|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#46
|
||||
|
||||
![]()
شكرا ليكي قصة رووووووعة بس فين الباقي
|
#47
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
معلش المواصلات كانت زحمة فأتأخرت شويه ![]() ![]() اقتباس:
بس يبقى فين التشويق والإثاره لو عملنا كده جزانا الله وإياكي أختي الغاليه الباقي وصل شكرا لمرورك |
#48
|
||||
|
||||
![]() ـــــــــ*×*ـــ((3))ـــ*×*ـــــــــ صرت أتحاشى رئيس القسم قدر الإمكان. حين أراه قادما أحاول الخروج من القاعة إن كان ذلك ممكنا أو أن أتحدث مع شخص ما أو أنهمك في العمل... و هو يبتسم لي في كل مرة، ابتسامته الكريهة... و إذا أفلح في محاصرتي ـ رغم كل المحاولات ـ فإنه يسألني عن سير العمل و يعرض مساعدته كالعادة... و هو ما كنت في غنى عنه تماااااما!! مرت الأيام ثقيلة على قلبي... و أنا أتنهد مع كل نهاية دوام! الحمد لله يوم آخر، و تنتهي معاناتي... لم يبق سوى يوم واحد و أغادر هذه المستشفى بلا رجعة... يا رب! لم أكن أتوقع أن يكون التمرين قاسيا علي إلى هذه الدرجة... العمل ممتع، و العلاقة مع المرضى تشعرني بالقرب من الله... تشعرني برسالتي في الحياة... لكن الوحوش البشرية... تضيق علي الخناق، و تفسد علي متعتي... انتهى يومي الأخير! قمت بجولة في القسم، أسلم على زملائي و على المرضى. جمعت أدواتي في محفظتي و هممت بالمغادرة... لكن، كان لا بد أن أمر على مكتب رئيس القسم لأستلم مطبوعة التقييم ممضاة من طرفه. هذا ما تطلبه الكلية! و ليس لدي خيار... استعددت ثانية لمواجهته... ستكون المواجهة الأخيرة بإذن الله، الحمد لله أنها لن تتكرر... استجمعي شجاعتك يا مرام، و اذهبي إليه الآن... طرقت الباب بهدوء و انتظرت إذنه بالدخول... لم يلبث أن سمح لي. دخلت و تركت الباب مفتوحا... نظر إلي مطولا، لم يحاول أن يمد يده. الحمد لله... لكنه ابتسم من جديد و قال : ـ إنك يا مرام فتاة متميزة و مثال للانضباط و الأخلاق العالية و قد سررت حقا بعملك معنا هذه الفترة... و متأسف لمغادرتك بسرعة! همهمت بكلمات شكر و امتنان لحسن معاملة الفريق لي... وقف من مجلسه و تقدم ليقف أمام المكتب ثم دعاني إلى الجلوس برفقته في مقعدين متقابلين أمام المكتب. ترددت لكنه أردف بلهجة جادة : ـ أريد أن أحدثك في موضوع هام... اجلسي أرجوك... كان الباب ما يزال مفتوحا. طيب، سأجلس... جلس قبالتي و عقد يديه أمام صدره و قال : ـ أريدك أن تستمعي إلي جيدا، و أن تفكري في عرضي بجدية... استر يا رب! أي عرض سيعرضه علي هذا الشيطان؟! تنحنح و استوى في جلسته ثم مال إلى الأمام قليل و هو يقول : ـ عزيزتي مرام، أنا معجب بك جدا... و قد لفتت انتباهي منذ أول يوم رأيتك فيه هنا. كما أنه يبدو عليك الحشمة و الخلق الحسن و هو شيء مفقود في بنات هذه الأيام. و أنا أقدر الفتاة التي تتمتع بخصالك... طيب، و بعد... إلى أين يريد أن ينتهي؟! ـ مرام، ما رأيك في أن تتزوجيني؟ صعقت من المفاجأة! كتمت صرخة كادت تفلت من حلقي... ماذا يريد؟! أن أتزوجه؟! إنه في سن أبي!! ألا يخجل من نفسه؟! واصل غير مبال بعلامات الدهشة التي ارتسمت على ملامحي : ـ أنت طبعا تعلمين أن الفتاة التي سيكون من حظها أن تتزوجني ستتمكن من الحصول على التخصص الذي تريد، لأنني من أعضاء لجنة التوجيه... كما أنها ستعيش في منتهى الرفاهية و السعادة... و اتسعت ابتسامته لتفتر عن أسنان بشعة، لم تزدني إلا نفورا. تمالكت نفسي لأقول بصوت خرج مبحوحا : ـ لكن يا سيدي، أنا أعتبرك في مقام والدي... فأنت ترى أن فارق السن بيننا ليس بالهين! ـ عن أي فارق سن تتحدثين؟! ألا ترين أنني لازلت في عنفوان الشباب؟ ألعب الرياضة بانتظام، و أتبع نظاما غذائيا ممتازا... مما يجعلني وافر الطاقة و النشاط! كدت أنفجر ضاحكة أمام هذا الشيخ المتصابي الذي وقف أمامي كاشفا عن عضلات عضده، في حركة استعراضية! ـ نعم يا سيدي، و لكن الحقيقة... هي أنني... لا أفكر في الزواج في الوقت الحالي... ابتسم ثانية و قال : ـ نعم، بالطبع، من حقك أن تفكري... و تتعرفي علي أكثر حتى تقتنعي بي. ثم مد يده ليقدم لي بطاقته الخاصة : ـ تجدين هنا رقمي الخاص... يمكنك أن تتصلي بي في أي وقت شئت... أخذت البطاقة و أنا أنوي وضعها في سلة المهملات حال خروجي و قلت : ـ نعم، سأفكر في عرضك... هل لي أن أسترجع مطبوعة التقييم... أحتاجها للكلية. فرد رده المتوقع و الذي لم أستغربه من نذل مثله : ـ بالطبع يا عزيزتي... تستلمينها حين يأتيني ردك... و من الأفضل أن يكون بالإيجاب... أليس كذلك يا جميلتي؟ إنه الأفضل لكلينا... |
#49
|
||||
|
||||
![]() ـــــــــ*×*ـــ((4))ـــ*×*ـــــــــ انفجرت راوية ضاحكة، بعد أن سمعت مني قصتي مع رئيس القسم...
