اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #121  
قديم 12-03-2010, 01:53 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي



__________________
رد مع اقتباس
  #122  
قديم 15-03-2010, 03:01 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

إلهنا قد غرقنا في لجج المعاصي والآثام،
وذنوبنا قد كثرت وعمَّت،
ومعاصينا قد عظمت وطمَّت،
وإنا مقرّون بالإساءة على أنفسنا،
نرجو عظيم عفوك الذي عفوت به عن الخاطئين،
وهانحن ببابك واقفون،
ومن عذابك خائفون،
ولثوابك مؤمِّلون،
فانظر يا إلهنا إلينا بعين
العطف والرحمة والإحسان.
فالمذنبون يسألونك المغفرة،
والتائبون يسألونك القبول،
وكلهم ينشد رضاك والجنة،
ويستعيذ من سخطك والنار.
اللهم فحرِّم وجوهنا على النار.
اللهم واحشرنا في زمرة المتقين الأخيار،
وأسعدهنا بدخول الجنة دار القرار،
وحقق لنا آمالنا،
وتقبل منا أعمالنا،
واختم بالصالحات آجالنا.

__________________
رد مع اقتباس
  #123  
قديم 28-05-2010, 07:29 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

يا صاحب الخطايا




قال الله تعالى:ـ
{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفْلِحُونَ}
[النور: ٣١]

قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب
فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي

فلها ثلاث شروط: ـ
أن يقلع عن المعصية -
أن يندم على فعلها -
أن يعزم أن لا يعود إليها أبداً -
وإن كانت المعصية تتعلق بحق آدمي زيد شرط رابع وهو


