|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]()
أسأل أحدهم ، أتوجد فتحة في هذا الشارع تعينني على الإستدارة في الإتجاه المعاكس ؟
يؤكد أحدهم أنها موجودة و قريبة. تحدثني بعض أعصابي أنه لا يوجد ! فألغي ما قالته أعصابي و أعطي زمامي لأحدهم ، انطلق في هذا الشارع الجديد بالنسبة لي فيحملني الشارع بعيداً عن مقصدي . شوارع حي مصر الجديدة تلتوي و تتفرع و تتداخل بحيث يكون دليلي فيها هي معرفتي المطولة بها ، تحفظ أعصابي كل الشوارع التي لا توصلني حيث أقصد ! ألمح فاكهاني يرص الفاكهة في أقفاص على ناصية قريبة فأوقف السيارة قربه ، تدعوني الفاكهة للشراء. يبتهج الأصفر جوار الأخضر و الأحمر ، و رائحة الجوافة عبير أنفاسي بينما يستقبلني بائع ذو جلباب فلاحي أبيض ناصع و هذا حدث غريب يلامس عينيي قليلاً حيث السحابة السوداء تقيم في سماء القاهرة طويلاً ، تصيب البياض بالعتمة لا تأذن له بالوجود في الثياب و المباني . يعرض الرجل الأنيق (على طريقته) بضاعته الشهية بابتسامة صافية فيزيدها جمالاً . و أنا و الفاكهة أعداء لا نلتقي أسابيعاً إلا لقطمة ريثما يفرقنا آلم سوء الهضم . توقفت لشراء التفاح هدية لقريب في طريقي لزيارته ، لكنني أجبت دعوة الجوافة و التفاح و الموز و الرمان بالشراء و أعتذرت عن شراء المزيد لأنني قد اشتريت البارحة ، فأنا عابرة سبيل في طريقي لزيارة قريب مريض حاد بها الطريق إلى هنا . يأتيه زبون آخر بينما يحاسبني فيتركه كي يضع الفاكهة في سيارتي و لكنني أصر على حملها و أتركه لزبونه . يقول مودعاً : معرفة خير هذه المرة يقودني الطريق إلى وجهتي ، يضعها قبالتي ، أجل معرفة خير. |
#2
|
|||
|
|||
![]()
أتوقف أمام إعلان كبير عن ساندوتش لذيذ في مطعم للوجبات السريعة ، يغريني الجوع بالشراء ثم يلح ثانية ، يحاول تمرير الفكرة إلى نفسي فتحول بينهما مصفاة عقلي . يعظني تدريبي ، هذا الذي وقف جواري منذ أن وضعت النقود في يداي وقت المراهقة فعودت نفسي أن لا تشتري الطعام جاهزا مهما اشتد الجوع . الجوع أهون شراً من جراثيم يعج بها الطعام و مكونات تفسد كل توازن إذ تحل في ضيافة جهازي الهضمي.
اليوم تأخذ الشهية الزمام تقودني تجاه الساندوتش الجاهز . الجو البارد و الحركة الدؤوبة على مدى ساعات تركاني أشتهي . يعدل عقلي مسار قدماي عدة أمتار إلى محل الجزار فيستقبلني بالترحاب ، أنا من زبائنه . يعرض علي مقاطع اللحم البلدي الشهية فأختار نصف كيلو من الكبد الضاني الطازج . أخرج منه فتستوقفني رائحة الخبز في المخبز ، لا يسعني العبور دون شراء أرغفة الخبز البلدي من الدقيق الأسمر الطيب. ثم شيئ من الخضرة ثم يقودني طريقي إلى البيت . في المطبخ ، يصدح الشيخ الجليل بقرآن رب العالمين بينما ينضج الكبد على نار متوسطة تقوم بعملها بدقة و احتراف ، أجل الملح فقط ذلك لا أكثر و كذلك الدهن . يمزج عصير الليمون البقدونس و الجزر المبشور فتختلط الجزئيات بزيت الزيتون و تستقبلني رائحة فواحة نضرة تزيد الشهية مراراً. أملأ الأرغفة بالكبد المطهو و السلطة الشهية في أربع ساندوتشات لأهل البيت . يجلسون أمام التلفاز ، يأكلون ، يحسّن الطعام الطيب المزاج فنغلق التلفاز و نتحدث .. _ سلمت يداك هو من فضل الله . يغمرني الدفء فيتركني على حافة الرضا . دفعت من المال لذلك كله ما يعادل ثمن ساندوتش واحد جاهز لا يحوي بين جنباته ما يشبع النفس أو يصلح المزاج ! |
#3
|
|||
|
|||
![]() دعني أرسم عاطفة قوية جدا رغم أنها شفافة جداً لا يكاد يلمسها أحد . أقول الليلة عن معاناة و ألم يصيبني لا أفهمه يود لو يلقي بي على حافة أخسر فيها توازني على شفا حفرة من نار في الدنيا ثم الآخرة. أتذكر كيف كان يخبط رأسه في الحائط كلما عاندته الحياة و كثيراً ما عاندته و أود لو أذنت قوتي بفعل مماثل ، أخبط رأسي في حائط حتى ينبعث منه الدم لعله يتطهر من غبائه و لكنني الآن صرت محسوبة فقط لا غير . حساب لدقته يعدم معظم أفعالي و ينوم الإحساس بأي تقصير تجاهي . ألم استعن بالحساب لذلك أساساً ؟ رنة على جوالي أدركها إحساسي إذ هم الجهاز أن يدق ، أجيب رجل يسأل التالي : وجدت اسمك في قائمة على النت سجلت فيها فصيلة دمك أو السالبة ، أهو كذلك ؟ _ أجل ، ما الأمر ؟ هناك طفلة على وشك أن تجري عملية و بحاجة للدم حالاً. أين المستشفى ؟ القصر العيني أستغرق جزءا من الثانية ليستعرض عقلي لماذا يؤرقني هذا الطلب حالياًً : نقص هيموجلوبين الدم الدائم (الأنيميا) * يتركني ضعيفة مطولاً ، أمر لا يشغل بالي للحظة بقدر ما يغلقني أن أستنزف الطاقة في الوصول لصاحب حاجة كي يحول بيننا أحدهم ، يعترض ما لا يعنيه ، يتدخل باسم علم أقرب للجهل و مهنة أقرب لصناعة المال منها لرعاية البشر . يخطر ببالي أن أطيح به إلى هدفي ثم يتذكر عقلي أنه خطوة في الطريق . ثم القيادة إلى هناك ، حقاً لم يستغرق قطع 30 كيلو متر أكثر من ساعة حتى في غياب الزحام ؟ دع عنك محاولات الإغتيال المتكررة التي تعترض طريقي كلما حاولت عبور الطريق ! أتردد عدة ثواني ريثما أسأله ، ألا تجد غيري ، ابحث نصف ساعة أخرى ثم عاود الإتصال بي فوصولي يستغرق ساعة على الأقل . حقاً هذا معظم ما أعرفه الآن ، التسويف و التأجيل و الإستهتار بمصالح البشر ، نفس أخرى تسكنني ، اكتوت كثيراً ، يعلمها كل يوم يمر أن الزمن يزيد الأمور تعقيداً و أن التأجيل يبني فوق الأساس المعوج طوابق أكثر خطورة ! لكنها تلتحف الحرص في كسل عميق ، لا أدري حتى متي ، ندعو لها الله بالخلاص! _ حسناً . أغلق الخط ثم أستخير المولى فيصر البكاء أن يملأ النفس ألماً ، لا أدري ما تأويله . أعاود الإتصال به بعد نصف ساعة ، تتزاحم الأسئلة في عقل يزعم أنه يحتاج معلومات كي يصدر أحكاماً و حينها سأتخذ إجراء حاسماً . يسأله تفاؤلي : أوجدت بديلاً ؟ _ الطفلة توفاها الله . تحذف المصيبة باقي أسئلتي بشأنها . رحمها الله رحمة واسعة و ألهم أهلها الصبر و السلوى . * عادة ما يكشف التحليل أن دمي لا يحوي أكثر من 9 ميلليجرام من هيموجلوبين الدم في كل ديسليتر ، أمر لا يقبل معه الطبيب أن أتبرع بالدم فيقلقني أن أفوت على المريض فرصة أن يأخذ دماً أفضل من غيري ، فقط أن فصيلتي التبرع منها محدود و الحاجة إليها واردة ! |
#4
|
|||
|
|||
![]()
التالي تمخض عسيراً و أصابني بوجع كثير . الأمر كله لله دوماً و أبداُ .
يلي اليوم الذي ترددت فيه بالموافقة على التبرع بالدم للطفلة يوم آخر ألغي فيه البصيرة و أترك للشهامة الزمام. يتصل بي من يطلب كيس دم أو سالب لمن يوشك أن يجري عملية للكبد مساء غد في مستشفى جامعي . لا أعترض فقد نويت التبرع عما قريب في أقرب بنك دم على أي حال ، يتركني الدم لجهة مجهولة تتراوح بين الهدر و السرقة أو السوء يصيب المتبرع من جراء الطب إذ لا يستعين بالبصيرة بين أدواته المختلفة . حقاً لا أعلم أشر تبرعي أم خير ، أنجدة لمصاب أم أي أمر آخر . ما أفعله هو الإستخارة سؤالاً طويلاً لمولى عليم ثم رمية أرميها لا أعلم ماذا أصابت . يتجدد الوقت الذي أرمي فيه مجدداً ، فأفعل . أطلت عليكم ، أعلم ، ليس يسيراً أن أعرض ما أصابني ذلك اليوم ، حتى الآن لا أفهمه . أجيب دعوة الداع و اتفق معه أن ينتظرني على باب المستشفى . منذ اللحظة التي أقرر فيها التبرع ، يعتريني الضياع يرسم معالم عقلي ، أشيائي الأليفة جداً تضيع مني و هي معي! ثم يضيع مني طريق واضح المعالم بالنسبة لي يختفي ريثما يضعني في شارع لا أعرفه يمر عليه قدر مهول من سيارات الشحن تجاري المركبات الصغيرة سرعة ثم يتركني المساء أتساءل أين أنا . خطأ بسيط يقود أخاه ، قطرة من عناد تقنعني أن لا أتراجع ، حتماً سيحملني الطريق الجديد لغايتي فلا يفعل لأكثر من ساعة ، بينما تكتسب أعصابي نفس مزاج السائقين حولي إذ يعتريهم اليأس من الوصول بأي أمان فيتخذون خطوات غير محسوبة تعطل الجميع في النهاية . أجد طريقي ثانية مع حلول المساء ثم أجد رجلاً أمام المستشفى ، يعرفني بنفسه أنه قريب الحالة التي ستجرى لها العملية ، لكن حبات السبحة في يدي لازالت تذكر الله معي تردد سبحان الله و بحمده يصدني الذكر عن رؤية وجهه، يرسم صوته صورة رجل قرابة الخمسين . عند البوابة يقف له حارسها بالرفض . يحاول الرجل إقناع الحارس أن يأذن له بالدخول فيجادل ذلك مطولاً حتى يقر الرجل أنه الحالة التي ستجرى لها العملية و أنه بحاجة لتبرعي من الدم . تعتريني الدهشة فقد بدا لي سليماً قبل تلك اللحظة ، لم يبد مصاباً بمرض خطير كما ظننت . يدخل كلانا للمستشفى فيسبقني الرجل بعدة خطوات ، أسرع حتى أجاوره ثم أسأله ، حقاً ستجرى العملية لك ؟ _ أجل ، سأجري عملية زراعة كبد . هنا يلقي المفاجأة الثانية في وجهي : دفعت للطبيب ربع مليون دولار ، كل ما جمعت من مال كي يجري لي هذه العملية ! لا يبدو ثرياً على الإطلاق ، مظهره عادي جداً . يغلق التعب مداخل الفكر و مخارجه ، حقاً ، ابتداء من لحظة وصولي للمستشفى ، كنت أحث خطاي تجاه التبرع كي أسرع في العودة للمنزل ، فالمساء أرخى سدوله و الليل لم يكن لي صاحباً قبلاً . لذلك أترك كلمات الرجل في أحد ملفات العقل للمراجعة لاحقاً حين يحين وقت ذلك . تستقبلني ممرضة تتحدث مطولاً في التليفون تخبر من يتصل بها عن طريق مزدحم هذه الأمسية ثم تخبرهم مجددا ثم تكرر الخبر لمن تلتقي ... الخ أنصرف عنها فأستكمل السبحة مئة أخرى ذكر ربي القادر المقتدر ، فتقاطعني متسائلة بصوت مضطرب : _ خائفة أنت ، لم تتبرعي قبلاً ، أليس كذلك ؟ فيما ارتباكك ؟ ثم تنصرف مجدداً إلى هاتفها تخبر شخصاً آخر كم أزعجتها المواصلات و تسببت في تأخرها ! تعاود الحديث معي ، من سيجرى العملية ، قريب لك ؟ أمر هذا الرجل لم يعنيني البتة قبل أن يرسم معالمه بشكل إنساني كي يحتل مساحة في الذاكرة . يا الله الواحد الأحد في علاك ، أسبّـح مجدداً بينما تنشغل مجدداً بهاتفها . تلتفت إلي ، فلا أنظر إليها ، في الحقيقة انزعاجها مزعج لا يفتح باب الحوار معها . أرفع صوتي قليلاً بذكر ربي ، فيهدأ الزمن في تلك النواحي . يخرج الدم إلى كيس بلاستيكي ، تضع عليه بياناته . تخفض صوتها إلى درجة الطبيعي ، تحدثني حديث إمرأة تعرف تفاصيل عملها : انتظري ، لا تجلسي الآن بل استلقي قليلاً و اشربي العصير و لا تكثري الحركة بعد التبرع . ثم تعطيني رقم الكيس و رقم هاتف بنك الدم ، تقول ، يتم تحليل الدم للتأكد من خلوه من فيروسات الكبد بي و سي قبل إعطاؤه للمريض و أن بوسعي التأكد من سلامة دمي من تلك الفيروسات إن أنا اتصلت بها على هذا الرقم . يستقبلني الرجل بعد التبرع و هو أكثر انشراحاً ، يسألني إن كنت أريد شيئاً ، في الحقيقة لا حاجة له مطلقاً ، الحاجة دوماً لرب العالمين ، يلح الرجل فلا يجد إجابة مختلفة . تصيب السكينة الشارع مقارنة بما كان عليه قبل نصف ساعة ، و يتخلى معظم السائقين عن عجلتهم بينما جسمي يشعر بالغرابة تجاه فقدان كمية الدم تلك كلها دفعة واحدة ، لكنه يقوم بمهمة إيصالي للبيت . في البيت ، يطالبني جسمي بقسط من الراحة لكن العقل يلح على التفكير ، أجيب مطلب العقل ، أشغل الحاسب و أبدأ لعبة سودوكو ، تلك التي أرتب فيها الأرقام في جدول كي أحظى بالفوز ، يرتب عقلي الأرقام على هذا النحو: 1.زراعة كبد 2.يعني متبرع بفص كبد 3. ربع مليون دولار ، يعني احتمال وارد بشراء الكبد من متبرع 4. ساهمت في ذلك بكيس دم من 23 كيس يحتاجها الطبيب كي يأخذ الفص من صاحبه فيضعه في جسد صاحب المال ! 5.إثم كبير هذا الذي فعلته أم خير عميم ؟ يبقى السؤال عالقاً هناك يحرق جدار معدتي مولداً من الكهرباء ما يحرمني الراحة العقلية . أتيقظ اليوم التالي على نفس السؤال أتنفسه بين جزيئات الهواء يصنع الكهرباء التي تنبض بها أعصابي . أود لو أذكر ربي مطولاً فقط أن الجسم و النفس في حالة انطواء . لا أدرك كثيراً ، يود الوهن لو يحتويني طول الأبد يلقيني عند العطب الكلي و الإطفاء و عدم الإشتغال . لحظة قوة تعيد لي رشدي ، لا لم ينته الأمر بعد ، لهم مني نفحة ، هؤلاء الذين لا أعرفهم شغلوني بهم بغير حق . ربنا الله الواحد الأحد ، أصب اولئك الذين تسول لهم أنفسهم إذ علمتهم شيئاً فنصبوا أنفسهم آلهة تحيي و تميت ، أصبهم بعطب دائم حد إغلاق أعمالهم . |
#5
|
|||
|
|||
![]()
تصلني الحقيقة كشف نوراني : أترى تلك الأم التي أغضبها أنني أنقصت درجة ابنها ، طالب الرابع الإبتدائي لأنه أفسد الإجابة السليمة ، أتراها رأتني حجرة عثرة بين ابنها و الربع مليون دولار ؟!
|
#6
|
|||
|
|||
![]()
لدي اقتراح رائع لكل من يتحدث عن السياسة . املأ جردل (آنية) بالماء و امسح به السلم . ثم أبدأ بالتفكير في واقعك من جديد ، كيف ستتخلص من الماء القذر ، من المخطىء حين تعجز الحكومة عن التخلص من مياه المجاري المتدفقة ، إذا كان جردل ماء يسبب لك كل تلك المعضلة !