ـ تضحكين؟؟ أنا في مأزق جديد و أنت تتسلين!؟ حاولت راوية جاهدة أن تسيطر على نوبة الضحك التي انتابتها و هي تقول : ـ حكاياتك عجيبة... كل واحدة أعجب من الأخرى... لكن حظك السعيد رماك في هذه المستشفى... مبروك عليك العريس الهمام... و أغرقت ثانية في الضحك. أشحت بوجهي و تمتمت في استياء : ـ نعم اضحكي يا حبيبتي... لست أدري كيف سأخرج من هذه المصيبة الجديدة! أخيرا استطاعت راوية أن تستعيد جديتها ـ تقريبا ـ و قالت متفكرة : ـ ألا ترين أنها فرصة حقيقية... تتزوجين رئيس قسم مرة واحدة! فتنتهي كل مشاكلك دفعة واحدة... لا تحملين هم النجاح من سنة إلى أخرى، ثم التخصص و التعيين... كله سيسير كأحسن ما يرام! عامل السن ليس عائقا... أعرف الكثيرات تزوجن رجالا يكبرنهن بعشرين أو ثلاثين سنة و حياتهم سعيدة، لا يعكر صفوها شيء... ثم رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم تزوج السيدة عائشة و عمرها تسع سنوات و فارق السن بينهما أكبر بكثير مما يحصل معك... ضربتها على كتفها في غيظ : ـ راوية هل جننت؟! أتقارنين هدا الفاجر الفاسق، عديم الأخلاق برسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم؟! ماذا دهاك يا عزيزتي؟ حتى لو شرب وصفة سحرية تعيدها 20 سنة إلى الوراء فمن المستحيل أن أقبل به! العيب في الشخص نفسه و ليس في سنه! هزت راوية رأسها مؤيدة و قالت في دلال : ـ نعم بالطبع... خاصة حين تقارنينه ببطلك المغوار حسام, فلا سبيل إلى المقارنة! حسام؟ أين هو حسام؟ لم لا يظهر كالعادة لينقذني؟! كفاك أوهاما يا مرام! هل صدقت ترهات راوية!؟ تنهدت في حسرة انتبهت على صوت راوية تهمس : ـ خمني من القادم... رفعت رأسي و نظرت إلى حيث أشارت... كانت فتاة تتقدم إلى حيث نقف و على شفتيها ابتسامة وديعة كأنها تحيينا فرددت الابتسامة و تساءلت هامسة : ـ من تكون؟ ـ إنها شقيقة حسام... اهتز قلبي فرحا... شقيقته؟ اقتربت منا و حيتنا في رقة... يا إلهي، إنها تشبهه حقا, بنفس هدوئه و وداعته. التفتت إلى راوية و قالت : ـ ألا تعرفينني بصديقتك؟ تعارفنا في جو مرح، و تحدثنا لبضع دقائق في مواضيع عامة ثم نظرت دالية أخت حسام إلى ساعتها و قالت : ـ لقد تأخرت على أخي، إنه ينتظرني أمام المكتبة... إلى اللقاء يا بنات... فرصة سعيدة يا مرام... ابتعدت خطوات قليلة ثم التفتت : ـ نسيت أن أخبركما... أخي حسام عرض على إدارة الكلية فتح نادي جديد لتنمية المواهب في مجال الإدارة... ستكون هنالك دروس في التنمية البشرية من قبل مختصين و دورات ممتعة... أنتما مدعوتان لحفل الافتتاح بعد غد... لا تتأخرا ثم لوحت بيدها و ابتعدت مسرعة... نظرت إلي راوية و هتفت : ـ يجب أن ترفضي رئيس القسم! معقول؟! هل هي محض صدفة؟! أم... |
#50
|
||||
|
||||
![]()
اليوميات شكلها مثيرة للاهتمام شكرا ومزيدا من التقدم
__________________
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الظالمين |
#51
|
||||
|
||||
![]()
جزاكِ الله خيرا أختي الغاليه
شكرا لمرورك |
#52
|
||||
|
||||
![]()
ياااااااااااااااااااااا رب متتاخرش زي كل مرة واعراض الادمان تظهر!!!!!ههههههههههههههه جزاك الله خيرا يارب
__________________
اوعى المظاهر تخدعك ولا كلمه حلوه توقعك ولا صاحب ندل يضيعك ولا عيشه مره تغيرك ولا قلب عشقته يحيرك ولا ناس حبتها تدمرك ولا غربه صعبه تكسرك ولا حبيب مخلص يخصرك ولا دمعت حزن تسهرك ولا كلمه تقولها تصغرك دى الدنيا لحظات والناس مقامات والزمن مسافات والحب كلمات وانت زى الورد ان دبل مات |
#53
|
||||
|
||||
![]()
سلامتك من الادمان مسلمه
الحلقه وصلت |
#54
