|
#1
|
||||
|
||||
![]()
الحلقه السبعتاشر
نظر هشام الى زوجته نظره ذات مغزى ، بعد ان لمح الدموع تترقرق فى عينى والدة حسام ، و قد اطرق حسام براسه الى الارض و شيرين لازالت ممسكه بالهديه غير مصدقه لما قالته امها ودت لو احتضنت حسام و امه ، و اعتذرت لهما عن هذه الاهانه و كأن السنتهم جميعا قد عقدت فلم ينطق احدهم بكلمه لدقيقه مرت كانها دهر ، حتى تكلم هشام محاولا تلطيف الجو :ا يا حسام يا بنى ما تزعلش من طنط ليلى ، دى بس مش عايزانا نتسرع ، مواضيع الجواز دى مش عايزه استعجال ، و كمان انت كلفت نفسك اوى بالهديه دى ، احنا بس عايزينك تصبر شويه ، و لو ربنا قسم خير ، تكون دى شبكتك لشيرين ، يا سيدى بدل ما تكلف نفسك تانى والا ايه ؟ حسام : دى هديه عيدميلاد شيرين ، و كان نفسى تبقى ذكرى لقراية فاتحتنا ، و الحقيقه ما فيش هديه فى الدنيا كتير عليها ، فأنا مش باطلب غير انها تقبل هديتى ، سواء وافقتوا على و ده يشرفنى و يسعدنى العمر كله ، او حتى رفضتونى و ده حقكم ثم دنا من شيرين وقال : ارجوكى تقبليها منى يا شيرين ، كل سنه و انتى طيبه بينما قالت عيناه : احنا لبعض ، مهما حصل ، و حاستحمل مهما عملوا فى و ردت عليها بعيناها : حاكون للموت ، قبل ما اكون لحد غيرك و طلب حسام من شهيره ان تلبس شيرين السلسله لو سمح والدها اومأ لها هشام بالايجاب ، و عندما لبست شيرين السلسله ، تحسستها فى حب و اعزاز و قامت تقبل حماتها كانها تشكرها على هديتها الاعظم على حسام و فى طريق العوده :ا ام حسام : انا ارتحت لشيرين اوى يا حسام يا ابنى ، و عارفه ان ربنا حايوفقك و يقدم لك كل الخير ، اوعى تزعل نفسك ابدا ، انا متاكده انهم لما يسالوا عليك وعلى ابوك الله يرحمه ، حايتمسكوا بيك و مش حايضيعوك من ايديهم ابدا حسام : انا المهم عندى شيرين يا ماما ، انت شفت وشها كان عامل ازاى لما مامتها قالت الكلمتين دول ، انا حسيت زى ما يكون حايغمى عليها ، انا مش متصور انها تضيع منى يا ماما ، دى اول مره فى حياتى اعوز حاجه و اتمسك بيها طول عمرى كنت طفل يتيم ، و حاسس انى مش حقى احلم ، و لا من حقى اطلب ، لازم ارضى بنظرة العطف من كل واحد ، حتى لمسة الاهل لشعرى كانت بتحسسنى انهم طالبين الثواب ، اكتر من رغبتهم فى تخفيف مرارة اليتم عنى . الام : ايوه يا بنى ، عمرى ما شفت زيك ، حتى عمرى ما قلت لك ذاكر ، و كل حاجه فى الدنيا دى كنت زاهد فيها حتى اللبس و الاكل و اللعب ، عمرك ما تعبت قلبى ابدا ، و لا حملتنى فوق طاقتى عشان كده ربنا مش حايكسفك يا بنى انا عارفه رد حسام و قد فقد سيطرته على دموعه و انسابت رغما عنه : ادعيلى يا امى ، ادعيلى ، نفسى يوافقوا ، دى اول مره يبقى نفسى فى حاجه اوى كده ، ساعدنى يا رب * اما فى منزل شيرين فكان الموقف عصيبا جرت شيرين الى غرفتها باكيه ، و جرت خلفها شهيره اما الوالدان فقد دخلا جناحهما بناء على نظره من عينى هشام فهمتها الام فورا هشام : ليه يا ليلى كده ، انا متاكد انك ما قصدتيش تزعلى بنتك ، بس انتى مش خايفه عليها ، مش عارفه ايه اللى ممكن يجرالها لو كسرتى قلبها بالشكل ده ؟ ليلى : عارفه ، بس كمان عارفه ايه اللى ممكن يحصل لو وافقنا على حسام ، و عارفه انى ممكن افقدها خالص فى خلال شهور من جوازها بيه ، انت ما شفتش يا هشام شكل والدته ، ده وحيدها و املها فى الدنيا ، ازاى ممكن نواجه ست زى دى بحقيقة ان بنتنا .......... ....... هشام : مالها شيرين ، ماهى زى الفل و بقالها سنين ما فيش شكوى من حاجه ليلى : مش عايزين نكون زى النعامه اللى بتدفن راسها فى الرمل ، انا و انت عارفين ان ما فيش خطوره الا لو اتعرضت لمجهود زى الحمل و الولاده انت عارف انا ليه كنت حاموت على العريس ابو صابونه ده ، و كان نفسى شيرى توافق عليه ؟ عشان عرفت من بره ، ان الولد كان مريض بالغده و هو صغير ، و مش هايخلف ، و امه كانت مخبيه بس الترزى اللى عرفنى عليهم هوه بنفسه قاللى كده عشان يخلص ضميره من ربنا ، عشان كده كنت متمسكه بيه و كان نفسى شيرين توافق ، لكن واحد زى حسام ده ، وحيد امه ومالوش اخوات ، و يتيم يعنى امه عمرها ما حتسكت الا لو شافت حفيد على وش الدنيا و ده حقها انا ام و حطيت نفسى مطرحها ، عشان كده ما اقدرش اخدعهم ، و فى نفس الوقت ما اقدرش اجرح بنتى ، نرفضهم بالذوق كده احسن و خلاص ، لما سالت شيرين على عيلته و الله ما كان قصدى النسب بس ، كان قصدى له اخوات ، يعنى يمكن لو ما كانش وحيد مامته كنا صارحناه ، خاصة انى عارفه انه بيحبها و ممكن يستحمل ، و من عينيه و هديته و كل حاجه فيه حسيت اد ايه فعلا بيحبها و هى كمان بتحبه ، الوضع كده مستحيل ، مستحيل يا هشام . و اجهشت ليلى بالبكاء و اخذها هشام فى حضنه و اخذ يربت راسها و هو يقول اعمل ايه بس ، ده ابتلاء من ربنا ، و شيرين دى يعلم الله انها اغلى على من اى حد فى ولادى ، عمرها ما زعلتنى و لا حتى سمعت صوتها على فى البيت ، و كل اللى يشوفها يمدح جمالها و كمالها ، لكن الكمال لله وحده ، انا ماقدرش اعمل كده فى شيرين يا ليلى ما اقدرش و اكمل هشام :ا انت عارفه يوم ما الولد ده كلمنى فى المكتب ، انا افتكرت جرى لها حاجه زى المره اللى فاتت لما اغمى عليها فى الكليه ، ده احنا لحد دلوقتى مش عارفين نصارحها ،اهدم امالها كلها ، اصارحها انها ممكن تعيش و تتخرج و تتجوز ، و ممكن لا قدر الله ، تضيع منا خليك معانا يا رب ، انت ادتنى كل حاجه ، مال و مركز و اولاد و بنات لكن الانسان كده ، ظلوم و جهول ، اذا مسه الشر هلوعا ، و فلوسى كلها ما قدرتش تشترى الصحه لبنتى . * و فى غرفة شيرين كانت شهيره تطيب خاطرها و تمتدح ذوق حسام فى اختيار الهديه الرائعه التى زانت رقبة شيرين و تحاول تجاهل كلمات الام بقدر الامكان شيرين : ليه مامى عملت كده ، دى كانت طايره من الفرح ساعة قراية فاتحتك انتى و شاهى ، اشمعنى انا ، هوه انا عملت لمامى حاجه وحشه ، يمكن زعلانه عشان صارحتك قبل ما اصارحها ، يمكن حسام مش عاجبها ، او والدته مش عاجباها ؟ شهيره : حسام زى الفل ، و والدته ست محترمه جدا و بابى طلع عارف عيلتها من زمان ، لكن ممكن تكون مامى خافت يعنى يكون جايب الهديه الغاليه دى عشان ياثر علينا و فاكرنا حانتخض لما نشوف الالماظ فقالت تعرفه اننا ما يهمناش ، اضحكى بقه هاهاها.... .ا شيرين : اضحك على ايه ، حسام عمره ما يفكر فى كده ، ده راكب عربيه تمنها اقل من الهديه دى ، يعنى فضلنى على نفسه يا شهيره ، و ما حسبهاش رغم ان حتى المليونيرا ت بيحسبوها دلوقتى ، ده شاف طول حياته عذاب اليتم و عذاب الفقر و مع ذلك يوم ما ربنا فرحه ، نيجى احنا نطفى فرحته كده ربتت شهيره على كتف شيرين و هى تحاول كبح دموعها : انا حاكلم مامى يا شيرى و ما تخافيش كل حاجه حاتبقى كويسه و ذهبت شهيره لغرفة امها و كانت لا تزال المناقشه دائره بين الام و الاب شهيره : ليه يا مامى كده ، دا انا لما صدقت شيرين تفرح ليلى : يعنى انتى مش عارفه ليه يا شهيره ، مانتى راسيه على كل حاجه من ساعة ما شيرين اتولدت و سافرنا بيها بره ، ده انا خايفه عليها من الجواز اصلا ما بالك بقه بالعريس وحيد امه ده اللى لا يمكن يستغنى عن الخلفه و الذريه شهيره : بس فى امل برضه ان شيرين تعيش طبيعى ، مش كده يا بابى ؟ الاب : للاسف يا شهيره ، بعد اغماءة الكليه دى ، استغليت الفرصه عشان اعملها تحاليل كامله ، والتحاليل اثبتت ان حالة قلبها بقت اضعف ، و حتى الصمام اللى اتركب لها و هى صغيره اصبح مهدد عشان كبرت و طولها زاد ، يعنى لازم خلال السنه دى يتغير اجشهت شهيره بالبكاء : برضه ده معناه ان فيه امل ، ليه ما نسيبهاش على ربنا ، حتى لو مكتوب انها تعيش فتره قصيره فى الدنيا اهى تعيشها سعيده بدل ما كمان تكون تعيسه و محطمه حانكون احنا و الزمن و المرض عليها دى مموته نفسها من العياط جرت ليلى و هى تصيح بنتى : و دخلت على شيرين الغرفه فوجدتها لازالت تبكى دموعها كلها على السرير ، و ترفض حتى مجرد النظر لامها ، و لا تتكلم فقط تبكى و تمسك بهدية حسام على صدرها بكل قوتها كان احدا يحاول انتزاعها منها ليلى : حبيبة مامى ، مش انتى عارفه انى بحبك اكتر من عينى ، ليه بتعملى كده يا شيرين فى نفسك ، احنا ما رفضناهوش ، بس حانسال عليهم و ده حقنا نظرت شيرين الى امها نظره ، ابلغ من كل كلمات العالم ، جعلت الام تبتلع كلامها ، و تطيب خاطرها اكثر و هى تقول ، خلاص و الله ما تزعلى ، تحبى اكلمه دلوقتى اصالحه و احدد معاه معاد الخطوبه ؟ انهارت شيرين على يد امها تقبلها و هى تقول بين نشيجها : ربنا يخليكى يا مامى مش عشانى ، عشانه هوه ، دى اول مره فى حياته يفرح ، ما تكسريش قلبه عشان خاط....... .......ا و لم تكمل شيرين كلامها فقد اغشى عليها .......... ..........
