|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]()
وسائل الإعلام تحدثت كثيرا عن الآيات القرآنية التى استخدمها أوباما فى خطابه، وأشارت بعضها إلى أنه أول رئيس أمريكى يستخدم عبارة Holy Quran أو القرآن المقدس، وأبرزوا أيضا أنه ساوى بين حماس وإسرائيل وذكرهم فى جملة واحدة؟
سمعت ما هو أكثر من ذلك، قيل لى إن أحدهم فى الإذاعة قال إن أوباما بقى فى جامع السلطان حسن لمدة أكثر مما كان مقررا، مما مما يدل على إيمانه بالإسلام فى دعائه، وهذا كلام شبيه بما كان يقال أيام زمان عن الشيخ هتلر. تقول إنهم ينتهجون النهج نفسه مع العرب منذ أيام كيسنجر وحتى أوباما، ولكن ماذا نفعل نحن؟ دعنى أقول لك ما أعتقد أننا سنفعله. سنتحرك، فهذه الخطابات كلها تستهدف الدفع نحو حركة. الخطاب السياسى مقصود به جمهور معين، يقصد منه التأثير فى لحظة معينة حتى يتسنى فتح المجال أمام تحرك ما. الخطاب سينسى، ولكن المهم هو ما سيسفر عنه من حركة، وفى هذا فإننا نحن المقصودين بالتأثير، وسنتحرك لنبحث ما يمكننا أن نعطيه، فهذه شيمة الضعفاء، ليس أمامهم إلا أن يعطوا. تأتى المهرجانات لتفتح أمامك الأبواب حتى تستمر تسلك نفس الطريق. وماذا لو افترضنا أن أوباما هو مع ذلك من أفضل الرؤساء الأمريكيين من وجهة نظرنا نحن العرب، وهو بكل تأكيد ليس من أسوأهم من هذه الزاوية. ولكن يبقى أن تعاسة الوضع العربى تجعلنا عاجزين عن الاستفادة من أى شىء سواء كان رئيسا جيدا نسبيا فى البيت الأبيض أو أى شىء آخر؟ أنت أمام رئيس من نوع مختلف.. أمام رئيس نجم، وهو نجم استطاعت أمريكا تصديره للعالم الخارجى لكى يعطيها صورة جديدة. وأنا أعتقد أن السؤال المركزى المطروح حاليا هو: هل يقدر هذا النجم على أن يحول ما لديه من ضوء ساطع إلى طاقة فعل حقيقية؟ مازالت الإجابة عن هذا السؤال غير واضحة، ولكن إذا أراد فعلا أن يحول ضوء النجم إلى طاقة فعل، وأن يحل قوة التغيير محل قوة الانطباع. أذا أراد هذا فعلا، فالمكان لذلك ليس هنا، بل فى الكونجرس. عليه أن يذهب إلى الكونجرس وأن يخوض مواجهته مع الكونجرس. المعركة الحقيقية هناك وليست عندنا هنا. نحن بالفعل أمام رئيس من نوع جديد، وهو ليس كيندى، فكيندى لم يظهر نجمه إلا بعد أزمة الصواريخ الكوبية. لكن هذا الرجل امتلك منذ اللحظة الأولى جميع خصائص النجم. ولكن مشكلة أوباما أنه لا يمتلك كثيرا من الخلفية وقاعدة القوة التى استند إليها كيندى. كيندى كان وراءه ولاية ماستشوستس، وكان وراءه أسرة من كبرى الأسر الأمريكية، وكان لهذه الأسرة وجود فى الكونجرس، وفى سوق المال وفى تمويل حملات الحزب الديمقراطى. جيد أن يكون أوباما نجما بهذا السطوع، وأنا سعيد به للغاية، ولكنى أكرر أن النجم يستطيع أن يلمع ولكن ليس بالضرورة أن يفعل، فإذا أراد أن يفعل فعليه أن يحول الضوء إلى طاقة فعل، وهذا مكانه الكونجرس. ولكن كبار موظفى الإدارة الحالية، بمن فيهم نائب الرئيس ووزيرة الخارجية وكبير موظفى البيت الأبيض كلهم سياسيون مخضرمون وأعضاء سابقون فى الكونجرس، ويعرفون كيف يؤثرون فيه؟ مستعد أن أوافقك أن إدارة أوباما لديها نفوذ وصلات وثيقة بالكونجرس، ولكن السؤال هو ما إذا كانت هذه الصلات ترشح هذه الإدارة لإحداث تغيير فى السياسات أم للاستمرار فى نفس السياسات؟ أوباما نفسه أجاب عن سؤالك. سألوه ما الجديد فى إدارتك، فهيلارى كلينتون كانت موجودة وكذلك جوزيف بايدن، وجيتس فى الدفاع وجيثنر فى وزارة المالية، فما الجديد فى إدارتك، فكان رده: «أنا الجديد». «أنا الجديد» هذه إجابة ملفتة للانتباه، فهذا الاستمرار الكثيف للقديم يدلك على أن التغيير تغيير فى التعبير وليس تغييرا حقيقيا. صحيح هؤلاء القدامى لديهم قاعدة قوة، ولكنها قاعدة قوة للسياسة القديمة. هل معنى هذا أننا أمام إخراج جديد لفيلم قديم، أم أمام إنتاج لفيلم جديد؟ ما أقوله هو أن الولايات المتحدة دخلت أزمة إعادة توصيف وتحديد وصياغة دور تقود به العالم، وهى لم تصل بعد إلى قرار فى هذا الأمر، فالعالم أصبح شديد التعقيد. أمريكا لم تصل إلى قرار، وأظن أنها تبحث عن شىء، تبحث عن أداء جديد، تريد أن تكسب وقتا، وأظن أن هذا ما يفسر مجىء أوباما. أنت أمام ظاهرة استثنائية غير مسبوقة: رئيس أمريكى أسود. هذا فى حد ذاته دليل على عمق الأزمة، فهذا الرجل من خارج السياق. أما إذا ما أدركت أمريكا أنها أصبحت فى حاجة ماسة إلى تغيير حقيقى، وقررت أن تحدث هذا التغيير، فإنها يجب أن تأتى برئيس وراءه ما هو أكثر من بريق النجم، عليه أن يكون قادرا على الكونجرس، أى إنها تحتاج إلى فرانكلين روزفلت آخر. هل فى مقدور أوباما أن يصبح روزفلت آخر؟ هل تسمح له المتغيرات والظروف؟ لا أعرف، ولكنه لا يمتلك قاعدة روزفلت، وهو ينتمى إلى أقلية، ومحاط فى نفس الوقت بالمؤسسة القديمة. أمريكا فى لحظة حيرة. المؤسسة الرئيسية فيها تحتاج إلى وقت لكى تتأقلم، لكى تعتمد على خطاب مقنع فى أجواء شك يملأ العالم كله. أمريكا لم تقرر بعد، ونعرف أن الناس حين لا يملكون خططا بعيدة يتصرفون بما يلائم المدى القصير، وهذا هو ما نراه الآن. يكثر الكلام عن نظرية المؤامرة، ولكن ليس نظرية مؤامرة أن ندرك أن برنارد باروخ كان هو صلة روزفلت بمجتمع المال والصناعة، وليس نظرية مؤامرة أن نذكر بتحذير أيزنهاور لأمريكا فى خطاب الوداع من «المجمع العسكرى الصناعى». أمريكا مجتمع صناعى مالى، وليس فى هذا هزل، أما العسكرى فهو تعبير عن اجتماع المالى والصناعى ومطالبتهم بقوة لحماية المصالح. فبعد باروخ بدأ هؤلاء يأخذون شكلا منظما، وأصبحت لهم تنظيمات ــ مثل المجلس المصرى الأمريكى وغرف التجارة المشتركة، ولجنة السياسات عندنا ــ تنظيمات تعبر عن مصالحهم، وتضمن لهم صوتا مسموعا فى الإدارة، وهذا أمر طبيعى. فكانوا موجودين مع كارتر من خلال اللجنة الثلاثية، ثم جاءت مجموعة البيلدربرج Builderberg، أو مؤتمر البيلدربرج، وهو تجمع لعدد من أصحاب الأموال وكبار الصناعيين يقولون رأيهم فى السياسة. وأخيرا أنشأت مجموعة جود جروب، وبيل جيتس من بين أشهر أعضائها. والعجيب أن القاسم المشترك فى كل هذه المجموعات هو صديقنا العزيز ديفيد روكفلر، فهو عضو فى اللجنة الثلاثية، وفى البيلدربرج وفى الجود جروب. ماذا عن استقبال المثقفين المصريين لأوباما. الإيكونوست فى عددها الأخير ذكرت أنه منذ 99 سنة كتب الشيخ على يوسف عن زيارة تيودور روزفلت المرتقبة يقول: نحن بانتظارك بصبر نافذ؟ ونفس الشىء تقريبا قيل قبل زيارة أوباما؟ لم يتغير شىء، فنحن لدينا عقدة العجز، نبحث عن مخلص. والمفارقة أن العالم الإسلامى لم يبد اهتماما يذكر بالزيارة ولا بالخطاب. حرصت على تتبع ما جاء فى وكالات الأنباء حول استقبال الخطاب فى باكستان، لا شىء، وفى الهند، لا شىء، وإندونيسيا فى عالم آخر. أين إذن العالم الإسلامى الذى جاء أوباما ليخاطبه؟ أما عندنا فأوباما، أوباما. كم مرة ذكر اسم أوباما فى الفترة الماضية. أكثر من اللازم بكثير، وفى هذه المبالغة إساءة للرجل، وفيه تعلق بأوهام حتى ولو كان بعضها طيبا. مرة أخرى أكرر، هو نجم بديع، ولكن القضية هى أن يتحول النجم إلى قوة فعل حقيقية. ولكن إن حدث ذلك فسيحدث فى الكونجرس وليس عندنا هنا. وأنا أشك فى قدرته على أن يفعل ذلك، ولكن فى قلبى أتمنى أن يستطيع فعله. ولكن هناك إمكانية أن يفعله؟ لا، هناك رجاء فى إمكانية أن يفعله. وعلى أية حال، لا يبدو لى حتى لحظتنا هذه أى دليل يشير إلى أنه سيفعل. غير أن سؤالى، وهو سؤال ربما ظالم له، هو هل يقدر أن يفعل؟ لست واثقا، فهو يفتقد إلى قاعدة القوة الضرورية. وهو رئيس ينتمى لأقلية. وبالمناسبة لم يعجبنى كلامه عن الموارنة والأقباط، واستفزنى. ليس لأن قضايا الموارنة والأقباط لا تقتضى حديثا، ولكن لأن هذه قضايا عليه حين يتكلم فيها أن يتكلم فيها بجدية، موضوع الأقباط يتكلم فيه مع مبارك، وليس فى خطاب فى جامعة القاهرة. وأنا احترمت جدا رد بابا الأقباط، الذى رفض فيه أن يناقش هذه النقطة، وقال إنه سعد بحديث أوباما حول حقوق الإنسان، أما الباقى فلا يعنيه. وهو ما عكس إدراك البابا أن الحديث فى هذه الأمور لا يأتى بهذه الطريقة. المؤسسة الحاكمة فى أمريكا مؤسسة بيضاء، ومن أولى المهمات الصحفية التى قمت بها فى باكورة حياتى أن ذهبت إلى الولايات المتحدة لدراسة أشياء ثلاثة: التمييز العنصرى، ونفوذ الرأسمالية الكبيرة، والجريمة المنظمة. أى أننى رأيت التمييز العنصرى فى أمريكا رأى العين. نحن إذن أمام مؤسسة أمريكية سعت، أو لم تمانع فى أن يكون الرئيس الأمريكى المقبل مختلف فى كل شىء، وأن ملامحه نفسها توحى بالتغيير، وبأننا إزاء أمريكا أكثر تواضعا، وأكثر وداعة. واضح أنهم