اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #91  
قديم 07-03-2012, 08:44 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


قـيم إســلامية
كظم الغيظ

عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه تعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم "إن الغضب جمرة من النار فمن وجد ذلك منكم فإن كان قائما فليجلس، وإن كان جالسا فليضطجع"
عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه تعالى عنه أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال "إياكم والغضب فإنه يوقد في فؤاد ابن آدم النار ألم ترَ إلى أحدكم إذا غضب كيف تحمرّ عيناه وتنتفخ أوداجه؟
فإذا أحس أحدكم بشيء من ذلك فليضطجع وليلصق بالأرض
وقال: "إن منكم من يكون سريع الغضب سريع القيء فأحدهما بالآخر" يعني يكون أحدهما بالآخر قصاصاً " ومنكم من يكون بطيء القيء ويكون أحدهما بالآخر، وخيركم من كان بطيء الغضب سريع القيء وشركم من كان سريع الغضب بطيء القيء"
عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "من كظم غيظا وهو يقدر على أن يمضيه لم يمضه ملأ اللَّه قلبه يوم القيامة رضا"
وذكر أنه رأى سكران فأراد أن يأخذه فيعزره فشتمه السكران فلما شتمه رجع عمر،فقيل له يا أمير المؤمنين لما شتمك تركته؟
قال لأنه أغضبني فلو عزرته لكان ذلك لغضب نفسي ولا أحب أن أضرب مسلماً لحمية نفسي.
وروى عن ميمون بن مهران : أن جارية له جاءت بمرقة فعثرت فصبت المرقة عليه فأراد ميمون أن يضربها
فقالت الجارية يا مولاي استعمل قول اللَّه تعالى {وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ}
فقال : قد فعلت
فقالت : اعمل بما بعده {وَالعَافِينَ عَنْ النَّاسِ}
قال : قد عفوت،
فقالت اعمل بما بعده {وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ}
فقال ميمون أحسنت إليك فأنت حرة لوجه اللَّه تعالى.

وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "من لم يكن فيه ثلاث خصال لم يجد طعم الإيمان: حِلم يردّ به جهل الجاهل، وورع يحرُزه عن المحارم، وخُلُق يداري به الناس".

وذكر عن بعض المتقدمين أنه كان له فرس وكان معجبا به، فجاء ذات يوم فوجده على ثلاث قوائم
فقال : لغلامه من صنع هذا؟
فقال : أنا
قال : لم؟
قال : أردت أن أغمك
قال لا جرم لأغمنّ من أمرك به: يعني الشيطان: اذهب فأنت حرّ والفرس لك.

و ينبغي للمسلم أن يكون حليما وصبورا فإن ذلك من خصال المتقين وقد مدح اللَّه تعالى الحليم في كتابه فقال تعالى {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ} يعني من صبر على الظلم وتجاوز عن ظالمه وعفا عنه {إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}

وذكر أن إبليس جاء إلى موسى صلوات اللَّه وسلامه عليه
فقال له : أنت الذي اصطفاك اللَّه تعالى برسالته وكلمك تكليما، وإنما أنا خلق من خلق اللَّه تعالى أردت أن أتوب إلى ربك فاسأله ليتوب عليّ،
ففرح بذلك موسى عليه السلام فدعا بماء فتوضأ وصلى ما شاء اللَّه تعالى،
ثم قال : يا رب إن إبليس خلق من خلقك يسألك التوبة فتب عليه،
فقيل له: يا موسى إنه لا يتوب،
فقال : يا رب إنه يسألك التوبة
فأوحى اللَّه تعالى : إني استجبت لك يا موسى فمره أن يسجد لقبر آدم فأتوب عليه، فرجع موسى مسرورا فأخبره بذلك،
فغضب من ذلك واستكبر ثم قال: أنا لم أسجد له حيا أأسجد له ميتا،
ثم قال يا موسى إن لك حقا عليّ بما تشفعت لي إلى ربك فأوصيك بثلاثة أشياء: اذكرني عند ثلاث خصال:
اذكرني حين تغضب فإني في قلبك أجري منك مجرى الدم،
واذكرني حين تلقى العدو في الزحف، فإني آتي ابن آدم حين يلقى العدو فأذكره زوجته وأهله وماله وولده حتى يولي دبره،
وإياك أن تجالس امرأة ليست بذات محرم منك فإني رسولها إليك ورسولك إليها.

وقيل: ثلاثة من أخلاق أهل الجنة ولا توجد إلاّ في الكريم: العفو عمن ظلمك، والبذل لمن حرمك، والإحسان إلى من أساء إليك قال اللَّه تعالى {خُذْ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الجَاهِلِينَ}.
وروى في الخبر أنه لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: "ما تفسير هذه الآية؟
فقال له جبريل عليه الصلاة والسلام : حتى أسأل العالم
فذهب جبريل ثم أتاه فقال: يا محمد إن اللَّه تعالى يأمرك أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك".
عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه قال "سبّ رجل أبا بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم جالس
فسكت النبي صلى اللَّه عليه وسلم وسكت أبو بكر
فلما سكت الرجل تكلم أبو بكر فقام النبي صلى اللَّه عليه وسلم وأدركه أبو بكر فقال يا رسول اللَّه سبني وسكت فلما تكلمت قمت؟
فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم : إن الملك كان يرد عليه عنك حين سكت فلما تكلمت ذهب الملك وقعد الشيطان فكرهت أن أقعد في مقعد مع الشيطان
ثم قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثلاث كلهن حق:
ما من عبد يظلم بمظلمة فيعفو عنها ابتغاء مرضاة اللَّه تعالى إلاّ زاده اللَّه بها عزا
وما من عبد فتح على نفسه باب مسألة يريد بها كثرة إلاّ زاده اللَّه تعالى بها قلة
وما من عبد أعطى عطية يبتغي بها وجه اللَّه تعالى إلاّ زاده اللَّه تعالى بها كثرة".
عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال
" لكل شيء شرف وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة" وإنما تجالسون بالأمانة، ولا تصلوا خلف النائم والمحدث، وا***وا الحية والعقرب وإن كنتم في صلاتكم، ولا تستروا الجدران بالثياب، ومن نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنما ينظر في النار، ومن أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على اللَّه تعالى، ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليتق اللَّه تعالى، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد اللَّه تعالى أوثق منه بما في يده
ثم قال: ألا أنبئكم بشراركم؟
قالوا بلى يا رسول اللَّه
قال: من أكل وحده، ومنع رفده، وجلد عبده،
ثم قال: ألا أنبئكم بشر من هذا؟
قالوا بلى يا رسول الله،
قال: من يبغض الناس ويبغضونه،
ثم قال: ألا أنبئكم بشر من هذا؟
قالوا بلى يا رسول الله،
قال: من لا يقبل عثرة ولا يقبل معذرة ولا يغفر ذنبا
ثم قال: ألا أنبئكم بشر من هذا؟
قالوا بلى يا رسول الله،
قال: من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره،
ثم قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: إن عيسى عليه السلام قام في بني إسرائيل فقال يا بني إسرائيل لا تتكلموا بالحكمة عند الجهال فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، وقد قال مرة فتظلموها، ولا تكافئوا ظالما بظلم فيبطل فضلكم عند ربكم، يا بني إسرائيل
الأمور ثلاثة: أمر تبين رشده فاتبعوه، وأمر ظهر غيه فاجتنبوه، وأمر اختلف فيه فردوه إلى اللَّه ورسوله.
وروى عن أبي الدرداء رضي اللَّه تعالى عنه أن رجلا قال له علمني كلمات ينفعني اللَّه تعالى بهن؟
قال أبو الدرداء أوصيك بكلمات من عمل بهن كان ثوابه على اللَّه عز وجل والدرجات العلى: لا تأكل إلاّ طيبا، واسأل اللَّه تعالى رزق يوم بيوم، وعدّ نفسك من الموتى، وهب عرضك لله تعالى فمن شتمك أو أذاك فقل وهبت عرضي لله تعالى، وإذا أسأت فاستغفر اللَّه تعالى.
وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال " لما كسرت رباعيته في يوم أحد فشق ذلك على أصحابه مشقة شديدة
فقالوا يا رسول اللَّه : لو دعوت اللَّه تعالى على هؤلاء الذين صنعوا بك ما ترى
فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم إني لم أبعث لعانا ولكني بعثت داعيا ورحمة اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون"

وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم "من كف لسانه عن أعراض المسلمين أقال اللَّه تعالى عثرته يوم القيامة، ومن كف غضبه أقال اللَّه تعالى غضبه عنه يوم القيامة"

وروى عن مجاهد رضي اللَّه تعالى عنه "أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مرّ بقوم يربعون حجرا: يعني يرفعون حجرا وينظرون أيهم أقوى
فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ما هذا؟
قالوا : حجر الأشداء
فقال : ألا أخبركم بما هو أشد منه؟
قالوا : بلى يا رسول اللَّه
قال: الذي يكون بينه وبين أخيه شحناء فيغلب شيطانه وشيطان صاحبه فيأتيه حتى يكلمه"
وفي رواية أخرى "أنه مرّ بقوم يرفعون الحجر فقال أتعرفون الشدة برفع الحجارة ألا أنبئكم بأشد منكم؟
قالوا بلى يا رسول الله، قال الذي يمتلئ غضبا ثم يصبر"

وذكر عن يحيى بن معاذ أنه قال: من دعا على ظالمه فقد أحزن محمدا صلى اللَّه عليه وسلم في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وسرّ اللعين إبليس في الكفرة والشياطين
ومن عفا عن ظالم فقد أحزن اللعين في الكفرة والشياطين وسرّ محمدا صلى اللَّه عليه وسلم في الأنبياء والصالحين صلوات اللَّه وسلامه عليهم أجمعين.
وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "ينادي مناد يوم القيامة أين الذين كانت أجورهم على اللَّه عز وجل؟
فيقوم العافون عن الناس فيدخلون إلى الجنة
وروى عن عطية عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف إن قيد انقاد وإن أنيخ على صخرة استناخ".
فعليكم بالصبر عن الغضب، وإياكم والعجلة عند الغضب، فإن في العجلة ثلاثة أشياء وفي الصبر ثلاثة أشياء، فأما الثلاثة التي في العجلة فأحدها الندامة في نفسه، والثاني الملامة عند الناس، والثالث العقوبة عند اللَّه تعالى. وفي الصبر ثلاثة أشياء: السرور في نفسه، والمحمدة عند الناس، والثواب من اللَّه تعالى، فإن الحلم يكون مرّا في أوله وحلوا في آخره كما قال القائل:
الحلم أوله مر مذاقته لكن آخره أحلى من العسل
والله أعلم





__________________
رد مع اقتباس
  #92  
قديم 09-04-2012, 06:36 PM
أسير الخير أسير الخير غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 26
معدل تقييم المستوى: 0
أسير الخير is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خير أخي الكريم وجعلة الله في ميزان حسناتك
رد مع اقتباس
  #93  
قديم 09-04-2012, 08:03 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسير الخير مشاهدة المشاركة
جزاك الله خير أخي الكريم وجعلة الله في ميزان حسناتك
بارك الله فيك ورضى عنك وعن والديك
__________________
رد مع اقتباس
  #94  
قديم 17-04-2012, 12:53 PM
الصورة الرمزية صوت الامة
صوت الامة صوت الامة غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,280
معدل تقييم المستوى: 22
صوت الامة has a spectacular aura about
افتراضي

اعانكم الله وسدد خطاكم
وجعل كل ما تقدمونة فى ميزان حسناتكم
__________________

قلب لايحتوي حُبَّ الجهاد ، قلبٌ فارغ .!
فبالجهاد كنا أعزة .. حتى ولو كنا لانحمل سيوفا ..
رد مع اقتباس
  #95  
قديم 17-04-2012, 07:33 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صوت الامة مشاهدة المشاركة
اعانكم الله وسدد خطاكم
وجعل كل ما تقدمونة فى ميزان حسناتكم
واياكم اخى الكريم
بارك الله فيك ورضى عنك
__________________
رد مع اقتباس
  #96  
قديم 17-04-2012, 07:40 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

العجب

( كفى بالمرء علما أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله )



قال عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه: النجاة في اثنتين التقوى والنية، والهلاك في اثنتين القنوط والإعجاب.

وعن وهب بن منبه رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال:

كان فيمن كان قبلكم رجل عبد اللَّه سبعين سنة يفطر من سبت إلى سبت فطلب إلى اللَّه حاجة فلم يعطها

فأقبل على نفسه وقال لو كان عندك خير قضيت حاجتك مما أتيت من قبلك،

فنزل عليه ملك من ساعته فقال يا ابن آدم إن ساعتك التي ازدريت نفسك فيها خير من عبادتك التي قد مضت.

وقال الشعبي رضي اللَّه تعالى عنه: كان رجل إذا مشى أظلته سحابة

فقال رجل لأمشين في ظله،

فأعجب الرجل بنفسه فقال مثل هذا يمشي في ظلي،

فلما افترقا ذهب الظل مع ذلك الرجل الآخر.

وعن عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه قال: إن من صلاح توبتك أن تعرف ذنبك، وإن من صلاح عملك أن ترفض عجبك، وإن من صلاح شكرك أن تعرف تقصيرك.

وذكر عن عمر بن عبد العزيز رضي اللَّه تعالى عنه أنه كان إذا خطب فخاف العجب قطع، وإذا كتب فخاف العجب مزق وقال اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي.

وعن مطرّف بن عبد اللَّه قال: لأن أبيت نائما وأصبح نادما أحب إليّ من أن أبيت قائما وأصبح معجبا.

وذكر أن شابا من بني إسرائيل رفض دنياه واعتزل عن الناس وجعل يتعبد في بعض النواحي، فخرج إليه رجلان من مشايخ قومه ليردّاه إلى منزله

فقالا له : يا فتى أخذت بأمر شديد لا تصبر عليه

فقال الشاب : قيام الناس بين يدي اللَّه أشدّ من قيامي هذا

فقالا له : إن لك أقرباء فعبادتك فيهم أفضل

فقال الشاب : إن ربي إذا رضي عني أرضى عني كل قريب وصديق

فقالا له : أنت شاب لا تعلم وإنا قد جرّبنا هذا الأمر ونخاف عليك العجب

فقال الشاب : من عرف نفسه لم يضره للعجب

فنظر أحدهما إلى صاحبه فقال: قم فإن الشاب قد وجد ريح الجنة فلا يقبل قولنا.