__________________
I am not afraid to stand alone |
#2
|
||||
|
||||
![]()
الثامنة عشر
والخطوبه اصيبت الام بالهلع و صاحت تنادى شريف و هشام و جرت شهيره تتصل بالطبيب و حمل شريف اخته كالطفله و وضعها على السرير و هو يسال شهيره حنروح المستشفى يا شهيره و لا لقيتى دكتور شهيره : انا اتصلت بالدكتور عونى جارنا و جاى حالا و ما هى الا ثوانى حتى اتى الدكتور و كان الام قد بدات محاولة انعاشها بالبارفان و التهويه على وجهها و بعد دقائق مرت كالدهر فتحت شيرين عيناها و هى تنادى مامى ، حسام ، زمانه منهار يا مامى ، انا بقالى قد ايه كده ؟ الام : حاكلمه الوقتى حالا و اقوله ما يزعلش منى ، بس انتى قوميلى يا بنتى بالسلامه و سال الطبيب : انتى اخر مره كلتى امته يا شيرى شيرين :مش فاكره يا اونكل عونى بس انا شربت نسكافيه الصبح الاب : ايوه يا دكتور المده اللى فاتت دى كانت وقت امتحاناتها و كانت تقريبا ما بتاكلش خالص ، تحب حضرتك ننقلها المستشفى ؟ رد الدكتور و كان يعلم بحالة شيرين منذ طفولتها : لا لا ، ده بس مجرد اجهاد و ضعطها واطى شويه من قلة الاكل ، انتو بس هاتولها تاكل دلوقتى و انا حاديها حقنه مقويه ، عشان هى حقيقى محتاجه غذاء كويس تدخلت شهيره : حتاكل حالا ياللا يا داده ، و كانت الداده كانت احضرت الطعام على صينيه و امرها الطبيب ان تاكل شيئا مملحا ليرفع ضغطها ثم خرج مع هشام و كلمه فى الرسبشن : ما تخافش يا هشام بك ، النبض منتظم و هى كويسه ، الاغماءه دى ما لهاش علاقه بقلبها خالص ، دى دوخه طبيعيه ساعات تيجى للبنات بالذات ايام الامتحانات و المذاكره ، لكن ده ما يمنعش انها مش طبيعيه ، و باين على عينيها معيطه ، حاولوا ما تبعدوا عنها اى حاجه مضايقاها اليومين دول ، عشان حضرتك عارف حالتها النفسيه مهمه جدا ، و ان شاء الله على اول الصيف تعمل العمليه فى ميعادها و فى الغرفه : شيرين : مامى انا مش حاكل الا لما اكلم حسام ، و اطمن عليه ، ممكن يا مامى ؟ الام : ممكن اوى ، هاتى يا شهيره الموبايل ، تحبى اكلمه انا ، و اقوله كمان اننا موافقين شيرين : لا يا مامى مش للدرجه دى ، يقول علينا مدلوقين و ابتسمت شيرين ابتسامه واهنه جعلت الدمع يطفر من عينى امها و هى تتمنى ان تعطيها قلبها و عمرها كله و لا تراها ابدا تئن او تتوجع تكلمت شيرين : الو ، انت وصلت البيت يا حسام حسام : ايوه يا حبيبتى ، مال صوتك يا شيرين ، اطمنى ، انا متاكد ان باباكى لما يسال على ، ان شاء الله حايوافق و حترجعى الترم التانى الكليه و انتى لابسه دبلتى يا شيرين شيرين : ماهو انا مكلماك دلوقتى عشان موضوع دبلتك ده ، مامى قالت ان بابى موافق يا حسام ، و ممكن تكلمه بكره تحدد معاه معاد الخطوبه لم يتمالك حسام نفسه من الفرح ، و كان صوته يزغرد : حقيقى يا شيرين ، انا كنت متاكد ان ربنا مش حايكسفنا ، بحبك يا شيرين بحبك و كان دماء العافيه عادت لوجه شيرين ، او حمرة الخجل بمعنى اصح جعلت وجهها يتورد بابتسامه و لم ترد على حسام غير بكلمه واحده همسا : بحبك لم يسمعها احد فى الغرفه ، لكنه التقطها و احس بها و غمرته سعاده و ذهب يزف الخبر لوالدته التى كانت تصلى ماما خلاص يا ماما بكره حاروح لهشام بك احدد معاه ميعاد الخطوبه انهت الام تسبيحها ثم قالت بحنان : تعالى فى حضنى يا حبيبى ، و ظلت تمسح ظهر وحيدها ، و ترقيه و تقرا القران ، و عيناها لا تكفان عن الدمع ، و قلبها لا يكف عن شكر الله الذى دعته مرارا ان يسعد وحيدها و يقر عينه بمن احب لم تدرى شيرين كيف مرت الايام التاليه ، بين استعدادات و حجز قاعة الفرح فى اكبر الفنادق ، و ترتيب الدعوات ، و فستانها الذى احضرته شاهى التى نزلت فى اجازه قصيره مع اولادها ليلى و هشام اول ما علمت بخطوبة شيرين حتى ندى و ليلى الصغيره احضرت لهن فساتين متماثله ، ليحملن شمع خالتهن ، * اما حسام ، فقد عرف فى هذا الاسبوع ما لم يعرفه طيلة حياته ، اذ اصر اصدقائه على اصطحابه لصالون مخصوص للرجال ، لعمل ماسكات لوجهه و حلاقة شعره بطريقه جديده و كذلك قام الشباب بالواجب معه فى شراء بدلته ، التى حرص على انتقاءها من ارقى المحلات ، اما الكرافته فقد طلبت منه شيرين عدم شراءها ، لانها ستهديه اياها ، فقد اشترتها اختها من امريكا مع الفستان ليتناغم لوناهما سويا و نزلت شيرين مع حسام و شريف و شهيره اخواها لشراء الدبل و بعد انتقاء الدبل ، طلب منها حسام ان تنتقى شبكتها فلمست سلسلتها فى اعزاز و قالت : ما خلاص يا حسام مانت شبكتنى حسام : لا يا عروسه لازم خاتم ، انا عارف ان الشبكه كده خاتم و محبس باين ؟ صحابى قالولى كده ؟ و لازم المحبس هاهاها انا كنت فاكر المحبس ده بيتاع عند بتوع الادوات الصحيه فى الاول شيرين : لا بابى قالك قبل كده دى شبكتى خلاص ما تتعبش نفسك بحاجه تانيه حسام : بصى يا شيرى لو ما نقتيش بنفسك ، حاضطر انى انا انقيلك الخاتم و المحبس ، و تخيلى بقه ممكن اجيب ايه ، نقيه بالذوق احسن شهيره : خلاص يا شيرى ما تكسفهوش و همست لاختها : ده كان فاكره تبع الادوات الصحيه ارجوكى نقيه بنفسك بس نقى حاجه صغيره و خفيفه و خلاص و بالفعل انتقت شيرين توينز ماسى صغير ، عباره عن دبله رقيقه بها فصوص ماسيه و معها خاتم سوليتير انيق اما والد شيرين ووالدتها ، فقد تركوا امور الاعداد للحفل لاولادهم و لادارة المناسبات بشركة هشام ، و تفرغا لبحث تطورات حالة شيرين و ارسال فاكسات باحدث تحاليل و اشعات خاصه بها ، و ذلك لتحديد ميعاد فى اجازة الصيف لعمل العمليه ، و كل ما كان يشغل بالهما كيف يخبرا شيرين بحقيقة الموقف ، لقد عملا بنصائح الاطباء و نفذا كل رغباتها للحفاظ على معنوياتها مرتفعه و بقيت حيرة هشام فى ابلاغ حسام عن حالة شيرين المرضيه ، لكن زوجته اقنعته انه من الافضل الانتظار لما بعد العمليه ، خاصة ان الزواج لن يتم باى حال قبل انهاء شيرين لدراستها بعد اربع سنوات . * و جاء اليوم المنتظر ، و نزلت عائلة شيرين باكملها فى الفندق المقام به الحفل ، و جاء الكوافير و الماكيير لاعداد شيرين فى غرفتها بالفندق و كم كانت مهمتهم سهله ، لقد استغرقوا دقائق معدوده ، لتنظر شيرين فى المراه كان الفستان من اللون الفضى الفاتح ، الذى لا يحمل الكثير من اللمعه ، و لم يكن به تطريز او شغل كثير ، يضيق عند الوسط ، ثم تتسع اطرافه من اسفل لتبدو مثل الكرانيش من عدة طبقات و كان شعرها القصير مسدلا كطبيعته مع تكسيره من الاطراف ، و يزينه مجرد حبات صغيره من اللولى باللون الفضى مثل الفستان ، و ارتدت قرطها الماسى الانيق ، الذى بدا رائعاَ مع قلب حسام الماسى الصغير الذى اصرت على عدم ارتداء غيره حول عنقها و بدت شيرين كاميره خرجت لتوها من احدى الروايات الاسطوريه لفت حول نفسها ، فتطايرت اطراف الفستان ، ليبدو حذاءها الحريرى الذى صنع خصيصا مع الفستان و شكرت شاهى كثيرا على الفستان الرائع شاهى : و الله يا بنتى مش موضوع فستان خالص ، المهم اللى لابسه الفستان ، انتى كبرتى اوى يا حبيبتى و دخلت الام فى ذات اللحظه و رات شيرين و اخذت الانفعالات تعتمل فى داخلها ، هل تفرح ، ام تخاف عليها اكثر و هتف قلبها : يا رب احفظها لى يا كريم و احتضنت ابنتها و هى تجاهد كى لا تبكى و تدفع كل من فى الغرفه للبكاء ، فقد كن انتهين كلهن من الزينه و لا مجال للبكاء الان * و كان حسام فى ذات الوقت يرتدى ملابسه فى احد الغرف و معه صديقه المقرب ، الذى امسك بالكرافته ، ايه يا ولد ده ، حته دين كرافته ، وقعت واقف يا حس انت ، دى ايف سان لوران يا جدع و ما انت انتهى حسام من ارتداء ملابسه ، حتى بدا كفؤا لشيرين فى الاناقه و الوسامه و بعد دقائق التقى العروسان امام باب القاعه نظر حسام لشيرين ، وقال : انا كنت فاكر ان خلاص مش ممكن تحلوى اكتر من كده ، كل ما اشوفك اكتشف انى غلطان ردت عليه : ايه الشياكه دى بس يا دكتور فرح حسام بنفسه لكنه قال : بس ايه الحمالات دى يا ابله ، احنا ما اتفقناش على كده شيرين ضاحكه : ايه كنت عاوزنى اشيل الحمالات ممكن على فكره يبقى سان بروتال حسام : لا خليها اهى برضه حشمه ، بس كان نفسى يا شيرين مفيش حد يبص لك غيرى شيرين : بس كده ، بح........ .......... ....... و لم تستطع شيرين الاكمال و قطع صوتهما صوت هشام عباس يتلو اسماء الله الحسنى ، و دخلا القاعه و قام الجميع وقوفا لاستقبالهم ا لم يكونا عروسين عاديين ، كانت جمال شيرين فى هذه الليله فتاكا و قد زادتها الفرحه جمالا ، اما حسام فكان طويلا ممشوق القوام عريض الاكتاف ، و عيناه واسعتان ساحرتان ، تلمعان بكل ما يمكن ان يحلم به شاب فى مقتبل حياته و الى جواره فتاة احلامه كان كلاهما عروسى الاحلام فرح حسام باسماء الله الحسنى ، وقال فى نفسه ، و كمان جايبين دى جيه ، لكنه فوجىء بهشام عباس نفسه يغنى لهما .......... ....ا اثر ذكر الله فى الحضور و جعل اعينهم خاشعه و كلهم اذان صاغيه اما ام شيرين و ام حسام ، لم تتوقف شفاهما لحظه عن التمتمه بالقران لمنع الحسد و انهمك هشام فى استقبال كبار المدعوين من كبار المسئولين و اصحاب الاعمال اما شريف فكان مع شلته بالجامعه يحضرون انفسهم لاحياء ليله خاصه جدا و كل صديق من اصدقائه يتساءل اين كانت تختبىء هذه اللؤلؤه ، و يلومون شريف على اخفاءها عنهم ، اذ لم تكن من عادته استقبال اصدقائه فى المنزل ، بل كان والده يخصص مكتب صغير فى العماره لمذاكرته مع اصدقائه . و فى ركن اخر صديقات شيرين ، و داخل كل منهن احاسيس مختلفه منهن المخلصه السعيده لسعادة صديقتها و منهن الحاقده على شيرين وعلى جمالها و مالها و منهن من كانت تتمنى حسام لنفسها لكن على وجوههن نفس الابتسامه لا تستطيع ان تفرق بينهن من شدة اتقانها و كل واحده تمنى نفسها بعريس من هذه الليله العامره بعد ان ارتدين افضل ما لديهن ، و قضين اليوم كله عند الكوافير لا فرق بين المحجبه و غير المحجبه ، فقد اصبح هناك الان سيدات متخصصات فى ربط الحجاب بطرق مبتكره للافراح و المناسبات اما منال ، فكانت اكثرهن حركه ، تسوى من فستان شيرين ، و تحضر لها منديلا ، و تجلس من يحضر من الكليه فى مكانه ، و هى تدعو الله من قلبها بالسعاده لشيرين و ان يكفيها شر الحقد و الحسد . و تسمرت الطفلتان الجميلتان ندى و ليلى فى الوضع المتفق عليه حاملتان الشموع اما الخاله الجميله وعريسها و ما ان قاربت اسماء الله الحسنى على نهايتها حتى ردد الجميع مع المطرب :ا اللهم صلى افضل صلاة على اسعد مخلوقاتك سيدنا محمد و سلم عدد معلوماتك و مداد كلماتك كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون و ابتدعت شيرين و حسام بدعه جديده ، قديمه جدا فى الواقع حيث اتفقا ان يجلسا كاميرين ليتابعا الفقرات ، بدون ان يقوما للرقص مع الشباب كما يحدث عادة و يكتفون بالفرجه و هذا ما لاقى قبولا شديدا عند والدة شيرين التى كانت تخاف عليها من المجهود و كلما حاول مطرب او مطربه ان يجعلهما يرقصان ، يرفض حسام و كذلك شيرين حيث كانت تتمنى الجلوس مثل افراح زمان طول عمرها و ترى ان رقص العروس ده بهدله جامده هاهاها و عندما حانت لحظة لبس الدبل ، ارتجف قلب شيرين ، و كذلك قلب حسام ، و هو يحس انه فقط يكمل ارتباطه بها ، لانها كانت امتلكته منذ ان وقعت عليها عيناه و وضعت شيرين دبلتها فى اصبع حسام ، و وضع هو دبلته فى اصبعها و تلاها المحبس ثم الخاتم طبقا لتعليمات شهيره ثم ضم يدها الصغيره الى شفتيه ، و لثمها بقبلة عفويه ، جعلت قلوب عذارى الفرح تبتهل الى الله ان يفرحهن مثلما فرحت شيرين ،التى احمر وجهها بشده ، حيث لم تكن تتوقع هذه القبله على الاطلاق ثم تقدم هشام بك باسوره ماسيه ، و البسها لابنته و قبل راسها و عيناه تدمعان و قلبه متوجه الى الله يدعوه ان يحفظها و يحميها بعدها طلب الدى جي اخلاء القاعه ليرقص العروسان رقصه هادئه على اغنيه اهدتها شيرين لحبيبها : كانا يتمنيا الا تنتهى هذه الليله ابدا .......... .......... .....او
__________________
I am not afraid to stand alone |
#3
|
||||
|
||||
![]()
جميلة مووووووت الحلقة ديه..... تسلم ايدك...