رد المظالم والحقوق إلى أهلها



__________________
رد مع اقتباس
  #124  
قديم 29-05-2010, 11:44 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


التوبـة :
وهى أول مراحل الطريق، بل هى المدخل المفضى إليه، والقرين المتنقل فى مدارجه من البداية إلى النهاية.
والتوبة كلمة شائعة على الألسنة، حتى لكأن شيوعها ابتذلها وأطفأ سناها الكريم، ومع أن دلالة الكلمة تجعلها أخطر من أن يجازف بها.
هل يلغو إنسان فيقول: بنيت قصرا، أو يلغو فيقول : ألفت كتابا!!.
إنا بناء قصر شاهق أهون من بناء نفس خربة، وإن تأليف كتاب ثمين أرخص من تأليف نفس فرق الهوى أقطارها.
والتوبة هى هذا البناء والتأليف، فمن الهزل العجاب أن تدور على الألسنة دون تيقظ وإدراك.
وجمهور البشر محتاج إلى التوبة، فقلما ينجون فى حياتهم من العثار والتخليط، وما أكثر الذين يرديهم طيش الغرائز، وضعف الرأى، وقلة التجربة، واضطراب اليقين.
وإذا استثنينا الأنبياء فأغلب بنى آدم تعرضوا لخطايا سيئة، وأخطار لا حصر لها.
أما الأنبياء فإنهم قيادات روحية وفكرية اصطفاها الله من النشأة الأولى وتخيرها من معادن أرقى، فهم ليسوا على غرارنا، وان كانوا من تراب الأرض مثلنا على حد قول الشاعر: فإن تفق الأنام وأنت منهم فإن المسك بعض دم الغزال وقد قال الله لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك)
أى: أن الذين تبعوه جاءوا إليه تائبين.
والتوبة ـ فى نظر الإسلام ـ جهد لابد أن يقوم كل إنسان به، ولن يغنى عنك أحد أبدا فى أدائه.
إذا اتسخ ثوبك فلن ينظفه أن يغسل جيرانك ثيابهم.
وإذا زاغ فكرك، فلن يصلحه إلا أن يهتدى هو إلى الصواب.
واستحقاق الرضوان الأعلى لا يجئ إلا من هذه السبيل، فلا قرابين، ولا شفعاء.
(من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه و من ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى).
والخطأ فى حق الله لا يداويه إلا اعتذار المخطئ نفسه.
فلو اعتذر عنه أهل الأرض جميعا، وفى مقدمتهم النبيون، وبقى هو على عوج نفسه فلن يقبل عنه اعتذار، ولن ينفعه استغفار.
لابد أن يجثو المذنب فى ساحة الرحمن ثم يهتف من أعماق قلبه: (رب اغفر وارحم، وأنت خير الراحمين)
ليؤمل ـ بعد ـ فى مغفرة الله ورحمته.
وعلى كل إنسان ساء فعله، واضطربت حاله أن يسارع إلى ربه، متعهدا نفسه بالرعاية والتأديب، مقبلا على شأنه بالترتيب والتهذيب، حتى يستطيع النجاة مما وقع فيه.
وانتهاز اليوم أفضل من انتظار الغد، بل إن كنت فى الصباح فلا ترقب الأصيل.
" لا مكان لتريث، إن الزمن قد يفد بعون يشد به أعصاب السائرين فى طريق الحق، أما أن يهب للمقعد طاقة على الخطو أو الجرى فذاك مستحيل.
لا تعلق بناء حياتك على أمنية يلدها الغيب، فإن هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير.
الحاضر القريب الماثل بين يديك، ونفسك هذه التى بين جنبيك، والظروف الباسمة أو الكالحة التى تلتفت حواليك، هى وحدها الدعائم التى يتمخض عنها مستقبلك، فلا مكان لإبطاء أو انتظار، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل ".
ثم إن كل تأخير لإنفاذ منهاج تجدد به حياتك، وتصلح به أعمالك لا يعنى إلا إطالة الفترة الكابية التى تبغى الخلاص منها، وبقاءك مهزوما أمام نوازع الهوى والتفريط.
بل قد يكون ذلك طريقا إلى انحدار أشد، وهنا الطامة.
وفى ذلك قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " النادم ينتظر من الله الرحمة، والمعجب ينتظر المقت، واعلموا عباد الله أن كل عامل سيقدم على عمله ولا يخرج من الدنيا حتى يرى حسن عمله وسوء عمله، وإنما الأعمال بالخواتيم.
والليل والنهار مطيتان فأحسنوا السير عليهما إلى الآخرة.
واحذروا التسويف، فإن الموت يأتى بغتة.
ولا يغترن أحدكم بحلم الله عز وجل، فإن الجنة والنار أقرب إلى أحدهم من شراك نعله ثم قرأ : (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * و من يعمل مثقال ذرة شرا يره ).
ما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين، وأن يرسل نظرات ناقدة فى جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها، وأن يرسم السياسات القصيرة المدى، والطويلة المدى، ليتخلص من هذه الهنات التى تزرى به.
__________________
رد مع اقتباس
  #125  
قديم 29-05-2010, 11:47 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