ثم فكر ثانية في تدبير وجبة زائدة لك على نشاطك العضلي الزائد و بالتالي المال اللازم لإطعام الشهية المفتوحة و أظن أنك لم تعد بحاجة للبواب الآن ، مشكلة العمالة الزائدة ألقها في حضن الحكومة التي لا ينقصها بوابين متعطلين عن العمل و هلم جرا.. التوقيع : إمرأة انتهت من تنظيف السلم ليقوم بتوسيخه كل رجال البيت باتقان شديد كعادتهم . اللهم احفظ السلم نظيفاً فقد أشقاني تنظيفه . هذا ما كتبته رداً على مقال سياسي في منتدى ينتقد عجز الحكومة عن توفير احتياجات البشر . مؤكد لم تسمعوا تحليلاً سياسياً مماثلاً من قبل ! نشرته في ذاك المنتدى على وجل ، ارتجف قلبي من الردود التي قد تطالني ، تخيل عقلي ردوداً مثل ، لمَ تتدخل فيما لا يعنيها فالسياسة أمر الرجال ، مؤكد أنها لا تفهم عما تتكلم . في الحقيقة لقد أصبتُ الهدف بجردل ماء و ممسحة . |
#7
|
|||
|
|||
![]()
لمن يصيبه الأمريكي بالزغللة ، إليه الهدية التالية من أمريكي يرى الأمور بوضوح أكثر:
(إنرون : أدهى من في الحجرة ) كتاب أمريكي حفر مكانه في قائمة أفضل المبيعات . يروي الكتاب حكاية شركة لإنتاج و نقل الغاز الطبيعي بدأت عملها في عام 1985 تدعى إنرون ، أسسها رجل أعمال له من الدهاء أكثر مما له من العمل و التفاني في خدمة بلده . رجل داهية يدخل عالم الأعمال بينما تناقش الحكومة الأمريكية رفع يدها عن قطاع إنتاج الطاقة من الغاز الطبيعي . يتزعم هذا الرجل هذا الإتجاه و يسعى بقوة كي تترك الحكومة الأمور تنتظم حسب قوانين السوق . أسعار يحكمها العرض و الطلب ، يزعمون أن ذلك هو السحر الذي يرفع الإقتصاد عالياًَ . تتاجر إنرون في الغاز و الماء و الفحم و إنتاج الكهرباء . يجمع الرجل الرئيسي من يناظره دهاء و يتحرك معه في نفس الإتجاه . و لن يهم أن تربح الصفقة وفق القانون الذي ارتضوا حكمه : العرض و الطلب . ليسوا بهذه الكفاءة أو الإجتهاد . هم فقط نفعيون في كل نفس يمر عبرهم . ترتفع أسهم الشركة رغم أنها خاسرة فقط أنه لا يمكن أن يتحقق أي محلل اقتصادي من واقع الشركة و يقيم خسائرها و يوقف نموها السرطاني . تشجع الشركة موظفيها على شراء أسهمهما و ادخار مستحقات معاشاتهم فيها . تنمو أعمال الشركة على مدى 15 عاماً فتتاجر في نقل الغاز الطبيعي و الماء و الفحم و إنتاج الكهرباء . و بينما تخسر الشركة عشرات الملايين في مشروع تلو الآخر تحلق أسعار أسهم الشركة في السماء . يخدع رجال حجرة الإجتماعات الجميع بالظن أنهم رجال أعمال ناجحون و تستمر الخدعة مشروعاً تلو الآخر . مهما تكن حجم الخسائر ، لدى الأدهياء فكرة موفقة للتغطية على خسائرهم و إقناع من حولهم بضخ المال في الشركة . يصبح مواطنو كاليفورنيا ضحايا لجشع المتاجرين بالكهرباء الذين يقطعون الكهرباء عن الولاية و يرفعون أسعارها . تخسر إنرون مليار دولار في مشروع لا يحقق أرباحاً فتخترع عدة شركات أخرى وهمية توزع فيها الخسائر و تبتكر حسابات معقدة تبدو من خلالها رابحة . كل من ينبغي له أن يدقق في أعمال تلك الشركة و يوقف هذا السرطان يرتضي أن يقبض عدة ملايين و ينافح عن نجاح الشكرة المزعوم : شركات المحاسبة ، البنوك ، المحاميين ، أفراد يقبضون الملايين كي يستروا السوء و يبدلوه حسناً . خمسة عشر عاماً ثم يدفع الله هذا الفساد و يفضح تلك الجريمة . بدهائهم المعهود يدرك المدراء أن تلاعبهم في سوق إنتاج الطاقة في كالفورنيا بدأ يتضح للأعين فيحلبون ملياراً آخر في جيوبهم ثم يندفعون على عجل بعيداً عن الركام المتهدم . ينقشع الضباب عن 200 مليار دولار من الخسائر و الديون . تخر الشركة هددا و تخر معها مدخرات 20 ألفاً من موظفيها و تأخذ في طريقها للأفول شركة المحاسبة التي اضطلعت بأعمالها و بعض البنوك التي كانت تمول خرائبها ! يأتي مخرج أمريكي فيحول الكتاب إلى فيلم وثائقي حيث يعيد الأبطال الفعليين رواية أحداث تبخر 30 ألف وظيفة و 200 مليار دولار و اختفاؤها بين ذرات الهواء ! مخرج الفيلم لا يرى في قصة إنرون مجرد فضيحة تسبب بها المدراء الذين أولوا مصالحهم كل الأهمية بقدر ما منحته صناعة الفيلم فرصة تفحص الثقافة الأمريكية و التنبه لقسوة النظام الإقتصادي الأمريكي و تعهده بالربح بسهولة لأصحاب النفوذ . ما رأيكم ؟ ألازال الأجنبي ، تبهركم دنياه أكثر مم يؤذيكم فساده؟! لهؤلاء برجاء مشاهدة الفيلم على يوتيوب .http://www.youtube.com/watch?v=0zMakN-EMLg |
#8
|
|||
|
|||
![]()
هدية من شابة تسكن أقصى نطاق الأمة العربية. صورة لزهرة يظهر عليها قول الله تعالى : (ما يفتح اللهُ للناسِ من رحمةٍ فلا ممسكُ لها . ) فاطر ، الآية 2
أود لو أرد الهدية بمثلها أو أحسن منها . أتفقد بضاعتي ، أنتقي ما أرد به الهدية ، كلمات أحسن تنميقها فتتناغم ، تصطف لآلىء الكلمات عقداً بهي الطلعة يعجب الناظرين. أجل سأهديها حكاية جميلة. لا يناولني الزمن بعض وقت أنهي فيه صياغة الكلمات ، أتـعثر طويلاً ، تنفرط مني حبات الزينة فلا أفعل . أركن الحلية بعض الوقت بين أعصاب الرضا ريثما أجد ما أقول بسلاسة أكثر . يشغل تطاول الزمن الأعصاب برؤى و مسامع و أفكار ، تضيع بينها حليتي . و حين تحاول أناملي الصياغة أجدها تسأل بعضها : ألا يصح أن يؤجل أو يلغى ككل ما مر عليه الزمن فصيـّره غير مهم ؟ ألقي التردد خلفي و أكتب عن نساء لا يعرفن بعضهن و لا يجمعهن في العالم المادي شيء . حين يشاء الخالق ، تجلس إحداهن إلى حاسبها ، تعقد نية خير فتصل نبضات إلكترونية تكتب لوناً جميلاً و نغماً صافياً يمر بوجدان صاحبتها فتجلس تقرأه في صفحة في هذا المنتدى . أقول أيضاً عن مرض استولى على أعصابي صوب الإجهاد المطلق يقطع عن صدري النفس . تحس بي طبيبة منهن ، ترسل لي دواء مركباً من الرعاية و الإهتمام و الدعاء تبثه في هذا المنتدى و تضعه في بريدي الإلكتروني . تتناوله نفسي فيغمرني الشفاء ! يحوطني الأمل في عودة الحياة . |
#9
|
|||
|
|||
![]()
انقطعت النت عني زمناً ثم اتصلت كي تفتح صندوق بريدي ، يعج بالرسائل ، تلك التي يرسلها مجهولون لمجهولين عن لا أضرار لا تحصى و منافع لا تعد و مجهولات لا يفيد العلم بها شيئاً . و لأن الوقت لا يعانق يومي و لا يمنحني بركاته فإنني اعتمد البصيرة كي أفرز من ذلك ما يعنيني أعصر منه بعض الفائدة . و إذ يعتريني الملل أحذف ما لا أقدر على تتبعه .