مستنية الباقي بفارغ الصبر....اوعى تتاخري علينا....
__________________
مصرية و افتخر
|
#4
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
شكرا على مرورك
__________________
I am not afraid to stand alone |
#5
|
||||
|
||||
![]()
بجد جميله اوى
بس ماكنتش متخيله خالص ان شيرى تعبانه يارب تعدى القصه دى على خير ومش نزعل فى الاخر بس بصراحه انا متفاله مش عارفه ليه فى انتظار باقى الحلقات يا قمر
__________________
صديقتى انتظرتك طويلا حتى فات الاوان فها انا امام جدار زمنى وقد ضاعت الامال |
#6
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
شكرا على مرورك
__________________
I am not afraid to stand alone |
#7
|
||||
|
||||
![]()
السلام عليكم
الحلقه التسعتاشر -------------------------------------------------- انتهت حفلة الخطوبه مثل كل الاوقات السعيده ، تنتهى ، لكن تظل ذكرى عزيزه لا تمحوها الايام و صعد كل من حسام و شيرين الى غرفته و كلمها بالتليفون : شيرين ، اللى حصل النهارده كان حقيقى ؟ شيرين : ارجوك يا حسام ما تشككنيش عشان انا لحد دلوقتى مش مصدقه حسام : يعنى يا شيرين انتى خلاص بقيتى خطيبتى ؟ شيرين : ايوه و انت خطيبى حسام : حبيبتى ؟ شيرين : و انت حبيبى حسام : حياتى كلها ؟ شيرين : و انت اغلى من حياتى حسام : ساعات باحمد ربنا انى عمرى ما كان عندى فتاة احلام ، عشان اى حلم كان ممكن احلمه ، اي امنيه كانت حاتخطر على بالى ، كانت جنبك ، حاتبقى باهته شيرين : انا كمان يا حسام ، كنت باسمع بس عن الحب ، و عمرى ما تخيلت انى اقع فيه بالشكل ده ، لكنى بعد ما حبيتك ندمت حسام : ندمتى ؟ شيرين : على كل لحظه فى عمرى ما كنتش فيها معاك ، رغم انى حاسه ان فى كل لحظه ، كنت برضه بحبك حسام : يعنى ما كنتيش بتحبى حد من الممثلين او المطربين حتى ؟ لا لا ، ما تقوليش عشان حاغير ، و ممكن اكره الممثل ده و اقتله و ارتاح شيرين : هاهاها ، لا حاقول هه حسام : لا حازعل ارجوكى شيرين : هاهاهاها ، كابتن ماجد هاهاهاها حسام : هاهاها انا اللى غلطان انى خطبت واحده لسه صغننه زيك ، بس تصدقى مش هوه كارتون ، برضه غيران منه ! ليه كده يا شيرى ؟ عارفه لو كان بوجى يمكن ما كنتش ازعل كده هاها و قطعت شيرين ضحكته بقولها :ا باحبــــــ ــــــــــ ــــــــــــــــ ــك نزلت هذه الكلمه كقطرة الندى على قلب حسام ، و كانما ضن ان يتكلم بعدها فيذهب صداها من اذنيه .......... .... ا ساد الصمت بعدها ، كانا يتكلمان خلالها ، لا بالشفاه ، و لا حتى بالعيون ، بالقلوب فقط نبض قلبه رد عليها ، و كذلك ردد قلبها احبك احبك احبك كرجع الصدى لكلمتها و فى الصباح التالى ، غادر الجميع الفندق ، و كانت والدة حسام قد اعدت الغداء لعائلة شيرين كلها فى منزلها ، فخرج حسام من الفندق و بصحبته شيرين و ركبت معه سيارته و خلفهم جاء شريف و هشام بك و حرمه ، و اعتذرت شهيره و شاهنده عن عدم الحضور ، لارتباطهما بالسفر لقضاء باقى اجازة نصف العام مع الاطفال فى العين السخنه ما ان خطت شيرين داخل منزل حسام ، حتى احست انها تشاهد سنين عمره كلها ، صوره طفلا ، احست انه طفلها و ذاب قلبها حنانا و عطفا عليه ، و حين رات صورة والده رحمة الله عليه ، احست شيرين انها على وشك البكاء حزنا ، على رحيله ، و على طفلها اليتيم ، وحين لمحت صورة تخرجه من المدرسه ، كادت تقفز و ترمى الكاب فى الهواء فرحا به ، أما صورة تخرجه من الكليه ، جعلتها تشعر انها انجزت انجاز عمرها ، بتخرج حبيبها و طفلها من الجامعه صحيح ان اصل كل عواطف المراه هى عاطفة الامومه ، انها تولد بها و على الرغم بساطة المنزل ، احست شيرين باثار العز القديم و الاصاله فى كل ركن فى المنزل و نزل حسام ليصحب حماه و حماته ، و صعد بهم حيث كانت امه قد اعدت وليمه عامره للعروس الجميله و عائلتها . كان حسام و امه يتوجسان خيفه من والدة شيرين منذ موقفها الاول ، لكن الجليد كان قد بدا فى الذوبان ، و بداوا يحسون بطيبتها و اصالة معدنها و قد استمر هشام بك يثنى على كل ما قدم له من طعام ، و كذلك زوجته ، و لم تتوقف ام حسام عن محاولاتها اطعام شيرين ، التى كانت تشبعت بالحب هى و حسام فاصبحت فى غنى عما سواه ، سواء كان طعام او شراب ، او حتى نوم و بعد الغداء اخبرهم هشام بك انه سيتوجه للعين السخنه حيث بناته هناك لقضاء يومان من الاجازه ، و دعا حسام و والدته لقضاء يومان معهم طار حسام من السعاده ، يومين مع شيرين ، انت مسعد يا حسام والله ثم احس بالخجل ، و عاد ليقول : احنا مش عايزين نتقل عليكم يا عمى ، عشان انا عارف ان اخوات شيرين هناك و ممكن ما يكونشى في مكان هشام : هاها اطمن يا حسام يابنى ، انا احنا حاننزل فى القريه السياحيه بتاعتى هناك ، سيادتك تنقى اى شاليه و تقعد فيه مع والدتك و أى حد تحب انه ييجى معاكم كمان فكر حسام اه بدانا شغل التعقيد ، ما حنا برضه كويسين و كان عندنا بيت ملك فى السيده برضه . شكرت ام حسام هشام بك و لكنها اعتذرت عن عدم قدرتها على السفر لارتباطها مع اخوتها ببعض الامور ، لكنها طلبت من حسام ان يسافر ليقضى يومان نظرت شيرين لحسام و كلها امل ، و لم يشأ ان يخذلها فرد : ان شاء الله يا عمى ، لما توصلوا بالسلامه اكلم حضرتك و .......... ..ا قاطعه شريف : لا ، انت عايز تزوغ ، ما فيش فايده يا بو نسب ، انا حاعدى عليك بكره بعربيتى عشان اخدك معايا انت و شيرين ، و ماما و بابا ييجو براحتهم خلاص حسام : شكرا يا شريف بس انا ممكن اجى بعربيتى شريف : لا انا حاخدك وارجعك من الباب للباب -------------------------------------------------------------------------------------------- ----------------------------------------------------------------------------- و حين جاء شريف فى الصباح و معه اخته ، وجدوا حسام منتظرا فى الشارع ساعتها نزلوا من السياره ليسلموا على حسام و كأن كل عائلة شيرين كان همها الاوحد اسعادها ، و ان يوفروا لها اقصى ما تتمناه من السعاده . حتى شريف الغيور على اخته ، احب ان يحضر حسام معهم فقط حتى يرى هذه اللمعه و السعاده فى عينى شيرين تحول اليومان التاليان ، الى حلم من الاحلام ، كان شيرين و حسام يقضيان اليوم باكمله على شاطىء البحر ، امام الفيلا ، لا يفعلان اكثر من النظر لبعضهما والكلام ، و ادهشهما سويا حبل الكلام المتصل بينهما كانهما يعرفان بعضهما منذ الازل ، فكان اذا تكلم ، باح بكل مكنونات صدره ، بدون ذرة خجل من الامه و عذاباته و لحظات ضعفه ، يحس انها نفسه ، ايخجل الانسان من نفسه ، كان يكلمها كما لو كان يعرفها طوال عمره وهى الاخرى ، حكت عن الامها و هى صغيره بسبب نحافتها و صغر حجمها ، و كيف كانت داليا زميلتها تصفها دائما بالمسمومه ، بينما كانت منال دائمة الدفاع عنها ضد تلك الهجمات وحكت عن اضطرارها لاخذ حقن منتظمه كانت امها تصفها انها مقويه لها ، فى حين انها كانت تزداد وهنا عقب كل حقنه حيث كانت فى الوريد ، و من شدة نحافتها ، و خوفها من تلك الحقنه ، كانت الممرضه تمضى حوالى الساعه تبحث عن وريد صالح للحقن مما كان يزيد من المها و كراهيتها لتلك الممرضه و حكت ايضا عن دهشتها ، من نفسها ، انها لم تعد تكره داليا ، و لا حتى الممرضه ، لقد صالحت ايامها و تخطت عذاباتها الصغيره منذ وقعت فى حب حسام منذ تلك اللحظه ، احست بالسكن ، بالامان ، مما جعلها مستعده ان تغمض عيناها و تترك له قيادة حياتها للابد ، وهى واثقه انه ابدا لن يضيعها انها ترى فى عينيه نظرة اباها و اخاها و ..... حبيبها فى نفس الوقت كانت لا تدرى متى نما الحب داخلها الى تلك الدرجه ، لقد مرت فقط ثلاثة اشهر منذ عرفت حسام ، لكن يبدو ان الحب لا حسابات عنده للزمن بدليل انه من الممكن ان يعيش اثنان معا لسنين دون ان يطرق الحب ابوابهما و فى اثناء الرحله ، تلقى حسام تليفونا من الدكتور المشرف على رسالته ، يبشره انه مرشح للسفر الى لندن ، لاكمال دراساته العليا هناك ، بعد استيفاءه الشروط و كذلك بعد نجاحه بتفوق فى التوفل ( اختبارات اللغه الانجليزيه ) و بالتالى اصبح عليه الاستعداد للسفر فى خلال اسابيع قليله اجفل حسام من ذلك الخبر ، و احتار فيم يفعل ، لكن شيرين طمانته و قالت له شفت وشى حلو عليك ازاى ، و عندما اعترض لانه لا يستطيع البعد عنها هونت عليه الموقف ، و اخبرته انه من الافضل ان يسافر و يعمل من اجل مستقبله و هى ستحاول انهاء دراستها بكل جديه ، حتى تكون جديره به لكن مخاوف حسام كانت تؤرقه ، هل ستظل شيرين تحبه رغم الفراق و البعد ، هل سيشاغلها الشباب و يعاكسونها و هل من الممكن ان تنساه ؟ وعندما صارحها بمخاوفه ، لم تجب غير بجمله واحده :ا اطمن يا حسام ، و انا حاطمنك اكتر كمان و لاول مره بدأ كل منهما يحس بقيمة اللحظه ، لمعرفتهما بالفراق الوشيك مما جعل اللحظه سويا تساوى عمرا كاملا أما والدا شيرين كانا اسعد الناس بهذا الخبر ، اذ انهما ضمنا عدم تاثير الخطوبه على دراسة شيرين ، الى جانب ابعاد حسام و لو مؤقتا ، لحين نهاية رحلة علاج ابنتهما وهو الاهم وفى اليوم المحدد للسفر ، استيقظ الجميع باكرا للتوجه للقاهره مره اخرى ماعدا شريف الذى كان قد سهر قبلها للفجر مع مجموعه من اصدقاءه فى الشاليه المجاور ، لذلك صحا متاخرا بعد سفر والده و اخواته البنات وهو فى غاية الارهاق و استاذن من حسام ان ينتظره قليلا حتى يتم ارتداء ملابسه خرج حسام الى الحديقه ، ليجد الجميع قد غادروا باستثناء شيرين التى فضلت الانتظار لتسافر مع اخاها و حسام ------------------------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------------------------ حين راها حسام فى هذا الصباح ، انعقد لسانه ، و لم يدر ماذا يقول .......... ..