كانوا فى حاجة ماسة لتغيير الصورة، ومن ناحيتى أتمنى أن يتعدى التغيير مجرد الصورة ويمتد إلى ما هو أكثر من ذلك. العالم يحتاج أمريكا، ففى كل عصر من العصور يحتاج العالم لدولة كبرى تتولى جزءا من إدارة أحواله. ولكن أمريكا بدورها تحتاج العالم، ولا يعنى احتياجها للعالم أن تسوقه أمامها. أن تدرك أمريكا أنها محتاجة للتغيير، فهذا أمر جيد، ولكن عليها أن تدرك أن التغيير المطلوب لا يمكن أن يقتصر على التغيير فى التعبير فقط. نحن فى انتظار شىء آت، ولا نعرف ما إذا كان أوباما سينجح أم لا، ولكننا نتحدث عن مجتمع يواجه أزمة كبرى. انهيار وول ستريت يوازى انهيار حائط برلين، وكلاهما حائط. وكلنا، العالم كله، دفع ثمن الانهيار، 21 تريليون دولار خسرها العالم بسبب انهيار وول ستريت فى نيويورك. هم يحتاجون إجراء عملية جراحية حقيقية، ولكن ساعتها لا يجب أن يكون فى أفغانستان، ولا يقدر أن يحارب فى إيران، ولذلك فهو يريد أن يستخدمنى، تماما كما استخدم شوارتزكوف القوات العربية أثناء الحرب على العراق فى 91، أو حرب تحرير الكويت كما سميت. فى خطة شوراتزكوف شكلت القوات الخاصة الخط الأول للقتال، وهذه مهدت قبل بدأ العمليات، أما الخط الثانى، وهو الكتلة الأساسية فتمثل فى خمسين ألف جندى مصرى وسورى وأردنى وغيره، وبقيت القوات الأمريكية كلها فى الخط الثالث ولم تقاتل. ولعلكم تتذكرون الرسائل التى كان يوجهها بوش الأب فى ذلك الحين إلى شامير، رئيس الوزراء الإسرائيلى وقتها، وكان مستفزا ومتحرقا للرد على الصواريخ العراقية، ولكن ظل بوش يرجوه أن يترك العالم العربى ليؤدى المهمة بدلا منه، وبعث بولفوفيتس للإسرائيليين كى يكبح جماحهم، وكان مفاد رسائل بوش للإسرائيليين هو: اتركوا العرب يؤدون الأمر لكم، هذه معركتهم. وعندما يقولون اليوم انظروا إلى نزاع أوباما مع نتنياهو علينا أن نذكرهم بكمية الرسائل التى وجهها بوش إلى شامير، بالضغط والغواية والعتاب، أضعاف ما وجهه أوباما لنتنياهو، ولكن العرب كما قلت مثلهم مثل البوربون لا يتعلمون. البعض فى الولايات المتحدة اعترض على مجىء أوباما قبل بلورة الإستراتيجية الجديدة للإدارة؟ وكما أن بعض وسائل الإعلام الأمريكية تقول إنه لم يكن هناك رئيس يحظى بشعبية فى الشارع والعالم والكونجرس مثل أوباما؟ عندما تتحدث عن الكونجرس الأمريكى فإنك تتحدث عن كيان معقد جدا. ديناميكيات العمل فى الكونجرس شديدة التعقيد. رئيس أمريكى واحد فى العصر الحديث كان قادرا على مواجهة الكونجرس فى أزمة خارجية، وكان ذلك فى زمن حرب السويس، فقد وقف أمامهم وقال لهم اصمتوا فعندى مشروع، وكان أيزنهاور، ووراءه تاريخ الحرب العالمية الثانية، وحقق أهداف الامبراطورية، ولمصلحة الامبراطورية، وإن بأسلوب آخر. وفيما يتعلق بأوباما فأمامه قضايا لا يمكن أن تنتظر الكونجرس، ولا يمكن أن تنتظر استكمال رسم السياسة الأمريكية الجديدة، فهناك انتخابات لبنانية، وانتخابات إيرانية مقبلة، واقتتال فلسطينى فلسطينى، فهناك عجلة لا تحتمل الإبطاء لتوجيه الرسالة. وهم حاولوا بكل وسيلة التأثير فى الانتخابات اللبنانية، ذهب بايدن، وذهبت هيلارى. لكن وَجَدا احتياجا لتكرار الرسالة: قناة العربية، ثم تركيا لم تكن كافية. الأتراك يحترمون أنفسهم، واضطروه أن يتعامل مع دولة. ودعنا نشير إلى مقارنة أخرى، ففى أعقاب خطابه أمام البرلمان التركى، التقى بنحو 40 أو 50 شابا وشابة، وسألوه وأجاب كأنه مازال يخوض حملته الانتخابية. أما هنا فى القاهرة فلا شىء. جاء وأعطانى بوستر نعلقه على الجدران ثم رحل. هم لديهم استراتيجية وخطاب يتغير حسب الظروف، ولكن فى المقابل هل هناك أى استراتيجية من ناحيتنا؟ الأجواء التى أحاطت بزيارة نيكسون عام 1947 تذكرنى باليوم، وأذكر أنه سرت فى البلد شائعة بأن الأسطول السادس الأمريكى قدم إلى الموانئ المصرية وعلى ظهره هدايا من كل شىء إلى كل واحد فى الشعب المصرى. أغلبية سكان البلاد العربية تحت سن 24 سنة، ليس عندهم مشروعا أو أمامهم بطل، فهل يصبح أوباما بطلهم؟ المشكلة أنه سيكون بطلا من أبطال هوليوود، مشكلة أبطال هوليوود أنهم موجودون فى الذاكرة وفى الخيال وليسوا موجودين فى الواقع وفى الحقيقة. ليست المشكلة أن تكون بطلا ولكن أن تكون مؤثرا فى الواقع. البطل غير المؤثر فى الواقع هو فى نهاية الأمر مجرد لوحة، «بوستر». يمكن لأوباما أن يكون «بوستر»، وإذا أردت أن تحوله إلى «بوستر» فهو جاهز لذلك. وماذا عن بؤر التوتر بين أمريكا وإسرائيل. أوباما يعطى الأولوية للملف الفلسطينى، بينما نتنياهو يصر على وضع موضوع إيران على رأس الأجندة العلاقات مع أمريكا. ألا يشكل هذا موضوع للخلاف، وهل هذا التحول تكتيكى أم إستراتيجى؟ الإيرانيون عند إسرائيل أصبحوا هم مصدر التهديد، وهم ينظرون إليهم على أنهم المحرض والمشجع والمدعم للمقاومة. الأطراف الأخرى، ونحن منها، تطلب من إسرائيل أن تحل المشكلة الفلسطينية، ثم نساعد نحن فى الموضوع الإيرانى. فهناك اتصال فى العقل الإسرائيلى، وفى التخطيط الأمريكى، ولكن المسألة مسألة أولويات. المنظور الأمريكى يقوم على تصدير الأزمة للعرب، تحويل الصراع إلى صراع محلى، وهذا على سبيل المثال ما حاولوه فى فترة معينة فى فيتنام، وأصبح يطلق عليه عبارة Vietnamization of the Conflict أو «فتنمة الصراع»، أى أن يجعل فيتنام الجنوبية هى التى تتولى مهمة الحرب مع فيتنام الشمالية. هم يريدون أن ينقسم أصحاب القضية فيما بينهم. انظر ما الذى حدث فى العراق، فتحوا الخلافات على آخرها: سنة ـ شيعة ـ أكراد، بل وقتال بين السنة أنفسهم، والشيعة أنفسهم، والأكراد أنفسهم! خرجت عليهم إيران فى وقت تصوروا فيه أنهم تخلصوا من كل شىء فى المنطقة، وإذا بإيران تطرح نفسها على الساحة، وتأخذ ـ لأسباب تخصها أو عن قناعة حقيقية ـ بزمام القضية الفلسطينية. عند إسرائيل إيران هى رأس المشكلات، والأمريكيون يوافقوها، ولكن عندهم المشكلة هى من يحارب إيران؟ أن تحارب إسرائيل إيران سيوجد مشكلات لا حد لها، مضيق هرمز سوف يغلق، البترول قد يتوقف، المنطقة تقارب درجة الغليان. إذن اترك إيران لأهل المنطقة يحاربونها، وبمعنى أدق، دع أهل السنة يحاربوا أهل الشيعة. اعمل على نوع من تأميم الصراعات، ملكها لأصحابها. فى ضوء خطاب أوباما، ما السيناريو الذى تتوقعه، سواء على صعيد العلاقات العربية العربية، أو علاقات عربية إسرائيلية أو علاقات فلسطينية فلسطينية أو عربية إيرانية؟ فات الوقت كى تتحدث عن سياسات عربية. وأنا أخجل من أن أقول ذلك، ولكن الأوضاع الراهنة تكشف عن عالم عربى منقسم انقسامات حقيقية. جميع التناقضات الكامنة فى العلاقات العربية منذ الحرب العالمية الأولى ظهرت على السطح، وكلها تمركزت فى مواقعها. يصعب على أن أقول هذا الكلام، ولا فائدة إلا إذا غير العالم العربى نفسه. أملى فى العالم العربى يتعلق كله بجيل سياسى جديد. الجيل السياسى الحالى لست واثقا فى قدراته، لا صفا ولا فعلا ولا جمعا ولا تفرقة. أنا شخصيا أعلق آمالى على جيل مقبل. إسرائيل تدرك هذا، وتعمل ما فى وسعها للاستفادة من هذا الوضع، وإكمال مشروعها فى أسرع وقت. أما عن أوباما، فلعلك لاحظت كيف بدأ خطابه فى القاهرة متسعا بالإسلام، وانتهى ضيقا بالمفاوضات مع إسرائيل. يقول إثبات حسن النوايا والاعتراف المتبادل بين الدولتين. جميل، ولكننى كنت أريد إشارة واحدة منه، إشارة إلى جدار الفصل العنصر الذى شيدته إسرائيل، وحكمت المحكمة الدولية بلا مشروعيته. أنت جئت لنا تتكلم عن الشرعية الدولية، وعن وضع حد للتعصب وسفك الدماء، وأمامك رمزا حيا للعنصرية والتعصب. ولست أطالبك حتى بأن تقول لإسرائيل اهدمى الجدار فورا، ولكن أن تطالبها بأن تعيد النظر فى موقفها من حكم محكمة العدل الدولية فى موضوع الجدار. يسألون: ماذا كنت تتوقع أن تسمع من أوباما، وردى: سمعت كفاية، ولكن هل هناك فى أمريكا اليوم من يستطيع أن يقف ويقول ــ مجرد كإشارة إلى إمكانية التفاهم والتعايش ــ أزيلوا الحائط العنصرى، فهو يرمز لكل ما هو عازل ومانع. وهل تعتقد أن العالم الإسلامى سيرد على أوباما؟ لماذا يرد، فهو ليس معنيا. العالم الإسلامى لم يكن أكثر من مجرد عنوان للخطاب. أمل أن تكون الدول الثلاث المعنية بالخطاب، أى مصر والسعودية والأردن، قد طلبت من أوباما دليلا أو إشارة إلى التعبير الأمريكى الشائع: لا تقل لى شيئا ولكن دعنى أرى! |
#2
|
||||
|
||||
![]()
أكد الرئيس حسني مبارك أنه لمس من الرئيس الأمريكي باراك أوباما تفهما واستعدادا لحل القضية الفلسطينية علي أساس الدولتين, لكن أوباما أشار إلي ضرورة أن يساعده الإسرائيليون بوقف الاستيطان, والفلسطينيون بوحدة كلمتهم.