وذكر في الخبر أن داود صلوات اللَّه عليه وسلامه خرج إلى ساحل فعبد ربه سنة، فلما تمت السنة قال يا رب : قد انحنى ظهري وكلت عيناي ونفدت الدموع فلا أدري إلى ماذا يصير أمري؟

فأوحى اللَّه تعالى إلى ضفدع أن أجب عبدي داود عليه السلام،

فقالت الضفدع يا نبيّ اللَّه أتمنّ على ربك في عبادة سنة ؟!

والذي بعثك بالحق نبيا إني على ظهر برية منذ ثلاثين سنة أو سنين أسبحه وأحمده وإن فرائصي ترعد من مخافة ربي، فبكى داود عليه الصلاة والسلام عند ذلك.

وذكر أن هذه القصة كانت لموسى عليه السلام بعد ما *** قتيلا.

من أراد أن يكسر العجب فعليه بأربعة أشياء:

أوّلها: أن يرى التوفيق من اللَّه تعالى فإذا رأى التوفيق من اللَّه تعالى فإنه يشتغل بالشكر ولا يعجب بنفسه،

والثاني أن ينظر إلى النعماء التي أنعم اللَّه بها عليه فإذا نظر في نعمائه اشتغل بالشكر عليها واستقلّ عمله ولا يعجب به

والثالث أن يخاف أن لا يتقبل منه فإذا اشتغل بخوف القبول لا يعجب بنفسه

والرابع أن ينظر في ذنوبه التي أذنب قبل ذلك، فإذا خاف أن ترجح سيئاته على حسناته فقد قلّ عجبه، وكيف يعجب المرء بعمله ولا يدري ماذا يخرج من كتابه يوم القيامة وإنما يتبين عجبه وسروره بعد قراءة الكتاب.

عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما أنه قال: كنت أسمع قول اللَّه تعالى {هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِي} ولم أدر لمن قالها،

حتى دخل كعب رحمه اللَّه تعالى على عمر رضي اللَّه تعالى عنه ونحن عنده، فقال: يا كعب حدثنا ولا تحدثنا إلا بحديث يشبه كتاب اللَّه تعالى؟

فقال كعب رحمه اللَّه تعالى:

إن اللَّه يبعث الخلائق يوم القيامة في قاع أفيح يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، ثم يدعى كل قوم بإمامهم: يعني بمعلمهم الذي يعلمهم الهدى أو الضلالة،

فيدعى بإمام الهدى قبل أصحابه فيتقدم فيعطى كتابه بيمينه وقد أخفيت سيئاته فهو يقرؤه بينه وبين نفسه لكيلا يقول بعملي دخلت الجنة وقد بدت حسناته للناس فهم يقرءونها حتى إنهم يقولون طوبى لفلان ما ظهر له من الخير

فيقرأ سيئاته في نفسه حتى يقول في نفسه قد هلكت فيجد في آخره إني قد غفرت لك، فيتوّج بتاج من نور يسطع ضوؤه،

ثم يقال له اذهب إلى أصحابك فبشرهم بأن لكل منهم مثل مالك،

فإذا أقبل نظر إليه أهل الوادي فليس واحد منهم إلا وهو يقول اللهم اجعله منا اللهم ائتنا به ثم يأتي أصحابه فيقول:

هاؤم اقرؤا كتابيه_ فقد غفر لي، فأبشروا فإن لكل رجل منكم مالي

وإذا كان إمام الضلالة دعى به فإذا قام أعطى كتابه فإذا تناوله بيمينه غلت يمينه إلى عنقه فيتناوله بشماله فيجعل شماله من وراء ظهره فيلوى عنقه

ويقرأ حسناته بينه وبين نفسه لكيلا يقول حفظت سيئاتي ولم تحفظ حسناتي فيقول عملت كذا فجازيتك بما عملت، وهكذا حتى يستوفي حسناته

وسيئاته ظاهرة للناس يقرؤنها حتى يقولوا ويل لفلان ما ظهر له من الشر”

حتى إذا فرغ من صحيفته وجد في آخرها {وَإِنَّهُ حَقَّ عَليكَ كَلِمَة العذَاب} يعني وجب عليك العذاب فيسودّ وجهه كقطع الليل المظلم فيتوّج بتاج من النار يسطع دخانه

ثم يقال له ائت أصحابك فبشرهم فإن لكل واحد منهم مثل هذا

فإذا أقبل رآه أهل الوادي فقال كل واحد منهم اللهم لا تجعل هذا منا اللهم لا تأتنا به فلا يمرّ بقوم إلا لعنوه، ثم يأتي أصحابه فإذا رأوه لعنوه وتبرءوا منه فلعنهم هو كما قال اللَّه تعالى {ثُمَّ يَوْمَ القِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً} فيقول لهم أبشروا فإن لكل واحد منكم مثل هذا.

وعن مسروق رحمه اللَّه تعالى قال: كفى بالمرء علما أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله.

وعن مجاهد رحمه اللَّه أنه قال: بعث سعيد بن العاص قوما يثنون عليه عند عثمان رضي اللَّه تعالى عنه فقام المقداد فحثا في وجوههم التراب وقال سمعت رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم يقول” احثوا التراب في وجوه المدّاحين”.
__________________
رد مع اقتباس
  #97  
قديم 17-04-2012, 07:43 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الاحسان الى اليتيم

( أنا وكافل اليتيم المسلم في الجنة وجمع بين أصبعيه )

عن عبد اللَّه بن أبي أوفى يقول: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلممن مسح على رأس يتيم رحمة كتب له بكل شعرة مرت عليها يده حسنة ومحا عنه بكل شعرة سيئة ورفع له بكل شعرة درجة”



عن عكرمة عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم “من ضم يتيماً من بين يتامى المسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه اللَّه تعالى أوجب اللَّه تعالى له الجنة البتة إلا أن يعمل عملا لا يغفر اللَّه له،

ومن أذهب اللَّه كريمته فصبر واحتسب أوجب له اللَّه الجنة البتة إلا أن يعمل عملاً لا يغفر اللَّه له،

قيل وما كريمته؟

قال عينه،

ومن كان له ثلاث بنات فأدبهن وأنفق عليهن حتى يمتن أو يبني بهن أوجب اللَّه له الجنة البتة إلا أن يعمل عملا لا يغفر اللَّه تعالى له.

قال: فناداه رجل من الأعراب فقال يا رسول اللَّه أو اثنتين؟

قال أو اثنتين



وعن أبي الدرداء رضي اللَّه تعالى عنه “أن رجلا جاء إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فشكا إليه قسوة القلب فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلم إن سرك أن يلين قلبك فامسح برأس اليتيم وأطعمه”



قال حدثنا محمد بن الفضل بإسناده عن ابن عمر رضي اللَّه تعالى عنهما أنه سئل عن الكبائر قال هي تسع:

الشرك بالله، و *** المؤمن متعمدا، والفرار من الزحف، وقذف المحصنة، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، وعقوق الوالدين، والسحر، واستحلال الحرام.



وروى عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما في قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً} يعني سيدخلون في الآخرة النار.



ويقال: طوبى للبيت الذي فيه اليتيم، وويل للبيت الذي فيه اليتيم: يعني ويل لأهل البيت الذين لم يعرفوا حق اليتيم وطوبى لهم إذا عرفوا حقه.