فى كل بضعة أيام أنظر إلى أدراج مكتبى لأذهب الفوضى التى حلت به من قصاصات متناثرة، وسجلات مبعثرة، وأوراق أدت الغرض منها.
يجب أن أرتب كل شىء فى وضعه الصحيح، وأن يستقر فى سلة المهملات ما لا معنى للاحتفاظ به!
وفى البيت: ان غرفه وصالاته تصبح مشعثة مرتبكة عقب أعمال يوم كامل، فإذا الأيدى الدائبة تجول هنا وهنا لتنظف الأثاث المغبر وتطرد القمامة الزائدة وتعيد إلى كل شىء رواءه ونظامه.
ألا تستحق حياة الإنسان مثل هذا الجهد؟ ألا تستحق نفسك أن تتعهد شئونها بين الحين والحين لترى ما عراها من اضطراب فتزيله، وما لحقها من إثم فتنفيه عنها مثلما تنفى القمامة من الساحات الطهور؟.
ألا تستحق النفس بعد كل مرحلة تقطعها من الحياة أن نعيد النظر فيما أصابها من غنم أو غرم؟ وأن نرجع إليها توازنها واعتدالها كلما رجتها الأزمات، وهزها العراك الدائب على ظهر الأرض فى تلك الدنيا المائجة؟.
إن الإنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب فى أرجاء نفسه، وتعهد حياته الخاصة والعامة بما يصونها من العلل والتفكك.
ذلك أن الكيان العاطفى والعقلى للإنسان قلما يبقى متماسك اللبنات مع حدة الاحتكاك بصنوف الشهوات وضروب المغريات...
فإذا ترك لعوامل الهدم تنال منه فهى آتية عليه لا محالة، وعندئذ تنفرط المشاعر العاطفية والعقلية كما تنفرط حبات العقد إذا انقطع سلكه...
وهذا شأن (... من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطا)
كما يقول الله عز وجل.
وكلمة " فرط " ينبغى أن نتأمل فيها، فالعامة عندنا يسمون حبات العنب الساقطة من عنقودها أو حبات البلح الساقطة من عرجونها "فرطا".
وانتزاع حبات الأذرة من كيزانها المتراصة تمهيدا لطحنها تشتق تسميته من المادة نفسها.
والنفس الإنسانية إذا تقطعت أواصرها ولم يربطها نظام ينسق شئونها، ويركز قواها أصبحت مشاعرها وأفكارها كهذه الحبات المنفرطة السائبة لا خير فيها ولا حركة لها.
ومن ثم نرى ضرورة العمل الدائم لتنظيم النفس وإحكام الرقابة عليها..
والله عز وجل يهيب بالبشرـ قبيل كل صباح ـ أن يجددوا حياتهم مع كل نهار مقبل.
فبعد أن يستريح الأنام من عناء الأمس الذاهب، وعندما يتحركون فى فراشهم ليواجهوا- مع تحرك الفلك- يومهم الجديد.
فى هذه الآونة الفاصلة تستطيع أن تسأل: كم تعثر العالم فى سيره؟ كم مال مع الأثرة؟ كم اقترف من دنية؟ كم أضلته حيرته فبات محتاجا إلى المحبة والحنان؟ فى هذه اللحظة يستطيع كل امرئ أن يجدد حياته، وأن يعيد بناء نفسه على أشعة من الأمل والتوفيق واليقظة.
__________________
رد مع اقتباس
  #126  
قديم 29-05-2010, 11:49 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


رغبة إلى الله: إن صوت الحق يهتف فى كل مكان ليهتدى الحائرون ويتجدد البالون.
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل فيعطى؟ هل من داع فيستجاب له؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ حتى ينفجر الفجر " .
وفى رواية: " أقرب ما يكون العبد من الرب فى جوف الليل " فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله فى تلك الساعات فكن...!
إنها لحظة إدبار الليل وإقبال النهار، وعلى أطلال الماضى القريب أو البعيد يمكنك أن تنهض لتبنى مستقبلك.
تأمل فى هذه الأبيات التى أضعها بين يديك تهيب بالغافى أن يصحو، وأن يدع دفء الفراش، وأن يتخلص من استرخاء البدن، وأن يدلف إلى بيت الله ليقف فى محرابه مناجيا يؤمل الخير ويرجو الرشاد.
قال الشاعر: قم فى الدجى يا أيها المتعبد قم وادع مولاك الذى خلق الدجى واستغفر الله العظيم بذلة واندم على ما فات، واندب ما مضى واضرع، وقل: يارب عفوك إننى أسفا على عمرى الذى ضيعته يا رب لم أحسب مرارة مصدر يا رب قد ثقلت على كبائر يا رب إن أبعدت عنك فان لى يا رب مالى غير لطفك ملجأ يا رب هب لى توبة أقضى بها أنت الخبير بحال عبدك إنه أنت المجيب لكل داع يلتجى من أى بحر غير بحرك نستقى؟ حتى متى فوق الأسرة ترقد؟ والصبح، وامض فقد دعاك المسجد واطلب رضاه فإنه لا يحقد بالأمس، واذكر ما يجئ به الغد من دون عفوك ليس ما يعضد تحت الذنوب، وأنت فوقى ترصد!
عن زلة قد طاب منها المورد بإزاء عينى لم تزل تتردد!
طمعا برحمتك التى لا تبعد ولعلنى عن بابه لا أطرد!
دينا على، به جلالك يشهد ـ بسلاسل الوزر الثقيل ـ مقيد أنت المجير لكل من يستنجد ولأى باب غير بابك نقصد؟
__________________
رد مع اقتباس
  #127  
قديم 29-05-2010, 11:50 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


