اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-12-2018, 07:02 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New المؤمنون وحالات الاكتئاب


لانشك أن هناك بعض تغييرات فيسيولوجية في بعض حالات المرضي بالاكتئاب لها سبب مرضي وتأثيرات كيميائية على العمليات الحيوية في الجسد تحتاج الى دواء وعقاقير تخفف من وطاتها وتساهم في علاجها , لكننا ههنا نتحدث عن اصل سبب الاكتئاب النفسي الذي قد يصيب المرء , وقد يشمل معنى الاكتئاب الذي نتحدث عنه في المقال معاني الحزن والهم والضيق وغيرها من المعاني المسببة للآلام النفسية الداخلية .

وقد أصاب الاكتئاب و الملل من الحياة كثيرا من الغربيين , و كيف لا يكتئبون و قد عاشوا واختاروا أن يعيشوا حياة نفعية خالصة , أكل و نوم و أحلام مؤقتة , و قد ينتهي عند الكثير منهم علي اختلاف أعمارهم وصول الاكتئاب عندهم إلي أعالي درجاته حتي ربما ألقوا بأنفسهم في دائرة الانتحار , وذلك أيضاَ أمر طبيعي ليس فيه أي عجب بالنسبة لهم , فلا دين رادع و لا عقيدة ثابتة و لا أصول* يعودون إليها

ورغم كل ما يتمتعون به من نعم الخالق التي تحوطهم ليلاَ و نهار , فعلي العكس ينسبون كل نعمة تعود إليهم إلي ذاتهم علي حد قولهم " ذلك نتيجة عملهم و جهدهم صاروا متنعمين ".

أما المسلم فكيف يكتئب و قد منحه الله تعالي الكثير من النعم ؟!
الفرق بين الطرفين أن كل نعمة لدي المؤمن يرجع منحها لله تعالي الخالق , فيختلف تمتع المسلم عن تمتع الكافر بها*

*فنعمة البصر يتمتع بها المسلم لأنه يري مخلوقات الله في الكون و جمال الطبيعة والإحساس بوجود الله سبحانه , لكن الكافر يجد في البصر ما ينظر به إلي كل ما يريد سواء أكان جميلا أو قبيحا , شرا أو خيرا

والمؤمن أمره كله له خير , حتى همومه وغمومه إن احتسبها , فتصير له خير , يقول النبي صلي الله عليه و سلم "عجباَ لأمر المؤمن إن امره كله خير و ليس ذاك لأحد إلا المؤمن* إن أصابته سراء شكر فكان خيراَ له و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " .

ليس ذلك فقط بل اعطي لنا ديننا العظيم مفتاح الخلاص من هذه المحن من طرائق اللجوء إليه ودعائه بأدعية وأذكار لها دورها الكبير بجانب الشعور بمعية الله تعالي و الثقة بأن لا منجي و لا ملجأ منه إلا إليه .

فإبراهيم عليه السلام كان معلقا بين السماء و الأرض ووعالما ألا مفر من وقوعه في النار , لكنه في هذه اللحظة رفع بصره إلي السماء مردداَ " حسبي الله و نعم الوكيل "

*فكانت معية الله تعالي له بأمر النار أن تكون برداَ و سلاماَ علي إبراهيم , و يونس لما إلتقمه الحوت فناجي في الظلمات ربه " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " فكانت معية الله تعالي له و كشف عنه السوء

*أما هاجر المحبة لربها إذ أحسنت الظن به سبحانه حيث تركها زوجها إبراهيم في صحراء خاوية جدباء بلا زرع و لا ماء , وأيقنت أن ذلك أمر الله تعالي لزوجها فقالت وبين يديها وليدها الرضيع "إذن لن يضيعنا الله "

فمن قصد الله في محنته بقلب خالص فلن يخذله ربه أبداَ , فاللجوء والتوكل علي الله تعالي و العودة إليه كاف بأن يخرج العبد من أزمته ومن كربه و همه

والمؤمن في خاطره فكرة يعيش عليها , وهدف يسعى نحوه , تتعلق بإصلاح الحياة , وتقويم الناس , وبث الخير والهدى , فيسعي إليها , فيستغل الفراغ الذي عنده فلا يستطيع أن يطرق الشيطان بابه , فلا يجد أى خيط لدخول الملل و الاكتئاب لديه , و يبدل ذلك الفراغ بما يرضي الله تعالي و يحتسب كل عمل يقوم به لله .

وفي أحيان كثيرة يصيب الاكتئاب الإنسان ضعيف النفس , لكن المسلم ليس بضعيف لأن إيمانه جعله من أقوى الأقوياء و بزيادة الإيمان يزيد ارتباط العبد بربه , و عندها تجد في قلبه القوة التي يستطيع أن يتغلب بها علي كل الصعاب , لذلك إذا شعر العبد بالاكتئاب ليس عليه إلا أن يعود إل ربه و يقوي إيمانه و يراجع حساباته .

