اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-05-2015, 11:28 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي كلمة غالية جدا من الإمام تقي الدين المقريزي رحمه الله ... يصف حالنا اليوم !!


كلمة غالية جدا من الإمام تقي الدين المقريزي رحمه الله ... يصف حالنا اليوم !!


محمود حافظ


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم أما بعد ...

علماء السوء !! أحذية السلطان !! لا يزال هذا الصنف من أدعياء العلم موجودون في كل زمان ومكان , وكتب تقي الدين المقريزي (ت 845هـ) رحمه الله يصف حال زمانه ويستغرب من تلك الأحكام التي يصدرها العلماء تزلفا للأمراء والسلاطين وتغييرا لمعالم الدين , والأسوأ من ذلك أن تُعدّ حكما شرعيا !! , ثم انظروا كيف علّق المقريزي رحمه الله في كلمات بسيطة على هذه المأساة.

يقول الإمام تقي الدين المقريزي رحمه الله : " وفي هذا الشهر ادعى على يهودي متزوج أنه زنى بيهودية, فعني به بعض خواص السلطان حتى حكم له بعض نواب القضاة الحنفية برفع الرجم عنه!!, ونفذ حكمه من عداه من القضاة الذين مذهبهم رجمه, فكان هذا من شنيع ما حُكم به في زمننا!. وهو وإن كان مذهب الحنفية أن الكتابي المتزوج لا يُرجم, فإنه لم يحكم به قاض فيما أدركناه.

ولكن خكم بعض نواب القضاة الحنفية في الأيام الأشرفية برسباي بشنعاء, وقد ضرب العفيف النصراني بحضرة السلطان حتى أظهر الإسلام!!. وكان له أولاد بالغون, فكره إسلامهم, وخاف أن يُكرهوا عليه, فرغب إلى من حكم به ببقائهم على النصرانية, وأن لا يدخلوا في دين الإسلام, فجاء من حكمه بطامة لم يُعص الله بأقبح منها. وعُدَّت مع ذلك أنها حكم شرعي !!!.

فيالله!!, ما أخوفني من سوء عاقبة هذه الأحكام, ولله در القائل:

إذا جار الأمير وصاحباه *** وقاضي الحكم داهن في القضاء
فويل ثم ويل ثم ويل *** لقاضي الأرض من قاضي السماء.
"أ.هـ (1)

فتأمل مقولة المقريزي : فيالله!!, ما أخوفني من سوء عاقبة هذه الأحكام!! .. وكأنه رحمه الله يرى بعين اليقين عقوبة ذلك التلاعب بالدين في خذلان الله للدولة المسلمة , وقد كان بعد ستين سنة تقريبا, سقطت دولة المماليك واستبدل الله بها خير منها وهي الدولة العثمانية !!

وهذا هو وظيفة المؤرخ ان يرى المستقبل بما لديه من مخوزن ضخم من أحداث التاريخ , فيرى مواضع الخلل في الأمة وينبه عليها ويدعو الناس لتفادي ذلك الخلل من موانع التمكين.

نسأل الله تعالى ان يستخدمنا ولا يستبدلنا وأن يقيمنا على ثغر التاريخ كما يحب ويرضى ... آمين آمين آمين

-------------------------------------------------

(1) السلوك في معرفة دول الملوك, للمقريزي (الجزأ الرابع, القسم الثالث ص 1212)



رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:24 AM.