ولا تؤودنك كثرة الخطايا، فلو كانت ركاما أسود كزبد البحر ما بالى الله عز وجل بالتعفية عليها إن أنت اتجهت إليه قصدا وانطلقت إليه ركضا.
" إن الكنود القديم لا يجوز أن يكون عائقا أمام أوبة صادقة (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له )
وفى حديث قدسى عن الله عز وجل: " يا ابن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك ولا أبالى، يا ابن آدم إنك لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ".
وهذا الحديث وأمثاله جرعة تحيى الأمل فى الإرادة المخدرة، وتنهض العزيمة الغافية وهى خجلى لتستأنف السير إلى الله، ولتجدد حياتها بعد ماض ملتو مستكين.
لا أدرى لماذا لا يطير العباد إلى ربهم على أجنحة من الشوق بدل أن يساقوا إليه بسياط من الرهبة؟.
إن الجهل بالله، وبدينه، هو علة هذا الشعور البارد أو هذا الشعور النافر ـ بالتعبير الصحيح ـ مع أن البشر لن يجدوا أبر بهم ولا أحنى عليم من الله عز وجل.
وبره وحنوه غير مشوبين بغرض ما، بل هما آثار كماله الأعلى، وذاته المنزهة.
وقصة الإنسان تشير إلى أن الله خلله ليكرمه لا ليهينه، وليسوده فى العالمين لا ليؤخر منزلته أو يضع مقداره (ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون * ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ).
ووظيفة الدين بين الناس أن يضبط مسالكهم وعلائقهم على أسس من الحق والقسط حتى يحيوا فى هذه الدنيا حياة لا جور فيها ولا جهل...
فالدين للإنسان ـ كالغذاء لبدنه ـ ضرورة لوجوده ومتعة لحواسه.
والله عز وجل ـ بشريعته ـ مع الوالد ضد عقوق الولد، ومع المظلوم ضد سطوة الظالم، ومع أى امرئ ضد أن يصاب فى عرضه أو ماله أو دمه!.
فهل فى هذه التعاليم قسوة على البشر ونكال بهم؟ أليست محض الرحمة والخير؟.
وإذا كلف الله أبناء آدم بعد ذلك ببعض العبادات اليسيرة، ليحمدوا فيها آلاءه ويذكروا له حقه، فهل هذه العبادات المفروضة هى التى يتألم الناس من أدائها، ويتبرمون من إيجابها؟.
الحق أن الله لم يرد للناس قاطبة إلا اليسر والسماحة والكرامة، ولكن الناس أبوا أن يستجيبوا لله وأن يسيروا وفق ما رسم لهم فزاغت بهم الأهواء فى كل فج وطفحت الأقطار بتظالمهم وتناكرهم.
ومع هذا الضلال الذى خبطوا فيه، فإن منادى الإيمان ما يزال يهتف بهم أن عودوا إلى بارئكم.
إن فرحته بعودتكم إليه فوق كل وصف.
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " لله أفرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل فى أرض دوية مهلكة، معه راحلته، عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ، وقد ذهبت راحلته؟ فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكانى الذى كنت فيه فأنام حتى أموت..!!
