رد مصطفى بكرى على .....نجيب سويرس

[محمد ياسر 92]

من حق السيد نجيب ساويرس أن يتحدث كيفما يشاء،* ‬وأن يدافع عن ثروته ومصالحه وعلاقاته بالإسرائيليين والأمريكان وغيرهم،* ‬ولكن ليس من حقه أبدا أن يتدخل في شأن إسلامي،* ‬أو أن يتوعدنا بأنه سيطلق قنوات للأفلام ال*****ة التي لا تخضع للرقابة لمواجهة المد الديني وظاهرة المحجبات علي أرض مصر،* ‬فهذا ليس شأنه،* ‬وهو ليس واعظا علي المسلمين أو المسيحيين علي السواء*.‬
منذ فترة من الوقت والسيد ساويرس لا يكف عن توجيه الإهانات،* ‬تارة ضد المادة الثانية من الدستور التي تنص علي أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع*.. ‬متهما إياها بأنها ستدخل البلاد في متاهة لن تخرج منها،* ‬وتارة أخري بوصفه المتدينين الإسلاميين بأنهم لا يعرفون الطريق إلي التسامح*.. ‬صمتنا طويلا* ‬ولم نرد،* ‬تحملنا سقطاته،* ‬وادعاءاته،* ‬وتدخله فيما لا يعنيه،* ‬غير أن تصريحاته الأخيرة تستحق وقفة من كل الحريصين علي أمن ووحدة هذا الوطن*.‬
لقد عقد السيد نجيب ساويرس مؤتمرا صحفيا مع عدد من الزملاء الصحفيين،* ‬وكان يتحدث بلغة توجيه الاتهامات وإصدار الأحكام كالعادة فقال - لا فض فوه - مبشرا ومتوعدا*: '‬سأطلق قناتين فضائيتين لمواجهة المد الديني داخل المجتمع المصري*'.. ‬معبرا عن قلقه من ازدياد ظاهرة المحجبات في البلاد*.‬
وبعد أن بثت وكالة* '‬رويترز*' ‬الخبر الذي أثار استياء واسعا في أوساط المسلمين داخل مصر وخارجها أدلي ساويرس بحديث إلي موقع* '‬العربية نت*' ‬وصف فيه ما نسب إليه من أن القناتين الفضائيتين المزمع إطلاقهما العام القادم تهدفان إلي مواجهة ظاهرة المحجبات وتزايد النزعة الدينية بأنه* '‬كلام فارغ* ‬لا أساس له من الصحة*'.‬
وقال ساويرس مرددا ذات الكلمات*: ‬إن ما قاله هو تعبير عن رأيه في التغيرات التي طرأت علي الشارع لدرجة شعوره كأنه* ‬غريب كما لو أنه في إيران،* ‬وقال*: ‬أنا أتحدث هنا عن ظاهرة انتشار الحجاب الإيراني* '‬الشادور*' ‬في الشارع المصري*.‬
وأنا لا أعرف هنا،* ‬ما الذي يريده السيد نجيب ساويرس بالضبط؟ هل يريد تشريعا نمنع به الحجاب والنقاب علي السواء حتي لا يشعر سعادته بالغربة التي بات يشعر بها حاليا،* ‬أم أنه يريد إخلاء الشوارع منهن خلال جولاته الميمونة حتي لا يتعكر صفو مزاجه المرهف من هذه الوجوه التي باتت تنتشر في كل مكان علي حد تعبيره؟*!‬
إن حالة الغرور والاستقواء التي طرأت علي السيد نجيب ساويرس مؤخرا دفعته إلي نسيان نفسه والدخول إلي حقول شائكة تمس حرية الآخرين وعقيدتهم،* ‬وتجرح كرامة الكثيرين منهم وتثير* ‬غيرتهم،* ‬وهو أمر كنا نظن أنه أذكي من السقوط فيه،* ‬والسعي من خلاله إلي إثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد*. ‬
وإذا كان السيد نجيب ساويرس يبحث عن دور الزعامة،* ‬فإن الزعامة لا تبني علي حساب الوطن ووحدته ولا تبني أيضا علي حساب الإساءة لبعض أبنائه،* ‬أيا كان الخلاف أو الاتفاق معهم*.‬
نعم*.. ‬لم تكن سقطة واحدة ووحيدة،* ‬ولم يكن استفزازا* ‬غير مقصود انطلق من لسان كثيرا ما يخطئ في حق الآخرين،* ‬لكنها تحولت من بالون اختبار إلي سيناريو مكرر يتحدث فيه بلغة لم نعهدها من قبل وبألفاظ ومصطلحات لا تراعي حرمة ولا احتراما للآخرين وشعائرهم*.‬
انظر إلي الطائفية التي يتحدث بها رجل يقول إنه علماني وإنه ضد الدولة الدينية،* ‬تأمل وصفه للمتدينين الإسلاميين بأنهم* '‬غير متسامحين*' ‬وبأن* '‬المادة الثانية من الدستور أدخلتنا في متاهة*'‬،* ‬وقارن بين كلامه وكلام البابا شنودة الثالث الذي أعلن عدم اعتراضه علي المادة التي تنص علي أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع لتعرف الفارق عزيزي القارئ*!!‬
لقد تحدث ساويرس أكثر من مرة عما يسميه بالاضطهاد الذي يعانيه الأقباط،* ‬وأنا أقول له هناك مشاكل نعم،* ‬وهناك مطالب نعم،* ‬ولكن قل لي بالله عليك*: ‬هل ما تردده يخدم الأقباط ويخدم وحدة الوطن،* ‬أم أنه يثير الحقد والفتن في النفوس؟*!‬

يتبع ,,,