ويبحث عن كل ما باعد بينه و بين ربه , ويطرق الباب بالدعاء و المناجاة و صلاة الليل و الخلوة به سبحانه فسوف يجد في قلبه الراحة التي يبحث عنها بعد الضيق و السعادة بعد الحزن , بل قد يجد من ذلك حلول الأمور المعقدة ففي الحديث عن عائشة أن النبي صلي الله عليه و سلم قال " لا يغني حذر من قدر , و الدعاء ينفع مما نزل ومما لا ينزل , و إن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلي يوم القيامة "

و كيف يحزن المسلم أو يكتئب و هو يعلم أن كل ما يصيبه من هم أو غم حتي الشوكة له عليها أجر , فعن النبي صلي الله عليه و سلم* قال "ما يصيب المسلم من نصب و لا وصب و لا حزن* و لا غم* ولا أذي حتي الشوكة يشاكها* إلا كفر الله تعالي بها خطاياه " .

هكذا يجب أن يعيش المؤمن بتلك النفحات الربانية فتخرجه من دائرة الأحزان و الاكتئاب , فتغير احواله* , إذ بالإسلام يعرف العبد ربه* بأسمائه العليا و صدّق بها , فاستشعر رحمة ربه وعلمه وقيوميته وكشفه الضر وإجابة دعوته إذا هو دعاه .

على جانب آخر علي المسلم أن يعلم أنه قد لا يدرك المرء كل أمانيه بل قد يحقق بعض امانيه التي بات يحلم بها* , لكنه عليه بالرضا , لأن قدر الله تعالي حال بينه و بين تحقيقها , ذلك الرضا الذي يجعل القليل عنده كثيرا* , بل يشبع الإنسان و يحجم نظره تجاه ما عند الغير* , فيسعد قلبه دائماَ و لا يجد للاكتئاب و لا الأحزان بابا للدخول إليه .

أيضاَ علمنا إسلامنا أنه لا يصح لمسلم أن يحمل في قلبه لأخيه ضيقا أو خصاما , ولا بد أن يدخل قلبه في دائرة العفو و التسامح لمن ظلمه , فإن ترويض القلب علي العفو باب لإعادة السعادة إليه , فكيف يكتئب و هو محب لكل الطيبين* !

أيضاَ الحسنة تلو الحسنة تضع في القلب نورا يستوجب له السعادة , و السيئة تلو السيئة تجعل في القلب رانا يورث له الظلمة والوحشة وحمل الهموم , لكن إذا مسه الحزن عليه ألا يقنط من رحمة الله تعالي , و ليس عليه إلا باب التوبة الخالصة الصادقة كي تخلصه مما هو فيه , حينئذ يقبله ربه و يبدل ضيقه بالفرج و عسره باليسر , فكيف يكتئب العبد و أمامه كل هذه الأبواب ؟ !

وقد يكون من أسباب اكتئاب العبد دين أثقل عاتقه , فالعلاج هنا في السنة النبوية , أولا أن عليه عقد النية* الخالصة لله علي السداد ثم الدعاء و قد أوصانا النبي الكريم صلي الله عليه و سلم بكلمات صالحات :" اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل والهرم وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " أخرجه البخاري

ثم بعد ذلك الأخذ بالأسباب في وضع خطة لسداد ذلك الدين , وعليه ان يعلم ان الذي سيعينه في سداد دينه هو الله تعالي , كما في الحديث الشريف " ثلاثة حق علي الله عونهم , المجاهد في سبيل الله , و المكاتب الذي يريد الأداء , و الناكح الذي يريد العفاف " ,* فلماذا يكتئب العبد بعد ذلك ؟!

إن لقاء الله تعالي قادم لا مفر , فلا داعي لأن يضيع المرء أيام حياته في الاكتئاب اذ يكون من آثاره حرمان العبد أيضاَ كثيرا من العبادات , فهذا اليوم الذي يمر علي العبد لن يعود مرة ثانية , فلنترك الأحزان و الهموم بقوة* إرادة للخلاص من قيود ذلك الاكتئاب , و ننظر لأيامنا بمرآة الأمل الصالح , والخير المأمول فيما عند الله تعالي .

فاليوم إن شاء الله بالحمد و الرضا يصبح أفضل من أمس , و غداَ بشيئه الإله و حسن الظن به سبحانه سيكون أفضل من اليوم* .......فعار علي المسلم أن* يكون إلهه الله تعالي و نبيه محمد صلي الله عليه و سلم* و دينه الإسلام* ثم نراه يكتئب* !