فوضع رأسه على ساعده ليموت،.
فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه، فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته ".
ألا يبهرك هذا الترحاب الغامر؟ أترى سرورا يعدل هذه البهجة الخالصة؟.
إن أنبل الناس عرقا، وأطهرهم نفسا، قلما يجد فؤادا يتلهف على لقائه بمثل هذا الحنين، فكيف بخطاء أسرف على نفسه، وأساء إلى غيره؟ إنه لو وجد استقبالا يستر عليه ما مضى لكان بحسبه ذلك الأمان المبذول ليستريح ويشكر.
أما أن يفاجأ بهذه الفرحة، وذلك الاستبشار، فذاك ما يثير الدهشة.
لكن الله أبر بالناس وأسر بأوبة العائدين إليه مما يظن القاصرون!!.
وطبيعى أن تكون هذه التوبة نقلة كاملة من حياة إلى حياة، وفاصلا قائما بين عهدين متمايزين كما يفصل الصبح بين الظلام والضياء.
فليست هذه العودة زورة خاطفة، يرتد المرء بعدها إلى ما ألف من فوضى وإسفاف.
وليست محاولة فاشلة ينقصها صدق العزم، وقوة التحمل، وطول الجلد، كلا، كلا، إن هذه العودة الظافرة التى يفرح الله بها، هى انتصار الإنسان على أسباب الضعف والخمول، وسحقه لجراثيم الوضاعة والمعصية، وانطلاقه من قيود الهوى والجحود، ثم استقراره فى مرحلة أخرى من الإيمان والإحسان والنضج والاهتداء.
هذه هى العودة التى يقول الله فى صاحبها: (و إني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدى).
إنها حياة تجددت بعد بلى، ونقلة حاسمة غيرت معالم النفس كما تتغير الأرض الموات بعد مقادير هائلة من المياه والمخصبات.
إن تجديد الحياة لا يعنى إدخال بعض الأعمال الصالحة أو النيات الحسنة وسط جملة ضخمة من العادات الذميمة، والأخلاق السيئة، فهذا الخلط لا ينشئ به المرء مستقبلا حميدا ولا مسلكا مجيداً.
بل إنه لا يدل على كمال أو قبول، فمان القلوب المتحجرة قد ترشح بالخير، والأصابع الكزة قد تتحرك بالعطاء.
والله عز وجل يصف بعض المطرودين من ساحته فيقول: (وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون * ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون * تنزيل من رب العالمين).
فالأشرار قد تمر بضمائرهم فترات صحو قليل، ثم تعود بعد ذلك إلى سباتها.
ولا يسمى ذلك اهتداء، إن الاهتداء هو الطور الأخير للتوبة النصوح!!
__________________
رد مع اقتباس
  #128  
قديم 29-05-2010, 11:51 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