وروى “أن رجلاً جاء إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقال عندي يتيم فمم أضربه؟ قال مما تضرب به ولدك” يعني لا بأس أن تضربه للتأديب ضربا غير مبرح مثل ما يضرب الوالد ولده.



وروى عن فضيل بن عياض رحمه اللَّه تعالى أنه قال: رب لطمة أنفع ليتيم من أكلة خبيص.

إن كان يقدر أن يؤدبه بغير ضرب ينبغي له أن يفعل ذلك ولا يضربه. فإن ضرب اليتيم أمر شديد بدليل هذا الحديث

عن عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم “إن اليتيم إذا ضرب اهتزّ عرش الرحمن لبكائه فيقول اللَّه تعالى يا ملائكتي من أبكى الذي غيبت أباه في التراب؟ وهو أعلم به.

قال: تقول الملائكة ربنا لا علم لنا.

قال: فإني أشهدكم أن من أرضاه فيّ فأرضيه من عندي يوم القيامة



وكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يمسح رؤوسهم ويلطف بهم، وكان عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه يفعل ذلك.

وعن زيد بن أسلم رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال أنا وكافل اليتيم المسلم في الجنة وجمع بين أصبعيه”

وعن عوف بن مالك الأشجعي أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال“ما من مسلم يكون له ثلاث بنات ينفق عليهنّ حتى يبنى بهنّ أو يمتن إلا كنّ له حجاباً من النار، فقالت امرأة يا رسول اللَّه أو ثنتان؟ قال أو ثنتان”

قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم “أنا وامرأة سفعاء الخدين في الجنة كهاتين، وأشار بأصبعيه إلى امرأة مات زوجها فحبست نفسها على بناتها حتى يبنى بهن أو يمتن”

وروى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال “من حمل من السوق طرفة إلى ولده كان كمن حمل صدقة حتى يضعها في فيهم، وليبدأ بالإناث فإن اللَّه تعالى يرق للإناث، ومن رق للأنثى كان كمن بكى من خشية الله، ومن بكى من خشية اللَّه غفر له، ومن فرّح أنثى فرّحه اللَّه يوم الحزن”.
__________________
رد مع اقتباس
  #98  
قديم 17-04-2012, 07:45 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الرحمة و الشفقة

مَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَم

عن الحسن أن رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم قال ” لا يدخل الجنة إلا رحيم

قالوا : يا رسول اللَّه كلنا رحيم

قال ليس رحمة أحدكم نفسه خاصة ولكن حتى يرحم الناس عامة ولا يرحمهم إلا اللَّه تعالى”



عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : ” الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء “.



وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال“من لا يرحم الناس لا يرحمه اللَّه تعالى”



و عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قَبَّلَ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم الحسنَ بن عليّ رضي اللّه عنهما وعنده الأقرعُ بن حابس التميمي.

فقال الأقرعُ: إن لي عشرةً من الولد ما قبّلتُ منهم أحداً

فنظرَ إليه رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم قال: “مَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ”.‏


عن أبي هريرة أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال“بينما رجل يمشي في الطريق اشتدّ عليه العطش فوجد بئرا فنزل بها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث وهو يأكل الثرى من العطش،

فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني

فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب،

فشكر اللَّه تعالى له فغفر له،

قالوا يا رسول اللَّه :إن لنا في البهائم لأجراً؟

قال : في كل ذات كبد رطبة أجر”

وعن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد: إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى


عن أبي عبيدة عن عبد اللَّه قال: إذا رأيتم أخاكم قد أصابه جزاء فلا تلعنوه ولا تعينوا عليه الشيطان، ولكن قولوا اللهم ارحمه اللهم تب عليه.

وعن أنس بن مالك قال: بينما عمر رضي اللَّه تعالى عنه يعس ذات ليلة إذ مرّ برفقة قد نزلت فخشى عليهم السرقة

فأتى عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه تعالى عنه فقال:ما الذي جاء بك في هذه الساعة يا أمير المؤمنين؟

قال مررت برفقة قد نزلت فحدثتني نفسي أنهم إذا باتوا ناموا فخشيت عليهم السرقة فانطلق بنا نحرسهم.

قال: فانطلقنا.

فقعد قريبا من الرفقة يحرسان حتى إذا رأيا الصبح نادى عمر رضي اللَّه تعالى عنه يا أهل الرفقة الصلاة الصلاة مراراً حتى إذا رآهم تحركوا قاما فرجعا.



فعليك أخى الكريم أن تقتدي بالذين قبلك فإن اللَّه قد مدح أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلم بالتراحم فيما بينهم قال اللَّه تعالى {رحماء بينهم} وكانوا رحماء على المسلمين وعلى جميع الخلق وكانوا يرحمون أهل الذمة، فكيف بالمسلمين؟.



وروى عن عمر رضي اللَّه تعالى عنه أنه رأى رجلاً من أهل الذمة يسأل على أبواب الناس وهو شيخ كبير

فقال له عمر رضي اللَّه تعالى عنه : ما أنصفناك أخذنا منك الجزية ما دمت شابا ثم ضيعناك اليوم

وأمر بأن يجري عليه قوته من بيت مال المسلمين.

وعن الحسن عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال “بدلاء أمتي لا يدخلون الجنة بكثرة صلاة ولا صيام ولكن يرحمهم اللَّه تعالى بسلامة الصدور وسخاوة النفس والرحمة لجميع المسلمين”.



عن أنس بن مالك قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم “أربع من حق المسلمين عليك: أن تعين محسنهم، وأن تستغفر لمذنبهم، وأن تدعو لمدبرهم، وأنت تحب تائبهم”.

عن أبي أيوب رضي اللَّه تعالى عنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول “للمسلم على أخيه ست خصال واجبة إن ترك منها واحدة فقد ترك حقا واجبا: إذا دعاه أن يجيبه، وإذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يحضره، وإذا لقيه أن يسلم عليه، وإذا استنصحه أن ينصحه وإذا عطس أن يشمته”

وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: “ما من نبيّ إلا وقد رعى،

قالوا يا رسول الله: وأنت قد رعيت؟

قال: نعم، فأنا قد رعيت”.

والحكمة في رعي الأنبياء صلوات اللَّه عليهم وسلامه أن اللَّه تعالى ابتلاهم على البهائم أولا حتى تظهر شفقتهم على خلقه وهو أعلم بهم، وإذا وجدهم مشفقين على البهائم جعلهم أنبياء وجعلهم مسلطين على بني آدم في أمر دينهم.

وروى أبو هريرة عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: “من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره اللَّه في الدنيا والآخرة، ومن نفس عن أخيه كربة من كرب الدنيا نفس اللَّه عنه كربته يوم القيامة، والله تعالى في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه المسلم”

وروى قتادة عن أنس رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال “والذي نفس محمد بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير”

وعن أبي الدرداء رضي اللَّه تعالى عنه أنه كان يتتبع الصبيان فيشتري منهم العصافير فيرسلها ويقول اذهبي فعيشي.