ا كانت ترتدى جيب بيضاء طويله متسعة الاطراف ، و عليها بلوزه بيضاء ايضا باكمام طويله ، يحليها حزام جلدى انيق ، و كل من الجيب و البلوزه تحمل تطريزا خفيفا باللون السماوى ، الذى تماشى مع الحزام الجلدى ، و الحذاء وايضا تتماشى مع .......... .......... الايشارب نعم كانت شيرين ترتدى ايشاربيغطى شعرها و عنقها باللون السماوى الفاتح ، الذى عكس لون عينيها و احاط وجهها الجميل بهاله نورانيه و زاده جمالا و فتنه و لاول مره فى حياته ، بدا حسام يعتقد ان الحجاب يمكن ان يزيد من جمال الفتاه لا العكس ، فعندما غطت شيرين شعرها ، برز اكثر وجهها الجميل و عيناها الرائعتان و عندما لمحت تساؤله فى عينيه قالت : ايه انا مش قلت لك حاطمنك زياده على حسام : انت فاكره انى كده اتطمنت ، انت جمالك زاد يا شيرين ، الحل الوحيد انى اطمن هوه انى مش حاقولك اخدك معايا ، لا ادخلك جوايا شيرين : هوه انا لسه مش جواك يا حسام حسام بعد تنهيده حارقه : جوه قلبى ، بس كل ما احبك اكتر ، اخاف اكتر كان شريف متعبا للغايه بعد سهرة امس ،لذلك طلب من شيرين ان تقود السياره بدلا منه ، و احرج حسام ان يطلب قيادة السياره ، الى جانب ان عدم درايته بقيادة السيارات الاوتوماتي كيه زاده احراجا وطمأنته شيرين عندما لمحت توتره بانها خلاص حصلت على الرخصه فور ما تمت تمانية عشر عاما ، ابيه شوكت احضر لها الرخصه لباب البيت نام شريف على الكرسى الخلفى ، و قربت شيرين كرسيها من المقود لتستطيع التحكم فى السياره ، و الى جوارها حسام يراقب معها الطريق و ينبهها كلما جد جديد و فى لحظه قدريه خاطفه ، قطعت سياره نقل كبيره الطريق عليهم ، و صدمت سياره صغيره على الجانب الايمن للطريق صدمه قويه جعلتها تدور حول نفسها لتتوقف كلتا السيارتان فى وسط الطريق و اصبح ما من طريقه لتفاديهما فاضطرت شيرين الى ضغط الفرامل بشده و الانحراف بقوه جهة اليمين ، و فى ثانيه واحده او جزء من الثانيه ، حصل الصدام الرهيب بين تلك السياره الصغيره و سيارتهم و......... .......... ...
__________________
I am not afraid to stand alone |
#8
|
||||
|
||||
![]()
ده ايه الحظ الجميل ده
حادثه مره واحده ...ربنا يستر ويعدو على خير بجد قصه كثير جميله مرسى كثير ليك على تقديمها لنا انا ببقى قاعده بفكر ايه اللى هيحصل وده شئ كثير بيمتعنى
__________________
صديقتى انتظرتك طويلا حتى فات الاوان فها انا امام جدار زمنى وقد ضاعت الامال |
#9
|
||||
|
||||
![]()
خلصت ايام التثبيت يا قمر
فى انتظار باقى الحلقات
__________________
صديقتى انتظرتك طويلا حتى فات الاوان فها انا امام جدار زمنى وقد ضاعت الامال |
#10
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
شكرا على مرورك
__________________
I am not afraid to stand alone |
#11
|
||||
|
||||
![]()
الحلقه العشرون
------------------------------------------------------------- ------------------------------------------------------------ حدث الاصطدام فى جزء من الثانيه ، لم يكن ممكنا تلافيه بحال ، مما ادى لانقلاب السياره الصغيره ، بينما لاذت السياره النقل بالفرار ، ارتج شريف الذى كان نائما فى الكرسى الخلفى بشده و صدم راسه بمسند الباب ، مما اصابه بالاغماء ، اما شيرين فقد انفتحت الوساده الهوائيه امامها هى و حسام فى نفس اللحظه . فلم تصب فى الحادث ، لكن حدث لها ما يشبه الصدمه و اضطر حسام ان يقطع الوساده الهوائيه بنصل صغير فى ميدالية مفاتيحه حتى يحررها من ضغط الوساده الهوائيه على صدرها ، اذ كان كرسيها قريبا جدا من المقود و اصبحت من جراء هذا الضغط فى حاله يرثى لها و عاجزه عن التنفس بصوره طبيعيه . نزل حسام مسرعا من السياره و كانت السيارات قد بدات فى التوقف للمساعده ، فحمل شيرين حملا ، و وضعها فى الكرسى بجوار السائق ، و اغلق الباب ، و فتح باب السياره الصغيره عنوه ، و اخرج منها المصاب ، و ساعد بعض الشباب فى وضعه فى احداها ، وفى اثناء ذلك وصلت سيارة دوريه للشرطه كانت فى المنطقه ، و سالوا عمن كان يقود السياره الشيروكى وقت الحادث ، فاجاب حسام بانه هو قائدها ، و طلب الاسراع فى انقاذ المصابين الذين نظر لهم الضابط فى لحظتها و حمد حسام الله انه نقل شيرين الى المقعد المجاور للسائق ، و ساعده رجل الشرطه فى نقل شريف الذى كان لازال فاقداً الوعى ، و شيرين التى كانت فى حاله يرثى لها ، و انطلقت سيارة الشرطه و خلفها سياره احد الشباب التى كانت تحمل المصاب لاقرب مستشفى لاسعافهم ، و كان يبدو على قائد السياره الصغيره انه نزف الكثير من الدماء و حالته خطره . و فى اثناء ذلك اتصل حسام بهشام بك ، و اخبره ان حادثا بسيطا قد وقع ، و انهم كلهم فى الطريق للمستشفى ، هلع الرجل على ولديه و امر سائقه بعكس الاتجاه و العوده لمكان المستشفى كما وصفه له حسام . و فى المستشفى ، دخل شريف غرفه عاديه للكشف و كذلك شيرين ، اما المصاب فدخل العنايه المركزه و كان تشخيص الطبيب لحالة شيرين ، صدمه عصبيه ، اما شريف فاغماءته كانت بسيطه و قرر الطبيب انه بسبيله للافاقه منها و سال الضابط حسام عما حدث ، حكى له حسام ما حدث بالتفصيل ، و زاد عليه رقم السياره النقل التى فرت من مكان الحادث ، و كان الشاب الشهم الذى ساعده قد التقطها و دونها على موبايل حسام الضابط : انت اللى كنت سايق حسام : ايوه يا فندم انا الضابط : فين رخصك ؟ تذكر حسام فى هذه اللحظه ان رخصته فى سيارته بالقاهره و اجاب : هى مش عربيتى انا ضيف و صاحب العربيه تعب و كان عايز ينام ، فسقت مكانه و رخصتى مش معايا انا كنت سايبها فى عربيتى فى مصر لم ينتظر الضابط اكثر من ذلك ، و قبض على حسام ، و طلب منه التوجه معه للقسم فاستسمحه حسام فى ان ينتظر حتى يصل اهل شيرين لانها كانت ذاهله تماما و عاجزه عن النطق . ارسل الضابط للدوريات و البوابات مواصفات السياره النقل ، لضبطها و احضارها ، و قرر الانتظار قليلا مع حسام وخلال ربع الساعه كان اهل شيرين قد وصلوا جميعا ، و امها فى حالة انهيار هشام : ايه يا حسام يا بنى ، شيرين و شريف جرالهم حاجه ؟ و انت رايح فين ؟ حسام : ان شاء الله خير ، الدكتور طمنا انها بسيطه باذن الله ، انا حاضطر امشى مع الضابط عشان الاجراءات هشام : ليه يا بنى انت مالك ، مش شريف اللى كان سايق ؟ رد حسام متلعثما و كان الضابط الى جواره : لا لا يا عمى ، انا اللى كنت سايق ، و .......... ا لم تدعه ام شيرين يكمل اذ هجمت عليه و خمشت وجهه باظافرها و صاحت :ا موتتهم الاتنين ، منك لله يا شيخ ، و انا اللى كنت باقول حاتسعد بنتى ، تقوم تقصف عمرها هى و اخوها كمان ، حرام عليك ، حرام عليك ذهل هشام مما فعلت زوجته و اضطر لتكتيفها و ابعادها عن حسام الذى تركها تهاجمه و لم يرفع اصبعا لرد هجومها عليه ، فقد كان هو الاخر خائفا على شيرين ، و لا يهتم بما قد يحدث له ، قدر اهتمامه بها . و مضى حسام مع الضابط وهو يتصل باحد اصدقائه فى القاهره ، طالبا منه احضار رخصته من داخل السياره ، دون اشعار امه بالقلق و لكن هيهات ، لقد كانت امه تعلم ان لديه ميعادا مع رئيس القسم بالكليه ، لاستيفاء اجراءات البعثه ، و تعلم انه قادم اليوم لا محاله ، و اعدت له الغداء و البذله التى طلبها ، ليجرى بها المقابله مع الدكتور لذا تضاعف قلقها عندما طلب صديقه المفتاح لاحضر الرخص ، لكن صديقه كذب عليها و اخبرها ان حسام كان يقود السياره بدون رخصه و انه موجود قريبا من المنزل فى لجنه مرور عاديه و يريد رخصته ازداد الامر سوءً بوفاة المصاب فى الحادث ، و اصبح لزاما على حسام العرض على النيابه ، و تحقيقات طويله لذلك كان لابد من الاتصال بوالدته لطمانتها ، و هذا ما فعله و طلب اليها ان تسال عن شيرين و اخاها و كذلك ان تحدث رئيس القسم فى الهاتف و تطلب ارجاء المقابله يومين حتى يفرج عنه ، و قضى ليلته فى القسم مسهداً ، لا يدرى ماذا حدث لحبيبته ، و لا ماذا سيكون مصيره و مصير بعثته بعد هذه القضيه التى لم تكن فى الحسبان اما عائلة الحديدى فكانت فى حاله يرثى لها ، فما ان افاق شريف حتى وجد امه تبكى على مقربه منه و تقبل يديه و وجهه ، و تحمد الله على سلامته ، و افاق غير متذكر للحظة الاصطدام ، كل ما يذكره انه كان نائما فى الكرسى الخلفى ثم اضاف انا متهيالى يا ماما مش حسام اللى كان سايق ، ايوه ، شيرين اللى ساقت ، انا مارضتش اطلب من حسام يسوق عشان ما احرجوش ، لكن شيرين واخده على عربيتى و ياما ساقتها ، يمكن هو طلب يسوق شويه عشان يريحها ؟ انا السبب فى ده كله ، فين شيرين ؟ كانت شيرين نائمه بعد حقنه مهدئه اعطاها لها الطبيب ، و قناع الاكسجين على وجهها ، و قد تحول وجهها الى اللون الابيض لم يكن بها اصابات ظاهره ، لكن طبيبها الخاص جاء بناء على طلب هشام بك ، و بعد كشف سريع عليها ، قرر ان حالة قلبها اسوا ما يكون الان ، و انها لن تستطيع الانتظار لاجراء الجراحه ، بل يجب ان تجريها فى خلال ايام قليله ، لان عضلة القلب اصبحت اضعف من ان تحتمل الانتظار، و لم تعد مشكلة الصمام هى مشكلتها الرئيسيه ، بل ضعف عضلة القلب نفسها . هشام : انا عارف يا دكتور ان دلوقتى ممكن نغير القلب كله ، انا ممكن ادفع كل ما املك ، عمرى كله ، عشان انقذها الطبيب : ايوه بس نقل القلب ده بيكون فيه طابور مرضى منتظرين ، لما حد يتوفى و يتم حفظ قلبه بطريقه معينه ، و بعد وقت قصير من وفاته ، و الكلام ده موجود فعلا فى امريكا ، بس الاولويه للمواطنين الامريكيين نفسهم اللى بيشملهم التامين الصحى هناك و فى خلال دقائق كانت شاهى اتصلت بزوجها فى امريكا و حجزت المستشفى و الاطباء ، و ساهم شوكت باجراءات التاشيره و الفيزا لم ينتبه احد ان شيرين بدات فى الافاقه و سمعت طرفا من الحديث هزت راسها يمنه و يسره طالبه ازالة القناع عن وجهها ، الذى اغرقته الدموع ، و سالت عن اخاها و عن حسام الام : الحمد لله هما بخير يا شيرين ، منه لله بقه اللى كان السبب شيرين : مين يا مامى اللى كان السبب ؟ هما مسكوا سواق العربيه النقل الام : نقل ايه ؟ انا قصدى حسام ، اللى مالوش فى السواقه ده ، و كان حايضيعك منى انتى واخوكى شيرين : مين قال حسام اللى كان سايق ، و ايه موضوع قلبى ده ، انا سمعتكم بتقولوا عمليه ، مامى انا مش فاهمه حاجه الاب : قلبك بخير يا حبيبتى ، بس احنا مضطرين نسافر امريكا عشان نعمل عمليه صغيره شيرين : عملية ايه ، انا فاكره كويس انى ما انصابتش فى الحادثه خالص ، و كل الخبطه كانت فى العربيه ، و انا فاكره حسام وهو بيقطع الايرباج ، و فاكره كمان ...اه ااااه يا حبيبى يا حسام فاكراه و هو بيشيلنى و يقعدنى فى الكرسى بتاعه كان بيعمل كده عشان يقول انه هوه اللى كان سايق كنت حاسه ساعتها ان الهوا تقيل و مش قادره اتنفس و لا اتكلم خالص ، عشان كده ما اعترضتش على حاجه اصفر وجه ليلى حين سمعت هذا الحديث و صاحت : يا حبيبى يا بنى ، ظلمتك ، شوف محامى يا هشام و لا حد يلحق الولد ، ده بايت من امبارح فى القسم شيرين : قسم ؟ يا ناس ردوا على ، حسام فى القسم ليه ؟ هشام و هو يحدج زوجته بنظره قاسيه : مش حادثه يا شيرين و فيها مصابين ، لازم اللى سايق يتم استجوابه يا بنتى شيرين : و حسام ماله بالموضوع يا بابى ، شيلو الكانولا دى من دراعى ، انا رايحه اطلعه من القسم حالا ، حاقول انى انا اللى كنت سايقه ، ده عنده معاد مع رئيس القسم عشان يسافر البعثه ، حرام مستقبله حايضيع .......... .... و تداعى صوت شيرين و ازداد ضعفا و هى تردد ، حرام حرام حرام لم تقو شيرين على الحركه ، و عادت لوضعها فى الفراش مرغمه ، و قامت الممرضه باعادة تثبيت قناع الاكسجين على وجهها اتصل هشام بالشئون القانونيه فى شركته ، و طلب ارسال محامى لحسام ، و اخراجه من الحبس باى ثمن ، و لم يدر كيف فات عليه ان يفعل هذا من فرط قلقه على شيرين . فوجىء حسام بالضابط ينادى عليه باحترام شديد ، بعد ان جاءت هيئه كامله من المحامين احدهم كان لواء شرطه سابق ، و الاخر كان استاذا للحقوق و تم دفع الكفاله و الافراج عن حسام ، بضمان محل اقامته و طلب منه الضابط وديا عدم السفر فى اي مكان خارج البلاد ، قبل ان يتم الحكم فى القضيه حسام : بس انا عندى بعثه للخارج فى خلال شهر من دلوقتى ، ارجوك ، انا حكيت لك على اللى حصل و فى شهود ، و نمرة العربيه النقل معاك المحامى : طيب ارجوك تثبت عندك شهادة الشهود ، انه سائق النقل هو سبب الحادث ، و رخص موكلى مع حضرتك عشان تتاكد انه معاه رخصه ، بس هى الظروف اللى اجبرته يسوق يومها ، كمان انا عايز عنوان المتوفى الله يرحمه عشان نتفاهم مع عائلته بخصوص التعويض ، اى تعويض يطلبوه حايتم دفعه . الضابط : ايوه بس فى شهود برضه شهدوا ان اللى سايق العربيه كانت واحده ست مش راجل حسام : لا طبعا ، انا اللى كنت سايق و انا مصر على اقوالى ، و عايزنى ارجع تانى الحجز ما عنديش مانع المحامى : لا يا دكتور حسام ، حضرتك مش لازم ترجع الحجز و لا اي حاجه ، و ان شاء الله القضيه تنتهى بشهادة الشهود ، اللى حاندور عليهم و نجيب عناوينهم باذن الله ، و بتنازل اهل المتوفى ، هشام بك مش عايز حضرتك تحمل هم غمغم حسام : كويس انه افتكرنى اصلا ، و الله انا كنت فاكر حايعدمونى قبل ما حد يفتكر يخرجنى من هنا و خرج حسام من القسم و كل همه الاطمئنان على شيرين ، لذلك توجه للمستشفى القريب اولا ، قبل ان يذهب لبيته --------------------------------- ------------------------------------------------------- كانت شيرين قد افاقت ، و عرفت حقيقه مرضها ، و السبب الرئيسى لمعاناتها من الحقن و الادويه التى كانت تزعم امها انها مقويه طوال تلك السنوات ، وفهمت لماذا كانت امها تفرغ الحبوب فى عبوات صغيره بدون بادج ، كما ادركت ايضا سر موافقه اباها و امها على الخطوبه سريعا لحسام ، بعد موقفهم الرافض له ، و كذلك تاكدت ان حياتها باتت مهدده مما جعلها تطلب من شهيره ، مساعدتها فى ابعاد حسام بكل الطرق عنها ، انها لا تريد ايلامه اكثر مما فعلت ، خاصة بعدما علمت بما فعلته امها معه كذلك طلبت من والدها رد ثمن هديته و شبكته اليه ، اذ انها لن ترضى له الخساره فى ثمن الماس ، ان هى اعادتة اليه ، لكن الحقيقه انها كانت متمسكه بهذا القلب الماسى و هذه الدبله الذهبيه اكثر من تمسكها بحياتها ذاتها ، و كانت تود لو كتب الله عليها الموت ، ان تموت و هى ترتدى دبلته ، و .....قلبه الماسى كما انها لن ترضى الغش و التدليس و مواصلة اخفاء حقيقة مرضها ، أو على احسن الفروض اجباره على الزواج منها بدافع الشهامه او الشفقه . و حتى ان لم يكن بدافع الشفقه ، حتى لو كان يحبها فعلا لدرجة ان يتحمل مرضها ، هل ترضى له ان يترك فرصته فى هذه البعثه ، ليرافقها فى رحلة علاج مشكوك فى نجاحها ؟ هل تحرم امه السيده الصابره الطيبه من ان ترى ابنها سعيداً بنجاحه العلمى ، و بزواجه ، و باولاده ؟ لا ، ابدا لم يكن الحب انانيه ، و حبها لحسام كان يسمو فوق حب الامتلاك ، كانت تحبه كانه طفلها ، و تخاف عليه ، و قررت ستترك حسام ، قبل ان تسافر ، الان ...ا اتصل المحامى بهشام بك و ابلغه بخروج حسام ، و انه توجه بالسياره التى بعثها هشام بك لتقله الى المستشفى حيث توجد شيرين و العائله طلبت شيرين من شهيره التى كانت تلازمها فى المستشفى ، ان تساعدها على ابعاد حسام باى طريقه ، من اجل مصلحته ، و من اجل شيرين ايضا ، لقد احبها و هى فى قمة القوه ، و لا تريد له ان يراها فى غاية الضعف تستجدى حبه و عطفه ، و لو كتب الله لها الشفاء ، وفتها فقط ستطلعه على الحقيقه ، ان كان لازال يجد فى قلبه مكانا لحبها وافقت شهيره اختها على ما طلبت و هى تعلم بالالم الذى يعتصرها ، بينما لم تعلق امها بكلمه ، فقد كانت شيرين توجه لها نظرات عتاب قاسيه ، لم تستطع معه الام ان تتكلم . ---------------------------------------------------------- ---------------------------------------------------------- و حين جاء حسام للمستشفى نزلت شهيره للاستقبال لتراه ، حيث طلبت ابلاغها بحضوره حين ياتى قابلته شهيره بوجه صلب و بارد ، فى الوقت الذى كان قلبها يتمزق من اجله ، و طلب اليها رؤية شيرين ، لكن بناء على خطتها مع شيرين ، طلبت اليه الانصراف قائله :ا معلش يا حسام ، امشى دلوقتى عشان شيرين مش عايزه حاجه تربطها بالحادثه ، هى خايفه موت لحسن يقبضوا عليها و يبهدلوها فى الاقسام ، وهى مش حمل بهدله ، لكن بابى و مامى بيشكروك على الشهامه دى و مامى بتعتذر ان كانت اساءت ليك عشان هى ما كانتش تعرف حسام : شهامه ؟ بيشكرونى ؟ انتى بتتكلمى ازاى يا مدام شهيره ؟ شيرين دى انا ، يعنى اللى يمسها يمسنى انا الاول ، و اعتقد يعنى البوليس مش مالى المكان ، و من معلوماتى عن جوز حضرتك انه ممكن يتصرف و يسجننى بدالها لو هو عايز حتى من غير ما اعترف شهيره : ايه ده يا حسام ، انت حاتغلط فى شوكت بيه كمان و لا ايه ، عيب كده ، و بعدين يعنى ايه نسجنك من غير ما تعترف ، اظن انت اللى كتبت بنفسك انك كنت سايق ، و ما حدش ضغط عليك ، بس الموضوع داخل فى جنايه و شوكت خوفنى اوى على شيرين ، و احنا مقدرين شهامتك و تاكد ان بابى مش حايسيبك حتى لو الدفاع عنك كلفه ملايين ، و اطمن شيرين صحتها زى الفل دلوقتى خلاص و حاتخرج النهارده ان شاء الله رد حسام ذاهلا و قد بدات الدموع تنحدر من عينيه : ملايين ايه ، و دفاع ايه ، انا مستعد اموت فدا شيرين ، انتى بالذات عارفه انا باحبها قد ايه ، طيب بس طمنينى عليها ، هى كويسه ؟ كان الدمع قد بدا يطفر من عينى شهيره و هى تعلم انها تقطعه بسكين بارد ، لكنها تذكرت رغبة اختها فى انقاذ مستقبله و اكملت : بص يا حسام ، احنا حانبعت حد من سواقين بابى يشيل القضيه يعنى لو الامور ساءت زياده ، و طبعا حاندفع دية القتيل ، لكن ارجوك مش عايزين اى حاجه تربط بينك و بين شيرين دلوقتى لحد ما الموضوع يعدى ، انت عارف يوم واحد فى القسم بالنسبه لواحده فى مركزها ممكن يعمل ايه فيها و فى بابى ، و الانتخابات على الابواب ، و الجرايد لما تصدق حاتكتب و تعمل فضايح ......... ..ا حسام : قولى كده يا شهيره ، هى الجرايد كتبت عنى حاجه ؟ كتبت خطيب بنت الحديدى ؟ عشان كده مستعرين منى ، انا عايز اشوف شيرين حالا ً لو سمحتى شهيره : لا ما كتبتش لحد دلوقتى ، بس احنا بنطلب منك انك تمشى فى اجراءات البعثه بتاعتك ، و احنا حانساعدك تسافر ، و المساعده بدات بالفعل لما والد شوكت اوقف قرار منعك من السفر ، و شيرين حتسافر امريكا مع شاهى عشان تكمل دراستها هناك ، هى مش حمل جامعة القاهره و لا الزحمه و البيئه دى . و بالمره تغير جو بعد ما الحادث اثر على اعصابها جدا . حسام : زحمه ؟ بيئه ؟ عارفه يا مدام شهيره ، انا خلاص مش عايز اشوف شيرين ، ما كنتش اتخيل ان موقف بسيط زى ده يفرق بينى و بينها ، الظاهر انى كنت لعبه عجبتها على الرف ، و طلبتها من بابى ، و بابى وافق يجيبها لها ، و دلوقتى خلاص ما عادتش عايزاها ، قوليلها حسام بيقولك شكرا الف شكر .......... .. .......... .......... .......... ....