إن البعد عن الله لن يثمر إلا علقما، ومواهب الذكاء والقوة، والجمال والمعرفة تتحول كلها إلى نقم ومصائب عندما تعرى عن توفيق الله وتحرم من بركته.
ولذلك يخوف الله الناس عقبى هذا الاستيحاش منه، والذهول عنه.
قد تكون سائرا فى طريقك فتقبل عليك سيارة تنهب الأرض نهبا، وتشعر كأنها موشكة على حطم بدنك وإتلاف حياتك، فلا ترى بدا من التماس النجاة وسرعة الهرب...
إن الله يريد إشعار عباده تعرضهم لمثل هذه المعاطب والحتوف إذا هم صدفوا عنه، ويوصيهم أن يلتمسوا النجاة ـ على عجل ـ عنده وحده: (ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين * ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين).
وهى عودة تتطلب ـ كما رأيت ـ أن يجدد الإنسان نفسه، وأن يعيد تنظيم حياته، وأن يستأنف مع ربه علاقة أفضل وعملا أكمل وعهدا يجرى على فمه هذا الدعاء، " اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت، خلقتنى وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى فاغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " أ. هـ.
قال الدكتور زكى مبارك ـ نقلا عن قوت القلوب ـ.
" ولا تنظر أيها التائب إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت.
فقد كانت الصغائر عند الخائفين كبائر، وكان من الصحابة من يقول: إنكم لتعملون أعمالا هى أدق فى أعينكم من الشعر كنا نعدها فى زمن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الموبقات.
وليس معنى ذلك أن الكبائر التى كانت على عهد النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ صارت بعده صغائر، ولكن معناه أنهم كانوا يستعظمون الصغائر لعظمة الله تعالى فى قلوبهم، ولم يكن ذلك الوجدان فى قلوب من بعدهم من المؤمنين.
واختلفت الصوفية فى نسيان ما سلف من الذنوب، فقال بعضهم: حقيقة التوبة أن تنصب ذنبك بين عينيك، وقال آخر: حقيقة التوبة أن تنسى ذنبك، وهذان طريقان لطائفتين، وحالان لأهل مقامين، فأما ذكر الذنوب فطريق المريدين وحال الخائفين، وأما نسيان الذنوب فطريق العارفين وحال المحبين.
قال زكى مبارك ونحن نرجح الرأى الثانى ونريد الأخذ به فى جميع الأحوال فإن تذكر الذنوب الماضية يشل العزيمة ويفت فى عضد التائب، ويخلق جوا جديدا للتعرف على ما سلف من الذنوب، وهو فوق ذلك جهد ضائع وشغل للقلب بما لا يفيد.
وإقامة المناحات على الهفوات الماضية علالة سخيفة يتوهم فريق من الناس أنها تزيد فى طهر القلوب، وهى فى عالم الأخلاق تشبه بعض ما يقع فى عالم القضاء، فلو كان يصح للقضاة أن يتعقبوا ماضى الناس ليأخذوهم بهفوات قدم عليها العهد لاختل الميزان، وذهب جمال الحاضر، وزهد الناس فى فضل المتاب، فإن الأصل فى التوبة أن تكون حجازا بين عهدين، وأن يصبح التائب وكأنه مولود جديد، ولا تنسى أن اجترار الذكريات الماضية سىء الأثر فى نظام الأعصاب، وهو خليق بأن تنهب العافية ويضيع جمال الساعة الحاضرة، وهى العدة الخلقية فى نظام الأعمال " أ. هـ.
والدكتور زكى مبارك مخطئ فى تعصبه للرأى الثانى، ونحن لا نتعصب للرأى الأول بل نختار ما هو أصلح لدعم التوبة، وهجر الآثام، وإلف الطاعات والفضائل.
فإن كان استصحاب الماضى يحرس الإنسان من الانزلاق ويقيه العودة إلى مساخط الله فيجب استصحاب ذلك الماضى.
إنه يشبه التجربة التى تفيد صاحبها دربة على السير، وقدرة على تخطى العوائق.
والنسيان هنا ذريعة إلى الجهل والانحراف.
أما إذا كان الإنسان يكره استعادة صور انقضى عهدها، وامحى أثرها، ويشعر بأنه قد استأنف عهدا حافلا بثمار الخير، ويرى أن نقل الماضى للحاضر تعكير لصفوه وشل لامتداده، فالواجب أن ينسى ما كان، وأن يقبل على حاضره وحده لينميه ويقويه.
إن النفوس مختلفات فى هذا المضمار، وأحسب أن الذين تسوقهم سياد الرهبة أكثر من الذين يحدوهم نداء الرغبة: (قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا).
__________________
رد مع اقتباس
  #129  
قديم 29-05-2010, 11:52 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