وروى عن عمر بن عبد العزيز رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال

أحب الأمور إلى اللَّه تعالى ثلاثة:

العفو عند المقدرة

والقصد في الجدة

والرفق بعباد اللَّه تعالى وما رفق أحد بعباد اللَّه إلا رفق اللَّه به

وروى هشام عن الحسن قال: أوحى اللَّه إلى آدم:

يا آدم أربع هن جماع لك ولولدك: يعني جماع الخير واحدة لي وواحدة لك وواحدة بيني وبينك وواحدة بينك وبين الناس :

فأما التي لي فأن تعبدني ولا تشرك بي شيئا،

وأما التي لك فعملك أجزيك به حين تكون أفقر ما تكون إليه

وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء ومني الإجابة

وأما التي بينك وبين الناس فاصحبهم بالذي تحب أن يصحبوك به، والله أعلم.
__________________
رد مع اقتباس
  #99  
قديم 17-04-2012, 07:57 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

حق المرأة على زوجها

خيركم خيركم لأهله .. و أنا خيركم لأهلى

قال أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه “سئل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أيّ المؤمنين أكمل إيمانه؟

قال أحسنهم خلقاً مع أهله



عن ابن عمر رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال



” كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته:

فالإمام الذي يلي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته،

والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم،

والعبد راع في مال سيده وهو مسئول عنه،

والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعْيتها،

ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته”

عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال “من تزوج امرأة بصداق مثلها وهو ينوي أن لا يؤديه إليها فهو زان، ومن استدان ديناً وهو ينوي أن لا يقضه فهو سارق”



عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال “استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عندكم لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنما أخذتموهن بأمانة اللَّه واستحللتم فروجهن بكلمة اللَّه تعالى”.

و حق المرأة على الزوج خمسة أشياء:

أولها : أن يخدمها من وراء الستر ولا يدعها تخرج من وراء الستر فإنها عورة وخروجها إثم وترك للمروءة،

والثاني : أن يعلمها ما تحتاج إليه من العلم مما لابد لها من أحكام الوضوء والصلوات والصوم،

والثالث : أن يطعمها الحلال فإن اللحم إذا نبت من الحرام يذوب بالنار،

والرابع : أن لا يظلمها فإنها أمانة عنده،

والخامس : إن تطاولت عليه يحتمل ذلك منها نصيحة لها لكيلا تقع في أمر هو أضرّ بها مما وقعت فيه.

وذكر أن رجلاً جاء إلى عمر بن الخطاب يشكو إليه زوجته،

فلما بلغ بابه سمع امرأته أم كلثوم تطاولت عليه،

فقال الرجل إني أردت أن أشكو إليه زوجتي وبه من البلوى ما بي فرجع،

فدعاه عمر رضي اللَّه تعالى عنه فسأله فقال إني أردت أن أشكو إليك زوجتي فلما سمعت من زوجتك ما سمعت رجعت،

فقال عمر رضي اللَّه تعالى عنه إني أتجاوز عنها لحقوق لها عليّ:

أوّلها : ستر بيني وبين النار فيسكن بها قلبي عن الحرام

والثاني : أنها لي خازنة إذا خرجت من منزلي وتكون حافظة لمالي

والثالث : أنها قصارة لي تغسلي ثيابي

والرابع : أنها ظئر لولدي

والخامس : أنها خبازة وطباخة لي، فقال الرجل إن لي مثل مالك فما تجاوزت عنها فأتجاوز.

وروى أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال “أربع نفقات لا يحاسب بها العبد يوم القيامة: نفقته على أبويه ونفقته على إفطاره، ونفقته عل سحوره، ونفقته على عياله”

وعن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال “الدنانير أربعة، دينار تنفقه في سبيل اللَّه تعالى، ودينار تعطيه للمساكين، ودينار تعطيه في رقبة، ودينار تنفقه على أهلك، وأعظمها أجر الدينار الذي تنفقه على أهلك”.
__________________
رد مع اقتباس
  #100  
قديم 18-04-2012, 08:56 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الحسد

إن الغلّ والحسد يأكلان الحسنات كما تأكل النار الحطب

عن الحسن أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال “إن الغلّ والحسد يأكلان الحسنات كما تأكل النار الحطب”

عن عبد الرحمن بن معاوية أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال “ثلاثة لا ينجو منهن أحد: الظن والحسد والطيرة قيل يا رسول اللَّه وما ينجي منهن؟ قال إذا حسدت فلا تبغ وإذا ظننت فلا تحقق وإذا تطيرت فامض، أو قال لا ترجع”

ومعنى قوله صلى اللَّه عليه وسلم: “إذا حسدت فلا تبغ” يعني إذا كان الحسد في قلبك فلا تظهره ولا تذكر عنه بسوء فإن اللَّه تعالى لا يؤاخذك بما في قلبك ما لم تقل باللسان أو تعمل عملا في ذلك،

وقوله عليه الصلاة والسلام “إذا ظننت قلا تحقق” يعني إذا ظننت بالمسلم ظن السوء فلا تجعل ذلك حقيقة ما لم تر بالمعاينة.

وقوله عليه الصلاة والسلام “إذا تطيرت فامض” يعني إذا أردت الخروج إلى موضع فسمعت صوت هامة أو صوت عقعق أو اختلج شيء من أعضائك فامض ولا ترجع.



وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم : “أنه كان يحب الفأل الحسن ويكره الطيرة” وقال “الطيرة من أفعال الجاهلية” , وفي نسخة : “من أمور الجاهلية”

كما قال اللَّه تعالى {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ}

وفي آية أخرى {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ}





وروى عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما أنه كان يقول: “إذا سمعت صوت طير فقل اللهم لا طير إلاّ طيرك ولا خير إلاّ خيرك ولا إله غيرك ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ثم امض فإنه لا يضرك شيء بإذن اللَّه تعالى”

عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال“لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تناجشوا وكونوا عباد اللَّه إخوانا”.

وروي عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال :

ألا إن لنعم اللَّه أعداء قيل من أعداء نعم اللَّه يا رسول الله؟ قال الذين يحسدون الناس على ما آتاهم اللَّه تعالى من فضله”.

وروى أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال “ستة بستة يدخلون النار يوم القيامة قبل الحساب يعني ستة أصناف بسبب ستة أشياء يدخلون النار قبل الحساب ”

قيل يا رسول اللَّه من هم؟

قال الأمراء من بعدي بالجور، والعرب بالعصبية، والدهاقين بالكبر، والتجار بالخيانة، وأهل الرستاق بالجهالة، وأهل العلم بالحسد”

يعني العلماء الذين يطلبون الدنيا بحسد بعضهم بعضا فينبغي للعالم أن يتعلم العلم ليطلب به الآخرة فإذا كان العالم يطلب بعلمه الآخرة فإنه لا يحسد أحدا ولا يحسده أحد وإذا تعلم لطلب الدنيا فإنه يحسد كما قال اللَّه تعالى عن علماء اليهود {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّه مِنْ فَضْلِهِ}

يعني أن اليهود كانوا يحسدون رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأصحابه فكانوا يقولون لو كان هو رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لشغله ذلك عن كثرة النساء، قال اللَّه سبحانه وتعالى {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّه مِنْ فَضْلِهِ} يعني النبوة وكثرة النساء.

إياكم والحسد فإن الحسد أوّل ذنب عصى اللَّه تعالى به السماء وأول ذنب عصى اللَّه تعالى به في الأرض، وإنما أراد بقوله أوّل ذنب عصى اللَّه تعالى به السماء يعني إبليس حين أبى أن يسجد لآدم وقال {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} فحسده فلعنه اللَّه تعالى بذلك، وأما الذي عصى اللَّه تعالى به في الأرض فهو قابيل بن آدم حين *** أخاه هابيل حسدا.