وقال الرئيس مبارك ـ في حديث أجراه معه عبداللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري وتمت إذاعته مساء أمس عقب نشرة أخبار التاسعة ـ إسرائيل ستوافق علي حل الدولتين, ليس لها مفر من هذا, وفي مناقشاتي مع( رئيس الوزراء الإسرائيلي) نيتانياهو قلت له لا مفر.. حل الدولتين سيحدث.. سيحدث.. وقال الرئيس إن لقائه بالرئيس الأمريكي أوباما أمتد لخمسين دقيقة وإنه لم يستقبله في المطار تنفيذا لاتفاق بروتوكولي بين البلدين. وفي الشأن الداخلي, أكد الرئيس مبارك اهتمامه بصعيد مصر وتطوير خدماته ومرافقه, وبنيته التحتية لتعويض سنوات عدم الاهتمام التي تعرض لها. وقال الرئيس مبارك إن محافظات الصعيد شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الاخيرة, مؤكدا انحيازه للبسطاء من أبناء الوطن ومحدودي الدخل. وقال الرئيس إن أكثر القضايا التي تشغل اهتمامه هي توفير العلاج لغير القادرين مؤكدا أنه يبذل كل جهود ممكنة لتوفير العلاج للمواطن البسيط. وأكد مبارك أن القانون الخاص بمقاعد المرأة في مجلس الشعب سيتم الانتهاء منه قريبا, كما أكد أهمية الدور الذي تلعبه المعارضة في البرلمان. |
#3
|
||||
|
||||
![]()
حديث الأسبوع
نحو خطاب معتدل ومستنير! بقلم: مرسـي عطـاالله ![]() ما الذي ينبغي عمله علي ضوء ما ورد من إشارات إيجابية في خطاب الرئيس باراك أوباما الذي وجهه إلي العالم العربي والأمة الإسلامية من قلب القاهرة يوم الخميس الماضي؟ سؤال يستحق أن ينال القدر الكافي من الاهتمام والاجتهاد بحثا عن رؤي وتصورات جديدة للمهام التي ينبغي علي العرب والمسلمين إنجازها في المرحلة المقبلة لتأكيد مصداقية التجاوب مع رغبة أوباما في فتح صفحة جديدة تعيد ترميم جدار الثقة الذي أصابه صدع كبير بسبب سياسات الإدارة الأمريكية السابقة. عندما استقبل الرئيس مبارك في قصر القبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يكن اللقاء مجرد ترتيب بروتوكولي يسبق ذهاب أوباما إلي جامعة القاهرة لإلقاء خطابه الموجه إلي العالم الإسلامي وإنما كان اللقاء مفتوحا وشاملا لكل القضايا التي يمكن عند حلها حلا عادلا أن تسهم في تحقيق الرغبة المشتركة لفتح صفحة جديدة لعلاقات أمريكا مع الأمة العربية والعالم الإسلامي وفي مثل هذه القضايا المتعلقة بالحاضر والمستقبل والمستندة إلي التاريخ والجغرافيا تحدث الرئيس مبارك مع ضيفه بخطاب واضح ومعتدل ومستنير فليست هناك مشاعر وعواطف تحكم بوصلة الاتجاه وإنما هناك حقائق يصعب تجاهلها أو التوهم بإمكان الاستغناء عنها!وبداية أقول إن قضايا صنع السلام ودفع عجلات التنمية ومواصلة التحرك علي طريق الديمقراطية وحقوق الإنسان ونشر ثقافة التسامح التي يحض عليها الاسلام ينبغي أن تظل في صدر أولويات العمل العربي والإسلامي المشترك بهدف إنتاج صياغة نهائية ومتكاملة لرؤية موحدة علي شكل مبادرة ذاتية تعكس قدرة العقل علي التفكير الصحيح, وليست رؤية تكتيكية مقيدة بحسابات رد الفعل فقط! إننا بحاجة إلي رؤية موحدة تؤكد قدرتنا علي تجاوز بعض مظاهر التخلف التي نعاني منها خصوصا باتجاه تأسيس مجتمع المعرفة من ناحية, وحماية القيم الإسلامية والعربية الأصيلة من ناحية أخري... ونحن بحاجة إلي موقف موحد وصريح يلغي ضرورات الوجود العسكري والسياسي والاقتصادي الاجنبي بروح الرغبة في حماية استقلالنا ومصالحنا ودون التورط في صدامات ومعارك شبعنا منها. وهنا يتحتم القول: إنه لابد أن تتضمن أي رؤية مشتركة للإصلاح والتحديث والسلام إشارات واضحة تنطلق كرسائل محددة إلي كل أنحاء العالم للتأكيد من خلالها, أننا نؤمن بالتسامح والحوار, ونرفض التعصب والتطرف ونسعي لبناء شراكة حضارية وسياسية واقتصادية علي أرضية صلبة من القدرة والتكافؤ. لقد آن الأوان لصيحة يطلقها العرب والمسلمون بكل الوضوح عبر كل أدوات التعبير تدعو إلي إعادة بعث النهضة الثقافية والطفرة التنموية من خلال توافق عام علي ضرورة البدء في بناء المؤسسات