مم يتوب الناس؟:
أما من عدا المؤمنين بالله الأحد، من مشركين ومعطلين، فتوبتهم لا تصح إلا إذا آمنوا بالله جل شأنه، وتركوا المعاصى التى كان يؤزهم عليها جحدهم للألوهية، أو اعتقادهم فى شركاء مع الله.
روى أبو هريرة أن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " والذى نفس محمد بيده لا يسمع بى أحد من هذه الأمة، يهودى ولا نصرانى، ثم يموت ولم يؤمن بالذى أرسلت به إلا كان من أصحاب النار " .
قال العلماء: إنما خص اليهود والنصارى بالذكر ـ مع أن الدعوة عامة للملل كلها ـ لأن هؤلاء أحسن من غيرهم حالا فهم أصحاب كتب سماوية، وإذا ثبت هذا الحكم فيهم، فهو فى من دونهم أوجب.
ولا شك أن الشيوعيين والوجوديين وأحزابهم أنزل رتبة من أهل الكتاب على ما فى عقائدهم من دخل.
ونحن نصم بالكفر من عرض عليه الإيمان، واستمكن من الدخول فيه، ثم أبى، أما الذين ضلوا لعدم وجود المعلم الهادى، فوصفهم بالكفر مجاز وإلا فهم جهال.
وعلى كلتا الحالتين فصحة التوبة من هؤلاء أن يدعوا ما هم فيه، وأن يعتنقوا ما أنزل الله فى الرسالة الخاتمة.
وفى حض المثلثين على التوبة يقول الله جل وعلا: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم * أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم).
وكذلك توبة سائر الملل الأخرى، ما تصح إلا بعد الإيمان بالله الواحد، والاستعداد للقائه، ونبذ ما كانوا عليه من جاهلية، وإمضاء شرائع الإسلام جملة، تمشيا مع مبدأ السمع والطاعة.
قال تعالى: (الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير * ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير * وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه …).
وتوبة المسلمين أنفسهم تكون من الذنوب التى لا يجمل بهم ارتكابها لأنها تنافى مقتضى الإيمان، فإذا أزلهم الشيطان إلى إثم فإن ذلك يحسب عليهم، ليؤاخذوا به وصلتهم بالله لا تحميهم من عدله إذا استحقوا العقوبة.
صحيح أن الله أعد النار للكافرين، ولكن المسلمين يدخلونها إذا أسفوا وتهاووا فى الذنوب ولذلك يقول لنا محذرا: (واتقوا النار التي أعدت للكافرين * وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون * وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين).
فإذا لم يتقوا، ويطيعوا، ويسارعوا...
فما بد من أن يلقوا وبال أمرهم.
وفى حض المسلمين على التوبة، والبعد عن المعاصى يقول الله عز وجل: (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).
ويقول: (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم).
وهذه التوبة تستهدف أن يكون المسلمون عنوانا صحيحا لدينهم، ومجلى لفضائله وآدابه.
تدبر قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " المؤمن مرآة المؤمن، يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه ".
والجمل الثلاث التى يتكون منها الحديث تبرز مجتمعا متناصحا متعاونا، يعمل المؤمن فيه على تنقية أخيه من العيوب، وعلى ضمان معيشته وصدق حمايته، حاضرا كان أم غائبا.
فإذا تمزقت هذه العرى، ورأيت مجتمعا متناقضا تشيع فيه الأثرة والمظالم فأين يكون الإيمان؟.
وهل يترك الله أمة تصنع ذلك بنفسها ورسالتها من غير عقوبة؟.
والنصوص من الكتاب والسنة متضافرة "على أن ناسا من أهل التوحيد يدخلون النار لعدم وفائهم بحقوقه، ثم يخرجون منها بعد قضاء المدد المحكوم عليهم بها فى هذا السجن اللعين ويلقبون بالجهنميين.
عن أبى سعيد الخدرى عن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، ثم يقول الله تعالى: أخرجوا من كان فى قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون فى نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة فى جانب السيل.
ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية " .
وهذا الحديث ـ وأمثاله كثير فى الصحاح ـ قاطع بأن من أهل الإيمان من يعذب فى النار لسوء عمله...
على أن سوء العمل يتفاوت، وللناس عامة موازين تضبط الخير والشر ضبطا دقيقا.
فمن كانت حسناته أرجح فهو على رجاء المغفرة: (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم).
أما من عبث وغش وأفسد، ومرد على الشر، فلن يدخل الجنة بأقذاره النفسية هذه حتى يلتهب فيها عذاب جهنم.
ونحن نرى أن المسلم يعذب على ذنوبه لأمرين: أولهما أنه أساء فى خاصة نفسه، فالجزاء المرصد له عدل.
والآخر أنه أساء للإسلام نفسه إذا تعاون مع غيره من الرعاع على إظهار الأمة فى صورة تحقر دينها وتصرف الناس عن الثقة فيه والطمأنينة إليه.
وهل كفرت أكل م شتى بالإسلام إلا من سلوك هؤلاء؟.
__________________
رد مع اقتباس
  #130  
قديم 29-05-2010, 11:54 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