وهو قوله تعالى {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّه مِنْ المُتَّقِينَ}

وقال محمد بن سيرين: ما حسدت أحدا على شيء من الدنيا فإن كان من أهل الجنة فكيف أحسده وهو صائر إلى الجنة وإن كان من أهل النار فكيف أحسده وهو صائر إلى النار.

ثلاثة لا تستجاب دعوتهم: آكل الحرام ومكثار الغيبة ومن كان في قلبه غلّ أو حسد للمسلمين.

وروى أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال “لا حسد إلاّ في اثنتين رجل آتاه اللَّه تعالى القرآن وهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل أتاه اللَّه تعالى مالا وهو ينفق منه آناء الليل والنهار”.

وهكذا ينبغي للمسلم أن لا يتمنى فضل غيره لنفسه وينبغي أن يسأل اللَّه تعالى أن يعطيه مثل ذلك، فالواجب على كل مسلم أن يمنع نفسه من الحسد لأن الحاسد يضاد حكم اللَّه تعالى والناصح هو راض بحكم اللَّه تعالى

عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه أنه سأل النبي صلى اللَّه عليه وسلم عن حق المسلم على المسلم فقال “حق المسلم على المسلم ستة أشياء قيل ما هي يا رسول اللَّه؟ قال إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فاجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد اللَّه فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه“.

عن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه قال “بينما نحن عند النبي صلى اللَّه عليه وسلم إذا قال: يطلع رجل من أهل الجنة معلق نعليه بشماله فطلع رجل بهذه الصفة فسلم وجلس مع القوم،

فلما كان من الغد قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل على مثل هيئته،

فلما كان اليوم الثالث قال مثل ذلك

فلما قام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم سار مع هذا الرجل عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه تعالى عنه وقال: قد وقع بيني وبين أبي كلام وأقسمت أن لا أدخل عليه بثلاث ليال فإذا رأيت أن تؤويني إليك لأجل يميني فعلت

قال : نعم،

قال أنس فكان عبد اللَّه بن عمرو بن العاص يحدث أنه بات عنده ليلة فلم يقم منها ساعة إلاّ أنه إذا نام على فراشه ذكر اللَّه تعالى وكبره حتى يقوم مع الفجر فإذا توضأ أسبغ الوضوء وأتم الصلاة ثم أصبح وهو مفطر.

قال: فرمقته ثلاث ليال لا يزيد على ذلك غير أني لا أسمعه يقول إلاّ خيرا

فلما مضت الثلاث وكدت أن أحقر عمله

قلت له إني لم يكن بيني وبين أبي غصب ولا هجرة ولكني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول في ثلاث مجالس: يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فطلعت أنت، فأردت أن آوي إليك حتى أنظر ما تعمله فأقتدي بك فلم أرك تعمل كثيراً فما الذي بلغ بك ما قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم؟

قال : ما هو إلاّ ما رأيت

فانصرفت عنه

فدعاني حين وليت فقال : ما هو إلاّ ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي شراً لأحد من المسلمين ولا أحسده على خير أعطاه اللَّه إياه.

فقلت : هذا الذي بلغ بك ما قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو الذي لا أطيق عليه”.
__________________
رد مع اقتباس
  #101  
قديم 18-04-2012, 09:03 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

النهى عن النميمة

عن حذيفة قال سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول “لا يدخل الجنة نمام”



عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم “هل تدرون من شراركم؟

قالوا اللَّه ورسوله أعلم.

قال شراركم ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه”.



عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما قال: مرّ النبي صلى اللَّه عليه وسلم بقبرين جديدين فقال

إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستره من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة”

ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين وغرز في كل قبر واحدة،

فقالوا يا رسول اللَّه لم صنعت هذا؟

فقال لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا”.

ومعنى قوله “ما يعذبان في كبير” يعني ليس بكبيرة عندكم ولكنه كبيرة عند الله.



فالواجب على النمام أن يتوب إلى اللَّه تعالى فإن النمام ذليل في الدنيا وهو في عذاب القبر بعد موته، وهو في النار يوم القيامة فإن تاب قبل موته تاب اللَّه عليه.

وروى الحسن عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال “من شرّ الناس ذو الوجهين يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، ومن كان ذا لسانين في الدنيا فإن اللَّه تعالى يجعل له يوم القيامة لسانين من النار”



عن أبي ذر،عن النبي صلى الله عليه وسلم قالثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة ولاينظر إليهم ولايزكيهم ولهم عذاب أليم

قال فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات.

قال أبوذر خابوا وخسروا من هم يارسول الله

قالالمسبل إزاره والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب.

وروى عن حماد بن سلمة أنه قال: باع رجل غلاما فقال للمشتري ليس فيه عيب إلاّ أنه نمام فاستخفه المشتري فاشتراه على ذلك العيب،

فمكث الغلام عنده أياما ثم قال لزوجة مولاه إن زوجك لا يحبك وهو يريد أن يتسرى عليك، أفتريدين أن يعطف عليك؟

قالت نعم،

قال لها خذي الموسى واحلقي شعرات من باطن لحيته إذا نام،

ثم جاء إلى الزوج وقال إن امرأتك تخاذنت يعني اتخذت خليلا وهي قاتلتك أتريد أن يتبين ذلك؟

قال نعم،

قال فتناوم لها فتناوم الرجل فجاءت امرأته بموسى لتحلق الشعرات فظن الزوج أنها تريد ***ه فأخذ منها الموسى ف***ها، فجاء أولياؤها ف***وه فجاء أولياء الرجل ووقع القتال بين الفريقين.

وعن الحسن البصري رحمه اللَّه تعالى قال: من نقل إليك حديثا فاعلم أنه ينقل إلى غيرك حديثك.

روى عن عمر بن عبد العزيز أنه دخل عليه رجل فذكر عنده رجلاً فقال له عمر: إن شئت نظرنا في أمرك إن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية {جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}

وإن كنت صادقا فأنت من أهل هذه الآية {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ}

وإن شئت عفونا عنك، فقال العفو يا أمير المؤمنين. لا أعود إلى مثل ذلك.

وقال بعض الحكماء: من أخبرك بشتم عن أخ فهو الشاتم لا من شتمك.

وقال وهب بن منبه رحمه اللَّه تعالى: من مدحك بما ليس فيك فلا تأمن أن يذمك بما ليس فيك.

فإذا أتاك إنسان فأخبرك أن فلانا قد فعل بك كذا وكذا وقال فيك كذا وكذا فإنه يجب عليك ستة أشياء

أوّلها: أن لا تصدقه لأن النمام مردود الشهادة عند أهل الإسلام وقد قال اللَّه تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} يعني إن جاءكم فاسق بخبر فانظروا في الأمر ولا تعجلوا لكي لا تصيبوا قوما بجهالة.

والثاني: أن تنهاه عن ذلك الآن النهي عن المنكر واجب وقد قال اللَّه تعالى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ المُنكَرِ}

والثالث: أن تبغضه في اللَّه تعالى فإنه عاص وبغض العاصي واجب لأن اللَّه تعالى يبغضه.