|
||||
|
||||
![]() ـــــــــ*×*ـــ((5))ـــ*×*ـــــــــ أمسكت بذراع راوية في شدة و أنا أرجوها : ـ أرجوك يا راوية، أتوسل إليك يا حبيبتي تعالي معي إلى المستشفى! لا أريد أن أواجه ذاك المتوحش بمفردي!! هزت كتفيها دهشة و قالت : ـ و ما الذي يمكنني فعله من أجلك؟ أتكلم باسمك؟ اعذرها يا سيدي فقد فقدت القدرة على النطق من وقع الصدمة لما طلبتها للزواج!؟ قالت ذلك و انفجرت ضاحكة... ـ أنا لا أمزح يا راوية، تدخلين إليه و تقولين أنك مبعوثة من طرفي... أحسن لو تقولين أنك من طرف الكلية و أن الطالبة مرام تأخرت في إرجاع مطبوعة التقييم... ما رأيك؟ تفكرت راوية قليلا ثم قالت : ـ و هل تظنين من الصعب عليه أن يموه و يقول بأنه سيرسل المطبوعة لاحقا؟ أو يتصل أصلا بالمشرفين على التمارين في الكلية... فقد يكونون من أصدقائه فيتلاعب... لا لا يا مرام، يجب أن تواجهيه بنفسك و ننتهي من الحكاية مرة واحدة... يا إلهي... ألهمني الصبر و الثبات... تنهدت في تسليم، فأردفت راوية مداعبة : ـ ما رأيك في تأجيل العملية إلى ما بعد حفل الافتتاح... ستكون نفسيتك قد تحسنت و قد اكتسبت مناعة جديدة لمواجهة الموقف... حدجتها بنظرة صارمة... إنها لا تتعب من مشاكستي... خاصة أن الموضوع يروق لها... و بالفعل ذهبنا إلى حفل الافتتاح أولا... وصلنا مبكرتين كالعادة... و لم يكن الضيوف قد بدؤوا بالتوافد. لمحت عن بعد دالية تقف رفقة سهير. طبعا، فهي صديقتها المقربة! لكن ما إن رأتنا دالية حتى ركضت إلينا لتحيينا... ـ كنت أعلم أنكما لن تضيعا الفرصة! فأومأت راوية برأسها قائلة : ـ نعم، أكيد فمرام من المهووسين بميدان التنمية البشرية و لديها مختلف الموسوعات قد التي تتصورينها... أشرطة و كتب و محاضرات... و جعلتني أدمن معها! ثم انفجرت ضاحكة و ضحكت دالية، و قد احمر وجهي من الخجل! هداك الله يا راوية... تريد أن تجعل مني موضوع الحديث! ـ لحظة سأعود إليكما... جرت دالية إلى الجانب الآخر من القاعة، فتبعتها بعيني ثم لكزت راوية في بطنها : ـ ما الذي تفعلينه؟ ـ أخدم مصالحك يا ابنتي! الشاب أرسل أخته لتتعرف عليك و تأتيه بمعلومات عنك... فيجب أن يكون الحديث ثريا بحيث يحصل على ما يريد في أقصر وقت ممكن! ـ إنها افتراضاتك يا راوية! أنت من يقول أنه أرسلها في حين أن الفتاة تتصرف بكل عفوية... فلا تحملي القصة أكثر مما تستحق! ـ اسمعي كلامي و لن تندمي... حتى إن كانت تتصرف بعفوية، إذا أعجبت بك فسوف تتحدث عنك أمامه، فيحصل المراد على أية حال! دعيني أتصرف... عادت دالية و عادت راوية تحدثها عن موهبتي في الكتابة، و عن الرياضات التي مارستها، و عن الكتب التي تحويها مكتبتي الشخصية... سرحت بعيدا عنهما للحظات، حين انتبهت من جديد سمعت راوية تقول ضاحكة : ـ و أخيرا تقدم لها رئيس القسم الذي قامت فيه بتمرينها... و هي أكيد سترفض لأنه ليس الشخص المناسب لطموحاتها... تحول لوني إلى الأحمر القاني، و قلت مقاطعة الحديث : ـ متى يبدأ الحفل يا دالية فالقاعة بدأت تمتلئ... ابتسمت و قالت : ـ تركت حسام مع ضيوف الشرف، أكيد لن يتأخروا كثيرا، بضع دقائق فقط... سأنظر إن كان بإمكاني المساعدة بشيء ما... ثم انطلقت من جديد. فأمسكت بخناق راوية و أنا أعنفها : ـ ما الذي كنت تقولينه؟ هل كان من الضروري إثارة موضوع رئيس القسم؟! ـ طبعا يا حبيبتي، ليعلم أنك مرغوب فيك و مطلوبة للزواج و ليس من طرف أي شخص، بل من طرف رئيس قسم!! فعليه أن يبادر سريعا و إلا فستضيعين من بين يديه!! نظرت إليها مذهولة فاستطردت : ـ ألم أقل لك دعي الموضوع علي و سيتم كل شيء كما تريدين... في نفس تلك اللحظة حانت مني التفاتة، فلمحته يقف غير بعيد عنا!! التقيت عيوننا لبرهة، فابتسم ابتسامته المعهودة و حياني باقتضاب ثم... اختفى... لم أره فيما بعد أثناء الحفل... فقد كان يشرف على التنظيم و يتنقل باستمرار في القاعة. انقضى الحفل و انصرفت رفقة راوية... في اتجاه المستشفى!! ـ أليس الوقت متأخرا؟ سأذهب غدا... جرتني راوية بقوة و إصرار : ـ بل ستذهبين الآن حالا و سننتهي من الحكاية برمتها... إنها الساعة الخامسة، سيكون في مكتبه... تنهدت في ألم، لا أريد أن أراه ثانية!!!! دخلنا القسم... كانت هنالك حركة غريبة في الداخل... لمحت رنا فركضت إليها أسألها عم يحصل ـ هناك زيارة خاصة للقسم من طرف وزير الصحة!! ـ وزير الصحة هنا؟! ـ نعم زيارة مفاجأة... تطلعت ناحية المكتب... كان الباب مفتوحا. لمحت عددا من الأشخاص الذين يبدو عليهم الأهمية و الوقار... ممثلو الوزارة بكل تأكيد إنها فرصتك يا مرام!! تركت راوية واقفة عند رنا و انطلقت إلى المكتب... ـ يا مجنونة... إلى أين تذهبين... انتظري... تجاهلت نداء راوية و تقدمت إلى أن وصلت إلى الباب. طرقته بهدوء لأثير انتباه الحاضرين. التفت إلي الجميع و اشتعل وجه رئيس القسم و بادرني : ـ أهلا بك آنسة مرام... ألا ترين أنني في اجتماع مع سيادة الوزير؟! فأجبته في جدية و جرأة : ـ آسفة سيدي على الازعاج، لكنني في حاجة إلى مطبوعة التقييم للكلية، فقد تأخرت في ردها... و المسألة لن تستحق سوى توقيعك سيدي... نظر إليه الوزير و قال : ـ لا بأس... و قع الورقة، فليس هدفنا تعطيل المصالح العامة هنا... تناول رئيس القسم المطبوعة من الدرج حيث حفظها بعناية و وقعها على مضض... ثم سلمها لي في جفاء : ـ تفضلي... تناولتها و أنا لا أصدق عيني و وجدتني أبتسم شاكرة و أقول : ـ شكرا لك سيدي الوزير... دمتم ذخرا للوطن... |
#55
|
||||
|
||||
![]() تعليق : اسمحوا لي أن أضع تعليق قبل اليومية الجديدة التالية ،وهي أنني لاحظت أن مرام كلما تقع في مشكلة ما ، سبحان الله أجد إن هذه المشكلة قد حلت من عند الله ، وأظن أن السبب في هذا هو قربها من الله وتوكلها الشديد عليه ، أأسف على المقاطعة ، ولكن هو تعليق صغير أحببت أن أضعه ، ونعود الآن إلى متابعة اليومية الجديدة من الحلقة الخامسة |
#56
|
||||
|
||||
![]() الحلــــــــقة الخـــــــــامسة ـــــــــ*×*ـــ((1))ـــ*×*ـــــــــ استيقظت اليوم و أنا أحس بألم شديد في منطقة البطن و أسفل البطن... تمالكت نفسي بصعوبة و جلست في الفراش و أنا أتحسس موضع الألم ، و الألم يزداد...ما الذي يحصل معي؟ لا أتوقف عن التفكير... لشد ما أقلق من الاضطرابات الصحية! أخذت حبة مسكن للألم و قررت أن أتجاهل الأمر. لا عليك يا مرام، إنها حادثة بسيطة... بضع اضطرابات ثم سيسير كل شيء على ما يرام. حاولت أن لا أعير المسألة اهتماما. كنت أتابع محاضرة في نظام المناعة، حين فاجأتني الآلام من جديد... كانت أقوى هذه المرة. تركت الأوراق جانبا، و عضضت على أصابعي بشدة حتى لا أطلق صرخة وسط القاعة الملأى بالطلبة... كانت راوية جالسة إلى جانبي، في تركيز تام مع الدكتور المحاضر... التفتت إلي فجأة لتسألني : ـ هل سمعت ملاحظته الأخيرة؟ لم... ثم انتبهت إلى أنني لم أكن في وضع يسمح لي بإجابتها... ـ مرام، حبيبتي... ما بك؟ هل أنت بخير؟! أجبتها من بين أسناني و أنا أتلوى من الألم : ـ بطني يا راوية، بطني... أحس ألما شديدا... وقفت راوية فزعة و أخذت بذراعي لتقودني إلى خارج القاعة... و قد لحقتنا عيون كثيرة، لاحظت خروجنا المفاجئ قبل انتهاء المحاضرة. شرحت لراوية المشكلة و أنا أغالب دموعي فقالت بحزم : ـ يجب أن تذهبي إلى الطبيب... سأتصل بوالدتك لتأتي بالسيارة... جلست لأستريح و أنا في غاية الإعياء، في حين سارعت راوية تتصل بأمي و تعلمها بحالتي الطارئة. ما لبثت أن رأيت سيارة أمي تظهر من باب الكلية، ثم تتوقف غير بعيد عنا في الساحة. نزلت أمي بسرعة و تركت السيارة مفتوحة... ركضت إلي في هلع شديد و احتضنتني قلقة : ـ ما بال صغيرتي؟! شرحت لها مجددا الأعراض فأخذتني من يدي و قالت : ـ سآخذك فورا إلى الطبيبة ... لست أدري كم لبثنا من الوقت جالستين في قاعة الانتظار، و أمي تمسح على رأسي في حنان و أنا قد استسلمت للآلام التي لم تتوقف... جاء دورنا. استمعت الطبيبة إلى أمي تصف لها الأعراض ثم فحصتني قبل أن تحرر وصفة مكونة من عدد غير قليل من الأدوية ثم قالت : ـ عليك المواظبة على هذا العلاج مدة شهرين... لا تقلقي... تجنبي حمل الأشياء الثقيلة و الوقوف مطولا... حاولي التمدد و الاسترخاء مرة كل 4 ساعات على الأقل لمدة ربع ساعة... و إن شاء الله تكون الحالة قد تحسنت حين نلتقي بعد انتهاء العلاج... نظرت إليها مستفسرة : ـ لكن ما الحالة يا دكتورة؟ أنا أدرس الطب و يمكنني أن أفهم... هزت رأسها مبتسمة و قالت : ـ جميل... لكنني لا أقدر أن أقول لك شيئا غير أن عمل المبيضين ليس منتظما حاليا... سنحاول من خلال العلاج أن نعيد النظام إلى طبيعته... ثم سننظر ما يمكننا فعله... لم يكن كلام الطبيبة مطمئنا أبدا... إنها تخفي عني حقيقة الوضع! يا إلهي... هل سأحرم من الإنجاب؟! |
#57
|
||||
|
||||
![]() ـــــــــ*×*ـــ((2))ـــ*×*ـــــــــ أمسكت راوية بيدي بين يديها و هي تبتسم في رقة : ـ اطمئني يا حبيبتي، إنها مجرد اضطرابات و إن شاء الله مع العلاج سيكون كل شيء على ما يرام... أرني ابتسامتك الجميلة! هززت رأسي في عناد و سحبت يدي من بين يديها و أنا أقول مغالبة دموعي : ـ لا يا راوية... الطبيبة لم تشأ أن تخبرني بكل الحقيقة... أنت تعلمين مثلي أن مهنة الطبيب توجب عليه التخفيف عن المريض و عدم تهويل المسألة مهما كانت خطيرة... حفاظا على روحه المعنوية... رمقتني راوية في أسى و قالت : ـ لكن لا يبدو أن طبيبتنا قد أفلحت في الحفاظ على روحك المعنوية... كانت الآلام قد خفت بعد أن بدأت أخذ الأدوية... و كان من الصعب علي حقا أن أتبع تعليمات الطبيبة، نظرا لكثرة الأدوية من جهة، و المحاضرات المتتابعة التي قد تتجاوز الساعات الخمس من جهة أخرى... لكن راوية كانت دائما إلى جانبي، تذكرني بموعد الدواء... و أمي توصلني بالسيارة كل صباح و أجدها في انتظاري آخر النهار... يا لهذا الدلال! كنت واقفة مع راوية في فترة الاستراحة من عصر ذاك اليوم. فجأة أخذت راوية تشدني من قميصي لتثير انتباهي و هي تهمس : ـ مرااااام... انظري من القادم!! التفتت لأراه على قيد خطوات مني... و ابتسامته المتألقة على شفتيه... كان من الواضح أنه يقصدنا!! ألقى التحية، فرددنا ثم ساد صمت رهيب بيننا كأن على رؤوسنا الطير قبل أن يبادر حسام قائلا : ـ آنسة مرام... كنت أريد أن أتحدث معك قليلا، لو سمحت... لن آخذ من وقتك الكثير... وقفت لا أعي ما الذي يجب علي فعله، في حين ابتعدت راوية خطوات و هي تقول : ـ تذكرت... علي أن أحضر حاجياتي... تركتها في قاعة المحاضرة... لن أتأخر عليك... ما الذي تفعله هذه البنت؟؟ كيف تتركني بمفردي معه؟ سوف ترى مني عقابا صارما!! احمر وجهي بشدة، و وقفت مطأطأة الرأس... رفعت عيني ببطء... كان وجهه يكاد ينفجر من الاحمرار... يا إلهي! رحمتك يا رب... ـ آنسة مرام... اعذريني إن كنت أعرضك لموقف محرج... لكن كان يجب أن أتحدث إليك قبل أن أقدم على خطوة جدية... و أخشى أن تكون مشاعري أحادية الجانب... لذا أردت أن أعرف رأيك المبدئي... يا إلهي... هذا ما كان ينقصني الآن... يا إلهي... كم انتظرت هذه اللحظة، و كم تخيلت هذا الموقف في أحلام اليقظة... كم عشتها بكل جوارحي و رأيت نفسي و أنا أهمس في خفر... أنا موافقة! كم حلقت مع الطيور و سرحت بين الفراشات و الدنيا لا تسعني... إنها السعادة التي تمنيتها إنه الرجل الذي انتظرته... لكن الآن... كل شيء تغير... إنه لا يعلم أنني قد لا أكون قادرة على الإنجاب... قد لا أقدر على إسعاده!! و لا يمكنني حتى أن أخبره... و كيف أكاشف رجلا أجنبيا عني بمشاكلي الصحية، بل و بأخص خصوصياتي؟! أي كلمات ستسعفني لأعبر؟ حبست دموعي التي بدأت تطل من نوافذ عيني... و ابتلعت ريقي الذي جف... ـ مرام... أنا معجب بك منذ فترة... معجب بأخلاقك و تدينك و طريقة تفكيرك و ثقافتك... و أريد أن أطلب يدك من والدك... إن كنت موافقة على إنشاء علاقة جدية بيننا... أي موقف يضعني فيه؟! أي حيرة أعيشها؟! أي ذنب جناه المسكين حتى أدخله دوامتي؟! إنه ككل الرجال يطمع في بيت سعيد يملؤه الأطفال بضحكهم البريء... يحلم بولد يملأ عليه حياته... لكنني قد لا أحقق له أمانيه... بل أكون قد خنت ثقته و خدعته إن وافقت دون أن أكون صريحة معه... و هو ما لن يسامحني عليه في المستقبل... و لن أسامح نفسي عليه أبدا! لا يجب أن أظل ساكتة، حتى لا يحسب أن السكوت علامة الرضا... ـ مرام... يبدو أن صمتي قد طال و قد أخذني حواري الداخلي مع نفسي... و خرج صوتي أخيرا، مبحوحا مليئا بالألم : ـ... أنا آسفة... و لكنني غير مستعدة حاليا... أحسست بوقع الصدمة عليه... أحسست بآماله تتبعثر... و أنا التي بعثرتها بكل قسوة... و أحسست بقلبي يتحطم بين ضلوعي... |
#58
|
||||
|
||||
![]() ـــــــــ*×*ـــ((3))ـــ*×*ـــــــــ لم تصدق راوية أذنيها حين رويت لها ما حصل بعد أن انصرف حسام مكسور الخاطر ـ هل جننتي يا مرام؟؟ كيف تقابلينه بمثل هذه الطريقة؟ أليست هذه هي اللحظة التي انتظرتها طويلا و تمنيتها من كل قلبك؟؟ كيف تفرطين فيها بكل سهولة؟؟ و الشاب المسكين، صدمته بقسوة كأنك لا تبالين به! ارتميت في حضن راوية و قد تدفقت دموعي غزيرة على خدي ـ لا تلوميني يا راوية فإنني أتعذب أكثر... ربتت على رأسي في أخوة صادقة و همست : ـ أنت مجنونة... تعذبينه و تعذبين نفسك و المسألة لا تستحق! رفعت رأسي و نظرت إليها بعينين تملؤهما الدموع : ـ كيف تقولين أن المسألة لا تستحق؟! كل من يتقدم لخطبة فتاة يتوقعها الفتاة المثالية التي يتمناها... و ينتظر منها أن تكون صادقة معه في كل ما يخصهما معا، و خاصة إن كانت غير قادرة على الإنجاب... تنهدت راوية ثانية و قالت : ـ يا مرام، يا حبيبتي... من قال أنك ستكونين غير قادرة على الإنجاب؟؟ هذا من علم الغيب و الغيب لا يعلمه إلا الله... ـ و لكن الاحتمال كبيرا نظرا للمرض الذي ألم بي... ـ يا مرام اسمعيني... كم من الفتيات السليمات اللاتي لا يشكون شيئا وجدن أنفسهن عقيمات بعد الزواج بدون سابق إنذار... و كم من عقيم، شفيت بعد طول صبر و توكل على الله فأنجبت! كله بتقدير من الله عز و جل... تنهدت في ألم و قلت في يأس : ـ ما الذي كان بإمكاني فعله؟ ـ كان بإمكانك مصارحته بالحقيقة... ـ كيف؟! لم أكن لأجد الكلمات المناسبة! الموضوع خاااااص جدا... لا يمكنني أن أتحدث فيه مع رجل، و أي رجل!! أين الحياء!؟ ـ كان بإمكانك تبليغه موافقتك، ثم تحدثين أخته بالتفاصيل... ـ لكنني أخاف من ردة فعله... أخاف أن يشفق علي و يتغاضى عن الأمر بشهامة منه... كرامتي ستجرح، لا أحب أن يشفق علي يا راوية! أريد أن أكون أميرته التي يحلم بها كما أريده أن يكون فارسي... و أخاف أن يتغاضى الآن... ثم يفكر مليا، فيعدل و يختلق أسبابا أخرى للانفصال بعد أن أكون قد بنيت آمالا عريضة... تناثرت دموعي من جديد و أنا أواصل : ـ و أخاف إن رفض مباشرة... كم ستكون صدمتي عنيفة... في الرجل الذي أراه مثالا للشهامة و الأخلاق العالية... و أخاف أكثر، إن أوهم نفسه بأن مرضي لن يؤثر في قدرتي على الإنجاب... ثم يحصل ما لا نرجوه... ارتفع نحيبي هذه المرة... ـ إني خائفة يا راوية... قد أفقد الكثير في هذه التجربة... أفقد الأمل، أو احترامي حسام أو كرامتي... لذا آثرت الانسحاب... هزت راوية رأسها في عدم موافقة : ـ و ما حصل هو أنك اخترت خسارة حسام نفسه! هل هذا ما تعتبرينه أخف الأضرار!؟ لم أعد أدري ما الصواب و ما الخطأ... يا إلهي رحمتك... ـ اسمعي... يجب أن يفهم حسام الموضوع، هل يرضيك أن يعتقد أنك رفضته لعيب فيه؟! كرامته أيضا جريحة! خاصة أن فتيات كثيرات ينتظرن الفرصة... و من سوء حظك أنك ضيعتها، فقد تقتنصه في لحظات ضعفه و انكساره فتاة أخرى لا تستحقه... و تكونين قد ضيعته من يدك و ضيعت مستقبل الشاب المسكين في نفس الوقت!! ـ لا يا راوية... حسام ليس بهذا الضعف! ابتسمت راوية و هي تحتضنني : ـ إن لم يكن حسام بهذا الضعف، فهو لن يبني حياته الزوجية و مستقبله على الشفقة... و لن يترك المجال لأي عاطفية متطفلة لكي تتحكم في قراره... اتركي له الخيار... أعطه الفرصة... أعطيه الفرصة؟ آه يا قلبي... صراع بين قلبي و عقلي... قلبي يرجو أن يعطيه الفرصة و يرى الأحلام الوردية أمامه... و عقلي يرفض بشدة، لا يفسح المجال للآمال و الافتراضات... و تكلمت أخيرا : ـ و لكنني رفضته يا راوية... كيف أفتح الموضوع ثانية؟! ابتسمت راوية مطمئنة : ـ دعي المسألة علي... نعم، لقد انتصر القلب على العقل... |
#59
|
||||
|
||||
![]() ـــــــــ*×*ـــ((4))ـــ*×*ـــــــــ توقفت السيارة أمام الكلية. فتحت الباب و قبلت أمي بسرعة ثم نزلت و هي تتابعني بتوصياتها : ـ لا تنسي موعد دوائك... انتبهي لنفسك جيدا... هززت رأسي موافقة و قطعت الشارع. على الرصيف كانت راوية في انتظاري رفقة... دالية... و على شفتيهما ابتسامتان غامضتان. اقتربت بخطوات مترددة، و قد فهمت أن وجود دالية مع راوية في انتظاري يعني بالتأكيد أنها تحدثت إليها بشأني! سارعت دالية بمعانقتي و هي تهمس : ـ حسام يبلغك سلامه... و يطلب موعدا مع والدك في أقرب وقت... كان لكلماتها وقع حلو في أذني، رافقه خفقان قلبي بشدة... من الفرحة! حسام...!!! يا لعناده! لقد وافق إذن! ترى ما الذي ما أبلغته به راوية؟! لكنه يريدني رغم ما سمع... و رغم كل ما يجهل عني... يا إلهي... أنت الرحيم بعبادك... و لكن... هل أستحق... نظرت إلي راوية في تمعن و قالت : ـ مرام... ما بك واجمة؟ ننتظر ردك... ألست موافقة؟ اغرورقت عيناي بدموعي الحبيسة و أجبت بصوت خفيض : ـ بلى... و لكن... استفسرت دالية في قلق و قد غاضت ابتسامتها : ـ و لكن ماذا؟ ـ ألا ينتظر حتى أنتهي من العلاج، ثم نتأكد... ضحكت راوية في رقة ثم قالت لدالية : ـ إنها تحتاج إلى رأي دكتور في الموضوع... و ليس أي دكتور! ابتسمت دالية بدورها و تأبطت ذراعي و هي تقول : ـ أخبريني أولا هل الموضوع الذي حدثتني به راوية هو السبب الوحيد لرفضك؟ طأطأت رأسي حياء و همست في خفر : ـ نعم! فابتهجت دالية قائلة : ـ الحمد لله! نتكلم في المفيد إذن! أخي... الدكتور حسام... يخبرك يا آنستي بأن الأدوية التي تتناولينها ليست سوى مقويات و معدلات هرمونية ... و ما دام المبيضان ينتجان البويضات فأنت يا أختي سليمة معافاة! و أما عن الإنجاب فهو يقول لك... الذرية الصالحة نعمة من الله، يرزقها من يشاء و يحرمها من يشاء... و ما الأمراض إلا مسببات! كما أنه يقول أن الرسول صلى الله عليه و سلم يقول : (الدنيا متاع و خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة) فإن كانت زوجته صالحة فذاك من رضا الله و كفى! و هو على كل حال قد استخار قبل أن يكلمك و كان مطمئنا لاستخارته. فما عليك إلا أن تستخيري أنت أيضا... و إن شاء الله كل شيء يتم على خير... كانت كلماتها الرقيقة تمسح الهموم عن قلبي... لو أن كلامه عن مرضي يكون صحيحا... يا رب! يا الله! ما أحلى إيمانه بالاستخارة... و كم قلبه عامر بتقوى الله... ((و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب)) أحسست بالصغار أمامه... أين إيماني من إيمانه!؟ كيف أني اهتززت أمام أول ابتلاء ابتلاني به الله تعالى و يئست من الدنيا و الله تعالى يقول في كتابه الحكيم : (( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)) يا رب أعوذ بك أن أكون من القوم الكافرين... أعوذ بك من ينسيني ابتلاؤك رحمتك يا رب إني وكلتك أمري كله... و من يتوكل على الله فهو حسبه يا الله كم أنا في حاجة إلى مزيد من التقرب منك... اللهم اكتب لي الخير حيث كان ثم رضني به... انتبهت على صوت دالية تقول مداعبة : ـ و طبعا إن كنت في حاجة إلى المزيد من التوضيحات، فالدكتور حسام ليس لديه مانع البتة في تقديم الشروح اللازمة في أي وقت شئت! تضرج وجهي... فتابعت دالية في مرح : ـ لو رأيت ما فعله بنا حسام في اليومين الماضيين! أمي كانت ستموت من القلق عليه... أغلق الغرفة على نفسه و رفض الطعام! و أخذ يتصرف كالأطفال، لا يرضيه شيء و لا أحد ينجح في رسم الابتسامة على شفتيه... لكن البارحة، انقلب وضعه كأنه كان يمثل علينا!! دخلت عليه بالدواء العجيب فقام كمن لا علة به، حملني بين ذراعيه و كاد يلقي بي من النافذة من شدة الفرح!! لم أر أخي بهذا الجنون من قبل! أفلتت مني ضحكة صغيرة... يا لأسلوب دالية المميز! فهتفت راوية في سعادة : ـ نعم يا مرام... اضحكي! كفاك بكاء و دموعا... ثم نظرت إلى دالية و هي تقول : ـ لو كان حسام اكتفى بالوجوم فمرام أغرقتنا في بحر من الدموع!! لكزت راوية بمرفقي لتصمت... و ضحكتا معا في مرح... في تلك اللحظات كان هنالك شخص رابع يقترب من موقفنا، بخطوات بطيئة مترددة... لم ألتفت... لكنني سمعت دالية تهتف و ابتسامتها تتألق : ـ أهلا أهلا بالدكتور! كأنه كان يراقبنا من مكان قريب، و حين اطمأن إلى استقرار الأوضاع قرر الالتحاق بنا! تقدم منا أكثر حتى وقف بيني و بين أخته، و كل منا يتجنب نظرات الآخر. حيانا في هدوء و أدب... ثم بادرني و أن أحس بنظراته تستقر علي بوداعة : ـ كيف حالك يا مرام؟ رفعت رأسي ببطء شديد، و ابتسامة خجلى ترتسم على شفتي : ـ بخير... كيف حالك أنت؟ ـ يسرني أنك وافقت أخيرا... كانت راوية تتأملنا كأننا لوحة زيتية أو المشهد الأخير من فلم رومانسي... تنتظر أن تكتب ((النهاية)) بخط عريض و على شفتيها ابتسامة حالمة! قاطعتنا دالية بضحكتها الطفولية و هي تهتف : ـ نسيت أن أقول لك يا مرام، أنني سأزوركم الليلة مع ماما... للتعارف و... ثم غمزتنا في مرح... فاحمر وجهانا دفعة واحدة... |
#60
|
||||
|
||||
![]()
بجد القصة جامدة جدااااااااااااااااااااا ..
بليز كملي بسرعة !!
__________________
![]() عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك .. عش بالإيمان .. عش بالأمل .. عش بالحب .. عش بالكفاح .. و قدر قيمة الحياة ابراهيم الفقي |
العلامات المرجعية |
|
|