أميمة الجابر

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 31-12-2018, 07:16 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New

دواء الكآبة في قوة الإيمان واليقين

"(كأب): الكاف والهمزة والباء كلمة تدل على انكسار، وسوء حال"؛ معجم مقاييس اللغة، كتاب: الكاف، باب: الكاف والألف وما يثلثهما.

والكآبة تغيُّر النفس من حزن ونحوه؛ قال ابن الأثير رحمه الله: الكآبة: تغيُّر النفس بالانكسار من شدة الهم والحزن، يُقال: كئب كآبةً واكتأب، فهو كئيب ومكتئب؛ (النهاية في غريب الحديث والأثر، باب: الكاف مع الهمزة).

إن من الناس من إذا أساء له أحد أو حزبه أمرٌ، اكتأب، ولا شك أنه حال مذموم؛ لأنه إذا طال أفسد النفس وأهلكها، وإذا كانت أحوال الإساءة واردة في حياة الإنسان، فإن داء الاكتئاب وارد أيضًا بسبب ما تفرزه هذه الإساءة من أحوال الحزن والهم والغم والعجز، تفتك بالمشاعر الطيبة، وتُوقِد النيَّات المذمومة والمؤذية.

قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ ﴾ [المعارج: 19 - 35].

قال ابن كثير رحمه الله: يقول تعالى مخبرًا عن الإنسان وما هو مجبول عليه من الأخلاق الدنيئة: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ﴾، ثم فسَّره بقوله: ﴿ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ﴾؛ أي: إذا أصابه الضر فزع وجزع، وانخلع قلبه من شدة الرعب، وأيس أن يحصل له بعد ذلك خير.

﴿ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ﴾؛ أي: إذا حصلت له نعمة من الله بخل بها على غيره، ومنع حق الله فيها؛ (تفسير ابن كثير، تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ﴾).

وقال ثعلب أيضًا: قد فسَّر الله الهلوع؛ وهو الذي إذا ناله الشر أظهر شدة الجزع، وإذا ناله الخير بخل به، ومنعه الناس، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((شر ما أعطي العبد شح هالع، وجبن خالع)).

والهلع في اللغة: أشدُّ الحرص، وأسوأ الجزع وأفحشه؛ (تفسير القرطبي؛ قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ﴾).

وقال ابن كيسان: خلق الله الإنسان يحبُّ ما يسرُّه ويرضيه، ويهرب مما يكرهه ويسخطه، ثم تعبده الله بإنفاق ما يحب، والصبر على ما يكره.

وإذا كان حال الإنسان من الهلع ما أخبر به الله تعالى - وهو الأعلم بما خلق- فإنه سبحانه وتعالى أخبر أن الالتزام بالأعمال التعبُّدية تحفظ الإنسان في حالات الجزع، وتقيه مما يترتَّب عليها من كآبة تكسر النفس، وتخمد القوى وتفسدها، وهذه الأعمال هي القيام بالصلاة على الدوام، والإنفاق على المستحقين، والتصديق بيوم الدين، والخوف من عذاب الله، فلا أمان لأحد منه، والعفاف عما لا يحل ولا ينبغي، وحفظ الأمانات ورعاية العهود، وأداء الشهادة فلا يكتمها ولا يغيرها لحفظ الحقوق، والمحافظة على أحوال الصلاة التي جعلت قرة عين الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

لا شك أن هذه الأعمال التعبُّدية إذا اشتغل بها الإنسان شغلته عما يضرُّه ولا ينفعه، وأمدَّتْه بقوة روحية كفيلة بوقايته من حالات الهلع، وما تجرُّه من أضرار مسببة للاكتئاب.
قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 139].

قال القاسمي: "إن كنتم مؤمنين، فلا تهنوا ولا تحزنوا، فإن الإيمان يوجب قوة القلب، والثقة بصنع الله تعالى"؛ (تفسير القاسمي، سورة آل عمران، قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾).

إن إيمان الإنسان بحقيقة أن الله يُدبِّر أموره، يقوِّي قلبه ويثبته ألا يزيغ ويهلك، فالله لم يخلق الإنسان ليهلكه حتمًا، فيحتوي الإنسان بذلك ألمه، ويحيط به، ويدرك مراد الله فيه، فما أصابه لم يكن ليخطئه، وليعتبر، والإنسان مطلع على سريرته، ولو صارحها لصارحته، ولو تأمَّل تدبير الله تعالى للكون، وهو أعظم، لراقه إبداع الله سبحانه في تدبير أمور الحيوان والنبات والجماد، وهي باقية شاهدة على الإنسان بحسن تدبير موجدها، وهو الله بديع السماوات والأرض، الرحمن الرحيم، سبحانه وتعالى.


مريم امرابط
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:11 PM.