والرابع: أن لا تظن بأخيك الغائب الظن السوء فإن إساءة الظن بالمسلم حرام، وقد قال اللَّه تعالى {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}

والخامس: أن لا تجسس عن أمره فإن اللَّه تعالى نهى عن التجسس وهو قوله تعالى {وَلَا تَجَسَّسُوا}

والسادس: ما لا ترضى من هذا النمام فلا تفعله أنت وهو أن لا تخبر أحدا بما أتاك به هذا النمام، وبالله التوفيق.‏
__________________
رد مع اقتباس
  #102  
قديم 21-04-2012, 05:26 PM
اناحر اناحر غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 16
معدل تقييم المستوى: 0
اناحر is on a distinguished road
افتراضي

جزاكم الله خيرا ياأخى

آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 21-04-2012 الساعة 05:33 PM
رد مع اقتباس
  #103  
قديم 21-04-2012, 05:33 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اناحر مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا ياأخى
بارك الله فيك ورضى عنك
__________________
رد مع اقتباس
  #104  
قديم 21-04-2012, 05:38 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

حق الجار

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ” والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم الناس من قلبه ولسانه ويده، ولا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بواثقه. قلنا يا رسول اللَّه وما بواثقه؟ قال غشه وظلمه ”



وعن سعيد بن المسيب أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال “حرمة الجار على الجار كحرمة أمه”



قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم “سبعة لا ينظر اللَّه إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ويقول لهم ادخلوا النار مع الداخلين:

الفاعل والمفعول يعني اللواطة، والناكح يده، وناكح البهيمة،وناكح المرأة في دبرها، وجامع المرأة وابنتها، والزاني بحليلة جاره، والسابع المؤذي جاره حتى يلعنه الناس إلاّ أن يتوب بشروطها“.



وعن مجاهد قال: قال عبد اللَّه بن عمرو بن العاص لغلامه:



ا*** الشاة وأطعم جارنا اليهودي،

ثم تحدث ساعة فقال يا غلام:إذا ***ت الشاة فأطعم جارنا اليهودي

فقال الغلام: قد آذيتنا بجارك هذا اليهودي،

فقال عبد اللَّه بن عمر: ويحك إن النبي صلى اللَّه عليه وسلم لم يزل يوصينا بالجار حتى ظننا أنه سيورثه.



وعن أبي شريح الكعبي أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام وما كان بعد ذلك فهو صدقة”



و بإسناد عن الحسن البصري قال:

قيل يا رسول اللَّه ما حق الجار على الجار؟

قال إن استقرضك أقرضته، وإن دعاك أجبته، وإن مرض عدته، وإن استعان بك أعنته، وإن أصابته مصيبة عزيته، وإن أصابه خير هنيته، وإن مات شهدته، وإن غاب حفظته: يعني منزله وعياله، ولا تؤذه بقتار قدرك إلاّ أن تهدي إليه”.



وروي في خبر آخر زيادة على هذه التسعة “والعاشر أن لا تطيل بنائك عليه إلاّ بطيبة من نفسه”.



وروى أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم “لا يزال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه”



وروى أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال “يا أبا هريرة كن ورعاً تكن أعبد الناس، وكن قنعاً تكن أشكر الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلماً، وأقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب”





قال اللَّه تعالى {وَاعْبُدُوا اللَّه وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَالجَارِ ذِي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِ}





وروي عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال “الجيران ثلاثة: فمنهم من له ثلاثة حقوق، ومنه من له حقان، ومنهم من له حق واحد،

فأما الجار الذي له ثلاثة حقوق فجارك القريب المسلم،

وأما الجار الذي له حقان، فجارك المسلم،

وأما الذي له حق واحدفجارك الذمّي”





يعني إذا كان الجار قريبه وهو مسلم فله حق القرابة وحق الإسلام وحق الجوار،

وأما الذي له حقان فالجار المسلم فله حق الإسلام وحق الجوار،

وأما الذي له حق واحد فجارك الذمّي فله حق الجوار، فينبغي أن يعرف حق الجار وإن كان ذمياً.



قال أبو ذر الغفاري رضي اللَّه تعالى عنه أوصاني خليلي محمد صلى اللَّه عليه وسلم بثلاث قال: “اسمع وأطع ولو لعبد مجدوع الأنف، فإذا صنعت مرقة فأكثر ماءها ثم انظر إلى أهل بيت جيرانك فأصبهم منها بمرقتك وصلّ الصلاة لوقتها”





ويقال: من مات وله جيران ثلاثة كلهم راضون عنه غفر له.



وروي عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أن رجلاً جاء إليه يشكو جاره فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم “كف أذاك عنه واصبر على أذاه وكفى بالموت فرّاقا”



وقال الحسن البصري: ليس حسن الجوار كف الأذى عن الجار ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى من الجار.



وقال عمر بن العاص: ليس الواصل الذي يصل من وصله ويقطع من قطعه إنما ذلك المنصف، وإنما الواصل الذي يصل من قطعه ويعطف على من جفا. وليس الحليم



وينبغي للمسلم أن يصبر على أذى الجار ولا يؤذي جاره ويكون بحال يكون جاره آمناً منه، وأمانه لجاره يكون بثلاثة أشياء: باليد وباللسان وبالعورة

فأما أمانه بلسانه: فهو أن لا يتكلم بكلام لو دخل عليه جاره لسكت أو لو بلغ إلى جاره لاستحيى منه

وأما أمانه بيده: فهو أن جاره لو كان بالسوق وتذكر أن كيسه نسيه في منزله فإنه لا يخاف عليه ويقول منزله ومنزلي سواء

وأما أمانه بالعورة: فهو أنه لو كان في السفر فبلغه أن جاره دخل منزله لسكن قلبه وفرح.



وروى أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال “إن الجار يتعلق بجاره يوم القيامة فيقول: يا رب وسعت على أخي هذا وقترت عليّ أمسى جائعاً يمسي هذا شبعان فسله لما أغلق بابه دوني وحرمني ما قد وسعت عليه”.



وتمام حسن الجوار في أربعة أشياء.

أولها أن يواسيه بما عنده.

والثاني أن لا يطمع فيما عنده.

والثالث أن يمنع أذاه عنه.

والرابع أن يصبر على أذاه.
__________________
رد مع اقتباس
  #105  
قديم 21-04-2012, 05:41 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر



روى أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: “مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به وانهوا عن المنكر وإن لم تنتهوا عنه”



عن عمر بن عبد العزيز رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: إن اللَّه تعالى لا يعذب العامة بعمل الخاصة ولكن إذا أظهرت المعاصي فلم ينكر فقد استحق القوم جميعاً العقوبة



وروى أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: “إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر وإن من الناس ناساً مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل اللَّه تعالى مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل اللَّه تعالى مفاتيح الشر على يديه”



يعني الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فهو مفتاح للخير ومغلاق للشر وهو من المؤمنين كما قال اللَّه تعالى {وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ المُنكَرِ





قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه: أفضل الأعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشنآن الفاسق: يعني بغضه، فمن أمر بالمعروف

فقد شدّ ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر أرغم ألف منافق،



وروى سعيد عن قتادة قال: ذكر لنا “أن رجلاً أتى النبي صلى اللَّه عليه وسلم وهو يومئذ بمكة فقال: أنت الذي تزعم أنك رسول الله؟

قال نعم

قال فأي الأعمال أحب إلى اللَّه تعالى؟ قال الإيمان بالله

قال ثم ماذا؟ قال : صلة الرحم،

قال :ثم ماذا؟ قال :الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

قال : فأي الأعمال أبغض إلى اللَّه سبحانه وتعالى؟ قال : الشرك بالله

قال :ثم ماذا؟ قال:قطيعة الرحم،

قال : ثم ماذا؟ قال ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”



قال رسول صلى اللَّه عليه وسلم: “ما من قوم يكون فيهم رجل يعمل بالمعاصي ويقدرون أن يغيروه فلا يغيرونه إلا عمهم اللَّه بعذاب قبل أن يموتوا”.