__________________
I am not afraid to stand alone |
#12
|
||||
|
||||
![]() الحلقه الواحد والعشرون نزل حسام من المستشفى وهو لا يرى امامه من شدة الحزن و الغضب ، و لم يلتفت لقائد السياره التى جعلها هشام بك تحت تصرفه منذ خروجه من القسم ، و سار فى الشارع لا يلوى على شىء لم يكن يدرى الى اين يتجه ، من فرط انكساره و حزنه ، كان يحاول تصديق ما حدث ، و دموعه الداخليه تغرق قلبه ، و تغرق احاسيسه التى شبت فيها النار ، لكنها بكل اسف تزكيها و تزيدها اشتعالا ، و ظل فى حالته تلك لا يدرى كم مضى من الوقت ، لكنه حين افاق لنفسه ، اشار لاول سيارة اجره امامه ، و ركبها فى طريقه الى المنزل و هو يتذكر حالته وهو يغادر المنزل اخر مره ، و حالته الان و هو يعود منكسراً ، مقهوراً ، هل ستقوى امه على رؤيته بهذا الشكل ؟ منذ شهور قليله ، لم يكن يعرف شيرين لكن هل حقا عرفها ؟ ام خيل له حبه لها انه عرفها بل و امتلكها ؟ لم يكن يدرى انه فى لحظه واحده ، ممكن ان تتغير اقدار الانسان من النقيض الى النقيض ، منذ يومان كان اسعد رجل على وجه الارض ، و كان الى جواره اجمل ملاك ملاك ؟ هل من الممكن ان تخدعه مشاعره الى هذه الدرجه ؟ انه متاكد ان شيرين قد احبته فعلا ، لن يقول اعجبت به ، لا ، كان حبا لكن هل من الممكن ان ينتهى الحب فجاه ؟ كما بدا فجاه ؟ اما شهيره ، فحمدت الله على ان حسام مضى بدون ان ينظر وراءه ، فقد انهارت على ركبتيها فور ما ادار لها ظهره ، كانها استهلكت كل ذره من قوتها لكى تفعل ما فعلته ، هى نفسها لم تتصور ان تفعل ذلك ، لكن اصرار شيرين ، و كذلك خوف شهيره على حسام و شعورها بالذنب لعدم ابلاغه بالحقيقه من البدايه ، اعطاها قوة لم تعرفها فى نفسها من قبل ، لكنها بعد ان انصرف ندمت لقد احست انه كان يفضل الف مره ان يضيع مستقبله المزعوم ، على ان يضيع حبه الكبير لاختها كان يفضل ان يصدم فى صحتها و صدق عائلتها ، على ان يصدم فى حبه يا الله ، هل اخطات حين فعلت ما فعلته ، و ماذا ستقول لشيرين وجدت امها منتظره اياها فى الممر خارج غرفة شيرين ، و قرات فى عينيها و دموعها ما حدث بالتفصيل ، فلم تسالها ، لكنها طلبت منها انت تترفق بشيرين فى ابلاغها بما حدث كانت شيرين جالسه نصف جلسه فى سريرها ، و هى منتظره لترى شهيره و تعرف ما حدث ، كانت تتوقعه ، لكنها كانت تتمنى لو ان حسام صعد لغرفتها و حطم الباب و دخل ، كانت تتمنى الا يصدق انها تخلت عنه وقالت محدثة نفسها : ايه يا شيرين مش انتى اللى عايزه كده ، ايوه انا اللى عايزه كده ، انا مش حاقدر احطمه مرتين خلاص ، اللى حصل حصل ، لو عرف دلوقتى حايبقى زى ما يكون خليته يمشى ع الجمر مرتين ، مره بسبب الفراق اللى حصل دلوقت ، و مره تانيه لما اموت و اسيبه فعلا اموت ؟؟؟ هل انا فعلا مستعده للموت ، لم احلم يوما بطول العمر ، طوال حياتى اتمنى الا اشيب قط ، و لا ان يتغضن وجهى ، و كان الكلام حول ان لكل سن جماله و لكل مرحله مميزاتها ، يثير ضحكاتى اكثر ما يثير رغبتى فى الحياه اطول لكن ليس لهذه الدرجه ، لقد حلمت بيوم تخرجى ، الن اراه ؟ و حلمت بيوم زفافى ، احقا لن اعيشه ؟ و تمنيت حمل طفلى ؟ اقدر لى حقا الا احمله ابدا؟ انى احمد الله الان على حياتى التى مضت ، كانت حياه سعيده ، لطالما كنت موضع تدليل ابواى و اخوتى و حب كل اصدقائى و مدرسينى ، كما ان الاقدار كانت سخية معى و عرفت الحب ، حتى يومان مضوا كنت اسعد بنت فى العالم احقا حدث ذلك من يومان فقط ؟ احس ان عمرا كاملاً يفصل بينى و بين ذلك الصباح السحرى ، بجوار البحر ااه و تلك النظره فى عينى حسام ، كم تمنيت ان تكون عينيه اخر ما اراه حسام ؟ احقا عرفته و احببته ، ام كان حلماً مضى ام ان حياتى باسرها حلم ؟ اللهم ثبتنى على الايمان ، و احسن خاتمتى يا رب و طلبت من شهيره ان تساعدها كى تتوضا و تصلى ركعتين لله تعالى و خلال صلاتها نزلت دموعها ، تدعو الله و تستعطفه ، ان يكون الى جوار حسام ، و الى جوار اهلها لو قدر لها .......... الرحيل اختصر نفوذ و اموال هشام بك الاجراءات المعقده للسفر الى امريكا ، و اصبحت مسالة ايام ، و عادت شيرين الى المنزل مع تحذيرات مشدده من الاطباء بعدم ازعاجها او تعريضها للضغوط جاءت منال ملهوفه حين علمت بعوده شيرين و كانت تظنها عادت من عطله سعيده فى العين السخنه ، و تريد ان تسمع كل التفاصيل لكن هالها منظر شيرين ، و ملازمتها لغرفتها لا تغادرها و شرحت لها صديقتها كل ما حدث ، طالبة منها بدموعها ان تعدها بعدم اخبار حسام بالحقيقه اعترضت منال قائله : يجب ان يعلم حسام ، من حقه ان يختار ، لماذا يقدر لهذا الحب النظيف النادر فى هذا الزمن ان يموت لماذا يجب ان نقتله بايدينا ، لماذا لا نترك مقدراتنا لله ؟ هل ضمن احدنا عمره يا شيرين ، مش ممكن حسام يموت قبلك يا شيرين ، يموت متعذب و فاكرك خنتى حبه ؟ ازاى تفكرى فى كده ؟ انت اكتر واحده عارفه اد ايه بيحبك ، و اللى انت فاكره انه فى مصلحته ده ممكن يدمره للنهايه ، ممكن يحكم عليه بالفشل طول حياته ، يعنى ايه نجاح يا شيرين ؟ يعنى نجاح فى الشغل ؟ يعنى فلوس ؟ مين يقدر يعرّ ف كلمة نجاح ؟ او كلمة سعاده ؟ كل اللى انا متاكده منه انك حرمتيه للابد من السعاده يا شيرين ، للابد ...عمره ما حايفرح تانى ، حتى لو بقى الدكتور زويل نفسه ، عمره ما حايفرح انتى كسرتيه للابد ردت شيرين بضعف و قد اثارت كلمات منال دموعها : خلاص يا منال اللى حصل حصل ، و كمان بابى بعت له تمن الشبكه على البيت ، يعنى زمانه كرهنى و اللى كان كان ، هو نفسه مش ممكن يسامح حتى لو عرف الحقيقه منال : انت لسه لابسه دبلته يا شيرين ، و اللى يحب ما يكرهش انت بتضحكى على نفسك ، وهو كمان لابس دبلتك على فكره ، انا شفته النهارده الصبح فى الكليه ، بس ما كلمتوش كان شكله فظيع جدا و دقنه طالعه و ما فهمتش فيه ايه الا لما حكيتى لى شيرين : تلاقيه كان رايح يقابل الدكتور بخصوص البعثه ، يا ترى عملت ايه يا حسام ، ربنا يوفقك و تسافر منال : و من امته احنا اللى بنحدد توفيق ربنا فين ؟ ما يمكن لو فضلتى معاه يكون احسن له ميت مره ، شيرين ارجوك اسمحى لى اقوله اخذت شيرين تتحسس الكومود الى جوار سريرها حتى وجدت مصحفها الصغير و و ضعته فى يد منال و طلبت منها انت تقسم بالله الا تخبر حسام باى شىء عن مرضها و لا عما حدث لها و ان تتركه يمضى فى طريقه شيرين : حاينسانى و يعيش يا منال ، انا عارفه ، لكن لو فضلت معاه حاكون ندبه فى تاريخه عمره ما حينساها و لا يتجاوز الامها منال : و مين قال انك دلوقتى ما بقتيش طعنه فى كرامته و حبه ، عمرها ما حاتخف ابدا ، انا حاحلف يا شيرين انى ما قولوش حاجه بخصوص حالتك بس لو سمحتى انت كمان اوعدينى انك تفكرى كمان مره قبل ما تسافرى شيرين : انا مسافره بكره يا منال ، انا طلبت من بابى يودينى اعمل عمره قبل ما اروح امريكا ، انشا لله على كرسى بعجل ، نفسى ازور بيت الله قبل ما ........ تظاهرت منال بالمرح و قاطعتها قائلة : اسكتى ارجوكى ، انشاء الله حاتروحى العمره و تعملى العمليه و ترجعى زى الفل يا شيرى يا حبيبتى شيرين : انا الحمد لله انا اتحجبت قبل ما اعرف انى مريضه بيوم و احد يا منال ، عشان تكون توبتى لله كامله و هو عالم بالنوايا و ما تخفى الصدور منال باكيه : ربنا عالم يا شيرين ، انت طول عمرك اطيب قلب ، و انضف ضمير فى الدنيا ، يا شيرين انا لو ما كنتش صاحبتك ، لو كنت عدوتك كان لازم برضه احبك و احترمك ، عشان انتى احسن واطيب واحده فى الدنيا الى هنا لم تتمالك منال نفسها و احتضنت صديقتها و هى تتمنى من الله ان يعيدها سالمه ، انها تعلم ان من يموت شابا يكون غالبا من كرام البشر مثل شيرين ، لكن يا رب اترك لنا بعض كرامهم كى لا تخلو الدنيا بعد حين من الخير و الحب و الطيبه على الجانب الاخر ، كان حسام يتعذب بحبه ، غير مصدق ان والد شيرين بعث له ثمن هداياه لشيرين ، كانت تلك اللطمه اقوى من كلام شهيره ، انه حتى لم يبعث بالشبكه نفسها ، لقد حرمه حتى من ان يتحسس شيئا ارتدته ، من ان يتشمم فيه رائحتها ، حتى الذكرى استكثروها عليه و اعماه الغضب لحظتها ان يفكر فى معنى ارسال المال و عدم ارسال الشبكه ، لم يفكر لحظه انه من المحتمل ان تكون شيرين تمسكت بها ، و ارادتها لانها منه ، كل ما ظنه انهم يعوضونه بالمال عن شبكته استعلاءً عليه فكر ان هشام بك من المستحيل ان يجعل ابنته تخلع شيئا لبسته . لكن لماذا ؟ الم تخلعه هو شخصيا من حياتها ؟ اما امه ، فكانت غير مصدقه لما حدث ، و كل يوم تستجوبه الف مره ليعيد سرد ما حدث عليها ، علها تجد ثغره تجعلها تصدق ، لكنها فى كل مره تؤكد عدم منطقية الاحداث ام حسام : منين يابنى ايديهم طايله و قدروا يطلعوك من القضيه ، و منين شيرين خايفه على نفسها من الموضوع ، و بعدين فرضنا انهم ايديهم مش طايله و لا حاجه و خايفين فعلا على بنتهم ، ما عملوش حساب انك تروح تعترف بالحقيقه و تقول انك ما كنتش سايق بعد ما بنتهم تسيبك بالطريقه المهينه دى ؟ لا يا حسام انا مش مطمنه ، فيه حاجه غلط يا بنى طيب اقولك حاول تشوف شيرين نفسها ، او حتى كلمها على التليفون او النت حسام : لا ماهم بعتولى خمسين الف جنيه تمن شبكتى و اكتر عشان اسكت ، و ما اتكلمش خالص ، صدقينى يا ماما حاولت اكلمها ، رغم انى كنت متضايق و كرامتى واجعانى لكن و الله حاولت ، تليفونها اترفع من الخدمه اساسا ، و فى البيت ردود غريبه دايما بتكون مش موجوده او نايمه ، و ما قدرش بعد اللى حصل ده اروح اطب على الناس كده زى القضا الام : و ليه لا ، دى حياتك يا بنى و من حقك تعرف اتسرقت منك ليه ، من حقك تقابلها و تكلم معاها ، مش جايز اهلها كانوا بيراضوها بس بموضوع الخطوبه ده و لما صدقوا حصل اي حاجه و فرقوا بينكم ، و جايز كمان يكونوا قالولها كلام على لسانك و قالوا انك مش عاوزها و سبتها خلاص و هى تكون مسكينه زيك كده بتتعذب حسام : ايه الافلام دى يا ماما ، ما نمرتى معاها كان ممكن بكل بساطه تتصل بى الام : يعنى انت الراجل بتقول كرامتى ، مش ممكن هى كمان تقول كرامتى ، و مش ممكن يكونوا قالولها انك مثلا سبتها عشان ما رضتش تقول انك كنت سايق العربيه و زى ما ضحكوا عليك يكونوا برضه ضحكوا عليها ، اسمع ايه رايك لو رحتلهم انا البيت ؟ حسام : ده على جثتى ، ايه حابعت امى تتحايل عليهم كمان ، ما عشت و لا كنت لو خليتك تتبهدلى عشان خاطرى ، انا خلاص يا ماما بخلص اوراق البعثه ، و ان شاء الله شهر و لا حاجه و ابعت لك تيجى تقعدى معايا فى لندن ، انا ماليش غيرك و مش حاسيبك فى مصر لوحدك الام : عايزنى اسيب بيت المرحوم ابوك يا بنى ، عايزنى اقفله ؟ حسام باكياُ: مين الاهم الحيطان و لا ابنك يا ماما ؟ انت عارفه ان البعثه ممكن تطول سنتين تلاته ، و انى عمرى ما حارتبط و لا اتجوز تانى و الحمد لله ربنا بعت لنا رزق من عنده يكفى نعيش احنا الاتنين مستورين هناك ، غير انى حاشتغل مش حادرس بس الام : خلاص يا بنى ، انت اغلى من عينى ، حيطان ايه بس ، انا ما كنتش عايزه اكون حمل عليك يا حبيبى ، كفايه عليك دراستك و شغلك و لكن كلام ام حسام معه ، جعله يعيد التفكير ، انه يريد ان يراها ، من حقه ان يكلمها ، و يسمع منها ، ولو لمره واحده قبل ان يسافر و لكن كيف ؟ من الممكن ان يذهب لمقابلتها و يمنعوه مثل المره الماضيه لكنه وجد نفسه ينزل لسيارته ، و هو لا يزال يفكر كيف يراها ، و قاده الطريق الى هناك ، الى منزلها ، لم تكن اول مره ، كان يمر بالمنزل وحوله مرات كل يوم بحجج مختلفه عله يرى منها لمحه واحده تعينه على طول الفراق ماذا يفعل فى هذا الملعون الصغير قلبه انه لا يزال ينبض بحبها و يتغنى باسمها كما كان و اكثر امام منزلها ، و جد ثلاث سيارات فان كبيره فى الشارع مفتوحة الابواب الخلفيه و الجانبيه و يتم انزال عدد كبير من الحقائب فيها ، وقف على مقربه من المنزل بحيث لا يراه احد ، مترقبا ملهوفا و نبضات قلبه تتسارع و راى امها تنزل مرتديه ملابس بيضاء و حجابا ابيض ، ثم راى والدها يرتدى جلبابا ابيض ، و بعد برهه وجد شريف يخرج من الباب و بصحبته .......... شيرين كانت شيرين ترتدى ملابس بيضاء فضفاضه هى الاخرى ، اخفت هزالها و انخفاض وزنها ، و تلف راسها بطرحه بيضاء كبيره ، و عيناها خلف نظاره سوداء اخفت معظم وجهها و مع ذلك عرفها ، من اول وهله عرفها فوجىء حسام بنفسه ، و قد انتابته شجاعه لم يعرفها قط فى نفسه قطع الطريق جريا ليجد نفسه يقف وجها لوجه امامها ، و يتاملها مليا وهو يلتقط انفاسه المبهوره بصعوبه لم يدر هل الجرى ما تسبب فى النهجان ، ام اثارة الموقف و نظر الى وجهها ياه ، هل من الممكن ان يطعن هذا الضعف و الجمال احدا حتى الموت كما فعلت معه نظرت اليه شيرين ذاهله غير مصدقه لمجيئه هنا غير مصدقه انها راته قبل ان تسافر ، و قد باتت ليلتها امس تتمنى رؤيته ولو فى الاحلام هل جرحته لهذه االدرجه ، كان يبدو مختلفا تماما ، اصابه هزال و لم يحلق ذقنه منذ ايام ، حتى ملابسه كانت غير مهندمه ، و عيناه زائغتان كانه لم ينم منذ سنوات حزنت لما اصابه ، رغم انه اثبت لها عمق حبه ، يكفى مجيئه فى هذه اللحظه ليثبت مدى هذا العمق لا تدرى هل تفرح ام تحزن .......هل تستمر فى التمثيليه بعدما راها بهذا الضعف ام تنهار و تخبره بالحقيقه و اصاب الذهول كلا من شريف و والديه فلم ينبس احدهم ببنت شفه ، و ظلا يراقبان ما يسفر عنه لقاء العاشقان .......... ..
__________________
I am not afraid to stand alone |
#13
|
||||
|
||||
![]() الحلقه الثاني والعشرون نظر حسام لشيرين بعينان زائغتان تملؤهما الدموع و لم يقل غير : ليه ؟؟نظرت اليه شيرين و قد بدات الدموع تنهمر من عيناها و قالت : عشان بحبك حسام : بتحبينى ؟ حقيقى يا شيرين ؟ شيرين : ايوه يا حسام باحبك ، و ربنا عالم انك اغلى من حياتى حسام وهو يهز راسه يمنه ويسره : و انا بحبك يا شيرين ، و مش حاسالك ليه ، خلاص مش عايز اعرف سيبتينى ليه ، انا بس عاوزنا نرجع لبعض ، نرجع دلوقتى و عمرى ما حاسألك ليه اندهشت شيرين ،و ازداد المها و حزنها على ما سببته له من جراح ، للدرجه دى ؟ ده حتى مش زعلان منى ، ولا من بابى ، ده زعلان بس على الفراق ، اعمل ايه بس يا ربى ، خلعت شيرين نظارتها و بدا وجهها ذابلا من اثر المرض و لكن عيناها ، كما هما تلمعان بحبه و بدموع فراقه شيرين : انا مش عايزه اعذبك يا حسام ، انا مريضه يا حسام ، قلبى ضعيف و مسافره اعمل عمليه ممكن تنجح و ممكن لا ، ممكن اعيش و ممكن لا ، عشان كده سبتك عشان ما تتعذبش بموتى او على احسن الظروف لو العمليه نجحت تتعذب بمرضى و بعدم قدرتى على الحياه الطبيعيه و على الانجاب نظر اليها حسام و هو غير مصدق لما يسمعه ، ليته مات قبل ان يرى عذابها ، و لاول مره منذ حواره مع شهيره تتفتح عيناه ، لاول مره يرى ان وزنها انخفض الى النصف ، و وجهها ، احقا عين المحب ترى غير الناس ، ان وجهها ذابل و حزين و هتف من اعماقه :ا فداكى عمرى يا شيرين كان هذا هتاف قلبه و لسانه فى نفس اللحظه و استمر الدمع يجرى من عيناه و قد ركع على الارض و امسك بيدها التى كانت لا تزال تحمل دبلته و لثم يداها بشفتيه قائلاً : تتجوزينى يا شيرين ؟ نزلت شيرين هى الاخرى امامه على ركبتيها ، و سحبت كفها من بين يديه لتربت راسه و تمسك بوجهه و تقول : من يوم ما عرفتك ، و انا معتبره انى خلاص اتجوزتك و دبلتك و قلبك لسه لابساهم و وصيت لو مت ، اموت و انا لابساهم حسام : كده يا شيرين ؟ كنت عايزه تسيبينى ؟ حتى لو ربنا كتب الفراق ، ما يبقاش بايدينا يا شيرين شيرين : ما هانش على تتعذب معايا حسام : اتعذب معاكى احسن ما اتعذب من غيرك طول عمرى شيرين : كان نفسى تفضل صورتى فى قلبك زى ما هى ، من غير مرض من غير الم ، من غير ..... شفقه . حسام : الشفقه دى بين اتنين اغراب ، و انت لسه اجمل بنت و حاتفضلى طول عمرك كده فى نظرى حتى لما يبقى عندك تمانين سنه شيرين : تمانين طيب قول تسعتاشر سنه لملمت نفسها و كتمت دموعها حين رات دموعه بسبب جملتها الاخيره و قالت :ا انا مسافره السعوديه اعمل عمره مع مامى و بابى و شريف ، و شاهى سبقتنى على امريكا عشان حجز المستشفى و الاتفاق مع الدكاتره و باذن الله حانحصلها كمان اسبوع حسام : ان شاء الله حاكون معاكى شيرين : انا محتجالك يا حسام ، كذبت على نفسى كتير ، لكن انا محتاجاك اوى ، بس فى نفس الوقت محتاجه احس انى ما اثرتش على حياتك و حرمتك من بعثتك و دراستك ، حسام : و انا بين ايديكى يا حبيبتى ، و حافضل كده طول عمرى و البعثه ممكن تتاجل شيرين : كنت اتمنى من قلبى انى اكون سبب سعادتك مش سبب حزنك و وجعك فى الدنيا دى يا حسام ، بس مش بايدى ، صدقنى انا ما كنتش اعرف انى عيانه حسام : و مين فينا بيختار يا شيرين ، لكن لازم نرضى بقضاء الله و لاول مره يتدخل هشام بك فى الحوار : انا آسف يا حسام يا ابنى ، دى كانت غلطتى انا من الاول ، صدقنى ما كانش المقصود نخبى عليك انت ، كان بس غرضى شيرين ما تعرفش حاجه الا بعد ما تخلص السنه دى ، عشان تركز فى دراستها ، و عشان كان المفروض العمليه تتعمل فى الصيف الجاى ده لكن حانقول ايه ، و ما تشاءون الا ان يشاء الله ، ربنا اراد ان حالتها تتاخر و بكده العمليه اصبحت ضروريه دلوقت حسام : انا اللى اسف يا عمى ، كان المفروض اقابل حضرتك و اتكلم معاك ، لكن صدقنى لما بعت لى الفلوس حسيت انها اهانه و انك مش عايز تشوفنى تانى ، و افتكرت ان شيرين خلاص باعتنى ، و لو كنت اعرف من اول يوم شفتها فيه انها مريضه ، كل اللى كان حايحصل انى احبها زياده ، انا باترجاك يا عمى ، تكتب كتابنا قبل ما تسافروا السعوديه ارجوك ، عشان فى خلال اليومين الجايين انا هاعمل كل جهدى احصلكم فى امريكا شيرين : لا يا حسام ارجوك ما تسبش البعثه بتاعتك ، ، ده بالضبط اللى ما كنتش عايزاه ، انى اقف فى طريقك ، ممكن تسافر بعثتك و تطمئن على بالتليفون ، كفايه يكون قلبك معايا حسام : ربنا يسهل ما تشيليش انتى بس اى هم ، ممكن نكتب الكتاب يا شيرين ؟ ممكن يا عمى ؟ هشام : بس يا بنى الطياره فاضل عليها تلات ساعات بس ، و احنا كنا نازلين نكشف على شيرين قبل السفر حسام : خلاص حضرتك اسبقنى على المستشفى و انا هاحصلكم و معايا المأذون رقص قلب شيرين الضعيف بين ضلوعها ، وهى لا تتخيل انها على بعد خطوات من تحقيق الحلم الذى كانت قد فقدت الامل فيه و قالت :ا بس على شرط يا حسام ، ما تسيبش بعثتك و تيجى امريكا ، سيبها على الله و انا خلاص حابقى مراتك و حاطمنك بنفسى بعد العمليه ان شاء الله حسام : ان شاء الله ، اللى انتى عايزاه انا هاعمله ، و مش هاسيب البعثه شيرين : احلف حسام : و حيات شيرين اقبلت ام شيرين على حسام و احتضنته بحب و كانت دموعها ملء عينيها منذ لحظة وصول حسام ثم قبلت راسه قائله : سامحنا يا حسام يا حبيبى ، انا لو اعرف انك بتحبها كده ما كنتش خبيت عليك من الاول ، بس انا خفت قلبها ينجرح و هى ما كانتش ناقصه ،لكن النهارده لما شفتها بتبتسم بعد طول غياب ، عرفت انت ايه بالنسبه لها ، ربنا يشفي حبيبتى و حبيبتك و يوفقكم سوا يا رب قبلها حسام بحب و اخذ يطيب خاطرها وكان فعلا يعذرها الان فيم فعلت ، فقد كانت تعلم ان شيرين ليست على ما يرام ، و خافت يوم الحادث ان تتفاقم حالتها وهو ما حدث بالفعل ، و احس ان ما فعلته كان مجرد تنفيس عن خوفها و هلعها على ابنتها و على شريف ايضا . فسامحها من قلبه كان حسام فى سباق مع الزمن ، اتصل باحد اصدقاءه الذى دله على اقرب مأذون للمنطقه و اتصل بامه ليخبرها انه سيعقد قرانه على شيرين الان قبل سفرها و لم تسأله عن التفاصيل لكنها منحته مباركتها و رضاها و سمعها تزغرد فى الهاتف ، ثم انطلق بكل سرعته للمستشفى ، ليجد شيرين قد خرجت لتوها من حجرة الكشف ، و كان هناك مسجد صغير ملحق بالمستشفى ، دخل الجميع المسجد و صلوا العصر ، ثم بدأ المأذون عمله ردد هشام خلف الماذون : زوجتك ابنتى و كانت شيرين خلف اباها تردد بشفتيها : زوجتك نفسى و قال حسام و عيناه على حبيبته : و انا قبلت زواجها و دعا لهما المأذون و تبعه الناس فى المسجد اللهم بارك لهما ، و بارك عليهما ، و اجمع بينهما فى خير و كان هذا كل ما يتمناه كلا العروسين ، ان يجمع الله بينهما فى خير تقدم منها حسام ولم يحس بذرة خجل ، و هو يضمها بين ذراعيه ، ياه ، كم هى رقيقه هذه الانسانه ، كم هى حنونه ، انه يحس انه يحتضن زوجته و ابنته و اخته اللاتى لم يعرفهمن ابدا ،و دعا الله ان يحميها و يشفيها اما هى ، فعندما احتضنها ، كانت فى البدايه خجله من اهلها ، ثم تذكرت انه اصبح اهلها و زوجها و حبيبها ، و هتفت من اعماقها : اللهم لك الحمد كما ينبعى لجلال وجهك و عظيم سلطانك لم تكن تتصور انها ستستطيع ان تراه او تلمسه ثانية ، و ها هو الله يجمع بينهما فى حلاله ، بعد البعد و الفراق ، و يبدل حزنهما فرحا و انطلق بعدها موكب السيارات و معها حسام فى سيارتها للمطار ، و طوال الطريق يدها فى يديه ، و راسها على صدره ، و هى تحس بقلبه ينبض مع قلبها نبضاً واحداً ، انه الان زوجها و حبيبه ا شيرين : انا حادعى يا حسام فى الكعبه ان ربنا ما يفرقناش حسام : ربنا هو اللى جمعنا النهارده يا شيرين ، انا صحيح جيت عند البيت كذا مره قبل كده ، لكن انى اجى النهارده فى اللحظه دى بالذات ، هى دى المعجزه شيرين : كنت عارفه انى لو شفتك حانهار ، و عمرى ما حاعرف اكذب عليك و لا اقولك انى مش عايزاك حسام : ما تتكلميش فى اللى فات خلاص و ما تقوليش مش عاوزاك ابدا ابدا شيرين : حاضر ، انا حاسمع الكلام ، عشان كلام جوزى حسام : بس كده عشان جوزك ، ماشى يا شيرى يا ريتنى كتبت عليكى من اول يوم شفتك فيه شيرين : كان نفسى كتب كتابنا يكون فى ظروف مختلفه و تقدر تفرح زى اى ...ا قاطعها حسام : افرح ؟ انتى بتهذرى ، النهارده انا ارتفعت من قاع الياس لقمة السعاده مره واحده ، انا اتحدى لو حد فى الدنيا فرح بكتب كتابه زيى ، كل ما الحاجه بتكون اصعب ، فرحتها بتزيد و الرغبه فى الحفاظ عليها تتضاعف شيرين : ربنا يكمل فرحتنا يا حبيبى ، بس اوعدنى انك ما تسيبش البعثه تضيع منك حسام : اوعدك و كان المنظر فى المطار عاطفيا لدرجة انه اثار دهشة كل من راه ، كان هشام بك و عائلته فى قاعة كبار الزوار استعداداً للسفر ، و العاشقان يرفضان الفراق ، حتى عندما جاء ميعاد الطائره ، ظلت ايديهما متشابكه ، و كانت شيرين فى ملابسها البيضاء تبدو مثل العروس فى ليلة زفافها ، هى فعلا كانت عروس يتم زفافها على المجهول ربط حسام على قلبه فى النهايه ، و احتضنها بحب ، و هو يدعو الله ان يحفظ زوجته و ان يجمع شملهما على خير و تحركت شيرين محاطه بابويها و اخاها ، و راسها ملتف الى الخلف تتابع حسام بعينيها ، كأنها تملا عينيها قبل الرحيل ، و تتمنى من كل قلبها الا تكون تلك المره الاخيره التى تراه فيها بعد سفر شيرين ، اتجه حسام فى البدايه الى منزله وحكى لامه جميع التفاصيل ، و لم يخف عنها شيئا بما فيه احتمالات عدم الانجاب فحزنت امه لحال الشابه الصغيره و مرضها اكثر من اكتراثها لما قد يحدث قائله :ا الخلفه و عدم الخلفه دول بيد الله يا حسام ، ده انت نفسك انا خلفتك بمعجزه بعد ما كنا يئسنا انا و والدك من الخلف ، و بعد ما طفنا على الدكاتره ، ربنا بعتك لينا يا حسام بعد جوازى بعشر سنين و كان سنى وقتها تلاتين سنه ، ووالدك الله يرحمه كان سنه اربعين سنه ، و لا كان عندى مرض ولا هو ، لكن ربنا لما شاء حرمنا و لما شاء اعطانا ، ليه نشغل نفسنا بحاجات داخله فى علمه و مشيئته الهى يشفيكى يا شيرين يا مرات ابنى و يسعدكم انتم الاتنين ببعض ، عالم بى و حاسس بشكوتى يا رب و كانت الدموع بدات تلمع فى عينى الام حينما جثا حسام على ركبتيه امامها ، واضعاً راسه على حجرها كما اعتاد كلما اهمه شىء ، و اخذت امه تتحسس راسه و تقرا القران و الادعيه كما اعتادت منذ كان طفلاً حسام : بس انا مش متصور يا ماما انى ما كونش جنبها فى العمليه الام : طيب ما تروحلها يا حبيبى دى مراتك دلوقتى و محتاجالك حسام : بس انا وعدتها انى ما اضيعش البعثه و ما اضيعش املكم انت وبابا فى الام : دى امريكا فيها جامعات كبيره ، مش جوز اخت شيرين بيحضر دكتوراه هناك ، ما تتصل فيه و تساله كده لو كان ممكن تقدم هناك و تغير البعثه و خلاص حسام : أغير البعثه ؟ الام : مش عارفه يا ابنى انا ما فهمش زيك ، بس اللى اعرفه انك عمرك ما حاتطمن و انت فى لندن وهى فى امريكا ، ده غير ان العمليات دى ممكن تطول و ممكن تحتاج هى متابعه بعدها ، و يمكن يكون صحيح اهلها ناويين انها تكمل دراستها هناك طيب ليه البعد و الفرقه دى بعد تفكير قصير فى كلام امه اتصل حسام بالمشرف على رسالته بالكليه و ساله عن امكانية تغيير البعثه الى امريكا بدلا من انجلترا ليس حبا ً فى البعثه او حرصاً على مستقبله ، بل لانه وعد شيرين انه لن يترك البعثه و كان يتمنى الا يخلف وعده معها ان استطاع و كل نيته انه ان لم يستطع ، فسيخلف وعده بكل تاكيد و جاءت اجابة المشرف مخيبه لامال حسام ، اذ ابلغه انه من الواجب ان ينفذ السفر الى انجلترا لان الجامعه هناك متعاقده مع جامعة القاهره لشئون البعثات و لا سبيل لتغيير الوجهه لكنه ترك بصيصا من الامل لحسام حين ابلغه انه من الممكن ان يسجل للدكتوراه فى اى جامعه عالميه اخرى ، لكن ستكون الدراسه باكملها على حسابه الشخصى و ليس على نفقة الجامعه ، ووقتها سيضطر لاخذ اجازه رسميه من منصبه بالجامعه ، و لن يضمن مكانه بعد العوده و كذلك لا يضمن اعادة تعيينه من اساسه توكل حسام على الله و اتصل باشرف زوج اخت شيرين بامريكا ، و كان قد كلمه قبل ذلك مكالمة تعارف بناءً على رغبة شيرين ، و ابلغه بالموقف كاملا و طلب منه المساعده فى ايجاد جامعه لاعداد الدكتوراه ، مع تكفله بالمصاريف اللازمه طمأنه اشرف بان الموضوع لن يكون صعبا و ابلغه ايضا بالاموال التى تتكلفها الدراسه هناك ، و انه من الممكن ان يجد عملا فى مركز ابحاث او فى الجامعه نفسها التى سيعد فيها الدكتوراه ، و طلب منه حسام عدم ابلاغ شيرين عن اى من هذه التفاصيل خشية الا تكلل مساعيه بالنجاح و يتسبب ذلك فى احباطها . و مرت الايام التاليه فى استعدادت للسفر ، اتت بكل ما يتمناه حسام فعلا ، اذ تمكن زوج شاهى من تسجيل حسام فى الدراسات بنفس جامعته ، و اسعد ذلك حسام اذ سيتمكن من الوفاء بوعده ، و فى نفس الوقت يتواجد معها و كانت شيرين فى هذه الاثناء تقضى معظم وقتها فى رحاب الكعبه مع والدتها ووالدها و تدعو ربها و قلبها متجه اليه ، و عيناها معلقه ببيته المحرم ان يفرج همها كربها ، و الا يخذل والديها و حسام و لا يسئهم فيها و تهتف من اعماقها :ا ، اللهم ان امتنى الان فسأموت سعيده و راضيه ، لكن املى فى كرمك لا ينقطع ان تمنحنى فرصة العيش مع من احب ، العيش لمن احب ، و ان اردتنى الى جوارك ، احسن خاتمتى و الحقنى بالصالحين يا رب ، و افرغ عليهم صبرا من بعدى يا كريم اذ كانت روحها تهون عليها ولكن لا يهون عليها حزن اهلها و احباؤها و قبلهم زوجها و بعد ايام كانت شيرين فى تنزل فى المطار بامريكا ، و ينتظرها هناك ، اختها شاهى و زوجها ، و .......... .......... حسام
__________________
I am not afraid to stand alone |
#14
|
||||
|
||||
![]()
بجد شكرا ليك كثير يا قمر على حرصك على تنزيل القصه لنا اليوم بيومه
وبيكفى احترامك لنا ومواعيدك الدقيقه حقيقى اسعدتينى بجد بقصتك ويارب نشوفلك قصص تانى قريب انا لسه ناقصلى حلقتين ويارب يخلصو على خير
__________________
صديقتى انتظرتك طويلا حتى فات الاوان فها انا امام جدار زمنى وقد ضاعت الامال |
#15
|
||||
|
||||
![]()
يااااااااااا بجد جميله اوى
المهم ان الحلقات الاخيره بتخلى الواحد هيعيط وماما قاعده بتقطع بصل وريحته وصلانى فالدموع عملت عمايلها معايا بجد امتعتينا بالقصه الجميله دى بس الحمدلله ان شيرى لسه عايشه لانى كنت هزعل اوى لو كانت ماتت فى العمليه دى. وعلى فكره القصه دى من اجمل القصص اللى شفتها وحتى لو ماكنش حد تابعها دلوقتى فهيجى عليها وقت وناس غيرنا تتابعها
__________________
صديقتى انتظرتك طويلا حتى فات الاوان فها انا امام جدار زمنى وقد ضاعت الامال |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|