تصل إلي الرسالة العشرون و أنا على شفا الملل فأهم بحذفها ، بها دعاء لكشف الهموم . و الهم ملاصق لجلدي ينازعني صوابي و ينجح في انتزاعه رهينة لديه ريثما أسترده . أحوج الناس لدواء الهم أنا و أقوى عناصر الدواء الفعالة الدعاء . لكن الخط صغير و أنا بالكاد أرى ... أين زر الحذف ؟ _ أجل _ لا ، لحظة ، ألمح اسم علي ابن أبي طالب رضى الله عنه يذيل الدعاء و الرجل ماركة مسجلة بالنسبة لي منذ سني المراهقة ، صحبتني أقواله عبر مفازات المصائب و متاهات الأنواء . أنسخ الدعاء أولاً قبل الحذف و أنقله لملف في حاسبي ، أغير اللون و الخط شكلاً و حجماً لما يناسب عيني و عقلي و أقرأ : هذا دعاء مروي عن على بن أبي طالب ذكره القاضي التنوخي بسنده من كتاب الفرج بعد الشدة والضيقة الجزء الثاني ***************يا من تُحل به عُقد المكاره، ويفل حد الشدائد، ويا من يُلتمس به المخرج، ويُطلب منه روح الفرج، أنت المدعو في المهمات، والمفزع في الملمات، لايندفع منها إلا ما دفعت، ولا ينكشف منها إلا ماكشفت، قد نزل بي ما قد علمت، وقد كادني ثقله، وألم بي ما بهظني حمله، وبقدرتك أوردته علي، وبسلطانك وجهته إلي، ولا مصدرلما أوردت، ولا كاشف لما وجهت، ولا فاتح لما أغلقت، ولا ميسر لما عسر، ولا معسر لما يسرت، فصل اللهم على محمد، وعلى آل محمد، وافتح لي باب الفرج بطولك، واحبس عني سلطان الهم بحولك،وأنلني حسن النظر فيما شكوت، وأذقني حلاوة الصنع فيما سألت، وهب لي من لدنك فرجا هنيا عاجلا، وصلاحاً في جميع أمري سنياً شاملا، واجعل لي من عندك فرجاً قريباً، ومخرجاً رحباً، ولا تشغلني بالاهتمام عن تعاهد فروضك، واستعمال سنتك، فقد ضقتُ ذرعاً بما عراني، وتحيرت فيما نزل بي ودهاني، وضعفتُ عن حمل ما قد أثقلني هماً ، وتبدلتُ بما أنا فيه قلقاً وغماً ، وأنت القادرعلى كشف ما قد وقعت فيه، ودفع ما منيت به، فافعل بي ذلك يا سيدي ومولاي، وإن لم أستحقه، أجبني إليه وإن لم أستوجبه ، يا ذا العرش العظيم ، يا ذا العرش العظيم ،يا ذا العرش العظيم. ويضاف إليه هذا الدعاء: اللهم خذ بيدي في المضائق واكشف لي وجوه الحقائق ووفقني لما تحب واعصمني من الزلل ولا تسلب عني إحسانك وقني مصارع السوء واكفني كيد الحساد وشماتة الأضداد وألطف بي في سائر تصرفاتي واكفني من جميع جهاتي يا أرحم الراحمين . آميـن يا رب العالمين أقرأه و أنا طامعة في فرج رب العالمين ثم أنساه و أمضي في وجعي في قلب المتاهة اقتراباً من حافة غياب الوعي . يدق البواب الجرس يستأذن في الخروج . _ السلم لم يتم تنظيفه لعشرة أيام خلت ، جمع من التراب ما صيّره أذى لجهاز التنفس و للنفس معاً . هجرك لأعمال النظافة و خروجك الدائم يخل بمصالحنا ، عمال التوصيل لا يفتح لهم أحد بوابة عليها أن تظل مغلقة في صحراء خالية من البشر إلا قليلاً . _ سأنظفه مساء _ هكذا تزعم ، مرور الأيام الطوال تشهد بخطأ قولك . تاريخه معي سجل من اللامبالاة و رفض النصح ، عمل لا أنتظره منه . يخرج كما يحلو له و يعود وقتما يشاء . تمر ساعة أخرى ثم أسمع دق الجرس يريني السلم نظيف انتهى من مسحه ، يستأذن مجدداً . يفاجأني فعله ، قياساً على أفعاله السابقة ، توقعت أن يخرج دون تنظيف السلم . هذه المرة يلقى طلبه القبول . ********************* في حجرتي ، أدير الحاسب مجدداً . يستقبلني الدعاء تمر بنفسي قوة فعله . لي حاجة أخرى ، الصوت في حجرة المدرسات مزعج حد البؤس ، يطغى على وجودي ، ينزع صوت العلوم من عقلي ، ، يتلف البركة في يومي ، يذهب بركة القرآن في قلبي ، ما أحتاج سماعه بوضوح. تلاشت نصيحتي بين أصوات السخف . ضبط الأمر يلزمه أداة ذات طاقة عالية . ربما يناسب الدعاء تلك المهمة ، أخبركم بإذن الذي وضعه أمانة عندي كي أضعه بين أيديكم . |
#10
|
|||
|
|||
![]()
أراد أن يعرف منبع غديري
هذا ما استدعاه ذهني رداً على تساؤلاته هو و غيره : دعنا نضع لحديثنا أساساً حتى لا يضطرب الكلـِم . الثانية و الأربعون تداهمنى عما قريب و المال يمر عبري عمراً زهاء الربع قرن لكل مصلحة ، استلم حقوقاً ، و ادفعها لأصحابها . حالياً أرأس قسم العلوم في مدرستي فأقوم على كتابة ملخص لكتب الوزارة ينير للطلاب الفهم فيمضون في فهم المقررات و أختار طاقم التدريس و أراجع أعمالهن ، حقيقة عملي هو وصل و فصل الأمور بين الإدارة و المدرسات و أولياء الأمور و المدرسات و بين الطالبات و المدرسات. ينتهي يوم عملي بكشف حساب دقيق لكل ما قلت و فعلت ، هل وضع خطوة أقرب للخير و العدل و شرع الله يحكم الأرض ؟ ما لم يفعل يصيبني بداء الإكتئاب يعرقل خطوتي فترة ريثما ألملم شملي و أتحرك مجدداً ، مثلاً عشرة أيام من المرض أوقفتني أتساءل لماذا يقبل جسمي التلف و العلة بكل يسر ، ما لا يفعله من حولي ، سؤال أحتفظ بإجابته لي فما هو شخصي ملكي وحدي يمتعني أن أستقل بأسراري و ما هو بيني و بين خالقي ، لا يطلع عليه البشر. و لن أزعم أنني النقاء فأنا ابنة آدم ، تغريني اللقمة مثله و تضعف بي الإرادة و لن أزعم أن ما حولي جنة الله في الأرض . فقط أن التغيير يعرف إلينا طريقاً و أنه يقطع هذا السبيل على عجل أحياناً فيصلنا منه ما يصلح الحال . حالياً أكتفي بذلك ، فهذا فقط قدر همتي . و هي حياة دهس نسيجها آلاف البشر ، أفسد بعضهم منها ما أفسد ...... و قد اطلع عمري على حكايات تملأ أعماراً ، جعلتها خيوطاً نسجت بها أفكاراً و صوراً و أمزجة عرضت بعضها للناس و احتفظت بمعظمها داخلي . خمس سنوات مضت افتتحت في عقلي تلك التي تسجل بعض ما يمر بها و لذلك حكاية ربما أقصها فيما يلي من الزمن . مر بعمري من ناولني طرف حكاية تاركاً للزمن وضع النهاية المناسبة ، لكن قوتي دفعت ثمن إتمام الحكاية كي يفرغ منها ذهني فيلتفت لما هو أهم . تكمل الحكاية الحساب فيرتفع الشأن لرب العالمين ، لا جنازة و لا ذكرى و لا مشيعيين . و إذ وجدت أناساً يقفون عند بداية الحكاية يعجزون عن فهم منطقها و أين تمضي و إلى ماذا تصير ، قلت أطلعهم على حكايتي لعلها تشبه ما بين أيديهم ، لو أن ذلك أعان أحدهم فنعم به و إلا فإنني على النت مجهولة بين مجهولين و العلم الذي دربت على استخدامه يخبرني أن لا أقف ما ليس لي به علم . أبدأ يومي بتصور لما أريد فعله ، يؤمىء شيء في النفس أنها جهل و أن معرفتها قصور و فعلها نقص و تقصير و أنها تستشرف لما هو أعلى . أنفض غبار خطتي و أقوم أصلي لله ، ركعتين ثم أسأل : خطي واضح ؟ ترغب النفس في مزيد صلاة .... تنتهي الصلاة و النفس تفقه شيئاً ، خطة جديدة للأمور ، تبدأ التنفيذ فيمتزج الفكر بعناصر الكون السليمة ، تضيف ألوانها و تمنح فعلي لون النجاح ، أحمد المولى الكريم على عطائه . جربوها أحياناً عوضاً عن التخبط في الحياة تجربون الكثير قبل أن تصيبوا ما هو فعال و يصل إلى غاية . ***************************************** سبحان من تعطف بالعز و قال به، سبحان من لبس المجد و تكرم به، سبحان ذي الفضل و النعم، سبحان ذي المجد و الكرم، سبحان الذي أحصى كل شئ علمه. سبحان الله ملء البر، سبحان الله ملء البحر، سبحان الله ملء السموات و الأرض، سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر و لا حول و لاقوة إلا بالله عدد ما خلق و عدد ما هو خالق و زنة ما خلق و زنة ما هو خالق و ملء ما خلق و ملء ما هو خالق و زنة عرشه و منتهى رحمته و مداد كلماته و مبلغ رضاه و حتى يرضى و إذا رضى. سبحان الله عدد ما ذكره به خلقه أبد الدنيا و الآخرة تسبيح لا ينقطع أولاه و لا ينفد أخراه. ***************************************** مدح و ذم (من هؤلاء) ؟ إلى سكان كوكب النت الذين مروا عابرين بكلماتي فسجلوا إعجابهم أو انتقصوه و أولئك الذين قبلوه أو رفضوه فلم يشغلوا بالهم بتوضيح رأيهم فيه ، إلى كل أولئك أقول : أيمكن أن يستبدلوا ذلك كله بدعاء مسلم لأخت له يعلم الله أن الكرب حولها يكاد يخنقها ؟ أما الأرض التي نمشي عليها فيؤذيني الذم إذ يكون تجريحاً بلا مناسبة ، يختل توازني لحظات ثم أستعيده و أمضي مجدداً ، أما المديح فأنا لا أحفظ ما لا منفعة منه . أوقفتني أسألني لماذا إذ يمر الكلام عبري يتشكل على هذا النحو ؟ _ قرآن ربي حب نفسي إذ كانت بريئة قبل أن يصيبها كل عوج باعوجاج ، ربما شكّل بعض نواحي الكلام . كل ما مر بي و كل من عبروا إليهم عبري و من مروا بي فلم يتوقفوا عندي . المرض المقعـِد و المعقد الذي ابتليت به كان أداة مهمة ، أود لو استخدمه عذراً لكل ما أفعل لكن نفسي لا تقبل هذا التزييف ، لا فقط كان له دور ما . ثم التحدي ، التحدي أحد أدوات كل صاحب إعاقة ، لا أفهم كيف يدفعه لبذل أضعاف ما يبذله من حوله فتأتي الثمرة على قدر الجهد مباركة طيبة. كائناً ما كانت مواصفات الخلطة فإنني أخلطها بتوازن حتى لا يضيع مكون في جنبات الآخر فتتعادل النكهات و ينتج عنها العادي ، هذا ممل لا أحبه . يا من يقول أن الكلام سهل ، صدقني لا شيء نحوي سهل . النفس تحسب ثم تحسب حتى يفوتها قطار الفعل (الكلام لون من ألوان الفعل) ، الكلام عقد التزام ، أمر تصدره النفس و توثقه أمام طرف آخر ، تلتزم فيه أعضاء الجسد كلها بعمل دؤوب حتى يتم تسليمه للطرف الآخر . أما ما تزعم أنه مثل عليا و أعمال جليلة فقد أخبرتك قبلاً أن العقل لا يستقبل المديح أو يسجله أو يلتزم تجاه قائله بأي اتفاق . القدر صنع المفكرة ، أخذ منها قوة الجسم و عوضها بقوة الفكر . يمر فعلها عبر مصفاة فكر بذرته لا إله إلا الله و محمد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم . و الثمرة طيبة حتى الآن ، حتى ينقض الفكر ما كان و يستشرف لما هو أعلى . مساؤكم خير و نور و وجدان . تصبحون على قرآن الفجر بإذن الذي خلق . |
#11
|
|||
|
|||
![]()
أتيقظ و قد لاح الخيط الأبيض من الأسود من الفجر ، يملأني الإنزعاج و أفشل في إزاحته بعيداً . ماذا دهاني ؟ صلاة الفجر حاضرة تناءت عن متناول نفسي لأشهر .
