( آراء المعلمين )

[محمد حسن ضبعون]

توجهات مرحلة بناء مصر الحديثة

شعبنا الحبيب يجب ألا نستغرق كثيرا في الفرح بالنصر الأولى الذي تحقق فما هو قادم أهم بكثير ، ولنؤجل فرحتنا الكبرى إلى يوم أن نستكمل مشروع بناء مصر الحديثة ، ومؤشره أن تكون لنا محطة فضائية وعلمنا المصري يعانقه علم جامعة الدول العربية يرفرفان على القمر ، ويوم أن تكون منتجاتنا المصرية والعربية قد وصلت إلى كافة عواصم العالم إلى جوار ثقافتنا العربية الأصيلة .

تعلمنا من التاريخ أن الثورات الحقيقية المغيرة لمصائر وتاريخ الشعوب إنما هي من فصلين الفصل الأول هو تفكيك وإزالة النظام الاستبدادي القديم ، وبناء الدولة الجديدة الحديثة فهناك ثورتان ثورة على الاستبداد والفساد ، والفصل الثاني هو ثورة على الجهل والتخلف وشق طريق التنمية والنهضة والتحرر الكامل .

ونحن كمصريين وعرب عانينا كثيرا بسبب عدم تمكنا من إكمال الفصل الثاني من ثوراتنا السابقة ، ولكننا اليوم مصرون كل الإصرار على إكمال مسيرتنا حتى النهاية حتى نبنى مصر الحديثة أم الدنيا أمة كبرى عظمى بكل ما تحمل الكلمة من معنى

مصر في مقدمة العالم وان شاء الله سنكون دولة عظمى لنعيد كتابة التاريخ الانسانى من جديد ولتشرق شمس مصر العظمى على سماء الإنسانية مصر بحضارتها وعراقتها الممزوجة بعبق جميع الحضارات والديانات التي عرفتها البشرية.

ولنكف عن الحديث لنبدأ العمل الواعي المخطط الممنهج الحكيم .

تبدأ خطوات البناء والعمل الاستراتيجي بامتلاك رؤية استراتيجية واضحة يتبناها جميع أبناء الشعب تعقبها التوجهات الإستراتيجية الأساسية التي تحكم وتنظم فكر ووجدان الجميع ليشارك ويعمل في تحقيق الرؤية والغاية الكبرى لمصر.

التوجهات لمرحلة بناء مصر الحديثة

1ــ وحدة المجتمع المصري
ونقصد به صف الشعب المصري مسلمين ومسيحيين ، بما في ذلك كافة التوجهات والتنظيمات السياسية الحالية والتي ستنشأ خلال الفترة المقبلة ، نتفق في رؤية وهدف واحد وهو بناء مصر الحديث ونجتهد ونبدع ونختلف في كبقية تحقيق هذا الهدف .
كل يد واحدة فيما سيتربص بنا من أية محاولات لتفكيك وحدتنا ونشر نعرات الطائفيةالمتنوعة ــ كلنا يد واحدة ، كلنا يقظة ، كلنا سنكتشف أية محاولة من بدايتها .

2 ــ العمل لبناء الداخل
همنا الأول الآن هو إعادة بناء مصر الحديثة القوية حتى تستعيد مكانتها ثم تبدأ في أداء أدوراها الإقليمية المطلوبة منها ، ولن يكون ذلك ألا بالانكفاء على إعادة بناء الذات الداخلية اولأ وحشد كل الجهود في هذا الاتجاه ، يجب ألا نستدرج لأية معارك جانبية حتى لا تستنزف مواردنا وتهدد مشروعنا.

3 ــ المهنية والاحتراف
بناء مصر الحديثة يتطلب رجالا حقيقيين يمتلكون احدث العلوم والمعارف وأقوى المهارات اللازمة في كافة ميادين الزراعة والصناعة والتجارة والإعلام والفن ... الخ ــ مما يتطلب الالتزام بأحدث معايير التعليم والتدريب والتأهيل التي ستمنحنا جميعا الوصول إلى معايير الجودة المهنية لكافة قطاعات العمل في القرن 21 ــ وان شاء الله لنا أحاديث تفصيلية ممتدة ومتواصلة في ذلك.

4 ــ الاستعلاء على الأنا
نستعلي بنفوسنا المصرية الشامخة على سفاسف الأهداف والرغبات الأنانية الذاتية المتعلقة بالأنا ، ولنكف الحديث تماما عما بذلنا وما قدمنا وعن حجم مشاركتنا وتضحياتنا ومن كان معنا ومن ضدنا وتاريخنا...الخ من كل هذا الكلام السخيف ــ الآن السؤال هو ماذا ستقدم لمشروع بناء مصر الحديثة ؟ هذا هو السؤال وفقط ــ لا تضيع وقتك ووقت الآخرين في حديث الماضي فهو في حقيقته تضييع للوقت الحاضر وتهديد للمستقبل القادم

5 ــ الشباب في المقدمة
نعنى بالشباب مابين الخامسة عشر والثلاثين هذا هو مفهوم الشباب ، ولابد أن يتقدموا الصفوف بما يمتلكونه من مقومات علمية ومهنية ، وداعا وداعا وألف وداع لتسلط الآباء والأساتذة لمجرد أنهم كبار السن والخبرة وفقط ، العبرة بالمعايير المهنية الحديثة ، من يمتلكها يتقدمنا بغض النظر عن سنه .
وبطبيعة الحال كل الاحترام والتقدير للكبار والآباء فاحترامهم ثابت ومقدس ، وفى حقيقته شيء ومن يقودنا شيء آخر ، ومصر فوق الجميع

6 ــ التحرر التام من كل أشكال التبعية والمهانة
لا للمعونات الأمريكية ولا لأية مساعدات أو منح من مؤسسات دولية لا وألف لا لكل هذه الاختراقات الإستراتيجية لأمننا القومي الثقافي والمعرفي ، لا وألف لا لكل ما يهدد كرامتنا ، فقط لا نقبل إلا ما نتواصل به مع إخواننا العرب فنحن منهم ووهم منا وكلنا جسد واحد ومشروع واحد تتكامل فيه كافة مواردنا المتنوعة لتبنى مصر الحديثة وامتنا العربية القوية.

7 ــ التحرر من الأوهام والأفكار والخرافات
التي تجمد العقل وتقيد الحركة ،وهنا يأتي دور المفكرين والمثقفين والتربويين في إعادة فرز أهم الأفكار والقيم الحاكمة لثقافة شعبنا المصري العظيم وإعادة فرزها وتنقيحها تمهيد لإعادة صف منظومة قيم مصر الحديثة لتكون معيارا وملهما ومحفز ومفجرا لكل طاقتنا ــ وهذا الحديث ممتد أن شاء الله .

احبتى شعبنا العظيم شعب مصر الأبي الكبير هذه أمنيتى اكتبها إليكم ، وأنا مرفوع الرأس مملوء بالأمل والرغبة القوية في العمل والانجاز والحمد لله لا أطيل عليكم فليذهب كل منا إلى ميدانه لا وقت إلا للعلم والفكر والتطبيق والعمل ، والإبداع دوما في التبسيط والإيجاز، وليكن ذلك نهجنا القادم أن شاء الله