الشريفَ أبا لهبٍ لكفرِه. |
#510
|
||||
|
||||
![]() هذا هو ديننا وهذا هو إسلامُنا؛ الدين الكامل الذي أتمه الله على الصِّدقِ والعدل؛ فقال -تبارك وتعالى-: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الأنعام: 115]، وهو الدِّينُ القيم للحياةِ؛ دينُ المودةِ والمحبة، دينُ الأخلاقِ الفاضلة، دينُ الرَّحمةِ والتراحم؛ جاء في "صحيحِ الترغيب" قولُ حبيبنا - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس منَّا مَنْ لم يرحم صغيرنا، ويعرفْ شرفَ كبيرِنا))، وعند الإمام أحمد يقول رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس منَّا مَنْ لم يُوَقِّرِ الكبيرَ ويرحمِ الصَّغيرَ، ويأمُرْ بالمعروفِ وينهى عن المنكرِ))، في زمنِ الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سمى عمرُ واليًا على جهةٍ من الجهاتِ، ولما حضرَ الوالي ليتسلَّمَ عهدَ مهمتِه دخلَ صغيرٌ من أبناءِ عمر، فقام إليه عمرُ وقبَّله، فقال الوالي لعمر: أتقبِّلُ الصِّغارَ؟ واللهِ، ما قبلتُ صغيرًا أبدًا، فقال عمر: "وواللهِ، مثلك لا يصلحُ للولايةِ أبدًا؛ إن لم ترحم صغارَك فكيف سترحمُ النَّاس؟! "، ونزع منه العهدَ.
هذه سماحةُ ديننا، والله - جلَّ جلاله - ما أرسلَ رسولَه بالهدى إلا من أجلِ الرَّحمةِ؛ فقال -تبارك وتعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا)[الإسراء: 105]، هذا هو الدِّينُ الذي اختارَه الله لنا وأمرنا أمرًا باتباعِه، ونهانا نهيًا عن اتباعِ غيرِه؛ فقال - جلَّ جلاله -: (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ)[الأعراف: 3]، وكل ما أنزل إلينا من ربنا يسرٌ لا تشديدَ فيه ولا حرج، بصريحِ قولِ ربنا - عز وجل -: (مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)[الحج: 78]، واتِّباعُنا لهذا اليسرِ يوجِبُ علينا أن نطبق دينَنا في أقوالِنا وأعمالنا وتعاملنا، فتجمعنا أخوةُ الإسلامِ، نبني بها مجتمعَنا ونسير بها على طريقِ طاعةِ الله ومحبتِه وتقواه؛ لنفوزَ دنيا وأخرى. اللهمَّ حقِّق أخوَّتَنا ووئامنا، واجمع على الخيرِ والحقِّ شملَنا، واجعلنا من عبادِك الطَّائعين. أقول قولي هذا وأستغفرُ الله العظيمَ الكريم لي ولكم. المصدر: الألوكة |
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الاسلام, دين, نبينا |
|
|