أقضي الصلاة فلا يفارقني الهم . أطالع السماء ترتدي حلة رمادية اليوم ، أتراها تمطر ؟ يحملني الطريق إلى المدرسة بينما زخات المطر تغسل السماء و الشجر و الإسفلت عن الطريق! أدخل المدرسة بخطوات متعجلة فقد تأخرت على الإمضاء ، ينفتح إبزيم حقيبتي ، يفك حمالة الحقيبة فتتتهاوى على الأرض . حقيبة تحوي حاسبي المحمول و جهاز الجوال و كتاب و حافظة نقودي مع قلم و مفكرة لأخذ الملاحظات . في حجرة المدرسات أشغل الحاسب فيعمل فأحمد الله على سلامته بينما تطالعني شاشة المحمول المكسورة، تتجاهل لوحة مفاتيحه لمسات أزراري ، تبدو لي حالة عطب بلا إصلاح . في البيت أناوله لأخي - ذاك الذي حضر في إجازة من عمله بالخارج - يفحصه ثم يخبرني أن عمره انتهى. جهاز قضى معي خمسة أعوام فأكثر ، لم أعرف غيره و هو أيضاً لم يخذل حاجتي و لم يشغلني بعطل أو مشكلة . حتى شراؤه لم يكن اختياري ، فقد ناولت أمي مبلغاً دفعته لزوج أختي فاشترى واحداً في حدود المبلغ باختياره و ذوقه . يصيبني الإنزعاج ، فالإسبوع الذي سبق تلك الحادثة راودتني النفس أن أستبدله بشيء أحدث و أقيم ، تعاودني الفكرة كلما اشترت زميلة واحداً و أخذت تستعرضه أمام الجميع في فخر و مباهاة . لكنني أحب صحبة أشيائي الأليفة ، وحده التلف ما يبيح الفرقة في نظري . و هو جهاز مهذب وفـّر علي طاقة الخروج لمشاوير عديدة ، قضاها عني . ساعدني في شراء جهاز الغسيل الكلوي حتى وصل مبتغاه ، رفع عن بشر كثيرين هم لا يطاق . فضل الله يؤتيه من يشاء . يقف أخي و هو شاب طويل و في عينيه تصميم : في المساء نذهب إلى السوق لشراء غيره . لا لم أنوِ شراء واحد حالياً ، كنت سأنتظر بضعة (أيام - أشهر - أعوام ....) فقط لاغير. في سوق ضخم على الطراز الأمريكي ، يبهرني المكان و البضاعة ، يا له من مستوى ذلك الذي يصله العربي حين تحل العقلية الغربية في ضيافته ! تنوع يعقـِد عقلي عن التفكير ، ينتقي أخي واحداً مشابهاً لما يملكه ، هاتف حديث ، يتصل بالنت و به كاميرا و إمكانات عديدة . يشتريه و يدفع ثمنه و يصر أنه هدية منه . ثم يحسم البائع ثلث الثمن في خصم مهول من تكلفته . صار لدي جوال جديد ! في البيت ، أضع البطاقة و البطارية في أحشائه و أتركه يشحن قوته بالكهرباء ثم أتركه و شأنه و أقوم لشأني أصلي مطولاً ، يغيب عني الوقت حتى تنبهني الساعة أنها تجاوزت الواحدة صباحاً . أضبط المنبه الموجود في الجوال الجديد لصلاة الفجر . يوقظني صوت المنبه اللحوح لا يتوقف حتى أقوم فأوقفه ، لا لم يتوانَ عن إيقاظي بعد ذلك ، تمتلىء شرايين يومي بالعافية إذ تصيبني بركة الرحمن بنور في صلاة الفجر. لله الفضل و المنة . طبعاً لكم أن تتصوروا أنه كسابقه مغلق معظم الوقت ، لأجل الصلاة . |
#12
|
|||
|
|||
![]()
قلب ، أقوى عضلة في الجسم ، أربع حجرات ، صمامات ، أوردة .. شرايين ، ينقبض ، ينبسط كي يتدفق الدم فتمر الحياة عبري ، هكذا يقول علمنا هذه الأيام .