مدارج التوبة:
وأهل الطاعة محتاجون إلى التوبة كما يحتاج إليها أهل الذنوب.
ومن ظن منهم أنه ليس عنده ما يتوب منه، أو ظن أنه مستغن عن المتاب فقد زل.
والتوبة يتطلبها هؤلاء من عدة جهات.
(أ) من الخلل الذى يقع فى الطاعات نفسها، فإن أحدا قلما يأتى بالعبادات المطلوبة مبرأة من كل عيب.
وإن العبد لينظر فى صلاته، أو فى تلاوته كتاب الله مثلا، فيرى أن ضبابا من الغفلة اعترضه فى آونات كثيرة وهو يصلى أو يقرأ.
ومن الممكن أن ترفض له هذه القربات بتهمة ثابتة، وهى سوء الأدب ورداءة التقدم بها بين يدى الله.
ومن أجل ذلك التقصير المستمر شرع الاستغفار فى أعقاب الصلوات ثلاث مرات.
(ب) من ظن بأن هذه الطاعات هى منتهى حق الله عليه، وأنه بأدائها قد فرغت ذمته، ودفع لله ثمن نعمه، وثمن جنته!!.
وبقى على الله أن يبعث ملائكته لتسلم المغرور مفاتيح الجنة التى استحقها بعمله... !!!
وبعض ذوى الطاعات ينتابهم شىء من البلادة وتحجر القلب ارتكانا إلى أشكال العبادات التى فعلوها.
وربما نزلوا بهذه الأوهام والأدواء إلى درك لم ينزل إليه بعض المخطئين، كما شرحنا ذلك فى موضعه من حكم ابن عطاء الله...
(جـ) وصنوف العبادات التى طولب المؤمنون بها كثيرة.
ومن الناس من يفتح له فى ناحية لا يستطيعها غيره لاستعداد زودته الأقدار به من قبل، وليس فى هذا حرج.
إنما الحرج فى أن يستكثر الإنسان من عبادة ما على حين يجب عليه التوسع فى غيرها وتوجيه فضول نشاطه إليها.
فالغنى الذى يستكثر من الصلوات ويقتصد فى الصدقات والنفقات يجب أن يتوب من هذا المسلك.
والعالم البليغ الذى يصوم الاثنين والخميس، ويلوذ بالصمت أو بالإيجاز فى مواطن الزجر والنصح يجب أن يتوب من هذا المسلك.
إن بعض الناس يؤثر عبادة على أخرى لأنها أدنى إلى هواه، وأقرب إلى السلامة، والدين أحكم فى تعاليمه وأدق فى موازينه مما يتوهم هؤلاء.
(د) وحراسة الطاعة بعد أدائها من شتى الآفات ضرورة، كحراسة الزرع من الديدان والأعراض التى تجتاحه.
والرجل يعطى ثم يمتن ، أو يطلب بعطائه الصدارة بين الناس، رجل يحبط ـ بهذا المسلك ـ عمله، ويضيع أجره.
وقد رسم القرآن الكريم صورة هذا المحروم من أجره وهو أفقر الناس إليه فضرب له المثل بشيخ طاعن فى السن له أولاد ضعاف يرتزقون من حديقة لهم، قد تعلقت بها آمالهم.
وبغتة صوح نبتها إثر كارثة جوية أحرقتها...!!!
ذلك مثل العمل الصالح يهلك بسوء التعقيب عليه (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون)
__________________
رد مع اقتباس
  #131  
قديم 07-06-2010, 09:29 AM
الصورة الرمزية engi11
engi11 engi11 غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,255
معدل تقييم المستوى: 17
engi11 has a spectacular aura about
افتراضي

بارك الله فيكم
وجزاك الله كل الخير ووضعه فى ميزان حسناتك
رد مع اقتباس
  #132  
قديم 07-06-2010, 09:36 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة engi11 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكم
وجزاك الله كل الخير ووضعه فى ميزان حسناتك
اكرمك الله ورضى عنك وغفر لك ويسر كل امورك
__________________
رد مع اقتباس
  #133  
قديم 07-06-2012, 08:06 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

__________________
رد مع اقتباس
  #134  
قديم 07-06-2012, 08:07 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

__________________
رد مع اقتباس
  #135  
قديم 07-06-2012, 08:10 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
يارب


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:04 PM.