القادرة علي تسويق خطاب معتدل ومستنير يسحب البساط من تحت أقدام قوي الدس والتحريض التي تسعي لتشويه العالم العربي والإسلامي والإساءة لمعتقداته وعاداته! وليكن خطابنا العربي والإسلامي الجديد حاسما وقاطعا, في التأكيد علي أن التحديث والإصلاح ليسا محل جدل أو خلاف, إنما هو مطلب أمة عريقة تستطيع أن تنجزه بفكرها الواضح وثقافتها العريقة, وأنه ليس هناك مايباعد الخطي بيننا وبين السير بالسرعة الواجبة علي طريق الإصلاح سوي بقاء السلام والأمن بعيدين عن ربوع المنطقة. وأظن أن هذه المعادلة التي تجمع بين الاصلاح الداخلي والسلام والاستقرار الذي يشمل المنظومة العربية والإسلامية بأسرها, يجب أن تظل هي العنوان الأساسي للخطاب الجديد, الذي نؤكد به تجاوب أمتنا العربية والإسلامية مع الصفحة الجديدة التي يريد الرئيس أوباما فتحها. وإذا كان الاطار الواسع للأمة العربية والإسلامية استنادا إلي وحدة الدين وتقارب الثقافات والمصالح لايسمح لنا بالانسلاخ عن جلدنا فإن علينا أن ندرك أن ما ورد في خطاب أوباما قد طرح حقائق جديدة يصعب تجاهلها أو التباطؤ في قراءة مغزاها! وأعتقد أن بامكاننا أن نستثمر دلالات هذا المشهد الرائع لحفاوة شعب مصر في استقبال أوباما نيابة عن الأمة العربية والاسلامية لكي نؤكد أننا قادرون علي الامساك بالفرص المتاحة والتخلص من أحد أهم عيوبنا المزمنة التي تتلخص في أننا نتحرك أقل كثيرا مما ينبغي ونتأخر كثيرا عما ينبغي! *** وهذا الذي قلته عن الحاجة إلي خطاب معتدل ومستنير لايعني أننا مطالبون بأن نبصم بالعشرة علي كل ما ورد في خطاب أوباما وإنما من حقنا وواجبنا في آن واحد أن نبدي ملاحظاتنا وتحفظاتنا علي ما نري أنه مازال بعيدا عن رؤيتنا في أي ملف من الملفات التي تحدث عنها. وفي اعتقادي أن هذا الخطاب المعتدل والمستنير يحتاج كنقطة بداية إلي تحديد مرجعية سياسية وفكرية واضحة حول رؤيتنا المشتركة لمختلف القضايا لاظهار عمق إلتزامنا الصريح بالسلام العادل منهجا وعقيدة وجدية تعاوننا في اجتثاث كل أشكال التطرف والتعصب من جذورها. أريد أن أقول بوضوح أن نقطة البداية لابد أن تنطلق من اتفاق مشترك حول بنود هذه المرجعية السياسية والفكرية ووفقا لصياغة شفافة وواضحة يقبل بها الجميع ويرتضون الالتزام بها والاحتكام لمبادئها. ويعزز من أهمية ما أقول به أننا ندرك جميعا أننا نواجه منذ سنوات تحديات ومتغيرات اقليمية ودولية أسهمت في خلط الأوراق وتبديل المفاهيم مما أدي إلي تراجع ملحوظ في لغة الخطاب المشترك وانتعاش مفردات الانكفاء القطري الذي يمثل عائقا أمام امكانية بناء حد أدني من الارادة السياسية والفكرية الموحدة التي تتلاءم في مفرداتها ومضامينها مع الكم الهائل من المتغيرات والتحديات التي دهمتنا جميعا في السنوات الأخيرة. وتحاشيا لأي التباس في فهم ما أقول فإنني أؤكد أن الخطاب المعتدل والمستنير لايحمل أية شبهة في الانبطاح وإنما هو عنوان لاعتدال كريم يتجنب التناطح بالرأس مع الآخرين بغير ضرورة ودون تفريط في مبدأ أو تنازل عن حق أو تجاهل لحركة التاريخ. إن شعوبنا لم تعد مستعدة لمواصلة الجري وراء السراب وإنما تحتاج إلي من يزرع لها أشجار الأمل ببذور سليمة في أرض خصبة. أتحدث عن خطاب صادق قد يكون له طعم ومرارة العلقم في بعض فقراته ولكن ذلك أفضل بكثير من مواصلة خداع النفس والذات طالما أنه يتجنب التفريط في الحقوق ويرتكز إلي رؤي واعية وواقعية لأن الطموح الزائد يظل مجرد حرث في البحر مالم يستند إلي قوة حقيقية لها قدرة الفعل وقوة التأثير. ثم إنني أيضا أتحدث عن خطاب معتدل ومستنير يسهم إسهاما إيجابيا في المهمة الضرورية لإعادة بناء الإرادة المشتركة برؤية شاملة لاتتوقف عند الهوامش والجزئيات ولاتخاصم الواقع وما طرأ من متغيرات إقليمية ودولية تحتم اعتلاء صهوة جواد الحكمة ومراعاة أقصي درجات الحذر والتريث بعد خلع كل جلابيب الاندفاع وعباءات المغامرة والتهور. *** وإذن ماذا ؟ في اعتقادي أن مشاعر الترحيب العفوية التي استقبل بها الشعب المصري بمختلف انتماءاته خطاب الرئيس أوباما في جامعة القاهرة لاتعبر عن شعب مصر وحده وإنما تعبر عن مشاعر شعوب الأمة كلها التي ودعت منذ سنوات أحلام الرهان علي المستحيل وباتت مستعدة لدعم أية توجهات صادقة تعكس جدية الرغبة في التعامل مع الأزمات المزمنة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وهنا أقول أن من الخطأ البالغ أن يواصل البعض قياس ارادة شعوب الأمة من خلال بضعة أصوات زاعقة تحاول التغطية علي الصوت الغالب الذي يدرك وبصدق حتمية اجراء الحسابات الدقيقة والتقديرات المتأنية عند التعامل مع حزمة القضايا والتحديات التي ليست وليدة اللحظة وإنما هي من إرث صراعات عميقة ومعقدة. ومعني ذلك أننا بحاجة إلي مراجعة ذلك الخلط المعيب للأوراق الذي يجري ترويجه في بعض المقالات أو علي بعض الشاشات وهو ما يؤدي ـ بكل أسف ـ إلي تشتيت الأذهان في اتجاهات هامشية ومعارك مفتعلة يمكن لها ـ تحت حمي الانفعال والغضب ـ أن تجرفنا بعيدا عن الأهداف والغايات الحقيقية بعد تغييب صوت العقل وإعادة استدراج الأمة إلي خنادق المزايدة وطرح المستحيلات. ومن الأمانة أن نقول أنه حتي لو لم تكن أمامنا أية ضمانات مؤكدة لجدية حدوث تغيير في الموقف الأمريكي الذي عبر عنه الرئيس أوباما في خطابه فإن المسئولية تحتم علينا أن نمسك بالفرصة المتاحة وأن نتعامل معها بكل الوعي والعقلانية فالأمر أكبر وأخطر من محاولة ادعاء البطولة من خلال مقال هنا أو حديث هناك. وأظن أن العقلانية والاستنارة وضرورات الحسابات الدقيقة عند التعامل مع القضايا والأزمات لاتعني ضعفا وإنما تعني قدرة علي المواجهة ورفضا للهروب إلي الأمام فالوقت ليس وقت مراهقات سياسية فات زمانها وانتهي أوانها! *** مرة أخري.. وإذن ماذا؟ إن بإمكاننا أن نرد دون أن نتصادم وأن نصارع دون أن نحارب بعد أن جربنا طويلا سياسة الصدام ولغة التناطح ولم نجن من وراء ذلك إلا مزيدا من المكاسب لغيرنا ومزيدا من الخسائر لنا! إننا بحاجة إلي صحوة لإثبات حيوية هذه الأمة وقدرتها علي تصحيح مسارها وإحباط أي مخططات لتهميش دورها وذلك يتطلب إدراكا بأن هذه الصحوة المطلوبة ليست مجرد غطاء وقائي وإنما هي رؤية مبكرة تضمن لنا القدرة علي الاحتفاظ بخطواتنا المحسوبة صوب أهدافنا المحددة والمعروفة بعيدا عن أي تشكيك يستهدف تغييب عقل الأمة وإفقادها ثقتها بنفسها. إن علينا أن ندرك أن منطقتنا لها وضع فريد يختلف عن أي منطقة أخري في العالم خصوصا في حسابات القوي الكبري ذات التطلعات المفتوحة للهيمنة وبسط النفوذ باسم ضرورات حماية مصالحها الحيوية والاستراتيجية. وأظن أن ذلك الذي تحدثت عنه يمثل سببا كافيا في حاجتنا إلي خطاب معتدل ومستنير يسهم في تسليح العقل العربي بأقصي درجات الوعي والفهم من ناحية وغلق الطريق أمام من يريدون دفع الأمة نحو مسارات ومنحدرات بالغة الخطورة من ناحية أخري. إن القضية بوضوح هي كيفية صياغة خطاب سياسي وإعلامي مستنير يعكس مصداقية التوحد العربي والإسلامي خلف رايات التضامن الكامل من أجل الفعل والانجاز وليس لمجرد تغيير أو استحداث بعض العبارات الانشائية لأن قيمة وأهمية أي خطاب سياسي وإعلامي ترتبط بمدي تعبير مفردات هذا الخطاب عن حقيقة الحلم المشترك في بناء إرادة قوية موحدة تستهدف المبادرة بسياسات جديدة تعكس جدية القدرة علي التصحيح ومواكبة المفاهيم والموازين الدولية الجديدة. وهنا أقول بكل الوضوح ـ ومنعا لأي التباس ـ ان الحاجة إلي صياغة خطاب سياسي وإعلامي مستنير لاتعني بأي حال من الأحوال وجود شبهة في التراجع عن المواقف الأساسية والمبدئية التي تشكل قاعدة المصالح المشتركة للأمة. إننا بحاجة إلي أقصي درجات الشفافية والوضوح في خطابنا السياسي والإعلامي المقبول والمستنير وبما يؤكد استمرار تمسكنا بالسلام كعقيدة استراتيجية تتجاوز حدود المنطقة التي نعيش فيها وتطمح إلي حلم المشاركة في بناء مجتمع دولي يسوده