و يوم يأتي فيه الظالمون أفئدتهم هواء ، هكذا أخبرنا المولى في قرآنه . و مضغة في الجسم فيها صلاحي ، هكذا أخبرني رسول الله صلى الله عليه و سلم . الذي في صدري الآن يعتصر ألماً ، كذلك يوحي لي الإعياء ، يؤلف رواية مصطنعة عن نفس لا أفهم أي من محتوياتها و كلما ذهبت أحللها وفق معطيات علم ما ، عدت خاوية الوفاض ، و لازال ذاك الذي في صدري يلح ألماً أنه موجود و أنه مستاء مني جداً .. هذا ما حاول عقلي الذي ينبع من مخي أن ينسبه لقلبي . و لازلت أضطرب بين إدراك قالوا لي منبعه المخ و علم جديد / قديم ينسب العقل و الفهم للقلوب التي في الصدور . على أي و أياً ما كان منبع ذلك الألم : قلبي أم مخي المادي أو المعنوي ، فإنه استلقى معي في المصلى قبيل صلاة الظهر و أخذ يؤلف من الأوجاع ملاحم ، يدون أشعاراً و يعزف لها موسيقى مؤذية ، الموت أهون من الإنصات لهـ(ـما) . يكبر المؤذن ، أنهرُ الأفكار ، أزيحها و أردد كلمات الآذان عوضاً عن الإسترسال في ألم يود لو يصنع في نفسي سيمفونية ثم يلقيها على مسامع من ينصت من البشر ، حسناً ، بعد الصلاة في الصلاة ، أسأله عن ساعتي و منيتي و أخبره أنني لم أرتب أمراً من أمور دنياي أو آخرتي أو أمور أهلي أو ... ثم أخبره أن ذلك يذبحني ذبحاً و أخبره عن ألم يقصف عمري قصفاً ، يؤذيني الهواء يتعالى على لا يود أن يحل في ضيافة نفسي ، لا أعرف كيف أحايله ! ثم أود أن أخبره كثيراً و طويلاً عن ملحمتي ، ثم أنني في لحظة ما أدرك أنه يخبرني و أنه أخبرني كثيراً فأدركته على نحو ما ، إدراكاً ملأني عقلاً و حلماً . أختم الصلاة و أود لو أكسب مزيد وقت بعيداً عن الناس فأسبح و أحمد خالقي و أكبـّره. و أدير شريط ملحمة الأوجاع و الشكاوي أنوي إضافة فصل جديد فيها ، يبهرني أنها تلاشت من النفس فأبكي ... أؤمن أن الواحد الأحد في علاه محى ذلك كله ، فقط أن جزء النفس الذي من هواء و طعام و ماء لازال يسأل (بلا إلحاح هذه المرة) ، أرني كيف تحيي موات نفسي ! |
#13
|
|||
|
|||
![]()
أعاين فنجان القهوة الذي أمامي فترفضه معدتي التي لا يتفق مزاجها مع الأحماض . لكن عبير القهوة الطيب يدفعها رشفة إثر أخرى داخلي ، تغيير مرحب به عن الجوع الذي طال يوماً يقترب من صلاة العصر.
نحو سيارتي يلفت التوتر انتباه أعصابي أنني أعود للبيت مع مئات الألوف من باصات المدارس من ضاحية مصر الجديدة العريقة على شارع واحد باتجاه القاهرة الجديدة . لكنني لا أتوقع أي تعطيل فلطالما انحاز طريقي تجاه السرعة و حملني بأمان إلى بيتي . تتوقف حركة الشارع تماماً ، تعانق الدقائق قريباتها. السيارة مطفأة و الإنتظار يطول ثم تتراكم السيارات و يغلق الطريق تماماً . تتساءل أمي ما الذي يسده ، أتراها بعض السيارات المعطلة؟ و لا حتى تلك تسد الشارع على هذا النحو ، الشارع به أربع حارات متجاورة ، يمر بمسار كوبري جديد يتم بناؤه ، يحتل العمال حالياً مساحة واسعة من الشارع ليقوموا بأعمال الإنشاء. حركة مرور رهيبة تمر عبر مسار ضيق ، تصل فتحة القمع ، تندفع عبره فتتوقف كلها . يعتمل فنجان القهوة في النفس ، فأطفىء السيارة , أدير مفتاح جهاز mp3 و أستمع لجزء من سورة البقرة و سورة آل عمران ، ينحل عقدة الطريق قرب نهايتها ، ساعة اكتظت باختناق المرور . فأنطلق في طريقي، أطالع الكوبري و أنا أمر بمحاذاته ، بقي ستة شهور على الأقل على ولادته ، ربما أكثر ، العمر المساوي لإمتداد الإنسداد المروري في الشارع الموازي له. تستقر الخبرة في نفسي عميقاً ، تقنعني أن مسارات الحياة المسدودة تمتص الطاقة و الوقت و عافية جهاز التنفس ، ثمناً باهظاً لا أظنني أود دفعه . (العنوان رفض التغيير بعد أن أملى القطعة السابقة ، هي بعض فضل فنجان القهوة ذاك على أي حال.) |
#14
|
|||
|
|||
![]()
أخبرني شباب معهم شهادات جامعية أنهم ما أنصتوا للعلم إلا قليلاً وأن الشهادة مجرد مظهر اجتماعي و مفتاح باب وظيفة مضمونة الدخل ،
ثم كذّ ب الواقع أوهامهم . منحهم وظائف بسيطة لا تتطلب شهادة أوتعليم و لا تفتح باباً للرقي المادي و الإجتماعي . من أصاب نجاحاًفي الحياة هم أولئك الذي كانوا أكثر تركيزاً ، اتخذوا هدفاً محدد المعالم و عملوا تجاهه ثم أصابوه . المجتمع بحاجة للتعليم حين يمتزج بعقل المتعلم فيصبغ ملكاته أما تلك الشهادة الفارغة من محتواها فإنها لم تجد ِِ يوماً |
#15
|
|||
|
|||
![]()
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مثلالقائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاببعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماءمروا على من فوقهم فآذوهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذمن فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجواونجوا جميعاً) رواه البخاري
********************* حالياً تتهاوى بعض أجزاء السفينة تحت ثقل الماء الذي يغمرها ، يتخطف الغرق الناس بعيداً عن أمان اليابسة ، يشتت الخوف الفكر ، يضع خططاً خرقاء للنجاة . قبل أن يمضي أحدهم لأبعد من ذلك ، لينظر مدى مسؤليته عن الخرق الحاصل في السفينة! |
العلامات المرجعية |
|
|