لأن اللَّه تعالى مدح هذه الأمة بذلك قال {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ المُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمْ المُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ الفَاسِقُونَ}



وقال في آية أخرى {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ المُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ المُفْلِحُونَ}وهذه اللام لام الأمر يعني لتكن منكم جماعة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر

وقد ذم اللَّه تعالى أقواماً بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ}





قال أبو الدرداء رضي اللَّه تعالى عنه: من وعظ أخاه في العلانية فقد شانه، ومن وعظ أخاه في السر فقد زانه، فإن لم تنفعه الموعظة في السر يأمره في العلانية، ويستعين بأهل الصلاح وأهل الخير ليزجروه عن المعصية فإنهم إن لم يفعلوا ذلك غلب عليهم أهل المعصية، فيأتيهم العذاب فيهلكهم جميعاً



عن مجاهد عن الشعبي قال: سمعت النعمان بن بشير رضي اللَّه تعالى عنه يقول سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: “مثل المداهن في حقوق اللَّه تعالى والواقع فيها والقائم عليها كمثل ثلاثة رجال كانوا في سفينة فاقتسموا منازلهم وصار لأحدهم أعلاها ولأحدهم أوسطها ولأحدهم أسفلها فبينما هم كذلك إذ أخذ أحدهم القدوم فقالوا له ما تريد؟

قال أخرق في مكاني خرقاً فيكون الماء أقرب إليّ ويكون فيها مخلاتي ومهراق دمائي،

فقال بعضهم اتركوه أبعده اللَّه يخرق في حقه ما شاء،

وقال بعضهم:لا تدعوه يخرقها فيهلكنا ويهلك نفسه فإن هم أخذوا على يديه نجا ونجوا وإن هم لم يأخذوا على يديه هلكوا وهلك”



وروي عن أبي الدرداء رضي اللَّه تعالى عنه قال: “لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن اللَّه عليكم سلطاناً ظالماً لا يجل كبيركم ولا يرحم صغيركم، وتدعوا خياركم فلا يستجاب لهم ويستنصرون فلا ينصرون ويستغفرون فلا يغفر لهم”



وروي عن حذيفة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: “والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشك أن يبعث اللَّه عليكم عقاباً من عنده ثم تدعونه فلا يستجيب لكم”



وروي عن علي كرم اللَّه وجهه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: “إذا هابت أمتي أن يقولوا للظالم أنت ظالم فتودع منهم”



وروى أبو سعيد الخدري رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: “إذا رأى أحدكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان”



وينبغي للذي يأمر بالمعروف أن يقصد به وجه اللَّه تعالى وإعزاز الدين ولا يكون لحمية نفسه، فإنه إن قصد به وجه اللَّه تعالى وإعزاز الدين نصره اللَّه تعالى، ووفقه لذلك وإن كان أمره لحمية نفسه خذله اللَّه تعالى فإنه بلغنا عن عكرمة رضي اللَّه تعالى عنه: أن رجلاً مرّ بشجرة تعبد من دون اللَّه تعالى فغضب وقال: هذه الشجرة تعبد من دون اللَّه ثم إنه أخذ فأسه وركب حماره ثم توجه نحو الشجرة ليقطعها



فلقيه إبليس عليه اللعنة في الطريق على صورة إنسان فقال له إلى أين؟

قال :رأيت شجرة تعبد من دون اللَّه عز وجل فأعطيت اللَّه عهداً أن أركب حماري وأخذ فأسي وأتوجه نحوها فأقطعها،

فقال له إبليس مالك ولها دعها ومن يعبدها أبعدهم اللَّه تعالى فتخاصما وتضاربا ثلاث مرات، فلما عجز إبليس لعنه اللَّه تعالى ولم يرجع لقوله

قال له إبليس لعنه اللَّه ارجع وأنا أعطيك كل يوم أربعة دراهم فترفع كل يوم طرف فراشك فتأخذها،

فقال: أو تفعل ذلك؟

قال نعم، ضمنت لك ذلك كل يوم فرجع إلى منزله فوجد ذلك يومين أو ثلاثاً أو ما شاء الله

فلما أصبح بعد ذلك طرف فراشه فلم يرى شيئاً ثم يوماً أخر،

فلما رأى أنه لا يجد الدراهم أخذ الفأس وركب الحمار فلقيه إبليس على صورة إنسان فقال له: أين تريد؟

قال شجرة تعبد من دون اللَّه تعالى أريد أن أقطعها،

فقال له إبليس لا تطيق ذلك، أما أول مرة فكان خروجك غضباً لله تعالى فلو اجتمع أهل السماوات والأرض ما ردوك وأما الآن فإنما خروجك لنفسك حيث لم تجد الدراهم فلئن تقدمت لندقن عنقك فرجع إلى بيته وترك الشجرة.



وروى أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: “رأيت ليلة أسري بي إلى السماء رجالاً تقرض شفاههم بالمقاريض

فقلت من هؤلاء يا جبريل؟

قال : خطباء أمتك الذين كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون”

وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: “أنتم على بينة من ربكم” يعني على بيان من ربكم، “قد بين اللَّه تعالى لكم طريقكم ما تظهر فيكم السكرتان سكرة العيش وسكرة الجهل، فأنتم اليوم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتجاهدون في سبيل الله، وستحولون عن ذلك إذا فشى فيكم حب الدنيا فلا تأمرون بالمعروف ولا تنهون عن المنكر وتجاهدون في غير سبيل اللَّه والقائمون يومئذ بالكتاب سراً وعلانيةً كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار”.



وروي عن عبد اللَّه ابن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: بحسب امرأ منكم أنه إذا رأى منكراً لا يستطيع له تغييراً أن يعلم اللَّه من قلبه أنه له كاره.



وروى عن عمر بن جابر اللخمي عن أبي أمية قال: سألت أبا ثعلبة الخشني عن هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ}

فقال لقد سألت عنها خبيراً

فقال لقد سألت عنها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: “يا أبا ثعلبة ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، فإذا رأيت دنيا مؤثرة وشحاً مطاعاً وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك نفسك، فإن من بعدكم أيام الصبر وللمتمسك يومئذ بمثل الذي أنتم كأجر خمسين عاملاً

فقالوا يا رسول اللَّه : كأجر خمسين عاملاً منهم أو منا؟

فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم : لا بل كأجر خمسين عاملاً منكم”.



وعن قيس بن أبي حازم قال: سمعت أبا بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه يقول تقرءون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً}



وإني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول “ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ولا يغيرونها إلا أوشك أن يعمهم اللَّه بعقاب منه”



وعن ابن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه أنه سئل عن هذه الآية فقال: ليس ذا زمان ذلك، ولكن إذا كثرت أهواؤهم وألفوا الجدال فعلى كل امرئ نفسه جاء تأويلها.
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:01 PM.