التعاون والاخاء وتختفي منه الحروب والصراعات من خلال اسهام نشيط وفعال للحد من سباق التسلح والاصرار علي جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من كل أسلحة الدمار الشامل لكي تكون نموذجا لعالمية تحريم السلاح النووي التي أطلق أوباما صيحتها في القاهرة تحت عناوين الرغبة في حماية البشرية من الأخطار المفزعة التي تهدد بزوال كل أشكال الحضارة والتقدم والعمران. وسوف يكون ضروريا ومحتما أن يتضمن خطابنا السياسي والاعلامي رؤية واضحة تجيب عن سؤال ضروري هو: كيف نستطيع أن نصل في النهاية إلي سلام متكافئ بين جميع دول المنطقة بحيث يلبي حق العرب في استرداد أراضيهم, وحق إسرائيل في شرعية الوجود الآمن والمعترف به تحت مظلة العدل والشرعية؟ لابد أن يكون خطابنا السياسي والإعلامي مرتكزا إلي أن السبيل الوحيد يكمن في مدي القدرة علي استمرار التمسك بعملية السلام, وعدم التشكك في إمكان بلوغ الأهداف المرجوة منها, مهما غالت إسرائيل في تشددها وصلفها وأطماعها ونياتها التوسعية. وفي اعتقادي أن مجالات الحركة عديدة ومتنوعة.. والخيارات كثيرة ومتجددة... وليس يخفي علي أحد أن استمرار التفاوض لايغني عن ضرورات مواصلة العمل الجاد علي بناء القوة الذاتية اللازمة لإحداث التوازن الاستراتيجي وأيضا فإن استمرار التفاوض يتطلب استمرار العمل علي حشد التأييد الدولي ـ دون يأس ـ من أجل دعم المطالب والحقوق العربية المشروعة, وذلك بإيجاد منظومة عمل تتوزع فيها الأدوار وتنطلق منها الرسائل الواضحة بأن مصلحة العالم في إثبات مصداقية التعامل بمكيال واحد مع قضايا هذه المنطقة الحساسة والحيوية. |
#4
|
||||
|
||||
![]()
المقالين ليس متشابهين إنما هي وجهات نظر هؤلاء الكبار
|
#5
|
||||
|
||||
![]()
يا في الجراب يا حاوي يا خبر النهارده بفلوس بكره ببلاش ونشوف الايام فيها ايه
__________________
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() تحيــــاتي وتقــديري للجمــــيع ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() <CENTER></CENTER><CENTER></CENTER> |
#6
|
||||
|
||||
![]() سر إعجابي الشديد بهذا المنتدى أنه لا يجبر أحد على المشاركة كما تفعل باقي المنتديات فهي تجبر الأعضاء على المشاركة والتواصل مع الموضوعات المطروحة من قبل إدارة المنتدى . وشكراً
أما هذه المنتدى العظيم فهو يترك الحرية للمثقفين للمشاركة ليفيدوا غيرهم ............... معذرة أنا لا أقصد أحد وأقصد نفسي بالمثقفين |
#7
|
||||
|
||||
![]() وأنا لا أقصد نفسي بالمثقفين (تصحيح) فمعذرة ............
|
#8
|
||||
|
||||
![]()
يا في الجراب يا حاوي يا خبر النهارده بفلوس بكره ببلاش ونشوف الايام فيها ايه ................. شكراً على تواصل حضرتك مع الموضوع ونفسي تكون المشاركات في تحيل الخطاب للتحاور وتبادل الأراء
|
#9
|
||||
|
||||
![]()
إذا كان الموضوع غير شيق في تجاذب الحديث نرجو طرح موضوع للتقارب ومعرفة المزيد من الأفكار الجديدة
|
#10
|
||||
|
||||
![]()
وإذا كان الموضوع يستحق المتابعة والتعليق فأين المشاركات .......................... اعتقد الجميع أن أوباما خطف قلوبنا باقتباساته من القرآن ومحاكاته للطابع الإسلامي في الخطاب لجذب القلوب والعقول ولكن العكس يحدث .................. وشكراً
|
#11
|
||||
|
||||
![]()
شكراً للسادة المتابعين للمنتدى على مشاركتهم الفاعلة في هذا الموضوع سواء بالرد عليه سلباً أو إيجاباً
|
#12
|
||||
|
||||
![]()
جزاك الله خيرا مشكور ع المجهود
__________________
![]() سماعاً بني العرب الأكرمين... أباة التواني حماة الذمم أفيقــوا فمن نــام عن حقــه ... عـراه الأذى ولــواه العــدم رعـى الله شعبـاً يريد العُلى ... ويطلبها تحت خفق العلم إذا لـــم نقـــم قـومــةً حـــرةً ... ونـرجع عهـداً طواه القـدم فأين الفـخار الـذي ندعيـه!! ... وأين الأبى وأين الشهم !! |
العلامات المرجعية |
|
|